قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية إلا أنت (نساء متمردات ج3) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع عشر

رواية إلا أنت (نساء متمردات ج3) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع عشر

رواية إلا أنت (نساء متمردات ج3) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع عشر

كانت تهم بالصعود الى سيارتها بعد ان ودّعت فواز والذي ألحّ كثيرا عليها أن ترافقه في سيارته للعودة الى منزلها فشكلها الظاهري يشي بسوء حالتها النفسية، وكان قد لاحظ في وقت سابق اثناء وقوفها مع ممدوح ما أصابها من شحوب مفاجئ وكأنه قد فجّر قنبلة من العيار الثقيل بوجهها، الامر الذي جعله يشعر بالندم لطلبه منها تلك الزيارة، فاتخذ قراره في لحظتها بانهائها متقدما منهما وهو يخبرها بضرورة الذهاب، لتنظر اليه بشكر زافرة براحة، فتأكد لديه احساسه ان ممدوح قد قال لها شيئا كان هو السبب في صدمتها المرسومة بوضوح على وجهها. ليحاول الاستفسار منها ما ان ابتعدا عن ممدوح والذي ناداها قبل ان يذهب به عامل التمريض الى غرفته يخبرها ألّا تتأخر عن زيارته ثانية. فهو سيكون في انتظارها، لتزداد شحوبا واضطرابا وتسير بخطوات مهزوزة خارجة من ذلك المصحّ النفسي دون ان ترد عليه، رافضة الرد على اسئلته بخصوص اضطرابها الواضح، كما رفضت عرضه بأن يقلّها الى بيتها، وها هي الآن تهم بالصعود الى سيارتها بعد أن تركها فواز، لتفاجئ بمن يقبض على ساعدها بقوة وأنفاس ساخنة تميل عليها بينما يهمس صاحبها بغضب مكتوم قائلا:.

- بتعملي هنا ايه يا. بنت عمتي؟
التفاتة مفاجئة منها فشهقة مكتومة، ليهرب الدم من وجهها، وتتمايل وقد داهمها دوار حاد ليطير غضب عصام أدراج الرياح ويسندها اليه وهو يهتف بلهفة:
- ريما مالك؟

ولكنها كانت من الضعف بمكان أن فقدت قدرتها في اجابته، ليسندها الى جسم السيارة ويتأكد من غلق أبوابها، قبل أن يميل عليها فيحملها بين ذراعيه دون كلمة أخرى، ولم تجد لديها القدرة للاعتراض ولأول مرة تسمح لنفسها بالاستسلام له دون اعتراض!

صوت بعيد طرق سمعها وهو يناديها بلهفة يشوبها قلق واضح، لتحاول فتح عينيها وهي تئن بصوت ضعيف، حتى إذا ما ارتفعت أهدابها رأت صورة مموهة لم تلبث واتضحت معالمها ليطالعها وجه عصام وهو يناظرها بقلق كبير، همست بوهن:
- أنا. أنا فين؟
عصام وهو يزفر براحة: - الحمد لله، – ثم نظر اليها مردفا – عاملة ايه دلوقتي؟

ريما وهي تحاول رفع رأسها فأسرع برفعها وهو يضع ذراعه أسفل كتفيها: - الحمد لله، بس. هو ايه اللي حصل؟
تساءلت وهي تطالعه باستفهام وتشتت ليجيبها عصام بجدية: - انتي الأدرى باللي حصل، كنتي بتعملي ايه في المصحَة؟ وايه اللي حصل وخلّاكي زي التايهة بالشكل دا؟

صمت تام ساد المحيط حولهما بعد سؤاله، لتخرقه باجابتها التي لم يستطع الانكار أنها قد أدهشته، إذ قالت وبتعب وهي تعلم أنها ستندم بعد ذلك على استسلامها لضعفها ومصارحته بما يقض مضجعها ولكنها تريد أن تلقي بهذا العبء عن كاهلها فهي تشعر بالاختناق من هذا الامر برمّته:
- هقولك. يا عصام لأني بجد، تعبت!

سكت لبرهة بعد ان انتهت ريما من سرد فحوى مقابلتها لممدوح عليه، رفعت عينيها تطالعه بينما لا يزالان في تلك المنطقة الهادئة حيث جلسا فوق مقدمة السيارة، همست قائلة:
- ما فيش تعليق يعني؟ أنا توقعتك على الاقل هتلومني أني زرته، هتزعق لي (تصرخ في). لكن تسكت خالص كدا. غريبة!

نظر اليها عصام بتعبير غريب في عينيه قبل أن يهبط من فوق مقدمة السيارة ويمد يده اليها قائلا بهدوء:
- ياللا عشان اتأخرنا، أكيد عمتي دلوقتي قلقانة عليكِ.
أمسكت بيده الممدودة نحوها لتهبط الى الارض، وما ان استوت على ساقيها حتى افلتت منها شهقة صغيرة بينما تطايرت خصلاتها الامامية، لتقول بتلعثم ملحوظ حتى يبتعد عنها:
- لو. لو سمحت يا عصام. ممكن.

ليفاجئها بالقبض على مرفقيها وهو يهمس بقوة: - لو سمحتِ انتِ! انتي ليه مصممة تعذبينا؟ عجبك اللي حصل دا؟ لو كان بيننا ارتباط رسمي ما كانش قدر أي مخلوق أنه يتعرّض لك، هو قرار ومش مسموح بأي نقاش، الليلة دي مش بكرة. هكون عندكم انا وبابا عشان نحدد معاد الخطوبة، ولا على ايه خطوبة احنا مش لسّه هنتعرف على بعض، كتب كتاب والفرح بعد شهر...

كانت تطالعه بذهول طوال حديثه لتفيق من ذهولها وهو يحدد موعد الزفاف وكأنه كان الكلمة السحرية التي انتشلتها من ضعفها لتنفض رداء الوهن عنها وتهتف بصدمة بالغة:
- كتب كتاب ايه وفرح مين؟
عصام ببرود وهو يسحبها ناحيته ليميل عليها زارعا دخاني عينيه بين زمردتيها: - فرحنا يا بنت عمتي. ومش هسمح لك بكلمة تانية.

حاولت التملص من قبضته وهي تصيح بغضب: - لا انت اتجننت رسمي يا عصام، مش لمّا أوافق عليك الاول كعريس وقتها تبقى تتكلم في كتب كتاب وفرح؟

عصام بتصميم قوي: - هتوافقي يا ريما، مش هسمح لأي حاجة انها تبعدنا عن بعض تاني، أما بقه موضوع الجبان دا ف إنسيه خالص، انا هعرف اتفاهم معه ازاي، وحاجة تانية. اللي اسمه فواز دا تقطعي أي كلام بينك وبينه، وانا هعرف أخليه يدفع تمن تستره على مجرم ازاي، انا متأكد أنه مزوّر في بياناته اللي دخل بيها المصحة، يعني تزوير في اوراق رسمية، دا غير التستر على مجرم ومساعدته في الهرب، يعني الباشا هيشرّف في الليمان (السجن) كم سنة حلوين كدا. ويبقى يوريني المرجلة (الرجولة) بقه وقتها!

طالعته بذهول غاضب حتى اذا ما انتهى من كلامه هدرت فيه بعنف وهي تحاول التملص من قبضته بقوة شديدة:
- وانت مين اللي ادّاك الحق انك تأذي وتعاقب؟ فواز أنا متأكدة كويس أوي من نواياه وعارفة أنه مش ممكن يسمح لممدوح أنه يأذيني!

اشتد ضغطه على ذراعيها حتى أفلتت منها صيحة ألم صغيرة لتقف أمامه تنظر اليه بقوة وهي ترفع رأسها مردفة بتحدّ وثقة:.

- أيوة يا عصام، فواز زي مهدي أخويا بالظبط، وعارفة ومتأكدة انه بيساعد ممدوح من منطلق انه مريض مش واعي لافعاله، دا غير انه متأكد انه بعد ما ممدوح يخف ويتقدم للمحاكمة ممكن جدا يطلع براءة لانه وقت اللي حصل كان مريض نفسي، يعني مش مسئول عن افعاله، ولو هيتحاكم يبقى على عقوبة الهروب من المستشفى، ودي كمان ممكن جدا القاضي يحكم لصالحه لأنه كان مريض عقلي، وكون أنه طلب مني أروح أزوره مش معناه أنه متفق معاه على أذيتي. لأ. بالعكس. فواز كان مجرد رسول، كنت ممكن أرفض، وهو ما كانش هيلح عليا، دا غير أنه ما سابنيش ولا لحظة طول فترة المقابلة، كان واقف من بعيد وأول ما لاحظ أني ابتديت أتضايق أنهى المقابلة فورا، يعني من الآخر أنا مش هسمح لك انك تضيّع مستقبله. فواز راجل بجد وانا مش هَعرفُه من انهرده!

نار تتصاعد رويدا رويدا بداخله وهي تدافع عن ذلك الاحمق. فواز! لهيب يتآكله من الداخل وهي تذكر اسم ذلك المجنون الآخر، ربّاه. كيف تمكنت تلك الصغيرة من داخله بتلك السهولة؟ أنه يشعر وكأنه قادر على احراق ما حوله بسبب تلك النيران التي تتأجج بداخله وكأنها حمم بركانية شديدة الاشتعال.

مال عليها لترى صورتها المنعكسة بين فحم عينيه المشتعل وهمس بغضب عنيف من بين هسيس انفاسه المشتعلة:
- ما اسمعش اسم اي زفت منهم منك تاني. مفهوم؟ ودلوقتي ياللا عشان هروّحك. واعملي حسابك هنكون عندكم الليلة دي، وانا هبلغ عمي نزار بكدا!

وترك ساعديها لتفرك موضع قبضتيه وهي تطالعه بسخط وقد أحجمت عن الرد عليه، فإن كان يظن أنها ممن يسلّمن بسياسة الامر الواقع فقد أخطأ خطئا كبيرا وهي ستعمل على ألا يكرره مستقبلا، وان كانت في لحظة ضعف داهمتها صارحته بما يقض مضجعها فستتأكد أن تلك المكاشفة الحمقاء ستكون. الاخيرة!

مال ليفتح باب السيارة المجاور للسائق، لتصعد بدون اي كلمة، حيث أغلق الباب خلفها واستدار ليصعد الى مقعد السائق حيث أدار المحرك وقبل ان ينطلق نظر اليها وقال بجمود وهو ينظر أمامه:
- ليه محدش قال لي أنه كان مكتوب كتابك؟ اللي فهمته انه كان مجرد خطوبة؟
ثم التفت اليها في انتظار سماع جوابها، لتجيبه ببرود وعيناها مثبتتان على النافذة المجاورة لها:.

- أكيد عشاني، الموضوع دا عموما محدش بيتكلم فيه خالص من يوم اللي حصل، وحكاية كتب الكتاب دي بالذات مش بيتكلموا فيها ولو بينهم وبين نفسهم احتراما لرغبتي. مش هيفيدك بحاجة سواء كانت خطوبة او كتب كتاب، لانه الاتنين واحد. كان ارتباط وفشل!

عصام ببرود وتعبير غامض يرتسم على وجهه: - عموما اطمني. من اللحظة دي مش هتكونى لوحدك، وانسي كلمة فشل. لانه ارتباطك اللي جاي هيكون ارتباط العمر. ومش هسمح يكون غير كدا!

علقت ريما على كلماته بسؤال بعيد كل البعد عن فحوى الحديث إذ قالت مقطبة: - انت عرفت مكاني ازاي صحيح؟
فما كان منه الا ان ارتفع طرف شفته العليا في تهكّم واكتفى بهز رأسه في سخرية قبل ان ينطلق بالسيارة وسط نظرات ريما المتسائلة والمرتابة!

- ايه يا بنتي دا، انت مش عارفة انه خطيبك انتي واختك جايين انهرده عشان يحددوا معاد الفرح مع أبوكي؟ الورق بتاع خطيب اختك خلص اخيرا بعد ما اتأخر كذا مرة. كنتي فين كل دا يا نجوان؟

نجوان بتعب: - معلهش يا ماما كان عندي مشوار ضروري لازم اعمله، وبعدين يعني هو حمزة وعمرو أغراب.

فردوس الام بسخرية: - لا وانتى الصادقة يا حبيبتي. دول عرسان جايين يتفقوا على معاد الفرح.
وكأنها قد انتبهت الآن فقط لفحوى حديث والدتها اذ عقدت جبينها متسائلة في توجّس وريبة:
- فرح. فرح مين؟ احنا مش قلنا انه عمرو وسلمى هيعملوا فرحهم الاول واحنا براحتنا؟!

فردوس وهي ترفع كتفيها علامة الجهل: - والله يا بنتي ما اعرف، كل اللي اعرفه انه عمرو وحمزة من اكتر من ساعة وهما هنا وفي الاخر عمرو استأذن أبوكي ونزل هو وسلمى يشتروا شوية حاجات ناقصاهم عشان السفر هيبقى يوم الفرح ان شاء الله، وخلاص معدش فيه وقت، كلها اقل من اسبوعين و.

هتفت نجوان بذهول وعينيها متسعتان على آخرهما: - ايه!، أقل من اسبوعين؟..
ولم تنتظر لتسارع باقتحام غرفة الجلوس على والدها وهي تهتف: - بابا...
وصمتت ليمتقع وجهها خجلا وقد وعت لطريقة دخولها لتبطأ في خطواتها بينما نهض والدها مرحبا بها وهو يهتف ضاحكا:
- أهلا أهلا بعروستنا، كدا تسيبي عريسك قاعد مستنيكي أكتر من ساعة؟

ثم وجه تتمة حديثه لحمزة الجالس يراقب نجوان بنظرات حانية: - جرى ايه يا حمزة. هي العروسة هتطفش من أولها ولا أيه يا ابن أخويا؟
فنهض حمزة من مكانه وقال بابتسامة صغيرة: - ما تقلقش يا عمي، عمري ما هقدر أفرّط في عروستي، ولا هسمح لها انها تبعد عن عيني لحظة واحدة!

لا تدري نجوان لما شعرت أن هناك معنى آخر مستتر خلف كلماته المازحة، ولكنها شعرت به في قلبها الذي تصاعدت دقاته، لا تدري أخوفا. أم. ترقبا؟..

انتبهت نجوان من شرودها على صوت حمزة الهامس بجانبها: - كنتي فين كل دا يا نوجة؟ قلقتيني عليكي.
قطبت وجالت بعينيها في الانحاء حولهما لتكتشف أنهما. بمفردهما تماما! وكأن حمزة فهم ما يجول في ذهنها إذ أجاب بابتسامة:
- عمي سابنا وخرج!
ليقطب بعدها وهو يلاحظ شرودها وتعبها الواضح مردفا: - لالالا. انت مش طبيعية انهرده. في ايه يا نجوان قلقتيني بجد؟

نجوان وهي ترفع عينيها ليتيه في عسليتيها هامسة بقلة حيلة: - انا عملت حاجة انهرده، معرفش اذا كانت ريما هتسامحني عليها ولا لأ!
حمزة بتقطيبة متسائلا: - حاجة؟! حاجة ايه دي؟
وفي بضع كلمات بسيطة شرحت له أنها علمت من ريما انها ستذهب لرؤية خطيبها السابق في المصحّ النفسي الذي يعالج فيه بصحبة فواز وأنها قد ترجتها ألا تذهب بمفردها وأن تدعها كي ترافقها ولكن ريما رفضت، فما كان منها إلا أن، تصرفت!

حمزة بدون تعبير: - اتصرفتي؟ اتصرفتي ازاي يا نجوان بالظبط؟
نجوان وهي تتراجع خطوتين الى الوراء وكأنها أحست أنها بحاجة لحماية نفسها ما ان تلقي اليه بالجواب، بينما كانت تسترق النظر اليه بعينيها سريعا:
- روحت لها الشغل عشان أروح معها. بس كانت مشيت.
حمزة بترقّب: - و،؟!
لعقت نجوان شفتيها بطرف لسانها الوردي وقالت بخفوت: - شوفت عصام بالصدفة و، و قلت له!
حمزة بغموض: - وبعدين؟

وكأنها قد اطمأنت فهو قد تقبل كلامها بهدوء الى الان فهتفت بطبيعية غافلة عن حقيقة هامة وهي أن هناك هدوء يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة. وهذا النوع هو أخطر أنواع الهدوء كافة!، هتفت نجوان:
- اتحايلت عليه كتير اني اروح معه لكنه رفض!
تقدم حمزة ببطء منها حتى وقف أمامها تماما و سلّط نظراته المتوثبة على عينيها البريئتين وقال بجمود:
- تروحي معه فين؟

نجوان ببساطة: - أروح معه عند ريما. جرى ايه يا حمزة انت سرحت (شردت) مني ولا إيه؟
حمزة وهو يميل بوجهه عليها حتى لفحتها أنفاسه الساخنة: - تروحي مع عصام ولوحدكم؟ ومن غير ما تقوليلي؟!
لتشعر نجوان أنها. ربما. ربما تكون قد أخطأت دون أن تدري، فقالت وهي تطالعه ببندقيتيها غافلة عمّا تثيره نظراتها البريئة من نوايا بعيدة كل البعد عن البراءة فيمن يقف أمامها:.

- أنا. أنا مفكرتش بصراحة ياحمزة، أولا أنا كنت قلقانة جدا على ريما، تاني حاجة عصام مش هو الراجل اللي أقلق وأنا معه أو...

صيحة ألم صغيرة انطلقت منها قطعت حديثها، لتنظر اليه بعينين متسعتين في ذهول ووجل بينما هتف حمزة بغضب ناري:
- مين أقرب لك. أنا. ولا عصام؟ مين المفروض انك تطمني وانتي معه. جوزك و لا قريب صاحبتك؟

نجوان بدهشة بالغة: - الموضوع مش بيتحسب كدا.
قاطعها هادرا بعنف: - أومال بيتحسب ازاي يا بنت عمي؟ انتي ناسية انك متجوزة؟ يعني المفروض جوزك يكون اقرب لك من اي حد؟ وانا مش بس جوزك يا نجوان لا. انا ابن عمك واكتر واحد يخاف عليكي...

قاطعته نجوان بنفاذ صبر واضح: - ايه ياحمزة سيب دراعي، ايه اللي حصل لكل دا؟ وبعدين ايه النغمة الجديدة دي؟ جوزك جوزك! كل ما تتكلم تقول جوزك! زي ما تكون بتفكّر نفسك أو...

حمزة ببرود: - أو. بفكّرِك يا هانم!

بينما في داخله هتف صوت فيه بأنه كاذب! لا هذه ولا تلك! بل هو يستلذ بلفظها. شعور خفي يتسلل اليه ما أن ينطق بها، بهجة غريبة تنتشر في أوردته، دفقة قوية من الدماء تجري في خلاياه. وكأن سائر جسده يحتفل بتلك الكلمة. زوجك! كيف ومتى ولماذا لا يهم، فما يهتم له هو هذا الشعور الذي يكتسحه ما ان يراها أمامه، ولكنه لن يشغل باله في تسميته. فالمسمى لا قيمة له أمام المعنى لتلك المشاعر الكاسحة له قبلها!

نجوان وهي غافلة عما يدور في داخله من انفعالات هوجاء: - أنا مش فاهمه انت عاوز ايه دلوقتي ياحمزة؟
حمزة بقوة: - انا هقولك أنا عاوز إيه. واضح كدا انك لسّه مش مدركة انا ايه بالنسبة لك، عشان كدا فرحنا هيبقى مع عمرو وسلمى، يمكن وقتها تعرفي انا ابقى ايه بالظبط!

لتطالعه بهلع وهي تقول بذهول: - ايه؟! لكن. لكن احنا مااتفقناش على كدا ياحمزة! انت مش قلت لي اننا هنأجل الفرح بأي حجة لغاية ما نشوف حل في موضوع ارتباطنا دا؟

حمزة بجمود: - هو جوازك مني وحش (سيء) أوي كدا؟
نجوان نافية: - لا مش قصدي، بس انت عارف انه ارتباطنا كان عشان رغبة بابا وعمي، وانت عارف اننا طول عمرنا واحنا زي الاخوات و...

حمزة بدون تعبير: - و ايه؟، حتى لو كان كدا دا مش معناه انك تتجاهليني بالشكل دا.
نجوان هاتفة بصدق: - والله ما دا قصدي أبدا، انا مش ممكن أتجاهلك يا حمزة، كل الحكاية انه قلقي على ريما خلاني أتصرف من غير ما أفكّر، لكن اوعى تفتكر أني اقصد أني أقلل منك أو من احترامي ليك ابدا.

ثم ابتسمت مردفة: - انت نسيت يا حمزة انك كنت دايما الصندوق الاسود بتاعي. عمري ما خبيت عنك حاجة.

حمزة بهدوء وقد لانت قبضتاه: - الكلام دا لما كنتي صغيرة يا. نوجة، لكن لما كبرتي.
قاطعته بدلال لم تتعمده: - وحتى لما كبرت. خلاص بقه ما تكبرهاش. أنا آسفة يا سيدي ومستعدة لأي ترضية انت عاوزها، بس متزعلش مني.

حمزة بتأن: - كل دا عشان ما نتجوزش مع عمرو وسلمى؟
نجوان بصدق رآه في عينيها اللامعتين: - لا طبعا، انت عارف قيمتك عندي كويس اوي يا حمزة، وانه يعز عليا زعلك مني...
لتردف ماجعل ابتسامته تتجمد: - بس طبعا دا ميمنعش انك تحاول تقنعهم اننا نأجل الفرح زي ما سبق ووعدتني!
حمزة بهدوء لا يشعر بذرة منه: - وانا عند وعدي. لكن انتي كمان لسه ما صالحتنيش!
نجوان ببساطة: - اطلب اي حاجة. انا تحت امرك!

لو علمت بما فعلته عبارتها انا تحت امرك. لكانت هربت من امامه في لحظتها. بينما حارب هو رغبته القاتلة باعتصارها بين ذراعيه ليجعلها فعلا، طوع أمره! ولكنه بدلا من ذلك افتعل ابتسامة ولا يدري أي شيطان جعله يقرب وجنته منها مشيرا اليها وهو يقول:
- هنا!
قطبت نجوان وطالعته بشك قبل ان تقول بريبة: - ايه يا حمزة دا؟ اوعى تكون عاوز...
سألها وقد غزته نوبة مرح مفاجئة: - آه عاوز!

شهقت نجوان عاليا وابعتدت خطوتين الى الخلف عنه وهي تهتف بذهول: - عاوز!
حمزة مقطبا: - اه. ايه المشكلة يعني، أساسا اي حد بيزعل بيتصالح بكدا، بعدين انتي اللي قلتي انك هتنفذي اي حاجة اطلبها!

نجوان بلوم وتأنيب: - ايوة يا حمزة. بس ما كنتش اتوقع انك هتطلب كدا!
حمزة بنفاذ صبر: - هي ايه كدا دي اللي ما اتوقعتهاش؟
نجوان بحنق: - قلة أدب! ما اتوقعتش انك عاوز، قلة أدب!
ذهول ارتسم على محياه للحظات تبعه ضحكة عالية صدحت منه قبل ان يقول: - قلة أدب! هي البوسة دلوقتي بئيت (أصبحت) قلة أدب!، دا انتي طيبة أوي يانوجة!

شعرت بالدماء وهي تخضب وجنتيها في حين مال حمزة بوجنته مشيرا لها لتطبع قبلة رقيقة خفيفة لم يكد يشعر بها على وجنته ولكنها خطفت دقة من دقات قلبه، ليهمس لها بعدها:
- قلة الادب بقه مش دلوقتي، هتشوفيها بس كل في وقته!
لتشيح نجوان بوجهها بعيدا عنه في حياء وحنق منه ومن نفسها، فمال عليها هامسا: - انا هكلم عمي زي ما وعدتك، ولآخر مرة يا نجوان تخبي عليا حاجة. مفهوم؟
همست برقة وهي ترفع وجهها اليه: - مفهوم!

ليحتوي وجهها بين راحتيه خاطفا ثغرها الوردي في قبلة خاطفة، فهي قد سرقت أنفاسها، ليتركها بعدها ويلتفت راحلا وقد خطف معه دقة من دقات قلبها بدوره!

زفر بقوة، خمسة أيام وهما لا يتحدثان، فقط أمام أحمد يتبادلان بضعة كلمات بسيطة، حتى تلك الكلمات حرمته منها وهي تبرع في اختلاق الاعذار كل مرة حتى لا تجتمع به، بينما هو فغضبه يجيش بقوة في صدره، ولكنه يعاند ويأبى أن يكون أول من يخرق ذلك الصمت البارد حتى ولو للشجار معها. ليصبح البرود هو عنوان أيامهما سوية، وتصبح تلك الاريكة اللعينة في غرفتهما هي فراشه، يكاد يقسم بأنه سيلقي بها من النافذة آخر الأمر فهو لم ينل قسطا كافيا من النوم منذ خلافه الحاد مع تلك العنيدة...

يكاد يجن! من اين لها ذلك العناد القوي؟ لا يعلم لما يشتم رائحة زوجة خاله ريتاج. فذلك التمرد ليس ببعيد عنها!

أيقظه صوت علية من تأملاته وهي تقول: - أحضر الغدا ولا هتستنى مدام لبنى؟
مهدي دون أن ينظر اليها: - عاوز فنجان قهوة يا علية.
علية ببرود: - أنا ما سألتكش تشرب ايه، أنا بقولك تتغدى ولا لما المدام ترجع؟
نفخ مهدي بضيق ونظر اليها وهو يقول بنفاذ صبر: - علية. أنا عاوز فنجان قهوة، هتعمليه ولا أعمله أنا وترجعي تتخانقي وتقولي ما ينفعش أدخل المطبخ؟

علية بتذمر: - انت ما بتعملش حاجة غير انك تشرب قهوة، دمك هيتحرق كدا، ما ينفعش قهوة على معدة فاضية، اتغدى الاول.

مهدي وهو يتفس باختناق: - علية. مش طالبة مجادلة. عاوز قهوة.
قاطعهما صوت لبنى القادم من الخارج وهي تخبر ابنها بأن يغتسل ويبدل ثيابه قبل تناول الطعام، فقالت علية قبل ان تنصرف:
- هروح أحضر الغدا.
رغما عنه قادته قدماه اليها ليجدها تضع نهاوند في مهدها، قبل ان تستقيم ففوجئت به يقف امام باب الغرفة، لتجمد تعبيرات وجهها وتسير خارجة حتى وقفت امامه وقالت ببرود:
- ممكن أعدي؟

تلقائيا أفسح لها المجال لتمر، قبل ان ينتبه فلحق بها الى غرفتهما حيث وقفت تخرج ثيابا لها من الخزانة، وقف مهدي في منتصف الغرفة بعد أن أوصد الباب قائلا بحدة:
- اللي اعرفه انه الغلطان يعتذر، مرة واتنين وتلاته كمان، لكن غلطان وهو يزعل. دا يبقى غلطان وبجح!

كانت توليه ظهرها فلم يرى الابتسامة التي أوشكت على الظهور، لتعلم أن نصيحة تاج قد أتت بنتائجها فعلا، فها هو لم يحتمل برودها الذي تعمدته، بناء على تعليمات ريتاج لها والتي قالت بأن أنسب حل لها ألا تسعى لمصالحته فسيزداد عناده، بل تتركه ليهدأ، وتعامله ببرود تام، حتى يبدأ هو في خرق حرب الاعصاب الباردة تلك، وقتها تعلم بأن غضبه قد أصبح بسبب برودها الواضح وليس من أجل ذهابها الى طليقها دون علمه!

رسمت لبنى الذهول على وجهها والتفتت اليه وهي تهتف في دهشة زائفة: - أنا بجحة يا مهدي؟..
مهدي بغضب شرس: - أكيد. مين اللي عامل نفسه زعلان دلوقتي؟ انت مكلفتيش نفسك حتى انك تعتذري.
لبنى هاتفة بقوة: - لأني ماغلطتش! ولو الوقت رجع بيا كنت هعمل كدا تاني، ا نا عمرى ما كنت قليلة الاصل يا مهدي ولا ناكرة للجميل، عمك جميله طوق في رقبتي عمري ما هنساه. ازاي تتصور اني اقدر اساعده في محنته واتردد لحظة واحدة؟

همّ بالحديث لتقاطعه: - لو ما كنتش بتتعصب بالاسلوب دا كنت أكيد هقولك قبل ما اروح، لكن انت بتكون زي مارد الغضب وقتها، و100 مرة اقولك مش مرة واحدة. انا ما كنتش لوحدي. ابنى ومرات عمك كانوا معايا ومامتك كانت عارفة، افهمها لك ازاي بقه؟ عارف يا مهدي المشكلة ايه هي فعلا؟

مهدي وهو يطالعها ببرود: - ايه؟
لبنى وقد تصدع برودها المصطنع لترتجف شفتها السفلى فقضمتها بأسنانها: - انك اتجوزتني!، طالما انت بتتضايق بالشكل دا لما بتيجي سيرة بابا أحمد يبقى كان المفروض انك تتجوز واحدة تكون انت اول واحد في حياتها، لانك مهما عملت مش هتقدر احمد عن ابوه، من حقهم هما الاتنين انهم يعرفوا بعض.

مهدي وهو يقترب منها ببطء وبهدوء ينذر بالشرّ: - نعم. سمعيني تاني كدا! نغمة جديدة دي! يعني اتجوز واحدة تانية. وبعدين من امتى وانت معترفة بالأب اللي بتقولي عليه دا؟

لبنى بثقة: - من اول ما عرفت انه مش كان له يد في موضوع احمد، من اول ما جه بنفسه لغاية عندك عشان يقول لنا انه اتنازل عن قضية الحضانة ومش بس كدا لا. كتب تنازل عن حضانة احمد ليا عند المحامي، من اول ماشوفت دموع الندم في عينيه هو بيترجانا اننا ما نحرموش من ابنه الوحيد...

لم يستطع سماع ما اعتبره دفاعا عن طليقهيا، ليقبض على كتفيها هادرا بغضب: - وايه كمان؟، انت مش شايفة نفسك بتكلمي عنه ازاي؟
لبنى وقد ضاقت ذرعا بالامر كله: - انت اللي مش حاسس بنفسك بئيت ازاي! أنا أول مرة أقولها لك يا مهدي. أنا فعلا لمت نفسي اني السبب ف الغضب اللي ماليك (يملئك)، لأني لو ما كنتش اتجوزتك اكيد حالك كان هيبقى.

قاطعها بوحشية: - ززززززززفت!
ليعتصرها بقوة بين ذراعيه وهو يردف بشراسة: - اوعي اسمعك تقولي كدا تاني، واياكي تفكري مجرد تفكير انه جوازنا غلط، الحاجة الوحيدة اللي عمري ما هندم عليها هو جوازي بيكي، والحاجة الوحيدة اللي بندم عليها كل يوم وكل لحظة أني ما شوفتكيش قبله كنت اتجوزتك من ساعتها وما كنتيش مرِّيتي بكل دا.

لبنى وهي تستريح بين ذراعيها ودموعها تسيل في صمت: - بس ما كانش هيبقى فيه احمد، عشان كدا انا عمري ما اتمنيت انه اللي فات عليا دا كأنه ما كان. لأن أحلى حاجة حصلت لي فيه كان أحمد ابني. أحمد اللي ربنا رزقه بأحن وأطيب أب.

رفعت رأسها تطالعه بحب تدفق من عمقلتيهاا وهي تتابع بينما أصابعها تتلمس وجهه باشتياق وحنان:
- عمري ما حاسيت بالامان الا وانا في حضنك. مش بنام وانا مطمنة وبشبع نوم الا على صوت أنفاسك.

رفعت يديها تحيط بهما وجهه واردفت بحزن ظلل زمردتيها: - أنا آسفة. آسفة أنى من غير ما اقصد خليتك تحس انى بقلل منك، وانه زعلك مش مهم عندي، آسفة أني كسرت كلمتك وعملت كدا من وراك، آسفة على كل لحظة زعلتها بسببي، – وتهدج صوتها وهي تتابع وقد بدأت دموعها في الانهمار بقوة، فما كان منه الا ان احتواها بحنان وهو يهدهدها ماسحا على خصلاتها فيما يهمس بحب:
- هششش، خلاص حبيبتي. انا مش زعلان أنا.

لبنى بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الحار: - لا انت كنت زعل.
قاطعها بهمس حار: - غيرااااااان، كنت غيران يا لبنى، بموت كل ما أفتكر انك روحتي له لغاية عنده، صدقيني انه ما جاش في بالي موضوع خالي، كل إلى كان هيجنني. انه شافك، واتكلم معاكي...

أبعدها عنه محتويا وجهها الصغير بين راحتيه القويتين وهو يردف بعذاب: - مقدرة حجم العذاب اللي كنت فيه وانا عارف ومتأكد انك بالنسبة له مش مجرد أم لابنه! وانه كل اللي عمله في خالي وقضية الحضانة عشان يوصل لك انتي؟! لكن كان على جثتي يا لبنى انه يلمس شعرة واحدة منك، كل شيء يهون. إلا أنتي يا حبيبتي. إلا. أنتِ!

ليختم انفجارهما العاطفي بعناق أشد عاطفة، اجتاحهما سوية، ليلقي بهما في أتون دوامة قوية من مشاعرهما المحتدمة، وفي حين وقفت علية تطرق الباب تعلن عن تجهيز الغذاء كان على الطعام أن ينتظر الى أجل غير مسمى. ولكن، لم يغب عن علية أن تشير على أحمد بتناول طعامه فمن الواضح أن والديه لديهما أمرا هاما يرغبان بمناقشته دون أي مقاطعة من أيّ كان!

المرأة الذكية هي من تصل لمبتغاها وهي تُشعر زوجها أنها تقوم بما يريده منها بينما في الواقع هو من يقوم بتنفيذ، رغبتها هي!

وقفت هنا تراجع فحوى المواد التي ستعرضها في برنامجها هو وهي، والذي كان فكرة همس، والتي اقترحته عليها لتعرض من خلاله المشاكل التي يتعرض لها المرء في حياته. مع تقديم الحلول المناسبة بالاستعانة في كل حلقة مع استشاري في العلاقات الانسانية أو محلل نفسي او كاتب كبير ممن يقومون بحل المشكلات الانسانية...

كانت هنا متخوفة أول الامر ولكن الجميع ساندها متحمسين لعملها الجديد، لينتقل اليها الحماس بدورها، ولكنها رفضت اخبار طارق، فمنذ لقائهما الاخير وهي ترفض استقبال اتصالاته، حتى عندما زارها في منزل أبيها، رفضت مقابلته، ولم يفلح أبوها أو أمها في ثنيها عن رأيها، وأيضا رافضة الافصاح عن سبب الخلاف، فقد واجهها محمود بقوة بعد انصراف طارق مطالبا بمعرفة السر وراء رغبتها في انفصالها عن زوجها، لترفض الاجابة، ولكن مها والدتها فهمت دون الحاجة لشرح. فأمر وحيد هو من يجعل ابنتها تبدو كالانثى الجريحة. وكيف لا تشعر بها وهي قد سبق لها ومرت بتجربة مماثلة وان كان محمود وقتها لم يخنها بالمعنى الفعلي للكلمة ولكنه كان طعما لصائدة رجال وقحة، أما طارق فتخشى أنه. قد أقدم على تلك الفعلة الشنيعة. الخيانة، ولكن ترى. أي نوع من أنواع الخيانة؟ وهل هي خيانة تستطيع ابنتها غفرانها وتناسيها أم أن زوج ابنتها قد وقع في المحظور وأقدم على خيانة متكاملة الاركان تلك التي لا ينفع معها لا سماح ولا غفران!

صوت همس جذبها لتهتف براحة: - هموس، الحمد لله انك جيتي، كنت خايفة اوي ما تجيش ودي أول مرة أطلع فيها على الهوا.

همس بابتسامة: - مقدرش ما جيش طبعا، ايه الاخبار؟
قاطعهما صوت رجولي مخملي النبرات: - خلاص جاهزين. هنطلع هوا بعد خمس دقايق.
همس وهي تلتفت الى صاحب الصوت الجذاب: - تمام يا زياد. المهم طمني ايه اخبار مذيعتنا الجديدة معاك؟
نظر زياد الى هنا المبتسمة وقال بابتسامة زادت من وسامته الملحوظة: - مذيعتنا شكلها خايف. بس دا طبيعي عشان في الاول بس.

همس بحماس: - شوفي انتي ربنا بيحبك. لما يكون زياد ثابت هو مخرج البرنامج بتاعك يبقى ضمنتي انه يعمل نجاح كبير ان شاء الله عند الجمهور. صدقيني ز شغياد مش بس زميل لا. وكان رئيس اتحاد الجامعة وانا لسه يدوب اولى كلية.

زياد ضاحكا: - لكن كنتي زميلتي انا واسامة، انتى ناسية انك بتشتغلي من اول سنة ليكي في الجامعة.

ثم اردف وهو يستعد للانصراف: - المهم. ياللا يا هنا استعدي، وما تقلقيش، هتنجحي.
سكت لثوان تابع بعدها بثقة واضحة: - أنا واثق انك بإذن الله هتنجحي. ما تخافيش. انا معاكي، وزياد ثابت لما بيوعد. لازم بيوفي!

لا تعلم هنا لما خالجها شعور أن زياد لا يعني ب كلمته أنه معها. أي البرنامج؟! فعيناه لحظتها كانتا تومضان بعزم وكأن وعده لها لا يمت بصلة للبرنامج، ولم تعلم هنا وقتها إلى أي حد كان احساسها صائبا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة