قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثامن والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثامن والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثامن والعشرون

ظلت هي ملازمة للغرفة كما أمرها، حاولت الهاء نفسها بترتيب الغرفة ولكن رغم ذلك ملت كثيرآ، ابتسمت بأتساع عندما تناهي الى مسامعها طرقات خافتة علي باب الغرفة ظنآ منها انه هو قد عاد هرولت الى المرأه تطالع هيأتها برضا تام فكانت ترتدي فستان رقيق من اللون الفيروزى الذي لائم بشرتها كثيرآ، ورفعت خصلاتها على هيئة ذيل حصان، ولتخفي شحوب وجهها الملازم لها أضافت لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل التي وجدتها بحقيبة مخصصة لذلك داخل خزانتها التي تفاجأت كثيرآ عندما وجدتها جميعها تلائمها، ركضت إلى الباب وعلى ثغرها بسمة هادئة وحين فتحت تفاجأت بعمه يقف امامها وهو يبتسم لها بطيبة وحنان ليهدر هو: ايه يا بنتي كنتي نايمة ولا أيه؟

هزت رأسها بخفةواجابته وهي مازالت محتفظة ببسمتها: لأ ابدآ يا عمو انا صاحية من بدري
قال محمد بهدوءوبنبرة راجية: طب يا بنتي تعالي انزلي معايا ندردش شوية لغاية ما صقر يجي ونتغدا مع بعض
أطرقت رأسها بلأرض وتحمحمت قليلآ ثم قالت بحرج: أسفة يا عمو بس صقر قالي مخرجش من الأوضة وانا مقدرش أخالف كلامه
هز رأسه بتفهم وقال بترقب: ولا يهمك يا بنتي طب ينفع انا أقعد انا معاكي، ولا هضايقك.

هزت رأسها وقالت مرحبة به: لا ابدآ طبعآ يا عمو اتفضل دة انا زهقانة اوي وانت هتونسني
دلف هو وجلس معها وظلو يتسامرون ويتبادلو أطراف الحديث بأرياحية تامة
ليتحمحم هو ويسألها ذلك السؤال الذي يلح عليه منذ زمن بعيد: قوليلي يا بنتي هي كر، ليتحمحم بعدما تدارك انه كان سيزلف بلحديث ويخلف وعده ل صقر: أقصد والدتك اتوفت أمتى
أطرق رأسها بلأرض وأحتل الحزن معالم وجهها ثم أجابته: ماما كريمة اتوفت من ثلاث سنين ونص.

عند تفوهها بأسم محبوبته ابتسم رغم حزنه دون شعور لصدق حدثه نحوها وتسأل من جديد: اتوفت ازاي؟
أجابته هي بعيون غائمة وبحنين لذكري والدتها الراحلة: قعدت سنين تعبانة، ومكنش معانا حق العلاج ولما حالتها سأت اوي ابويا رماها في مستشفي حكومي ومقعدتش يومين فيها وكان ربنا أختار يريحها من الفقر والعذاب اللي كانت شيفاه
غامت عينه وشعر بوخز بصدره من شدة تألمه على محبوبته الراحلة وظل صامت لعدة ثواني حدادآ عليها.

لتباغته فتون بقلق: خير يا عمو مالك انت تعبان
رتب على يدها بحنان وأجابها بود: سلامتك يا بنتي انا مبسوط اوي ان ربناجعل صقر من نصيبك، وكرمنا بيكي علشان تونسيني، أصل من ساعة فدوة ما سافرت وانا علطول قاعد لوحدي، و صقر ربنا يكون في عونه علطول مشغول وهند كمان مش بتقعد علطول مع أصحابها.

ابتسمت هي بود وأحتضنته وهي تقول بخفة: على فكرة بقى انت راجل طيب اوي وانا حبيتك من اول ما شفتك ولو مكنتش مرتبطة، كنت طلبت ايدك واتجوزتك بدل صقر
بتعكسي الراجل عيني عينك كدة
يا حرمي المصون وتبعيني
هدر هو بها بخفة غير مسبوقة بعدما شاهد عناقهم الذي أثر به وأشعره بأن حدث عمه بمحله
انتفضت هي بقوة بعدما فصلت العناق وتلعثمت وهي تفرك يدها بتوتر: انا، انا كنت...

ابتلعت باقي كلماتها عندما فاجأها بوضع يده على منكبيها وقربها منه، ليهتف هو بخفة غير مسبوقة و يوجه حديثه ل عمه قاصد ان يخفف عنه ولو قليلآ: يعني أغيب شوية أرجع الاقي بوس وأحضان من ورايا
عضت فتون طرف شفاهها بقوة ورفعت نظراتها اليه بذهول وهي متوجسة خيفة ان يكون قد فهم الأمر بشكل خاطئ.

ليرد عمه بود: ربنا يهنيكم يا أبني، دي لو لفت الدنيا مش هتلاقي أحسن منك، وبعدين دي بنتي أحمحم، أقصد زي بنتي عن اذنكم بقي هروح أريح شوية قبل ميعاد الغدا
ليهتف صقر وهو يرمقها بهدوء: انا وفتون هنزل نتغدا معاكم
أمأ له بهدوء وأخبره بأمتنان: ياريت يا أبني نفسي تجمعو حوليا
أمأ له صقر بود، لينسحب هو بهدوء من الغرفة ويغلق خلفه الباب
لتستدير هي في مواجهته وتهمهم بتوجس: صقر انا كنت بهزر واللهي.

ابتسم هو ساخرآ من ردة فعلها فهو يعلم فيما تفكر ليرد: وانا كمان كنت بهزر ومتقلقيش انا مش بلغباء دة
أطرقت برأسها وهمهمت بترقب: يعني انت بتثق فيا؟
زاغت نظراته لوهلة لم يعلم بيما يجيبها وخاصتآ ان قلبه يصرخ بين ضلوعه ويخبره كفى، ليتلعثم قليلآ ثم يجيبها بثبات: انا قولتلك قبل كدةأني مبحبش الغلط ومن وجهة نظري بشوف ان إلى اتبني على الكدب بيفضل طول عمره اساسه خايب، فاكرة الكلام دة ولا نستيه يافتون؟

اجابته هي بتأكيد وهي تذكره ايضآ: لأ منستش وعمري ما نسيت كلمة قولتهالي، بس أفتكر كمان انك قولتلي انك بتسامح بس عمرك ما بتنسى وان دة بيبقي أستثناء للناس العزاز عليك ويهموك بس ومتهيألي انا واحدة منهم مش كدة يا صقر.

نظر لها نظرةعميقة لم تفهم المغزى منها ثم كور قبضة يده بقوة حتى نفرت عروقه يحاول ان يتمالك أعصابه ولاذ بلصمت، فهي محقة هو تفوه بذلك سابقآ ونعم هي فاتنته مالكة قلبه منذ الامد ونعم يهمه أمرها وكثيرآ
رفعت نظراتها الغائمة اليه وتمتمت بضيق وبنبرة متقطعة متألمة بعدما طال انتظرها لرده:
سكوتك دة معناه، لأ، صح يعني انت، مش بتثق فيا، ولا يهمك أمري، ومصدقتنيش
ولا ممكن تسامحني...

لتنسلت دمعاتها وتستأنف بقهر وهي ترفع يدها بحذر وتحتضن وجهه وتسلط نظراتها داخل عينه تستعطفه: يعني هتسبني، زي ما قولتلي، انا مش هعرف أعيش من غيرك يا صقر علشان خاطري بلاش تبعدني عنك
زفر بقوة وتعالت أنفاسه بشكل ملحوظ ولكنه ظل يجاهد ليبقي على ثباته و لا يتأثر بحديثها
وهدر: الزمن كفيل يغير كل حاجة يا فتون.

أقتربت من وجهه وأسندت جبهتها على خاصته وهمهمت من بين دمعاتها وبنبرة متألمة تتوسله: مفيش حاجة هتتغير يا صقر بلنسبالي لأخر يوم في عمري هفضل أحبك، قولي يا صقر انك انت كمان بتحبني زي الأول، قولي انك سامحتني ونسيت كل اللي فات، اتكلم يا صقر قولي حاجة تريح قلبي
بلاش تقسى عليا، انا محتجالك.

مد يده وأحتضن أسفل رأسها برفق وظل يخلل أنامله بخصلاتها الحريرية بحركات حسية لم يتعمدها أرجفتها وقال بصعوبة بالغة و بأنفاس ثائرة من تأثيرها عليه:
فتون بلاش تصعبي الأمور عليا انا مش هع...

كتمت كلماته الطاعنة لها بفمها بعدما بادرت هي بقلة حيلة وأطبقت بشفاهها بقوة على خاصته وقبلته بجهل تام دون ان تدع له المجال ان يعترض، فهي يأست من أقناعه، وقررت ان تثبت له عكس ظنونه، فهو بلأخير زوجها ويحل له ذلك، في بادئة الأمر كان مشدوهآ من مبادرتها وكاد يدفعها عنه، لكن دون ادني تفكير وكأن عقله مغيب و توارى خلف قلبه وأذن له و دون وعي وجد نفسه يبادلها قبلتها التي شعر بمدي جهلها وعدم قدرتها على قيادتهاوتعمق بها أكثر فا أكثر، فقد قبلها بنهم شديد وكأن حياته تعتمد على ذلك، لتمد هي ذراعيها وتحاوط رقبته وتبادله على أستحياء، ليدفعها بتعجل ويسند ظهرها على الحائط ويضغط جسده على خاصتها بتملك شديد وهو يتفرس بها أكثر وحين انحصر الهواء من رئتيهم وشعورهم بلأختناق وبرغم ذلك لم ينفصلآ وظلت شفاههم متلاحمة بتلهف وشغف لا مثيل له وكأنها حرب ضارية لن تنتهي الا بنهاية أحدهم، وقبل ان تستوعب الأمر وجدت نفسها بين ذراعيه ويتوجه بها الى الفراش دون ان يفلت شفاهها ويتشارك معها أنفاسها، وحين مددها ونزع عنها ملابسها، لثم كل أنش بجسدها بأستمتاع تام وتلهف شديد، لتتعالى اناتها و تهمس بتخدر كي تنبهه: ص. صقر، استني.

وكان ذلك لم يزيده الا رغبة بها ليكتم اناتها بفمه ولا يكترث لهمهماتها و يغوص معها في بحر العشق دون ان يعير أهتمام كونها لم تبحر من قبل وان ذلك مرتها الأولى.

ظل ملازم غرفة شقيقته لم يخرج منها منذ عودته من المقابر وهو يأنب نفسه
لتدلف اليه والدته وتقول بحنان: هتفضل كدة يا حبيبي مش هترتاح من ساعة ما جيت وانت قاعد هنا. علشان خاطري يا أكمل ما تعملش فيا كدة انا مليش غيرك
ليهمهم هو بضعف: أمل كانت متجوزاه يا ماما عرفي.

وكانت بتحبه وهو كمان كان بيحبها، يعني أختي مفرطتش في نفسها زي ما أنتي مفكرة انا عارف انها غلطت علشان جوازها من ورانا بس متهيألي انو أهون بكتير من انها تكون غلطت من غير جواز
لتجيبه ثريا بحزن: ربنا يرحمها يا حبيبي ادعيلها مفيش حاجة بأيدينا غير ندعيلها وندعي ربنا يصبرنا على فراقها.

ليهمهم هو بحزن وبملامح ممزقة: أدعيله هو كمان يا ماما يصبره على فراقها ويشفيه، انا اول مرة احس أني ندل وجبان ومعملتش حاجة علشانهاوأستاهل كل اللي بيجرالي.

لما اتكلمت معاه وشفت حزنه وأخلاصه ل أمل عرفت يعني ايه حب وتضحية، وغصب عني لقيتني بقارن نفسي بيه، انا كنت غبي اوي يا ماما، يمكن لو يرجع بيا الزمن كنت غيرت حاجات كتير، انا أكتشفت أني عمري ما ضحيت علشان فدوة انا كنت عايز كل حاجة انتقم وترجعلي وكمان تسامحني على ندلتي معها
بس انا مش هعترض على قضاء ربنا، وعمري ما هعترض طريقها ولا هحاول افرض نفسي عليها...

ليستأنف بذعر وبعيون غائمة وبنبرة ممزقة: بس انا خايف، خايف، خايف متحملش أشوفها مع راجل غيري.

لتجيبه والدته بحنان وهي تحتضنه بحنو وترتب على ظهره: انا متأكدة انها لسة بتحبك، دي كانت هتتجن عليك وانت في المستشفى، بس يمكن لسة كرامتها وجعاها علشان سبتها يوم فرحكم، الست مننا لما الراجل بيخزلها، بتحس انها مكسورةوضعيفة وعلشان كدة بتقاوح و متبينش ضعفها، و بتبقى عايزة تلملم اللى باقي منها و تثبتله انها قوية ومش محتجاله وتثبت كيانها بعيد عنه، سبها يا حبيبي تثبت لنفسها دة وتسترد كرامتها، وانا قلبي حاسس انها هترجعلك، بس انت ادعي من قلبك.

ربنا يجعلها وتكون من نصيبك وياريت تروح ل صقر هو ليه تأثير عليها ويقدر يقنعها ترجع
رد هوبخزي من نفسه: صقر، حتى صقر مش عارف اواجهه ازاي بعد اللي حصل
لتقاطعه أمه: فوض امرك لله يا حبيبي وأدعي ربنا من قلبك وهو كفيل يدبر كل حاجة
ليهتف هو بتضرع وبنبرة اضناها الفراق: يارب، يارب انا ندمت رجعهالي وبلاش تعاقبني بحرماني منها.

أمنت هي على دعواته وظلت تواسيه وتخفف عنه وهي تدعو من صميم قلبها ان يريح قلب ابنها ويرد محبوبته اليه سالمة.

ظلت تعلو ثغرها تلك البسمة الهادئة التي تأثر قلبه، طوال طريق عودتهم إلى منزلهم وظلت تشدد أكثر على ذراعه التي تحتضنه وكأنها تخشي ان يبتعد عنها لوهلة من الزمن، فنعم هي تعشقه حد الجنون ولا تفرط به مرة أخري، وظلت تحمد ربها انه كان يدعي امر زواجه من تلك المقيتة، فاذا كان هو أصر على بقائها وفعلآ امر زواجه صحيحآ تقسم انها كانت ستنزع قلبه بأسنانها ولا تسمح له بفعلها اثناء تواجدها، فهو ملكيتها الخاصة ولن تسمح لاي أنثي ان تتجرء وتلفت حتى نظره بعد اليوم، لتشرد هي في ملامحه البشوشة التي تخطف انفاسها وتتذكر جموحه بها بلمشفي وتلهفه المبالغ به الذي أرضى غرورها كأنثي كثيرآ وعندما تذكرت همساته وهمهماته الشغوفة بأذنها تخبضت وجنتها بحمرة الخجل ودفنت وجهها بذراعه بقوة.

ليهدر هو بنبرة عابثة بعدما تفهم فيما تفكر والتقط تمعنها به أثناء قيادته: على فكرة اللي حصل دة مش محسوب دي كانت تصبيرة بس لغاية منروح البيت يعني متحلميش تبعديني عنك انتي عارفاني في المواضيع دي ما بتنزلش
ضربته بذراعه بخفة ونهرته بخجل: انت قليل الأدب.

ليضحك بكامل صوته الرجولي على خجلها البادي عليها ويسحب يدها التي تحاوط ذراعه ويلثمها وهو يجيبها بمشاكسة بعدما توقف امام البناية: بس بذمتك مش بتموتي فيا وفي قلة أدبي
هزت رأسها بإيجاب وأسبلت أهدابها و وردت بدلال مبالغ به وهي تبتسم له بطريقة مختلفة لم تصدر منها من قبل: هاشم، انا بعشقك بكل حالاتك مش بس بموت فيك.

رفع عينه الى السماء بنفاذ صبر وهتف بجنون: يااااا لهوي عليا. وعلى هاشم اللي طالعة من بؤك، يارب قويني علشان أعرف امسك نفسي بس لغايه ما نطلع شقتنا ومنتفضحش في الشارع
ضربته هي بخفة مجددآ بذراعه كي يكف عن جنونه وهي تبتسم بخجل، ثم أعتدلت كي تنزل من السيارة ودون سابق انذار وجدته هو بسرعة الريح يفتح لها الباب وينحني بجزعه عليها ويحملها بين ذراعيه دون اي عناء.

لتهتف هي بخجل وهي تخفي عيناها بيدها: والله انت مجنون الناس بتتفرج علينا يا هاشم نزلني.

هز رأسه لها بمشاكسة ولاحت منه بسمة مهلكة أصابتها بلضياع وهو يهمس بأذنها بأثارة: أعملي حسابك مش هتشوفي الشارع تاني غير لما أشبع منك وأعوض اللي فات لتبتسم هي له بعشق وتهز رأسها بطاعة وتتعلق برقبته وتداعب بأناملها أطراف شعره الناعم بحميمية دبت في جسده قشعريرة وأججت مشاعره بلهيب حارق، ليبتلع ريقه ببطئ شديد و يسير بها الى شقتهم بخطوات متعجلة وهو لا يقوى على كبح رغبته بها أكثر.

صرخة قوية صدرت منها صدحت بأجواء الغرفة أجفلته وجعلته يتجمد دون حراك، يستوعب ما حدث للتو
ليكبح نفسه عنها و يسألها بقلق وبأنفاس متعالية مضطربة أثر ثورته: مالك، فتون انتي كويسة
هزت رأسها بضعف وأجابته بصوت هامس متحشرج وهي تكبح دمعاتها وتتغاضي عن الألم التي تشعر به: انا كويسة
ليزيح جسده عنها وهو ينظر لها بعمق يريد ان يستنبط ما أصابها ولما تبالغ بردة فعلها.

لتدثر هي نفسها بلغطاءوتسحبه معها وتتكور على نفسها على طرف الفراش مبتعدة عنه و تخفي وجهها بخجل
وقبل ان يسألها من جديد لفت نظره دليل براءتها يزين الفراش
انكمشت معالم وجهه بذهول، وتعالت أنفاسه بأنفعال واضح وشعر ان الدماء تغلي برأسه دون هوادة، ليلعن بخفوت من تحت انفاسه وظل يسب هواجسه الواهية بشأنها، فهو لم يتوقع شئ كهذا بتاتآ، ليلعن مرة أخري وهو يتذكر عنفه معها وعدم مراعته لأنها مرتها الأولى.

ليقترب بهدوء ويحتضن ظهرها ويدفن وجهه بثنايا عنقها وهو يشعر بلخزي من نفسه وهمهم بندم و بصعوبة بالغة بجانب أذنها: أسف، انا مكنتش أعرف انك
أغمض عينه بقوة ولم يستطيع ان يستكمل جملته وهو يشعر بفداحة ما ظنه بها
لتشهق هي بخفوت وتغمغم من بين دمعاتها: اتأكدت دلوقتي انك ظلمتني مش كدة
العفة فالعقل يا صقر...
دفن رأسه بخصلاتها وإجابها بضيق: أسف غصب عني يا فتون أعذريني غصب عني انا راجل وشكوكي عمتني.

لتستدير له وتهمهم بضعف وبنظرات منكسرة: انا مفيش راجل غيرك لمسني.

هز رأسه عدة مرات يأكد حديثها ثم مال على جبينها ولثمه بحنان وهمهم بتقريع ضمير: عارف، عارف يا قلب صقر حقك عليا متزعليش مني انا مستعد أعمل اي حاجة بس مشفش النظرة دي في عنيكي تاني، انتي من هنا ورايح عايزك رافعة رأسك في السما انتي بقيتي مرات صقر العزازي قولآ وفعلآ، انا عارف انك حاولتي تفهميني وتقوليلي الحقيقة كتير بس غصب عني، انا اتعاطفت معاكي وصدقتك وحاولت أحميكي لما عرفت كم الظلم اللي اتعرضتيلو بس كبرياء رجولتي مستوعبتش دة ومجرد بس الشك ان راجل غيري لمسك، كان برج من دماغي هيطير وبحس اني روحي بتتسحب مني.

ليهمس بخفوت مثير أمام شفاهها وبنبرة ملتاعة: أنا بحبك والله بحبك سامحيني يا فاتنتي حقك عليا
أمأت له بضعف وأحتضنت وجهه وتمتمت بعيون يفيض منها الدمع فنعم هو ظلمها وظن بها السوء لكن هي ستعذره وتلتمس له الأعذار كعادتها، فهي بأمس الحاجة اليه فهو أمانها الوحيد بتلك الحياه وليس لها ملاذ سواه:
اوعدني انك متسبنيش ولا تتخلى عني في يوم من الايام.

أجابها بنبرة عاشقة نابعة من صميم قلبه وهو يشملها بدفئ عيناه: اوعدك هفضل أحبك لأخر دقة في قلبي وعمري ما هتخلي عنك وهفضل عمري كله أحاول أعوضك عن كل اللي فات
ابتسمت له بسعادة مفرطة، ليجذبها هو من جديد ويدثرها بين أحضانه
بعاطفة جياشة ويضمها الى صدره بقوةوكأنه يريد ان يزرعها بين ضلوعه، لتستمتع هي بقربه وبرائحته الفواحةالتي تسللت إلى كافة حواسها وخدرتها واشعرتها براحة وطمأنينة لم تحظي بها من قبل.

بعد تفكير دنئ دام كثيرآ عزم هو أمره ان ينتقم من تلك الحرباء المتلونة بطريقته الخاصة ودون اي تردد توجه الى قصر العزازي بعزيمة وعيون تقدح بلحقد
في تلك الاثناء.

كانت هي تتأمله ملامحه الرجولية الساكنة بعيون حالمة يفيض منها العشق، لتتنهد بعمق وتلثم وجنته وتنهض من جواره بلفراش وتوجهت الى المرحاض وتركته يغط في سباط عميق أثر ليلتهم الحافلة بلكثير، وعند خروجها وانهائها لروتينها اليومي وارتدائها لملابسها، مالت عليه وطبعت قبلة عاشقة على فمه قبل أن تخرج ودون سابق انذار سحبها هو بقوة اليه حتى انها لا تعلم كيف مددها وأعتلاها في أقل من دقيقة واحدة.

ليهمهم هو بنبرة ناعسة متحشرجة أثر نومه: رايحة فين وسيباني
اجابته بدلال وهي تحاوط عنقه: حبيبي رايحة أحضرلك الفطار نفسي اوي تأكل من ايدي وكمان نفطر مع عمو كفاية امبارح وعدته ننزل ومنزلناش
هز رأسه بعدم أقتناع وهتف بتذمر: لأ احنا هنفطر هنا انا وانتي بس انالسة في كلام كتير لازم أقولهولك ليغمس انفه بخصلاتها ويتمتم بوله تام وعيون راغبة: كلام ضروري مينفعش يتأجل وهموت لو مقولتهوش.

أعترضت هي و ذمت فمها بشكل طفولي بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه: حبيبي بعد الشر عليك بس علشان خاطري الكلام يتأجل، اوعدك ننزل نفطر مع عمو ومامتك وبعدين نفضل نتكلم براحتنا لغاية تاني يوم
هدرت بجملتها الأخيرة بهمس وبوجه متورد من شدة خجلها
ليبتسم هو ويخبرها برجاء: فتون مش عايزك تزعلي من امي
وضعت يدها على فمه واجابته بنبرة صادقة: حبيبي دي في منزلة أمي وكفاية انها جبتلي صقري وغصب عني لازم أحترمها وأقدرها.

أمأ لها ببسمة مهلكة لم تراها على محياه من قبل اوقعتها بحبه لاتعلم للمرة الألف ربما، لتبادله بسمته بعيون حالمة ليقترب هو و يطبع قبلة خاطفة على فمها، لتنسلت هي بهدوء من أحضانه وتخبره قبل خروجها من الغرفة: متتأخرش يا حبيبي انا حضرتلك الحمام
بعث لها قبلة في الهواء وأمأ لها ونهض من الفراش بحماس مبالغ به ليلحق بها.

بعد نصف ساعة تجمعو جميعهم على طاولة الطعام وظلو يتناولو الفطور بأستمتاع وهم يتبادلون أطراف الحديث بود ولكن لم يخلو الأمر من تراشقهم النظرات، فكانت هند ممتعضة للغاية وملامحها لا تبشر برضا ابدآ وان تقابلت عيناها مع فتون رمقتها بأحتقار وتعالي، لكن فتون لم تكترث لنظراتها، وصوبت كافة أهتمامها بصقر، وعمه الحنون
ليهتف محمد بمدح: بسم الله مشاء الله يا بنتي أكلك يجنن انا عمري ما أكلت بلشكل دة.

لتجيبه فتون بخجل: تسلم ياعمو ربنا يخليك لينا
ليجيبه صقر وهو يرفع حاجبه بمشاكسة: اه أفضلو عكسو في بعض كدة وانا قاعد، وامبارح بوس وأحضان
ولا عمليلي أعتبار بقولك ايه ياعمي أحنا مأتفقناش على كدة
ليضحكو ثلاثتهم بصخب على غيرته الواضحة
لتزفر هند بقوة وتهتف بسخط وبنبرة ساخرة: مكنش شوية اومليت اللي عملتهم الهانم ومخلينكم طايرين بيها.

لتؤشر هند لفتون بصيغة أمر: أعملي حسابك مفيش دخول المطبخ تاني انا مبثقش في اللي زيك والله أعلم ممكن تحطلي ايه في الأكل
زفر صقر بضيق وهتف بحدة: امي لو سمحتي عيب الكلام دة
تنهدت فتون بخفوت واجابتها وهي تغتصب بسمة هادئة على ثغرها: سيب مامتك براحتها يا صقر
دة بيتها وهي حرة فيه واكيد انا مش هغير نظامها اللي فضلت ملتزمة بيه سنين.

أحتضن صقر كفها المسنود على الطاولة تحت نظرات أمه المشمئزة ثم هتف بثقة وبكل فخر وهو يشملها بدفئ عيناه: دة بيتك انتي كمان وانا من هنا ورايح مش هاكل غير من ايدك
ليوجه نظراته لوالدته بحدة فهي تعدت حدودها معها مرة أخري ولم تعير لحديثه اي أهمية: امي لو سمحتي انا قولتلك قبل كدة كرامة مراتي من كرامتي بلاش تضايقيها وياريت تحترمي وجودي ووجود عمي.

اجابته هند بمغزي وبلؤم شديد: اصل يا حبيبي بصراحة مش قادرة أحترم واحدة زيها ابدآ دة حتى قعدتها وسطينا شرف مكنتش تحلم بيه
زئر صقر بغضب وشعر انه اذا بقي أكثر سيتفاقم غضبه ولا يستطيع السيطرة عليه وان كاد ان ينهض ويسحب فتون خلفه تناهى الى مسامعهم صوت جلبة من الخارج
ليدخل أحد أفراد الأمن ويخبر صقر بأحترام: يا فندم في واحد برة عايز يقابل معاليك
عقد صقر حاجبيه وتسأل: مين دة؟

فرد الأمن: بيقول انو أبو الهانم مرات حضرتك
تبادل النظرات بينه وبين عمه بتوجس ثم أمر فرد الأمن ان يدخله
لتهمهم هند بسخط: على أخر الزمن قصر العزازي بقى يدخله كل من هب ودب
لتشهق فتون بذعر وتتمسك بذراع صقر وتهمهم بنبرة مرتجفة: صقر انا خايفة تفتكر جاي ليه، ممكن علشان ياخدني.

اجابها صقر بثقة وبنبرة صارمة لا تقبل الحياد: ياخدك فين انتي ناسية انك مراتي وبعدين انا وعدتك قبل كدة محدش هيدسلك على طرف طول ما انا عايش على وش الأرض أهدي ومتخافيش هو تلاقيه جاي ياخد فلوس تاني
هزت رأسها بعدم أقتناع وهتفت تتوسله: او يمكن علشان هيسألني عن فرحة الله يخليك يا صقر انا عيزاها تعيش معايا متقولوش مكانها، أحميها منه يا صقر.

أمأ لها بتفهم وهو يربت على يدها بحنان مبالغ به كي يطمأنها ويخرج بهاوهي تحتمي به إلى ساحة القصر للقاء ذلك العزت
ليدلف هو بهيأته البغيضة وبعيون تقدح بلؤم اليهم وهو يصيح: بذمتك ينفع كدة يا أبو نسب مش عيزين يدخلوني من الباب
رد صقر بحدة وبنبرة صارمة: خيرررررررر يا عزت جيت ليه؟

أجابه عزت وهو يطالع تلك المنكمشة خلف ظهر صقر بود مصتنع: جيت أطمن على السنيورة وبلمرة اسأل عن البت فرحة وأجيبها ترجع معايا اهو تخدمني بدل السنيورة
هدر صقر بثقة: فرحة بتدرس ولما تخلص هتعيش مع فتون هنا في بيتي وتحت حمايتي
عزت بلؤم ونبرة شيطانية: لأ لموأخذة يا بيه انتو خدتو اللي ليكو عندي واللي يخصكم وبصراحة بحمد ربنا انكم لميتو لحمكم ودمكم بعد السنين دي، لكن فرحة دي بنتي ومن صلبي لموأخذة.

وفي تلك اللحظة تمآمآ كان محمد يخرج يتبعهم هو وهند والتقط أخر جملة تفوه بها
ليهتف محمد بحدة مستفهم: يعني ايه الكلام دة ياراجل انت؟
وعندما وقعت عين هند عليه انتفضت بذعر بمكانها وكأنها أصابتها صاعقة من السماء
ليبتسم هو بضحكة شيطانية ويهتف بمغزى وهو يطالع صدمتها: والله يابيه اسأل ست هند وهي تقولك
هتف صقر بنفاذ صبر: أمي مالها ياراجل انت.

حانت منه بسمة ساخرة وان كاد ان يتحدث قاطعته هند بعصبية وانفعال: محصلش كداب، كداب
عقد صقر حاجبيه بذهول من ردة فعلها المبالغ به وهتف بتشكيك: امي هو لسة ما قالش حاجة انتي مالك مرعوبة كدة هو في حاجة انتي مخبياها
هزت رأسها بقوة وأخذت تفرك يدها بتوتر مبالغ به ولكنها لم تتمكن من التفوه بشئ أخر
ليهتف عمه بنفاذ صبر: انت يا راجل انت أتكلم أحسنلك.

ليسترسل عزت وهو يرمق هند بتشفي ويوجه حديثه ل محمد: هحكيلك يا بيه بس متقطعنيش.

من سنين طويلة ست هند اتفقت معايا أخد كريمة مرات سعادتك واخفيها عن العين بعد ما البيه الكبير ابوك عرف مكانكم وغصبك تتطلقها، في الوقت انا كنت بشتغل عندكم سواق مع البيه الكبير بس مكنش بقالي كتير راحت ست هند اتفقت معايا اخفيها عن العين لغاية ما عدتها تخلص، وكانت بتهدد كريمة انها هتسلمها لأهلها يقتلوها علشان هي من عيلة متشددة اوي واتجوزتك من وراهم، في الوقت دة أمرت الغفير القديم اللي مات من سنتين انه يفك فرامل العربية بتاعة جنابك اللي اتسببت في الحادثة وكان نفسها تخلص منك ومتشاركهاش هي و أبنها في حاجة بس القدر لعب لعبته يا بيه، كريمة طلعت حامل وجنابك بعد شهرين من الغيبوبة فوقت، و هي حمدت ربنا وقتها ان الموضوع بان طبيعي وانها حادثة عادية، وبعد معرفتهابحمل كريمة أدتني مبلغ محترم وقالتلي أسقطها بس انا والشهادة لله صعبت عليا لما باست رجلي واترجتني اسيب اللي في بطنها وقالتلي انها هتعيش عمرها كله تحت رجلي لو سبت اللي في بطنها يعيش وبصراحة مقدرتش أعارض ولقيت اني مش هخسر حاجة لو اتجوزتها أصل كريمة كانت حلوة واي راجل يتمناها وبصراحة قولت ان طاقة القدر اتفتحتلي وفرصة حلوة ومصلحة أسحب بيها فلوس على مددها، كذبت على ست هند وقولتلها ان الدكتور قال في خطر على حيات كريمة لو سقطها وان انا مش هروح في داهية علشان خاطر الملاليم اللي هي ادتهالي ولما ست هند أقتنعت طلبت مني اتجوزها وأنسب اللي في بطنها ليا بحجة انها خايفة انت تلاقيها وتردها ليك، وانا مترددتش واتجوزتها بعد ما عدتها خلصت بعد ولادت السنيورة.

شهقت فتون بقوة من حديثه وهتفت بعدم تصديق وبعيون غائمة: بابا انت بتقول ايه يعني انا مش بنتك، انا مش مصدقة
ليجيبها عزت ساخرآ وهو يؤشر على محمد: لأ صدقي يا سنيورة انا مش ابوكي، ابوكي محمد بيه العزازي الراجل اللي واقف قدامك دة
تناوبت فتون النظرات بينهم بضياع ولم تستطيع ساقيها حملها ليسندها صقر ويجلسها على أحد المقعاد القريبة وظل يرتب على وجهها بحنان كي لا تفقد الوعي.

لتصرخ هند بهستيرية بعدما شعرت ان كل حيلها السابقة تنكشف واحد تلو الأخر وتبوء بلفشل: محصلش كدااااااب كداب محصلش انت جاي انت وبنتك الرخيصة دي علشان تنصب علينا انتو شوية أفاقين وكلامك دة مفيش أثبات واحد عليه
لينهرها محمد بحدة وبصوت جهوري أجفلها: هننننننند أخرصي ومش عايز أسمع صوتك سبيه يكمل كلامه.

لتهتف من جديد دون ان تعير حديث محمد أهمية و تستعطف صقر كعادتها: صقر أطرد الراجل دة كداب وطلق بنته وارميهالو خلى الحرس يطلعوهم برة دول نصابين يا صقر انا أمك حبيبتك مستحيل أكون شريكة في لعبة سخيفة زي دي
صرخ صقر بها بحدة وبملامح متألمةوهو يحتضن فتون ويحاول ان يهدئ من انهيارها: عمري ما كنت اتخيل ان حبك للفلوس يعمي عينك كدة حرام عليكي، ذنبها ايه وذنب امها ايه
ليهتف محمد بأنفعال وبنفاذ صبر: كمل يا عزت.

ليستأنف عزت بشماتة وهو يتلذذ بأنتصاره عليها: فضلت ترميلي كل كام شهر ملاليم علشان أحافظ على السر دة، لغاية متسجنت ووقعت في عرضها تطلعني، لكن هي قالتلي انك يا بيه فضلك ايام وتموت ووقتها مفيش حاجة هتخوفها،
وانها مش هتديني ولا قرش تاني،.

بس يا بيه لما صقر بيه جالي السجن وطلب مني أيد فتون قولت ان ربنا بيحبي وفرصة أضرب عصفورين بحجر واحد، ارجعلكم بنتكم، وأستنفع من القرشين اللي ادهملي صقر بيه، واقهر ست هند وأحرق قلبها بجواز ابنها من السنيورة اللي عاشت عمرها كله تخفيها وتنكرها
وعند انتهاء حديثه
انقض محمد عليه بقوة وتمسك بتلابيه وهو يصرخ بعصبية مفرطة: انت ايه يا أخي شيطان منك لله هتروح من ربنا فين
انا مش هسيبك هوديك في دهية.

ليستطرد عزت بتبجح وبنبرة لئيمة: ليه يا بيه دة جزاتي اني ربيتلك بنتك، دة بدل ما تكافأني
ليحيل صقر بينهم بقوة وهو يهدء عمه وينهر الأخر: أهدى ياعمي الله يخليك علشان صحتك،
ليدفع عزت بقوة بصدره ويبعده عن عمه وهو يهتف بنبرة صارمة لا تقبل التفاوض: أطلع برة ومش عايز أشوف خلقتك تاني هنا والا قسمآ بالله هيبقي ليا تصرف تاني معاك مش هيعجبك
ليهدر عزت بتذمر: مش همشي غير لما تقولولي فين فرحة.

ليهتف صقر بأنفعال وعيون يتطاير منها الشرار: قولتلك بنتك في حمايتي ومش هتعرف طريقها، وطول ما أنا عايش مش هتعرف تأذي حد منهم تاني
ليعترض عزت ويهتف بغيظ: لأ دي بنتي ومش هسيبها
ليهدر صقر بتحذير: فكر تعمل حاجة وهتلاقي رد فعل مني مش هيعجبك وأحمد ربنا اني هسيبك تخرج على رجليك
ليتناول هاتفه ويستدعي أفراد حراسته وفي أقل من دقيقة كان يلقو به خارج قصر العزازي.

اما عنها ظلت تذرف دمعاتها بقهر وتحاول ان تستوعب الأمر.

ليقترب منها محمد بهدوء ويحتضنها بحنان ابوي وظل يمسد ظهرها صعودآ وهبوطآ بتمهل و روية حتى يهدء من أنهيارها وهمهم بحنو وعيون غائمة: معلش يا بنتي دة نصيبنا نفترق عن بعض بسبب أطماعهم منهم لله، متزعليش ربنا مفيش أحن منه والحمد لله انو جمعنا بعد السنين دي كلها، انا ربنا عوضني بيكي وعوضك بيا وبصقر، اوعدك يا بنتي لو ربنا مد في عمري هعوضك كل اللي اتحرمتي منه، ولو مليش نصيب وربنا أفتكرني كفاية عليا اني شفتك وشميت ريحة كريمة فيكي وهدعي من ربنا يحنن قلب صقر عليكي ويعملك اللي انا معرفتش أعمله.

لتقاطعه فتون من بين دمعاتها وهي تشدد أكثر من أحتضانه: بعد الشر عليك ربنا يخليك لينا يا بابا
نطقت هي بأخر كلمة بتردد وبنبرة متألمة أضنتها الحياه
ليبتسم هو بسعادة مفرطة ويمسد على ظهرها بحنو شديد.

ليرتب صقر على منكب عمه وهو يبتسم وتغيم عينه بتأثر ثم وجه كافة نظراته إلى والدته التي كانت تدور حول نفسها بطريقة هستيرية وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة، لتصرخ بأندفاع وهي مصممة على الأنكار أكثر، بعدما وجدت كافة نظراته موجهةاليها: بتبصلي كدة ليه اوعي تكون صدقت النصاب دة انا معلملتش حاجة، لتشير الى فتون بغيظ وتهتف بحقد:.

البنت دي انت لازم تطلقها وترميها اوعي تصدقها انت بنفسك قولتلي قبل كدة انك هطلقهابعد ما تصلح سمعتك
هدر صقر بأنفعال وهو يشعر بخزي منها: فاكرة لما قولتيلي أكيد في سبب أكبر خلاك تتجوزها، هو دة السبب يا أمي
زاغت نظراتها وتسألت: يعني انت كنت عارف؟

لينهض محمد وينضم لحديثهم وهو يرمقها بأحتقار: انا اللي كنت حاسس انها بنتي، الخاتم اللي لقيته مع صقر بث فيا الأمل، ولما شفت فتون وقعدت معاها اتأكدت انها بنتي حتى قبل ما نتيجة التحليل تبان النهاردة
عقدت حاجبيها وتسألت بذهول: خاتم ايه وتحليل ايه انا مش فاهمة حاجة انت بتخرف تقول ايه يا محمد انت الظاهر عليك المرض أثر على مخك.

أجابها صقر بنبرة جهورية وبأنفعال: اميييييي بلاش تنكري أكتر من كدة أحنا اتأكدنا ان فتون بنته، عملتي ليه كدة أستفدتي ايه من مخططاتك الدنيئة، ليه ذنبها ايه؟
أجابته هند بصراخ وبأنفعال وهي تدور حول نفسها بهستيرية وتحاول ان تستعطفه كعادتها وترمي على كاحله كل شئ: انا عملت دة علشانك علشان كل حاجة تبقي بتاعتك.

هدر صقر بحدة أجفلتها: كفاية بقي بطلي تحمليني فوق طاقتي انا مليش دخل انتي اللي حبك للفلوس وطمعك عمى عنيكي
ردت هي بأندفاع دون تفكير وبهستيرية وبنبرة يشوبها حقد دفين: مش علشان الفلوس بس كنت بغير من كريمة ومستكترة حب عمك ليهاومستغربة ازاي ضحي بكل حاجة علشان وحدة زيها، وانا صاحبة الحسب والنسب عمر ابوك ما قالي كلمة حلوة وكان علطول يجرح فيا ويتعمد يهني.

رد محمد بدفاع: أخويا كان بيعمل كدة علشان كان عارف انك طماعة و بتحبي الفلوس أكتر من اي حاجة في الدنيا، وكان خايف تربي أبنه على كدة علشان كدة كان بيحاول يغيرك ويعدل في طباعك بس للأسف فشل
لتهمهم هي ببسمة غير متزنة وبهذيان: وعلشان كدة قررت وقتها اني هتحمل وأعيش ومش هطلع من قصر العزازي غير وكل حاجة بتاعتي انا وانت وبس يا صقر حتى لو اضطريت أقتلهم كلهم.

قاطعها محمد بنبرة متألمة: علشان كدة حاولتي تموتيني يا هند وخلتيهم يفكو فرامل العربية
ردت هي بأنفعال: ايوة كنت عايزة أقتلك وأخلص منك بعد ما كنت مفكرة ان الغبي دة هيخلصني من مراتك واللي في بطنها
نظر لها صقر نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير من الخزلان والعتاب ثم همهم بيأس: يا خسارة انا ميشرفنيش يبقي ليا أم زيك، انا هبلغ عنك وعن كل اللي عملتيه.

وعند تفوهه بأخر جملة توجه الى فتون وجثى على ركبتيه مقابل لها وحاول ان يطمأنها وكأنه يريد ان يؤكد لها انه سيوفي بوعده حتى لو كان الأمر متعلق بوالدته شخصيآ، فهو لن يتركها كما وعدها و سوف يدعمها ويشد من أزرها مهما كلفه الأمر
ليهتف محمد أيضآ بعدها بصوت جهوري: وانا كمان ميشرفيش انك تبقي على ذمتي
انتي، طاااالق، طالق، طالق ياهند.

تناوبت النظرات بينهم بضياع، وهي تدرك انها خسرت كل شئ، ثم شعرت ان كل ما حولها يدور بها وصدي كلماتهم تتردد بأذنهاوتكاد تصيبها بلصمم، وضعت يدها على أذنها وهزت رأسها بقوةهستيرية وكأن أصابها الجنون ثم دون اي مقدمات سقطتت طريحة على الأرض دون حراك
اندفع اليها صقر بقوة وهدر بكامل صوته عندما وجد حالتها غير مطمأنة بلمرة: أمييييييييييي أسعااااااااف بسرعة.

عند خروجه من قصر العزازي شعر بلذة انتصاره عليها بعد ما أفصح عن كل ما في جعبته، وتوعد ل صقر انه سيرد فرحة اليه عاجلآ او أجلآ، اعتلى ثغره بسمة منتصرة ثم توجه إلى شقة رفيقه المغمورة التي يخصصها للمقامرة
وهو يمني نفسه الطامعة انه سيكسب الكثير من المال احتفالآ بتشفيه بها.

وبعد مرور عدة ساعات من لعب المتواصل مع ثلاثة من أصدقاءه الذي لا يقلو عنه في شئ من الإجرام، ونظرآ لأحتسائه المشروب بكثرة أثناء اللعب لم يعد يركز بشئ وكاد ان يفقد الوعي
ليتبادلو اثنان من المتواجدين معه نظرات ذات مغزى ثم ينقضو عليه هو والشخص الثالث الذي كان يشاركهم اللعب ويبرحوهم ضرب ليسقط الثالث فاقد للوعي ويظل عزت يتلوي بلأرض من شدة الألم، ليتقدم فرد منهم ويجرده من كافة ماله وان عزمو الخروج.

صرخ عزت بهم وهو يتعلق بساق أحد منهم: لأ الفلوس، أستني انت وهو على جثتي لو مشيتو بفلوسي
ليحاول ذلك الشخص ان ينفض ساقه ويرفسه بعيدآ لكن قبضة عزت كانت أشد
لينحني عليه ويخبره بنبرة إجرامية صادرة من أعماق الجحيم
انت اللي جبته لنفسك يا عايق انا كنت هسيبك وأطنش اتفاق المعلم جمال وأكتفي بلفلوس، بس كدة انت اللي جبته لنفسك
وقبل ان يصدر من عزت اي ردة فعل اوحتى كلمة أخري كان يطعن به بمديته الحادة عدة طعنات قاتلة.

اودت بحياته ليغادرو ويتركوه يسبح بدمائه، ليكون هذا هو قصاص الله العادل من ذلك البغيض على كافة أفعاله المشينة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة