قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الخامس والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الخامس والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الخامس والعشرون

توجه هو الى جناحه بخطوات متمهلة رزينة وحمد ربه انه لم يجد والدته بأنتظاره فلابد انها غفت كعادتها مبكرآ، وعندما أدار مقبض الباب ليدلف الى الداخل سحب نفس عميق من الهواء الى داخل رئته وكأنه سيشعر بلأختناق بلداخل، ثم تقدم بخطوات هادئة
ليجد الغرفة بأكملها يسودها الظلام الدامس ليخطو عدة خطوات بحذر ويتحسس مكبس الأنارة ليضئ الغرفة.

كانت هي تنتظر عودته بفارغ الصبر ولكن دون وعي غفت سهوآ على وضعيتها السابقة
رمقها هو بطرف عينه ولم يكترث لها ثم توجه الى المرحاض ليأخذ حمامآ باردآ لعله يزيح بعض من ارهاقه ذلك اليوم الكارثي وعند غلقه لباب المرحاض.

انتفضت هي بذعر ونهضت من غفوتها وهي تلعن غبائها، ليتناهي الى مسامعها صوت المياه الجارية بلداخل الحمام لتبتسم دون وعي وتتوجه للمرأه تتطلع لهيأتها المبعثرة بعدم رضا فكانت خصلاتها متناثرة بفوضوية ووجهها شاحب بشكل ملفت حتى عيناها كانت منتفخة قليلآ أثر بكاءها المتواصل لتزفر بضيق بعدما طالعت ذلك الثوب الأبيض اللعين الذي ترتديه الذي جلبه لها ذلك المقيط، تشعر بلأختناق بداخله لكن ماذا تفعل هي لم تجلب اي شئ خاص بها معها فما حدث شتتها كثيرآ وافقدها تركيزها، لتحاول جاهدة ان تعدل من هيأتها قليلآ وترتب خصلاتها و جلست تنتظر خروجه، بعد عدة دقائق معدودة خرج هو وهو يحاوط خصره بمنشفته العريضة وتوجه دون أكتراث الى غرفة ملابسه.

وعند سحبه لذلك البنطال القطني من خزانته شعر بأنفاسها قريبة منه ولكن ظل على وضعيته ولم يعطيها اي أهتمام وظل منهمك بأنتقاء الملابس
لتقترب هي منه بخطوات حثيثة متلهفة وأحتضنته من ظهره بروية واشتياق، وعندما تشنجت عضلات جسده تحت يدها لم تهتم وشددت أكثر من عناقه تريد ان تستشعر ولو بعض من الأمان والراحة بقربه.

ليغمض هو عينه بقوة، وتتهدج انفاسه لكنه ظل على وضعيته والتزم بثباته لتخبره هي بتوجس وهي تدفن جانب وجهها بظهره أكثر: عمري ما أتخيلت انك ممكن تسامحني وتصدق اني مظلومة
حانت منه بسمة هازئة وهدر ساخرآ وهو يفك تشابك ذراعيها حول خصره وينفضها بعنف ويبتعد عنها بنفور: مش هتفرق كتير وياريت متتعديش حدودك معايا واخر مرة تلمسيني وبلاش اسلوبك الرخيص دة.

أحتل الحزن معالم وجهها تأثرآ بحديثه وهمهمت متسائلة بعيون غائمة: يااااه للدرجة كارهني وقرفان مني، طب اتجوزتني ليه؟
ليخبرها هو بغموض وبكلمات مقتضبة: ليا اسبابي الخاصة
لتهتف هي بأصرار: من حقي أعرف اسبابك
ليهدر هو بحدة وبأندفاع على غير عادته وهو يتقصد أهانتها ويتعمد ان يخفي السبب الأساسي لزيجته منها: عايزة تعرفي أسباب هقولك.

اولآ مسمهاش اتجوزتني، اسمها أشترتني، انا أشترتك من ابوكي ودفعت تمنك غالي اوي مع انك رخيصة وتمنك كان لازم يبقي رخيص زيك، وللأسف كنت مضطر أعمل كدة علشان خاطر اختك اللي جتلي هنا واترجتني، وانا بصراحة لقيت الموضوع ممكن استفاد منه واصلح سوء سمعتي اللي انتي كنتي سبب فيها
مهو مش صقر العزازي اللي وحدة زيك تخصره شغله وسمعته.

كانت تستمع له بقلب يمزقه الألم ودمعات منسابة دون انقطاع لتغمغم بنبرة مختنقة أثر بكائها: يعني أشترتني علشان فرحة بس
مش علشان بتحبني.

رد هو بأستخفاف وبنبرة واثقة لا تقبل الحياد: أحبك لأ طبعآ مستحيل حتى لو كنت، مبقاش ينفع انا لا يمكن أخد فضلت غيري لازم الست اللي تشيل أسمي وافكر أجيب منها أطفال، تبقي عفيفة ومفيش راجل قبلي لمس طرف توبها وأكيد الست دي مش هتبقي انتي، جوازي منك هيبقي مؤقت لغاية مصلح الفضيحة اللي الغبي دة عملها، وبعد كدة هطلقك و هاخدلك شقة بعيد انتي واختك تعيشي فيها ومتقلقيش هتكفل بكل بحاجة.

لو كانت الكلمات تقتل لسقطت الأن طريحة لأثرها، حانت منها بسمة هزيلة غير متزنة ساخرة من نفسها ومن ما توصلت له حياتها فماذا تفعل هي بشكوكه الواهية نحوها، كيف تثبت له عكس ذلك الا يكفيه انه تخلي عنها سابقآ لنفس السبب الواهي الا يكفي انها التمست له الأعذار حينها، هي سأمت ولم تعد لديها قدرة على أقناعه بعفتها.

لتهدر هي بضيق و بنبرةحارقة وهي تجفف دمعاتها بيدها: كتر الف خيرك يا صقر بيه جميلك دة عمري ما هنساه
لتنسحب بهدوء من امامه بخطوات متخازلة ضعيفة ليلعن هو بخفوت وهو يتطلع بأثارها ويستكمل ارتداء ملابسه.

حين انتهى من ارتداء ملابسه توجه الى فراشه ولكن ما أثار حنقه هو انها اتخذت من الأرض فراش لها ليوجه حديثه لها بحدة: قومي من على الأرض ونامي على السرير وبلاش شغل الأستعطاف دة مش هيدخل عليا
ردت هي بأختناق: شكرآ انا مرتاحة كدة، انا مش بستعطف حد
بس انا متعودة على نومة الأرض
ابتسم هو ساخرآ وهدر بنبرة متهكمة: خيفة مني ولا أيه؟
متقلقيش انا عمري ما هفكر أقرب لوحدة زيك.

أغمضت عيناها بقوة وتصنعت النوم وظلت تقنع ذاتها انها في كابوس مفزع مثل كوابيسها المعتادة
وعندما يأس من ردها تمدد على الفراش وظل كل حين وأخر ينظر لها نظرات خاطفةبعدم رضا، فكانت هي متكورة على نفسها بلارض وتحتضن وسادته وتنتفض بهدوء وهي تحاول جاهدة كتم شهقاتها
وبعد عدة دقائق شعر بأنتظام انفاسها دليل على أستغراقها بلنوم.

ليحاول هو جاهدآ ان يتحايل على النوم لكن دون جدوي ومع اول انبثاق خيوط النهار نهض من جديد وارتدى ملابسة الرسمية المعتادة وغادر الغرفة بعدما القى عليها نظرة أخيرة متمعنة هو نفسه لم يعرف المغزى منها.

تململت هي بتكاسل كعادتها وظلت ترمش بأهدابها عدة مرات لتستيقظ بلكامل وعندها شهقت بقوة عندما وجدت نفسها غافية بغرفة نومها القديمة، لتهتف بصوت جهوري وهي تنهض وتتوجه للخارج
مي: انت زودتها اوي، والله ما هسكتلك؟
كان هو في تلك الأثناء يعد الفطور التي تفضله هي كلسابق بكل حماس وهو يدندن أحدي الأغاني الشعبية الدارجة.

اما عنها بحثت عنه بكامل الشقة لم تجده الى ان تناهى الى مسامعها صوت غنائه بتلك الاغاني التي تمقتها كثيرآ عرفت اين هو فذلك كانت احدى عاداته عندما يدخل المطبخ، لتخطو بخطوات حثيثة و بحذر مبالغ به الى باب الشقة تحاول الفرار
ولكن خابت كافة امالها عندما وجدته موصود من الداخل بلمفتاح
تأفأفت هي بغيظ وظلت تحاول جذب الباب لفتحه لكن دون جدوى
متحاوليش يا ميوش مفيش خروج من هنا
هدر هو بتسلية بعدما شعر بها.

طالعته هي بغيظ وهي تضرب الأرض بقدمها وتهتف: انت ايه مبتفهمش بقولك عندي سفر ومعاد طيارة وبعدين انت ازاي تسمح لنفسك تجبني هنا وانا مش على ذمتك
ابتسم هو بمشاكسة وهو يرفع حاجبيه بمكر: أنا رديتك ليا على فكرة ومفيش سفر انسي ياحبي
لتهتف هي بشراسة وبعناد: وانا مش موافقة ومش هرجعلك مش بلعافية وهسافر وخلي ست نيرة بتاعتك تنفعك يا شوميييييي.

تقلصت معالم وجهه بضيق بعدما تذكر تمثليته الدرامية الذي حاكها ضدها وشعر بأنه تمادي كثيرآ بحقها و ظل يبرر لنفسه انها هي من دفعته لذلك، ولكن هو لايستطيع أخبارها الأن فهو يعلمها تمام المعرفة ستعاند وتتخذ ضده موقف عدائي وهو لا ينقصه الأن فليجعل كل شئ ياخذ مساره الطبيعي مع الوقت
لتهتف هي بأنفعال بعدما لاحظت شروده: انت يا دكتور سرحت في ايه انشاء الله اوعي تكون وحشتك وبتفكر تجري عليها مهو دة اللي ناقص.

ابتسم هو بأتساع بعدما شعر بغيرتها الواضحة وهمهم بعبث: يظهر انك بتغيري منها كتير
رفعت جانب فمها بأمتعاض وردت بأستنكار وهي تضع يدها بخصرها بغيظ: انا لالالالالا طبعآ انت بتهزر
انا مستحيل أغير من المايعة دي بصراحة ذوقك مسهوك اوي زيك
ردد كلمتها بذهول وهو يقترب منها بخطوات بطيئة أرعبتها: انا مسهوك، متأكدة
أمأت له بتأكيد وبلامبلاااه.

ليباغتها بمحاوطته لخصرها بقوة ويقترب من وجهها بشكل مربك للغايه ويهمهم امام شفاهها: تحبي أثبتلك العكس ياحبي
ابتلعت ريقها ببطئ شديد وتعالت انفاسها وظلت عيناها منحصرة عند فمه ليشدد هو من محاصرته لها ويجذبهاأكثر اليه بشكل خطير لتستند هي على صدره براحتيها وترفع نظراتها الضائعة اليه، ليهمس هو من جديد وهو يقترب ببطئ من ثغرها: انا شايف ان دة اتهام خطير ولازم أثبتلك العكس بطريقتي وخصوصآ انك وحشتيني اوى.

لتغمض هي عيناها بعدما داعبت كلماته كافة حواسها، ليحمسه ذلك كثيرآ ويجعله يقترب أكثر
وان كادت ان تتلاحم شفاههم تمتمت هي بصوت ضعيف وهي تدفعه بصدره برفق: انا جعانة
أغمض عينه بقوة وابتعد عنها وهو يحاول ان يتمالك نفسه من جديد ويتحكم بثورته ليوليها ظهره ويتمتم بأنفاس ثائرة: وقت أكل دة، دة انتي فصيلة تعالي ورايا على المطبخ يا أخرة صبري
لتتبعه هي بخطوات واسعة وهي تستمتع برائحة الطعام التي تسللت إلى انفها.

تدلي الدرج وان كاد ان يغادر استوقفته هند بنبرة حادة متهكمة
رايح فين أكيد هربان علشان متبررليش عملتك السودة
تنهد هو بضيق وعاد ادراجه من جديد وأقترب منها وهدر بثبات: امي انا اتجوزت معملتش حاجة غلط ومش مضطر ابررلك حاجة
هتفت هي بعدم رضا: يعني يوم ما تفكر تتجوز تكون وحدة زي دي،
انا مستحيل أقبل بكدة، البنت دي مستحيل تتنسب لأسم العزازي انت فاهم.

فرك ذقنه بهدوء ورد بنفاذ صبر: امي جوازي منها مؤقت انا بس اتجوزتها علشان الحق سمعتي وأمحي وصمة العار اللي اضافت في تاريخي انتي عارفاني يا أمي وعارفة طبعي، واظن انتي كمان الموضوع هيفرق معاكي علشان شكلك الأجتماعي ميتأثرش
لتهتف وهي تكتف يدها على صدرها بعدم رضا: جوازك منها مش هيغير حقيقة انها بنت مش كويسة وسمعتها بطالة، دة بلعكس ممكن يزود الأمر سوء.

رد هو بعقلانية وبنبرة واثقة: متقلقيش انا هكذب كل اللي اتقال عليها وهقول ان اللي قالو عنها الكلام دة أعداء ليا وعيزين يضرو سمعتي، وصدقيني الناس وقتها هتصدق
تنهدت وهتفت بغيظ: خلاص يبقي تشوفلها مكان تاني وتطلقها لما الموضوع يهدى
أمأ لها وهدر برزانة: مينفعش اقعدها في حتة تانية، لازم تبقي موجودة في المكان اللي انا موجود فيه علشان الموضوع يبقى مقنع أكتر.

هزت رأسها وهتفت بتهكم وبنبرة يشوبها الشك: مش عارفة ليه حاسة انو مش سبب كافي لجوازك منها، وان في سبب أقوى من كدة خلاك تتجوزها، انا عارفاك كويس وعارفة طبعك زي طبعك ابوك الله يرحمه مبتتهونش في الغلط، الفرق الوحيد اللي بينك وبينه انو هو كان قاسي وعمر ما الحب عرف طريق قلبه.

نظر لها هو بضيق وهو يتذكر ما عانته أمه، فنعم ابيه كان حاد الطباع كثيرآ، وصارم في كافة قراراته ولا يقبل الحياد ابدآ و كان دائمآ يخص والدته دائمآ بلقسوة فهو كثيرآ ما كان ينهرها امامه ويتعمد اهانتها، ولكن برغم من ذلك تحملت وكانت تخبره دائمآ انها تفعل ذلك من أجله هو
ليهمهم وهو يدعي الثبات و يتعمد ان يخفي عنها: مفيش اسباب تانية، وصدقيني انا هطلقها بس مش دلوقتي.

امأت له بتفهم وظلت تفكر بمكر بكونه يخفي شئ، لكن عزمت أمرها ان تكتشفه بنفسها، ليبتسم هو بهدوء ثم قبل جبينها بخفة وانصرف بخطوات صارمة وهو يتمني من كل قلبه ان لايكون لوالدته صلة بشكوك عمه.

ظلت تتناول الطعام بشهية كبيرة حتى انها افرغت معظم الأطباق من محتوياتها ومع كل لقمة تلوكها بفمها تصدر تلك الأصوات المستمتعة التي كادت ان تصيبه بلجنون
ليهتف بخفة وهو يطالعها بتسلية: يا ساتر يارب اول مرة اعرف انك مفجوعة دة فاضل شوية وتاكلي دراعي
تأفأفت مي وردت بتذمر طفولي: اففففف يعني بلاش أأكل ولا ايه مش كفاية انك قاعد بتتفرج عليا وانا سكتالك؟

أبتسم هاشم على طريقتها وهدر بمشاكسة: اولآ انا اتفرج عليكي براحتي ومتقدريش تمنعيني
ثانيآ بقي ودة الأهم انا بهزر انا عيزك تاكلي كويس علشان أبني اللي في بطنك، بس وحياتك، ليا رجاء، بلاش أصوات وانتي بتاكلي علشان انا أعصابي باظت
رفعت جانب فمها بأمتعاض وقالت بأعتراض وهي تعانده بعدما تفهمت معزى حديثه: براحتي والله انت مش هتفرض عليا كمان أأكل ازاي، وبعدين مين قال انو ولد انا عايزة بنت شبهي.

ابتسم هو بسمة مهلكة لقلبها وهمهم بنبرة عاشقة وهو يتفرس بملامحها: بنت ولد كل اللي يجيبو ربنا كويس أهم حاجة انهم هيبقو منك انتي، ويارب يبقو شبهك يا ميوش.

ابتلعت الطعام الذي كان بفمها ببطئ شديد وبصعوبة بالغة بعدما أصابتها كلماته بجفاف حلقها لينتابها نوبة من السعال المتكرر ليسرع هو اليها ويناولها كوب الماء الموضوع أعلى طاولة الطعام ويجثو مقابل لها والقلق يغزو ملامحه، لتتناول هي بعض من الماء ويهدء سعالها تدريجيآ ليهمهم هو بقلق وهويزيح خصلاتها المتناثرةخلف اذنها: بقيتي احسن
أمأت له بضياع وهمهمت بتوتر: انا كويسة متقلقش.

ابتسم لها بهدوء وتمعن بملامحها بعشق وهو مازال على جلسته امامها
وتمسك بيدها وهمهم بوله تام وهو يتوسلها: علشان خاطري بلاش تبعديني عنك انتي عارفة اني بحبك، وكان غصب عني، انا راجل وكان صعب اتقبل مجرد الشك انك على علاقة براجل غيري، أعذريني وسامحيني وخلينا نبدء من جديد
تمتمت هي بعدم أقتناع وبنبرة يشوبها الضيق: انت جرحتني وشككت في أخلاصي ليك، وكسرت قلبي لما معداش وقت ولقيتك مع وحدة غيري واخدة مكاني.

ليهدر هو بثقة وبنبرة صادقة حنونة نابعة من صميم قلبه: متخلقتش اللي تقدر تاخد مكانك في قلبي، ربنا يعلم اني عمري ما حبيت ولا هحب حد زيك، انتي الوحيدة اللي دخلتي قلبي واتربعتي جواه وهيفضل دة مكانك لأخر نفس فيا
غامت عيناها تأثرآ بحديثه الذي اصاب اوتار قلبها بأرتجافة قوية ولكنها لن تستسلم بتلك السهولة لتهمهم بأصرار بعدما أستعادة رباط جأشها: سبني اسافر واوعدك اني عمري ما هحرمك من ابنك او بنتك.

انا محتاجة ابعد يا هاشم أفهمني
هز رأسه بنفي قاطع ونهض بقوة وهو يهدر بعصبية وانفعال بوجهها بعدما أشعره أصرارها بغضب جامح: مش هيحصل على جثتي لو سافرتي
انا معنديش استعداد أخسرك و
ما تطرنيش أعمل حاجات تضايقك
نهضت هي ايضآ ووقفت مواجة له وهتفت بعناد وهي تشهر سبابتها امام وجهه بتحذير: مش هتقدر تعمل حاجة، وحتى لو ما سافرتش مش هرجعلك يا هاشم نجوم السما أقربلك.

ليضرب الطاولة امامه بقبضته بقوة أجفلتها وهدر بنبرة غاضبة يشوبها الوعيد: انتي اللي جبتيه لنفسك و أعملي حسابك مفيش خروج من هنا لغاية معاد ولادتك، ووريني بقي هتعملي ايه
لينسحب من امامها بخطوات غاضبة ويغادر، وقبل ان تلحق به أستمعت الى صوت حركة أدارت المفتاح بباب الشقة دليل على أغلاقه له وتنفيذه لوعيده.

في شركة العزازي.

باشر هو بعض من الأمور المتعلقة بالعمل وعند انتهائه رفع سماعة الهاتف وطلب من أكرم الحضور اليه ليشرد بعدها دون ارادة بها وحين تذكر قسوته معها بلأمس لايعلم لما أصابه الضيق، وما ذاد الأمر عليه سوءآهو تذكره لهيأتها المزرية بلأمس ونحيبها المتواصل أثناء نومتها بلأرض، لينفض افكاره ويهز رأسه بقوة كأنه سينفضها هي من عقله وظل يقنع نفسه ويسمم افكاره بكونها تستحق وربما أكثر، جزاء فعلتها، فلن يشفق عليها فهي بنظره تتصنع كل ذلك لتؤثر عليه.

قطع شروده دلوف أكرم له وهو يهتف: خير يا صقر تأمرني بحاجة
اجابه صقر بهدوء: ايوة يا أكرم عايزك تجمعلي شوية صحفين علشان عايز أصرح عن خبر جوازي
ردد أكرم كلمته بعدم تصديق وبنبرة متوجسة: نعمممم جوازك ازاي يعني مش فاهم
أبتسم صقر بهدوء وأخبره: متستغربش ومتزعلش اني مقولتش ليك بس كل حاجة حصلت بسرعة
ليباغته أكرم بتسأل: وياتري بقي مين سعيدة الحظ؟
ليغمض عينه ويحل رباط عنقه بأنفعال و هو يهدر بأسمها بضيق: فتون.

فغر أكرم فمه بعدم تصديق وتمتم بتقطع: لأ، بتهزر، مش معقول لازم تحكيلي كل حاجة
أمأ له صقر بأنصياع وأخبره بجدية: هحكيلك متقلقش بس الأول نفذ اللي قولتلك عليه وياريت يبقي النهاردة
هز أكرم رأسه بطاعة ثم انصرف لينفذ أمر صديقه برحابة صدر.

كانت مازالت هي تغط في سبات عميق اثر ارهاقها، الى ان اندفع الباب بقوة وتقدم هند منها وهي تهتف بسخط: والله عال، لسة نايمة لغاية دلوقتي، انتي فاكرة نفسك جاية تستجمي هنا ولا أيه
نهضت هي بذعر بعدما اجفلها دخول هند المباغت لها
لتهمهم بحرج وهي تفرك عيناها لتزيح اثار النوم عنها: اسف يا أمي بس كنت مرهقة جدآ ومقدرتش أصحي بدري
امتعضت ملامح هند بشدة وهدرت بشمئزاز: اوعي تقوليلي الكلمة دي تاني انتي فاهمة.

قوليلي يا هند هانم زي ما الخدم بينادوني
أطرقت هي رأسها بلأرض بحرج وهمهمت بطاعة: حاضر يا هانم
لتأمرها هند بحدة وهي تشملها بتعالي: من النهاردة مسؤلية الجناح بقت بتاعتك، تنظفيه اول بأول مهو أكيد مش هنقعدك ونخدمك كمان، كفاية ان أبني لمك من الشوارع
أمأت لها فتون وهمهمت بطاعة: حاضر تأمريني بحاجة تانية.

لترفع هند عيناها الى سقف الغرفة بعدم رضا وتهدر بخبث: أسمعي النجفة دي مش عاجباني حاساها فيها تراب ياريت تعمليها اول حاجة
أمأت لها بطاعة وهمهمت بحرج: انا هنفذ اوامر حضرتك بس مش هعرف اتحرك بلفستان دة وللأسف نسيت أجيب هدوم معايا
اجابتها هند بغطرسة: مليش فيه اتصرفي.

وبعد عدة دقائق أحضرت فوزيةكبيرة الخدم اليها ادوات التنظيف وسلم خشبي ليسهل عليها الوصول لتلك النجفة الكرستالية اللامعة التي تقسم انها تري انعكاس صورتها بها من شدة نظافتها، عن اي غبار هي تتحدث لكنها انصاعت لها وصعدت على السلم بحذر وبصعوبة بالغة وهي تتفادي ان تتعثر بطرف فستانها وظلت تباشر ما طلبته هند منها ولكن ما أثار دهشتها هو وقوف هند تطالعها بنظرات خبيثة لا تعلم المغزى منها بعدما أمرت فوزية ان تنصرف.

وبعد عدة دقائق وان كادت ان تنتهي شعرت بأحد يدفع السلم بها بقوة، لتشهق بذعر وقبل حتى ان تنظر للأسفل كانت قد سقطت على ظهرها وسقط السلم معها لكن من حسن حظها الغير معتاد، لم يسقط عليها و سقط بجانبها
تأوهت هي بقوة وظلت متمسكة بظهرها، وهي تأن من كثرة الألم
لترمقها هند بتشفي وتخبرها بنبرة خبيثة: بسيطة قومي وبلاش دلع
هزت فتون رأسها بضعف وهمهمت وهي تقاوم رغبتها بلبكاء: مش قادرة أقوم ظهري واجعني اوي.

لترد هند بمكر وهي تحاول سبر اغوارها لتتأكد من شكوكها: اوعي تكوني حامل، أصل وقعة زي دي ياحرام أكيد هتسقطك
وعندها، لم تستطيع فتون كبح دمعاتها أكثر فهي تفهمت الأن لما دفعتها وتعمدت ان توقعها
لتسألها من جديد ولكن تلك المرة بوضوح أكثر وبنبرة لئيمة: ردي عليا حامل ولا مش حامل مهو أكيد في سبب قوي يخلي ابني يتجوز منك، قولي وخلصيني
هزت فتون رأسها بنفي قاطع ووضعت يدها على عيناها بضعف وظلت تبكي بحرقة مريرة.

لتزفر هند بأرتياح فلو كانت أصابت شكوكها كانت سوف تسعي بكافة الطرق للتخلص من حملها ومنها
في تلك الأثناء هرولت فوزية إلى غرفة محمد العزازي بعدما شاهدت كل ما دار خلسة
لتهتف بتوسل بعدما فتح لها الباب: الحق يا بيه الله يخليك هند هانم مستفرضة بلبنت المسكينة اللي تحت
ليندفع هو بكل سرعته الى عندها، وعندما وصل اجفله ما رأه
ليهتف بقلق وهو يجثو بلأرض
ليطمأن على فتون: ايه اللي حصل يا بنتي ردي عليا.

أمأت له فتون وأخبرته بضعف وهي تتحامل على نفسها وتكبح دمعاتها وتحاول النهوض: محصلش حاجة يا عمو انا اتكعبلت في الفستان وانا بنظف النجفة
ليوجه حديثه لهند بحدة وبنبرة قوية وهو يسند فتون ويوصلها الى الفراش يجلسها عليه: عملتلها ايه حرام عليكي ليه مفيش حد بيسلم من اذاكي، اكيد انتي اللي أمرتيها بكدة صح
اجابته هند بغطرسة: وفيها ايه يعني لما تساعد الخدم وتعمل بلقمتها، مفروض تحمد ربنا اننا لميناها من الشوارع.

لينهرها محمد بغضب وبصوت جهوري: قسمآ بالله يا هند لو مسبتي البنت في حالها لكون قايل ل صقر ومخليه هو اللي يتصرف معاكي، وانتي عارفة ابنك كويس ميتهاونش في اللي يخصه
حانت منها بسمة هازئة وأستأنفت ساخرة: انت قولت بلسانك اللي يخصه، وأكيد الجربوعة دي متخصهوش في حاجة لانه هو بنفسه قالي كدة، ريح نفسك انت يا محمد ومتدخلش انا بعرف اتعامل مع الأشكال دي كويس.

لتنسحب من امامهم بخطوات منتصرة وعلى ثغرها بسمة خبيثة متشفية
أطرقت فتون رأسها بلأرض وهي تشعر بلقهر ولم تنبت ببنت شفة
ليهمهم محمد بحنان وبنبرة يشوبها الأسف: حقك عليا انا يا بنتي اوعدك هخدلك حقك منها بس انتي متزعليش، وقوليلي حاسة بأيه انا هجبلك دكتور
هزت رأسها برفض واخبرته بنبرة ضعيفة: ملوش داعي انا كويسة شكرآ ليك ولمساعدتك ليا.

ليحتضنها محمد بحنو شديد وهو يشعر ان قلبه يعتصر من الألم وعندما وقعت عينه على طاولة الطعام فصل العناق ونهرها برفق: كدة يا بنتي مأكليش حرام عليكي نفسك، قومي يلا أغسلي وشك وتعالي، علشان انا هفطر معاكي
لتنصاع له وتنهض تتوجه الى المرحاض وهي تتحامل على نفسها وتتعمد ان تخفي ملامحها المتألمة امامه
ليأمر هو احدى الخدم بتنظيف الفوضى التي حدثت بلغرفة ويجلس ينتظرها.

وبعد عدة دقائق جلسو سويآ يتناولو الطعام معآ وهم يتبادلون اطراف الحديث بأستمتاع، ولكل منهم افكاره الخاصة، فكانت هي تفكر في كم الطيبة والحنان الذي يغدقها بها وتستغرب كثيرآ شعورها بلألفة والراحة تجاهه، اما هو فكان يشعر بيقين أحساسه من نحوها وبكونها أبنته وقطعة من محبوبته الغالية التي فقدها.

تعالى رنين هاتفه بالحاح ليتناوله ويجيب بسأم بعدما شاهد رقم ذلك الصحفي الذي ساعده من قبل
أكمل: خير، عايز ايه؟
الصحفي: يا فندم عندي معلومة ومعرفش هتفيد حضرتك ولا لأ
أكمل: اتكلم معلومة ايه؟
الصحفي: يافندم صقر العزازي عامل مؤتمر صحفي علشان يصرح بخبر جوازه من البنت نفسها اللي نشرنا صورها معاه، وهيكذب فيه كل اللي اتقال عنها انا لسة عارف حالآ من مصادري وحبيت أقولك.

ليغلق أكمل الخط و تراوده الكثير من الشكوك واولها ان صقر فعل ذلك لينتقم منها ودون ادني تفكير حاول النهوض بصعوبة بالغة وهو يتحامل على نفسه ليذهب اليه لكن تفاجأ بدخول هاشم ونهره له بقوة:
انت قمت ليه تاني مش هترتاح غير لما تموت نفسك، رايح فين يا جبلة
ليخبره أكمل بأصرار: هروح لصقر لازم يعرف كل حاجة ومش هينفع اسكت اكتر من كدة
رد هاشم بجدية: احنا مش اتفقنا لما تخرج من هنا وتشد حيلك ايه اللي جد.

أكمل بتقريع ضمير وبنبرة يشوبها الضيق: اتجوزها يا هاشم وانا متأكد انو عمل كدة علشان ينتقم منها انا لازم الحقه
هتف هاشم بحدة: مش هينفع تتحرك يا أكمل انا هروحله وهحكيله بس انت ريح الله يخليك
ومتتعبش نفسك
ليجلس أكمل بتهاون من جديد ويقول بنبرة متألمة: يارتني موتت ولا أني اذيت كل اللي حواليا كدة.

لينهره هاشم من جديد: اتهد بقي وبطل كلامك دة، بعد الشر عليك، قولتلك هنصلح كل حاجة بأذن الله متقلقش انا هروحله ويارب القيه في الشركة ريح انت عقبال ما أرجعلك
امأ له بضعف وشعور الندم يطغو على ملامحه لينصرف هاشم ويتركه يأنب ذاته من جديد على كل افعاله المشينة.

في شركة العزازي بعد ساعتين
دخل أكرم اليه بهدوء وأخبره
برسمية: نفذت اوامرك يا صقر والنهاردة بليل كل حاجة هتم زي ما انت عايز
أمأ له صقر بأمتنان وهتف وهو ينهض عازم الخروج: شكرآ يا أكرم انا هروح القصر أحاول انام شوية قبليها
تردد أكرم قليلآ ثم اخبره بتوجس: استني أصل هاشم برة وعايز يقابلك بيقول موضوع مهم
ضيق عينه بتفكير وقال بجدية: عايز ايه هاشم مقالكش
أكرم: لا متكلمش في حاجة غير انو لازم يقابلك ضروري.

عدل هيأته قليلآ ثم جلس خلف مكتبه بوقار وأخبره برزانة: دخله لما أشوف عايز ايه؟
امأله أكرم بأنصياع وانسحب وبعد دقيقتان دخل هاشم اليه وهو مطرق الرأس وملامح الأسف مرتسمة على وجهه ليهدر صقر: اتفضل اقعد يا هاشم خير اوعي تكون جي علشان تدافع عن أكمل وتبرر موقفه.

جلس هاشم مقابل له وقال مستنكرآ: لأ، انا مش جي علشانه ادافع عنه، وعلى فكرة انا مكنتش أعرف اللي هو عمله غير من أكرم ولو كنت عرفت قبليها كنت عارضته ومنعتو انت عارفني يا صقر انا مبعرفش اضلل الحق ولا يرضيني اللي حصل
اجابه صقر بجدية: لو مش جي علشان أكمل، جي ليه؟ خش في الموضوع علطول
رد هاشم موضحآ: انا جي علشان، فتون.

أغمض عينه بقوة وحاول جاهدآ ان يتغاضى عن صرخات قلبه من مجرد سماعه لأسمها وهتف وهو يدعي الثبات: وانت ايه علاقتك بفتون
اجابه هاشم وهو يدلك رقبته برفق كعادته عندما يتوتر: أعرفها يا صقر ويمكن كمان أكون انا السبب فأختيار أكمل ليها بس والله العظيم مكنتش أقصد ولا أعرف للي بيخططله
زفر صقر بنفاذ صبر ورفع نظراته بسأم ثم باغته بقوة: انا مش فاهم حاجة انت جي تقول الغاز ياريت توضح.

ليجيبه هاشم بتوتر بعدما أجفلته ردت فعله: هوضحلك كل حاجة وهحكيلك من الأول خالص بس انت بلاش تتعصب وأسمعني
تنهد بعمق بعدما أشعل سيجاره وأمأ له بعينه يحثه ان يتحدث.

ليبدء هاشم في قص كل شئ بدايتآ من ذلك اليوم المشؤم: بدئت الحكاية لما خدني معاه المخزن المهجور بتاعه لقيته هناك مربط بنتين ونازل ضرب فيهم ولما حاولت امنعه يأذيهم قالي ان وحدة فيهم سرقته وضحكت عليه ولما ضغط على البنت وهددها انو مش هيمشيهم غير لمااااااا، ليتحمحم بحرج ويتلعثم
ليزفر صقر بنفاذ صبر ويهدر بعصبية: فهمت قصدك خلصني انا مالي ومال كل دة.

هتف هاشم بأندفاع وهو يحاول تجنب غضبه: استني بس ياصقر هتفهم سبني اكمل كلامي
صقر بضيق: اتفضل كمل وخلصني
ليستأنف هاشم: بعد تهديده ليهم البنت الصغيرة اعترفت انو ابوهم هو اللي سرقه بس هو مكتفاش بكدة، مضة البنت على وصلات امانة ولولا ضغطي عليه مكنش مشاهم بعدها
ليستأنف بخزي وشعوره بلذنب يؤرقه وهو منكس رأسه: يمكن اكون انا السبب لما قولتله ان البنت دي هي نفسها اللي جبتهالي المستشفي من ثلاث سنين.

ليسكن الجحيم عين صقر وينهض من جلسته ويقبض على تلابيبه بعدما رفعه لمستواه ويهدر بعدم تصديق: البنت دي كانت فتون مش كدة
أمأ له هاشم بنعم وقال يحاول ان يخفف حدة الموقف: والله ياصقر مكنتش اعرف انو خطط لكل دة غير لما أكرم قالي
ليدفعه يجلسه من جديد وهو يحاول تهدئه ثوران انفاسه الغاضبة ويأمره بحدة: كممممممل
أسترسل هاشم: فتون هي اللي حاولت تقتله
عقد حاجبيه بعدم تصديق وانفاسه تعالت من جديدبغضب جامح.

ليستأنف هاشم: انا سمعتهم بيتكلمو ليقص عليه كل ما دار بين أكمل وفتون بلمشفي وعند انتهاءه أخبره بمغزي: البنت مظلومة ياصقر هي ضحية الظروف وأكمل هو اللي خطط لكل حاجة اديها فرصة تانية وبلاش تأذيها، وعلي فكرة أكمل بنفسه كان عايز يجيلك ويعترفلك بكل حاجة بس انا منعته علشان ظروفه الصحية صدقني أكمل ندم واتكسر بعد اللي حصل انا جيت أقولك وأخلص ضميري من ربنا والقرار ليك في الأخر وعند أخر كلمة تفوه بها رفع نظراته له وهو يطالع هيأته بتوجس و يتمني من كل قلبه ان يكون قد أقنعه ولو قليلآ.

اما عن صقرظل يعدو ذهابآ وايابآ كليث جريح يحاول ان يعاند الموت وكل حرف تفوه به هاشم يتكرر برأسه
فرك وجهه بيده بعنف ثم زفر الهواء دفعة واحدة يحاول ان يهدء من غضبه الذي يتملك منه
ليصيح بنبرة جهورية بأندفاع: حتي لو مظلومة ومأذتنيش وكانت مضطرة دة ميبررش انها شريفة انا شفتها مع فهد، وأكمل قالي انو رماها ليا بعد ما زهق منهاو قالي انها، ليصمت بخزي بعدما عجز لسانه عن التفوه بذلك اللفظ البذيئ.

ليرتمي على الكرسي المقابل له بضياع وهويضع رأسه بين يده بقلة حيلة وغمغم بضيق وبقلب انشطر من الألم: مش هقدر يا هاشم أقبل فكرة ان في غيري لمسها، غصب عني انا راجل ومن حقي الست اللي اختارها وتبقي شريكة حياتي ابقي انا أول راجل في حياتها
هاشم بتأثر وهو لا يعلم بما يبرئها من ذلك ايضآ: بس انت اتجوزتها خلاص، و بتحبها وهي كمان بتحبك لو تسمع كانت بتتكلم عنك ازاي هتعرف انا أقصد ايه.

فتون ضحية يا صقر وكل حاجة اتفرضت عليها، اديها فرصة تانية
هز رأسه بنفي قاطع ووهو يحاول ان يصيغ الأمر لعقله لكن عقله اللعين يأبي الانصياع او الاستيعاب فامثله مثل كل الرجال في مجتمعنا الشرقي وليهمهم مستنكر: انا اتجوزتها علشان سبب تاني مختلف، مش علشان بحبها، وجوازي منها بشكل مؤقت وعلى الورق بس مش زي ما أنت فاهم.

ليخبره هاشم قبل ان ينصرف: على العموم مهما كانت أسبابك انا عملت اللي عليا وخلصت ضميري والقرار ليك يا صقر ياريت متتسرعش وتظلمها زيهم
ليتطلع صقر لاثره بحزن وبملامح منكمشة متألمة وهو يحاول يعيد النظر بشأنها.

على بعد مسافة قريبة من قصر العزازي كان يقف هو بهيأته المقيتة وهو يتحدث مع أحد رجاله بشر وبنبرة يشوبها الحقد: عملت ايه؟
ليخبره رجله بذعر بعدما تفحص المكان: اللي انت طلبته صعب يا معلم جمال، ازاي بس هندخل القصر بتاعه انت مش شايف الحراسة عاملة ازاي دة غير الكاميرات المرشقة فكل مكان
ليدفعه جمال بغل بصدره ويصيح بغضب: انت غبي ومتفهمش أكيد في طريقة، علشان توصلني لجوةو انتقم منه وأحرق قلبه.

لتلتمع عينه بلشر ويهدر بحقد وبنبرة متوعدة وهو ينظر إلى قصر العزازي القريب من مرمى بصره:
انا مش هيأس وهفضل قاعد هنا لغاية ملاقي فرصة مناسبة وساعتها وحيات ست البنات لكون حارق قلبه وذله زي ما زلني وعملني فورجة للناس وضيع هيبتي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة