قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل التاسع والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل التاسع والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل التاسع والعشرون

تجمعو جميعهم داخل المشفي بعد ان اسعفوها إلى هنا
ظل هو يعدو ذهابآ وايابآ داخل رواق المشفي ينتظر الطبيب ان يطمأنه على والدته
وبعد بعض الوقت خرج الطبيب اليه وملامح الأسف مرتسمة على وجهه
ليندفع اليه ويتسأل بقلق: خير يا دكتور أمي مالها.

اجابه الطبيب بنبرة عملية: للأسف جلطة في المخ واتسببت في شلل الجزء الأيمن من الجسم والمشكلة ان الضرر كان في الفص الشمال ودة الجزء المسؤل عن الكلام والفهم و كمان النطق، احنا عملنا كل اللي قدرنا عليه وانشاء الله مع العلاج ممكن يبقى في تحسن وبعد كدة ممكن نلجأ الى العلاج الطبيعي، وانشاء الله تبقي أحسن
أمأ له صقر بحزن وبملامح مكفهرة ثم شكره و جلس بضياع على أحد المقاعد الحديدية القابعة بلرواق.

لتأتي اليه فتون وترتب على ساقه بحنان وهي تتقصد ان تواسيه وتخفف عنه: حبيبي علشان خاطري انت أقوى من كدة، هي هتبقي كويسة وانشاء الله بعد العلاج هترجع زي الأول، ادعيلها يا حبيبي
همهم هو بضيق وبملامح متألمة: دي امي يافتون غصب عني لازم أزعل عليها، حتى لو هي فيها عيوب الدنيا بس هتفضل أمي اللي كانت السبب بعد ربنا في وجودي في الدنيا.

هدرت فتون بنبرة حنونة وهي تحتضن كف يده براحتها: عارفة، بس انا اتعودت عليك أقوى من كدة وهي لما تفتح عنيها عيزاها تشوفك جنبها وتعرف انك عمرك ما هتسبها
ليجلس محمد بجانبه على المقعد المجاور له ويقول بحنو: ادعيلها يا ابني.

أجابه صقر وهو يشرد في نقطة وهمية بالفراغ وبنبرة متأثرة: هدعيلها يا عمي، بس مش قادر أستوعب ان هند العزازي بكل جبروتها وهيلمانها دة كله هتبقي مبتتحركش زي الأول ولا هتعلى صوتها وتزعق عمال على بطال، ليتتوقف الكلمات بحلقه ولم يستطيع ان يستأنف حديثه بسبب تلك الدمعة الحارقة التي سقطت من عينه
ليهتف محمد بمواساه: ربنا ليه حكمة فكدةيا أبني خلي ايمانك بربنا كبير
أمأ له صقر بتفهم وتمتم بتضرع: ونعمة بالله.

وظل شارد بحزن فيما ولت اليه والدته
وبعد عدة دقائق تعالي رنين هاتفه بألحاح وعند رده علم بخبر مقتل عزت من أحد افراد حراسته الذي وكله بتتبعه، زفر بضيق وتهجمت معالم وجهه وكاد ان يخفي الأمر عنها لولا ملاحظتها له وسؤالها: حبيبي مالك ايه اللي حصل
تنهد وأجابها بضيق: فتون مش عارف اللي هقولهولك دة هيزعلك ولا لأ بس لازم تعرفي
حسته بعيناها ان يستأنف بعدما انتابها القلق
ليستأنف هو: عزت العايق أتقتل.

شهقت هي بقوة ووضعت يدها على فمها بعدم تصديق وهتفت: ازاي حصل
ليسترسل هو موضحآ: كان بيلعب قمار مع تلاتة أصحابه، اتنين منهم قتلوه وسرقو كل فلوسه والتالت شهد عليهم و لماأتقبض عليهم وأعترفو ان جمال هو اللي حرضهم على قتله وأكيد التهمة دي كمان هتضاف على جرايمه.

أجهشت هي بلبكاء وتمتمت بعويل: انا كنت حسة ان أخرته لازم تبقي وحشة، علشان ربناشاهد على اللي كان بيعمله، بس انا كل اللي مزعلني فرحة هتزعل عليه، مهما كان ابوها، ومش عارفة هقولها ازاي
سحبها هو برفق الى حضنه وطبع قبلة حنونة على مقدمة شعرها وقال وهو يمسد على ظهرها بحنان: حبيبتي لازم تعرف ومتقلقيش كلنا هنبقي جنبها
ليهتف محمد بعدما كان يتابع كل ما دار بينهم: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ربنا يعدي الازمة دي على خير يا
ولادي
ليأمنو هما على دعواته ويتمنو ان يكون الغد أفضل.

بعد عدة شهور
وقفت هي في شرفة الجناح الخاص بهم تستمتع بنسمات العليل المنعشة لتبتسم بأشتياق وهي تتذكر مالك قلبها وملاذها الوحيد في الحياه ودون اي تردد تناولت هاتفها الذي ابتاعه لها قبل سفره الى ألمانيا برفقة والدها للعلاج وقامت بلأتصال به عن طريق أحد مواقع التواصل وبعد ثواني معدودة اتاها صوته العميق الذي يبث بها شعور بلراحة
وحشتيني يافاتنتي.

اجابته هي برقة وبنبرةملتاعة: انت وحشتني أكتر يا صقر راجعين امتي، انا هتجنن من غيرك انت وبابا
أجابها صقر بحنان: حبيبتي خلاص هانت
كام يوم بس عمي بيكمل جرعة العلاج و يخلص المتابعة ونرجع علطول
تنهدت هي وتسألت بقلق: وبابا عامل ايه دلوقتيى كان نفسي ابقى جنبه اوي يا صقر
اجابها هو كي يطمأنها: حبيبتي هو الحمد لله أحسن كتير وبعدين الدكتور طمني وقالي ان ممكن تكون دي الجرعة الأخيرة في العلاج.

أبتسمت هي وهتفت بتفائل: يارب يا صقر وترجعولي بقى بلسلامة
همهم هو بتحجج: حبيبتي معلش مضطر أقفل هكلمك تاني
ردت هي بحب: هستناك، خلي بالك من نفسك ومن بابا، لا أله الا الله
أجابها بنبرة هادئة: سيدنا محمد رسول الله
أغلقت معه وتوجهت الى غرفة هند كعادتها كل صباح
وعند فتحها باب الغرفة أبتسمت بأتساع وهي تشاهدها قد أستفاقت من نومها وهتفت بخفة: صباح الخير يا دودو عاملة ايه النهاردة.

أمأت لها هند بضعف وأبتسمت بسمة ضعيفة جاهدت لتظهرها واضحة بسبب أعوجاج فمها وتهدل جفن عيناها بعض الشئ
لتهتف فتون من جديد وهي تفتح الستائر وتدخل الضوء ينتشر بلغرفة: عارفة يا دودو امبارح مجاليش نوم طول الليل وانا لوحدي، أعملي حسابك بقي لغاية ما صقر يرجع مش هنام غير جنبك
أمأت لها هند وهي تحرك رأسها كأنها ترحب بها
لتضغط فتون على زر التنبيه لتستدعي فوزية مدبرة المنزل وبعد دقائق.

دخلت فوزية وهي تبتسم وتلقي عليهم تحية الصباح بأحترام: صباح الخير يا هانم تأمريني بأيه
هتفت فتون: صباح النور يا فوز عيزاكي تغيري فرش السرير بتاع دودو، عقبال ما أغيرلها هدومها، وخليهم يحضرو الفطار في الجنينة
علشاني انا ودودو، أصل الجو النهاردة حلو اوي
فوزية: يا هانم ما الممرضة موجودة وانا كمان أقدر أغيرلها
اجابتها فتون بأصرار: لأ، يلا أسمعي الكلام وياريت تصحي فرحة اتأخرت على جامعتها.

فوزية بطاعة: تحت أمرك يا هانم عن أذنك
وعند انصرافها هدرت فتون وهي تدفع كرسيها المدلوب لتنقلها عليه: يلا يا دودو علشان ورانا حاجات كتير النهاردة واولها نكمل قراية الكتاب بتاع امبارح.

وبعد بعض الوقت وعند انتهاءها من تحضيرها وأشرافها على تناول كافة عقاقيرها الطبية، جلسو سويآ بحديقة القصر وظلت فتون تتحدث معها وتقرأ لها، دون ان تحصل على كلمة واحدة منها فبعد ما أصابها لم تتمكن من الكلام وأحيانآ كثيرة تشعر انها لم تتفهمها لكن هي لم تيأس وتظل برفقتها وبلأعتناء بها وبعد مرور بعض الوقت وعند أخر جملة قرأتها بصوت مسموع،
مع ان كل الخلق من اصل طين
وكلهم بينزلوا مغمضين.

بعد الدقايق والشهور والسنين
تلاقي ناس اشرار وناس طيبين
تنهدت بعمق وقالت وهي توجه حديثها لتلك الساكنة بجوارها: تصدقي يا دودو ان صلاح چاهين دة كل كتاباته تجنن خصوصآ بقي رباعياته، ليهم حق يسموه فيلسوف القراء انا حبيت كتاباته اوي علشان بساطته في الكلام وعلشان بيدافع عن الفقرا، ويتبنى مواقفهم في شعره، ياااه يادودو انا كمان نفسي أدافع عن الفقرا وأجبلهم حقهم وخصوصآ بقى.

الناس اللي ساكنين في منطقتنا القديمة، وكمان بنات المصنع الغلابة اللي كانو بيشتغلو معايا، تصدقي انهم وحشوني اوي، انا اول ما يجي صقر هقوله اروح أزورهم، وبلمرة اطمن على كوثر وست أحسان
طول عمرك فقرية ياتونة
هدرت بها فرحة بخفة وهي تتقدم منهم
لتهتف فتون بغيظ وهي تشملها بنظرات متفحصة: انا مش قليلة الأصل يا مفعوصة، وبعدين تعالي هنا رايحة فين و متشيكة كدة
ردت فرحة بحفة: ايه رأيك بذمتك مش أختك قمر.

البركة في صقصق حبيبي مش مخلي نفسي في حاجة
ضربتها فتون بخفة على رأسها وهدرت بعدم رضا: يابت بطلي تقوليله صقصق، وبعدين صقر دة حبيبي انا بس يا مفعوصة
فرحة بتذمر وهي تشاكسها: ماشي ياتونة ربنا يخليكو لبعض، بس انا مش مفعوصة،
انا كبرت وهبقي محامية قد الدنيا بس انتي دعواتك لأختك حبيبتك
أجابتها فتون بود وهي تحتضنها: ربنا يوفقك يا حبيبتي ويخليكي ليا
ابتسمت فرحة بأتساع وأخبرتها بمكر: فتون هطلب منك طلب.

أمأت لها فتون وحستها بعيناها ان تستأنف
لتقول فرحة بمكر: الروچ اللي انتي حطاه دة يجنن عيزة أحط منه قبل ما أخرج
ردت فتون بود: حبيبتي خدي اللي انتي عايزاه من الأوضة
نفت فرحةبرأسها وردت برجاء: لا مش هعرف ادور انتي
هاتيه
ردت فتون بأستغراب من طلبها السخيف من وجهة نظرها: انتي بتهزري انا مش فاضية لتفاهتك وعيزة أدخل دودو أوضتها
ازاحتها فرحة وأضافت بأصرار عجيب: وحياتي يا تونة، وانا وفوزية هنوصل طنط أوضتها.

تأفأفت فتون ووافقت على مضض وذهبت كي تحضر لها قلم الحمرا
تنهدت بسأم عندما وطأت قدمها غرفتهم وتوجهت الى طاولة الزينة بألية وبعدم انتباه وهي تبحث عن ضالتها وعندما تسللت رائحته الى أنفها همهمت وتأفأفت بضيق وهي تعتقد انه يهئ لها كعادتها: وبعدين بقي في ريحتو اللي هتجنني دي اووووف، وحشتني اوي يا صقر
وانتي كمان وحشتيني يا قلب صقر.

شهقت بخفوت وهي ترفع نظراتها الى انعكاس المرأه تتبع مصدر الصوت، لتتهلل أساريرها عندما وجدته هو بطلته التي تخطف الأنفاس يقف ويشاهد انعكاسها بلمرأه وتعتلي ثغره بسمة مهلكة أوقعتها بحبه لا تعلم للمرة الكم
اندفعت بقوة اليه وارتمت بين أحضانه وهي تصرخ بجنون: صقر انت هنا صح انا مش بيتهيألي
رفعهاعن الأرض وظل يدور بها في دوائر مغلقةلتدفن هي وجهها بثنايا عنقه وتهمهم برقة بالغة: وحشتني اوي اوي اوي.

توقف عن الدوران بهالكنه ظل يحتضن خصرها ويقربها منه بشكل خطير حتى الهواء لا يستطيع ان يمر بينهم وهو مازال يرفعها عن الأرض وهمهم بعشق تام وهو يشملها بدفئ عيناه: انتي وحشتيني أكتر بكتير يا قلب قصر
لتهدر هي بنعومة وبدلال مفرط: كدة تكدب عليا انا مخصماك
أجابها هو وتلك البسمة المهلكة مازالت تعتلي ثغره: كنت عايز أفاجأك انا وعمي
شهقت هي بخفوت وتسألت: بابا صح هو فين عايزة أطمن عليه.

هز رأسه وقال بمشاكسة: لأ هو قالي انو عايز يرتاح شوية في أوضته وانا كمان بصراحة قولت فرصة أستفرض بفاتنتي وبعت فرحة تناديكي
أبتسمت له بمشاكسة وهمهمت بهيام وهي تتمعن به: انت عامل حساب كل حاجةياحبيبي، بس انت أكيد جي تعبان من السفر و لازم ترتاح
دفن رأسه بخصلاتها وأجابها بأشتياق تام: انا أرتحت لما شفتك يا تونة وبقيت جنبك
ابتسمت هي بنعومة وهمست بدلال وهي تقترب من ثغره بشكل مغري: بحبك يا صقر، بحبك.

ليجيبها هو بأنفاس ثائرة وعينه تنحصر على شفاهها برغبة ملحة: انا بموت فيكي يا قلب صقر ثم دون سابق انذار
التقط شفاهها بنهم شديد، بقبلة عميقة متمهلة بث بها كل ما يختلج بصدره من مشاعر جارفة، لتبادله هي بشغف وتحتضن رأسه بحميمية أججت رغبته بها أكثر ليغوص بها في ينبوع العشق الذي لا عاشق يكتفي بأرتوائه منه ابدا.

زفرت بنفاذ صبر عندما أستمعت الى غنائه بتلك الأغاني الشعبية الدارجة لتضع صغيرها الذي أستيقظ لتوه برفق على الفراش وتتقدم منه بعيون يتطاير منها الشرار وهي تصرخ: انا قولتلك الف مرة مش بحب الأغاني دي لأ وكمان بتغني بصوت عالى وعارف ان أبنك غلبني علشان ينام
كتم ضحكاته بصعوبة بالغة على هيأتها الفوضاوية وهتف بمرح: وفيها ايه بس يا ميوش لما أفرفش شوية وأغني وانا في المطبخ.

صرخت به بعصبية: هاشم قسم بالله انا تعبانة ومنمتش بقالي 48 ساعة وعندي أستعداد ارتكب جريمة دلوقتي لو مسكتش
تنهد بعمق ثم أقترب منها وظل يمسد على ذراعيها صعودآ وهبوطآ بحنان وقال بمراعاته وتفهمه المعهود: حبيبتي مالك بس، انا أسف لو عصبتك، بس والله مش قصدي انتي عارفة العادة الزفت دي فيا لما بدخل المطبخ، بس وحياتك هحاول أبطلها
تنهدت هي وهتفت بسأم: انا مخنوقة وحاسة اني عايزة أعيط.

أحتضنها بقوة وأخبرها بنبرة هادئة خالفت كل توقعاتها: عيطي يا حبيبتي بس في حضني يمكن ترتاحي
رفعت نظراتها اليه وهي تحاوط خصره وهدرت متسألة: هو انا بقيت تخينة اوي
أبتسم هو ببشاشته وأجابها بمشاكسة وبنبرة لعوب كي يهون عنها فهو يشعر انها تكاد تصاب بأكتئاب ما بعد الأنجاب: دة انتي بقيتي عود البطل
تسألت وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم: يعني ايه عود بطل؟

تحمحم مغير مجرى الحديث حتى لا تثور ثورتها من جديد فلو أخبرها ان تلك الكلمات تابعة لأحد الأغاني الشعبية التي تمقتها فسوف تجن من جديد: قصدي انك زي القمر يا حبي في كل حالاتك، ايه المشكلة يعني لو تخنتي شوية
رفعت غابات الزيتون خاصتها اليه وتحمحت بترقب: يعني انا لسة عجباك و مش هتبص لوحدة غيري.

تنهد بحب وهو يعبث بخصلاتها الفوضاوية و يضعها خلف أذنها ثم أجابها بنبرة عاشقة نابعة من صميم قلبه: حبيبتي النظر لغيرك معصية انا مش قدها، وهتفضلي انتي مكانك بين ضلوعي جنب قلبي ومش هاخد نفس غير وتكوني انتي مشاركاني فيه
تنهدت هي بأرتياح ثم طبعت قبلة خاطفة على وجنته و إن همت بلخروج من أحضانه و همهمت: انا هروح أحاول أنيم أنس تاني.

رفض افلاتها ورفعها بخفة من خصرها وأجلسها على الكنتور الخاص بلمطبخ، ثم فتح باب الثلاجة وأحضر علبة كبيرة من الشكولاتة التي تفضلها ووضعها بين يدها وناولها ملعقة وهو يهتف بحنان: حبي انتي تقعدي تخلصي العلبة دي كلها، وبعد كدة هحضرلك الحمام تاخدي شاو دافي يريح أعصابك، واذا كان على أنس بيه الجارحي ابني انا هنيمه متقلقيش.

هزت رأسها بعدم أقتناع وهتفت ساخرة: حبيبي أبنك دة خارق مش بينام وتعبني معاه، ومعتقدش انك هتعرف
رفع رأسه بتفاخر قاصد أغاظتها وهمهم بثقة: هتشوفي انا جهزت لجنابه الببرونة بتاعته ويا أنا ياهو النهاردة
ضحكت هي بنعومة وبصوت رنان على أصراره الطفولي وتمتمت من بين ضحكاتها وهي تدعمه كأنه سيخوض أختبار يتوقف عليه حياته: بتمنالك التوفيق من كل قلبي يا زوجي العزيز.

ليشاركها هو الضحك ويهمس وهو يحتضن وجهها وينظر لها بتحدي سافر: هثبتلك يا ميوش وأعتبريه رهان ولو كسبت لازم مكافأة مجزية
هدر هو بجملته الأخيرة وهو يغمز لها بإيحاء
هزت رأسها بلافائدة بعدما تفهمت الى ماذا يرمي وهتفت بتحدي مماثل وهي تتعمد أثارته: حبيبي انت تأمرني اي مكافأة تطلبها انا مش هتأخر اني انفذها بس انت نفذ ونيمه.

أمأ لها وهو يبتلع ريقه ببطئ شديد وكاد يشعر بنيران عاتية أشتعلت بجسده، ثم دون اي تردد تقدم بخطوات سريعة نحو غرفة أنس
وبعد مرور ساعتين تناولت هي الشكولاتة خاصتها وأستلقت في حوض الأستحمام بأستسلام تام رغبة منها ان تريح أعصابها ولو قليلآ وتشعر بلأسترخاء لتغمض عيناها لوهلة واحدة وكانت كافية له ان يقتحم عليها خلوتها بعد عناء ومجهود مضني من تمكنه من تنيم الصغير.

لتهتف هي بهدوء وبأعصاب متراخية وهي تدرك انه ربح رهانه: هاشم انا عارفة اني وعدتك بس ربنا يخليك انا مش قادرة بلاش تغلس عليا
أبتسم هو بأتساع وجلس على حافة الحوض وأخذ يفرك ظهرها بسائل الأستحمام برفق وبحنان مبالغ به وهمهم بنبرة هادئة: متقلقيش يا حبي مش هغلس عليكي انا بس هساعدك انا عارف ان أنس مش بينيمك وبيتعبك كتير بس معلش انا جنبك وهحاول على قد ما أقدر أرعيه معاكي.

أمأت له بأمتنان فهو دائمآ كما عاهدته مراعي وحنون ويغدقها بأهتمامه لتهمس هي بعشق وهي تتيه في ملامحه البشوشة التي تعشقها: بموت فيك يا هاشم
لينثر هو المياه على جسدها بخفة ويتناول المنشفة وينتشلها من حوض الأستحمام ويخبرها هو أيضآ بوله: وانا بعشق البطل
لتضربه هي بخفه وتتعلق برقبته ويعتلى ثغرها أبتسامة راضية،
ليحملها ويتوجه بها الى الفراش،.

وبعد ان ساعدها في ارتداء ملابسها مددها برفق ثم دثرها بلغطاء وتركها تنعم بنوم هادئ تعويض لها عن المجهود الكبير التي تبذله مع صغيره ولأول مرة تختبره وتوجه هو إلى غرفة الصغير.

إذا أردت شئ بشدة أطلبه من الله في كل سجدة وقل يا الله أرني عجائب قدرتك فيما اتمني.
وذلك ما فعله هو لم ييأس قط من الدعاء والتضرع لله عز وجل وفي كل سجدة يسجدها يدعو من صميم قلبه ان يغفر له ويتقبل توبته، ويردها له سالمة، يشعر انه زهد كل شئ دونها لكنه عاهد نفسه الا يعترض طريقها مرة أخري ويترك الخيار لها، هو لا يعلم إلى متي سيطول الفراق لكنه بداخله يقين انها ستعود يوم ما وربما يكون لأجله.

لتقطع والدته خلوته بحنان: وبعدين يا أكمل هتفضل على الحال دة كتير
عدى شهور يا أبني وانت مبتخرجش من أوضتك دة حتى مبتنزلش تحت تقعد معايا ولازم انا اللي أطلعلك، دة حتى شغلك مش بتروحو والشركة حالها في النازل
تنهد بسأم وجلس على طرف فراشه وهو مطرق الرأس ولم ينبت ببنت شفة.

لتستأنف والدته من جديد وهي تحاول ان تشد من أذره: حبيبي علشان خاطر أمك بلاش تقهرني عليك، انا عايزاك ترجع لشغلك الشركة هتضيع يا أكمل، حرام الناس اللي شغلين فيها يتشردو هيبقي ذنبهم في رقبتك
همهم هو بضيق وبنبرة منكسرة: ماما حرام عليكي متشيلنيش ذنبهم، كفاية ذنوبي اللي مش عارف أكفر عنها.

ردت ثريا بنبرة هادئةوهي تجلس بجانبه وترتب على يده بحنان: ربك مفيش أحن منه سلملو أمرك، علشان خاطري متوقفش حياتك، دة حتى صحابك مش بترد عليهم، دة هاشم غلب يتصل بيك وانت مش بترد وكل ما يجي هنا مترضاش تقابله وحتى أكرم أتصل كذا مرة بيا وكان عايز يطمن عليك، وكلو كوم والمجنونة نيرة دي كوم تاني دي مش بتفصل بتتصل كل عشر دقايق.

حانت منه بسمة باهتة وهمهم بضيق: انا مكسوف منهم ومش عارف هحط عيني في عين حد فيهم ازاي بعد اللي عملته، انا مستهلش غير أني أعيش لوحدي
تنهدت وأستطردت قائلة: مهو يا ابني لو كنت سمعت كلامي وروحت ل صقر وقتها كان كل حاجة أختلفت
هز رأسه بخزي وأجابها بضيق: مقدرتش اواجهه، وأكتشفت أني أجبن من ان أقف قصاده.

ليستأنف برجاء وبتصميم: علشان خاطري يا ماما سبيني انا كدة مرتاح بخلوتي، وياريت متحاوليش تقنعيني علشان عمري ما هرجع تاني أكمل الصرفي اللي كل الناس عارفاه
تنهدت والدته بحزن بعدما أصابها حديثه بلأحباط وعزمت أمرها انها لن تقف تشاهد خسارتها لأبنها الوحيد وهي مكتوفة الأيدي.

في صباح اليوم التالي
طرفت بأهدابها عدة مرات متتالية قبل ان تستفيق من سباتها على رأئحته التي تصيبها بلجنون
وعندما كشفت عن لألأها وجدته يسند وجهه على راحته وهو متكئ بجانبها ويتمعن بها بعشق خالص
همهمت بنبرة رقيقة ناعسة وهي تحاول الأعتدال بنومتها: صباح الخير يا حبيبي، انت بتبصلي كدة ليه
أبتسم هو بسمة مهلكة لقلبها وأخبرها وهو يعبث بخصلاتها بحميمية: عايز أملي عيوني منك وأحفر ملامحك جوة قلبي.

أبتسمت بأتساع وأستندت على صدره العريض وحاوطته وهمهمت بحب: انت ازاي حنين كدة، عارف يا صقر السنين اللي عيشتها من غيرك مش محسوبة من عمري
همس وهو يمسد على خصلاتها بحنان: انا نفسي أعوضك عن كل اللي فات يا تونة انتي لو طلبتي نجمة من السما هجبهالك.

أجابته وهي تمرغ وجهها بصدره: حبيبي انا مش عايزة من الدنيا غيرك، انت عوض ربنا ليا عن كل حاجة لترفع نظراتها له وتهمهم بمعاتبة: لو أني نفسي، أجبلك بيبي يملا علينا البيت
رفع حاجبيه بمشاكسة وهدر وهو يعبث بخصلاتها بشكل فوضوي بعثره: انا مش قولت نصبر شوية
هزت هي رأسها بتذمر وردت متسألة بأندفاع: نصبر ليه انا نفسي أعرف أديني سبب واحد.

تنهد بعمق وأعتدل بجلسته ثم تناول بنطاله وارتداه بأهمال وأستطرد قائلآ بغموض أغاظها: فتون قولت نصبر وخلاص ومش عايز مناقشة انتي عارفاني مبحبش المجادلة الكتير
تأفأفت وهتفت وهي تحاوط جسدها بلغطاء و نهضت قاصدة المرحاض: افففف براحتك انا مش هفتح بؤي تاني بس أعمل حسابك إني مش مقتنعة
جذبها من خصرها قبل ان تتخطاه وضمها بقوة لصدره وهو يهمس بحنان مبالغ به بأذنها: انتي بتثقي فيا ولا لأ
حاوطت عنقه وغاصت داخل عيناه.

وهمهمت برقة بالغة: بثق فيك أكتر من نفسي وانت عارف
لاحت منه بسمة حانية ثم أخبرها بمغزي لم تتفهمه: يبقي تصبري، وتسمعي الكلام، وانا أوعدك بكرة نعمل كل اللي نفسك فيه
أمأت له بدلال وهمهمت بشك: مش عارفة ليه قلبي مش مرتاحلك، بس أمري لله هصبر
طبع قبلة خاطفة على وجنتها وسحبها برفق الى الحقيبة الكبيرة التي تقبع بزاوية الغرفة ولم تنتبه لها وهو يهتف بحماس: تعالي بقى أفرجك جبتلك ايه معايا.

أبتسمت بسعادة مفرطة وهي تهمهم بعرفان: يا حبيبي انت مغرقني حاجات انا مش محتاجة حاجة غير وجودك جنبي
ليهمهم وهو يلثم يدها بعشق: أعمل ايه غصب عني كل ما أشوف حاجة اتخيلها عليكي عقلي يطير معرفش أمسك نفسي غير وانا شريها
ليسحب الحقيبة بهدوء ويفتحها امام ناظريها لتشهق هي بذهول فكانت تحوي على كم هائل من ملابس النوم الكاشفة التي أقل ما يقال عنها فاضحة.

لتهتف هي بخفة وهي تتفحصهم بوجه يتدرج بحمرة الخجل: انا عرفت ليه عقلك كان هيطير منك، انا يا ست عقلي طار
ضحك هو بملئ صوته الرجولي على طرفتها وهمهم بخفة مماثلة: انا لسة عريس جديد ومن حقي ادلع، ولا أنتي ناوية تحرميني
ضغطت على طرف شفاهها بخجل ثم هزت رأسها بقوة مستنكرة قوله وهي تتيه به وبضحكته التي أسترقت أنفاسها
ليسحبها هو ويحتضنها بقوة لتهمهم بين أحضانه بعشق جارف: ربنا يخليك ليا يا حبيبي.

في المساء
دخلت غرفة ابيها بخطوات متلهفة وعندما وجدته هتفت بسعادة مفرطة وهي تهرول اليه
وحشتني اوي يا بابا حمد الله علي سلامتك
أحتضنها محمد بحنان وأجابها بحنو: وانتي كمان يا فتون
طمنيني عملتي ايه من غيرنا
خرجت من أحضانه وهمهمت: الحمدلله يا بابا أهم حاجة انت طمني بقيت أحسن
أمألها بهدوء وهمهم ليزف اليها الخبر: الحمد لله التحاليل المرة دي كويسة والدكتور قالي انها أخر جلسة.

تهللت أساريرها وقبلته بخفة على وجنته وهي تهتف بسعادة: ياااااه أخيرآ يا حبيبي، ربنا يخليك لينا، انا مبسوطة اوي
ليجيبها محمد بحنان: ربنا يحلي ايامك يا بنتي، يلا علشان نتغدا معاهم، ميصحش تخلي جوزك يستنى كتير.

أمأت له بطاعة ونزلو سويآ لتناول الغداء برفقة صقر وفرحة ورغم ان هند لاتتمكن من تناول الطعام بمفردها الا ان فتون أصرت ان تشاركهم وتقوم هي بتلك المهمة برحابة صدر، فكان غداء أسري لا مثيل له بث في روحه الراحةو الطمأنينة، وعند مرور بعض الوقت من شروعهم بلأكل قاطعتهم فوزية وهي تتنحنح بأحترام وتخبره: فوزية: أسفة يا صقر بيه بس مدام ثريا الصرفي عايزة تقابل حضرتك.

عند تفوه فوزية بلقب عائلته توقفت عن مضغ الطعام ورفعت نظراتها اليه بتية، فهي أستنتجت انها والدت أكمل
ليرسل لها هو نظرات مطمئنة وينهض للقاء والدت أكمل
وبعد وقت ليس بقليل من انفراده بها بغرفة مكتبه، وعند انتهاء ما أرادت ان تخبره به أستأذنت بهدوء وخرجت، لتنظر فتون الى أثرها وتدلف اليه بمكتبه وتسأله بتوجس: كانت عايزة ايه؟

تنهد هو بعمق وأسند رأسه على ظهر مقعده الدوار وشرد قليلآ في سقف الغرفة، يحاول جاهدآ ان يتخذ قرار
لتباغته هي بقلق: حبيبي مالك؟ الست دي كانت عيزاك ليه
أمأ لها بهدوء وأستطرد قائلآ: ولا حاجة، ممكن متقلقيش، انا بس عايزك تعمليلي فنجان قهوة من أيدك وتسبيني شوية محتاج ابقي لوحدي
أمأت له بطاعة ثم نفذت ما طلبه منها دون اي أعتراض فهي تعلم ان تلك عادته عندما يريد ان يتخذ قرار بشأن أمر مهم.

وبعد مرور عدة أيام
كانت غرفته تغط في ظلام حالك
وكان هو مستلقي على ظهره أعلى الفراش و شارد في صاحبة القلادة التي أسترقت كافة أحلامه، لينتفض بذعر عندما اندفع الباب بقوة وأنارت كافة الأضواء
ليغمض عينه كي يتحاشى الضوء ويحجبه بظهر يده وما لبث ان وضحت الرؤية أمامه، نال لكمة قوية أطاحت به.

لتجحظ عينه بتفاجأ ويمسك فكه بألم، وما ان رفع نظراته ليرى من تجرئ على ذلك تجمدت كافة حواسه وتعالت أنفاسه بأنفعال بًيَنِ
وهمهم بعدم تصديق: صقر
ليباغته صقر بحدة وهو يرفعه من حاشية ملابسه الى مستواه: اه صقر يا عديم الأصل، ايه منظرك دة هاااه تقدر تقولي عامل كدة ليه؟
همهم أكمل بخزي من نفسه: انا مستهلش أعيش غير كدة لوحدي
ليهدر صقر بعصبية مفرطة: طول عمرك غبي وتفكيرك محدود، دة أسمه هروب يا جبان.

نفض أكمل يده وجلس مطرق الرأس بخزي وغمغم بنبرة متألمة يشوبها الندم: انا خسرت كل حاجة يا صقر بغبائي ومبقاش عندي رغبة في الحياه، وأيوة جبان انا بعترف مقدرتش اواجهك لغاية النهاردة علشان عارف نفسي غلطان وعمرك ما هتسامحني
هتف صقر بجدية: بس انا سامحتك، ومتسألش عن السبب علشان هفضل الأحتفاظ بيه لنفسي
رفع أكمل نظراته اليه بعدم تصديق بعدما غامت عيناها: بجد يا صقر سامحتني.

أمأله صقر وهدر بنبرة صارمة لا تقبل الحياد وهو يرمق هيأته المزرية بشمئزاز: قسم بالله لو ما قومتش حلقت دقنك دي، وعدلت من شكلك لكون راجع في كلامي، وأحلف ما أخدك معايا
عقد حاجبه بعدم فهم وتسأل بترقب وهو يشعر ان ذلك الساكن في يمين صدره ينتفض مما سوف يتفوه به: تأخدني معاك فين؟
لاحت من صقر بسمة ساخرة على أضطرابه الواضح وأستطرد قائلآ بغموض
لما تفوق كدة وتعمل اللي قولتلك عليه هبقي أقولك سلام.

ليتركه مشدوه فاغر الفاه لم يستوعب شئ مما حدث للتو، ويشعر انه يعجز ان يستشف الى ماذا يرمي بحديثه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة