قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثالث والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثالث والعشرون

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الثالث والعشرون

دام عناقهم لعدة دقائق طويلة وظلت هي تنتحب بقوة داخل احضان صديقتها التي افتقدتها كثيرآ وافتقدت حنانها
لتهمهم كوثر بعتاب وهي ترتب على ظهرها: كدة برضو يا فتون تغيبي عني كل دة ومعرفش عنك حاجة انتي وفرحة مكنش العشم يا ختي
اجابتها فتون بنبرة متحشرجة اثر بكائها المستديم: معلش يا كوثر الشديد القوي هو اللي منعني عنك.

لتقطع كوثر عناقهم وتخبرها بحزم: عايز اعرف كل حاجة يا بت العايق واوعي تكدبي عليا علشان عنيكي هتفضحك
اجابتها فتون بأنكسار: لو كدبت على الدنيا كلها مش هعرف أكدب عليكي يا كوثر هحكيلك كل حاجة وهطلب منك خدمة محدش هيعرف يعملها غيرك
كوثر برحابة: قولي وانا مش هتأخر عنك يافتون
فتون: عيزاكي تروحي لفرحة مدرستها بس خلي بالك ليكون جمال مخلي حد من رجالته يراقبك.

ضربت كوثر صدرها وهتفت بفطنة: لأ متقلقيش هأخد بالي بس انتي قولي عيزة توصليلها ايه
فتون موضحة: عايزاكي تقوللها متخرجش من باب المدرسة الا بعد امتحاناتها انا خايفة تيجي هنا وابويا يمنعها تحضر الامتحان وتروح عليها السنة وتعبها وتعبي يروح على الفاضي
هتفت كوثر بعدم فهم: ابوكي يمنعها ازاي وهو مسجون
اجابتها فتون بضيق: جمال قالي انو هيفرجو عنه بعد يومين.

رفعت كوثر جانب فمها بأمتعاض وهتفت بغيظ: منهم لله الاتنين العن من بعض
لتستأنف بتسأل وبعدم رضا: هو انتي هتتجوزي جمال بجد
لتجيبها فتون بنبرة متألمة منكسرة اضنتها الحياه: انا تعبت يا كوثر لغاية امتي هفضل احارب في الدنيا وانا بحاول احمي نفسي من جمال وغيره وفي الاخر محدش يصدق اني شريفة
انا اقرب حد ليا هو اللي قسم ظهري وخلاني طول عمري مطاطية رأسي و شايلة شيلة تقيلة عليا، عارفة لما يكون الحد دة.

المفروض ابويا و إن هو الراجل الوحيد الملزم بحمايتي والمفروض برضو انو سندي وظهري في الدنيا، هو اللي مرخصني وكسرني يبقي مفيش راجل هيجي يصوني ولا يحميني بلعكس دة هيجي عليا أكتر لما يحس اني مليش حد يزعل على زعلي واعتمد عليه، حتى اللي كنت فاكرة ربنا عوضني بيه وهيحميني منهم اتخلي عني وحكم عليا زيهم واكتشفت ان مستحيل واحد بمكانته يتقبل وحدة زي، انا اخري اتجوز واحد زي جمال من نفس توبي لتضيف بسخرية مريرة: يعني بت العايق عيزاها تتجوز ايه غير واحد سوابق وبلطجي ميتخيرش عن ابوها.

اللي زي يا كوثر ملهمش سند غير ربنا وانا فوضت امري ليه
هتفت كوثر بعيون غائمة وهي تواسيها: ربنا مبيرضاش بلظلم وأكيد هينصفك
اجابتها فتون بقلة حيلة: ونعمة بالله يا كوثر
لتبتسم كوثر وترتب على يدها وتقول بفضول: احكيلي بقي احسن دماغي بتودي وتجيب
امأت لها فتون بحسرة وأخذت تقص عليها كل شئ من البداية وتخبرها بكل ما مرت به مع مالك قلبها.

تدلت من عندها بعد بعض الوقت وحين تأكدت من ان لا أحد يتتبعها توجهت إلى تلك المدرسة الداخلية التي تدرس بها فرحة وعند وصولها وتم السماح لها بمقابلتها اتت هي اليها بلغرفة المنعزلة التي تخصصها المدرسة للزوار من الاهالي لتهدر فرحةبقلق: ايه اللي حصل ياكوثر فتون كويسة
طمأنتها كوثر واخبرتها بأقتضاب عن ما أوصتها به شقيقتها بشأن اختباراتها وأخبرتها ايضآ بشأن زيجة فتون من ذلك المقيت.

لتهتف فرحة بعدم رضا: لأ، ازاي تتجوزه وهي مش بطيقه وبعدين فتون بتحب صقر وهو وعدني ياخد باله منها
همهمت كوثر بضيق وهي تتحسر على حال صديقتها: مبقاش ينفع الموضوع كبير يا فرحة ومش هتفهميه علشان خاطري اسمعي كلام أختك ومتتحركيش من عندك لغاية امتحاناتك متخلص على خير
لتهتف فرحة بترجي وبعيون
غائمة: طب قوليلي وفهميني يا كوثر انا مش صغيرة وهفهم بس انتي ريحيني ليه مبقاش ينفع صقر وفتون يبقو مع بعض.

لتتنهد كوثر بعمق بعدما تأثرت بالحاح فرحة وأخبرتها بأقتضاب مختطفات مما قصته فتون لها
في صباح اليوم التالي داخل مشفي الجارحي
ظل ملازم بجانب فراشه منذ ليلة أمس
ينتظر افاقته لكن لا جديد فبعد ان اتي به إلى هنا اعاد فحصه و بعد مجهود مضني اوقف النزيف وتم تقطيب الجرح من جديد فبسبب حركته الزائدة وانفعاله الاهوج تضرر جرحه و بعد ان استقرت حالته نسبيآ تركه توجه الى مكتبه.

ليباشر القليل من عمله، جلس على مقعده الدوار خلف مكتبه
وظل يفرك بعينه يحاول ان يكبح رغبته في النعاس فهو منذ ليلة أمس لم يبرح مكانه ولم يغمض له جفن طرقات خافتة اجفلته ليأذن للطارق بلدخول اذا بها تتقدم منه بملامح جامدة يكسوها البرود فهي منذ رؤيتها لتلك الشقراء بلأمس وهي تستشيط غضبآ منه لتتسأل: مفيش جديد
هز رأسه بيأس واخبرها: لأ لسة ما فاقش.

هدرت هي بعملية: حالات كتير بيحصلها كدة ووارد يحصله اضطرابات بسبب النزيف
امأ لها بتفهم وهمهم بضيق: انا نفسي اعرف ليه اتغابي كدة وساب المستشفي
استطردت هي بمغزي: يمكن كان حابب يودعها
تنهد بضيق وسألها: هي هتسافر امتى؟
اجابته هي بأقتضاب: بكرة الصبح
دلك رقبته برفق كعادته عندما يتوتر وسألها بحذر: تفتكري ممكن تسامحه وترجعله.

حانت منها بسمة هازئة استفزته وأخبرته بثقة: مستحيل فدوة لأول مرة في حياتها تاخد قرار صح، وبعدين صاحبك ميستهلش كفاية انو كسرها واتخلي عنها
هدر هاشم بحدة دفاعآ عنه: بلاش تقسي عليه علشان في حاجات كتير انتي متعرفهاش خليته يعمل كدة
ردت ساخرة وبأندفاع كعادتها: مهو صاحبك ولازم تدافع عنه معلش نسيت ان أنت ملكش حد غيره دة حتى خطيبتك المصون بتموت فيه وكانت يا حرام قاعدة جنبه طول الليل بتواسيه في غيابك.

لتضيف بتهكم تقصدته: مهو زي أخوها مش كدة وأكيد انت بثق فيها ثقة عمياء
هتف هو بغيظ بعدما ادرك الي
ماذا ترمي بحديثها المبطن: مييييي بلاش تستفزيني انا مش ناقصك أكمل ونيرة فعلآ زي الأخوات ومن زمان فبلاش لف ودوران انا عارف تقصدي ايه بكلامك
اجابته هي بدهاء انثوي قاصدة ايلامه على ادعائه الواهي لها بشأن خيانتها له: المبادئ مبتتجزئش يا هاشم وأظن انت فاهم قصدي كويس.

جذبها بقوة من ذراعها وهدر بغضب ونفاذ صبر فقد طفح به الكيل: انتي عايزة ايه؟ ارحميني بقي انا تعبت منك، لا كان عاجبك أبقي معاكي ولا قادرة تسبيني أعيش من غيرك، مكفكيش أستغفالك ليا و أهانة لرجولتي عايزة ايه تاني؟
حسرت نظراتها على عينه تحاول ان تجد هاشم خاصتها بأعماقهم.

لكن لم تجد شئ سوى الغضب والنفور الواضح وظلت تتسأل هل حقآ تغير الى ذلك الحد، هل هذا هو متيمها الأسبق تعلم انه مازال يكن لها المشاعر ولكن هل الحب كلمة يتفوه بها فقط ام لها تبعات فأين الثقة التي هي أساس الحب اين؟
غامت عيناها لوهلة ثم أطرقت برأسها وحاولت سحب ذراعها من قبضته، تركها هو بعدما زفر بنفاذ صبر وولاها ظهره والغضب يتملك من كل خلية به.

لتهمهم هي بثبات عكس انهيار دواخلها: صدقني مبقتش عايزة حاجة، انا بس حابة أقولك ان كلنا بنغلط وانا عارفة اني استهترت بمشاعرك زمان بس والله ما قصدت أجرحك او اقلل منك وعمري ما خنتك زي ما أنت متصور
حانت منه بسمة هازئة واجابها بأصرار: بلاش تكلميني عن زمان وتفكريني انا كنت قد ايه مغفل
ردت هي بدفاع وبنبرة حزينة يشوبها الندم: انا فوقت متأخر اوي يا هاشم بعد فوات الأوان.

أغمض عينه بقوة يحاول ان يتغاضى عن تأثير كلماتها عليه
و ندمها الواضح، لكن كبريائه كا رجل منعه بقوة من تصديقها فماذا يفعل بشكوكه
التفت لها ونظر لها نظرة عميقة لائمة وهتف بثبات: كويس انك عارفة انو فات الأوان يا مي ومبقاش ينفع و ياريت بعد كدة متتدخليش في اي حاجة تخصني وتتقبلي فكرة ان انا وانتي خلاص انفصلنا
همهمت هي بضعف وبعيون غائمة: اوعدك عمري ما هتدخل تاني في حياتك
أمأ لها بملامح جامدة
وان همت لتغادر.

فتلت رأسها بقوة وانتابتها ذلك الدوار اللعين المصاحب لها بلأونة الأخيرة، وضعت يدها على وجهها تحاول ان تتماسك امامه لكن دون شعور انهارت قواها وان كادت ان تسقط أحال هو بينها وبين ارتطامها بلأرض فقد اندفع بسرعة بديهية اليها عندما شعر بعدم توازنها، شعرت هي بساقيها يرتفعا في الهواء اثر حمله لها بين ذراعيه شهقت بخفوت ثم اسندت رأسها على صدره بهوان وأستسلمت اما هو توجه بها بسرعة فائقة إلى غرفة الكشف الخاصة به ومددها على فراش المعاينة برفق وحاول جاهدآ ان يفيقها وحين رمشت هي عدة مرات بهوان وادرك انها بدئت في استعادة اتزانها جلس بجانبها على طرف الفراش وقلبه يعتصر من القلق وهمهم بلهفةلم يستطيع أخفائها: انتي كويسة.

امأت له بضعف وحاولت النهوض ليمنعها برفق ويخبرها بأصرار: استني لازم اطمن عليكي وأعملك شوية تحاليل وفحوصات علشان اعرف سبب الدوخة دي ايه؟
هزت رأسها بنفي قاطع فحتمآ إذا فعل سيكتشف أمر حملها
وهمهمت بنبرة متسرعة يشوبها الخوف وهي تنهض بقوة: لأ انا كويسة وبقيت أحسن
لا يعلم لما ساوره الشك لعدة ثواني.

بشأنها فردت فعلها تلك كان مبالغ بها كثيرآ، ظل يتوافد على ذهنه الكثير والكثير من الأفكار ليهتف بشك: مالك خايفة كدة دي فحوصات عادية
هدرت هي بحدة: قولتلك لأ انا كويسة وعايزة امشي
حانت منه بسمة هازئة فحتمآ يتخيل الأمر ليس الا لتباغته هي بغيظ: ممكن افهم بتضحك ليه يا دكتور؟
اجابها هو ساخرآ: أصل تخيلت ان ممكن تكوني حامل
تجمدت ملامح وجهها وهمهمت بتلعثم: ايه اللي انت بتقوله دة.

أستأنف هو بسخريةلعينة وبنبرة متهكمة: ما انا قولت برضو مستحيل توصل بيكي لكدة أكيد انتي عندك وعي كافي ومش هتعملي كدة من غير جواز
تعالت انفاسها بأنفعال من حديثه المبطن الذي يحمل بطياته مغزي مشين وبدون ادني تفكير رفعت يدها وهوت على وجهه بصفعة مدوية أجفلته
جحظت عينه بغضب جامح وقبض من جديد علي ذراعيها ولكن بقوة أكبر وهتف بغيظ: هي حصلت تمدي ايدك عليا.

هتفت هي بشراسة وهي تدفعه بكل قوتها: مش هسمحلك لغاية كدة كفاية انا أشرف منك يا شكاك يا مريض، انا بكرهك يا هاشم وبعد اللي قولته دة مبقاش عندي
ذرة ندم في قراري لتغادر بخطوات واهنة متخازلة ودمعاتها تتساقط
دون انقطاع لينظر هو إلى اثرها بأفكار متضاربة ويشعر بلأسي على ما توصلت اليه حياتهم وظل يتسأل عن اي قرار تتحدث هي.

وصلت هي الى وجهتها بعد عناء الطريق الذي دام لأكثر من ساعتين
تنفست الصعداء عند ما تأكدت من افراد الأمن انها لم تخطئ بلعنوان
ولكن ما كان لم تحسب حسابه هو منعهم لها وعدم السماح لها بمقابلته لتهتف بتوسل لأحدهم: فرحة علشان خاطر ربنا سبني بس اقابله عشر دقايق
فرد الأمن بحدة: يا شاطرة قولتلك ممنوع ادخلك الست هانم مانعة.

لتهتف هي بترجي: الله يخليك والله ما هعطله دول هما دقايق بس، انت قوله فرحة وهو مش هيمانع
رد فرد الأمن بعدما شفق عليها وتأثر بألحاحها: طب استني شوية وانا هدخلك ليه
امأت له بهدوء واتخذت زاوية منعزلة ووقفت بها
ليتناهي إلى مسامعها صوت بوق سيارة تخرج من القصر لتنتبه كل حواسها ظنآ منها ان البوق خاص بسيارته.

انتفض فرد الأمن بأحترام وفتح البوابة الخارجية للقصر لتخرج هند بسيارتها وتتوقف امامه بعدما رمقته بتعالي كعادتها وهتفت بسخط: ساعة علشان تفتحلي البوابة شوية أغبية أطرق رأسه بلأرض لتقود هي وتنطلق بسرعة متناهية قاصدة مقابلة رفقاتها
في تلك الأثناء كانت فرحة تشاهد كل ما حدث من تلك المرأه تجاه فرد الأمن لتهمهم لنفسها بتفكير: الست المعوجة دي انا شفتها قبل كدة بس فين، فين؟

قطع همهمتها فرد الأمن وهو يسمح لها بلدخول ولكن أصر ان يرافقها للداخل تنهدت هي بأرتياح وتوجهت إلى داخل القصر برفقته
في تلك الأثناء
كان محمد عم صقر يجلس كعادته يتناول قهوته الصباحية ويتصفح الجرائد
دلفت هي بخجل وهي تفرك يدها بتوتر مبالغ به ليهتف فرد الأمن: محمد بيه البنت دي عايزة تقابل صقر بيه انا كنت همشيها بس صعبت عليا
ترك محمد جريدته وهتف بطيبة: ماشي روح انت وسبها صقر زمانه نازل.

أمأ له فرد الأمن وانصرف لتبتسم فرحة بأمل وهي تنظر اليه
ليهف هو بحنان: تعالي يا بنتي متخافيش قوليلي عايزة صقر فأيه
انسابت دمعاتها بقهر وأخبرته: عيزاه في موضوع حياه او موت
فرحة...
هتف بها هو بذهول عندما تدلي من غرفته متأخر على غير عادته
ابتسمت هي من بين دمعاتها وهرولت اليه بلهفةوهي تقول: صقر الحمد لله اني شفتك لازم اتكلم معاك
اجابها صقر بأستغراب: انتي جيتي هنا ازاي.

جففت دمعاتها بكم بلوزتها وأخبرته: أخدت اذن من المشرفة بأربع ساعات وكدبت عليها وقولتلها لازم ازور أختي علشان تعبانة، وكانت فتون قيلالي على اسم الشركة ولما روحت ملقتكش اتحيلت عليهم وعطوني عنوان بيتك
امأ لها بتفهم ورتب على ذراعيها بحنان وقال: طب اهدي علشان نتكلم
امأت له وهدرت بأندفاع: انت لازم تلحقها
ليباغتها هو بسؤاله: هي اللي بعتاكي.

هزت رأسها بنفي وقالت مستنكرة: لأ واللهي، انا اللي قررت أجيلك علشان تلحقها
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال: الحقها من ايه مش فاهم
لتستأنف هي بتلعثم: انا عرفت كل اللي حصل بينكم ومش هدافع عنها بس هقولك علشان خاطر ربنا انت لازم تساعدها زي ما ساعدتك ومرضتش تضرك
حانت منه بسمة هازئة وهتف بمغزى: ايه يا فرحة جية تسوميني ولا أيه؟

نفت برأسها وهمهمت بضيق بعدما انسلتت دمعاتها من جديد تتوسله: والله ابدآ انا جية وقعة في عرضك وبترجاك تساعدها والله العظيم هي بتحبك يا صقر واتظلمت واتحملت كتير بسببي
أغمض عينه بقوة يحاول ان يتمالك نفسه ولا يتأثر بحديثها وظل يقنع نفسه انها مكيدة أخري
ليهتف عمه بعدما أستمع للحديث: استهدي بالله يا بنتي وتعالي أقعدي علشان تفهميه
أمأت له بضعف وجلست ليجاورها عمه وهو يرتب على ظهرها بحنان يحاول ان يهدئها.

لتهمهم هي بضعف وهي ترجو عمه: قوله يساعدها انت شكلك راجل طيب ومش هيرضيك
ليهتف صقر بحدةبعدما تسلل القلق منه بشأن فاتنته دون ارادة: الحقها من ايه؟
همهمت هي بنبرة مختنقة أثر بكائها: جمال حابسها وهيتجوزها
جز على نواجزه بقوة وشعر بوخز بقلبه ليهدر بسخرية مريرة وهو يدعي الثبات: وايه المطلوب مني؟ اشهد على جوازهم
نفت برأسها وأخبرته بدفاع: لأ تمنع جوازهم جمال دة بلطجي ورد سجون وعايز يتجوزها بلعافية
هي مش بطيقه.

هتف عمه بتأثر يدعو لها: يا حول الله يارب ربنا ينجيها يابنتي من شره
لستطرد صقر بنبرةحادة دون تفكير وهو يشعر ان الأمر فاق احتماله: مش هعرف اساعدك و بأي صفة عيزاني اتدخل، انا أسف يا فرحة اعذريني
ليستأذن منهم ويغادر بخطوات يتأكلها الغضب الى الخارج.

لتنظر هي لأثره بحزن وتجهش بلبكاء من جديد ليواسيها عمه ويطمأنها بكلماته الحانية التي بثت بها الأمل وحين استعادت رباط جأشها قالت بضعف: انت راجل طيب اوي هو انت باباه
محمد: لأ يا بنتي انا عمه وابقي جوز والدته
همهمت فرحة بأمتعاض وهي تكرر: اوعي تكون والدته دي الست اللي لسة خارجة من شوية.

أمأ لها لتخبره بتلقائية مبالغ بها دون تفكير: دي صعب اوي انت مستحملها ازاي دي هزئت الأمن قدامي والراجل يا عيني معملش حاجة، بس عارف يا عمو انا اللي هموت وأعرفه هي تعرف ابويا منين
عقد حاجبيه بأستغراب وسألها بفضول: ابوكي مين يا بنتي؟
ردت فرحة: ابويا عزت العايق انا متأكدة كانت بتزورنا في البيت زمان وحتى كانت بتدي ابويا فلوس
تراجع بظهره على المنضدة التي يجاورها عليها وأخذ يفكر في ما تفوهت به وان طال شروده.

هتفت هي بحزن: انا لازم امشي علشان اتأخرت امأ لها ورتب علي ظهرها بحنان وأخبرها بطيبة: هحاول يا بنتي أقنع صقر يساعدها وانشاء الله خير
لتنصرف هي عازمة العودة لمدرستها والألتزام بتعليمات شقيقتها، تاركته يشرد في ذلك الأسم المألوف بلنسبة له ويحاول ان يجد اي أحتمالات واردة بعلاقته ب هند العزازي.

بعد شروق يوم جديد على ابطالنا سحبت هي نفس عميق ودفنته بأعماقها لعدة دقائق قبل ان تستقل الطائرة المنطلقة إلى باريس.

فبعد أقناع صقر لوالدته بشأن سفرها أصر عليها ان ترد لها كافة أموالها، تعلم ان خالتها لم ترضي بلكامل عن هذا الشئ فهي رغم عشقها للمال وجنيه الا انها وافقت حتى لا تخسر صقر، وخاصتآ انه ساومها على ان يعطيها أسهمها إن لم تفعل، لم يتبقي شئ يؤرقها ويشعرها بلذنب سواه هو مالك قلبها، لكن هي ستتغاضي عن ذلك الشعور مؤقتآ وستستكمل مسيرتها وتتمتع ببعض الحرية التي حرمت منها طيلة حياتها.

رفعت نظراتها وناجت ربها ان يوفقها ثم التزمت بمقعدها الذي يجاور أسر رفيق رحلتها ثم ربطت حزام الأمان الخاص بها لتنطلق الطائرة وتحلق في السماء مغادرة ارض الوطن.

انتابه الشكوك الكثيرة نحوها بعد حديث فرحة لكن التزم بثباته ولم يشعرها ظل يتسأل يا تري ما سر علاقتها بذلك المقيت؟
لو لم يعرفها تمام المعرفة كان ظن انها تعطف عليه وتعطيه المال لكن هي لم يكن العطف من سماتها يومآ، تنهد بسأم بعدما ودعته برتابة وأنصرفت كعادتها لرفقاتها كل صباح ليظل هو يتصفح تلك الجريدة بيده وهو يتناول قهوته الصباحية.

وبعد عدة دقائق اتت مدبرة المنزل وتدعي فوزية وأعتذرت بأحترام وأخبرته: أسفة يا محمد بيه هعطل حضرتك
أجابها وهو منهمك بقرأة الجريدة: خير يا فوزية
أخبرته هي: البنت المسؤلة عن Washing clothes
وهي بتفضي جيوب البدل الخاصة بساعتك وبصقر بيه لقيت الخاتم دة ونست هي طلعته من جيب اي وحدة فيهم فأنا قولت أسأل حضرتك
هدر محمد بهدوء: أكيد مش بتاعي بس سبيه هنا أكيد بتاع صقر.

أمأت له بأنصياع ووضعت الخاتم على الطاولة أمامه وأنصرفت ليغلق هو الجريدة ويضعها على الطاولة بأهمال وحين وقعت عينه على ذلك الخاتم جحظت عينه بصدمة عارمة وكادت ان تتوقف دقات قلبه من المفاجأة.

لأول مرة يشعر بليأس و انه فقد كل شئ، فحين استفاق في صباح اليوم من ثباته المؤقت وجد هاشم غافي على الاريكة المجاورة له بغرفة المشفي تنهد بعمق وظل يسترجع مرارآ وتكرارآ كلماتها وهو يشعر بأن قلبه يعتصر من الألم لكن هو عزم أمره ان يتحامل على نفسه و يترك القرار لها فقلبه يخبره انها ستعود يوم ما من اجله،
ليظل شارد في نقطة وهمية بلفراغ دون ابداء اي ردة فعل.

اما عنه تململ بنومته، ليلفت نظره شرود ذلك العاشق لينهض بهدوء و يدلك عنقه ليخفف تشنجها من أثار نومته الغير مريحة بلمرة ويهتف بحدة مصتنعة أجادها:
انت فوقت كل توقعاتي بغبائك يا جبلة
ينفع اللي انت عملته دة كنت هتموت نفسك بأستهتارك
رفع عينه له ولم يجيبه وظل على وضعه ليباغته هاشم من جديد: انت مبتردش ليه مش كفاية انك فقدت الأحساس اوعي تكون فقدت النطق كمان.

هدر هاشم بعدما مل من انتظار رده: على العموم حمد الله على سلامتك، ولو مش عايز تتكلم براحتك
ليهمهم أكمل بضعف وهو يشعر بلأمتنان لصديقه الوفي: هفضل عمري كله مدين ليك بحاجات كتير واولها انك الوحيد اللي متخلتش عني زيهم، وفضلت جنبي حتى لما عرفت اللي عملته وقلة ضميري
اجابه هاشم بنبل: انت مش صحبي وبس انت أخويا وافديك بعمري واذا كان على عميلك السودة هساعدك تكفر عنها وتبدء من جديد، بس انت تعقل وتتهد.

ابتسم ببهوت وأخبره بضيق: اتهديت يا هاشم خلاص
همهم هاشم بنبرة حنونة: انا بهزر على فكرة انا كنت هتجن لو كان حصلك حاجة انا مليش غيرك ياصاحبي
اجابه أكمل بتهكم: ومي نسيتها
رد هاشم بمشاعر متضاربة: صعب عليا انساها بس كمان مش عارف اسامحها وأكدب شكوكي
صرح له أكمل بصدق: هي معملتش حاجة مراتك مظلومة متبقاش غبي زي وتضيعها من أيدك.
هاشم بأصرار: مش هقدر ارجعلها وانا شاكك انها خانتي.

أجابه أكمل بثقة وأصرار: انا هثبتلك صحة كلامي، معايا تسجيل فيديو على تليفوني للجبان مازن هيبرئها
هاشم بعدم استيعاب: دة بجد، ولا انت بتهزر
أكمل بثقة وبنبرة متعبة: لأ مبهزرش، انا خدت مازن وعلمته الأدب وخليته يعترف بكل حاجة
ابتسم هاشم بأتساع وظل.

يدور حول نفسه بسعادة بالغة وهو يحاول ان يستوعب الأمر ليهتف بلهفة: تلفونك في مكتبي كان معاك يوم الحادثة، هروح اجيبه وان اندفع للباب رجع مرة اخري وهتف بعدم استيعاب ودون اتزان: انت متأكد انها مظلومة
أمأ له أكمل بنعم ليهتف هو بهستيرية: طب أحلف كدة علشان أصدقك
أبتسم أكمل بضعف وأقسم: والله العظيم مراتك مظلومة يا حنين.

شعر هاشم ان دقات قلبه تتراقص من فرط السعادة ليهدر: انت مش بتحلف كدب صح. انا مش قادر أصدق انا أكيد بحلم صح، طب أحلف تاني
وإن ابتسم أكمل ساخرآ منه من جديد
هتف هاشم بنفاذ صبر: يوووه انا هجيب التليفون أحسن علشان اتأكد.

وان انصرف اتسعت ابتسامة أكمل الساخرة أكثر على هيئة صديقه فيبدو انه فقد صوابه كليآ من فرحته ببرائتها ليشعر ببعض الراحة لكونه رد ولو جزء بسيط من معروفه وأعتبر ذلك اول خطوة في طريق تكفيره عن ما مضى.

وقفت امام مرأتها تتأمل شحوب وجهها وذبلانها بقلب ممزق فليوم هو اليوم الموعود الذي ستتزوج به ذلك المقيت، كانت تتصرف بألية مفرطة فهي تعمدت ان تساير الحياة وترضي بما خبأته لها،
دفع الباب بقوة ودخل اليها وعلى وجهه تلك البسمة الخبيثة التي لا تفارقه وبيده رداء بلون الأبيض
ووضعه بأهمال على الفراش بجانبها وهدر: أخيرآ يا ست البنات جة اليوم الموعود اللي هتبقي فيه مراتي
رمقته هي بكره والتزمت بصمتها.

ليتشدق جمال من جديد: بلاش تبصيلي كدة يا ست البنات دة انا كلها كام ساعة وهيتقفل علينا باب واحد
تنفست هي بضيق وازاحت برأسها للجانب الأخر بعيدآ عن محيطه
ليلعنها هو ويسبها بألفاظ بذيئة ثم قبض على خصلاتها بغل وهتف بتوعد: وحيات ابوكي لو ما أتعدلتي وفردتي وشك لكون فارد وشك الجميل دة بمطوتي
صرخت هي وهمهمت بنبرة متألمة: سبني يا جمال شعري هيطلع في ايدك حرام عليك.

نفضها عنه وأمرها بحدة: يبقي تسمعي الكلام وتفردي وشك
أمأت له بضعف وحاولت جاهدة ان تغتصب بسمة مفتعلة على ثغرها
ليهدر هو بصيغة أمر يشوبها
التحذير: عايزك تلبسي الفستان دة وتحطي في وشك شوية الوان من اللي بتحطها الحريم وتكوني جاهزة يا ست البنات أول ما يوصل ابوكي هنكتبو الكتاب
أمأت له بقلة حيلة وهي تكبح رغبتها القوية بلبكاء
لينصرف ليستعد لمراسم الزواج وأستقبال العايق.

بعد ان شاهد اليديو الذي يبرئها انصرف بخطوات متلهفة اليها يقسم انه سيتحمل كل ما تفعله به و لن يتركها مرة أخري ابدآ الا بمماته، يعترف انه أخطأ بشكوكه،
وظلمها وجرح بها، لكن يوجد عنده يقين انها ستغفر له تراعي طبيعته كا أي رجل لا يقبل المساس بطرف ثوب زوجته.

دفع باب مكتبها دون أستذان وعلى وجهه تلك البسمة الساحرة التي تنبع من قلبه حصريآ لها لتتجمد ملامحه وتختفي بسمته عندما وقعت عينه على شخص أخر على مكتبها ليهمهم هاشم بتسأل: دكتور ثروت انت بتعمل ايه على مكتب دكتورة مي؟
اجابه ثروت برسمية: اهلآ يا دكتور اتفضل، دكتورة مي وكلتني ادير المستشفي مع حضرتك في غيابها
انكمشت ملامح وجهه بعدم استيعاب ليتسأل من جديد: مش فاهم حاجة ممكن توضح أكتر.

ثروت: غريبة انا كنت فاكر حضرتك عندك علم بسفرها
صاح بعدم استيعاب ودون تصديق: انت بتقول ايه، سفر ايه، مي مسافرة ازاي...
ثروت: والله يا دكتور معنديش فكرة دة اللي هي قالتهولي
أمأ له بضياع وهو بشعر ان كل ما حوله يدور به هل حقآ ستتركه وتغادر الهذا الحد هو أشعرها بليأس لعن غبائه وظل يؤنب نفسه وهو ينسحب بخطوات مسرعة الى منزل والدتها.

في تلك الأثناء كانت هي تعد حقيبتها تتحضر للسفر فموعد طيارتها في الصباح الباكر وحاولت جاهدةان تظل متماسكة إلى حينها ولا تتأثر بتوسل امها المستمر لها بأخباره، وحين أغلقت حقيبتها تناهي الى مسامعها نحيب والدتها الملازم لها منذ معرفتها بشأن سفرها
لتهمهم وهي تجلس بجانبها على الاريكة
مي: يا ماما حرام عليكي بطلي عياط قولتلك هما كام شهر وهرجع تاني.

أجابتها هنية بنحيب: مش هبطل عياط يا مي غير لما ترجعي عن اللي في دماغك يا بنتي حرام ربنا هيحاسبك ازاي تحرميه من انه يعرف دة حقه يامي
تنهدت هي بعمق وهتفت بسأم: تاني يا ماما مش كل شوية هفضل أقول وأعيد في نفس الكلام
هنية بترجي: طب علشان خاطري انا بلاش تسافري
قالت مي بحنان وهي ترتب على يدها: يا ماما الله يخليكي متصعبيش الموضوع عليا وبعدين انا اتحيلت عليكي تيجي معايا وانتي مش راضية.

هنية بأصرار: انا مستحيل أسيب البيت اللي جمعني بأبوكي الله يرحمه
ابتسمت مي بأتساع على وفاء والدتها وقالت: براحتك يا ماما بس اوعديني تجيلي هناك لما يقرب ميعاد ولادتي
هتفت هنية بعدم رضا: انتي كمان عايزة تولدي هناك لا انا لايمكن اقبل بلكلام دة
وإن كادت ترد على حديث والدتها وتحاول اقناعها، أجفلها طرقات قوية على الباب لتنتفض وتهمهم بقلق: خير، مين اللي بيخبط كدة.

امأت لها هنية بعدم معرفة لتخطو مي الى باب الشقة وتفتحه، لتشهق بقوة بعدما وجدته أمامها، وعينه يتطاير منها الشرار
لتهمهم بذعر وهي تتراجع عدة خطوات للخلف: هاشم مالك، وايه اللي جابك
هدر هو بحدة أجفلتها: انتي صحيح مسافرة
تنهدت بخفوت ودلفت بلامبلااه تجلس من جديد بجانب والدتها
ليهدر هو بحدة أكبر وهو يتتباعها: ردي عليا متجننيش انا على أخري
حانت منها بسمة هازئة ثم أخبرته بأندفاع كعادتها: ايوة مسافرة.

وملكش فيه. ومش من حقك تتدخل
ليهدرهو بعصبية: من حقي يا هانم انتي مراتي
ردت ساخرة وبنبرة متهكمة: كنت، كنت مراتك يا دكتور انا عدتي خلصت من كام يوم
مش مهم هكتب عليكي تاني ودلوقتي
هدر بها بأصرار وهو يوجه حديثه لها
لتخبره هي بأصرار مماثل: مش موافقة طبعآ ومش هسمحلك تعمل كدة انا مش لعبة حضرتك علشان تلعب بيا وابقي تحت أمرك.

كانت تستمع لمناقرتهم بصمت وهي تدعو الله بسرها ان يصلح بينهم الحال من أجل ذلك الجنين الذي ينمو بأحشاء أبنتها، ولكن عند أصرار مي على رفضها لم تستطيع الصمت أكثر: استهدو بالله يا ولاد وأقعدو اتفاهمو
لتهتف مي بأندفاع وبعصبية مفرطة: اتفاهم على ايه يا ماما انا خدت قراري وخلاص ومستحيل ارجعله بعد شكه وتجريحه فيا.

شعر هو بخنجر مسموم انغرس بصدره من قسوة كلماتها ولكنه تحامل وهتف بندم: انا أسف، كان غصب عني، أعذريني انا راجل وعمري ما كنت هتقبل ان يكون ليكي علاقة بواحد تاني ليهمهم بخزي من نفسه: انا ظلمتك حقك عليا
حانت منها بسمة هازئة من جديد وهتفت بتهكم وهي تقف بمواجهته وتكتف ذراعها على صدرها: لا يا راجل بلبساطة دي
وياتري يا دكتور ايه اللي غير فكرتك عني
أطرق برأسه بلأرض ولم يجيبها
لتهتف هي بأصرار: انسي يا هاشم.

، انت شككت فيا وطعنتني بشرفي،
ولأ كمان بكل بجاحة روحت خطبت وهتتجوز، وانا بغبائي حاولت افهمك بدل المرة الف وانت كدبتني ومصدقتنيش
رد هو بتوسل وهو يتمسك بذراعيها برفق: خلينا نبدء من جديد يا مي علشان خاطري بلاش تبعدي
لتصيح هنية بها بعدم نفذ صبرها: اسمعي كلام جوزك يا مي وابتدو صفحة جديدة
لتهتف هي بأنفعال وعصبية مفرطة بعدما نفضت يده: مبقاش جوزي ياماما متعصبنيش.

لتستطرد هنية بثقة وهي تحيل بينهم: لأ جوزك يا بنتي وعدتك لسة مخلصتش
مي بأندفاع: لأ انا حسباهم كويس
لتقول هنية بفطنة: يا بنتي ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز
(وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) الطَّلاق: 4.
يعني يا بنتي عدتك تتمد لميعاد ولادتك
اتسعت عينه بذهول مما تفوهت به زوجة عمه وظل يردد دون وعي: حامل، حامل انا مش مصدق دة بجد.

اماهي صرخت بوالدتها بعدم رضا وهي تؤنبها على افشائها لسرها: ليه قولتيلو يا ماما انا مش اتفقت معاكي وانتي وعدتيني
هنية: يا بنتي دة حقه وهو راجع وندمان وعايز يردك فين المشكلة
لتستأنف هنية بحنان وهي تربت على ظهرها: يا بنتي علشان خاطري بلاش تعاندي تاني وتنشفي دماغك.

في تلك الاثناء كان هو متخشب يحاول تدارك الأمر وأستيعاب ما يدور يكاد يقسم ان قلبه يتراقص من فرط السعادةلكونها تحمل بأحشائها قطعة منه ليهمهم بسعادة عارمة لم يستطيع كبحها وهو يديرها اليه ويتمسك بمنكابيها
وينظر لها نظرة عميقة تحمل بطياتها الكثير: انتي بجد حامل يا مي.

نفضت يده وهتفت: اه حامل بس دة هيبقي ابني لوحدي وهخده واسافر واربيه بعيد عنك كفاية عليك ست نيرة بتاعتك اللي هتجيب منها قرطة عيال، انت نسيت كلامك ولا أيه يا دكتور
تنهد هو بعمق بعدما التقط أشارة والدتها له بأن يفعل شئ يجدي نفعآ معها
ليبتسم هو بمكر ويقترب منها بخطوات سريعة أجفلتها وأنحني بجزعه و حملها على كتفه بشكل معاكس كالجعبة وأحكم ذراعيه حول ساقيها دون اي مقدمات.

شهقت هي بقوة وظلت تتلوي وتضربه على ظهره بشراسة وهي توبخه: سيبني نزلني يا هاشم أحسنلك
سيبني بقولك. انت فاكرني شوال بطاطس علشان تشلني كدة. نزلني بقولك
لكن هو لم يكترث لها وشدد أكثر عليها وحاول ان يكبح حركتها وعند ما يأس من ايقافها صفعها بيده بقوة أسفل ظهرها لتشهق هي بألم
وتصرخ به: اه ه ه، انت قليل الأدب، نزلني بقولك وجعتني.

هتف هو بأصرار وبنبرة يشوبها التحذير: مش هنزلك ومش هسيبك تبوظي حياتنا و تسافري ولو مسكتيش هضربك تاني
هزت رأسها بطاعة ووضعت يدها على فمها بعدما قالت بتسرع: لأ بلاش ضرب تاني يا هاشم انا سكت أهو لتنظر الى والدتها تستنجد بها لكن عندما
اتاها صوت دعواتها لهم أدركت انها راضية عن ما يفعله وان لاشئ سيمنعه
هنية: ربنا يصلحلكم الحال يا أبني ويبعد عنكم الشيطان ويحفظكم يارب.

شكرها هاشم وأمن على دعوتها وتوجه بها الى منزله غير عابئ بها وبمحاولتها للتملص منه
بعدما أقسم انه سيردها اليه ويؤثر عليها بطريقته الخاصة التي غالبآ تجدي نفعآ معها.

تعالت أصوات الزمر والطبل والمهللين والمرحبين بعودة العايق
ووقف هو وسط ذلك الحشد بهيئته الشيطانية يتقبل المباركات من أصحابه وأعوانه في مجال الأجرام
وبعد بعض الوقت مال جمال على اذن عزت يرحب به: حمدالله على سلامتك يا عايق كفارة
عزت بلؤم: الله يسلمك ياجمال تعيش
جمال بفخر: انا عملت زي ما قولتلي ولقيت ست البنات مفضلش غير انك توفي بوعدك ليا وتجوزهالي.

ابتسم عزت بسمة شيطانية وأخبره بلؤم شديد: مش وقته يا جمال خلينا نشوف الناس اللي جاية تبارك رجوعي
جمال بغضب: يعني ايه مش وقته انا جهزت كل حاجة و ست البنات جهزت نفسها يعني مفضلش غير المأذون واتنين شهود
والفرحة تبقي فرحتين، خروجك وجوازي منها
هز عزت رأسه بعدم اقتناع وأخبره بلؤم: لما نفض الليلة نبقي نتكلم
أمأ له جمال والغضب يتملك من مماطلته فهو لن يتنازل عن رغبته بها ابدآ وسيحصل عليها مهما كلفه الأمر.

وبعد عدة ساعات وعند انصراف الجميع توجه عزت الى منزل أحسان وبرفقته جمال
كانت هي في تلك الأثناء فعلت مثلما أمرها ذلك المقيت وجلست تنتظر مصيرها المحتوم بقلة حيلة وبملامح تحاكي الموتي، وظلت أحسان تواسيها وتشد من عزيمتها وأما عن كوثر صديقتها ظلت ساكنة تبكي بصمت وهي تشعر بلأسى عليها
وعند وصول مركزي الشر اليها انتفضت بذعر وانتابتها تلك الرجفة المعتادة التي تراودها عندما يتعلق الأمر به.

ليهتف عزت بمكر وحنان مصتنع وهو يمد يده لها: وحشتيني يا سنيورة ايه مش هتيجي في حضن ابوكي ولا أيه؟
هزت رأسها بنفي وتشبثت بأحسان
بقوة ليبتسم هو بشر ويتقدم منها بخطوات بطيئة ارعبتها ويجذبها بقوة ويحتضنها وهتف بود مصتنع وبنبرة لئيمة: حد يخاف من ابوه يا وش السعد.

عقدت حاجبيها بدهشة من مديحه لها فتلك المرة الأولي الذي يقول لها شئ كهذا وأنسحبت من أحضانه وهي تسلط نظراتها عليه لتهمهم: حمد الله على سلامتك يا بابا
ليباغتها هو بسؤاله: فين أختك مش شيفها يعني ومجتش ليه تسلم عليا
تلعثمت هي وردت بخوف: عند جماعة معرفة قاعدة معاهم، دي هتفرح اوي بخروجك
امأ لها بتفهم وظلت تلك البسمة الشيطانية ملازمة وجهه البغيض.

ليهتف جمال بحدة وبنفاذ صبر: هبعت حد من رجالتي يجيب المأذون ياعايق وخير البر عاجله
ليهدر عزت بلؤم وتلك البسمة الشيطانية ملازمة له: كان على عيني يا جمال بس السنيورة أكتب كتابهاومش فاضل غير أمضتها على العقد
ساد الصمت الأجواء وظلت هي مشدوهة مما يتفوه به وهي تزيد من تشبثها بأحسان
اما عنه
رفع جانب فمه بأمتعاض و أشهر مديته بأنفعال مبالغ به وهو يقول بنبرة شيطانية متوعدة: نعممممم، انت بتقول ايه؟

دة انا أصورلكو قتيل هنا دة على جثتي يا عايق لو ترجع في كلامك
اجابه عزت ساخرآ: متبقاش غبي يا جمال وصدقني لا انا ولا انت قد البيه اللي كتب عليها
لوح جمال بمديته بأجرام وهدر بنبرة مقيتة متوعدة: بيه مين، دة انا أجيب كرشه، متخلقش اللي ياخد حاجة من جمال نفسه فيها، دة لو راجل يجيلي هنا وانا هندمو على اليوم اللي امه ولدته فيه
قولي يا عايق هو مين اللي أستجري وعملها
انا يا جمال.

هدر بها هو بصرامته المعتادة وهيبته التي لا يضاهيه أحد بها وهو يقف بكل شموخ و يضع يده بجيب بنطاله بوقار لا يليق الا به.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة