قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الرابع والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الرابع والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الرابع والعشرون

همهمت هي بأسمه بنبرة حارقة واحتياج طغى عليها وبحروف متقطعة من شدة صدمتها
تتبع هو بعينه مصدر الصوت بلهفة
لم يتعمدها بعدما أصابته نبرتها بقشعريرة قوية ارجفت قلبه كما السابق، وعندما وقعت عينه عليها تشابكت نظراتهم بأشتياق تام لعدة ثواني معدودة قبل يهتف ذلك المقيت بنبرة جهورية
جمال: هو انت يا باشا
تقدم صقر منه بخطوات حثيثة وهو مازال محافظ على وقاره وهتف بنبرة صارمة: اه أنا عندك مانع يا جمال.

هتف جمال بعدم رضا وصوت جهوري يضغى عليه الأجرام: اه عندي لموأخذة يا باشا
مش رجولة منك لما تتعدي على حاجة تخصني، بت العايق دي مش هتكون غير ليا، وانا يا قاتل يا مقتول
حانت منه بسمة هازئة ثم أشار لافراد حراسته ان تتقدم
وهدر بنبرة متوعدة: طب يا جمال انا هوريك الرجولة تبقي ازاي يظهر اني علشان اتهاونت معاك قبل كدة وسبتك تمشي سليم.

خدت فكرة غلط عني بس ملحوقة انا هغير فكرتك وأعرفك ان صقر العزازي مبيقبلش بلغلط ولا بيتهاون في اللي يخصه
ليؤشر لرجاله ان تتقدم منه وعندما لاحظ جمال أقترابهم منه أشهر مديته وسحبها عنوة وحاوط ذراعه حول عنقها وأخذ يلوح بمديته بأجرام
صرخت هي بقوة وظلت ترتجف من شدة ذعرها ليشدد هو أكثر على عنقها ويهتف بشر وهو يضع طرف مديته على عنقها: اياك حد يقرب مني، اللي هيقرب هاخد روحها ومش هيهمني.

ليهسهس بأذنهابنبرة شيطانية بعدما تعالي نحيبها: مهو يا تكوني ليا يا ست البنات يا مش هتكوني لغيري
توسلته أحسان: استهدي بالله ياجمال ومضيعش نفسك وتضيع البنية معاك
لتعقب كوثر ايضآ بعويل وهي تضرب صدرها بحسرة: ياعيني عليكي يافتون سبها يامفتري ربنا ينتقم منك
ليباغته عزت بتحذير: سيب البت يا جمال وخلينا نتفاهم.

ابتسم جمال بشر وهتف بغل: نتفاهم على ايه بعد ما رجعت في كلامك انا متأكد ان الباشا زغلل عينك بفلوسه علشان تجوزها له
اما عنه ظل ثابت لم تهتز به شعرة واحدة فهو يعلم علم اليقين ان المدعو جمال ليس بلجرئة الكافية لأيذائها ولكن بلرغم من ذلك هيأتها
أحزنته للغاية ومزقت نياط قلبه وجعلت نيران عاتية تنضرم بكل حواسه تماسك هو و ظل على ثباته حتى لا يشعر ذلك المقيت بأنه أثر به بفعلته.

ليؤشر من جديد لرجاله ليندفعو اليه ويحاوطوه من كل الجهات بحرص ليظل جمال يلتفت بها بكل اتجاه بتوجس يحاول ان يتفادي أقتراب أحدهم وعندما لاحظ هو عدم انتباهه باغته صقر بركلة قوية بذراعه أسقطت مديته على الأرض لتهرول هي مبتعدة عن جمال وترتمي بأحضانه، ليبتلع هو ريقه ببطئ مميت ويحاول تمالك نفسه، ليربت على ظهرها برفق دون ان يبادلها عناقها ثم دفعها بهدوء في اتجاه صديقتها وتلك السيدة الحنون، لم يدم العناق سوى بضع ثواني معدودة وكان ذلك الوقت كافي ان ينقض أفراد حراست صقرعلى جمال ويقيدو حركته ثم يدفعوه بقوة الى الخارج.

ليصرخ جمال بوعيد وهو يحاول التملص منهم: بتتحاما في رجالتك مش هسيبك يا باشا، محدش هيتجوزها غيري، انت السبب يا عايق ومش هسيبك هنتقم منك
وعند انصرافه جلس صقر بأرياحية على أحد المقاعد ووضع ساق على أخري بكل شموخ وتناول هاتفه من جيب سترته وتحدث للطرف الأخر بأقتضاب
وبعد عدة ثواني معدودة دلف محمد العزازي وبرفقته أحد الشيوخ لأستكمال عقد الزواج
طالعتهم هي برؤية مشوشة من كثرة دمعاتها ثم.

ابتسمت ببهوت و بعدم اتزان وتعالت انفاسها من شدة تأثرها وظلت تحدق به ببلاهة لا تستوعب ما يحدث هل حقآ تزوجها، هل غفر لها، هل مازال متيم بها، هل افتقدها، و ما السبب ياترى الذي دفعه ان يأتي لأنقاذها فهي تعلمه تمام المعرفة هو لم يتهاون بفعلتها، كل تلك التسؤلات ظلت تجول بذهنها دون انقطاع لتنساب دمعاتها بغزارة مرة أخري ولم تعلم سبب لها، حين راودها ظنون انه يريد ان ينتقم منها على فعلتها.

ليندفع اليها عمه ويحتضنها بحنان وهو يطمأنها بعدما مزق نحيبها نياط قلبه: أهدي يا بنتي خلاص. ربنا نجاكي متقلقيش انتي هتبقي في أمان
أمأت له بضعف ولم تعلم ما أصابها فقد أمتلكتها رغبة قوية بلأرتماء بحضنه وأستكمال نحيبها فلم تتردد ليحاوطها هو بحنو ويربت على ظهرها وهو يتمتم لها ببعض الكلمات الداعمة
وعند اتمام عقد القران
هدر صقر لعمه بحزم: خدها وروح بيها وانا هحصلك.

رفعت هي نظراتها اليه تريد ان تستنبط من ملامحه اي شئ يريح قلبها لكن لم تجد غير الجمود منه
ليرد محمد بطاعة: ماشي يا أبني متتأخرش علينا
وبعد وداعها لكوثر ولأحسان رافقت عمه دون ان تنبس ببنت شفة.

عند انصراف الجميع أمر عزت أحسان ان تفسح لهم المجال للحديث لتنصاع اليه بمضض ولكنها ظلت قريبة تسترق السمع لحديثهم
ليهتف صقر بحدة وهو يناوله ذلك الشيك البنكي الذي يزينه رقم خيالي: أظن كدة انا عطيتك اللي انت عيزه وشوية زيادة
تناول عزت الشيك من يده بلهفة وعندما وقع عينه على الرقم المخطوط عليه التمعت عينه بلجشع وهتف بخبث: مش بطال يا باشا لو أن السنيورة تستاهل أكتر من كدة.

حانت من صقر بسمة هازئة على ذلك الاب اللعين الذي يتاجر بأبنته وكأنها بسوق الرقيق وتذكر تساهله معه عندما قام بزيارته بلسجن.

وأخبره بأنه سيعطيه الكثير من المال من أجل زواجه منها فلم يتردد عزت لثانية واحدة بلموافقة حتى انه لم يسأل غير عن أسمه ولقب عائلته، يقسم انه عندما أخبره شعر ان عينه التمعت بخبث لم يعهده من قبل وذلك ما أثار شكوكه بشأنه فهو يعلم مدي جشعه وطمعه لكن ما رأه بعينه ليس سعادة بلمال فقط، لا هو يشعر ان ذلك البغيض يخفي الكثير وحين نهض صقر ليغادر.

باغتته أحسان وهي توصيه برجاء: ربنا يخليك يا بيه بلاش تقسى عليها دي ياما شافت غلب على ايد المفتري دة ووالله العظيم هي بتحبك
أمأ لها بهدوء ورتب على كتفها وقال بثقة: متقلقيش عليها
انا عمري ما هفكر أذيها دي بقت مراتي وشيلة أسمي
ليرمق عزت بأستحقار للمرة الأخيرة ويغادر الى الأسفل ليقتص من ذلك المقيت جمال
وعندها همهمت أحسان بشجاعة وهي توجه حديثها ل عزت: منك لله يا عايق يارب تكون ارتحت بعد.

ما بعتها وقبضت تمنها
ليهتف عزت بقوة وهو ينهرها: ملكيش فيه يا ولية، بتي وانا حر فيها وبعدين دة انا أستنيت اليوم دة من سنين طويلة علشان أحقق غرضي وينوبني من الحب جانب
لتلتمع عينه بخبث شيطاني وهو يحيك بذهنه لأمر ما، فهو لديه أهداف أخري غير المال.

ظلت طوال الطريق تصرخ به ان يدعها لكن هو لم يتأثر وظلت تلك البسمة الراضية تعتلي ثغره وحين وصلو أمام منزلهم سبقها هو وفتح الباب لها وهو ينحني بشكل مسرحي لتصرخ هي به: انت جبتني هنا ليه
اتسعت أبتسامته الملازمة له وقال بتسلية: دة بيتك يا حبي ومكانك الطبيعي انتي نسيتي ولا أيه؟

لتستأنف بعند وهي تكتف ذراعها على صدرها وتتحاشا النظر له: اه نسيت و مش نازلة، ومش هتحرك من العربية غير لما ترجعني بيت ماما انا عندي سفر الصبح وميعاد طيارة
ابتسم هو بأتساع من جديد على عنادها الذي أفتقده كثيرآ
ليهدر بمشاكسة: انتي شايفة كدة
خلاص اللي يريحك خليكي في العربية، ليغلق باب السيارة من جديد، لتبتسم هي بأنتصار ظنآ منها انها أثرت عليه وسيعيدها لمنزل والدتها.

ليباغتها هو بغلقه لكافة الابواب بجهاز التحكم الصغير الخاص بسيارته، ثم استند على مقدمة السيارة وهو يصفر بفمه بلامبلااه وتقصد أغاضتها غير عابئ بصراخها ولا هتافها، لتستمر هي على عنادها بعدما يأست من ان ينصاع لها وتهتف بصوت جهوري بأصرار: هفضل هنا برضو ومش هتحرك غير لما ترجعني بيت ماما
هز رأسه هو بنفي قاطع بعدما تناهى لمسامعه هتافها
ورد بعناد مماثل: وانا موريش حاجة وهخليكي محبوسة للصبح وشوفي مين هيطلعك.

وبعد بعض الوقت من تركه لها ملت كثيرآ ودون شعور وكعادتها مؤخرآ استسلمت لنعاسها.

وعندما تأكد هو من أستغراقها في النوم، ابتسم بهيام وتقدم نحوها بخطوات هادئةوفتح باب السيارة برفق ثم أنحني بجزعه ومرر يده خلف ساقيها و حملها من جديد ولكن تلك المرة كانت هي مستسلمة بين ذراعيه وتستند برأسها على صدره بأستسلام تام حاول جاهدآ ان يتمالك نفسه ويهدء من ثوران مشاعره لكن دون جدوى، فهو يشعر ان خفقات قلبه تشبه الطبول بصخبها وسوف توقظها لا محالة.

وبعد عدة دقائق من صعوده الى شقته وضعها بلفراش ودثرها جيدآ بلغطاء ثم جلس بجانبها لبعض الوقت وأخذ يعبث بخصلاتها المتناثرة بحميمية وهو يتأمل ملامح وجهها بعشق تام، ثم نزل بيده برفق يتحسس بطنها من فوق الغطاء لتحين منه بسمة مميزة على ثغره يشوبها الفرحة والامل ويشعر ان قلبه يتراقص من فرط السعادة.

ليهمهم بهيام لها وبنبرة خافتة تكاد تسمع: بحبك يا مي وعمري ما هبطل أحبك لأخر نفس فيا، سامحيني يا ميوش كان غصب عني ليقترب بهدوء و يقبل جبينها قبل ان يتركها تنعم بسباتها لكن دائما عندما يتعلق الأمر بها لم يستطيع كبح رغبته، ودون وعي لم يستطيع الابتعاد، ومرر شفاهه ببطئ مهلك على كل أنش بوجهها وهو مغمض العين ويشعر بأستمتاع وحين وصل الى ثغرها وينبوع عسلها لثمه بخفة لعدة مرات متتالية بوله تام، ثم بعد ذلك ثبت انفه أعلى فمها و أستنشق انفاسها الصادرة منها بأنتشاء تام وحين شعر انه على حافة الهاوية ولم يعد يستطيع تمالك نفسه نهض بأنفاس ثائرة وتركها تغط في سبات عميق.

تدلي درجات السلم المتهالكة بسرعة متناهية وعندما وقف أمام ذلك المقيت نزع سترته وأخذ يطوي أكمام قميصه بهدوء وهو يهتف بثقة بعدما لاحظ حشد الناس حوله وضحكاتهم المتشفية
صقر: ايه ياجمال انا شايف كل الناس فرحانة فيك ووقفة تتفرج عليك وانت شبه الفأر المبلول للدرجادي الناس بتكرهك
ياتري اذيت كام واحد فيهم.

زئر جمال بغضب وهو يحاول التملص من رجال صقر الذين يشلو حركته بلكامل ويثبتوه بلأرض: انت لو راجل متتحاماش في رجالتك وتوجهني وملكش فيه أهل منطقتي وانا هعرف أربيهم بعدين وكل واحد وقف اتفرج عليا هدفعه الثمن حياته
حانت منه بسمة هازئة من ابتزال ذلك المقيت ليهتف بسخرية استفزت الأخر: دة على كدة بقي هتقتل اهالي المنطقة كلها
ليهدر جمال بوعيد: انا أقدر أعملها بس هتكون انت قبل منهم يا باشا.

رد صقر بتحدي ونبرة واثقة وهو يؤشر لرجاله بتركه: طب ما توريني كدة تقدر تعمل أيه.

ليبتسم جمال بطريقة شيطانية ثم يندفع براسه بكل قوته قاصد أطاحت صقر لكن صقر كان أفطن منه وباغته بركلة قوية أستقرت بصدره ليتراجع جمال الى الخلف بعدما تشوشت نظراته و زئر من شدة الألم لكنه لم يستسلم بتلك السهولة ليقترب منه من جديد ويحاول لكمه ولكن بعد محاولات شتي لم يستطيع ان يصيب وجهه ولو لمرة واحدة بسبب تفادي صقر لقبضته وعندما شعر صقر بأقترابه الوشيك منه باغته بعدة لكمات عنيفة بوجهه دون اى شفقة أطاحت به وقبل ان يستعيد توازنه ويحاول النهوض كان صقر يركله عدة ركلات بقوة عاتية المت الأخر وجعلته يتلوى من الألم، وان شعر بأن قواه قد خارت وانه على وشك ان يفقد وعيه، انحني عليه بجزعه وتمسك بقوة بحاشية ملابسه وهدر من بين أسنانه بوعيد: اظن عرفت دلوقتي مين صقر العزازي ويقدر يعمل فيك ايه.

ليستأنف بنبرة صارمةيشوبها التحذير: قسمآ بالله لو أفتريت على حد تاني ولمست طرف اي حد من الناس دي ساعتها متلمش غير نفسك هتلقيني قصادك ووقتها انت عارف هعمل فيك أيه.

أمأ له جمال بذعر وهو يتلوي من الألم لينفضه صقر عنه بأشمئزاز وينهض ويصيح بصوت جهوري وبكل ثقة لحشد الناس المتكدس ليشاهد ما حدث: لو الكلب دة عمل اي حاجة لحد فيكو، ولا أتعرضلو بأذى انا هعرف شغلي معاه متخافوش منه، وبابي مفتوح للجميع عمري ما بقفله في وش حد لتنتشر الهمهمات بين الناس فلبعض يتممتم بلدعاء لصقر ويشكره على شهامته وبسالته.

والبعض الأخر يشمت في ذلك المقيت ويوجهون السباب له وأما الذين نالو من بطشه ظلو يهللو بسعادة بالغة
ليبتسم صقر بهدوء وهو يشعر بلرضا وينسحب هو ورجاله بعدما رمق ذلك المقيت بأحتقار.

بعدما أستقل السيارة الخاصة به وهي برفقته، المه قلبه كثيرآ على هيأتها المزرية وشحوبها الواضح وهي تحتضن نفسها وتشهق بخفوت ليحاول من جديد طمأنتها
محمد: اهدي يابنتي محدش هيأذيكي متخافيش انتي بقيتي وحدة مننا خلاص
رفعت نظراتها المنكسرة اليه وهمهمت بضعف: خايفة يكون اتجوزني علشان ينتقم مني.

رتب محمد على يدها بحنان وقال بود وهو يطمأنها: متقلقيش يا بنتي صقر عمره ما هيأذيكي بس انا عايزك تتحمليه شوية واعذريه، وانا متأكد ان ربنا هيجبر بخاطرك وهيعوضك خير
أمأت له بضعف وأسندت رأسها على زجاج النافذة وظلت صامتةالي حين وصلو الى قصر
العزازي
وعندما ترجلو من السيارة توجه بها عمه الى الداخل.

ظلت هي تتقدم بخطوات مهزوزة تقدم ساق وتأخر ساق بتوتر ليدفعها عمه برفق وهو يحثها بنظراته ان تسير أمامه وتتقدم وعند دخولهم
وجدو هند جالسة بكل عنجهية على ذلك المقعد الوثير وتضع ساق على أخر بكل غرور لتهتف وهي تشملها بنظراتها من أعلاها لأخمص قدمها بعدم رضا: مين البنت
دي يا محمد؟ وكنت فين انت وصقر من بدري.

لتضيق عيناها بشك ثم تستأنف بعدما نهضت ووقفت على مقربة منهم: مش دي نفس البنت اللي صورها مع صقر في الجرايد
ابتسم عمه بتأكيد وأخبرها بفخر قاصد أثارت حنقها وهو يضع ذراعه على منكب فتون: دي فتون مرات صقر يا هند
شهقت بقوة كأن أصابتها صاعقة ما وهتفت بعدم تصديق: انت بتقول ايه؟ أبني انا يتجوز وحدة زي دي مستحيل
أطرقت فتون رأسها بلارض بحرج بعدما شعرت بضئالتها بلنسبة لهم
ولم تتفوه ببنت شفة.

ليؤكد محمد من جديد ولكن بثقة أكبر: والله مش عايزة تصدقي براحتك لكن دي الحقيقة ولما يجي أبنك اتأكدي منه
هتفت هي بعصبية مفرطة وأنفعال: ابني باين عليه اتجنن وشكلك انت مشجعه على جنانه بس انا لما يجي هعرف شغلي معاه
انا لا يمكن اقبل بلمهزلة دي مش ناقص كمان غير يدخلو قصر العزازي
نهرها محمد بعصبية: هنننننننند عيب كدة دي مرات أبنك وشالت أسمه خلاص.

لتهدر هي بسخط وبنفور وهي ترمق فتون بقرف: مستحيل أقبل ان الزبالة دي تتنسب لينا انا لما يجي لازم أخليه يطلقها ويرميها مطرح ماجبها
تنهد محمد بضيق وبنفاذ صبر و
أمأ لها بعدم أكتراث وأصتحب فتون الى الجناح الخاص ب صقر وعندما دلف بها الى الداخل تحدث كي يطمأنها بنبرة حنونة: ارتاحي يا بنتي ومتفكريش في حاجة، ومتزعليش من كلام هند، وخليكي متأكدة انها مش هتأثر على صقر
انا هنزل أقول لفوزية تحضرلك أكل.

هزت رأسها برفض وهمهمت بضعف: لأ مليش نفس شكرآ ياعمو
أصر عليها هو بحنو: مينفعش يا بنتي لازم تاكلي انا هروح وانتي حاولي تريحي شوية
أمأت له بأنصياع لينصرف ويتركها.

جالت هي المكان بعيناها بأنبهار تام فكانت جناحه ذو ذوق مميز خاص به، يتكون من ثلاث غرف تحدهم الغرفة الرئيسة التي تجمعهم، وما أثار أعجابها حقآ هو الشرفة الواسعة التي يتدلي منها سلم خارجي يؤدي إلى المسبح وجزء من الحديقة الخلفية التي يزينها كم هائل من الورود والأزهار المبهرة، اما عن الغرف.

فكانت غرفة بهم مخصصة لألعابه الرياضية والغرفة الاخري كانت تحوي ملابسه وكل شئ يتعلق بمظهره الخاطف للأنفاس اما عن غرفة نومه كان يتوسطها فراش وثير ينم عن الفخامة والذوق الرفيع اما عن لون طلاء الغرفة فكان بلونها المفضل الذي تلونت به حياتها، فقد كان بالأسود اللامع بحرفية متقنة وكأنه ينمق عن شخصية صارمة لا تقبل الحياد.

تنهدت تنهيدة حارقة وهي تتحسس فراشه ثم جلست بهدوء على طرفه وسحبت أحدى الوسادات وأشتمتها بعيون مغلقة بأستمتاع و بأشتياق تام لعبقه الفواح التي أفتقدته كثيرآ لتتكور على نفسها وهي تحتضن الوسادة وتظل تنتظر عودته بفروغ الصبر فهي لديها الكثير من الأفكار و التساؤلات التي تريد لها أجابة قاطعة حتى لا تصاب بلجنون.

اما عنه بعد أقتصاصه العادل من ذلك المقيت ظل يدور بسيارته دون وجهة محددة يحاول ان يتناسي هيأتها المزرية التي كانت عليها وألمته كثيرآ فماذا كان سوف يحدث لها ان لم ينجدها من ذلك المقيت هل كانت ستتزوجه بلفعل
وماذا عن ذلك اللعين ابيها كيف كانت تتعايش معه، وحين ساورته الشكوك نحو ان ذلك اللعين انه كان يتاجر بها من أجل المال ثارت ثائرته وهو يلعن كل شئ يتعلق بها.

وظل يقنع ذاته انه فعل كل ذلك ليس من أجله ولا من أجل ما يكنه لها لا هو فعل كل ذلك من أجل عمه الحبيب.

توقف بسيارته بجانب الطريق وتنهد بعمق كي يلملم شتاته، ويزيح أفكاره السوداوية جانبآ لكن دون ارادة ظل يفكر بها، وذلك ما أثار حنقه وبشدة فمجرد التفكير بها يشعر انه مازال يعشقها حد الجنون كالسابق فهي فاتنته التي أسترقت كافة أحلامه وجعلته يغير قناعاته، ليلعن ذلك القلب الجامح بعشقها و يكور قبضة يده حتى نفرت عروقه بغضب وضرب المقود عدة ضربات عاتيةوهو يقنع نفسه بعكس ذلك.

ظل يتقلب بفراش المشفي بسأم يتحايل على النوم لكن دون فائدة
ليعدل من نومته ويجلس بوهن وهو يتحامل على نفسه، ثم مد يده وسحب قلادتها من تحت وسادته وظل يتأملها بأشتياق تام لمالكتها ومالكة قلبه، اللعنة على الحب واللعنة على الفراق فليت الأمر يختصر فقط على جمال وروعة البدايات، فلما نقاسي كل هذا لتكون النهاية غير مرضية لنا.

تنهد تنهيدة حارقة أضناها الألم وظل شارد بها لبعض الوقت ودون تفكير تناول هاتفه وأخذ يتجول بكل مواقع التواصل التي تستخدمها يريد لو يري فقط أحدي صورها لليطمأن قلبه وعندما وجد تلك الصورة الحديثة لها وهي برفقت أسر في أحدى المطاعم الشهيرة هناك تعالت انفاسه بأنفعال وسيطرت عليه مشاعر مختلطة وجميعها تخبره بأن ييأس من رجوعها اليه لكن قلبه الملتاع أخبره بأنه لايفقد الأمل، فبرغم أبتسامتها الظاهرة في الصورة الا انه يشعر بحزن عيناها، هو سينتظرها لأخر يوم بعمره، ولأخر نفس به سيظل يعيش وهو يمني نفسه برجوعها.

جلس هو ينتظر عودته بفروغ الصبر، يريد ان يوصيه ان لايقسو عليها، فهو يشعر بصدق حدثه نحوها، فهي بدت له مظلومة ومنكسرة لأبعد الحدود، لكن يقسم ان صدقت هواجسه نحوها وإن ادام الله بعمره سيعوضها عن كل ما عانته وسيقتص منهم جميعآ
تنهد بأرهاق وأستند برأسه للخلف على احد المقاعد المريحة بحديقة القصر وظل يتذكر ما دار بينه وبين صقر في وقت لاحق
flash back.

بعد ان رأى الخاتم ركض بكل قوته وتوجه إلى جناح صقر وحين وصل دفع الباب بقوة دون أستأذان
ليتفاجأ صقر من دخوله وهو يستكمل ارتداء حلته ليهمهم بدهشة: عمي مالك في ايه؟
أجابه محمد بملامح شاحبة وأنفاس متعالية وهو يرفع الخاتم امام ناظريه: الخاتم دة جبته منين؟
تنهد هو بضيق وأخبره: دة بتاعي يا عمي...
ليتلعثم قليلآ ثم يستأنف ببطئ: فتون عطتهولي.

كرر عمه أسمها لعدة مرات ثم هدر بتسأل والشك يغزو قلبه: فتون، فتون دي نفس البنت اللي أختها جت هنا واترجتك تساعدها
أمأ له صقر وهو يستغرب أهتمام عمه المبالغ به ليهمهم وهو يسحب الخاتم من يده ويضعه على الطاولة أمامه بأهمال: متشغلش بالك يا عمي بلموضوع دة
حاول عمه جاهدآ تنظيم انفاسه وقال بتسأل أكبر: لما ادتهولك مقالتلكش جابته منين؟
اجابه صقر بلا مبالااه: قالت كان بتاع امها وكان عزيز عليها.

ليتسأل صقر بأستغراب: انت مهتم ليه كدة يا عمي بلخاتم
ليباغته عمه بلهفة ويتسأل دون الأكتراث لسؤاله: هي البنت دي عندها كام سنة يا ابني
وعندما أخبره بعمرها جلس عمه على أحد المقاعد القريبة وقال بنبرة متألمة يشوبها الحنين: الخاتم دة بتاعي يا صقر انا بنفسي عطيته لكريمة يوم ما كتبنا الكتاب كان وقتها معيش فلوس وكان نفسي أجبلها شبكة زي باقي البنات لكن ظروفي كانت صعبة وخصوصآ ان جدك حرمني من كل حاجة وقتها.

عقد صقر حاجبيه بعدم أستيعاب وهدر: عمي ممكن يكون خاتم شبهه وانت بيتهيألك
أجابه محمد بأصرار وثقة متناهية وهو ينهض ويحمل الخاتم من جديد وينظر بداخله: مستحيل يا أبني انا متأكد الخاتم منقوش عليه حروف أسمي من جوة واللي صممه ليا كان مش من هنا دة مصمم اجنبي اتعرفت عليه لما كنت في زيارة لإيطاليا قبل ما أقابل كريمة، صدقني يا صقر الخاتم دة بتاعي انا متأكد.

اجلسه صقر من جديد وتمسك بمنكابيه برفق وأخبره: عمي البنت دي خدعتني ومش سهلة دة غير ان أبوها مجرم ورد سجون يعني وارد يكونو عملين التمثلية دي علشان ينصبو علينا
هتف عمه بأندفاع: لأ قلبي حاسس ان البنت دي مظلومة وانها ممكن تكون، ليقطع جملته بتردد ويستأنف بأصرار: انا لازم اشوفها واتكلم معاها
هو ابوها دة أسمه ايه واروحله ازاي.

هدر صقر بنفاذ صبر وهو يواليه ظهره ويحاول ان يصيغ الأمر لعقله: أسمه عزت العايق واللي أعرفه انو مسجون
عند سماع أسم ذلك اللعين مرة أخري انتبهت كل حواسه وظل يجمع بأطراف الخيوط مع بعضها
ويتخيل بذهنه أشياء كثيرة
ليقطع صقر شروده: عمي سرحت فأيه؟
اجابه عمه بشك يكاد يصبح يقين: حاسس ان هند على علم بكل حاجة ليقص عليه كل ما دار من حديث بينه وبين فرحة ويخبره بكافة شكوكه وعند انتهائة لاحظ عدم اقتناعه ليقول.

بنبرة راجية وهو يتوسل اليه: علشان خاطري يا أبني الحقها قلبي حاسس ان البنت دي ليها صلة بيا انا عمر ما قلبي كدب عليا وأعتبره أخر طلب ليا قبل ما أموت ابوس ايدك يا أبني الحقها ومتخلهمش يجوزوها
صقر بعدم أقتناع: انا مش مستوعب ازاي وايه علاقة امي بلمجرم دة
عمه بترجي ونبرة متلهفة: هنعرف كل حاجة أكيد أبوها عنده أجابة لكل أسألتنا بس دلوقتي لازم نلحقها انا حاسس انها بنتي يا صقر.

صقر بحدة: بنتك ازاي، انا مش مقتنع وبعدين دة شك مش أكتر لازم نتأكد الأول ونعمل d N A علشان نتأكد
رد عليه عمه وهو يتبع كافة السبل لأقناعه: هنعمل كل حاجة بس علشان خاطر عمك ريحني ولو طلع أحساسي مش في محله يبقي انت مخسرتش حاجة على الأقل هتكدب الخبر اللي في الجرايد وتقول انها مراتك وتبقي انقذت بنت غلبانة أختها وقعت في عرضك
جلس بتشتت على طرف الفراش وأخذ يفكر مليآ وهو يفرك ذقنه كعادته.

ليجثو عمه مقابل له ويتوسله من جديد: انا عارف انك متلخبط بس أعتبره دة رجاء شخصي قبل ما أموت علشان خاطري يا أبني بلاش تقطع الأمل اللي هيخليني اتمسك بلحياه
ابوس ايدك يا أبني لينحني على يده يريد ان يقبلها ليسحب صقر يده برفض تام ونفور وينهضه برفق ويقوم بمعانقته بمواساه ويخبره: حاضر يا عمي هساعدها بس ياريت الموضوع دة يفضل سر ما بينا لغاية منتأكد ونعرف الحقيقة.

أمأ له عمه بسعادة بالغة ورتب على يده بأمتنان وهو يدعو اليه ويناجي ربه ان لا يخيب ظنه
End flashback
خرج من شروده على سماع صوت سيارة صقر لينهض بقوة ويخطو اليه بخطوات متمهلة
اما هو ترجل من سيارته بعدما صفها بأهمال على غير عادته ليلفت نظره تقدم محمد منه ليهدر هو بهدوء: خير يا عمي قاعد ليه هنا
اجابه عمه بنبرة يشوبها القلق: قلقتني عليك يا أبني اتأخرت ليه كدة.

رد صقر وهو يتنهد بضيق: ابدآ متشغلش بالك ياريت تطلع ترتاح علشان متتعبش
أمأ له محمد بطاعة وتحدث بأمتنان: شكرآ يا أبني انا ممنون ليك ومقدرش أوصفلك ريحت قلبي قد ايه بللي عملته دة لو أوصفلك شعوري اول ما شفتها كأني واقف قدام نسخة مصغرة من كريمة الله يرحمها انا قلبي بيقولي انها بنتي ومن صولبي
اجابه هو بثبات: اهم حاجة يا عمي متحسسهاش بحاجة دلوقتي
وياريت تتصرف بطبيعية قدام أمي لغاية منتأكد.

أمأ له محمد بتفهم واخبره: هند شافتني وانا جي بيها واتعصبت ومكنتش مصدقة انك اتجوزت
همهم هو بمغزى: متقلقش انا هعرف اقنعها
ابتسم عمه بطيبة نابعة من حنان قلبه وقال وهو يربت على منكب صقر: انت ابني اللي مخلفتوش واللي هعيش عمري كله فخور بيه
ابتسم له صقر بهدوء ثم خطو سويآ الى الداخل وهو يستعد لمواجهتها.

ظل هو مرتمي بلأرض بوسط الطريق فاقد للوعي، وعندما أستعاد وعيه لم يقوى على الحركة بعد ما ناله من ضربات موجعة على يد صقر، زئر بألم وهو يحاول الأعتدال بجلسته لكن كان الألم لم يحتمل فكل انش به يؤلمه وبشدة.

رفع يده ومسح وجه يزيح الدماء عن عينه ليتتضح الرؤية شئ فشئ وإن جال محيطه لم يجد أحد من رجاله فبعضهم نالو مثلما ناله هو، والبعض الأخر فرو هاربين وبرغم ان الوقت تعدى منتصف الليل الا ان أهالي المنطقة ظل بعضهم مجتمعين بأماكن متفرقة والبعض الأخر أكتفي بلمشاهدة من الشرف والنافذات، فلا أحد أكترث له وظلو يهمهمو بتشفي ويضحكون بصخب على هيأته.

ليصيح بغضب جامح وبصوت جهوري وهو يستند بيده على الأرض يحاول النهوض: بتضحكو على ايه؟
انا جماااااال اللي كنتو بتعملولو ألف حساب
محدش يضحك الا هندمكو كلكو يا حارة شمتانين فيا والله لهنتقم منكم كلكم ليأتيه ضحكاتهم من جديد وهم يسخرو منه.

لتباغته سيدةمن أحدى الشرف بصوتها الساخر وهي تتشدق: روح اتشطر على عدمك العفية انت ورجالتك يا عرة الرجالة وان رفع رأسه ينوي سبها بأفظع السباب، باغتته هي بجلب سطل من المياه الباردة وأسقطتت محتواه عليه بسرعة متناهية
أجفلته
ليتعالى من جديد ضحكاتهم الساخرة منه ليزئر هو بغضب وهو يتوعد ل كل من أوصله الى ذلك واولهم ذلك اللعين الذي يقدس المال ليجر قدمه بتهاون ويتحامل على نفسه ويعود الى منزله القريب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة