قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل السادس والعشرون

بعد انصراف عمه وتركه لها بحجة انها تستريح قليلآ اتجهت الى الحمام لتأخذ حمامآ دافئ لعله يريحها قليلآ ويفك من تشنج عضلات ضهرها.

وبعد وقت ليس بقليل خرجت وهي تلف جسدها الضئيل بأحدى المناشف القاتمة العريضة الخاصة به وبعد ان جففت خصلاتها رفعتهم بفوضاوية على هيئة كعكة مبعثرة وقبل خروجها من باب الحمام مدت رأسها بتوجس وهي تجول المكان بعيناها، وعند تأكدها انها بمفردها خرجت بخطوات مسرعة الى غرفة ملابسه وهي تنوي ان تستعير منها.

وعند وصولها الى هناك ظلت تشاهد ملابسه بأنبهار تام وعندما وجدت انينة عطره تعتلى المنضدة تهللت اساريرها ودون ادني تفكير تناولتها وظلت تستنشقها بأنتشاء تام لتنثر القليل منها على راحتها ثم تضمها إلى صدرها بتنهديدة عميقة تحمل بطياتها الكثير من المشاعر ولكن عندما تذكرت كلماته الطاعنة بلأمس انكمشت معالم وجهها بضيق واقنعت ذاتها انها لن تبذل اي جهد بعد لتثبت له اي شئ فليظن بها كيفما شاء، فهي قد تعدت أقصي مراحل اليأس وبعد موقف أمه العدائي نحوها تأكدت انها لا تنتمي الى هنا، وانه سيصدق بحديثه وينفصل عنها بعد ان يرمم سمعته، وضعت انينة العطر من جديد أعلى المنضدة بعدما انتابها الضيق وتسللت دمعاتها من جديد، وتوجهت الى ملابسه البيتية لتنتقي منها ما يناسبها.

في تلك الأثناء كان يدخل الى الغرفة بملامح قاتمة لاتعبر عن شئ وحين جال المكان بعينه لم يجدها انتابه القلق ولكن عندما تناهى لمسامعه صوت شهقات خفيضة تأتي من غرفة ملابسه عرف مكانها ليتوجه الى هناك بخطوات ثابتة، وعندما وصل الى باب الغرفة تجمدت كل حواسه من هيأتها فكانت تلتف بمنشفته السوداء بأحكام مهلك يحدد بروز منحنياتها بشكل مثير، وما لفت نظره حقآ هو نصاعت بشرتها المتشربة بحمرة مغرية للغاية، وما ذاد الأمر سوءآ عليه هو ظهور جزء كبير من نحرها أمامه بشكل مهلك لرجولته، وعندما نظر لوجهها المتصبغ بلحمرة أثر بكائها انتابه مشاعر متضاربة نحوها، نفض أفكاره العابثة بعيدآ واستعاد ثباته فهو ليس بهذا الضعف وسيقاوم أغرائها مهما كلفه الأمر ليهتف بصوت رخيم يخفي خلفه الكثير:.

بتعملي ايه عندك؟
شهقت هي بقوة والتفتت بذعر وهي تتمسك بمقدمة المنشفة وهمهمت بخجل وهي تطرق رأسها بلأرض وتحاول جاهدة تحاشي النظر اليه: أسفة كنت عايزة حاجة البسها
تصنع هو البرود وهدر بحدة لم يتقصدها: مبحبش حد يلمس حاجتي، أخر مرة تدخلي هنا
أمأت له بأنكسار والتفتت لتغادر وإن تخطته نظر هو لظهرها بملامح خالية من اي تعابير ليباغتها بحدة وهو يقترب منها: استني عندك.

توقفت هي ولكن لم تستدير له لتشعر بعدها بسخونة أنفاسه تلفح أسفل رأسها، أغمضت عيناها بقوة ثم أنتابتها رجفة قوية عندما شعرت بملمس كفة الدافئ على بشرة ظهرها الباردة لتتعالي انفاسها بتأثر، وعندما تتحسس هو تلك الكدمة بظهرها تأوهت بألم وانكمشت ملامح وجهها دون قصد والتفتت لتواجهه لكن لم تجرأ على رفع نظراتها له
ليسألها هو بملامح جامدة: ايه اللي في ضهرك دة من ايه.

فركت يدها بتوتر وبللت شفتاها بطرف لسانها بخفة ثم أدعت
كذبة واهية لأقناعه فهي لا ينقصها نزاعات أخري: دة ولا حاجة ممكن من نومة الأرض
ضيق عينه بشك وهدر بنبرة صارمة بعدما لم تنطلي عليه كذبتها الواهية: متحاوليش تكدبي عليا، علشان أقدر اعرف بطريقي.

لترفع نظراتها اليه بتوجس، تبحث عن دفئ عيناه ونظراته الحالمة المعتادة لها لكن خابت أمالها بعدما لاحظت قتامة عينه بشكل أرعبها كثيرآ لتهمهم بتلعثم وبخوف: اتكعبلت ووقعت
ليهتف بثقة وهو يوليها ظهره وينوي الخروج: مش مصدقك وعارف انك بتكدبي بس انا هعرف بطريقتي
لينصرف بخطوات غاضبة أجفلتها إلى الخارج ويصيح بصوت جهوري على فوزية رئيسة الخدم لتحضر له فوزية بخطوات مهزوزة وهي تهمهم بخوف: خير يا صقر بيه.

ليهدر هو بأنفعال وبنبرة صارمة: مين دخل الجناح بتاعي النهاردة وايه اللي حصل في غيابي
تلعثمت هي وتصببت عرقآ خوفآ من رب عملها ولم تجرء على الأفصاح له خوفآ من جبروت هند
روحي انتي يافوزية شوفي شغلك
هدر بها عمه بعدما تناهى الى مسامعه صوت صراخه واتي مسرعآ
لتنصاع له فوزية ويخبره عمه بهدوء وهو يجره من يده: تعالى هنتكلم في المكتب
وحين دلفو الى المكتب سأله صقر بنفاذ صبر: ايه اللي حصل انا عايز اعرف؟

ليخبره محمد بضيق: هند أهانتها، وأمرتها تنظف الجناح بتاعكم والبنت معترضيتش ولما طلعت على السلم زقتها من عليه علشان كانت فاكرة انها حامل وان دة سبب جوازك منها ولما حاولت أقولها هقول لصقر قالتلي ان انت
قولتلها فتون متهمكش ولا تخصك
نفرت عروقه بغضب جامح وكور قبضته يحاول ان يتمالك ثورته قدر المستطاع ثم نهض وظل يعدو أيابآ وذهابآ بخطوات قاسية تكاد تمزق الأرض تحتها ليهدر بأنفعال وبعدم أستيعاب:.

ازاي امي تعمل كدة انا مش مصدق، طب افرض فعلآ ان فتون حامل مني فعلآ وان دة هو سبب جوازي منها، كانت برضو هتحاول تأذيها، انا مش قادر أستوعب ازاي هي قاسية كدة انا لازم اروحلها واتكلم معاها
لينهض محمد ويمسكه من ذراعه ويهتف بتوسل: أهدى يا أبني الله يخليك علشان نعرف نفكر انا خايف هند تدور وراها، ويبقي بوظنا كل حاجة، انا خايف لو عرفت تأذيها.

هتف صقر بأندفاع بعدما تفاقم غضبه: عمي، انا مقدر خوفك على فتون بس أمي مش هتوصل بيها لكدة، وبعدين احنا اتفقنا نتأكد الأول انها بنتك
امأ له عمه وأخبره بثقة: انا متأكد انها بنتي ولو هعمل التحليل هعمله علشان اريحك بس.

تنهد صقر بضيق ثم أخبره: انا كلمت الدكتور هيجي ياخد العينات كمان ساعة ياريت متحاولش تشككها في حاجة قولها انك عايز تطمن علي صحتها أهم حاجة متشككهاش وانا فهمت الدكتور ومش هيفتح بؤه بكلمة غير انها فحوص عادية
أمأ له عمه بتفهم لينصرف صقر من امامه ويتجه يبحث عن هند ولكنه لم يجدها وعند سؤال الخدم أخبروه انها لم تعود بعد من نزهتها الصباحية برفقة صديقاتها.

دلف هو الى غرفة أكمل بلمشفي بخطوات هادئة أستفزت الأخر الذي كان يكاد يفقد صوابه من كثرة الأنتظار
لينهره أكمل بحدة هو يعتدل بجلسته على الفراش: يابرودك يا أخي انا هتجن من الصبح وانا بستناك وانت ولا على بالك وجي تتمشى، انطق عملت ايه، قولت لصقر.

همهم هاشم بهدوء وهو يجلس مقابل له على طرف الفراش: ايوة روحت وحكيتله كل حاجة بس موقفه غريب بيقول ان هو اتجوزها مش علشان بيحبها ولا علشان ينتقم منها وقال ان عنده سبب تاني وقالي كمان ان جوازهم مؤقت وعلى الورق بس وانو عمره ما هيقبل يلمس واحدة حد غيره لمسها
ليتمتم أكمل بضيق وبنبرة مترقبة: هو انت مقولتلوش انها ملهاش علاقة بفهد وان انا اللي خططت لكل حاجة
هاشم بسذاجة: اه قولتله انها ملهاش علاقة بأتفاقكم.

عقد أكمل حاجبيه بعدم فهم وهدر بحدة: انت بتقول ايه؟ اتفاق ايه وزفت ايه؟، وبعدين
انت مش سمعت كلامنا يوم المستشفي، وعرفت اني انا اللي خططت لكل حاجة وان هي ملهاش علاقة بيه
ليهدر هاشم بسوء فهم وبأندفاع: ايوة ماانا عارف، بخصوص الشغل يعني
ليهتف أكمل بغيظ وبنبرة جهورية: انت عايز تشلني، شغل ايه، انا بتكلم في حاجة تانية خالص
انت شكلك جيت تكحلها عميتها الله يخرب بيتك.

ليهتف هاشم بأنفعال وهو يشهر اصبعه بوجه أكمل بتحذير: ملكش دعوة ببيتي، دة جزاتي اني روحت بدالك، هو انا ايه يعرفني انكم تقصدو حاجة تانية انتو يومها كنتو بتتكلمو بكلام مختصر ومفهمتش حاجة غير انك اتفقت مع فهد ضد صقر وأن هي ملهاش علاقة بأتفاقكم عليه، دة اللي انا فهمتو وانت بتقولها (انتي مكنش ليكي علاقة بفهد وكل دة من تخطيطي انا ) ودة اللي قولته لصقر، وكمان قولتله ان ابوها كان بيستغلها، وانك انت اللي جبرتها وهددتها بوصلات الأمانة علشان تلعب عليه.

وبعدين ايه انشاء الله الحاجة التانية دي اللي انت تقصدها وانا مفهمتهاش
زاغت نظرات أكمل وأخبره بخزي من نفسه وشعور الندم ينهش به: انا وهمت فتون اني هديها وصلات الأمانة بتاعتها واديتها عنوان فهد على انو عنواني، وبعت صقر علشان يشوفها ويفهم انها...
نطق بكلماته الاخيرة بتقطع وخزي أكبر وهو مطرق الرأس حتى انه لم يستطيع أستكمالها.

ليباغته هاشم بضرب الكومود الصغير بجانب فراشه بقدمه بقوة كبيرة أطاحت بكل ما عليه، بعدما شعر بمدى غبائه وعدم ادراكه وهدر بعصبية مفرطة: انت ازاي بل دي انا مش قادر أفهم ازاي وصلت بيك انك تطعن وحدة في شرفها كدة، انا عمر ما جة في بالي ان الموضوع كدة، انا دلوقتي عذرت موقفه، ليه حق مستحيل راجل يقبل على نفسه دة.

حتي لو كانت هي مظلومة لازم دليل قاطع يأما هيفضل طول عمره الشك مش هيفارقه وصدقني الشك دة ممكن يدمر اي علاقة مهما كانت قوتها من غير ذرة ندم واحدة انا مجرب وعارف...
ليهمهم أكمل بخزي وبتقريع ضمير: انا ندمت ياهاشم وعرفت غلطي
و هحاول أكفر عنه، وانشاء الله صقر هيصدق الحقيقة وهيقتنع
حانت من هاشم بسمة هازئة وباغته ساخرآ: لو فدوة هي اللي مكان فتون كنت هتصدقها يا أكمل.

أحتل الضيق تقاسيم وجهه ثم أطرق رأسه بخزي ولم ينبس ببنت شفه
ليرمقه هاشم بنظرات غاضبة يتطاير منها الغضب ويقول وهو يأنبه: ربنا مبيرضاش بلظلم يا صاحبي زي ما وجعت قولبهم ربنا وجعك وبعدها عنك، عمري ما هنسى الجملة اللي قالتهالك فتون يوم المستشفي قالتلك ( بدعي من ربنا تحس باللي حسة بيه يتوجع قلبك زي ما وجعتني وظلمتني حسبي الله ونعم الوكيل فيك ).

ومتهيألي ربنا أستجاب ليها وهتعيش عمرك كله بوجع القلب وتأنيب الضمير لينصرف هاشم ويتركه وهو يشعر ان كلماته أصابته في الصميم وألمته للغاية.

كانت هي مازالت على هيأتها لم تغيرها وتجلس على طرف الفراش الموازي للشرفة شاردةفتلك الذكري الأولى التي جمعتهم لا تعلم لما الأن راودتها ربما لان حالتها حينها لا تختلف كثيرآ عن الأن فسابقآ كانت ايضآ يأست من حياتها وظلت تتسأل بقلب مفتور من الألم متي الخلاص الى متي ستظل هكذا لقد تحاملت كثيرآ وعافرت كثيرآ لتحظي ببعض الأمان لكن كعادتها تعيسة حظ.

دخل هو جناحه بخطوات حسيسة لم تشعر بها وتطلع لشرودها بتذبذب لا يعلم ما أصابه ودون ادني تفكير جلس خلفها على الفراش ووضع القليل من الكريم الطبي الذي احضره خصيصآ لها على راحتيه وأخذ يدلك كدمتها ببطئ وبحذر شديد
شهقت هي بقوة عندما شعرت بأنامله الدافئة تلمس ظهرها وعندما كادت ان تعترض وتنهض
تمتم هو بنبرة هادئة وهو يتمسك برفق بذراعها: أهدي يا فتون ومتخافيش الكريم دة هيريحك ويخفف الوجع.

حانت منها بسمة هازئة وأخبرته بتهكم بعدما التزمت سكونها من جديد: مفيش حاجة تقدر تخفف وجعي متتعبش نفسك
ظل هو يمسد ظهرها بهدوء ولم يعير حديثها اي أهتمام
وظلت هي تكتم اناتها المتألمة قدر المستطاع وتتغاضى عن تأثرها بملمس يده وبعد عدة ثواني
باغتها هو بسؤاله الذي صدر منه دون وعي ربما عقله الباطن هو من طرحه: ليه مقولتليش ان أمي اللي وقعتك من على السلم؟

التفتت ونظرت له نظرة عميقة متمعنة تحمل بطياتها الكثير وأخبرته بنبرة تملك منها الاسى: انا ولا حاجة، انا أقل بكتير من اني أعمل خلاف بينك وبينها
همهم يأنبها بحدةوبعدم اقناع: انتي جبانة ومقولتليش علشان معندكيش ثقة فيا متحاوليش تبرري أفعالك.

غامت عيناها وقالت بصدق و بنبرة متألمة وهي تلمس كفه المسنود على الفراش بحذر: انا من يوم ما وعيت على الدنيا وانا محرومة من الأمان والراحة انا معرفتش يعني ايه ثقة غير معاك، انت أماني وحمايتي والراجل الوحيد اللي حبيته من كل قلبي
انتفض بقوة يوليها ظهره بعدما غزى الغضب ملامحه وتتطاير الشرار من عينه ورد ساخرآ من حديثها: وعلشان كدة روحتي اترميتي في حضن فهد مش كدة.

هزت رأسها بهستيرية وأطلقت العنان لدمعاتها ثم وقفت مواجه له تحاول ان تثبت نظراته عليها وهتفت بنبرةمتألمة من بين شهقاتها: أكمل هو اللي باعتني لهناك علشان أخد وصلات الأمانة اللي كان بيهددني بيها ووالله ما كنت أعرف انو ناوي يبعني لفهد
انا مش كدة يا صقر، انت متعرفش ان كنت بتعرض لأيه طول عمري وكنت بكافح وبعافر علشان أحافظ على نفسي.

هدر هو بعدم أقتناع وبنبرة جهورية حادة وهو يركز نظراته عليها ويتمسك بفكها بقوة:
كدااابة انا شفتك بعنيا معاه
نفضت يده بكل ما اتاتها من قوة و ردت بأنفعال وبنبرة هستيرية وهي وتتشبث بقميصه بعدما طفح الكيل بها:
قولي شفت ايه هاااااا رد عليا؟ انا كان هدومي مقطعة، وانت دخلت على صريخي ومقاومتي ليه، قولي شكلي كان شكل واحدة رايحة برضاها.

الحيوان كان بيحاول يعتدي عليا ومنعته بكل قوتي ولما شفتك حمدت ربنا و قولت جي تحميني وتنقذني منه
لتضربه بصدرة بقبضتها وتستأنف بخزلان وبنبرة مختنقة: انا كنت هترمي في حضنك واستنجد بيك، لكن انت عملت زيهم كلهم وجيت عليا واتخليت عني وظنيت فيا السوء
وبرغم كل دة عذرتك وقولت زيك زي اي راجل الغيرة عمت عنيه.

حتي لما جيت واتجوزتني مكنتش مصدقة كنت طايرة من الفرحة وفاكرة انك لسة بتحبني وصدقت اني مظلومة، كان عندي شكوك بس كنت بكدب نفسي انك ممكن تأذيني
لكن انت أستكترت عليا الفرحة دي ومكتفتش قعدت تجرح فيا وتقولي كلام عمري ما تخيلت اني أسمعه منك انت، وبعد كل دة هند هانم العزازي تيجي تكمل عليا وفاكراني حامل منك وتقولي ان انا مخصكش، هو للدرجة دي كلكو شيفني رخيصة ومليش قيمة.

كانت تتحدث بأندفاع ودمعاتها تنسل دون انقطاع بقهر وبنبرة حارقة متألمة أضنتها الحياه.

اما عنه كان يستمع لها وقلبه يتألم مع كل حرف تتفوه به، فحديثها لامس اوتار قلبه وبشدة وشعر بصدقها وتأثر كثيرآ حتى انه ازاح الغضب من عينه وأستبدله بالدفئ التي أعتادت عليه منه ودون أدني تفكير جذبها من ذراعها وأحتضنها بقوة وبعاطفة جياشة جاهد كثيرآ لكبحها، لتتعالى شهقاتها بين أحضانه، ليضمها هو إلى صدره أكثر ويعتصر بيده جسدها بحمايةوكأنه يريد ان يخفيها بين ضلوعه ويتألم بدلآ عنهاو يشعر بما تشعر به،.

اما هي لن تشعر بألم ولابكدمة ظهرهاأثر تشبثه بها بقدر ما شعرت بلأمان وبنجاحه في أحتوائها ليربت بحنان مبالغ به على ظهرها يحاول ان يهدئها
وهمهم بصوت رخيم بأذنها: ششششششششش، أهدي. خلاص متعيطيش، أهدي يافتون.

وعندما هدئت شهقاتها تدريجيآ فصل العناق دون ان يترك مسافة لمرور الهواء بينهم ومرر أبهامه على وجنتها بهدوء مثير للغاية يمسح دمعاتها، لترفع هي نظراتها اليه تتوسله بعيناها ان يصدقها ولا يتخلى عنها فهي حقآ بأمس الحاجة اليه
اما هو التقط نظراتها وفهم المغزى منها بعدما انتفضت دواخله لأثرها لينتقل بكفه لمأخرة رأسها يريد ان يثبت نظراتها عليه ودون وعي وجد نفسه يقترب من وجههاوكأنه مغيب بسحرها يريد ان يقبلها،.

أغمضت هي عيناها بتأثر واستندت على صدره بكفيها بعدما انتابتها قشعريرة قوية من انفاسه الساخنة التي لفحت وجههاوبعثرت كيانها، وكان رد فعلها هذا كدعوة صريحة له ان يتمادى وان أختلطت انفاسهم وكادت ان تتلاحم شفاههم معا قاطعم طرقات منتظمة على باب غرفتهم
لينتفض هو كلملسوع ويبتعد عنها وتحمحم بصوت متحشرج أثر ثورته السابقة وهو يفتح الباب بعصبية: أفندم يا فوزية عايزة ايه؟

أطرقت فوزية رأسها بلأرض بحرج وهمهمت: اسفة يا صقر بيه بس محمد بيه عم حضرتك عايز فتون تروحله
أمأ لها بتفهم وهو يتذكر مجئ الطبيب لأخذ العينات وباغتها بسؤاله: أمي جت ولا لسة
ردت فوزية بأحترام: لسة حضرتك مجتش اول ما تيجي هبلغ حضرتك.

أمأ لها من جديد وأشر لها لتنصرف وأغلق الباب وألتفت اليها يطالع ارتباكها الواضح و تصبغ وجهها بملامح غامضة لا يستشف منها شئ ثم هدر بهدوء وهو يؤشر لها ان تتبعه: عمي عايزك، ياريت تروحيله في أوضته، وتعالي ورايا.

لتتبعه هي بطاعة الى زاوية خاصة بلجناح وعندها فرغت فاهها بذهول بعدما فتح أحدى الخزانات الكبيرة بلغرفة فكانت تحوي على ملابس نسائية كثيرة لكافة الأوقات بكافةمستلزماتها لتهمهم بذهول: هو كل دة بتاع مين؟
اجابها هو بنبرة هادئة: بتاعك يافتون أشترتهم مخصوص ليكي
وفي حاجات تانية بس لسة موصلتش من باريس
رددت بعدم أستيعاب وبعيون جاحظة ساخرة من نفسها: باريس، ازاي يعني.

انت أكيد بتهزر انا أخري بلبس من الناس اللي بتفرش على الرصيف في سوق الجمعة عادي، دة لو يعني ابويا اتعطف عليا وسبلي حاجة من فلوسي أشتري بيها، بصراحة انت بالغت اوي
وبعدين انا مقدرش أقبلهم دول شكلهم غالي اوي، انا هكلم كوثر تجبلي هدومي
زفر هو بضيق من حديثها وهدر بنفاذ صبر: متعصبنيش وأسمعي الكلام من غير نقاش وبعدين لازم مظهرك يليق بصقر العزازي.

تنهدت بقلة حيلة وهمهمت بعدما شعرت بأنه فعل ذلك ليس من أجلها بل من أجل مظهره الأجتماعي: حاضر بس لما همشي مش هاخد حاجة معايا
ابتلع ريقه ببطئ شديد من ردها وهدر بثبات: النهاردة بليل في صحفين جاين عايزك تجهزي علشان هتنزلي معايا ومش عايزك تفتحي بؤك بكلمة كل اللي تعمليه انك تبتسمي
ومتنسيش احنا قدام الناس متجوزين و، بنحب بعض
نطق بكلمته الأخيرة وهو ينظر لعيناها بتردد.

أمأت له هي بطاعة لينصرف هو الى الخارج تاركها مشدوهة من كل ما دار بينهم.

زفر بأرتياح بعدما وصل امام باب شقته وهو يمني نفسه انه سينال القليل من الراحة بلقرب من ملكت قلبه فبعد كل ما دار اليوم انتابه الضجر كثيرآ وارد ان ينعم ببعض الهدوء وعندما تناول مفتاح الشقة
وفتح الباب تفاجأ من الفوضى العارمة التي حلت بلمكان وقبل ان يفتح فمه ويصدر اي ردة فعل أصتدمت بوجهه أحدي الوسادات الطائرة التي كانت تقذفها هي بأتجاهه وهي تصيح بهستيرية:.

انا هوريك ازاي تقفل الباب وتحبسني، انت فاكر نفسك ايه؟
هتف وهو ينحني بخفة كي يتفادي
الوسادات الأخري التي تناوبت بقذفها عليه: يا مجنونة اهدي، في حد عاقل يعمل كدة
هدرت هي بعصبية مفرطة: انت لسة شفت جنان والله العظيم لهدغدغ البيت على دماغك
لتتناوب بقذف كل شئ يأتي أمامها
على الأرض بقوةوتتعمد كسره، من تحف باهظة وفازات كرستالية وغيره من مقتنياته الثمينة.

ليهتف بضيق: كفاية، انتي عارفة الحاجات عزيزة عليا بطلي جنان
زمت فمها بغيظ وخطت بخطوات حسيسةيشوبها الحذر وصعدت على احد مقاعد الصالون ومدت يدها لأعلى الحائط وتناولت ذلك الأطار الذهبي المعلق الذي يحاوط صورة زواجهم وبعد ان انزلته ولوحت به بخفة أمامه وتطالع ملامحه المشدوهة بتحدي سافر و تترقب ردة فعله
ليصرخ هو بها بغيظ: لأ انتي بتهزري اكيد، مي حبيبتي أهدي دي صورة فرحنا بلاش تزعليني ورجعيها مكانها.

هزت رأسها برفض وهدرت بعناد: لأ، هات مفتاح الشقة الأول وسبني أرجع بيت ماما
ليقول هو بنفاذ صبر: قولتلك مفيش خروج من هنا غير لما تولدي
تأفأفت هي كعادتها بعدم رضا وصرخت به: دة مستحيل انت ازاي عايزني أقعد ازيد من خمس شهور محبوسةهنا، مش هيحصل.

تقدم هو نحوها ببطئ يريد ان يسيطر على نوبتها الهستيريةتلك التي من الممكن ان تضر بها و بجنينها ليهمهم بنبرة مطمأنة: خلاص يا حبي هريحك وأعملك اي حاجة انتي عايزاها بس الا موضوع السفر دة
ابتسمت هي بأنتصار وهتفت بأصرار وهي مازالت تحتضن الأطار وتخطو خطى واسعةمن أعلى المقعد الى المقاعد التي تجاوره بلتناوب: رجعني بيت ماما هقعد هناك، وعايزة ورقة طلاقي توصلي بعد ولدتي.

وفي الوقت دة مش عايزة أشوف وشك، انت اللي ليك البيبي وبس
وانا مش هحرمك منه وهخليك تشوفه.

زفر هو بنفاذ صبر وتعالت انفاسه بأنفعال واضح من تلك العنيدة التي تكاد ان تفقده صوابه ودون اي تردد اندفع اليها بسرعة ونزع صورتهم التي يحتضنها الأطار منها وقذفها بكل قوته على الأرض مما أدي إلى تكسيرها ولم يتبقي منها غير بقايا زجاج متناثر فقط ثم دون اي مقدمات حاوط خصرها برفق وانزلها من أعلى المقعد وهتف بعدها من بين أسنانه بوعيد وهو يقرب وجهه منها بشكل أرعبها كثيرآ: بطلي شغل القرود دة، وحسي بلمسؤلية شوية نحيت اللي في بطنك ولعلمك بقي.

انا طلاق مش هطلق ومش هتمشي من هنا ولو حصل ونشفتي دماغك ومشيتي، قسم بالله يا مي لكون طالبك في بيت الطاعة ومرجعك هنا غصب عنك، ليتركها وينسحب بخطوات غاضبة الى غرفة نومه ويغلق خلفه الباب بعنف أنتفضت هي على أثره
لتنظر الى الباب الذي أغلقه بضيق فهو قد فاجأها كثيرآ بردة فعله وجلست بتهاون على المقعد و ظلت تفكر مليآ بشأن حياتها معه.

في نفس التوقيت في فرنسا وخاصتآ في باريس عاصمة الموضة والجمال
كانت تجلس هي في أحدي المطاعم العريقة القابعة بشارع الشانزليزيه، فبعد انتهاء يوم عملها اتت إلى هنا بمفردها كي تتناول العشاء، فبعد ما حدث وتركها للبلاد وهي تفضل العزلة كثيرآ حتى الحاح أسر المستمر بأنضمامها لحفلاته و عروضه الصاخبة لم تؤثر عليها.

تنهدت هي بعمق وهي تستمع الى صوت فيروز الخفيض الذي يصدر من هاتفها بهدوء يريح الأعصاب فاهي مثل عادتها عندما تريد الأختلاء بذاتها، شعرت ان كلمات تلك الأغنية لامست كافة حواسها و ان قلبها يتأكل من القلق عليه وخاصتآ بعد ان أخبرها أسر بما حدث وسوء حالته الصحيةيوم أن تركته.

يا طير يا طاير على طراف الدني لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير وآخد معك لون الشجر ما عاد في إلاّ النطرة والضجر بنطربعين للشمس عبرد الحجر وملبكي وإيد الفراق تهدني يا طير وحياة ريشاتك وإيامي سوا وحياة زهر الشوك وهبوب الهوا إن كنّك لعندن رايح وجن الهوا خِدني ولنو شي دقيقة وردني يا طير
نفضت فدوة أفكارها وظلت تشجع وتدعم نفسها من جديد: انا قفلت صفحته خلاص ومش هفكر فيه تاني...

لتراودها تلك الذكري القريبة عندما كان يتوسلها، تقسم انها مازالت الى الأن تتردد كلماته المتوسلة بأذنها دون انقطاع
لتتنهد بعمق تحاول ان تستعيد عزيمتها السابقة لكن دون أرادة ودون اي تفكير تناولت هاتفها وضغطت على شاشته بضغطات حسيسة وأنامل مرتعشة تطلب رقمه التي تحفظه عن ظهر قلب وهي تقنع نفسها انها فقط ستسمع صوته ليس الا.

كان هو في تلك الأثناء يلتزم بغرفته داخل المشفي لكن بعد أصابه الملل، ونظرآ لتحسن حالته نسبيآ نهض من الفراش واتجه نحو النافذة التي تطل على الحديقة الخلفية للمشفى وبعد ان أستنشق نفس عميق من عبق الزهور المنتشر بلجو رفع نظراته للسماء وظل يتأمل كحلتها لعدة دقائق ويشاهد أبداع الخالق في كونه وعندما وقعت عينه على تلك النجمة اللامعة البعيدة لاحت منه بسمة باهتة وهو يتذكرها، معشوقته ومن تربعت على حصون قلبه وعندها تمتم يناجي ربه بقلب نادم أضناه الفراق:.

يارب انا ندمت سامحني وأغفرلي، انا راضي بقضائك، يارب بلاش عقابي اني أتحرم منها
وعندها انسابت دمعاته دون ارادة
و هو يشعر بمدى حاجته لها
وإن تعالى رنين هاتفه تناوله دون أهتمام و بلامبلاااه ورد وهو يمسح وجهه بكف يده بضيق
أكمل: الو مين؟
تنهدت هي بأرتياح ولم تنبت ببنت شفة وأكتفت فقط بسماعها لتلك الكلمتين منه وصوت أنفاسه
ليهتف هو من جديد: الوووووو
لتبتسم بهدوء وهي تنوي ان تغلق الخط
فدووووووة.

باغتها هو بلفظ أسمها بنبرة ملتاعة حارقة يشوبها الأشتياق
شهقت هي بخفوت عندما تفاجأت انه علم هويتها وتساقطتت دمعاتها دون وعي ولم تتفوه بشئ
ليهمهم هو من جديد بنبرة متألمة: وحشتيني اوي
انتي فكرك لما متتكلميش مش هعرف انو انتي، انا بعرفك من صوت أنفاسك يا فدوتي
وضعت يدها على فمها تحاول ان تكتم شهقاتها وتكبح دمعاتها وظلت ملتزمة بصمتها.

ليهمهم هو بتوسل وبنبرة ضعيفة متألمة: ردي عليا يافدوة قولي كلمة واحدة تبرد نار قلبي وتديني أمل في رجوعك، انا محتاجك يافدوة
لم تقوى بعد تلك الكلمات التي تلفظ بها على التماسك أكثر ودون اي تردد أغلقت الخط وتبعته بأغلاق الهاتف نهائيآ ووضعت يدها على خافقها رغبة منها ان تهدء صرخاته و عندما فشلت أطلقت العنان لنفسها ان تفرغ كل ما بجعبتها من بكاء.

ليلعن هو حظه ويقذف الهاتف على الفراش بقوة بعدما يأس من محاولاته الشتي بمعاودة الاتصال بها ويجلس بتهاون ينعي حاله ويشعر بلأسى لكل ما توصلت له حياته بسبب غبائه.

في قصر العزازي
بعد أستعداده وتأنقه المبالغ به علم من أحد الخدم بعودة والدته وتواجدها بغرفتها، ليتوجه هو إلى هناك بخطوات حازمة وعندما طرق الباب وسمحت له بلدخول
باغتته هي بحدة: هو انا أخر من يعلم يعني ايه أغيب كام ساعة أرجع الاقي القصر بلفوضى دى انت ليه مقولتليش علشان أستعد
تنهد هو وجلس بهدوء على طرف فراشها وأستند بمرفاقيه على ساقيه وهدر بجدية دون ان يكترث لكلمة واحدة مما تفوهت به:.

ليه حاولتي تأذي فتون؟
رفعت هي جانب فمها بأمتعاض وهدرت مستنكرة: محصلش، انا مجتش جنبها هي اللي اتكعبلت ووقعت
هدر هو بحدة: اتكعبلت ووقعت منين يا أمي؟
أجابته هي بتوتر بعدما زاغت نظراتها بأدعاء: من على السلم انا دخلت عليها لقيتها بتنظف ولما سألتها قالت دة بيت جوزي ولازم أهتم بيه وبصراحة مرضتش أمنعها لأنها مفرقتش حاجة عن الخدمات اللي عندنا.

سكن الجحيم عيناه ونفرت عروقه من شدة الأنفعال بعدما لم تنطلي عليه كذبتها الواهية وارد ان يصرخ بها وينهرها لكنه لا يستطيع ان يقلل من أحترامه معها فهي أمه رغم كل شئ.

ليهدر هو بصرامته المعتادة وهو يكبح انفعاله: لأ فرقت يا أمي وفرقت كتير، فتون تبقي مراتي، ومهما كان وضعي معاها او السبب اللي اتجوزتها علشانه مش هيغير من كونها تبقي مراتي وكرامتها من كرامتي وطول ما هي على زمتي مش هسمح لحد يهنها ولا يقلل من شأنها
لتهدر هند بسخط وبنبرة متهكمة: انا كنت عارفة ان بنت الشوارع دي هتعرف تأثر عليك وتخليك لعبة في ايديها
ليباغتها هو بحدة بعدما تفاقم غضبه: امييييييييييي.

لأخر مرة بقولك فتون مراتي ومش هقبل عليها كلمة طول ما هي على ذمتي، وياريت انتي تراعي دة وتخلي بالك من كلامك عنها
، وياريت بلاش تحطيها في دماغك وتمارسي عليها جبروتك
لتهدر هي بلئم تحاول تستعطفه: بتعلي صوتك عليا يا صقر بعد كل اللي عملته علشانك وبتتعصب عليا علشان وحدة زي دي.

ليستأنف صقر بنفاذ صبر بعدما فهم إلى ماذا ترمي بحديثها، فهو يعلم طريقتها تلك تمام المعرفة لمحاولت أستعطافه ككل مرة: امي لو سمحتي انا مبحبش الطريقة دي وانتي عارفة، ومش كل مرة تقوليلي عملت علشانك
انتي معملتيش حاجة علشاني انتي اتحملتي قسوة ابويا وأهانته ليكي علشان خاطر ثروته مش علشان حاجة تانية، وياريت كفاية تحمليني فوق طاقتي وتحسسيني ديمآ بلذنب
هذا أخر ما تفوه به قبل ان ينصرف ويتركها.

مطرقة الرأس بخزي فقد فاجأها كثيرآ بردة فعله وكشفه لحيلتها الماكرة.

اما عنها
بعد ان رافقت عمه أثناء تواجد الطبيب بغرفته ونظرآ لقلقه أصر على ان يطمأن عليها ويتم عمل بعض الفحوص الروتينية لها
وأخبرها ان ذلك القلق ناتج من شحوبها وهزالتها الواضحة أنصاعت له دون تردد وهي تشعر بلأمتنان لشخصه الحنون ولم ينتابها اي من الشكوك حوله
وبعد انتهائها اتجهت لتتجهز كما أمرها صقر.

وبعد بضع دقائق انتهت من الأستعداد ووقفت تلقي على نفسها نظرة أخيرة بلمرأة تزامنآ مع دخوله اليها بطلته المهيبة التي تأثر القلوب
وحين وقعت عينه عليها تجمد بأرضه وأحتبست أنفاسه لثواني معدودة من شدة فتنتها.

فكانت ترتدي فستان بنفسجي فائق الجمال منساب على جسدها بأنسيابية مهلكة وما أثار أعجابه فعلآ هو أطلاقها العنان لخصلاتها الحريرية ان تنساب على ظهرها بشكل مغري للغاية، ولكن ما أثار حنقه كثيرآ وجعل الدماء تندفع الى رأسه عندما خطت بضع خطوات بأتجاهه ولاحظ فتحة فستانها المبالغ بهابجانب ساقيها لكنه التزم ثباته حتى لايشعرها بتلك النيران المشتعلة به
ليهتف بنبرة جاهد لتكون هادئة ولا تفضح مكنونه: جاهزة.

أمأت له بهدوء وبعيون حالمة
ليمد يده بجيب بنطاله ويتناول علبة صغيرة مخملية اللون
لتبتسم هي ظنآ منها انه نفس الخاتم الذي رفضتت ان تقبله سابقآ لكن خابت ظنونها عندما فتح العلبة وظهر منها خاتم ماسي أخر مختلف كليآ عن السابق ولكنه
يضاهيه في روعته وبريق الماسه ليتناوله ويلبسها اياه بألية مطلقةوبملامح جامدة.

ليؤشر لها بعينه ان ترافقه ومد يده لها بهدوء، لتتنهد بخفوت وتشابك يدها بخاصته وقبل ان يخطو خطوة واحدة سويآ تعلقت بيدها الأخري بذراعه وكأنها تحتمي به
ليرمقها هو بتشتت وبمشاعر مبعثرة ويصطحبها الى الأسفل بخطوات واثقة يشوبها الشموخ.

بعد انتهاء اللقاء الصحفي الذي دام لأكثر من ساعتين وظلت الأسئلة تنهال عليه دون انقطاع لكنه كان ملم بكل شئ وكان يجيب بدبلوماسية ولباقة أدهشتها كثيرآ
وبرغم ان الأضواء الصادرة من كاميرات المصورين أربكتها، الا ان محاوطته لخسرها و قربه منها ساعدها كثيرآ وأشعرها بلطمأنينة والامان وعندما كانت تتقابل أعينهم كان يطالعها بشكل مثير للغاية وبنظرات حالمة ترجف اوصالها.

تنهدت بعمق وهي تصعد السلم المؤدي الى الجناح الخاص به بعدما أمرها هو برفق ان تسبقه وانه سيوافيها بعد دقائق
وعندما دلفت الى داخل غرفة النوم تمددت على الفراش وظلت تبتسم بسعادة مفرطة وهي تتطلع لنقطة وهمية بسقف الغرفة و تتذكر نظراته الحالمة لها
وحين كانت هي مستغرقة في شرودها باغتها صوت مقيت تعلم صاحبه تمام المعرفة: فكرك مش هعرف أوصلك يا ست البنات.

انتفضت هي بقوة وشحب وجهها بشكل ملفت ثم هدرت بذعر وهي تتراجع للوراء بخطوات مرتعشة
جمااااال.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة