رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثامن والعشرون
احقا ترى ان علاقتنا كانت خطأ؟ جاء هذا الصوت المنكسر من خلفهما ليلتفت كليهما بصدمة.
ماديسون انظري. قال هاري فور التافتهم، تضع ايفدوكيا يدها على فمها الفارغ بصدمة هي لم تتوقع حدوث ذلك مطلقاً، تقاطع ماديسون حديث هاري قائلة: انتظر هاري، انتِ. انتِ ماذا تفعلين برفقة هاري؟ تلفظت ماديسون و هي تُشير بإصبعها نحو ايفدوكيا بإحتقار.
لا تتحدثِ إليها بتلك الطريقة تكلم هاري بإنفعال لتنظره نحوه ماديسون بغضب.
ماديسون دعيني اوضح لكِ. انتِ تسئين فهم ما يحدث اردفت ايفدوكيا بنبرة منكسرة تحاول عدم البكاء.
لما تُفدسين كل شيء دوماً ايفدوكيا؟ تفوهت ماديسون بنبرة يملاؤها اللوم.
هي لم تُفسد شيء.
توقف عن التدخل بيني و بين شقيقتي قالت ماديسون بصراخ ليصمت هاري بينما يضم قبضته بغضب.
لما تسعين دوماً للحصول على انتباه الجميع؟ ألم يكفيكِ كل الإهتمام الذي حظيت به طوال تلك السنوات ؛ اخبريني ايفدوكيا ألم تجدِ شخصاً غير حبيب شقيقتكِ لتحاولي جذب انتباهه بأساليبك الرخيصة.
ماديسون! بصوت اجش و خشن صرخ هاري ليجفل كلاهما قبل ان تفتح ايفدوكيا فمها
أنا لا اسمح لكِ بالتحدث عني بتلك الطريقة. اعلم ان الوضع حساس للغاية الآن و انا حقاً اقدر غضبك لكن من فضلك ماديسون لا تُفسدي علاقتنا و تجرحي مشاعري لمجرد سوء تفاهم تكلمت ايفدوكيا بإنكسار لتهرب دمعه من عيناها.
لا اريد ان استمع إلى اي شيء قالت ماديسون و هي تهم بالرحيل مبتعده عنهم، سارت عدة خطوات قبل ان تتوقف و تنظر نحو ايفدوكيا التي بللت دموعها المنهمرة وجنتيها.
اتعلمين لقد كنت انوي العودة حقاً هذه المرة لكن بفضلك لن افعل ايفدوكيا، و الآن اصبح لديكِ سبباً حقيقياً لتبكين من اجله قالت ماديسون بحزن ممزوج بالغضب لترحل بخطوات مسرعة، تجثو ايفدوكيا على ركبتيها سامحه لشهقاتها للخروج لم تبكي هي بتلك الحرقة منذ وقت طويل، وعلى الرغم من عدم استيعاب هاري لبعض مما قيل في تلك المحادثة لكنه استطاع الشعور بالآلم الذي تشعر به ايفدوكيا.
يجلس هاري بالقرب منها تاركاً مسافة كافية بينهم، ينظر نحوها بحزن و شهقاتها كخنجر يُطعن في قلبه لا يدري ماذا يفعل و بشكل خاص كونهم يعتبر محور الشجار هذه المرة، يفكر في داخله كيف ان تلك الحمقاء التي تُسمى ماديسون قد جرحت مشاعر شقيقتها ظناً منها ان شقيقتها تحاول سرقة حبيبها لكن في الواقع ايفدوكيا لا تحاول ان تسرق قلب هاري او اي شيء من هذا القبيل بل هو من يتبعها إلى كل مكان او من يحاول سرقة قلبها و ليس العكس، اما عن ماديسون فإبتعادها لتلك المدة كان كفيلاً بجعل هاري يتخطاها تماماً بغض النظر عن المعاناة التي قد مر بها في تلك المدة لكن في النهاية هو لم يعد يرى اي شيء امامه سوى ايفدوكيا.
انا حقاً اعتذر. ايضاً يمكنني الرحيل إذا اردتِ، يمكنني الإختفاء تماماً لكن فقط لا تحزني و توقفِ عن البكاء تكلم هاري بأسى لتنظر نحوه ايفدوكيا بعيناها الحمراوتان قبل ان تأخذ نفس عميق ثم تقول:
المشكلة لا تتعلق بكَ هاري. اعني ربما هذه المرة لكن في المطلق الأمر ليس متعلقاً بك.
دعيني اقوم بإيصالك إلى المنزل حسناً؟ قال هاري بنبرة هادئة.
حسناً. لكن إلى اين ذهبت هي؟ لا املك رقم هاتفها. اردفت هي بقلة حيلة لتنهمر دموعها من جديد.
لا تقلقِ إنه بحوزتي سوف اجدها لا تشغلِ بالكِ بهذا الأمر، فقط اريد ان تحصلِ على بعض الراحة.
حسناً لنذهب تفوهت و هي تسير و هو يسير خلفها قبل ان توقفه قائلة:
هل لديك منديل ورقي كي امسح تلك الدموع قبل عودتي إلى المنزل.
لا اظن ان بحوزتِ منديل ورقي لكن يوجد هذا قال و هو يُخرج منديل من القماش ذو لون أزرق داكن كان حجمه كبير قليلاً اشبه بوشاح صغير، اعطاها إياه لتخترق انفها رائحة عطر قوية تصدر من ذلك المنديل.
اوه رائحته. جذابة حقاً اردفت ايفدوكيا و هي تُقرب المنديل من انفها لتستنشق المزيد من تلك الرائحة التي تروق لها كثيراً لينظر نحوها هاري بإبتسامة كبيرة.
ماذا؟ سألت هي ببلاهه.
لا شيء. فقط تلك الرائحة الجذابة ببساطة هي رائحتِ اعني رائحة عطري تكلم هاري و هو يبتسم لتنظر نحوه هي بصدمة و تدعو بداخلها ان تنشق الأرض لتبتلعها حتى لا تكون في مثل هذا الموقف و الآن بعد ان هدأت حُمرة وجهها نتيجة البكاء ازدادت مجدداً نتيجة الخجل.
بالمناسبة يمكنكِ الإحتفاظ به.
لا لا داعي لذلك اشكرك قالت بنبرة هادئة.
لا حقاً يمكنكِ ذلك لكن على شرطاً واحد.
ماذا؟
ان تحافظِ عليه، إنه يعني لي الكثير اردف هاري مع ابتسامة جانبيه صغيرة بدت نظرات عيناه و كأنه يتذكر شيئاً ما.
حسناً بالطبع تكلمت مع ابتسامة صغيرة.
قام هاري بإيصالها إلى المنزل و فور وصولهم إلى الباب قال:
هل تنوين العيش هنا؟
أجل نوعاً ما.
هذا يعني انه يتوجب على إلغاء ذلك العرض اردف هاري و هو يدعي الحزن.
اي عرض؟
هناك عرض عمل سيكون جيد من اجلك لكن سيكون هذا مستحيلاً إذا بقيتِ هنا.
عرض عمل؟ من اين آتى هذا الآن؟ سألت و هي ترفع احدى حاجبيها بتساؤل.
لا يهم لكن صدقيني الأمر يستحق قال ليُثير فضولها.
اخبرني بالتفاصيل إذاً قالت بفضول لينظر نحوها بإبتسامة جانبيه قبل ان يُردف.
سأتحدث إليكِ غداً لأخبركِ بالتفاصيل تحدث و كاد ان يذهب قبل ان تُوقفه هي قائلة:
انتَ لا تملك رقم هاتفي الجديد، امنحني هاتفك كي اقوم بتسجيله.
حسناً قال، تبادلوا ارقام الهاتف قبل ان يذهب هاري نحو سيارته و على وجهه ابتسامة نصر بينما زالت تلك الإبتسامة عندما تذكر أمر ماديسون.
قاد هاري سيارته ليضع السماعة اللاسلكية في أذنه ليتصل بماديسون و بداخله يآمل الا يأخذ مخالفة للتحدث في الهاتف اثناء القيادة، يتصل مرتين و لا جواب لكن في المرة الثالثة جاءه صوتها الباكِ عبر الجانب الآخر.
ماذا تريد؟
ماذا تعنين بماذا تريد؟ اين انتِ؟
لن اخبرك قالت بغضب طفولي ليقلب هاري عيناه محاولاً السيطرة على اعصابه.
لنتحدث اولاً ثم افعلي كل ما تريدين حسناً؟
حسناً، سأرسل لكَ العنوان اردفت ليزفر هاري براحة، فهو كان نوعاً ما قلق بشأنها كونها فتاة متهورة مفطورة القلب و في هذا الوقت المتأخر من الليل لا يدري ما الذي قد تُقدِم عليه، كما ان جانب منه كان يبحث عنها كونها حبيبته الصادقة و لديه الكثير من الذكريات معها اما اهم سبب لبحثه عنها هو ان يطمئن قلب ايفدوكيا و حتى لا تشعر بالذنب.
ذهب هاري نحو ذلك المكان، كان مقهي ذو جزئين احداهما الخارجي و التي كانت تجلس هي به، يبدو عليها الغضب، قدمها تهتز بقوة و تقوم بتقليب السكر في كوب القهوة الموضوع امامها بعشوائية.
اهدئي قليلاً تكلم هاري فجاءة لتشهق هي برعب.
ما اللعنة. لما فعلت هذا؟ تجاهل هاري حديثها قائلاً:
احييكِ على ذلك العرض الدرامي الرائع قال هاري و هو يصفق بصوت منخفض بينما غلف حديثه السخرية الشديدة.
عرض درامي! لقد رأيت شقيقتي برفقة حبيبي.
السابق قاطعها هاري لتنظر نحوه.
لكن. هاري كي اكون صادقة لقد ندمت على هجرك، و قد عدت طالبةً منك الصفح و العودة لكن ظهورها، كادت تُكمل ليقاطعها هو:.
لا ماديسون لم اكن لا اوافق على العودة، الأمر لا علاقة له بظهور ايفدوكيا في حياتي. كان نصف حديثه كذب و النصف الآخر صدق، هو بالفعل لم يكن ينوي العودة لها تحت اي ظروف، لكن ربما كان ليقع اسفل تأثيرها إذا لم تتواجد ايفدوكيا، فطيف ايفدوكيا الذي ظهر في حياته جعله قادراً على تخطي جزء كبير من الآلم الذي سببته ماديسون و هو الآن ليس لديه اي نيه لخسارة ايفدوكيا من اجل ماديسون.
هذا ليس صحيح، انظر ربما لو ابتعدت عنها لبعض الوقت سنتمكن من العودة مجدداً.
اين كرامتكِ يا فتاة! لقد سحقتِ كرامتكِ و كبريائكِ بنفسكِ! لقد اخبرتكِ انني لا اريد ان نكون سوياً لقد انتهت تلك القصة في ذلك اليوم و عند تلك اللحظة التي قررتِ السير مبتعدة دون ذرة اهتمام لمشاعري او لأي وقت قد قضيناه سوياً.
إذاً لما انتَ هنا؟ ماذا تفعل هنا لما تجلس امامي؟ تكلمت بنبرة اشبه بالصراخ و بأعين باكية تنظر نحوه بغضب، هو يعلم ان حديثه لاذع و ربما قاسي إلى اقصى درجة لكن تلك هي احدى صفاته إنه صبور لكن عندما يتمادى الطرف الآخر في الخطأ حينها لا يراعي هو مشاعره و يصب غضبه على الشخص غير مبالياً بكون كلماته قاسية.
ماديسون انظري. انا اكن لكِ الإحترام، ربما يمكنكِ البقاء داخل دائرة المعارف خاصتي لكن كصديقة لا تطمحِ إلى أكثر من ذلك اردف هاري بهدوء محاولاً عدم جرح مشاعرها أكثر من ذلك.
هي من اخبرتك ان تقول هذا اليس كذلك؟
ماديسون! تفوه بإسمها بصراخ لتنتفض هي من حدة و علو صوته الآن اصبح الجميع ينظر إليهم لكن لم يهتم هو بل ظل مصوباً عيناه الخضراء التي اصبحت داكنة نحوها.
هيا سنذهب قال هاري بنبرة اكثر هدوءاً لكنها تحتوي على بعض الحده، ترك ثمن المشروبات لتسير هي امامه و الدموع تملأ عيناها لم تعتاد على صراخ هاري بتلك الطريقة بالرغم من شجارتهم العديدة لكنه لم يكن بتلك القسوة لم يكن بتلك الحده.
هيا إلى السيارة سنبحث عن فندق بالقرب من هنا.
ساد الصمت طوال الطريق لم يريد هو ان يبالغ في قسوته و لم يكن لديها طاقة للجدال هذه المرة، توقف هاري فجاءة لينظر نحوها و شعور الذنب يملأ عيناه.
انا اعتذر. حقاً أعصابي تالفة انا حقاً اعتذر مهما حدث انا لا املك اي حق يجعلني اصرخ على اي فتاة بتلك الطريقة كانت كلماته صادقة لقد كان هاري متقلب المزاج لكنه كان يدرك تماماً حين يخطئ، هو ربما لا يريد العودة إلى ماديسون لكن هذا لا يمنحه الحق ان يتحدث إليها بطريقة مهينه حتى و ان كان حديثها يقوم بإتلاف اعصابه.
لا بأس لنذهب، اشعر بالنعاس.
حسناً اردف هاري لينطلق مجدداً بسيارته نحو الفندق، قام بحجز غرفتين متجاورتين، قام بإيصالها إلى الغرفة ثم توجه نحو غرفته.
اما عن ايفدوكيا فعند مغادرة هاري قامت بالدخول إلى المنزل بهدوء تام فهي لا تريد من والدتها ان تستيقظ فربما قد تقوم بتوبيخها من اجل الخروج في الليل دون اخبارها.
توجهت نحو غرفتها بدلت ثيابها سريعاً و جلست على حافة السرير خاصتها علها تحصل على بعض الراحة لقد تعقدت الأمور بشكل كبير، يتملكها القلق بشأن ماديسون و لم يطمئنها هاري بعد و هي لا تدري ما العمل، كذلك شغل بالها العرض الذي تحدث عنه هاري لم يخبرها بالتفاصيل مما اثار فضولها بشكل كبير!
جلست تعبث بأغراضها القديمة حيث انها ذهبت إلى احدى الأدراج التي توجد بالمكتب الصغير الخاص بها لتجد صندوق يحوي الكثير من الأشياء، حملته و توجهت نحو سريرها غير مهتمة بالأتربة التي قد تلوث سريرها، كان ذلك الصندوق يحوي بعض الصور التي تخصها هي و ماديسون لقد كانوا سعداء إلى حد كبير ناهيك عن بكاء ماديسون في العديد من الصور لكن ايفدوكيا تذكر انهم كانوا سعداء، مر الوقت سريعاً و هي تتأمل تلك الأغراض حتى قررت الإتصال بهاري و هي تدعو بداخلها ان يمنحها إجابة تطمئن قلبها فهي تعرف أن ماديسون طائشة لهذا تملكها القلق.
انتظرت قليلاً لكن لا رد، تكرر المحاولة لقد بدأت تشعر بالقلق هل مازال يبحث ام. هل تشاجروا ام اصابها مكروه ام هو فقط تجاهل الأمر و لم يبحث.
مرحباً قاطع تفكيرها المشتت صوت هاري عبر الهاتف لم يبدو على صوته النعاس لذا لما لم يجيب.
هل وجدتها؟ سألت بلهفه ليجيب بمزاح.
يقول البشر مرحباً في بداية المكالمة.
انه ليس وقت مزاح او سخرية هاري! تكلمت بغضب قبل ان يقهقه هو ثم يعتذر.
انا حقاً اعتذر و نعم لقد وجدتها.
اين هي؟ هل ذهبت؟
انها معي، سوف نقضِ الليلة هنا في احدى الفنادق قال هاري ثم وضع يده على وجهه فور إدراكه لما تفوه به لقد اسأت فهمه بالتأكيد و الدليل على ذلك هو صمتها.
اوه. هل انتم. اعني تلعثمت ماذا عساها ان تقول، تلعن بداخلها حظها لما تزداد الامور سوءاً.
انها في الغرفة المجاورة لغرفتي و هي بخير لا داعي للقلق.
حسناً اشكرك، امم. وداعاً.
وداعاً قال هاري ليغلق الهاتف ويعيد خصلات شعره المبعثرة إلى الخلف.
في صباح اليوم التالي استيقظ هاري مبكراً ليتوجه نحو المطعم الخاص بالفندق مباشرة لتناول الفطور، تذكر أمر عرض العمل ليتصل بايفدوكيا على الرغم من انه لاحظ ان الوقت باكراً و انها قد تكون نائمة لكن لم يطيق الانتظار.
مرحباً.
مرحباً هاري تكلمت بصوت ناعس.
هل قمت بإيقاظك؟ سأل لتقهقه هي ثم تقول.
لا، بل شجار بين كلب احد الجيران و هرة، لا تهتم.
ترى من فاز؟
ارى ان حسك الفكاهي في تزايد مستمر مؤخراً قالت ليقهقه هو لقد حاولت ان تبدو وقحة لكنها كانت لطيفة في نظره و طفولية إلى حد كبير.
إلهي، لما تتصل في الصباح الباكر ستايلز؟
لقد اخبرتكِ امس انني سأتصل اليوم من اجل عرض العمل.
نعم. تذكرت اخبرني اذاً.
ستعملين كمصممه في الجزء الخاص بالأزياء و الموضة في الشركة، ستأخذين راتب كالذي يأخذه سائر المصممين و سيتم اجراء مقابلة عمل اولاً لنرى مهاراتك، ما رايكِ؟
مهلاً مهلأً. هذا كثير اعني امنحني دقيقة كي احاول استيعاب ما تقول صمتت لثوان قبل ان تجيبه ب اوافق بالطبع كان الحماس في صوتها كفيلاً بجعله يبتسم لمدة عام كامل، لقد كان يفكر امس لمدة طويلة في كيفية إقناعها بالعمل فهي لن تقبل اي مساعدة مالية و حتى لن تقبل تميزها عن سائر العاملين بالشركة كانت سترفض لا محالة لكنها قبلت لأنه قد تمكن من صياغة حديثه بصورة جيدة.
لكن بشأن والداي و الرحيل من هنا.
يمكننا مناقشة هذا عند قبولك بعد مقابلة العمل حسناً؟
حسناً لا بأس و لكن هذا يعني انني سأعود من حيث اتيت حتى اذهب لمقر شركتك؟
أجل، سأقوم بإيصالك لا داعي بأن تشغلِ بالكِ قال بلطف شديد لكن سرعان ما تحولت نبرته إلى نبرة حازمة قليلاً قائلاً:
سنكمل حديثنا لاحقاً.
لكن مهلاً انتَ لم تخبرني متى سنذهب!
سأقوم بإرسال رسالة نصيه تحوي التفاصيل.
نظر هاري نحو ماديسون و ابتسم لهذا السبب انهى المكالمة سريعاً بالطبع هو لا يخشى ماديسون لكنه سئم من الدراما الزائدة.
لماذا لم تخبرني انكَ ستنناول طعام الفطور.
لقد ظننت انكِ نائمة.
حسناً لا مشكلة، هل كانت محادثة عمل؟
أجل اجاب بإختصار لقد بدأ يشعر ببعض الضيق من اسألتها المستمرة لكن لا بأس هو يحاول عذرها فما حدث في اليوم السابق لم يكن سهلاً على الإطلاق.
إذاً هل ستعودين إلى باريس ام ستبقين هنا؟
لقد ترك لي مدير أعمالي رسالة نصية، أحتاج إلئ السفر إلى خارج فرنسا بأكملها لبضعه أيام ثم سأعود.
اوه جيد.
بالمناسبة لن تحتاج إلى إيصالي، هو سيقوم بإرسال سيارة خاصة على اي حال.
حسناً اردف هاري لتنظر نحوه ببعض الغضب لقد كانت تنتظر منه ان يصر على إيصالها لكنه لم يفعل و كان متعمداً، فهو يريد تدمير اي أمل لديها بشأنهم، كما انه سيتوجب عليه مقابلة ايفدوكيا بعد إرسال التفاصيل حتى يعود كلاهما إلى باريس مجدداً.
هاري أين شردت؟
هل كنتِ تتحدثين إلي؟
لا تهتم قالت بعصبية لينظر نحوها هاري بتعابير وجه خاليه ثم يردف اعتذر.
أنا سأذهب، بالمناسبة لقد قمت بدفع ثمن إقامتي في الفندق اردفت بغضب و هي تأخذ حقيبة يدها و تسير مبتعدة ليستقيم هاري و يتبعها سريعاً بعد ان ترك أموال على الطاولة من اجل ما تناوله.
انتظري، ماديسون إلى اين؟
ابتعد لا تلحق بي، سأذهب حيث اشاء و كأنك حقاً تهتم تكلمت و هي تسرع بخطواتها اكثر ليسرع هاري و يسبقها و يقف أمامها قاطعاً طريقها.
ماديسون اعلم انكِ تستمعين كثيراً بالتحدث ثم المغادرة سريعاً، تعشقين عندما يسعى الأشخاص ورائكِ و إن كنت افعل ذلك في الماضي فهذا لن يحدث الآن، توقفِ عن تصرفات الأطفال تلك تريدين التحدث لنجلس و نتحدث كالبشر لكن لا ترحلي غاضبة في منتصف الحديث وبخها هاري بنبرة عصبية لكن دون ان يرفع صوته، كانت متماسكة أمامه فتعابير وجهها كانت يكسوها الجمود على الرغم من كون هاري على ثقة تماماً أنها كانت تريد ان تبكي، بصق هاري كلماته ثم رحل تاركاً اياها في زهول.
بعث هاري رسالة نصيه لايفادوكيا لكنها لم تكن تحوي التفاصيل كما اخبرها سابقاً بل ليطلب منها مقابلته.
في الوقت ذاته كانت تتناول ايفدوكيا وجبة الإفطار برفقة والديها و لكنها نهضت سريعاً فور قراءنها للرسالة التي وصلتها، نظرت نحوها والدتها بتعجب لكنها لم تتفوه بأي شيء.
توجهت ايفدوكيا إلى الأعلى لتبدل ثيابها باحثة عن شيء يناسب الخروج في الصباح كانت منهمكه في البحث عن الثوب المناسب حتى انها لم تنتبه لصوت الباب لكنها فعلت عندما اخترقت تلك الكلمة آذنيها.
إلى اين تذهبين؟ مؤكد إلى المكان ذاته الذي ذهبتِ إليه البارحة أليس كذلك؟