رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثالث والعشرون
تقترب اكثر لتجد باب السيارة مفتوح بالفعل اما عن هاري. ف لقد كان جالساً على الأرض يسعل بقوة وجهه يكسوه الحمره بينما، تفتقر رئتيه للهواء واضعاً يده اعلى صدره في محاولة لإستنشاق بعض الهواء يلهث بشدة كسمكة خرجت من الماء تواً. ركضت ايفدوكيا نحوه لتجلس على الأرضية امامها تنظر إليه برعب. لا تدري ماذا تفعل تنظر نحو عيناه الحمرواتان بشدة و التي تدمعان من كثرة السعال.
هاري. هاري ماذا حدث؟ لا إجابة منه على سؤالها فقط سعال لكن بعد ثوانٍ استطاع ان يُشير نحو السيارة.
هل الدواء هناك؟ سألت بقلق ليومئ هو بنعم تستقيم مجدداً و تقترب اكثر من السيارة تعبث بداخلها في كل شيء يقع اسفل يدها باحثة عن الدواء خاصته.
مهلاً ما اسمه؟ او كيف يبدو؟
سألت نفسها بصوت عالي اشبه بالصراخ من كثرة التوتر ليأتيها صوت هاري المبحوح بضعف.
البخاخة. ايف.
قال محاولاً رفع صوته قليلاً حتى تستطيع سماعه بوضوح، اومئت له الفور قبل ان تعبث في درج السيارة المُقابل لمقعد القيادة لتجد بداخله الدواء ذو البخاخه أخذها هاري متلهفاً قبل ان يُقرب الفوهه خاصتها من فمه ليأخذ جرعة كافيه لتجعل السعال يهدأ قليلاً، التوتر الذي سيطر على الأجواء و الرعب جعل ايفدوكيا تُزيح خصلات شعر هاري عن وجهه بدون تردد رُغم انها واثقة انها لم تكن لتفعل الشيء ذاته في ظروف آخرى.
هل يمكنك النهوض؟ سألت ايفدوكيا لتجد لا إجابة من هاري و بعد عدة ثواني اومئ لها ب نعم لتساعده هي على النهوض مع ترك مسافة كافية بينهم بقدر الإمكان.
هاري ماذا فعلت بنفسكَ ليحدث كل هذا؟ سألت ايفدوكيا بلهفه بينما يجلس هاري على احدى مقاعد السيارة.
لا اجد سبباً مقنعاً لتلك اللهفه في عيناكِ ايفدوكيا
هاري هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذا الحديث؟
و متى هو الوقت المناسب خاصتكِ ايفدوكيا متى؟ صرخ هاري أكثر من كونه تحدث ليعاود آلم صدره و يسعل مجدداً.
أنا اسفة حقاً أسفة فقط اهدء من فضلك. قالت و هي تشعر بالذنب.
اود الرحيل من هنا قال هاري لتنظر نحوه بأعين متسعه.
ترحل إلى اين هاري بهذا الوضع؟
لا داعي لتضخيم الأمور ايفدوكيا انا بخير. تلفظ هاري بضيق
لا انتَ لستَ كذلك، انظر. يمكنك البقاء هنا.
هنا اين؟ في الشارع؟ سأل هاري بنبرة ساخرة لتتأفف هي قبل ان تُجيبه
لا اقصد في المنزل. قالت بتوتر و هي تعبث بأصابعها.
لا أنا لا اقبل ان ابقى في منزلك سيكون هذا الأمر محرج بالنسبة لكلانا. قال هاري و بالرغم من انه كان محق لكنها لا تملك اي خيار آخر سوى هذا او ربما يوجد.
انتَ محق. انا لا يمكنني استقبالك. لكن اتعلم يمكنني البقاء هنا برفقتك في السيارة.
تلفظت مع ابتسامة بلهاء و كأننها وجدت الحل السحري اخيراً لينظر نحوها هاري بإبتسامة يملاؤها السخرية.
إلهي ما هذا الحل العبقري! و إلى متى تخططين لأن نبقى هنا؟ قال بينما تخلل حديثه السعال.
لا أعلم. انظر يمكنكَ الإتصال بأحد اصدقائك ليأتي ليأخذك من هنا اعني يقود السيارة خاصتك من ثم يمكنكَ الرحيل و سأبقى معكَ طوال هذه المدة حتى يصل.
ليته لا يصل حتى تبقين معي. اردف هاري بينما تلمع عيناه لتُدير ايفدوكيا وجهها إلى الجهه الأخرى.
إذاً هل ستتصل بصديقكَ ام لا؟
سأفعل قال و هو يبحث عن هاتفه ليتصل ب جوردن يمر دقيقة ثم ينظر لإيفدوكيا بضيق.
لم يجيب؟ سألت ايفدوكيا ليومئ هاري ب نعم قبل ان يحاول الإتصال بشخص آخر.
مرحبا نايل. نعم هل يمكنك القدوم لأخذي اشعر ببعض التعب. حسناً سأرسل لكَ العنوان قال هاري بينما تنظر نحوه ايفدوكيا بإبتسامة صغيرة قبل ان تسأل.
هل سيأتي؟
نعم سيفعل، بالمناسبة سنذهب إلى المحامي بعد يومان اردف و هو يقوم بإرسال الموقع لنايل.
حقاً؟ سألت ايفدوكيا بلهفه بينما تلمع عيناها ف هي لم تظن يوماً انها ستكون حرة من تلك القيود التي تحكمت في حياتها كدمية منذ وقت طويل.
لو فقط يمكنكِ رؤية لمعة عيناكِ و حماسكِ في تلك اللحظة قال هاري بإبتسامة لتقهقه هي بخجل.
انتَ حقا لا تدري مدى سعادتي و التي ستزداد اكثر حين احصل على حريتي كاملة.
لا نقلقي لقد تبقى على الحرية خطوة.
اجل. هاري بالمناسبة اريد التحدث معك بخصوص امر ما.
أمل ألا يكون ما خطى في رأسي ايف.
هو تماماً، هاري لا يجب ان تتأثر علاقتك بوالدتك لأي سبباً كان أعني انها فقط تخشى عليك و هذا طبيعي لأنك طفلها.
طفلها؟ سأل هاري بينما تتسع عيناه ثم اردف.
انظري ايفدوكيا للمرة الأخيرة سأقول هذا! لا تتحدثي معي بشأن والدتي انا لا اريد ان احُزنكِ. قال هاري لتتنهد هي بحزن.
حسناً هاري كما تريد. قالت بضيق ثم تحولت ملامحها للتعجب قبل ان تُضيف: هاري انتَ لم تُخبرني ما الذي سبب هذا السعال القوي؟
لا شيء. انا فقط مصاب بالربو. اردف هاري بملامح باردة لتومئ هي ثم تضم حاجبيها بغضب فور رؤيتها لعلبه التبغ التي تكاد تسقط من احدى جيوبه لتجذبها هي على الفور، ليصفع هاري نفسه داخلياً.
ما هذا هاري؟
ماذا ترين؟ لفافات تبغ اردف هاري بنبرة باردة.
بربكَ هاري انتَ مُصاب بالربو و تقوم بالتدخين هل فقدت عقلك؟ تلفظت بنبرة غاضبة.
نعم فقدته. قال هاري بنبرة هادئة للغاية عكس ما كانت تتوقعه ايفدوكيا. ساد الصمت لمدة لكي يهدأ كلاهما قبل ان تتحدث هي: هل يمكنكَ الحفاظ على صحتك قليلاً. من فضلك لا تفعل هذا مجدداً.
حسناً سأفعل.
اشكرك.
بالمناسبة اود ان اطلب منكِ طلباً. اردف هاري بنبرة هادئة.
بالرغم من كوني غاضبة منك لكن بالطبع يمكنكَ سيد ستايلز قالت و هي تبتسم.
هل تسمحين لي بالجلوس في هدوء تام لأتأمل القمر؟ سأل هي لتضم كلتا حاجبيها بإستغراب قبل ان تُردف.
بالطبع يمكنك لكن اين هو؟ سألت ايفدوكيا و هي تتحرك حركة عشوائية محاولة رؤية القمر من خلال نافذة السيارة و كانت تتوقع ان يفعل هاري المثل لكن عندما التفتت إليه وجدته يجلس في هدوء تام و ينظر إليها بإبتسامة صغيرة.
ماذا؟ سألت بقهقه ثم تُضيف لماذا لا تبحث عن القمر مثلي؟
و لما سأفعل؟
ألم تقل انكَ تريد تأمل القمر؟
أنا أفعل. قال هاري بنبرة لطيفة لتشعر ايفدوكيا بأن وجهها على وشك الإشتعال تُدير وجهها إلى الجهه الأخرى و هي تتمنى لو كان بإمكانها الإختفاء الآن. بعد مدة ليست بطويلة التفتت نحو هاري فهو لم يتفوه بأي حرف في تلك الثوانِ الأخيرة و كان السبب يعود لكونه قد غلبه النعاس و هو يتأملها.
جلست هي كذلك تتأمل وجهه الطيف و هو نائم قبل ان تشهق برعب فور سماعها لصوت الدق المتتالي على الزجاج بجانبها، كانت الإضاءة خافته نوعاً ما ف لم تستطيع رؤية وجه ذلك الشاب لكن بسبب الضجيج الذي سببه استيقظ هاري بضيق.
ايها اللعين قال هاري و هو يفرك عيناه بتعب قبل ان يفتح الباب بغضب و يحاول الركض لكن تقفز ايفدوكيا من مقعدها لتجذب ثياب هاري بقوة.
هاري لا. لا تركض.
سألكم ذلك الغبي قال هاري ليفلت من يدها فتتبعه هي لتجده يلكم شاب بعنف لكن يقهقه كلاهما ف اتضح لها ان هذا هو المزاح الخاص بالذكور. غير مفهوم!
هاري من هذا؟
إنه نايل صديقي.
اوه مرحباً.
مرحباً ايفدوكيا أليس كذلك؟
نعم هذا أنا قالت بإبتسامة صغيرة ليسود الصمت قبل ان يُردف نايل: حسناً هاري هيا لنذهب لا داعي لأن نُرهقها اكثر من ذلك.
نعم انتَ محق، هيا بنا نايل و انا حقاً ممتن ايفدوكيا لم فعلتيه .
لا هاري انا من يتوجب على شكرك على كل شيء قالت بإبتسامة خجولة ليبتسم هاري كذلك بينما ينظر نايل لكلاهما بينما يضع يده اسفل ذقنه قبل أن يُضيف.
هل يتوجب على إحضار طاولة و طعام فاخر و عازف كمان؟ اردف نايل بسخرية ليلكمه هاري في كتفه بخفه.
لا يتوجب عليك إيصاله إلى المنزل قالت ايفدوكيا و هي تقهقه.
وداعاً قال هاري لتلوح له هي و تتوجه إلى الداخل، تخلع معطفها الذي اصبحت رائحته كرائحة سيارة هاري و التي هي رائحة هاري في النهاية.
تجلس على الأريكة بينما تُمسك برأسها الذي يكاد يتفك به الصداع. اما عن هاري فتوجه إلى سيارته برفقه نايل ليتولى هو القيادة.
إذاً هاري ما الذي يدور في رأسك بشأن ايفدوكيا؟
ماذا تعني ب ماذا يدور في رأسي؟
لا تُطيل و توقف عن الإجابة عن سؤالي بسؤال اخر!
لننتهي من مسألة الإنفصال تلك اولاً ثم سنرى و لا تتحدث عن ذلك الأمر مجدداً حتى تنتهي هذه المشاكل.
حسناً كما تريد.
نايل هل يمكنني البقاء عندك الليلة لا اريد ان اعود إلى المنزل.
ما هذا السؤال يا احمق! بالطبع يمكنك.
بعد مرور يومان.
لم يتحدث هاري و ايفدوكيا خلال هذان اليومان سوى مرة واحده ليُخبرها ان تقوم بالإستعداد من اجل الذهاب إلى المحامي ليقوك بتخليصها من ذلك الوغد. ليو!
لن اذكر كلمة استيقظت ف ايفدوكيا لم تنم منذ البارحة بالرغم من توصيات هاري المستمرة لها بالحصول على قسط من الراحة حتى تستعد لليوم لكن التوتر و القلق الذي اخذ ينهش في عقلها بالرغم من انه يتوجب عليها ان تكون سعيدة الآن لكنها كانت تخشى الوصول إلى هذه النقطة منذ وقتاً طويل. لقد كانت دوماً تخشى المواجهة و تخشى التأنيب و العتاب الذي يأتي بعد الفشل دوماً لذلك كانت تخضع لمعاملته السيئة و لتلك الحياة البائسة التي امضتها برفقة ليو. لكنها شعرت مؤخراً بأنها قد اكتفت و انها تستحق حياة افضل او على الأقل بدون إهانه.
بدلت ثيابها إلى ثياب مهندمه نوعاً ما، مشطت شعرها لينتهي بها الأمر بكعكة مُرتبه انتهت و كانت على وشك ارتداء حذائها لكن اوقفها صوت جرس الباب، توجهت إلى الباب لتفتحه و فور قيامها بذلك غزت انفها رائحة عطرة الرجولي الثقيل بينما يقف بطوله الشاهق ببذلته المهندمه.
صباح الخير، هل انتِ مستعدة؟ قال هاري بإبتسامة.
نعم انا بخير ماذا عنك؟ قالت قبل أن يعود عقلها للعمل لتستوعب ما قالته ليقهقه هو بلطف.
يبدو انكِ متوترة للغاية.
نعم انا كذلك. و نعم انا مستعدة لنذهب.
ايفدوكيا قال و هو يقهقه بقوة.
ماذا مجدداً؟
حذائك. هل ستذهبين بدون حذائك؟ قال وسط قهقهته لتضرب رأسها بيدها و تذهب لترتديه.
هل نسيتي شيئاً آخر؟
لا لا انا بخير و توقف عن الضحك و السخرية من فضلك قالت و هي تتوجه للخارج و تُغلق باب منزلها.
بعد مده ليست بقصيرة كانت سيارة هاري تقف امام المقر.
لا تقلقي انا بجانبكِ قال هاري بنبرة مطمئنة لتبتسم هي بتوتر.
انا حقاً اشكرك على كل شيء.
وفري هذا الحديث لحين ننتهي ايف قال قبل ان يفتح باب سيارته و يغادره ثم يتوجه فوراً لجهه ايفدوكيا ليقوم بفتح الباب من اجلها.
اشكرك على نُبلك.
لا شكر على واجب ايف المحامي خاصتكِ ينظر بالداخل.
توجه كلاهما للداخل ليقابلا المحامي في طريقهم للداخل.
هيا بنا، لا تقلقي سيدة ايفدوكيا سننتهي من الأمر سريعاً
قال المحامي بنبرة مطمئنة لتومئ هي له. تسير بخطوات ثقيلة و تزداد نبضات قلبها مع كل خطوة تخطوها، حتى وصلت إلى تلك الحجرة الكبيرة.
كانت تسير و خلفها هاري و المحامي فور دخولها وقعت عيناها على تلك العيون التي كانت تمتلئ بالحب قديماً لكن كل ما تراه بداخلها الآن هو غضب و وعيد.
سيدة ايفدوكيا يرغب السيد ليو بالتحدث معكِ اولاً قال المحامي ليُردف هاري بضيق.
لا داعي لهذا لننهي هذا الأمر سريعاً.
لا هاري انتظر. اريد ان اسمع ما سيقوله.
ارى انه لا داعي لهذا الهراء لكن كما تشائين قال هاري بغيظ.
جلست أمامه بثقة شديدة محاولة إخفاء كل الخوف و الإضطراب داخلها، نظرت نحوه لقد كان شكله مُرتب عكس ما توقعت.
ماذا تريد؟
ايفدوكيا سأقول هذا للمرة الأخيرة، يمكننا العودة كما كنا و صدقيني سأعمل جاهداً على مسامحتك لا تدعي هذا الوغد يُفسد علاقتنا.
اتعلم ليو لا يوجد اي وغد هنا سوا انت! و انا نادمة اشد الندم على ما ضاع من تلك السنوات الماضية بجانبك قالت ايفدوكيا بنبرة مرتفعة ساخطة قبل ان تبصق في وجه ليو.
هل يمكننا انهاء هذا سريعاً؟ اردفت ايفدوكيا و هي تستقيم لينظر نحوها هاري بإبتسامة فخر و نصر.
لم يخطر على بال ايفدوكيا قط ان كل هذا سوف يمر بتلك السرعة. لم تظن انها ستكون بتلك السعادة قط في حياتها لكن تلك الجملة قد دبت الحياة في روحها و قد بثت الأمل في صدرها انتِ حرة سيدة ايفدوكيا.
تفوه المحامي بتلك الكلمة و كانت اجمل ما وقع على مسمع ايفدوكيا لم تهتم ان تعرف ما هي حقوقها او ماذا سيحدث بأمر المنزل او اي ?يء داخله كل ما كانت تهتم به هو كونها حرة اخيراً.
سيدة ايفدوكيا سأتواصل معكِ مباشرةً حتى نتحدث بشأن ما تبقى من اجراءات.
حسناً حسناً لا يهم هذا الآن.
ايفدوكيا.
ماذا؟ سألت ايفدوكيا بينما يعلو وجهها ابتسامة واسعة.
انتِ تبدين مشرقة للغاية كالشمس الساطعة في ذروتها وقت الظهيرة. تفوه هاري بلطف بينما تلمع عيناه كخاصتها تماماً.
اشكرك هاري! لا انا حقاً اشكرك على كل شيء فعلته من اجلي. قالت دفعة واحدة و بحماس شديد.
لا داعي لكل هذا صدقيني انا لم افعل سوا واجبي.
لا هاري انتَ فعلت الكثير حقاً.
سيدى اسف على المقاطعة لكن يتوجب علينا الرحيل قاطعهم المحامي بإسلوب ظريف نوعاً ما فالمكان و الظرف غير مناسب تماماً لحديثهم هذا.
ايفدوكيا بهذه المناسبة السعيدة اود ان تذهبي برفقتي لتناول الغداء. طلب هاري ب لطف شديد بينما شعرت هي بتردد حيال ذلك الأمر.
حسناً لكن لنعود سريعاً فأنا مرهقة للغاية. كانت متعبه للغاية لكن بالرغم من ذلك حاولت ان تكون لطيفة.
بالطبع كما تريدين. قال هاري لتبتسم له بلطف.
ذهب كلاهما إلى مطعم قريب نسبياً، كان المكان رائع يسمح لكَ برؤية الشارع من حولك كما تم تزين المكان بأنواع مختلفة من الزهور ذات الرائحة العطرة، كان المكان كفيل بجعل اي شخص يهدئ و يسترخي.
مبارك لكِ الحصول على حريتكِ.
اشكرك ستايلز قالت و هي تبتسم.
اظن ما الذي تنوين فعله؟
لا اعلم. كي اكون صريحة هذا الأمر يُشعرني بالقلق اشعر انني لم اخطط جيداً للخطوة القادمة.
لا تقلقي فأنا سأبقى بجانبكِ دائماً.
هذا حقاً لطفاً منك. لكن انتَ قدمت لي الكثير بالفعل.
و سأفعل دوماً لا تشغلي بالكِ لنتناول طعامنا اولاً. قال بابتسامة تكشف عن اسنانه اللامعه قبل ان يُشير للنادل حتى يأخذ الطلبات خاصتهم.
لم تشعر ايفدوكيا بالوقت ف لقد مر سريعاً لطيفاً حتى انها وجدت نفسها امام منزلها تودع هاري، بعد ان شكرته للمرة المليون على كل شئء توجهت إلى منزلها و للمرة الأولى يراودها شعور مختلف نحو ذلك المكان ف هو لم يعد سجناً كالماضي. لكن هناك العديد من الأشياء الآخرى قد تغيرت بالفعل و القادم لن يكون يسير.
اما عن هاري فتوجه إلى منزل نايل و هو يشعر بسعادة ليس لها مثيل ف منذ تلك اللحظة لن يكون هناك عائق بينه و بينها تلك التي سرقت قلبه كما يعتقد هو.
في صباح اليوم التالي:
استيقظ هاري باكراً و قد قرر ان يذهب لمقابلة ايفدوكيا لكنه قرر جعل الأمر كمفاجأة فهو لن يُخبرها بذلك، ارتدى بذله سوداء انيقة و وضع من عطرة المفضلة فور انتهائه من ترتيب مظهره توجه بسيارته نحو أفضل محل لبيع الزهور، اختار باقة زهور بنفسجية اللون ذات رائحة عطرة.
اخذ هاري الزهور و توجه إلى منزلها مباشرةً كان يشعر بسعادة غامرة لم يكن من الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر كثيراً لكن اليوم قد راوده ذلك الشعور.
غادر سيارته و توجه نحو باب المنزل خاصتها ليطرقه بخفه ثم ابتعد مسافة كافية، انتظر بضع ثوانٍ قبل ان يعاود الطرق مجدداً لكن وقوع عيناه على تلك اللافته جعلته يقف في صدمة للإيجار.