رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثلاثون
اظن ان السيدة آن ستصاب بنوبة قلبية في الغالب حينما تعرف انني و ماديسون اشقاء اردفت ايفدوكيا بسخرية و قبل أن يعلق هاري على حاديثها قاطعهم صوت كعب حذاء أنثوي و صوت يقول:
انظروا إلى تلك الأفعى التي عادت من جديد
الا يمكننا انهاء محادثة طبيعية دون ان يقطع احد المشهد؟ قالت ايفدوكيا بسخرية شديدة و هي تقلب عيناها.
هذه ماذا تفعل هنا؟ اردفت آن بإحتقار و هي تشير بإصبعها نحو ايفدوكيا.
هذه تملك اسم أمي و هو ايفدوكيا تفوه بجملته و هو يضغط على أسنانه.
لم احصل على إجابة للسؤال الذي طرحته
إنها هنا لتعمل.
اتظنِ انكِ ستقدرين على التحكم في امواله بالعمل هنا، انتِ مخطئة همست بها آن بالقرب من آذن ايفدوكيا
سيدة آن أنا اعمل هنا علاقتي بالسيد ستايلز لا تتخطى كونه مديري بالعمل لا أكثر تكلمت ايفدوكيا بهدوء و على وجهها ابتسامة مصطنعة.
ايفدوكيا ستجدين المساعدة خاصتي في الخارج ستُرشدكِ إلى المكتب خاصتكِ، سألحق بكِ بعد قليل. اردف هاري و هو يُعيد خصلات شعره إلى الخلف بعصبية.
حسناً سيد ستايلز تكلمت ثم أخذت حقيبتها و توجهت إلى الخارج بعد أن رمقت السيدة آن بكرف عيناها و هي تتجه إلى الباب.
حقاً هاري؟ أخبرك أن تجعلها تبتعد عنك ثم اجدكَ تقوم بتعينها في الشركة خاصتك! بنبرة موبخة بصقت آن حديثها، تحاول السيطرة على غضبها حتى لا ترتفع نبرة صوتها أكثر من اللازم نظراً لكونهم في مقر عمل هاري.
أمي أنا حقاً لا اريد أن احُزنكِ، لكن هذه رغبتي.
هذا خطأ، ما تفعله انتَ خطأ!
أتعلمين من سيتحمل نتيجة هذا الخطأ؟ أنا لذا دعيني أفعل ما يُسعد قلبي اردف هاري بنبرة بهادئة بدلاً من استخدام الحدة في حديثه.
أتريد أن تفطر قلبك؟ أهذه هي السعادة بالنسبة إليك؟
ايفدوكيا لن تفطر قلبي أمي.
كما تريد هاري لكن إياك أن تشتكي فيما بعد كما كنت تفعل في السابق
لن افعل أمي قال ليقترب منها مقبلاً جبهتها بلطف.
أنا سأذهب إلى المنزل أتمنى ان اراكَ هناك، لقد اردت تحديد موعد زفافي لكنِ اردت انتظراك كي نحدده معاً بنبرة هادئة تفوهت بكلماتها بينما تراقب ردة فعله، كانت تظن انه سيغضب لكن على العكس تماماً فقد ظهرت ارتسمت بسمة صغيرة على شفتيه ثم قال: حسناً أمي، سأحاول أن أفعل في أقرب وقت ممكن.
اشكرك هاري، وداعاً اردفت بإمتنان و هي تنظر نحوه بسعادة و تتوجه نحو الخارج، دامت ابتسامتها لثوانٍ قبل أن تختفي فور مغادرتها للمكتب خاصته لتقترب للمساعدته.
أين يمكنني أن أجد السيدة ايفدوكيا؟
من هنا سيدتي
مرحباً ايفدوكيا قالت السيدة آن و هي تُحي ايفدوكيا بإبتسامة مصطنعة و التي بدورها كانت تجلس على أحدى المقاعد في الممر منتظرة أن يرشظها احدهم إلى المكتب خاصتها.
مرحباً سيدة آن.
انتِ لم تنتصري ايفدوكيا وهذا لن يحدث حسناً؟
لا توجد حرب هنا كي احاول الإنتصار قالت ايفدوكيا بصدق، فالسيدة آن تخوض حرب خيالية في رأسها هي فقط و ترى هاري كغنيمة أما ايفدوكيا فلا هي فقط ترى انه صديق جيد و شخص عطوف و الأهم انه مديرها في العمل.
سنرى ذلك اردفت السيدة آن بإبتسامة جانبية ثم توجهت إلى الخارج.
سيدة ايفدوكيا، لقد اخبرني السيد ستايلز ان اجعلكِ تنتظري بضع دقائق هنا و هو سيحضر شخصياً ليُرشدكِ إلى المكتب خاصتكِ.
حسناً، اشكركِ بلطف شديد قالت الفتاة لتبتسم لها ايفدوكيا في المقابل، و بالرغم من لطف الفتاة لكن عيناها الفضولية كانت ممتلئة بالعديد من الأسئلة.
بالمناسبة ما اسمكِ؟ بالرغم من كون ايفدوكيا انطوائية بعض الشيء إلى أن حماسها للعمل و رغبتها في تكوين أصدقاء جعلها تتخطى حاجز التوتر عند التحدث مع الغرباء.
لورين و انتِ ايفدوكيا قالت الفتاة بنبرة مرحة لتقهقه ايفدوكيا.
أجل.
لدي العديد من الأسئلة لكن اخشى أن يظهر السيد هاري من اللامكان و يوبخني.
مثل الآن؟ قاطعهم صوته الخشن فجأة لينتفض كلاهما، اما عن وجه لورين فقد تصبغ باللون الأحمر.
لم اعتد فيكِ الثرثرة لورين. هيا إلى مكتبكِ في غضون ثوانٍ كانت قد رحلت بالفعل، بينما ظلت ايفدوكيا جالسة في المكان ذاته تعبث في أصابعها بقلق.
ألا تودين رؤية المكتب خاصتكِ؟
اود بالطبع لما تسأل هذا السؤال؟
لا ادري أنا فقط لا أرى حماس في عينيكِ اردف بعبوس ليرتسم على وجهها شبح ابتسامة بسبب لطافته.
لقد كنت افُكر في بعض الأمور. لا تشغل بالك.
حسناً هيا قال هو لتستقيم ثم تسير إلى جانبه.
ارشدها هاري نحو شيء أشبه بورشة فنيه من كونها مكتب للعمل، كان المكان كبير ذو حائط أبيض اللون به بعض النقوش السوداء.
يحوي المكان أربعة مكاتب معدنيه باللون الرمادي و بجانب كل مكتب المسند الخاص بتعليق اللوح، اما عن المكاتب ذاتها فقد بُعثر عليها العديد من الألوان بمختلف أنواعها و بعض من الأقمشة المزركشة، كان المكان بصورة عامة ملئ بالطاقة الإيجابية.
وقفت إلى جانب هاري تبتسم ابتسامة كبيرة و لولا وجود هاري بجانبها و وجود زملاءها في تلك الحجرة لكانت قفزت من السعادة و لطخت ثيابها بالألوان التي توجد في المكان، نظر نحوها هاري بطرف عيناه ليبتسم هو ايضاً لرؤية السعادة في عيناها.
هناك ثلاثة أشخاص يتشاركون في هذا المكتب و انتِ ستكونين الشخص الرابع، هل يضايقكِ الأمر؟
سأل هاري و هو يضع يديه داخل جيوب بنطاله.
لا بالطبع أنا سأكون سعيدة للغاية في وجود أشخاص في المكان ذاته معي كما أنني سأحتاج إلى الإستعانة بخبراتهم في بعض الأمور.
حسناً هذا جيد، سأذهب للعمل بينما تتعرفين أنتِ على زملاءكِ و هم سيكونوا على درايه أكثر مني بما ستفعلين. قال بإبتسامة قبل أن يُردف.
أتمنى لكم التوفيق في أعمالكم رحل هاري بينما لا تزال الإبتسامة على وجهه.
مرحباً حيت ايفدوكيا زملاءها بتوتر ظاهر في نبرتها ليرد جميعهم التحية، تجلس على الكرسي المقابل للمكت الفارغ فتستنبط ان ذلك خاصتها بالفعل، تنظر نحوها أحدى الفتيات و التي يكفي أن تلمحها فقط كي تستشف انها تعمل في مجال يتعلق بالأزياء فخصلات شعرها البنية الفاتحة المختلطة مع اللن الأرجواني الداكن نوعاً ما و تكلم الوشوم على ذراعها أما عن ملابسها فقد كانت أنيقة و لكنها شبابية و كذلك ملطخة بالألوان.
إذاً انتِ الموظفة المتميزة لهذه الشركة اردفت الفتلة بنبرة ساخرة.
لم ابدء بعد كي اتميز اردفت مع ابتسامة لتستقيم الفتاة و تقترب لتجلس أمام المكتب الخاص بإيفدوكيا.
يبدو أن السيد ستايلز قد ميزكِ بالفعل.
هذا ليس صحيح فالسيد هاري لن يُميز عديم الخبرة عن شخص ذو خبرة عاليه صدر من زاوية الغرفة صوت الفتاة الآخرى متحدثة بنبرة حاده بعض الشيء و تعابير وجهها لم تدل مطلقاً على كونها تمزح.
و أنا لم اُطالب بتميزي على اي حال! قالت ايفدوكيا وهي تقلب عيناها يبدو انها ستعاني في هذا المكان و قد ظنت بعفويتها الزائدة انها ستكون في مأمن هنا من مفسدو اللحظات السعيدة.
لا تهتمي لها يا فتاة بالمناسبة ما اسمكِ؟
ايفدوكيا.
اسم مميز لا يبدو فرنسياً، بالمناسبة أنا بيرت لم يبدو الإسم مألوفاً للفتاة حيث كان من الواضح امه ليس اسماً فرنسياً لكنها لم تعرف إلى أين ينتمي.
نعم هو ليس فرنسي إنه يوناني وضحت ايفدوكيا بلطف.
اوه لطيف، حسناً الآن سأريكِ كيف يسير عملنا لكن كقاعدة في البداية عليكِ أن تعلمي أننا في كل مجموعة ملابس يتم تصميمها نريد تصميمات تناسب الجميع أي اننا نعمل على مجموعة تحمل تصميمات متنوعة يمكنها ان تتماشي مع جميع الأذواق، أما عن القاعدة الثانية فهي بخصوص التمييز يجب أن تكون التصاميم خاصتنا مميزة من يراها يمكنه ان يستنتج أن تلك القطعة من الثياب تعود لشركات ستايلز. تفوهت الفتاة بكلماتها و هي تقوم بترتيب بعض الأغراض على مكتب ايفدوكيا حتى تساعدها في البدء في عملها.
هذا يبدو جيداً. ليس سهلاً للغاية لكن جيد تكلمت ايفدوكيا بحماس ممزوج بالتوتر، فهي متشوقة لتجربة هذا لكنها تخشى ألا تقوم بعملها على الشكل المطلوب.
ربما تجدين صعوبة في البداية لكن نحن هنا لمساعدتك قالت بيرت لتنظر نحوها الفتاة الآخرى بنظرة حارقة، لا تدري ايفدوكيا حقاً ما مشكلة تلك الفتاة؟ لكن لا بأس فهي ستحاول تجاهلها فهي لا تريد أن تُفسد مزاجها من أجل تصرفات طفولية سخيفة كهذه.
مر يومها الأول سريعاً و يمكننا القول انه ليس فقط اليوم الأول بل الشهر الأول كاملاً، لم تشعر هي بالوقت او بثقل المرور البطيء للأيام فهي كانت تعيش أيام جيدة للغاية، هذا لا ينفي كون العمل مرهقاً نوعاً ما لكن وجود الألوان و الفرشاة و أدوات الرسم بشكل عام قد هون عليها صعوبة الأمر بالطبع مع بعض المساعدة من بيرت و ذلك الشاب التي لم تستطع تذكر اسمه طوال الشهر الماضي بالرغم من انه كان يذكرها يومياً تقريباً لكن انشغال رأسها لم يساعدها كثيراً في أمر التذكر هذا.
صباح الخير حيت هاري بنبرة مرتفعة نوعاً ما فور رؤيتها لسيارته تسير بجانبها و هي في طريقها إلى العمل.
صباح الخير ايتها الموظفة المثالية قال هاري بالقرب من مقر الشركة من داخل سيارته.
مثالية في ماذا بالضبط سيد ستايلز؟ سألت و هي تقهقه بينما يُشير هاري للسائق أن يُقلل من سرعته إلى الحد الذي يجعله يسير إلى جانب ايفدوكيا تماماً و بالسرعة ذاتها.
هل يمكنني القول في كل شيء؟ لكن بالطبع ستقومين بإختيار رد يجعلني أود القفز من السيارة وهي تسير.
لما ماذا سأقول؟
ماذا عن سيد ستايلز من فضلك أنتَ لست سوى مديري في العمل تفوه هاري بالكلمات مُقلداً طريقتها في الحديث لتقهقه هي بصوت مرتفع ثم تُردف.
كيف عرفت أنني سأقول هذا؟
لقد أصبحت خبير في أساليب الرد خاصتكِ، فأنتِ تقولين الردود ذاتها في كل مرة.
لابد أنكَ قد مللت إذاً، أراكَ في الداخل سيد ستايلز اردفت و كادت أن تُزيد من سرعتها قبل أن يُوقفها صوت هاري قائلاً:
ما رأيكِ في تناول وجبة الإفطار معاً، على حسابكِ؟
لا بأس نظر نحوها هاري بإبتسامة غير مصدقة فهو كان يتوقع أن ترفض لكن في الحقيقة هي لم تفعل.
جيد، هناك مقهى جيد بالقرب من هنا يمكننا الذهاب إليه.
حسناً.
هيا إلى السيارة قال بنبرة لطيفة حتى لا تبدو نبرته كآمر.
لا أشكرك سأذهب إلى هناك سيراً على الأقدام يكفي فقط أن تُخبريني اسمه تفوهت بنبرة واثقة ليقهقه ثم يُخبرها اسمه.
تتحرك سيارته ببطء شديد سامحاً لها بالوصول قبله، وقفت بالقرب من الباب حتى توقفت السيارة أمام المقهى.
لا ادري لما قررتِ السير لكن لا بأس.
اشكرك على احترام رغبتي قالت لينظر نحوها بإبتسامة، يسبقها نحو الباب بخطوة ليقوم بفتح الباب من أجلها.
اشكرك على نُبلك.
لا داعي للشكر لم يكن المكان ممتلئ فأغلب الزبائن يأتون لشراء القهوة و الذهاب إلى عملهم مباشرة، لم يريد هاري الجلوس على الطاولة لذلك جلس على أحدى المقاعد الدائرية الطويلة التي تُشبه خاصة الحانات.
حاولت ايفدوكيا الصعود على الكرسي حتى كادت ان تسقط و بدلاً من ان يحاول هاري مساعدتها كان يُحارب من أجل كتم صوت قهقهته حتى لا تغضب هي.
ماذا؟
ماذا؟ سأل هاري و هو يحاول منع وجهه من الإبتسام.
ابدو مضحكة تماماً أليس كذلك؟ فور انتهاء ايفدوكيا من كلماتها انفجر ضاحكاً لتقهقه هي الآخرى.
حسناً ايها السيد الضاحك اطلب من النادل أن يُحضر لنا شطيرتين و فنجان قهوة من أجلك و مشروب شيكولاتة ساخنة من أجلي.
حسناً نفذ هاري ما قالته قبل أن يجلس في مكانه مجدداً و قد اختفت ابتسامته نوعاً ما.
اخبريني اذاً كيف كانت عطلتكِ الأسبوعية هل سافرتِ؟
لا بأس بها. لا لم افعل لقد كنت مرهقة للغاية اردت فقط البقاء في المنزل.
اوه لا تقلقِ ستحظين ببعض الراحة هذه العطلة، ففي خلال يومان سأطلب منكِ إحضار التصاميم خاصتكِ حتى يمكنني تقييمها ثم سأمنحكِ راتبكِ ثم يمكنكِ أخذ يوم أضافي إلى جانب عطلة نهاية الأسبوع في حال راق لي عملكِ اردف بنبرة جديه لتنظر نحوه بإبتسامة صغيرة فعلي الرغم من التوتر الذي أصابها عندما أخبرها انه سيرى نتيجة عملها خلال الشهر الماضى إلا انها كانت تشعر نوعاً بحماس لرؤية رد فعله و كانت تدعو بداخلها أن تنجح في ابهاره بالتصميمات خاصتها.
هل نفذتِ بعض التصميمات بالفعل على الأقمشة أم اكتفيتِ بفعل ذلك على الأوراق؟ سأل هاري بينما قطع حديثهم اقتراب النادل ليضع لهم الفطور خاصتهم.
شكراً لكَ شكر هاري النادل ثم ارتشف قليلاً من قهوته قبل أن يعاود التركيز في حديثه هو و ايفدوكيا.
نعم لقد نفذت بعض التصاميم لقد شعرت ان هذا سيبرز جمال التصميم بصورة أفضل من بعض الرسومات على الأوراق.
هذا صحيح، اتمنى ان تنتهي من كل هذا قبل الميعاد المذكور.
لا تقلق هاري اردفت و هي تقهقه بلطف غير مُدركة انها لم تسبق اسمه بلقب سيد و انها للتو قد نطقت اسمه الأول منذ مدة طويلة أما عنه فقد نظر نحوها بتمعن متأملاً بعض خصلاتها المبعثرة و تعبيرات وجهها بينما تتجول عيناها في المكان أما عن عيناه فقد كانت ترتكز على شيء واحد فقط هي.
ساد الصمت لبضعه دقائق بينما يتناول كلاهما طعامه، تنظر ايفدوكيا نحو ساعة اليد التي ترتديها قبل أن تخرج منها شهقه قائلة:.
إلهي سوف اتأخر عن العمل.
بربك ايفدوكيا لقد أخفتيني!
إذا تأخرت سيقوم المدير بخصم بعض الأموال من راتبي.
ياله من مدير ظالم قال هاري بنبرة درامية.
مهلاً لا اسمح لكَ بقول ذلك على مديري.
إذاً هل هو شخص جيد؟ سأل هاري بإبتسامة لطيفة.
بل الأفضل اردفت بنبرة لطيفة و هي تبتسم، تستقيم لتذهب نحو النادل لتمنحه ثمن الفطور ثم تُلوح لهاري و تغادر، بينما بقي هاري في مجلسه مع ابتسامة بلهاء تعتلي وجهه ينظر نحوها و هي تسير مغادرة المكان بينما تتحرك خصلات شعرها البني في تناغم مع حركة سيرها، لعن داخله كيف لكلمة بسيطة منها ان تفعل كل هذا به؟
توجه للخارج ليجد انها قد غادرت بالفعل انتبه ان هي من قام بدفع ثمن الفطوى ليشعر بالضيق لقد قال ان الفطور على حسابها على سبيل المزاح و فقط كي تقبل أن تأتي معه لكن لم يظن انها ستفعل حقاً.
قضت يومها كله في العمل لم تستطع حتى أن تأخذ راحتها بشكل كامل كما تفعل يومياً فإكمال تنفيذ أحدى التصميمات قد أخذ من وقتها طويلاً، قد كان فستان باللون الأرجواني ذات طبقة شفافه عند الذراعين أما عن العنق فقد كان مطرز بخرز صغير الحجم لامع أخذ هيئةالنجوم، أما الجزء السفلي فكان طويل أسفله ثلاث طبقات كان أقرب لفساتين الأميرات لكن ليس بنفس الكبر كما أن هناك فتحة صغيرة من الأمام أسفل الركبة حتى يسمح للفتاة التي ترتديه بأن تسير دون التعثر.
لقد انتهيت اردفت ايفدوكيا و هي تزفر براحة.
احسنتِ قالت بيرت و هي تنظر نحو الفستان بإبتسامة لطيفة.
أشكركِ.
يجب ان أعترف لقد ابهرني عملك تفوهت سيل?يا الفتاة الآخرى التي تشاركهم في المكتب ذاته، قامت بخلع نظاراتها الطبية لتستقيم و تغادر مقعدها.
اشكركِ هذا لطفاً منكِ قالت ايفدوكيا رداً على الفتاة.
بالمناسبة لنحتفل بإنتهاء ايفا بإنهاء الفستان الأول لها لذا لنحتسي القهوة على حسابي اردفت سيل?يا لتنظر نحوها بيرت بتعجب ثم تقول:
هل انتِ بخير؟
نعم أنا كذلك، ما رأيكم في الذهاب لإحضار القهوة؟
بالطبع قالت ايفدوكيا بلطف.
و أين ستكونين أنتِ؟ سألت بيرت لتُجيبها سيل?يا بإبتسامة صفراء.
سأذهب لأستنشق الهواء بالخارج لبضع دقائق تفوهت و هي تأخذ حقيبة يدها و تتوجه إلى الخارج بينما تقوم برفع خصلات شعرها السوداء كلون عينيها في شكل ذيل حصان.
قلبت بيرت عيناها قبل أن تتوجه إلى الخارج و تتبعها ايفدوكيا، اشتروا ثلاثة أكواب من القهوة ليجلسوا في الخارج منتظرين قدوم سيل?يا والتي تأخرت لبضع دقائق قبل أن تتوجه نحوهم.
هل انتِ مستعدة لتقديم التصاميم خاصتكِ للسيد ستايلز؟ سألت بيرت و هي ترتشف من القهوة خاصتها.
أجل لكن. أشعر بالتوتر بعض الشيء اردفت ايفدوكيا بينما تقوم بتحريك قدمها حركة اهتزازية من شدة توترها.
إنه شعور طبيعي لا داعي للقلق قالت بيرت بنبرة مطمئنة، بينما اكتفت سيل?يا بالنظر دون التفوه بكلمة.
فور انتهاءهم من احتساء القهوة جاءت أحدى الموظفات ذات تعابير وجه جامدة أشبه بلوح ثلج لتقول الآتي:
السيد هاري يخبركِ أنه ينتظرك في المكتب خاصته، مرِ عليه حتى يذهب إلى المكتب الخاص بكم كي يرى التصاميم.
حسناً قالت ايفدوكيا و هي تزفر بقلق تشعر بنبضات قلبها تزداد، تأخذ حقيبتها و تسير حتى تتوجه نحو المصعد، تصل أمام مكتبه تطرق الباب بخفة ليأتي صوته الخشن من الداخل قائلاً:
تفضلي ايفدوكيا.
سيد ستايلز يمكنك مرافقتي لرؤية التصاميم.
حسناً، امنحيني دقيقة و سألحق بكِ اردف مع ابتسامة صغيرة، توجهت هي إلى الخارج ثم إلى المكتب خاصتها مباشرةً تتوجه نحو الداخل و تسير ببطء عيناها متسعة غير مصدقة لما تراه ملامح الصدمة تكسو وجهها بينما تشعر بأن الرؤية غير واضحة بسبب تلك الطبقة الشفافة التي غلفت عيناها، توجه هو إلى الداخل بملامح مضطربة و قلقه لا يدري لما بهذا الشكل.
ماذا حدث؟ سأل لتنظر نحوه بأعين باكية.