قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع والعشرون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع والعشرون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع والعشرون

إلى اين تذهبين؟ مؤكد إلى المكان ذاته الذي ذهبتِ إليه البارحة أليس كذلك؟ قالت والدة ايفدوكيا بنبرة موبخة، قبل ان تدفع الباب قليلاً حتى تتوجه إلى داخل الغرفة.
أمي أنا. كانت على وشك أن تحاول ايجاد تفسير منطقي لكن قبل ان تفعل قاطعتها والدتها قائلة.

لقد ظننت انكِ امرأة ناضجة لما تصرفات المراهقين الآن؟
و هل كنتِ ستوافقِ على ذهابِ إلى الخارج في ذلك الوقت من الليل؟

حتى و إن كنت سأرفض، هل تظنين أن الحل هو التسلل من المنزل كفتاة في الخامسة عشر؟ وبختها والدتها لتنظر ايفدوكيا نحوها بخجل.
لا أمي. أعلم ان ما فعلت لا يليق بعمري لكن. انتِ كنتِ سترفضين لذا اضطررت لأن.

هذه الأفعال لا تنتمي لكِ ايف، ليست من طباعكِ الكذب او التسلل او الهرب
نعم أمي. انتِ محقة أنا اعتذر شعرت ايفدوكيا بالذنب فوالدتها كانت محقة، ليست من عادتها فعل هذا بل كانت ماديسون من تتبع هذا الأسلوب و ايفدوكيا لا تريد ان تفعل ما تفعله شقيقتها حتى لا تُحزن والدتها.

حسناً لا بأس و الآن اخبريني إلى أين وجهتكِ
مقابلة عمل.

اي مقابلة عمل هذه؟ سألت والدتها بتعجب.
انا حقاً لا املك الكثير من التفاصيل لكن سأخبركِ لاحقاً، من فضلك أمي لا مزيد من الأسئلة حتى لا اضطر إلى الكذب.

حسناً ايف، حظ موفق قالت والدتها بحزن و هي تقبل رأسها، كانت تعلم هي ان طريقتها قد احزنت والدتها لكنها لا تريد ان تكذب يكفي انها تخفي معرفتها السابقة بهاري.
اكملت ايفدوكيا ارتداء ثيابها قبل ان تأخذ سيارة أجرة إلى الموقع الذي ارسله هاري، لم تكن المسافة كبيرة فهذه المدينة كانت صغيرة على أي حال، وجدت ايف نفسها أمام فندق فخم و من الواضح انه تم بناؤه حديثه فهي لا تذكر انها رأته من قبل.

توجهت إلى الداخل لتسير في الساحة الكبيرة أعلى بساط أحمر اللون، يزين السقف ثُريا ضخمة بها قطع زجاجية أقرب في شكلها إلى الكريستال اللامع
، يكسو المكان اللون الذهبي مع الأحمر القاتم بعد ان انتهت من تآمل المكان تتوجه نحو موظف الإستقبال ليبتسم لها بلطف قائلاً:
مرحباً سيدتي كيف يمكنني مساعدتك؟
ابحث عن السيد هاري. هاري ستايلز.

إن السيد ينتظرك في الباحة الخلفية عند المسبح، ستقوم هي بإيصالك تفوه الشاب بلطف لتشكره ايفدوكيا و بالفعل تصحبها احدى الموظفات نحو المكان الذي قد تحدث عنه الموظف سابقاً بعض الطاولات الموضوعة بشكل منظم أمام المسبح الكبير، يمتلئ المكان بالعديد من النباتات
مرحباً قالت فور اقترابها من الطاولة خاصة هاري.

مرحباً، لقد اتيتِ في ميعادك بالضبط سيكون هذا جيد في العمل تفوه بها هاري و على وجهه ابتسامة واسعة تظهر الحفرتين في وجنتيه.
نعم، لهذا جئت إلى هنا من اجل العمل اردفت بنبرة صارمة و بتعابير وجه جامدة لتختفي الإبتسامة التي على وجهه.

إذاً لنتحدث عن العمل، كما اخبرتكِ سابقاً أنا في حاجة إلى مصممه جديدة لتقوم برسم تصميمات أزياء، ستعملين لمدة ثمانِ ساعات كباقي الموظفون أما بالنسبة للأجازات الأسبوعية فستكون يومان في الأسبوع من اختيارك، اما عن الراتب فأربعة الآف يورو بصورة مبدأية ما رأيكِ؟ ظلت تنظر نحوه بفم فارغ لقد اعجبها ما قاله كثيراً، كما ان العرض مذهل بالنسبة لشخص مثلها فهي لم تعمل في هذا المجال قط بل كانت تصنع بعض المشغولات اليدوية و بعض التصاميم الصغيرة من أجلها هي فقط لم تفعل من أجل شخصاً آخر من قبل. ربما فعلت مرة واحدة لكن لم تكررها مجدداً.

لقد قبلت العرض تكلمت بإندفاع و حماس شديد نظر نحوها و هو يرفع احدى حاجبيه هي حتى لم تستغرق وقتاً للتفكير يرجع ذلك لكونها فرصة لن تأتي سوى لمرة واحدة في العمر.

لقد ظننت انكِ لن تقرري الآن لكن هذا جيد لقد اتفقنا، سوف اقوم بتجهيز العقد و الإجراءات اللازمة.

حسناً اردفت بإبتسامة كبيرة قد شقت وجهها من احدى آذنيها للآخرى لكنها سرعان ما تذكرت امر هام لتسأل بقلق.

ماذا عن الإقامة و الإنتقال، اعني سيتوجب على الرحيل من هنا أليس كذلك؟

للأسف أجل، لكن بشأن والديكِ يمكنني توفير وسيلة إنتقال لتعودي إلى هنا في الأجازات الإسبوعية قال هاري بلطف شديد لتنظر نحوه بسعادة لم تعهدها منذ مدة طويلة، لا تدري ماذا تقول إنه يقوم بإيجاد حل لكل مشكلة تواجهها!

سيكون هذا رائع، انا حقاً شاكرة لكل ما تفعله من أجلِ بصدق قالت كلماتها لينظر نحوها بهدوء تام نسمات الهواء الرقيقة تُحرك خصيلات شعرها أما عن الشمس فقد منحت القليل من ضوئها لعين ايفدوكيا لتُزيد من جمالها، يبتسم هو لبراءتها و خجلها.

لا داعي للشكر، اظن انكِ ستبقين في منزلكِ القديم هناك.

أجل سأفعل لكن لمدة قصيرة، فعندما احصل على راتبِ الأول سأغادر ذلك المنزل و ابحث عن آخر.

لقد ظننتُ انكِ قمتِ بعرضه للإيجار قبل القدوم إلى هنا.

نعم لقد فعلت لكن لم اجد مستأجر مناسب، على اي حال سأتصل بتلك الشركة لأخبرهم انني لم اعد بحاجة إلى مستأجر.

جيد قال بإبتسامة قبل ان يُشير إلى النادل كي يرى ماذا تريد أن تأخذ هي.

في خلال ساعتان في أحاديث عشوائية و المزيد من التفاصيل بشأن العمل تخبر ايفدوكيا هاري برغبتها في العودة إلى المنزل لذا يعرض عليها أن يقوم بإيصالها، ساد الصمت طوال الطريق ليصدح صوت الموسيقى الهادئة من سيارة هاري.

توقف بالقرب من منزلها، كانت على وشك مغادرة السيارة لكن يوقفها صوته قائلاً:
لقد رحلت ماديسون، اعني ذهبت في رحلة عمل تشعر بغصة في حلقها نتيجة كلماته فهي تشعر بالذنب لقد رحلت ماديسون و هي غاضبة.

ألم تخبرك متى ستعود؟

بعد بضعة أيام، بالمناسبة تلك الرحلة سوف تكون في الخارج.

حسناً. اتمنى لها التوفيق في عملها، اشكرك على كل شيء ستايلز اردفت بلطف ليبستم هو ف لقبه يصدر مختلفاً عندما تتفوه هي به.

انظر سأخبر والداي بشأن العمل و سأنتظر هنا حتى تخبرني متى سأذهب إلى المقابلة تكلمت بحماس.

حسناً، ستكون قريباً في نهاية هذا الأسبوع في الغالب.

حسناً هذا يناسبني، وداعاً اردفت و هي تقوم بفتح باب السيارة و تغادر و هي تلوح بيدها، لم تلاحظ هي تلك العيون التي تنظر إليها بقلق من خلال الشرفة، والدتها لابد و انها رأتها تخرج من تلك السيارة التي لا تدري من صاحبها.
قبل ان تطرق ايفدوكيا الباب وجدت والدتها تقوم بفتحه بالفعل.

مرحباً أمي، هل شعرتِ بقدومِ؟ قالت ايفدوكيا و هي تقهقه لتواجهها نظرات والدتها الشبه غاضبة.

ماذا هناك؟

لمن تكون هذه السيارة ايفدوكيا؟

إنها ل. انظري لقد اخبرتكِ سابقاً عن الفتى الذي صدمني بسيارته ثم. أصبحنا أصدقاء تفوهت بكلماتة بتلعثم، هي تتوتر كلما حاولت إخبار والدتها بأي شيء يخص هاري هي لا تعلم ما الطريقة المناسبة لإخبارها أن هاري الذي كاد أن يدهسها بسيارته سابقاً هو ذاته حبيب شقيقتها سابقاً.

و ما الذي جاء به إلى هنا؟

إنه كان. انظري أمي لقد وجد لي فرصة عمل قالت لتنظر نحوها والدتها بسعادة فهي تعلم أن ايفدوكيا لطالما اردات العمل لكن ليو لم يكن ليسمح لها مطلقاً.

و ماذا سوف تعملين؟ أعني هل العمل في شركة أو شيء من هذا القبيل سوف يكون مناسب لكِ؟

لا أمي لقد اسأتِ الفهم أنا لن اعمل كمساعدة او في الحسابات او اي شيء مشابه، بل سأعمل كمصممه أزياء.

ماذا؟ اتمزحين! قالت والدتها بحماس مضاعف عن المرة السابقة فهي لم يخطر على بالها من قبل ان ايفدوكيا قد تجد فرصة عمل لها علاقة بتخصصها في المرحلة الجامعية.

لكن هناك شيء واحد سيء في الأمر. سأضطر إلى العودة إلى باريس حيث أن الشركة تقع هناك.

اتعنين انكِ سترحلين مجدداً؟ بحزن قالت والدتها لتنظر ايفدوكيا نحوها بحنان و تردف:
نعم لكن ستوفر لي الشركة وصيله للعودة إلى هنا في نهاية الأسبوع، اتعلمين أمي إن الراتب اكثر من رائع حتى انه بعد فترة يمكنكم الرحيل من هنا والإنتقال إلى باريس برفقتي.

إلهي يبدو ان هذا الشاب يهتم بكِ كثيراً ف لقد عمل على ايجاد حل لكل شيء، اما عن الإنتقال من هنا فلنتحدث عنه لاحقاً.

حسناً أمي كما تريدين، و نعم لقد وجد حل لكل شيء لكنه سيعاملني كأي موظفة لا تضعين في بالكِ أي افكار اخرى اردفت ايفدوكيا عند رؤيتها للإبتسامة الكبيرة التي كست وجه والدتها، ف على اي حال ايفدوكيا ليست على استعداد لخوض معركة جديدة يكفي ما أصابها في زواجها السابق.

حسناً، متى ستذهبين؟

قريباً لقد اخبرني انني سأذهب لعمل مقابلة العمل في نهاية هذا الإسبوع.

جيد لدينا وقت كافي لشراء ثياب جديدة من أجل مقابلة العمل.

نعم هذا ما كنت افكر فيه، يمكننا الذهاب غداً.

سيكون هذا مناسباً، هيا لنُعد الطعام سوياً.

حسناً هيا.

بعد مرور ثلاثة أيام الساعة الثامنة صباحاً.

ايفدوكيا هل اخذتِ كل ما تحتاجين إليه؟ سألت والدة ايفدوكيا و هي تساعدها على ارتداء المعطف خاصتها.

أجل أمي لا تقلقِ، تمني لي التوفيق.

اتمنى لكِ التوفيق صغيرتي اردفت والدتها و هي تقبل وجنتها.

أنا سأذهب الآن حتى لا اتأخر.

انتظري سأقوم بإيصالك أنا و والدك.

لا أمي من فضلك أنا لا احب لحظات الوداع ضمت والديها قبل الرحيل بعد أن تأكدت من وجود كل الأغراض، توجهت سريعاً نحو محطة القطار لقد أراد هاري أن يقوم بإيصالها لكنها رفضت و قررا العودة وحدها بواسطة القطار، غلبها النعاس ليوقظها صوت أحدى الموظفين و هو يخبر الجميع بوصول القطار إلى المحطة المقصودة.

مرحباً بالعودة تمتمت و هي تحمل الحقيبة الثقيلة التي تحوي أغراضها لقد اشتقات إلى باريس بالرغم من انه لم يمضي سوى بضعة أيام على مغادرتها لكن قلبها قد تعلق بذلك المكان منذ اللحظة الأولى عند قدومها هنا برفقة ليو.

غادرت محطة القطار الكبيرة لتجد الأتوبيس قد حضر بالفعل في المحطة لذا فقد انطلقت سريعاً نحو وجهتها و في غضون ساعة هاهي أمام المنزل المشؤوم، تقترب منه رويداً مازال ذلك المكان محتفظاً بعبق ذكرياتها هي و ليو حتى و إن كانت أغلبها سيئة لكنه كان عش لزواجهما في النهاية.
كان المكان نظيف كما تركته بصرف النظر عن بعض الغبار و الأتربة التي تقع بالقرب من النافذة.

وضعت الحقائب و أخذت تتجول في المنزل، لقد كان كئيباً إلى درجة كبيرة و هادئ إلى درجة مخيفة ربما ليو لم يكن خير رفيق للحياة لكنه كان ونيساً بدلاً من ذلك الفراغ الكبير.

لا تعلم هي كيف ستعتاد على النوم وحيدة هنا مؤكد لن تشعر بالأمان، نعم لقد كان يعود إلى المنزل في وقت متأخر لكنه كان يعود، ربما كانت علاقتها ب ليو في الآونة الأخيرة أقرب إلى التعود من كونه حب، فهي لم تهتم قط بما يتبادلاه من مشاعر او بمقدار الإهتمام الذي يمنحها إياه لكن كل ما كان تشعر به هو الإعتياد على وجوده و ها هو اختفى الآن، لا يهم ما السبب لإبتعاده لكن الأهم في النهاية هو عدم الإعتياد و ضمان تواجد الأشياء والأشخاص طوال الوقت فكل شيء مقدر له الرحيل.

لم تنتبه هي للدموع التي انهمرت على وجهها سوى عندما وقعت عيناها على المرآة الكبيرة الموضوعة في غرفتها هي و ليو سابقاً، تشعر بوجود حمل كبير على صدرها يكاد يخنقها جاعلاً أنفاسها تذهب بدون عودة، انفصالها عن ليو. عودة إلى المنزل القديم. مقابلة ماديسون و شجار عائلي وُضِع هاري كطرف بداخله ما هذا الهراء الذي يحدث في حياتها؟

حاولت طرد تلك الأفكار بعيداً و قررت النوم لتستيقظ باكراً بنشاط من أجل مقابلة العمل.

تستيقظ في الثامنة صباحاً تشعر ببعض الكسل، تستحم سريعاً و تُبدل ثيابها إلى تلك الثياب الرسمية التي قامت بشرائها برفقة والدتها و هي بذلة نسائية رسمية، بالرغم من محاولات ايفدوكيا العديدة لإقناع والدتها بعدم شراء هذه البذلة لكونها غالية الثمن لكنها انهزمت أمام اصرار والدتها كانت تتكون من بنطال أسود اللون فضفاض نوعاً ما و قميص أبيض اللون و من الأعلى ارتديت سُترة بكُمَّين طويلة مفتوحة من الأمام بحيث تُظهر القميص أسفلها كانت سوداء اللون كذلك و من المعروف انه لا يفضل ارتداء اي زينة في الذهاب إلى مقابلة عمل لذا اكتفت بثيابها فقط، وضعت القليل من مستحضرات التجميل فقط بغرض إخفاء الإرهاق الظاهر على وجهها، كانت على وشك التوجه للخارج لكن قاطعها صوت هاتفها ليظهر على الشاشة رقم و اسم هاري.

صباح الخير.

صباح الخير سيد ستايلز.

إلهي نحن لم نبدأ العمل بعد، بالمناسبة هل انتِ مستعدة للذهاب؟

أجل، انا على وشك الذهاب.

جيد ستجدين سيارة سوداء تنتظرك أمام منزلك اردف هاري لتركض هي سريعاً نحو الشرفة لتُزيح الستائر و بالفعل تجد سيارة سوداء و بجانبها السائق، تنظر نحوه بدهشة ليُكمل هاري حديثة قائلاً:.

ستجدين بجانبها رجل، هذا هو السائق الذي سيقوم بإحضاركِ إلئ الشركة، بداخل السيارة ستجدين حقيبة تخص احدى المقاهي الشهيرة بداخله كوب قهوة و شطيرة تناوليهم أعلم انكِ لم تتناولِ وجبة الإفطار تكلم هاري لتنظر هي مجدداً نحو السيارة بفم فارع إنه حقاً يفرط في اهتمامه بها.

إلهي، لقد ظننت انكَ ستعاملني كأي موظفة هاري!

لقد حاولت صدقيني لكن لم اقوى على ذلك، انتظرك لا تتأخري وداعاً ايف تكلم ليُغلق الخط دون انتظار رد.

هاري مهلاً. لقد اغلقت! قالت بإندهاش ثم اخذت حقيبتها و توجهت نحو الخارج.

مرحباً سيدة ايفدوكيا أنا السائق الخاص بكِ.

مرحباً، لقد اخبرني السيد ستايلز بكل شيء اردفت بإبتسامة لطيفة لتتوجه نحو السيارة الفخمة التي احضرها هاري، كما اخبرها تماماً تجد الفطور خاصتها في الداخل أخذته فور إدراكها لمدى شعورها بالجوع.

لم تستغرق مدة طويلة حتى وجدت نفسها أمام مقر الشركة حيث ذهبت معه للخارج في المرة الأولى.
نبضات قلبها تتزايد بشدة لا تدري ماذا ستقول؟ هل سيتم قبولها؟ ما هو شعور ان تراه كل يوم؟

لقد وصلنا سيدتي تفوه بها السائق ليُخرجها من التفكير العميق الذي كانت تغرق فيه.

أجل، اشكرك قالت بلطف و هو يقوم بفتح باب السيارة من أجلها.

توجهت نحو الشركة والتي كانت عبارة عن مبنى كبير ضخم يغطيه جدران زرقاء أشبه بالزجاج بالكاد تشف ما داخلها لكنها تعكس الشارع المقابل لها، بمجرد اقترابها يقوم إحدى رجال الأمن بدفع الباب من أجلها، يصدح صوت حذائها ذو الكعب العالي في المكان تحاول قدر الإمكان عدم لفت الإنتباه لكن لم تفلح فالجميع هنا يعرفون بعضهم البعض اما هي فهويتها مجهولة بالنسبة لهم، كان المبني ضخم من الداخل لكن ذو تصميم رفيع و كان المكان مرتب ونظيف إلى درجة كبيرة،.

تتوجه نحو موظفة الإستقبال لتبتسم لها قائلة:
لدي مقابلة عمل، لقد أخبرني السيد ستايلز أن موعدي في التاسعة و النصف. تحدثت ايفدوكيا بتوتر بالرغم من محاولتها لإخفاء ذلك، إن كان قلبها يخفق بسرعة الآن فماذا سيحدث عندما تدخل إلى المقابلة!

نعم سيدتي لدي علم بذلك تفضلي من هذا الأتجاه، سترافقك أحدى الموظفات إلى الأعلى ابتسمت ايف بإمتنان لموظفة الإستقبال و ذهبت برفقة الاخرى نحو المصعد، لم يكن المصعد مزدحم بل بداخله موظفتان فقط.
صعدوا إلى الطابق الخامس بمجرد أن توقف المصعد نظرت ايف نحو الطابق الذي كان أكثر تنظيماً من الأسفل الجميع يعمل على المكتب خاصته بتركيز و هدوء شديد.

السيد ستايلز ينتظرك في المكتب خاصته في نهاية ذلك الممر سارت بتوتر شديد، كان الممر هادئ يخلو من اي صوت سوى صوت حذاءها الذي صدح في المكان، تطرق الباب مرتين لتسمع صوته الأجش من الداخل.

تفضلي توقفت للحظة و هي تتسائل بداخلها، مهلاً لحظة هل وضع ياء التآنيث لأنه علم بقدومها ام لأن جميع موظفة هذه الشركة هم نساء؟

فتحت الباب لتجده يجلس على كرسي مصنوع من الجلد أمام المكتب خاصته و ينظر بتعمن نحو بعض الأوراق لكن بمجرد ان وطئت قدمها إلى الداخل ترك ما بيده ليرفع عيناه نحوها لترتسم على وجهه ابتسامة كبيرة.

مرحباً بقدومك سيدة ايفدوكيا اردف هاري بنبرة رسمية بعض الشيء لكن مع ابتسامة.

مرحباً سيد ستايلز يسعدني حقاً وجود ذكر في هذه الشركة، لوهله ظننت أنني بداخل احدى جمعيات حقوق المرآة سخرت ايفدوكيا في حديثها فهي حقاً لم تقابل أي ذكر سوى أحد افراد الأمن بالأسفل و الآن هاري.

أجل هذا صحيح لا يوجد الكثير من الرجال هنا و يرجع ذلك لثلاثة أسباب، اولاً: لأني ارى ان كفاءة النساء في العمل في معظم الأحيان تتغلب على كفاءة الرجل، ثانياً: لأن مجال الشركة هو الموضة و بالتالي النساء ذوات ذوق رفيع بشكل عام و في أمور الأزياء بشكل خاص، ثالثاً و اخيراً لأنني أحب الفتيات اردف هاري بصدق مع ابتسامة واسعة على وجهه، نظرت نحوه بفم فارغ و هي تتسائل هل حقاً قال هذا للتو؟ إنه صريح لدرجة مريبة!

إلهي هل تمزح؟ سألت بتعجب ليُجيبها بتلقائيه و بنبرة جادة قائلاً:
لا، أنا لا امزح في أوقات العمل الرسمية.

حسناً متى ستبدأ المقابلة خاصتي؟ سألت و هي تعبث بأصابع يدها بتوتر.

اهدئ لا داعي للتوتر، سيأتي الآن السيد تشارلز ليجري المقابلة قال هاري ثم اشار لإيفدوكيا بالجلوس على الكرسي، لم يمر سوى بضع دقائق و كان السيد تشارلز حاضراً بالفعل أمامهم و لم يكن السيد بالمعني الحرفي فلقد كان شاب على عكس توقعات ايفدوكيا في ان يكون شخص أربعيني بل كان يبدو في العقد الثالث من عمره بالكاد يكبر هاري ببضع سنوات لم تنتبه كثيراً لصفاته الشكلية لكنها لاحظت كونه يمتلك شعر أسود اللون.

إلهي رجل آخر في هذه الشركة قالت ايفدوكيا بإبتسام ليبادلها السيد تشارلز أما عن هاري فقد عقد حاجبيه بغضب قائلاً.

هل اسعدكِ الاأمر كثيراً سيدة ايفدوكيا؟ اردف هاري بنبرة صارمة لتتورد وجنتها بإحراج، هو لم يقصد ان يقوم بإحراجها لكن ما قالته لم يروق له كثيراً.

اسفة.

لا بأس، و الآن هذا تشارلز.

كونور تشارلز سيدة ايفدوكيا تشرفت بلقائكِ قال بنبرة لطيفة لينظر نحوه هاري بحاجب مرفوع.

سيقوم السيد كونور بإجراء المقابلة معكِ، و إذا تم قبولكِ يسكون المدير خاصتكِ.

اووه حسناً.

كونور يمكنكَ إجراء المقابلة هنا انا سأذهب للقيام ببعض الأمور في قسم الحسابات على أي حال.

حسناً سيد ستايلز.

غادر هاري المكتب خاصته ليتوجه نحو قسم الحسابات تاركاً اياهم معاً، كان يشعر ببعض الضيق من كونور لكنه لن ينكر موهبته و أنه سيكون مدير جيد لإيفدوكيا و سيمنحها العديد من الخبرات، انتظر هاري لمدة قبل ان يعود مجدداً إلى المكتب خاصته، توجه نحو الداخل مباشرة دون ان يطرق الباب، قد يتصرف هاري بفظاظة احياناً!

مرحباً سيد ستايلز، لقد انتهت المقابلة.

جيد أخبرني اذاً هل ترى أن السيدة ايفدوكيا جيرة بالعمل معنا؟ نظرت نحوه بإندهاش لما يتعامل على هذا النحو؟

إنها موهوبة ربما ينقصها بعض الخبرة لكن يمكننا إصلاح الأمر اردف كونور بإبتسامة لينظر نحوه هاري بجمود قبل ان يردف:
حسناً نظراً لأن عملك قد انتهي هنا بإمكانك الذهاب إلى المكتب خاصتك حمحم كونور بإحراج و توجه نحو الخارج، لتنظر نحوه ايفدوكيا بتعجب لم ترى هاري فظاً بهذا الشكل من قبل، تُرى كيف سيقوم بمعاملتها في الأيام القادمة؟

هاري هل لي في سؤال؟ اقصد سيد ستايلز.

لا بأس في قول هاري بدلاً من سيد ستايلز عندما نكون بمفردنا، و أجل يمكنكِ السؤال عن اي شيء تريدين معرفته. اردف بنبرة لطيفة لتنظر نحوه بغرابة فهي لم ترى تقلب مزاجه بتلك الطريقة من قبل.

هل كانت السيدة آن على علم بعلاقتك انتَ و ماديسون؟

أجل، و كانت رافضة لهذه العلاقة.

لم تروق لها ماديسون إذاً؟

أجل. لقد كان الأمر متشابهاً من حيث أسلوب المعاملة، كانت قاسية في معاملتها لماديسون.

اظن ان السيدة آن ستصاب بنوبة قلبية في الغالب حينما تعرف انني و ماديسون اشقاء اردفت ايفدوكيا بسخرية و قبل أن يعلق هاري على حاديثها قاطعهم صوت كعب حذاء أنثوي و صوت يقول:
انظروا إلى تلك الأفعى التي عادت من جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة