قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

غفوة مؤلمة، وقاسية كغصة في منتصف حياة كانت وتيرتها هانئة وهادئة معروفة كما يجب أن يكون..
إنتهت وذهبت أدراج الرياح لتسقط على واقع مرير، واقع تبدل من ورود تتساقط هنا وهناك ل أمطار قاسية وثقيلة تطبق على أنفاسهم التي كادت تُزهق!
بدأ عبدالرحمن يستعيد نفسه المفقودة رويدًا رويدًا..
يسمع صوت تأوهات مكتومة تأتيه من بعيد، كبرد قارص يشتد على قلبه الحار بلهيب العشق!

نظر بجواره ليجد الفراش فارغ، فهب منتصبًا تلتاع عيناه بحثًا عنها ليجدها تتكور ارضًا وتضع يدها على بطنها المنتفخة وتأن بألم..
إنتفض يركض نحوها ليجلس لجوارها يسألها بجزع:
-رضوى مالك؟ أنتِ كويسة!
لم ترفع وجهها عن الأرض وهي تصرخ فيه منفعلة:
-ملكش دعوة بيا أبعد عني
إبتلع ريقه بازدراء وبتلقائية مد يده يجس حراراتها علها تكون سببًا رئيسيًا لنفورها، ولكنها لم تملك الموافقة على الأستنتاج..
فهمس بقلق يسألها:.

-رضوى فيكِ إيه؟ طمنيني طب إنتِ كويسة!؟ حاسه بأية
ضحكت بسخرية مريرة مغموسة بألمٍ ظهر بأريحية على ملامحها وهي ترفع وجهها له:
-سبحان الله، يقتل القتيل ويمشي في جنازته
زمجر بخشونة متعجبة:
-أنا! أنا عملت لك إيه؟!
تأوهت بصوت عالي وقد داهمها البكاء مرة اخرى بحسرة، وكأن سؤاله قبضة قوية على تماسك هش يختلج بين ضلوعها..
فيما حاول هو أن يحتضنها هامسًا بشيئ من الرهبة في التفكير:
-هششش أهدي ارجوكِ وفهميني في إيه!

ظلت تضربه بقبضتها بقوة وهي تصرخ بهيستيرية:
-أبعد عني أوعى مش ههدى، أنت حيوان تعمل العملة وتسألني
هز رأسه وبدا في محاولة لنفض تلك التهمة الشنيعة التي ألصقتها به ليقول مسرعًا بصوت عال:
-اقسم بالله ما فاكر إني ضربتك أو اذيتك عشان تبقي موجوعة!
أشتدت مسكتها على بطنها وخرجت حروفها ملكومة بأختناق وهي تخبره:
-جسمي كله واجعني
ظل يمسح على شعره عدة مرات مرددًا بقلة حيلة:
-اعمل اية طب اعمل إيه!

سمع صوتها المنخفض وهي تغمغم:
-أتصل بالدكتورة دلوقتي
اومأ موافقًا مسرعًا لينهض بخفة ليجلب الهاتف وبالفعل إتصل بالطبيبة الخاصة بها وبعد دقائق كانت رضوى تمسك منه الهاتف لتتحدث بصوت مبهوت وهي تخبر الطبيبة بأختصار عن موضع الألم وتجيب إستفساراتها...
إنتهت لتنهض ببطئ فحاول عبدالرحمن مساندتها إلا أنها أبعدته عنها تنهره بقوة:
-قولتلك أبعد عني ماتقربش مني.

ولكنه لم يأبه لها هذه المرة، قد يكون مجرم يستحق العقاب، ولكنه لم يعلم أي تٌهمة تلك التي زرعت نفورًا قضى بمهارة على أي عشقًا كان يسري بين بحرا العسل بعينيها!
فاقترب منها عنوة يساعدها وهو يجز على أسنانه بغيظ مستطردًا:
-رضوى، بغض النظر عن أي حاجة لكن مش وقت عنادك
صرخت بوجهه والغيظ يفتك بها:
-عناد إيه ما أنت السبب اصلاً، أنت اللي ماراعيتش أي حاجة في رغباتك الحيوانية.

صمت متجمدًا مكانه وقد تكلفت الصدمة بأقسى مهمة ؛ إيصال المعنى المتخفي خلف كلماتها المحترقة...
بينما هي حاولت إبعاده وهي تمسك بمكان الألم ليسألها مستنكرًا بصوت يكاد يسمع:
-رغباتي الحيوانية! قربي منك بقا كدة بالنسبالك؟
زفرت بحنق متابعة:
-إن كنت أنت بنفسك قولت كدة أمبارح، لأ ونفذت كمان
أبعدت ذراعه عنها لتسير لتجلب - المسكن - لألامها الجسدية، ولكنها اسفًا لا ولن تجد مسكن لألامها الروحية العميقة!

أنتهت وبعد دقائق كانت تتمدد على الفراش امتثالاً لكلام الطبيبة...
أغمضت عينيها بقوة عل تلك الليلة المشؤومة تغادر ذاكرتها الخائنة لها ضدها!
ولكن النتيجة عكسية وهي تشعر بعبدالرحمن الذي جاورها الفراش ليقول متلهفًا بقلق حقيقي من نقطة الظهور العلني:
-رضوى عشان خاطري براحه واهدي
لم ترد عليه وإلتزمت الصمت المتقهقهر، لتسمعه يكمل بإلحاح رهيب:
-رضوى أنا من حقي أدافع عن نفسي، حقيقي أنا ماقصدتش أأذيكي خالص.

تقوس فاهها بابتسامة تحمل سخرية تكفي قدرًا للعالم كله، قبل أن تفتح عينيها صارخة بحرقة:
-يعني أنت ماقصدتش تأذيني طب مش فاكر بجاحتك وأنت بتقولي أسيل حبيبتي، ولا مش فاكر وأنت بتزعق بعلو صوتك إن انا للمتعة المجانية بس، ولا إنك كنت هتاخدني بالغصب لولا اني حاولت اهديك وحتى ماهنش عليك تفتكر إني حامل
لم يرد عليها، فقد كانت الصدمة أكبر شعور يمكن أن يُصيبه بالشلل في تلك اللحظات تحديدًا!

فيما تابعت هي وصوتها يعلو أكثر وكأنها بتلك الطريقة فقط تفرز شحناتها السلبية:
-طب بلاش تخاف عليا كنت خاف على أبنك حتى، معندكش أي أحساس بالمسؤلية غير ل حبيبتك الحيوانة بس!
بدأ يتهته بحروف شبه متقطعة كسيل لا يقطعه سوى الجفاف الصادم الذي ضربته به:
-صدقيني، غصب عني!
لم ترد عليه، هي لا تخشى على نفسها، بل على ذاك الطفل الذي لم يصل دنيانا بعد...

على أن يصيبه غضبه وثورته التي لم تصل لمغزاها الحقيقي والذي يتلغم خلف غضب لا يستقبل تساؤلات!
فيما أكمل هو بصوت ذو بحة ضعيفة:
-أنا ماعرفش إيه اللي حصل لي، بس فاكر إني ما أذتكيش، أو آآ
قاطعته بسخرية مغتاظة تردد:
-الحمدلله إنك استجبت شوية حتى، وإلا الله اعلم كان إيه اللي حصل
نهض عبدالرحمن دون كلمة اخرى، يود الإختلاء بنفسه قليلاً عله يحسرها في منحدر الأسباب فيملك الجواب على تصرفه الغريب...

فيما ظلت رضوى كما هي تنظر للفراغ بشرود، إلى أن همست مصدومة وهي تضع يدها على فاهها بشهقة:
-ياربي، معقول رجعت له الشيزوفرينيا تاني!

كانت شهد في غرفتها، منكمشة في نفسها تبكي دون توقف، بل لا قدرة لها على منع سيلان الدموع الملتهبة من الهبوط، كانت تشعر بكل قطرة من داخلها تخرج متشبثه بجزء من الروح حتى كادت تزهق روحها!
فتح عمر الباب دون مقدمات لتنكمش هي على نفسها أكثر..
ثم سرعان ما كانت تتمدد وتغطي كامل جسدها، ولكن الأهتزازة النابعة من وسط طلال الدموع كانت كنقطة سوداء واسعة وواضحة...!

أقترب منها يجلس على الفراش لجوارها، فكتمت أنفاسها بصعوبة وكأنها حتى الرغبة في التنفس معه فقدتها!
كاد يضع يده على ظهرها ولكن أعادها بسرعة وهو يسألها بخشونة:
-نمتِ دلوقتي
هزت رأسها دون أن ترد، فاقترب أكثر يقول بحنق:
-لما دخلت النوم جالك، وبعدين إنتِ مابتتكلميش لية؟!
فقدت الحروف التي غمستها بالغيظ والحنق مسبقًا فما عادت تدري من أين تُكون الرد المناسب!
فلم تجد سوى الصمت سبيل تتخذه..

وضع عمر يده على ظهرها يهزها برفق مرددًا:
-شهد انا بكلمك على فكرة ردي احسنلك
سارت قشعريرة باردة على طول عامودها من تلك اللمسة التي أثارت المشاعر الذابلة من الأبتذال...
أبعدت يده ثم هتفت بصوت مبحوح:
-عايز إيه اية إلى جابك هنا؟
أدار وجهها له حتى يستطع رؤيته، وصُدم بالأحمرار الذي تشابك وسط خيوط عينيها البنية، فكانت قصة مُميتة ترويها نظراتها اللامعة بدموع القهر!
سألها بجدية ثابتة:
-بتعيطي!

أعطته ظهرها مرة اخرى ووضعت يدها على شفتاها تمنع ذلك الصوت عن رداء الواقع بصعوبة..
تنهد ثم تمدد على الأريكة، كاد يمد يده على ظهرها، ولكنه دفعها بعنف قائلاً:
-قومي
تجمدت وهي تهمس بصعوبة:
-اقوم فين!؟
كز على أسنانه غيظًا، غيظًا يلكمه أستسلامها والغياهب التي تسقط فيها كل الحين فتزيد غيظه فورانًا!
دفعها مرة اخرى حتى نهضت ثم استطرد بغلظة:
-روحي نامي في أي حته مش عايزك جمبي.

تجمدت عينيها باتساع كاد يبتلعه صريعاً، ثم زمجرت فيه بحنق:
-أنت اللي جيت الاوضة اللي بقعد فيها وكمان تطردني منها، لا كدة اوڤر اووي
مط شفتاه بملل:
-انا حر، ده بيتي، مش عاجبك أمشي
اومأت موافقة وقد لمع وهج بحر عينيها البني المتسع، لتخبره بثقة قاسية:
-ماشي يا عمر، بس اتأكد إنك هاتندم على الكلمة دي!

ثم استدارات لتغادر، ولكن فجأة وجدت من يجذبها من يدها بعنف ويطرحها على الفراش، ومن دون أي مقدمة تُناسب المشاعر المتأججة كالنيران تكوي كلاهما كان يقبلها بعنف..
يلتهم شفتاها في قبلات متتالية حتى لم تعد تستقبل أي شعور على وتيرة الألم
الساكنة!
واخيرًا إستطاعت التحكم في ساعديها الخائنان اللذان استجابا لقسوة قبلاته التي بدأت تذوب..

فدفعته بكامل قوتها حتى أبتعد عنها إلى حدًا ما، ينظر لها ببهوت وكأنه لا يزال يستوعب رفضها!
فنهضت مسرعة تتجه للخارج..
نهض عمر خلفها يجذبها من ذراعها برفق، ولكن وقع نظره على نقطة ما..
فاحتدت نظرته وما كان منه إلا أن اقترب اكثر بجسده كله هذه المرة، يقول بنبرة ذات مغزى:
-إيه دلوقتي مابقتيش طايقة لمستي!؟
هتفت مؤكدة دون تردد:
-فوق ما تتخيل، وماتقربليش تاني، ابدًا.

ضحك بلا مرح، مجرد رسمة سخيفة بشفتاه قبل أن يكمل وكأنه يضع - الملح - على جرحها النازف:
-أنا حر برضه اقربلك، ده حقي اولاً، ثانيًا اعتبريني بوفي حق الفلوس اللي مضتيني عليها
تخشبت نظراتها كما جسدها تمامًا، شعرت بكلماته السامة تختلق شبحًا شرسًا اخر داخلها، يتصارع مع ذلك القلب الذي لم يمل من وضع المبررات!

جذبها له مرة اخرى حتى أصبحت ملاصقة له، أبعد خصلات شعرها عن رقبتها البيضاء ليقبلها بنعومة، ثم همس وأنفاسه تلفح صفحة وجهها التي شحبت تأثرًا وألمًا:
-وأنا بصراحة هموت على واد تاني من صلبي!
وفجأة دفعها عنه كما قربها منه بنفس السرعة ليتابع بازدراء:
-بس أكيد مش منك!
ماتت الحروف صريعة مفاجأته على شفتاها...
ولكن الكبرياء الذي كاد يُزهق داخلها هو من رسم خططًا جديدة لكرامة مبتورة، فقالت بحدة:.

-ماشي يا عمر، بس أفتكر كلامك ده وإنك أنت اللي بدأت، والبادي أظلم يا زوجي العزيز!
ثم أستدارت تغادر والهواء يتلاطم مع قسمات وجهه المتبلدة مثله..
ينظر على اثرها وقد علم أن رد فعلها سيكون عنيف، عنيف جدًا!

كانت أسيل تجلس وحيدة بين ظلال الليل الذي أسدل ستائره من حولها..
سواد وحلكة ربما هي فقط من تراهم تزامنًا مع الكره الأسود الذي يلتف بين احشائها!
وعيناها حمراء تعكس تلك النظرية بتمرد ناري، ووهجها الأحمر المرتكز في عينيها رغم البرود الذي تحاول الإنتماء له عنوة!
شعرت بالفراغ داخل روحها هي..
فراغ لا يملؤوه سواه!

هي تحتاجه، تحتاجه يسد فجوات روحها المعمقة بسواد، ولكن بين طيات الظلام، بعيدًا عن نور العقل الساطع الذي يحرق أي إحتياج مكنون...
تأففت عدة مرات وهي تتساءل عن سبب تأخره بعكس عادته دومًا أن يأتي باكرًا من اجلها!
واخيرا قرر الأشفاق عليها فوجدت الباب يُفتح ببطئ وهو يدلف بعنجهية..
نهضت هي الاخرى تقف أمامه تمامًا لتصيح فيه بحدة:
-ايه ده بقا، ممكن أعرف أنت اتأخرت لية؟!

نظر لها بطرف عينيه قبل أن يتخطاها بكل برود!
وكأنه شيئ شفاف يعكس بروده ولكنه لا يُرى...
اتجهت هي خلفه لتمسك ذراعه في محاولة منها لإيقافه مرددة:
-جاااسر
حاول التغاضي عن تلك الرعشة التي سارت في جسده من لمستها التي كانت كهرباء صُلتت عليه فجأة...
واستدار لها يعقد يداه قائلاً ببرود:
-نعم؟
هتفت بحنق وصوتها شبه عالي:
-لو سمحت لما اكون بتكلم معاك ماتسبنيش وتمشي كدة!

قبض على ذراعها بقسوة وعيناه مُسلطة على الوهج الناري السحري بعينيها، تجذبه تحت خط الأسر!
ليقول بما اشبه الهمس:
-لما تكوني بتتكلمي توطي صوتك، سامعة؟!
لم تعرف لمَ شعرت بالضيق يعتريها لتجاهله ذاك!
ولكنها أكملت بغيظ:
-مش من حقك تسيبني طول النهار قاعدة زي قرد قطع كدة وأنت عارف اني مش هاروح في اي حته.

قست عيناه أكثر، لوهلة كان سيندفع ويضع لها الأعذار، ولكن لا، لن يفعل مرة اخرى، إنتهى عهد الخشية على مشاعرها المتحجرة!
وود لو صرخ فيها، ولكن شعر بصرخته تتفتت لذبذبات خرجت على هيئة حروف متقطعة وهو يخبرها:
-آآ، وأنتِ مش من حقك تسأليني أتأخرت لية، انا حر!
لجمها رده وتبلدت مكانها، وتحجر ذاك الأحمرار بعينيها..
وكأنه بذاك الرد وضع النقاط على الحروف فذكرها بمفترق الطرق الذي يقفوا فيه!

اومأت مسرعة تحاول إستعادة نفسها لتهمس:
-ايوة صح، انا مليش دعوة، مش من حقي فعلاً
استدارت مسرعة وكأنها تهرب منه، لتجده يمسك ذراعها فجأة، أبتسمت بشحوب دون أن تستدير له، ولكن اخترق سؤاله الخشن اذنيها:
-رايحة فين؟!
أجابت بعدما انطفئ حماسها:
-رايحة اتخمد
تركها ليقول بجدية شبه حادة:
-أنا لسة ماخلصتش كلامي عشان تروحي
تأففت بصمت، ثم استدارت تنظر له، لتجده يكمل بامعتاض:.

-ماتقلقيش إنتِ هاتتخمدي لما تشبعي لاني خلاص مش هازعجك
إتسع بؤبي عيناها بخوف، وخرجت حروفها محكمة تحت إرتعاشة خفية تصدرتها وهي تسأله:
-لية في إيه؟!
أجابها دون تعبير واضح:
-أنا مسافر في مهمة تبع الشغل، ومش عارف هاقعد فيها اد ايه
بقيت تحدق فيه بصمت تام، تعلم أنه يبتعد بقصد، يأس من المحاولات الفاشلة!
ولكن هي من أرادت ذلك، أليس كذلك؟!
اومأت وهي تبتلع تلك الغصة المريرة، وقالت بصوت صلب ظاهريًا:
-ماشي مع السلامة.

ثم أستدارت بسرعة لتركض نحو غرفتها، أصبحت مشاعرها مؤخرا تقلقها جدا...
كطوفان يسحبها نحو حافة ترتعد منها!
تلك المشاعر التي تُخلق في الظلام، وتقودها سرًا...!
بينما هو مسح على شعره عدة مرات قبل أن يتجه لغرفته هو الاخر...

وبعد ساعة تقريبا كان قد انتهى من إعداد ملابسه سريعا ثم خرج من غرفته يجر حقيبته خلفه..
وقعت عيناه أسيرة الحيرة رغمًا عنه، ليجد نفسه يتجه نحو غرفتها ببطئ، رغمًا عنه تنساب قدميه نحوها..
دلف إلى الغرفة يسير على أطراف أصابعه، وجدها تغط في نوم عميق..
لم يعرف لمَ تهيئ له ان ملامحها ممتعضة!
مد أصابعه ببطئ يتحسس ملامحها الرقيقة، يتلمسها بحنان مغمض العينين، وإنزلقت أصابعه لرقبتها الظاهرة يتحسسها بشوق...

نظر لشفتاها المنتخفة ليجد نفسه يُلبي نداء خفي ويهبط بشفتاه على شفتاها يقبلها بنعومة ونهم..
فقط قبلة واحدة وسيتبعد على الفور!
قالها في قرارة نفسه ولكن وكأن شفتاها تحتفظ بجاذبية خاصة تجعله ينغمس اكثر بدلاً من الأبتعاد..
شعر بها تتجاوب معه!
أيعقل أنها تعتقد أنها تحلم، تحلم به لذلك لم تبدي اعتراض!
تعمق في قبلته اكثر وهو يمسك رأسها ويميل بجسده عليها أكثر..

كانت يداه تبعد قميصها الخفيف ليتحسس جسدها الناعم، شهقت حينها وكأنها استيقظت من تلك الغفوة الرقيقة، ولكنه لم يعطيها تلك الفرصة لتعطي البُعد مساحة بينهما..
فقبض على شفتيها بتملك اكبر وإبتلع شهقتها بين جوفيه، مرت دقائق تقريبا ثم دفعته قليلاً تلتقط أنفاسها وهي تحدق فيه مبهوتة من ذلك الحلم الذي تسلل لحبال الواقع...
فانفض نفسه سريعا ليستدير شبه راكضًا نحو الخارج دون كلمة!

بعد مرور الوقت...

- أيتها المقابر أسرقيني، فقد ماتت الحياة داخلي -!
تقريبًا كان وضع شهد يتردد حول تلك الكلمات التي تحمل رجاءًا من نوع اخر..
كانت تقف في الحديقة التي دائمًا وابدًا كانت مآوى للشكوى..
ومقر للتفكير في حلاً عاجلاً!
كانت تشعر أن الوقت ليس عاملاً لصالحها، بل عدوًا كبيرًا يزداد في تغير عمر كلما مر عليه..
الهواء لا يلفح وجهها فقط بل يلفح شيئًا ملكومًا داخلها..

لم تنتبه للحركة الغريبة من حولها، بل كانت منغمسة في وحل الذكريات..
حتى ازدادت الحركة بشكل واضح فاستدارت بسرعة صارخة:
-ميين!
وفجأة من العدم ظهر شخصًا ما يرتدي جلباب - صعيدي - ذو وجه ملثم يقترب منها حاملاً سكينًا حادًا في يده!
إرتعدت من ذاك المظهر الذي تسبب في اهتزاز كامل خلاياها خوفًا..
فظلت تسأله برعب:
-أنت مين وعايز مني إيه؟!
لم يرد عليها فأطلقت صرخة عالية ومهزوزة في آنٍ واحد:
-عمررررررر.

وفي نفس اللحظة هجم ذلك الرجل عليها في محاولة لطعنها وحاولت هي الركض فكان هو الأسرع يركض نحوها ليمسكها فزجته بعنف حتى كاد يسقط، وفي نفس اللحظة كان عمر يركض نحوها ليجذبها خلفه ويلكم الرجل بكل قوته..
نهض ودفعه الرجل بقوة فترنج وكاد يسقط ولكنه تمالك نفسه قدر الإمكان ليحيط بشهد فتصبح هي بين أحضانه كليًا ويداه تحيط بها وكان صوت صريخها وبكاؤوها كالموسيقى المرعبة تعلو...

إلتفت مسرعًا للرجل الذي سقط وشاحه في نفس اللحظة و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة