قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية إلا أنت (نساء متمردات ج3) للكاتبة منى لطفي الفصل العشرون

رواية إلا أنت (نساء متمردات ج3) للكاتبة منى لطفي الفصل العشرون

رواية إلا أنت (نساء متمردات ج3) للكاتبة منى لطفي الفصل العشرون

وقفت تضع اللمسات النهائية على اطباق الطعام حينما فوجئت بذراعين تسللان حول خصرها وهمس دافيء يطرق أذنها يقول بابتسامة مشاغبة تعتلي وجه صاحبها:
- حبيبة مرادها بتعمل ايه؟
ابتسامة ناعمة شقّت وجهها الجميل لتجيب برقة: - بتعمل الغدا يا قلب همسك.
طبع مراد قبلة على صدغها وقال بينما يمرر شفتيه الى الاعلى في قبلات خفيفة دافئة أرسلت القشعريرة في اوصالها:.

- امممم. قولتيلي، وعلى كدا يا ترى ريتال هانم فين؟ مش بتساعدك زي كل يوم ليه وآجي أفض بينكم؟

همس بلمعة حنان لدى ذكره لاسم صغيرتهما الجنية الشقية: - لا ما تقلقش، قامت بالواجب وانا بجهّز فعلا، فرصتها بقه انا انهرده أوف طول اليوم فتعيش حياتها بقه، وبعد ما خلصت ووقعت كل حاجة واستحمت بالدقيق والطماطم حميتها ونامت على طول.

رفع مراد رأسه قليلا متسائلا: - نامت؟ يعني هي نايمة دلوقتي؟
همس بتلقائية: - أه.
ليهتف مراد وهو يقبض على الملعقة بيدها ليضعها جانبا: - طيب يعني دا اسمه كلام؟ انت عارفة ان بنتك دي نومها عزيز، فنستغل الوقت دا في حاجة مفيدة!

أجابت همس بدهشة بينما يدفعها الى الامام محيطا بخصرها في خطوات سريعه: - حاجة مفيدة ايه بس؟ هو فيه اكتر اننا نتغدى في هدوء من غير حوادث؟
مراد بتلهف: - لا فيه فيه. هتعرفي دلوقتي!
فضحكت همس وهي تحرك رأسها في ذهول بينما مال عليها ليحملها فجأة بين ذراعيه ونظر اليها مجيبا سؤالها الصامت في عينيها:
- توفيرا للوقت!
دلف الى غرفتهما وهو يحملها ليصفع الباب بقدمه يوصده واتجه بها ناحية الفراش وهو يقول بعبث:.

- دلوقتي بقه نقدر نشرح كل الحاجات المفيدة براحتنا!
ومال بها يضعها وسط اغطية الفراش الحريرية وسط ضحكاتها الناعمة ليبتلعها في جوفه في عناق عذب أثار الدم ساخنا في عروقهما استمر لمدة طويلة ليرفع راسه بعدها نازعا قميصه بلهفة قبل ان يعود اليها ثانية وما ان همّ بمعانقتها حتى تعالى رنين جرس الباب بشكل مُلِحّ، ولكنه تجاهله، لتبعد همس وجهها جانبا وهي تقول بصوت هامس متقطع وشفاه منتفخة:
- مراد. الباب.

مراد وهو سارح بين حلو شفتيها وعذْبِ أنفاسها الدافئة: - حلو الباب. حلو بس انتى أحلى!
همس وهي تحاول دفعه بقبضتيها الصغيرتين: - هو ايه اللي حلو! الباب بيخبط يا مراد!
زمجر مراد رافعا رأسه وهو يهتف: - انسيه!
ولكن الزائر الغير منتظر كان مصرًّا لتهتف همس بدورها برجاء وهي تحرك راسها يمينا ويسارا هربا من فمه اللحوح:
- يا حبيبي شوف مين، اكيد حاجة مهمة!
مراد باعتراض: - يعني بعد حبيبي دي هيبقى فيه أهم منك؟

همس بدلال ونعومة: - عشان خاطري. اللي بيخبط مش هيمشي شكله عارف ومتأكد اننا في البيت.
ليرفع مراد رأسه عاليا ويقول بحنق: - ماشي يا همس.
وقفز واقفا ليرتدي قميصه سريعا ثم شهر سبابته في وجهها وقال محذرا: - حسّك عينك تتحركي خطوة واحدة من مكانك، انا هشوف مين وأقلبه من ع السلّم وآجي لك هوا!

ورمى بقبلة لها لترتسم ابتسامة واسعة على ثغرها وهي تتابع انصراف حبيبها بعينين عاشقتين.

اتجه مراد الى الباب وهو يشتم في سرّه وما ان فتحه حتى علت تقطيبة توجس وريبة وجهه فأمامه وقفت شقيقته وقد ارتسم على وجهها علامات الاجرام يرافقها زوجها - ابن عمه - وهو يرغي ويزبد!

مراد بتوجس وحيرة: - شمس! اسلام! خير؟ مالكم شكلكم زي ما يكون في كارثة لا سمح الله!
دلفت شمس سريعا وهي تزيح شقيقها جانبا هاتفة بحنق: - طبعا كارثة، وبالمستعجل كمان!
ليلحق اسلام بها بينما وقف مراد جانبا يراقبهما بعقدة جبين عميقة زادت وهو يسمع اسلام يهدر غاضبا في زوجته:
- طاوعيني يا شمس وبلاش جنان!

التفتت شمس اليه تجيبه وهي تضع يديها في منتصف خاصرتها بسخرية وتهكّ! م: - جنان! هو انت لسه شوفت جنان يا سي. أُسْ!
عضّ اسلام على نواجذه غيظا وقال بغضب مكتوم: - من غير رغي كتير، اتفضلي قودامي، لينا بيت نتكلم فيه.
شمس بعناد شديد: - لا معلهش، مش هتحرّك خطوة واحدة من هنا غير لما اعرف ايه حكاية أُسْ دي!

وقف مراد ينقل عيناه بدهشة وحيرة بينهما ليقاطعهما صوت همس المتسائل في حيرة: - شمس. اسلام. أهلا وسهلا. خير، صوتكم عالي ليه؟
أغمض مراد عينيه يسب ويلعن في نفسه فلقد طارت خططه لهذا الوقت ادراج الرياح، في حين هتفت شمس تجيب همس وهي تشير لزوجها الغاضب:
- اسأليه يا همس، ايه الاشكال اللي يعرفها دي ومن امتى؟
اسلام بتحذير: - شمس. انا لغاية دلوقتي ماسك نفسي ومدِّيكي (مُعطيكِ) عذرك، لكن هتزوديها مش هيحصل كويس!

شهقت شمس بقوة وناظرته بعينين مفتوحتين دهشة وهي تهتف في صدمة مبالغة: - ايييييييه! بتهددني يا اسلام! طيب وريني كدا ايه هو اللي مش كويس اللي هيحصل؟

علم مراد لحظتها انه يجب عليه التدخل فأخته قد تعدت الحد في استفزازها لاسلام وهو مهما كان شقيقها ولن يقف مكتوف الايدي وهو يرى تقريع زوجها لها على الرغم من ايمانه بأنها تستحقه وبشدة! فقال مراد وهو يتقدم ليقف بينهما:
- هششش، ممكن نهدى شوية على الاقل عشان نفهم ايه اللي حصل؟

شمس باندفاع مشيرة بذراعها الى زوجها: - إسأله يا مراد، قوله مين الهانم اللي جات له المكتب وتتكلم وتتدلع عليه وكان ناقص تاخده بالحضن! مش كدا ولا أنا غلطانة يا أُسْ؟

هتف اسلام في حين وقف مراد حائل بينهما: - لآخر مرة بقولك بلاش استفزاز يا شمس، وبعدين ما انت عارفة انها جاية في شغل.
شمس باستهجان: - شغل! شكلك انت اللي بتشتغلني انت ونونا هانم!
هدر مراد بغضب في حين وقفت همس تطالع ما يجري باندهاش وحيرة: - بس!..
ليزفر بعدها بغضب ثم يقول: - استغفرك ربي واتوب اليك، نهدى بقه شوية، وبالراحة فهموني مين دي وايه الحكاية بالظبط؟

اسلام بضيق: - ابدا، نانسي العلمي. مندوبة شركة جات لي انهرده وطلعت اعرفها من ايام الكلية، ليه وليه أسلم عليها وأرحب بيها، ما خلصتش!

شمس باستنكار: - هو انت سلمت ورحبت وبس؟ دا انت كان ناقص تاخدها بالحضن!
تقدمت همس منها وهي تقول باعتراض محركة راسها لليسار واليمين: - لالا يا شمس، انت مزودة الموضوع أوي، يا بنتي كانت زميلته ايام الكلية فطبيعي انه يرحّب بيها!

مراد باستفهام وتقطيبة تفكير: - مين دي يا اسلام؟
زفر اسلام بضيق قائلا: - نانسي العلمي يا مراد، ما انت عارفها!
ليصمت مراد لثوان ما لبثت بعدها عقدة جبينه ان انفكت وهتف قائلا: - نانسي العلمي! ايوة افتكرتها!
لتنفرج أساريره مردفا بدهشة وابتسامة تكلل وجهه الرجولي الوسيم: - ياااه. معقولة! نونا!

كانت همس تقف بجوار شمس تطالعها بعتاب لتنتبه الى حديث مراد فتوليها اهتمامها، وما ان رأت ابتسامته الواسعه حتى قطبت! وما ان سمعت هتافه باسم التدليل لتلك ال نانسي حتى. كشّرت! وما ان سمعته يهتف بحنين:
- ياه. كانت ايام يا اسلام!

حتى علت وجهها تعبيرات اجرامية وهي ترفع حاجبها الايمن في تحفّز وتوجّس كأي زوجة مصرية أصيلة وهي تطالعه بشك وريبة ولسان حالها يقول يا خوفي منك يا بدران! لتقول بلهجة مهددة لم ينتبه لها مراد:
- امممم. بجد! شكلها وحشتك الايام دي انت كمان؟!

اسلام ببساطة: - اكيد طبعا، احنا فضلنا اصحاب مدة طويلة، دا غير انها من النوع اللي بتاخد ع الناس بسرعة، دا حتى مراد اللي ما كانش بيتكلم مع اي حد كانت قريبة منه اوي. لدرجة انها ما كانتش بتناديه غير ب ميرو!

هتفت شمس وهمس سوية وبصدمة وقد ارتسمت على وجهيهما نفس تعبير الذهول: - مين، ميرووووو؟!
انتبه مراد على الشكل الاجرامي الذي ارتسم على وجه زوجته ليسبّ اسلام في داخله قبل ان يقول مفتعلا ضحكة صغيرة:
- ايه يا جماعة، الموضوع ما يستاهلش كل دا، زميلة قديمة وخلاص، واللي خلّاها تظهر شغل مش اكتر!

همس بسخرية: - والله؟! يعني طالما شغل يبقى عادي؟
مراد ببساطة: - اه طبعا، هو اسلام اللي كان ادّاها معاد يعني؟ دا شغل!
هتفت شمس بحزم: - على جثتي انه يكون في اي شغل بيننا وبينها ايه رايكم بقه؟ ست نونا دي!
اسلام بغضب: - يا سلام! ودا من امتى ان شاء الله؟
نظرت اليه شمس بنصف عين لتقول بتحدٍّ: - من ساعة ما شوفت نونا يا. أس! الا صحيح ما قولتليش. أُسْ كم بالظبط؟ أُس 2 ولا 3 ولا كم أُسْ؟!

إسلام بحدة: - شمس!
مراد وهو يحاول تهدئته: - اهدى بس يا اسلام مش كدا.
اسلام مشيرا الى زوجته تلك العنيدة الحمقاء: - ما تشوف اختك يا مراد! من ساعة ما نانسي مشيت وانا ما خلصتش! فاتحالي محضر وسين وجيم و.

قاطعته شمس وهي تشعر بالغبن: - انا يا اسلام؟ ما انا سكت وخرجت وسيبتكم وقلت شغل! لكن حصل ايه؟
اسلام بهتاف غاضب: - حصل ايه؟
شمس بتحد صارخ: - تنكر انها وهي ماشية طلبت منك تتقابلوا برّه بعيد عن المكتب عشان تعيدوا يوم من ايام زمان؟!

اسلام بحدة: - وانت شوفتيني وافقت؟ وبعدين دي عزومة كدا يعني عادي. ولو حصل حتى. فين المشكلة اقدر افهم انا؟ اساسا انا مش شايف اي سبب للهيصة اللي انت عاملاها دي كلها!

شمس بعدم تصديق: - بجد؟ انت مش شايف انه فيها حاجة وانا بشوف واحدة بتدلع على جوزي وتكلمه بالشكل دا وعذرها انهم كانوا اصحاب زمان! ومش بس كدا. لا. تنكر انها. انها. - سكتت تجد صعوبة في نطقها لتلفظها بصعوبة في الاخير قائلة - انها حضنتك وباستك وهي خارجة من عندك!

شحب وجه اسلام قليلا ليطالعه مراد بلوم قبل ان يقول لشقيقته التي غامت عيناها بالدموع:
- يا شمس يا حبيبتي انت قلتيها بنفسك. هي اللي رمت نفسها عليه وحضنته وباسته، وعشان تكونى ارفة دي طبيعة نانسي، طول عمرها عايشة بره ما نزلتش الا ايام الجامعة لما باباها رجع مصر عشان يعمل بيزنس هنا، دا غير انه مامتها اساسا فرنساوية، فدا الطبيعي بالنسبة لها!

همس بدون تعبير: - دا الطبيعي بتاعها قصدك يعني؟
هز مراد رأسه بالموافقة لتتابع همس بجمود: - امممم. يعني من الاخر المفروض اننا نكبر ونبقى أوبن مايند (عقل متفتح)؟!
فأومأ مراد ثانية بنعم، لتقول همس: - بس بيتهيالي لو عكسنا الموضوع مش هيكون فيه اي اوبن مايند ساعتها! بالعكس بقه اللي حاجة اللي انا متاكدة انها هتبقى اوبن هي نافوخ المأسوف على شبابه وقتها!

ليحدق فيها مراد بعينين مرعبتين وهو يقول بصوت مخيف: - انت اتجننت ياهمس؟ تخاريف ايه اللي بتقوليها دي؟
قاطعته شمس قائلة: - مراد بليز معلهش، دي غلطتي انا، ما تزعلش من همس، همس ست بتحب جوزها وبتغير عليه وعاوزة توصلك الصورة مش اكتر، وأديك أهو من مجرد الكلام ما استحملتش فما بالك بقه بالفعل؟

سكت مراد زافرا بضيق وهو يحدج اسلام الواقف يطالعهم بجمود بغير رضا قبل ان تردف شمس بابتسامة فشلت في رسمها:
- عموما حصل خير.
لتنظر الى اسلام متابعة: - اطمن يا اسلام، مش هضايقك بعد كدا ولا هتدخل في شغلك ولا طريقتك، عارف ليه؟
اسلام بلا مبالاة: - ليه ان شاء الله؟ عقلتي بعد الشر؟!

شمس بابتسامة استهزاء: - تقدر تقول حاجة زي كدا! كانت غلطتي من الاول انى اسيب مجالي واروح اشتغل في مجال بعيد تماما عن دراستي وتخصصي!

قطب اسلا متسائلا بريبة: - يعني ايه؟
شمس ببرود: - يعني انا من اللحظة دي مستقيلة، ومن بكرة هدور على شغل افهم فيه!
مراد بتساؤل: - قصدك ايه يا شمس؟

شمس وهي تحرك كتفيها بلا مبالاة: - السياحة يا مراد! هو انا مش كنت مرشدة سياحية ولا إيه؟ أي نعم السياحة دلوقتي مش زي الاول لكن انا مش هغلب، خصوصا وانى من يومين كنت بكلم يارا وقالت لي انه فيه برنامج عن السياحة في مصر، عبارة عن فقرات عن تاريخنا والمناطق الاثرية والاماكن اللي بتجذذب السياح زي الحسين والسيدة زينب وخان الخليلي والاهرامات، واقترحت انى أنا اللي امسك الاعداد والتقديم لكن انا رفضت عشان مش لاقية وقت.

همس هاتفة: - فعلا يا شمس، يارا قالت لي ع البرنامج دا، بس ما قالتش انها عرضته عليكي؟
شمس بهزة راس تعني الجهل: - يمكن عشان رفضت فلاقت انه مافيش داعي تقولك!
همس بحماس وهي ترمق مراد بطرف عينها تتوعده برد الصاع صاعين له فهي لن تنسى دفاعه الاحمق عن تلك الوقحة نانسي:
- يعني قصدك انك وافقتي تعمليه؟

هزت شمس رأسها ايجابا فأردفت همس بسعادة مبالغة: - يا بنتي دي فرصتك، حد يطول يشتغل مع أسامة؟ انت لو كنت سالتيني كنت قلت لك وافقي من غير تفكير!

مراد بسخط: - يا سلام! وليه بقه ان شاء الله؟ يكون يوسف شاهين واحنا منعرفش؟
همس بغرور: - لا وانت الصادق أسامة شاهين! الكل بيناديه بالاسم دا بعد نجاحه الرهيب!
قاطع اسلام جدالهما باقترابه من شمس يقبض على مرفقها قائلا باستفهام وعدم رضا: - وانا ان شاء الله آخر من يعلم؟ ماليش رأي في الموضوع؟

شمس وهي تنظر اليه وببرود تام: - أظن انت سمعت كلامي وانى رفضت في الاول، وموافقتي جات حالا والفضل ليك انت اللي وضحت لي انى معرفش غير في مهنتي وبس، اما بقه بالنسبة لرأيك فأنا هعمل بمشورتك.

نظر اليها اسلام باستفهام لتتابع بابتسامة نصر صغيرة: - انا لا هتدخل في شغلك وانت نفس الشيء. مالكش دعوة بشغلي!
لتتركه يقف مذهولا وتقول بابتسامة لمراد وهمس: - معلهش يا جماعه عملنا لكم ازعاج، عموما انا هستأذن عشان ألحق أكلم يارا بس على الله ما تكونش اتفقت مع حد تاني!

همس بإغاظة لمراد الذي طالعها بنظرة سوداء: - ولا يهمك، لو اتفقت في البرنامج دا أنا هكلم لك اسامة تبقي معاه في البرنامج الجديد بتاعه، من مصر. برنامج جديد تحففة، كان نفسي اكون فيه لولا انى مش فاضية حاليا...

شمس بابتسامة: - ميرسي يا هموس. اكيد هكلمك!
ولوحت لمراد مودعة وانصرفت ترافقها همس تاركة اسلام ومراد وهما يطالعانهما بتعبير سخط واضح يضغطان على فكّهما في حنق وغضب ومن يدقق النظر اليهما جيدا يكاد يجزم أنه يشتم رائحة شياط تخرج منهما نتيجة الدخان المتزايد الذي تنفثه أعينهما وأنفهما على حد سواء!

يا طارق مش معقول، انا مش مسجونة عشان تمنعني انى أخرج طول الوقت دا!
نظر اليها طارق بلا مبالاة واجاب ببرود: - والله انت اللي مصممة انك تفضلي في السجن دا! مع انى معترض معاكى على كلمة سجن، مافيش سجن عبارة عن فيلا دوبلكس في عمارة شيك زي كدا، حتى لو في منطقة هادية لسه ما عمرتش (لم تعمّر).

جلست هنا في المقعد المقابل للاريكة التي استلقى عليها طارق يتابع برنامج ما على شاشة التلفاز المسطح أمامه:
- يا طارق اللي انت بتعمله دا مافيهوش فايدة، انا مش ممكن أسامح أو أنسى، المرة دي الوجع كان أكبر من أي مرة!

قفز طارق جالسا ومال ناحيتها يهتف بحدة: - يعني ايه كل مرة دي؟
هنا وهي تطالعه ببرود: - يعني انا عارفة انها مش اول مرة يا طارق!
لينهض هادرا بغضب: - انت اتجننت؟ اللي يسمعك يفتكر اني مهووس ستات!
هنا وهي تنظر اليه محركة كتفيها بلا مبالاة: - لا انت مهووس بكلام الستات!
طارق وهو يخبط كفا بكف في تعجب: - بردو تقولي كلام الستات! ايه اللي حصل خلّاكي تقولي كدا؟ تقدري تقوليلي!

نهضت هنا هاتفة بحدة: - لو عاوزني أعدّهم لك انا موافقة! اوعى تفتكر اني كنت مش واخدة بالي!
طارق في ذهول غاضب: - واخدة بالك! واخدة بالك من ايه بالظبط؟
هنا بقوة: - من الستات اللي مش بيكلموك غير يا يمدحوا يا يشكروا فيك وهما بيحسسوك انه مافيش في عينهم راجل غيرك وانت بتقابل كل دا بابتسامة غرور وهزة رأس وكأنك عارف اللي بيقولوه وعاذرهم لاعجابهم بيك!

طارق بغير تصديق: - مش ممكن تكوني بتعاتبيني على مجاملتي في شغلي؟!
طالعها بصمت لثوان قبل ان يردف بسخرية ومرارة: - الستات اللي بتتكلمي عنهم دول يا هانم بقابلهم في شغلي، مجبر انى أكون مجامل ومراعي، انا دبلوماسي لو نسيتي، يعني الف باء شغلتي الدبلوماسية والمجاملة والابتسامة اللي حضرتك وصفتيها بالغرور دلوقتي!

هنا بأسف: - كان ممكن كلامك يبقى صح لو ما كنتش بشوف نظرة عينيك وقتها! انا مش لسّه هعرفك يا طارق، أنا حافظاك زي كف ايدي بالظبط - ورفعت يدها باسطة راحتها أمامه متابعة بابتسامة أسى- عارفة امتى بتبتسم مجاملة وامتى بتبتسم عشان الكلام عجبك ودخل دماغك! بس مقدرش أنكر انه الوحيدة اللي نجحت انها توصل لك فعلا هي. مشاعل، ودا اللي مش ممكن أسامحك عليه!

زفر طارق بضيق وقال: - كلها أوهام في دماغك، يمكن زي ما قلتي الابتسامة بتكون مش بس مجاملة، لكن متقدريش تحاسبيني على اعجابي بكلامهم، حتى لو بيجاملوني، أنا مش ملاك أنا بشر!

هنا ببرود: - ومشاعل!
طارق بضيق: - مالها مشاعل؟ يمكن هي الوحيدة فعلا اللي قدرت تقرب مني لكن كل الحكاية انها لوحدها هنا. وانا كنت جنبها ك صديق!

لتعاجله هنا هاتفة بذهول وسخط: - كصديق! عاوزني أصدق الكذب المفضوح دا؟ وانت كصديق تدور معها في كل مكان؟ وكصديق تلاحقك من باريس لروما لباريس لمصر؟ وكصديق تنزل في نفس الفندق بتاعك؟ والمكالمات والخروجات و و و كل دا وتقولي ك صديق؟!

طارق بقوة: - أيوة! أنا بالنسبة لي كنت بشوفها صداقة وانى بقف جنب بنت غريبة عن اهلها وبلدها، لكن انت مش مصدقاني دي مشكلتك انت مش مشكلتي!

نظرت اليه هنا وقالت بتحد: - اوك. وأنا كمان. زياد كصديق ليا أدّى (أعطى) نفسه الحق أنه يكلمك، وكلامنا سوا بصفته. صديق. ولو انت مش مصدق تبقى دي مشكلتك انت مش أنا!

زمّ طارق عينيه وقال بريبة: - يعني ايه؟ بتردِّهالي!
هنا ساخرة: - ليه بتحسبها كدا؟ انا بس بوضح لك زياد بالنسبة لي ايه زيّ ما انت عملت بالظبط!

زمجر طارق وهدر ينهرها: - يعني ايه زياد بالنسبة لك؟ انت عارفة كلامك دا ممكن تبقى نتيجته ايه؟
هنا ببرود: - مش فارقة معايا! انا واثقة من نفسي كويس اوي، وعارفة انى ما غلطتش في حاجة، وزياد لما كلمك ما كانش يقصد يتدخل في حياتي، لكن هو وبحق الصداقة اللي بيننا كلمك. عشان ننهي المهزلة اللي طولت دي!

طارق بريبة: - وانت عرفتي منين؟ انا لما قلت لك انه كلمني اتفاجئتي، عرفتي منين انه اتدخل كصديق؟ ثم. صداقة ايه دي بقه ان شاء الله اللي تخليه يسمح لنفسه انه يتكلم في حاجة خاصة جدا زي كدا؟

هنا ببساطة: - زي الصداقة اللي بينك وبين مشاعل وخلّتك تكون معها طول الوقت تقريبا لدرجة انها جات معاك على مصر!

هدر طارق بنفاذ صبر: - ما جاتش معايا افهمي. جات ورايا ومن غير ما اعرف، ولما عرفت طلبت منها انها تسافر وتنساني خالص. لانه من الآخر صداقتها هتخسرني أغلى حاجة في حياتي وانا مش هقدر أتحمل الخسارة دي!

هنا بابتسامة ساخرة وبغير تصديق: - امممم. بجد؟ ويا ترى ايه هي الحاجة دي؟
طارق بجدية تامة: - انتى يا هنا. انتى وشهد كل حياتي اللي انا مش مستعد انى أخسرها تحت أي ظرف مهما كان!

نظرت اليه هنا بصمت دام للحظات قبل ان تجيبه بجمود ونظرة أسف ظللت عينيها النجلاوين:
- للأسف يا طارق انت فوقت (انتبهت) متأخر. متأخر أوي!
اقترب منها طارق وهو يتساءل بتوجّس وريبة: - يعني ايه يا هنا؟
هنا بتنهيدة تعب: - يعني لازم كلمة النهاية تنزل على حياتنا سوا. وبعدين يمكن احنا فشلنا كزوجين بس دا ميمنعش انه بيننا ذكريات وايام حلوة وبنت هتجمعنا سوا مهما بعدنا!

وصل اليها طارق ليقف أمامها تماما ويميل عليها قائلا بدون تعبير: - ولو قلت لك أني بعترف أنى غلطت؟ غلطت في لحظة ضعف خليتني صدقة كدبة الصداقة اللي اقترحتها مشاعل مع انى في ضميري كنت عارفة قصدها الحقيقي!

نظرت اليه باستنكار ليردف: - عارف. هتسأليني وليه كنت بنكر؟ هقولك عشان كنت مكسوف من نفسي وخايف لو اعترفت أخسرك! لكن دلوقتي وانت واقفة قودامى تتكلمى بكل بساطة على حياتنا اللي لازم تنتهي ونفضل اصدقاء وذكريات وكلام الافلام دا لاقيتني فعلا انى على وشك الخسارة اللي كنت بحاول أتجنبها!

هنا بأسف: - عارف يا طارق انت مشكلتك ايه؟ مشكلتك انك عاوز كل حاجة زي كتير من الرجالة، عاوز الزوجة اللي بتحبك والحياة المستقرة والبيت الدافي والاطفال، وفي نفس الوقت عاوز تحس انك هارون الرشيد الستات كلها تتمنى نظرة رضا منك، ودا بيغذي غرورك كرجل، بس نسيت انه في الوقت دا انت بتكسرني قودام نفسي كأنثى مش مالية عين جوزها، وأهم حاجة نسيتها يا طارق أنه أنا كمان بشر مش ملاك، ومحتاجة اني احس انى مالية عين جوزي وقلبه. وأنه حيطة سد قودام أي اغراء مهما كان من اي واحدة. عشان كدا بقولك آسفة يا طارق. مينفعش نكمّل حياتنا سوا!

سكت طارق للحظات أظلمت عيناه بعدها وقال بغموض: - ويا ترى ايه هو دور زياد بيه في الموضوع دا؟ يا ترى صديق بس ولّا الانسان اللي هتكملي معه؟

وجمت هنا لثوان قبل أن تجيبه وهي تتعمد اللا مبالاة فقد فهمت ما يرمي اليه ولم تكن لتريحه فلتتركه ليجرّب بعضا مما أذاقها إياه:
- امممم. الموضوع دا سابق لأوانه دلوقتي!
لتجحظ عيناه في ذهول وصدمة ويهدر فيها بشراسة مخيفة: - أفندم؟! يعني ايه سابق لأوانه؟

ولم يمهلها الاجابة حيث سارع بالقبض على مرفقها وهو يردف بغضب ناري: - واضح كدا انك لسه ما عرفتنيش، مش أنا اللي أسكت وأنا بشوف انسان حقير بيلف على مراتي وبيصطاد في الماية العكرة، لكن أنا هحط حد لكل دا!

هنا بهتاف حاد: - آي. سيب دراعي يا طارق، اوعى تكون فاكر انك بالشكل دا هتقدر تقنعني أني أغير رأيي.

قاطعها باستهزاء: - ومين اللي قال أني عاوز أقنعك بأي حاجة يا مدام؟
ومال عليها قابضا على مرفقها الآخر وهو يتابع بابتسامة شريرة أثارت ارتيابها: - أنا بنفّذ فعلا. مش بقنع!
وقبل أن يتثنى لها السؤال كان قد هبط عليها ليقتنص فمها في قبلة كانت كعقاب لها لذكرها أمر الانفصال عنه بتلك البساطة، ورفع رأسه بعدها يطالعها بنظرات متشفية قبل أن يردف قائلا:.

- شكلنا المفروض نخاوي شهد. عشان تشيلي من دماغك فكرة اننا ممكن نسيب بعض!
طالعته بذهول وكأنها أمام كائن خرافي قبل أن تصيح بصدمة: - انت مجنون! اكيد مش طبيعي! انت فاكر انك بالطريقة دي هتقدر تخليني أرجع عن موقفي؟ ولا 10 أطفال هيخلوني أغيّر رأيي!

ليميل عليها يرفعها بين ذراعيه قائلا ببساطة: - مش مهم. نخليهم 11 عيّل!
وسار بها وسط صياحها الغاضب وسبابها ومحاولاتها للافلات منه ولكنه لم يأبه لها، ليدلف الى غرفتهما راكلا الباب خلفه بقوة حيث شرع في البدء بتنفيذ مشروع ال 11 طفل. فلا يزال أمامهما 10 أطفال يزمع على العمل على انجابهم وفي أسرع وقت!

جلست تنظر اليه في سكون لتقول بعدها بدون تعبير: - انت بتقول ايه؟
زفر هشام بتعب فهو يعلم ان اقناعها ليس بتلك السهولة ليجيبها بصبر: - بقول اللي لازم يحصل يا منال!
منال بجمود: - اللي هو؟
هشام بزفرة طويلة: - اني لازم يكون لي صفة رسمية عشان أقدر أقف جنبك من غير ما حد يفتح بؤه!
منال باستهجان: - انت بتقول ايه؟ وبعدين صفة ايه أكتر من انك أخو جوزي ومش بس كدا لا. وظابط أمن وطني كمان!

هشام بطول بال: - يا منال افهمي، من الآخر كدا إلى اسمه رياض دا واضح كدا انه حد واصل اوي، وبصراحة انا جالي شبه أمر أني أبعد عن قضيتك خصوصا انها مش في مجالي.

قاطعته منال بعناد: - خلاص ما فيش مشكلة، لو على وقوفك جنبي فزمايلك هنا بصراحة قايمين معايا بالواجب، ثم أنا متأكدة من براءتي، وأكيد هطلع، فما تشغلش بالك بيا!

ليفقد صبره الذي قلّما احتفظ به كما الآن وهتف فيها بسخط: - يا ستي افهمي بقه. دا واحد حقير ممكن يعمل أي حاجة عشان مصلحته، الضرب تحت الحزام أسهل وسيلة عنده!

قطبت منال: - ايه؟ الضرب تحت الحزام؟ هشام انت بتلف وتدور على ايه بالظبط؟
هشام وقد قرر مصارحتها بما حدث: - بصراحة فيه كلام كتير بيمس سمعتك كأرملة أخويا وأم لابنه!
قفزت منال هاتفة بصدمة وغضب: - ايه؟! انت بتخرّف تقول ايه؟..
نهض هشام بدوره وهو يقول: - مش انا بقول يا منال، الكلام دا مالي الشغل عندك دا غير جيرانك كمان!

منال بذهول: - ازاي؟ معقولة! انا طول عمري ما حدش قدر انه يبص لي بصّة مش كويسة، ايه اللي حصل ل دا كله؟

هشام بجدية: - إلى حصل انك وقفتي في طريق واحد واطي وحقير حتى لو من غير قصدك، ولازم نسد أي طريق ممكن يأذيك منه!

منال ساخرة: - وجوازي منك هو اللي هيمنع دا؟
هشام بزفرة ضيق: - تقدري تعتبريه تصرّف مؤقت لغاية ما نخلص من الغمّة دي على خير، وما فيش حاجة هتتغير في حياتنا. الموضوع شكلي بس مش أكتر.

منال باعتراض: - بس...
قاطعها بحزم: - منال. قبل ما ترفضي فكري في فريد الاول!
منال بعدم فهم: - أفكر في فريد؟
هشام موافقا: - أيوة، فكري انهم ممكن يحاولوا يأذوه، تفتكري الكلام اللي بيطلع دا مش هيأذيه؟ هتقوليلي انه صغير ومش فاهم حاجة هقولك لكن النفوس الضعيفة اللي حواليه للأسف مش هتراعي سنّه ولا يتمه!

منال بحيرة وهي تقع على الاريكة خلفها: - انا مش عارفة ليه كل دا؟
دنا منها هشام وهو يقول: - عشان وقفتي قصاد رياض الكلب؟
منال بغير تصديق: - يقوم يوصل بيه الحال أنه يشنّع عليا بالطريقة دي؟ والناس اللي صدقته ميعرفوش أنه دا قذف محصنات وعقابه شديد عند ربنا؟

هشام بجمود: - للأسف هما ميعرفوش ربنا أساسا.
منال بتعب ويأس لأول مرة يظهر عليها منذ بدء محنتها: - أما دماغي وقف، مش عارفة أعمل ايه ولا ليه دا كله؟
هشام وهو يميل ناحيتها: - صدقيني يا منال، أنا مش ممكن أأذيكي أو أعمل حاجة تجرحك. بس أنا عاوز حجة قوية تكون معايا عشان أقدر أتحرك براحتي وأخرس لسان أي حد يفكر انه يتكلم عليكي، دا غير أنه جوازنا هيكون بطريقة أو بأخرى حماية ليكي لغاية ما تخرجي من هنا...

فطالعته بنظرات مشتتة حائرة ليتردد لأقل من لحظة قبل أن يمسك بيدها يشد عليها وهو ينظر اليها بقوة قائلا:
- ثقي فيا يا منال. وما تخافيش!
هزة رأس طفيفة الى الاسفل تبعتها كلمة بالكاد خرجت منها جعلته يطلق أنفاسه المحبوسة ترقبا:
- أنا واثقة فيك!

قصدك تقول انكم مش هتعرفوا تقبضوا عليه؟
أجاب هشام استفسار أدهم بجدية: - أنا ما قولتش كدا، أنا عارف طبعا انه الوصول ليه صعب، لكن وقوعه أسهل مما تتصوّر. لأنه اللي زيّه ريحته فايحة ومحدش ميعرفش مين هو رياض ذهني في وسط رجال الاعمال.

أدهم بموافقة: - فعلا، رياض ذهني من أفسد رجال الاعمال الموجودين، وللاسف فيه اللي بيقف وراه ويغطي عليه.

هشام بحزم: - تأكد انها كلها مسألة وقت يا أدهم بيه، رياض ذهني ساعته قربت، ووقتها مش هرحمه. لأنه هييجي عندي. وبرجليه، ولو فاكر انه علاقته بفضل الرازي هتحميه يبقى لازم يراجع نفسه كويس أوي.

أدهم بتقطيبة خفيفة وريبة: - أيوة بس لو حصل ورياض رجله جات هيكون قضية فساد، يعني نيابة الاموال العامة. وأنت أمن وطني. يبقى هييجي لعندك ازاي؟

هشام باعجاب لم يخفيه: - مش غريبة فعلا أنه يسمُّوك الكينج وسط رجال الاعمال! أما بالنسبة للاجابة فأنا هقولك لأني هحتاج مساعدتك الفترة اللي جاية!

قطب أدهم متسائلا: - مساعدتي؟ ازاي؟
هشام وهو يميل ليطفأ سيجارته في المنفضة الموضوعه أمامهما على الطاولة: - انت طبعا عارف انه رياض داخل بيزنس كبير في شركة متعددة الجنسيات؟
أومأ أدهم وقال باشمئزاز: - أيوة طبعا، السوق كله عارف مش أنا بس.
هشام وقد ارتفع طرف شفته العليا في شبح ابتسامة غامضة: - لكن هو هيموت ويشتغل مع المجموعه عندك صح؟
زفر أدهم بضيق قائلا: - أيوة بس.

رفع هشام يده موقفا استرسال أدهم وهو يميل ناحيته قائلا بصوت حازم وعينان تلمعان بقوة:
- مجموعة شمس الدين هتبقى حتة الجبنة اللي هتدخل لنا الفار في المصيدة.

نظر أدهم بذهول أول الامر الى هشام ثم ما لبث أن قطب يطالعه بتوجس وتساؤل قبل أن تعتلي عيناه نظرة غامضة في حين أومأ هشام برأسه الى الاسفل في حركة ايجاب خفيفة بينما ارتسمت نصف ابتسامة تأكيد على وجهه. لتلمع عينا أدهم ببريق العزم قبل ان يقول بشبح ابتسامة ساخرة:
- وهو كذلك، حضّر نفسك للفار لأنه هيقع قريب جدا، أصل حتة الجبنة دي كبيرة جدا عليه مش هيقدر يبلعها، ومش بعيدة تقف في زوره، تخنقه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة