قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثلاثون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثلاثون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثلاثون

تململت هي في الفراش لعدة ثواني
ودون ان تكشف عن لألأها، فهي سهرت كعادتها الأيام المنصرمة للمذاكرة تعويضآ لدراستها التي أهملتها سابقآ بسبب أبيها، فقد أصر صقر وبشدة عليها ان تستأنف وتحصل على شهادتها وقام بكل الأجراءات اللازمة كي تستعيد القيد من جديد واخبرها انها لابد ان تفعل كي تكون فخورة بذاتها و دون اي نقاش وافقت ولم تعترض بلعكس رحبت كثيرآ فذلك كانت رغبتها سابقآ لكن الظروف هي من أحبطتها.

فتحت عيناها بتكاسل ثم تحسست الوسادة بجانبها، لتنتفض وتستفيق بلكامل بعدما فاجأتها برودة الفراش دونه، وعندما جالت محيط الغرفة بعيناها ولم تجده شعرت بضيق الشديد، فهي لا تريده ان يفارقها ولو لدقيقة واحدة تقسم انها تشعر بلأختناق من دونه، تنهدت بعمق ونهضت من الفراش.

بأحباط وإن عزمت التوجه للحمام لتقوم بروتينها الصباحي، تناهى الى مسامعها صوت خرير المياه الصادر من بركة السباحة ودون تفكير توجهت إلى الشرفة لتلقي نظرة
لتتهلل أساريرها وتصفق بسعادة وهي تتدلى السلم المؤدي إلى البركة مباشرتآ بسرعة متناهية و بطريقة طفولية للغاية، دون ان تعير أهتمام انها مازالت بثوب النوم.

كان هو في تلك الأثناء يسبح بمهارة فائقة كعادته ولكن لفت نظره ركضها اليه بسرعة طفولية للغاية، وما أجفله حقآ وجعله يتوقف هو قفزها بلمياه بأندفاع ودون تمهل، ليسرع هو اليها بلمح البصر وبتلقائية ينتشلها بين ذراعيه وينهرها بحدة وبملامح متهجمة بعدما أشر بصرامة لأفراد الحراسة ان تنصرف: انتي مجنونة يا فتون ازاي تنطي كدة وانتي مش بتعرفي تعومي.

رفعت لألأها التي تفيض بلعشق اليه وهمست برقة متناهية وهي تتعلق بعنقه: حبيبي انا بثق فيك وعارفة انك هتلحقني
هدئت ملامح وجهه بشكل ملحوظ وتسأل بمشاكسة وهو يبتسم بسمة مهلكة جعلتها تهيم به: ايه الثقة دي انتي بتحبيني ولا أيه؟
هزت رأسها بنعم وأجابته وهي مازالت تهيم به: انا بعشقك يا صقري مش بس بحبك وانت كمان بتموت فيا مش كدة.

أتسعت أبتسامته وقربها منه بشكل خطير وهمس بمشاكسة وهو يقضم وجنتها: بس انا مبحبش اللي ما بيسمعش الكلام ويخالف تعليماتي
عضت على طرف شفاهها وزاغت نظراتها بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه، وتمتمت وهي تطالع هيأتها بخجل فكان ثوم نومها الفيروزي يشف عليها ويظهر بوضوح أنحنائات جسدها التي أفقدته صوابه: أسفة، أصل لما صحيت وملقتكش كنت هتجنن ومصدقتش لما لقيتك هنا بتعوم.

رفع حاجبيه بعدم أقتناع وهمهم بجدية: انا مرضتش أقلقك وأصحيكي علشان عارف انك كنتي سهرانة بتذاكري، وبعدين دة مش مبرر انك تنزلي بقميص النوم قدام الحرس، انتي عارفة لو أتكررت تاني هزعلك ومتلميش غير نفسك
تشبثت به أكثر وحاوطت خصره بأحكام وهمست بدلال مفرط شتته كثيرآ فأخر شئ تتمناه الأن ان يغضب منها: أسفة يا حبيبي مش هعمل كدة تاني، وبعدين مش حهون عليك تزعلني انا عارفاك قلبك أبيض
فتوووووون انا حذرتك وخلاص.

هدر بها بحدة أرجفتها لكنها كانت أذكي من ان تستسلم فهي تعلم مدى تأثيرها عليه
لتقترب من وجهه وتهمس بنعومة أمام شفاهه: عمر فتون، وقلب فتون، وعشق فتون واللهي ما هكررها تاني أخر مرة
ابتلع هو ريقه ببطئ مميت وعينه أنحصرت على شفاهها القريبة منه برغبةملحة
ودون سابق انذار وكعادته المتلهفة التقط شفاهها بقبلة هوجاء بث بها ما يختلج بصدره من مشاعر جارفة.

لتتشبث هي بعنقه بقوة وتبادله بشغف وتجذبه إلى أسفل سطح الماء مما أدى لغمرهم بها، دون ان تفصل التحام شفاهها التي كان يلتهمها، ورغم ذعرها من الماءو انتفضتها التي لاحظها الا انها أرادت ان تثبت له أنها تثق به ثقة عمياء وأستمدت منه الشجاعة لتتخطى خوفهاوجعلته يشاركها أنفاسها تحت الماء، وبعد عدة ثواني معدودة رفعها معه الى سطح الماء مرة أخري وفصل قبلته بعدما شعر بأختناقها الوشيك، وهمهم بلهاث وبأنفاس ثائرة وهو يستند على جبهتهاويضمها اليه أكثر: انا عارف ان أخرتي هتبقي على أديكي يا مجنونة.

أبتسمت وهي بلكاد تستطيع ان تلتقط انفاسها وهتفت بمرح أصابه بنوبة ضحك هستيرية: انا مجنونة بيك يا حبيبي
ليهز رأسه بلافائدة فهو يشعر انها تتعمد ان تفقده صوابه وتثيره حد الجنون، ليزفر بنفاذ صبر
ويحملها برفق ويخرج بها من بركة السباحة ويصعد بها السلم المؤدي إلى غرفتهم وهو يهمس بأذنها بكل كلمات الحب التي تنبع من قلبه ويتوعد لها انه سيريها الجموح الحقيقي بلفراش.

في فرنسا وخاصتآ العاصمة الباريس
تنهدت بأرتياح وهي تقف تشاهد من خلف الكواليس، أشهر عارضات الأزياء الأوربين يتمخطرو بحرفية شديدة وبخطوات متقنة بتصاميمها التي أختطفت الأنظار رغم بساطتها وأحتشامها بعض الشئ مقارنتآ بلتصاميم الأخري التي شارك بها البعض، فهي أجتهدت كثيرآ في الشهور المنصرمة كي تكون محل ثقة لأسر الذي لا يتردد لوهلة بدعمها ولا مأذرتها.

تقدم هو منها بخطى ثابتة ورتب على ذراعها بخفة بعدما لاحظ شرودها
لتشهق هي بخفوت ثم هتفت بتفاجأ: حرام عليك يا أسر خضتني
انت سايب الناس اللي جاية تهنيك وواقف هنا روح أقعد معاهم
هز رأسه بسأم واجابها: انا زهقت بصراحة القعدة وسطهم مملة اوي متيجي تقعدي معايا
أبتسمت هي ببساطتها المعتادة وهمهمت بخجل كعادتها: لأ انت عارف اني مش بحب ابقي under the lights انا مبسوطة هنا وبجد فرحانة اوي من ردود الأفعال ونجاح العرض.

باغتها هو بجدية عكس طباعه: على فكرة تصاميمك فاقت عليا ونسبة الأقبال عليها مش عادي، انا حاسس بأذن الله ان العرض دة هيبقي وشه حلو عليكي زي ما هو وشه حلو عليا
ابتسمت بأتساع وهدرت بسعادة بالغة: يارب يا أسر انا متفائلة، ان مش عارفة أشكرك ازاي لولاك انت بعد ربنا مكنتش قدرت أحقق حلمي ولا أوصل لهنا.

أبتسم بهدوء وهدر بخفة: انتي حد جميل يا فدوة وتستهلي كل خير واللي وصلك لهنا هو أرادتك انتي وأجتهادك، ومحدش ليه فضل عليكي غير ربنا
ليضيف بخفة ظل كعادته: بس دة ميمنعش اني أطلب منك بقلب جامد، تتعشي معايا بكرة أحتفالآ بنجاح العرض
تلعثمت قليلآ كي ترد لكنها شعرت انها لو رفضت كعادتها سيكون غير لائق منها عرفانآ بدعمه لها.

ليباغتها هو بأصرار شديد حتى لا يعطيها مجال للرفض: هستناكي بكرة بليل في مطعم LeMeuriceوهزعل اوي
لو مجتيش
لينصرف ويتركها مشوشة كثيرآ فهي منذ مجيأها إلى هنا تفضل العزلة وتتجنب محاولاته الشتى بلتقرب منها.

أستقلت معه السيارة الخاصة به والفضول يتأكلها وما أثار حنقها بشدة، هي محاولاتها الشتى بأزلاقه بلحديث لكن دون جدوى ظل هو محتفظ بهدوءه
ليهتف هو بعدما لاحظ شرودها: هتفضلي سرحانة كدة كتير يا تونة
همهت بتذمر وهي تذم فمها بشكل طفولي ما زادها الا أثارة بنظره: انا مخصماك على فكرة
انت بقيت غامض اوي ومش عايز تريحني، وكل ما أسألك على حاجة تقولي خلي عندك ثقة فيا وأصبري
وبصراحة انا الفضول هيموتني.

ابتسم ورفع كفها الذي يحتضنه ولثم باطنه برقة وظل يشملها بدفئ عيناه وهو يقول: حبيبتي بعد الشر عليكي، أصبري وانتي تعرفي كل حاجة
لتهمهم هي بنعومة وهي تمرر أناملها الرقيقة على شعيرات ذقنه النامية بحركات حسية أرهقته:
ياصقر مش قادرة أصبر علشان خاطر تونة حبيبتك قولي ريحين فين
تنهد هو بعمق وحل رابطة عنقه بفوضوية بعدما شعر بأن جسده بدء بلأشتعال وهمهم بنفاذ صبر: اوعدك هجاوبك على أسألتك بس أصبري يا تونة.

ليباغتها بقوله الذي يعلم انه سيحزنها لكن ليس امامه سبيل أخر: على فكرة انا مسافر بليل
أبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهمهمت بضيق: مسافر وهتسبني تاني؟
هز رأسه بنعم وهو مازال يحتضن يدها وهدر بنبرة حنونة مطمئنة: يومين مش هتأخر عليكي متقلقيش
تنهدت بعمق وازاحت بعيناها بعيد عنه كي لا يلاحظ حزنها وشردت بلطريق، لتنتفض بقوة وتعتدل بجلستها عندما توقف بسيارته أمام منطقتها الشعبية التي كانت تقطن بها سابقآ.

لتهتف بذهول: صقر انت جبتني هنا ليه؟
أبتسم بهدوء وهو ينزع حزام الأمان الخاص بمقعده وهدر بغموض: انزلي وانتي هتعرفي
لتنصاع له وتتدلي من السيارة وهي تجول محيطهم بريبة.

ليتمسك هو بيدها ويسير بها عدة خطوات ويتوقف وهو يأشر بعينه ليلفت أنتباهها الى ذلك المبني الضخم المطلي بلون الأبيض اللامع، لتتبع هي نظراته وتنظر الى مرمى بصره لتقع عيناها على ذلك المبني الذي يأشر اليه، وتعتليه لافتة كتب عليها بخط منمق جمعية الأمل للخير، لتهمهم هي بعدم فهم متسألة:
انا مش فاهمة حاجة يا صقر.

أجابها هو وهو يبتسم بهدوء ويقف مواجه لها: حبيبتي دي جمعية خيريةلمساعدة الفقرا والمحتاجين، أسستها مخصوص علشان تقدري تساعدي الناس، زي ما كنتي بتتمني، الأجراءات بس تاخد كام يوم وبعدين نبدء نباشر نشاطها
فغرت فاهها بعدم أستيعاب وهمهمت بذهول: انا مش مصدقة يا صقر، يعني انا ممكن أعمل كدة بجد عن طريق الجمعية دي وأقدم خدمات لكل الناس الفقرا واساعدهم.

أمأ لها يؤكد على كلامها لتهتف هي بسعادة مفرطة وهي تنظر له بأمتنان: انا مبسوطة اوي، اوي يا صقر انا حسة اني طيرة من الفرحة
أبتسم لها بهدوء وهدر بنبرة عاشقة: حبيبتي تتمنى وتسيب الباقي عليا، انا عندي استعداد أجبلك الدنيا تحت رجليكي بس انتي شاوري يا فاتنتي
همهمت هي بنعومة وهي تتأبط ذراعه وتضمه لها: انا مش عايزة من الدنيا غيرك انت وبس، انت عندي بلدنيا كلها ياصقري.

أبتسم لها وسار بها وهو يحثها بعينه ان تستكشف المكان لتسير برفقته الى الداخل، وهي مبهورة بكل شئ فكان المبني من الداخل في غاية الروعة والأناقة، وظلت تتجول به وهي تركض بطفولية لتشهق بخفوت عندما وجدت صديقتها وتلك السيدة الحنون في انتظارها بأحد الغرف لتهرول اليهم وهي تهتف بأشتياق: وحشتوني اوي لتحتضنها أحسان وهي تقبلها من وجنتها بحنان وتهتف: انتي أكتر يا بنتي طمنيني عليكي.

لتقاطعم كوثر بخفة وهي تزيح أحسان وتحتضنها هي الاخري: سبهالي شوية يا ست أحسان دي وحشاني اوي
لتهتف فتون بسعادة مفرطة وهي تبادلها عناقها: حقكم عليا لو كنت غبت عليكم
لتباغتها كوثر بخفة وهي تتفحص هيأتها: الله أكبر عليكي يا فتون ايه الحلاوة دي يابت
فصلت العناق ورمقت ذلك الذي يناظرها بعشق تام وهو يبتسم على سعادتها البادية عليها، وردت بخجل بعدما تصبغت وجنتها بحمرة الخجل: الحب بيحلي يا كوثر وصقر حلي كل دنيتي.

ليهتف كل من كوثر وأحسان بفم واحد: ربنا يهنيكي ويسعد قلبك يافتون
ليقاطعم صوت ثريا وهي تدخل لهم وتبتسم بأمتنان ل صقر
ليهتف صقر: أهلآ بيكي يا مدام ثريا
أمأت له ثريا بود وأجابته: ربنا يخليك يا صقر ويجبر بخاطرك يا ابني زي ما جبرت بخاطري
لترفع فتون عيناها اليه وكأنها تتسأل عن سبب تواجدها
ليستطرد صقر موضحآ: حبيبتي مدام ثريا انا حبيت انهاتبقي معاكي وتشارك في ادارة الجمعية معاكي.

أمأت له فتون مرحبة وهي تبتسم بسعادة مفرطة وهتفت: انا مبسوطة اوي ان كل اللي بحبهم بقو جنبي وهيشاركوني حلمي
لتباغتها كوثر بخفة: امال يا ختي لو عرفتي اللي حصل في المصنع هتعملي ايه
عقدت حاجبيها ورفعت نظراتها اليه من جديد وتسألت بتية: ماله المصنع.

أجابها هو بهدوء وتعتلي ثغره بسمة هادئة محببة على قلبها: انا أشتريت المصنع اللي كنتي شغالة فيه وكتبته بأسمك وخدت حتة الأرض اللي جنبه علشان نكبره ونطوره علشان يليق بأسم فتون العزازي لما يتحط عليه
تهللت أسريرها وشعرت بسعادة عارمة لم تحصل عليها من قبل لتندفع الى أحضانه بقوة وتهمهم بعيون غائمة من شدة فرحتها:
ربنا يخليك ليا، دة كتير اوي عليا.

أجابها وهو يفصل عناقهم ويزيح بأبهامه وتلك الدمعة التي فرت من عيناها سهوآ: مفيش حاجة تغلى عليكي
لتقترب منهم ثريا وترتب على ذراع فتون بحنو شديد وهي تهتف: انتي بنت حلال يا بنتي، وانا طمعانة في كرم أخلاقك انك تسامحي أبني، والله هو ندم وبيحاول يكفر عن ذنوبه.

رتبت فتون ايضآ على ذراعها واخبرتها بصدق: انا مسامحاه يا امي من غير ما تطلبي مني، ودة علشان عارفة ان أكمل جواه حد طيب بس يمكن كان في غشاوة على عينه وربنا الحمد لله نجاه
لتبتسم ثريا بود وتهدر بأمتنان: انا عاجزة عن شكرك يا بنتي ومعروفك انتي وجوزك هيفضل دين في رقبتي لغاية ما أموت.

ليقاطعهم صقر وهو يجذبها من جديد اليه وكأنه لا يطيق ابتعادها عنه بضع خطوات ويهمهم بهدوء: حبيبتي احنا لازم نمشي علشان لسة ورايا حاجات قبل ميعاد السفر
إمأت له بأنصياع وودعتهم بود وأتبعته الى السيارة من جديد
وفور جلوسها هتفت بسعادة مفرطة وعيون حالمة تلتمع من شدة حماسها وهي تقبله من وجنته: انا بعشقك يا صقري ربنا يخليك ليا، اللي انت عملته دة كتير عليا.

رفع يدها ولثمها ببطئ مميت ثم هتف بحب وهو يشملها بدفئ عيناه: حبيبتي مفيش حاجة تغلى عليكي دة لو جبتلك الدنيا تحت رجلك مش هوفيكي حقك.

تراقصت دقات قلبها وشعرت ان الله عوضها بقطعة من النعيم بقربه، لتتنهد بعمق وبمشاعر متجأجة وقبلته بقوة بجانب فكه ثم أحتضنت وجه بين يدها وظلت تحرك اناملها بطريقة حثية أصابته بلتشتت، و همست بعيون حالمة: انا بحمد ربنا انو عوضني بيك ورزقني بحبك، مش هقولك بحبك علشان الكلمة دي ولا حاجة جنب اللي حسة بيه.

ليتحمحم هو بعدما شعر ان جسده سيبدء بلأشتعال أثر كلمتها ولمساتها التي تفقده صوابه: فتون احنا في الشارع على فكرة ولو ما سكتيش انا مش هبقى مسؤل عن اللي هيحصل، انا حاسس ان هيجرالي حاجة لو ما بوستكيش دلوقتي ومش هيهمني الفضيحة على فكرة ولا فورجت الناس علينا
لتضحك هي برقة متناهية و تأشر على فمها انها ستلتزم الصمت
ليبادلها هو ضحكاتها بأخري حنونة ويقترح بعدها: ايه رأيك لو روحنا اول مكان جمعنا.

أمأت له بقبول ومازالت بسمتها لم تفارق فاهها
لينطلق هو بها ويتوجه الى ذلك المكان القريب الى قلبه.

خرجت هي برفقة زملائها من الحرم الجامعي وهي تضحك على طرفة أطلقتها أحد من صديقتها
وعند انهماكها بلحديث سحبتها احد زملائها من محيطهم و نكزتها بذراعها وأشرت لها بعيناهاعلي ذلك الشاب الذي يستند على مقدمة سيارته ولم يزيح بعينه عنها كعادته كل يوم
لتهتف فرحة بأنزعاج بعدما نظرت لمرمي بصرها: افففف بقي هو الرخم دة مش بيزهق دة انا زهقتلو.

لتقاطعها صديقتها وهي تتمعن به بأعجاب واضح: يا بنتي حرام عليكي دة رخم دة زي العسل وملون كدةو حاجة تفتح النفس بصحيح، دة كفاية عربيته تجنن
رفعت فرحة جانب فمها بأمتعاض وهمهمت موبخة لها وهي تشعر بنيران تشتعل داخلها ولا تعلم سبابها: عجبك اوي، انتي فاضل شوية وعيونك تطلع قلوب
لتهتف صديقتها بلؤم: انتي زعلانة ليه يافرحة هو مش رخم وانتي مش طيقاه، سبيني أجرب حظي معاه يمكن أعجبه.

تنهدت فرحة بعمق كي تكبح رغبتها القوية في ان لا تقتلع خصلاتها وتمرغها بلأرض وتنهش من لحمها وهتفت وهي تتصنع الثبات كي تقصف جبهتها: اولآ دة صاحب جوز أختي، وانا أقول اللي انا عايزاه عليه ملكيش دعوة وثانيآ ودة الأهم، انتي مش ذوقه ولا أستيله ياريت تبقي تبصي في مرايات بيتكم علشان تتأكدي، سلااااام.

لتترك صديقتها تستشيط من الغضب وتتوجه له بخطوات متعجلةوعندما وقفت مقابل له صرخت بوجهه بحدة: انت بتعمل ايه هنا هو انت ايه ما بتفهمش قولتلك انا مليش في الجو دة ولا بحب نظام الصحوبية والكلام الفارغ دة.

أبتسم بهدوءو هدر وهو ينزع نظارته الشمسية بخفة ليكشف عن ينابيع العسل خاصته التي أنعكس عليها ضوء الشمس وزادتها صفاءآ وتوهجآ: يخربيت جمالك هو في كدة، طب سلمي عليا الأول ولا حتى قوليلي ازيك هو لدرجادي مش طيقاني
لترد هي بغيظ: أكرررررم بطل طريقتك دي علشان مش هتدخل عليا، وأحب أقولك مش انا اللي تتسلي بيها في الف وحدة غيري يتمنو الشرف دة، لكن انا لأ يا أكرم.

ليرد عليها هو بجدية عكس طباعه العابثة: ومين قالك اني عايز اتسلي يا فرحة انا قولتلك الف مرة انا غرضي شريف، انا بس عايز أخد منك موافقة مبدئية علشان أفاتح صقر
زاغت نظراتها بتوتر وتصبغت وجنتاها بلأحمر القاني وهمهمت بخجل وهي تتحاشى النظر لعينه: طب ما تفاتحه هو انا مانعتك، ولا انت بتتلكك
أبتسم بأتساع وهتف بعدم تصديق: يعني أفهم من كدة انك موافقة يافرحة
أمأت برأسها بحركة بسيطة دليل على موافقتها.

لتتهلل أساريره ويهدر وهو يطالعها بينابيع العسل خاصته بحب: يعني في قبول مش كدة
رفعت هي نظراتها اليه وهتفت بشراسة ممزوجة بخجل: ايوة هو انت لازم تحرجني يعني، يلا سلااام انا ماشية وان كادت تخطو خطوتين بعيد عنه أعترض طريقها وهتف برجاء:
تعالي اركبي معايا هوصلك
دة انا في مقام خطيبك دلوقتي
هزت رأسها بنفي قاطع وأجابته بثبات: اولآ انا لسة مبقتش خطيبتك ومفيش حاجة رسمي بينا.

وثانيآ بقي ودة الأهم انامقدرش أخون ثقة صقر وفتون فيا وأعمل حاجة من وراهم ولو سمحت يا أكرم بلاش تيجي هنا تاني وتحرجني وسط زمايلي، عن أذنك انا لازم امشي علشان وقوفي معاك كدة غلط.

لتنصرف وتتركه يهيم بأثرها فحديثها معه ما ذاده الا أصرار عليها، فهي رغم سنها الصغير بلنسبة له الا انها تمتلك شخصية قوية فاقت عمرها، هو لا يعلم لما هي بلذات دون عن غيرها، نعم هو كان له عدة علاقات متتعددة سابقآ لكن كانت كلها لهو وعبث ليس أكثر اما هي لم يشعر مع أحد مثلما يشعر معها فهي بريئة نقية وما يزيدها في نظره أحترامآ واجلالآ هو الحدود الألزامية الصارمة التي تضعها لنفسها، وبرغم من جمالها الهادئ وطلتها الطفولية بعض الشئ الا انها أسرت قلبه دون هوادة.

ليتنهد بعمق ثم يرتدي نظارته الشمسية من جديد ويركب سيارته ويشرع في قيادتها بعدما عزم أمره ان سيطلب يدها من صقر بلقريب العاجل.

بعد وصولهم الى هناك جلسو على ذلك المقعد الرخامي المعتاد وظل هو يقربها منه بتملك شديد، لتستند هي على كتفه وتخلل أناملها بخاصته، ليمر بعض الوقت وكل منهم ينعم بقرب الأخر دون اي حديث شاردين فقط بكل ما مر بهم،
تنهدت هي بعمق ثم رفعت كفه وضمته الى خافقها الذي كان يثور بين ضلوعها، وكأنها تريد ان تخبره بطريقة حسية ان حبها له تعدي المألوف.

ليباغتها هو بنبرة حنونة مطمئنة داعبت حواسها: حاسس بيه وبدقاته يا فتون وقلبي ما يقلش حاجة عنه، لينقل يده المتشابكة معها ويضعها على خافقه هو ايضآ
لتبتسم هي بأتساع بعدما شعرت ان نبضات قلبه تتراقص مثل خاصتها لتهمهم بنبرة عاشقة وهي تغوص بعيناه: انا حاسة ان اللي انا فيه دة كتير اوي عليا انا حسة اني بحلم.

ليداعب هو خصلاتها المتطايرة بفعل نسمات الهواء ويهتف بنبرة متألمة يشوبها الندم وهو يشملها بدفئ عيناه: انتي اللي كتير عليا يافتون
انا بشكر ربنا انو رزقني بحد في طيبتك و حنيتك وأصلك الطيب،
انا بجد أسف يا فتون على كل حاجة، انا ياما جرحت فيكي وشكيت في اخلاقك، انا مش عارف ازاي سبت أفكاري العرفية دي اتمكنت مني وخلتني اتصرفت بأنانية وكنت هضيعك من ايدي.

انا كل ما أفتكر انك سامحتيني وغفرتيلي اللي حصل بحس ان قلبي بيتعصر من الندم ودماغي هتتشل من كتر التفكير، واحس قد ايه انا اناني ومستهلش حبك
لتقاطعه هي وهي تحتضن وجهه وعيناه تفيض بعشقه: انا سامحتك، علشان انت حبيبي و كل حاجة ليا، انت انقذت حياتي مرتين، مرة هنا في نفس المكان من سنين ومرة تانية لما انقذتني من جمال،.

انا كنت يأست من حياتي وأستسلمت وقولت نصيبي كدة أعيش في الغلب عمري كله، لكن ظهورك رجعلي الامل تاني في الحياه وقولت ان اي حاجة تحصلي واناجنبك هتحملها، علشان هتكون أهون بكتير من اللي كنت هشوفه من غيرك،.

ليستأنف وهو يشرد بلفراغ ويغمغم بعيون غائمة ومازال الندم يعتريه: متحاوليش تبرريلي أنانيتي يا فتون انتي مهما قولتي دة مش هيغير من شعوري بلذنب، انتي من غير قصد منك واجهتيني بنفسي وحسستيني اني غبي وخلتيني اتكسف من نفسي، دة حتى أمي وبرغم انها أذتك وحرمتك من ابوكي سنين، الا ان كرم أخلاقك وأصلك الطيب خلاكي تقابلي أساءتها ليكي بلأحسان وتراعيها في مرضها بعد كل اللي حصل، انا مش غافل عن كل دة يافتون، وعلشان كدة هفضل عمري كله أحاول أعوضك.

تنهدت هي بعمق ومدت اناملها تجذب وجهه لها بحنان لتثبت نظراته عليها وهمهمت بحب: انا مش عايزة حاجة غيرك، انت عوض ربنا الجميل ليا يا صقري
ليخبرها هو بنبرة صادقة نابعة من صميم قلبه وهويتناول يدها ويلثمها برقة: بحبك ياتونة ربنا يقدرني وأسعدك وأحققلك كل أحلامك.

لتبتسم هي وتباغته بمشاكسة وهي تضيق عيناها: بمناسبة الأحلام يا استاذ صقر! هو انت سمعتني انا ودود مش كدة لما كنا في الجنينة وبقولها نفسي اساعد اهل منطقتي القديمة
ابتسم هو ليأكد على شكوكها وهدر بجدية: على فكرة انا سمعتكم بلصدفة مكنتش قاصد أتصنت عليكم
ليقرص وجنتها برفق ويرفع حاجبه ويستأنف بمغزى: انا مش زي ناس بتتصنت على الابواب زي الحرامية.

تحمحمت بحرج وأخبرته وهي تتحاشى النظر لعينه بعدما تفهمت انه كشف انها كانت تسترق السمع أثناء زيارة والدة أكمل اليهم:
بصراحة فضولي كان هيقتلني لو مكنتش سمعتكم بتقولو ايه انت ومامت أكمل.

لتهمهم وهي مطرقة الرأس: انا سامحته ياصقر، انا عارفة ان أكمل مش وحش وواللهي جواه كويس، هو اي نعم أخدني وسيلة علشان ينتقم منك، وانا مليش اي ذنب، لكن كفاية انو مرضاش يبلغ عني لما حاولت أقتله، ولما روحتله المستشفي بعديها حسيت قد ايه هو ندم وفضل يعتذرلي ويطلب مني أسامحه، انا مفارقش معايا غير انو عرفني عليك.

ليقاطعها هو بهدوء: ويمكن دة نفس السبب اللي خلاني اناكمان أتغاضي عن اللي حصل واسامحه وكفاية انو دخلك حياتي، مش عيب اننا نغلط يافتون العيب هو التمادي في الغلط وفي الأول والأخر كلنا بشر وخطأين
قاطعته هي بهدوء: وعلشان كدة سميت الجمعية على أسم أخته أمل.

أمأ لها واخبرها بصدق: أكمل مخسرش أمل لوحده، كلنا خسرناها، انا كنت بعزها زي فدوة بلظبط وحاولت أساعدها كتير بس للأسف القدر كان أقوى مني، وحبيت أفرح امها لأني عارف قد ايه هي عانت بعد موتها
أرتمت هي بحضنه وهتفت بعشق تام: انت حد جميل اوي يا صقر انا فخورة انك جوزي وحبيبي
ليهمس هو بحب وبنبرة مشاكسةوهو يلثم مقدمة شعرها: انا شايف ان يلا بينا علشان هتأخر على الطيارة، ولسة ورايا كلام كتير عايز أقوله في أوضتنا.

عضت هي طرف شفاهها بخجل وتدرجت وجنتها بحمرة محببة اليه بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه لتهز رأسها بطاعة
ولينهضو سويآ و يستقلو سيارته من جديد ويتوجهو الى قصر العزازي.

في صباح اليوم التالي
وخاصتآ في باريس عاصمة النور كما يطلق عليها
فتحت هي عيناها بتكاسل، وتنهدت بأنزعاج بعدما تعالت دقات الباب وكادت ان تصيبها بلصمم لتنهض بقوة وهي تفرك عيناهاوتتوجه الى الباب لفتحه وهي تتوعد لذلك الطارق الذي تجرء على ازعاجها بهذا الشكل
فهي بعد عرض أمس قررت ان تعطي نفسها الراحة الكافية تعويضآ عن أرهاقها الفترة المنصرمة بسبب العمل.

لتشهق بقوة وهي تجد صقر يستند على أطار الباب ويبتسم لها بمشاكسة وهو يهتف: ايه يافدوة نايمة تحت الأرض حرام عليكي بقالي نص ساعة بخبط
صرخت وارتمت بحضنه وهي تشعر انها حقآ افتقدته: صقر انت هنا بجد
رد هو بمشاكسة: اه أعمل ايه، قولت أسأل بدال ما حضرتك سافرتي ونستينى.

فصلت عناقهم الأخوي وسحبته إلى الداخل وهي ترحب به بحفاوة ثم ردت بخجل وهم يجلسو سويآ على احد الأرائك التي تتوسط الغرفة: انا قولتلك انزل علشان خالتو لما تعبت، وانت مرضتش وصممت أخليني هنا، وقولتلي فتون معاها وبعدين انا بطمن عليها كل يوم من فتون هو بس الكام يوم اللي عدو، مكلمتهاش علشان كنت مشغولة اوي بتحضير العرض.

أبتسم هو بهدوء ورتب على وجنتها بحنو واجابها: انا مش زعلان يا فدوة بلعكس انا مبسوط اوي علشانك، سمعت ان العرض كسر الدنيا وان الصحف نزلت مقال عنك واشادت بتصاميمك
انا فخور بيكي يا فدوةواذا كان على أمي متقلقيش فتون بنت حلال ومسبتهاش
ابتسمت هي بود وتسألت بتلقائية دون تكليف: قولي مفيش بيبي جي في السكة نفسي اوي ابقي Aunt.

هز رأسه بلا ثم أطرق برأسه وأخبرها بضيق: انا اللي رافض يافدوة، انتي عارفة الظروف اللي كنا فيها تعب عمي ومرض أمي وموت عزت ابو فرحة، كل دول حاجات خلتني قصرت في حقها، وكمان كان نفسي تكمل تعليمها الأول
لترتب هي على يده بهدوء وتهمهم بثقة فهي تعلمه عن ظهر قلب: انا عارفة ان كل الأسباب دي مقنعة بس انا عارفة ان في سبب تاني أهم منهم وانت مش عايز تقوله.

رفع نظراته لها بضياع وتناول علبة سجائره وأشعل أحدهم بأهمال ثم تنهد بعمق وغمغم بضيق: خايف تكون استمرت معايا علشان بس انقذتها من حياتها القديمة، وخايف تكون حاسة أني مستهلهاش وعيشتها معايا عرفان منها مش أكتر وعلشان كدة خوفت تحمل أطفالي منها الذنب وتضغط عليهم زي ما كانت أمي بتضغط عليا.

هزت فدوة رأسها مستنكرة حديثه وهدرت بهدوء كي تزيح تلك المخاوف عنه: انت غلطان يا صقر، فتون بتحبك بجد، دي ما رضتش تأذيك في شغلك، وكمان حاولت تقتل أكمل علشان بس بعدها عنك دي مهمهاش انها ممكن تقضي الباقي من حياتها في السجن، وكل اللي كان فارق معاها انك تعرف انها مظلومة وبتحبك، وبعدين انت عارف كويس ان فتون مش شبه خالتو في حاجة، هي ملهاش ذنب بلي كانت خالتو بتعملو فيك، وصدقني هي بتحبك اوي.

ليهمهم بأقتناع وهو يشرد بفاتنته: انا كمان بحبها اوي يافدوة وانشاء الله اول ما أرجع هصلح كل حاجةوهحاول أعوضها بس الاول لازم أعملها فرح، هي مش أقل من حد علشان أسرق فرحتها
لتبتسم هي وتخبره بثقة: زي ما اتعودت عليك، وعمرك ما خالفت ظنوني طول عمرك جدع وحنين وقلبك ابيض من اللبن الحليب، ربنا يهنيكم ويسعد قلوبكم يا صقر.

لتتنهد بعمق وتشرد بنقطة وهمية بلفراغ وهي تتذكر مالك قلبها الذي خزلها: عارف يا صقر أحلي حاجة لما تبقي جنب حد بيحبك ويستهلك وعنده أستعداد يضحي بأي حاجة علشان بس يبقي معاك صدقني الحياه بتبقي مختلفة، بتحس ان في حد بيشاركك أنفاسك ومالي الدنيا عليك، ووقت ما بتحتاجه تلاقيه جنبك أقرب ليك من ظلك
ليقاطعها هو بهدوء كي يسبر أغوارها: أهم من كل دة اني أكون انا بحبه.

غامت عيناها لوهلة وارتجف قلبها وهمهمت بتأثر: مش كفاية تكون بتحبه في حاجات أهم من الحب ياصقر
ليهتف هو بهدوء كي يبعث بها الأمل: ومحدش بيفضل على حاله يا فدوة، الزمن كفيل يغير حاجات كتير
عقدت حاجبيها وتسألت بعدم فهم: يعني ايه يا صقر مش فاهمة تقصد ايه؟
اجابها هو بجدية: انا ب اؤمن دايمآ بلفرصة التانية بلحياه ياريت انتي كمان تعملي زي وتديله فرصة تانية.

ردت بذهول بعدما ادركت انه يقصد شخص بعينه وهي تنهض بقوة من جانبه: يعني ايه زيك؟
أجابها بهدوء وهو ينهض مواجه لها ويحاوط ذراعها بحنو: صدقيني أكمل أتغير وندم على كل حاجة وكفاية انو كان هيخسر شغله وحياته، لمجرد انه حاسس بتأنيب الضمير، انا مش ربنا علشان أحاسبه وبيتهيئلي هو اتعذب كفاية ببعدك عنه، واذا كان عليا انا سامحت في اللي يخصني.

هزت رأسها بعدم أقتناع وأخبرته بضيق وهي تعاند صرخات قلبها: هو أكيد نساني ياصقر ومش محتاج مني فرصة لأي حاجة، انا قفلت صفحته ومش هفتحها تاني
وياريت متكلمنيش عنه بعد كدة مش عايزة أعرف عنه حاجة
تنهد صقر بيأس وأخبرها بهدوء: انامش بضغط عليكي دي حياتك وانتي حرة فيها، وفي الأول والأخر القرار يرجعلك
أمأت له كي تؤيد حديثه ليباغتها هو بخفة: طب يلا تعالي معايا عايز أشتري لفتون فستان أبيض وشوية حاجات.

أمأت له برحابة وهي تبتسم لكن عندما تذكرت دعوة أسر لها
تلعثمت وزاغت نظراتها ولم تجيبه
ليترسل من جديد: شكلك مش فاضية النهاردة و وراكي حاجة
هزت رأسها وأخبرته بحرج: لا ابدآ ياصقر، بس أصل، أسر عازمني على العشا علشان يحتفل بنجاح العرض وبصراحة مليش نفس أروح، وحسة اني مش هبقي مبسوطة معاه لوحدنا
لتستأنف برجاء: تعالى معايا علشان خاطري ياصقر انا مش حابة أروح لوحدي.

هز رأسه بعدم أقتناع وأخبرها: لا انا حجزت طيارة أخر النهار لما وصلت بصراحة فتون وحشتني الكام ساعة دول ومش عايز اتأخر عليها، ومتنسيش اني كنت مع عمي في ألمانيا وملحقتش أشبع منها، انا كنت جي بس أطمن عليكي، واه على فكرة لازم تبقي موجودة وتقفي جنبي، انا هعمل الفرح كمان أسبوعين وهفاجأ بيه فتون واظن دة وقت كافي ترتبي أمور شغلك وتحصليني
أمأت له بفرحة عارمة وهي تتمني له السعادة والهناء برفقة فاتنته.

ثم رافقته لشراء فستان الزفاف وظلت برفقته الى موعد سفره
ليعود هو الى فاتنته ويتركها تعود كي تستعد للعشاء المزعوم برفقة أسر.

أسدل الليل ستائره ليعم الظلام وهو يصحب معه ربما شعاع أمل جديد.

لم تبالغ هي كثيرآ بطلتها كعادتها وارتدت فستان بسيط من اللون الكريمي و حذاء من نفس اللون أكتفت فقط بملمع شفاه وردي لا غير، وعند وصولها في الوقت المحدد لذلك المطعم المنشود التي تقسم انها لم تري بفخامته بحياتها بسبب ديكوراته الأنيقة الكلاسكية المماثلة وتلك المرايا العتيقة المعلقة على كافة الجدران و تلك الثريات الكرستاليه والنقوش المبهرة التي تزين الجدران،.

تنهدت بسأم عندما لم تجد أسر بأنتظارها لكن النادل أخبرها بأحترام ان طاولتهم الخاصة بهم تم حجزها في الهواء الطلق أمأت له بتفهم وسارت معه اليها لكن ما فاجأها كثيرآ وأشعرها بعدم الأرتياح، هو ان طاولتهم كانت منعزلة بعض الشئ و كان يزينها الكثير من الشموع والورود الحمراء فكانت الأجواء رومانسية للغاية تليق بعاشقان متيمان ليس برفقات عمل مثلها هي وأسر.

تنفست بعمق وهي تنظر بساعة يدها فأسر قد تأخر عن موعده بضع دقائق، لتتجمد كافة حواسها عندما أستمعت الى صوت فيروز يصدح بلأجواءبتلك الكلمات التي أصابتها بتوتر وارجفت قلبها.

أنا لحبيبي وحبيبي إلى يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي لا يعتب حدا ولا يزعل حدا أنا لحبيبي وحبيبي إلى حبيبي ندهلي قلي الشتي راح رجعت اليمامة زهر التفاح و أنا على بابي الندي والصباح و بعيونك ربيعي نور وحلي و ندهلي حبيبي جيت بلا سؤال من نومي سرقني من راحة البال أنا على دربو ودربو عالجمال يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي.

تلك الأغنية هي المحببة اليها ودائمآ تذكرها به اليس هذا غريبآ بعض الشئ أيعقل انه يكون يراقبها كالسابق ويتعمد تشتيتها
ذلك هي الشكوك التي ظلت تراودها وكادت تطيح بعقلها
لتتسارع دقات قلبها بأضطراب و تخاطب عقلها بصوت مسموع وهي تمسد جبهتها محاولة منها أزاحت تلك الذكريات العديدة معه التي أثارتها كلمات فيروز بها: أخرج من دماغي يا أكمل حرام عليك هتجنن، انا تعبت، تعبت نفسي انساك مش عارفة.

لتتنفس بعمق كي تستعيد ثباتها من جديد لكن دون جدوى فبرغم كل ماحدث مازال يهفو عليها، ربما لم تسامحه لكن لم تتوقف عن حبه ولو لوهلة واحدة،.

لتزفر بضيق فهي تعلم ان حديث صقر هو ما شتتها كثيرآ وجعل عقلها اللعين يعيد التفكير به من جديد لكنهاظلت تعاند كي تقوى من جديد وتسترد عزيمتها السابقة، لتنهض عازمة الأنصراف بعدما يأست من حضور أسر فهي قد أتت كي لا تغضبه لكنها غير ملزومة بعدم التزامه وحضوره بلموعد، وإن كادت تخطو خطوة واحدة لفت نظرها تلك الألعاب النارية التي أنطلقت بلسماء وأضائتها بألوان مخملية انعكست على الأجواء وجعلتها مبهرة للغايةومفعمة بلرمانسية، لتبتسم بهدوء و ترفع رأسها للسماء و تتابع أنطلاقهم واحدة تلو الأخري بأنبهار وبشرود تام.

وحشتيني يا فدوتي
هدر هو بها بلوعة وبنبرة متألمة أرهقها الفراق وهو يحمل بيده باقة ورد حمراء متناسقة بشكل يخطف الأنفاس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة