قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

ما إن ذهبت إيمان إلي بيت والدها الراحل تفاجئت نجية بها تبكي وتحمل حقيبة ملابسها، شهت بفزع من هيئتها الحزينة وقالت متسائلة:
إيه ده يا ايمان يابنتي مالك فيكي ايه
إيمان ببكاء وهي تلقي بنفسها في أحضانها: مصطفي، مصطفي ضربني يا ماما
إتسعت مقلتي نجية وهي تربت علي ظهرها وتقول: يالهوي ضربك ليه حصل ايه تعالي خشي ادخلي يا سلمي ادخلي.

دلفن وأغلقت هنية الباب ثم جلسن فأقبلت عليهن أمل وهي تقول بلهفة: ايمان مالك يا حبيبتي في ايه
لم تجيب عليها ايمان فكانت تبكي بإنهيار بينما قالت نجية: اجري هاتي كوباية مية لأختك يا أمل
توجهت أمل إلي المطبخ بينما ربتت نجية علي كتف إبنتها وهي تقول: قوليلي حصل ايه يابنتي خلاه جوزك يضربك ده مصطفي عمره ما عملها معقولة
سلمي بطفولة: بابي ضرب مامي يا تيتة.

تنهدت نجية بحزن قائلة: طب قومي يا سلمي ياحبيبتي خشي لسالم وألعبي معاه يلا
ركضت الصغيرة إلي غرفة سالم وفيما أعطتها أمل كوب المياه وجلست قبالتها،
أخذت إيمان ترتشف منه بيد مرتعشه ثم وضعته أمامها وأخذت تكفف دموعها فيما قالت أمل بفضول: في ايه يا ايمان إحكيلنا إيه الي حصل.

أغلقت إيمان عينيها في ألم ومن ثم أعادت فتحها لتقول بصوت عالٍ بعض الشئ: الخاين الي عاملي نفسه دكتور محترم بيخوني مع الزفته الحيوانة الي شغالة عنده
لطمت نجية علي صدرها وهي تقول متسعة العينين ؛ يالهوي بيخونك
بينما ذهلت أمل وقالت بعدم تصديق: جوزك بيخونك إزاي معقولة مصطفي الدكتور المحترم صاحب القيم والمبادئ يخونك يا إيمان لا أكيد في حاجة غلط.

إيمان بتأكيد: أنا شفتهم بعنيا، حبيت أعمله مفاجأة وعديت عليه بعد ما خلصت شغل عشان نروح مع بعض، لقيته نازل ضحك معاها وآل ايه بتبوس أيده
نجيه: يالهوي لا حول ولا قوه الا بالله هو ايه مبقاش في حد كويس ولا مفكر أن أبوكي مات وخلاص يعمل الي هو عايزو.

أمل بسخرية: رجالة كلهم زفت الطين مفيش فيهم حد عدل وأنا الي كنت مفكراه محترم طلع زيهم، ثم شردت قليلا وهي تتذكر عمر وحدثت نفسها: داهية لتكون أنت كمان كده مش بعيد عليك ما أنتوا صنف نمرود أصبر عليا ده أنت هتشوف أيام سودة
ظلت نجية تهدئ إبنتها هي تارة وأمل تارة أخري حتي وصلت أميرة ودلفت قائلة:
السلام عليكم
قالت نجية بهدوء: وعليكم السلام
تفاجئت أميرة بحالة شقيقتها فتساءلت قائلة: مالك يا إيمان.

قصت أمل عليها ما حدث وما فعله مصطفي فكان ردها:
طب جايز أنتي فهمتي غلط يا إيمان وكان بيكشف عليها إن بعض الظن إثم
إيمان بحدة: أسكتي يا أميرة بقولك شيفاهم بعيني
أمل بتهكم: يابنتي الرجالة كلها ناقصة أصلا ميغركيش المظاهر
أميرة متنهدة: يا أمل متولعهاش وخليكي محضر خير مش تصبروا الاول أما نشوف مصطفي هيقول ايه ونفهم منه!

تدخلت نجية في الحوار وهي تقول: متهيئلي أميرة عندها حق، لازم نشوف ونسمع من مصطفي الأول وبلاش تزودي وتشعليلي النار يا أمل خليكي في حالك
وقفت أمل وهي تقول: أنا مالي أنا داخلة أنام أصلي مش ناقصة وجع دماغ
ثم إتجهت إلي غرفتها بينما نظرت نجية إلي أميرة وهي تقول متساءله: وأنتي قررتي ايه في موضوعك
إيمان بتساؤول: موضوع ايه دا
نجية بتوضيح: هشام ابن عمك عايز أميرة وهي مش راضية آل ايه عاوزة تتجوز عاصم إبن الخدامه.

إيمان بعدم فهم: عاصم مين وهشام اي الي اتقدم كل ده حصل من غير ما حد يقولي
أميرة باختناق: دي حياتي يا ماما ومن حقي أختار الي أنا عاوزاه والي أنا مرتحاله
إيمان وقد تذكرت: عاصم ده إبن الخدامه الي كانت بتشتغل عند عمي سعيد؟
أومأت نجية برأسها وهي تقول: ايوه
إيمان بذهول: وأنتي عاوزة تتجوزي إبن الخدامه يا أميرة؟

أومأت أميرة برأسها لتقول بأصرار: مش عيب أبدا أن أمه كانت خدامة هو دلوقتي مدرس محترم ومتدين وده أهم حاجه والي أنا بدور عليه ودي حياتي وده قراري وأنا مش عايزة هشام
نجية بحدة: بت يا أميرة أحترمي نفسك وإتكلمي عدل وإبن الخدامة ده لا يمكن هتتجوزيه لو إنطبق السما علي الأرض
هبت أميرة واقفه وقالت غاضبة: حرام عليكي يا ماما ليه كده.

إيمان محاولة تهدئة الموقف: طب بلاش هشام متوافقيش عليه بس برضو عاصم مينفعش يا أميرة ده مش مستوانا خالص شوفي أنتي فين وهو فين
ترقرقت الدموع في عينا أميرة وقالت: كل ده ميهمنيش أنا يهمني شخصه مش مظهره وفلوسه
نجية بأصرار: لاء أنتي عاوزة الناس تاكل وشنا ولا إيه
إنهمرت الدموع علي وجنتي أميرة وركضت إلي الغرفة غاضبة...

في منزل عاصم
دلفت حنان إلي غرفة أخيها وهي تقول بفرحة: عاصم عصومي أنا نجحت
إبتسم عاصم لشقيقته وقال: ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يوفقك
بادلته الإبتسامة وهي تقول: الله يبارك فيك يا عاصم، مالك؟
تنهد عاصم بقوة وقال وهو ينهض عن مقعده: ولا حاجة مفيش يا حنان
حنان بتصميم: لا فيه يا عاصم قولي في ايه؟
إنفعل عاصم وقال بحدة: قولتلك مفيش يا حنان هو تحقيق ولا إيه.

أدمعت عينيها فورا وأحمر وجهها بشدة بينما زفر عاصم بضيق وإتجه إليها وعانقها رابتا علي ظهرها بحنان أخوي وقال بهدوء عكس ما بداخله: معلش يا حنان آسف أنا بس مضايق شوية مكنش قصدي أزعلك
مسحت دموعها بأناملها وقالت: ولا يهمك المهم تكون بخير
عاصم بهدوء: أنا بخير متقلقبش عليا
حنان بتساؤل فضولي ومزاح: طب مش هتقولي مالك؟
أخذ عاصم نفسا عميقا ثم زفره وقال: في موضوع شاغل بالي كده يا حنان إدعيلي أنتي بس يكمل علي خير.

حنان بهدوء؛: أن شاء الله ربنا يحققلك كل الي بتتمناه، ثم تنحنحت قائلة: عاصم ممكن أخرج أجيب حاجة ساقعة ولا مش ممكن؟
أومأ عاصم برأسه قائلا: ماشي بس متتأخريش
أومأت حنان برأسها وقالت بفرحه: ماشي ثم إنطلق إلي الخارج...

رن هاتف أمل فنظرت إلي الشاشة وجدته عمر فزفرت بضيق قائلة: عاوز ايه أنت كمان دلوقتي
ثم نهضت متجهه إلي الشرفة وأجابت عليه قائلة بحدة: نعم؟
رفع عمر حاجبه وقال: ايه نعم دي مش تتعلمي تردي عدل علي جوزك ولا إيه؟
أمل بتهكم: جوز مين دي كانت جوازة الندامة أصلا
عمر بذهول: ندامة؟ أنتي مجنونه يعني مجنونة وشكلي هربيكي فعلا من أول وجديد
أمل بانفعال: علي فكرة قولتلك مليون مرة أنا متربيه.

عمر بهدوء مستفز: وماله هربيكي تاني التربيه الي علي مزاجي
أمل بعصبية أشد: ده مين الي هيسمحلك تعمل كده
عمر بنفس الهدوء: أنا يا حبيبي
أمل بصوت منخفض: حبك برص يا شيخ
عمر بتساؤل: بتقولي ايه؟
أمل: ولا حاجة عايز ايه دلوقتي
تنهد عمر وقال متغزلا: بطمن علي حبيبي وقلبي من جوه
زفرت أمل بضيق وقالت: اووف علي فكره أنا مبحبش المياصه دي
عمر بجدية: مياصة ايه يا روح الروح ده أنا جوزك.

تأففت أمل وقالت: اوف عرفنا جوزي جوزي خلاص خلصنا وبعدين أنتوا أصلا كلكم زي بعض خاينين ومبتحبوش الا نفسكم
رفع عمر حاجبه باندهاش وقال: ازاي يعني
أمل بسخرية: الي سمعته يا دكتور يلا عن إذنك ثم أغلقت الخط دون سابق إنذار
نظر عمر إلي الهاتف مذهولا وقال مدهوشا: ينهارك أسود دي بتقفل السكة في وشي، يخربيت الجنان ما أنا كنت كويس إيه الي رماني علي المجنونة دي والله لأوريكي يا أمل صبرك بالله مش هعديهالك...

وقفت حنان تنتقي أكياس حلوي وزجاجات المياه الغازية، فيما كان يس يتابعها بإهتمام حتي إنتهت ووصل صوتها الرقيق إلي مسامعه وهي تقول بخجل: لو سمحت كده كام
حدق بعينيها الواسعة وسرح فيهما مما جعلها ترتبك أكثر وقالت: آآ لو سمحت
تنحنح يس بحرج وقال: احم لا خلي بقي يا ست البنات والله
إبتسمت له وقالت: شكرا ثم مدت يدها له وقالت: اتفضل.

مد يس يده وتعمد أن يلامس يدها بأصابعه حتي دبت قشعريره في جسدها أثر لمسته، وأبعدتها علي الفور وأخذت ما إشترته وهرولت مبتعده عنه
تنهد يس بحرارة وهو يقول: اووف عسل عسل يا بنت الايه لازم تكوني ليا ده أنا هموت عليكي...

في المساء
إرتدي مصطفي ملابسه وعزم علي أن يذهب إلي بيت أهل زوجته وهو يتمني أن تكون ايمان ما قصت عليهم ما رأت حتي لا يظنون به سوء وتختلف معاملتهم معه ونجيه تعتبره ولدها وبالتأكيد ستنفر منه فعليه الآن أن يصلح ما فعلته تلك التي تسمي علا...

بعد صلاة العشاء
خرج عاصم من المسجد ثم خرج خلفه أيضاً هشام وكاد عاصم أن يسير ولكن إستوقفه هشام وهو يقول:
ياه!
إلتفت له عاصم وقال بجديه: نعم
رفع هشام حاجبه وقال: مش أنت برضو الي إتقدمت لأميره بنت عمي
عاصم بهدوء وثبات: أيوه
هشام ساخرا: طلبك مرفوض
صُدم عاصم ولكنه قال بنفس الثبات: هي الي رفضت؟
أومأ هشام برأسه قائلا: ايوه وبعدين إحنا بنحب بعض وهنتجوز
إبتلع عاصم تلك الغصة المريره بحلقه وقال: بتحبوا بعض.

هشام بلا مبالاه: اه عندك مانع
عاصم متنهدا بضيق: لا ربنا يسعدكم عن إذنك، ثم سار مبتعداً وهو يشعر بالضياع، وكأن صاعقه وقعت عليه بعد أن ظن أنها تريده كما هو يريدها بالحلال...
وسار هشام مبتسماً وهو يشعر بالإنتصار.

رن جرس المنزل في منزل الحاج محمود فتوجهت سمره لتفتح الباب، فتفاجئت بالدكتور عمر يقف ويقول: أمل هنا
أومأت سمرة برأسها وقالت: ايوه اتفضل يا أستاذ عمر
دلف عمر بينما أقبلت عليه نجية وهي تقول: أهلا يا عمر يابني ايه المفاجأة الحلوة دي
إبتسم لها عمر وقال: شكرا يا ماما أنا جيت أطمن علي أمل بعد إذنك
نجية بترحيب: طبعا طبعا اتفضل ده بيتك ومطرحك.

دلف عمر وجلس علي الأريكه وهو يتوعد لأمل في سره وما إن علمت أمل بوجوده إرتبكت قليلا وتوجهت إلي الخارج بخطوات متمهلة وهذه المرة نست حجابها ولم ترتديه فيما قالت نجية: هروح اشوف سمرة واتجهت إلي المطبخ بينما وقف عمر وصافح زوجته وقد قرص علي كف يدها وهو يجذبها إليه حتي إرتطمت بصدره وهو يقول: أهلا بمراتي أم لسانين الي بتقفل في وشي السكه
أمل بتوتر وإرتباك ممزوج بالخجل: آآ أنت أنت...

قاطعها عمر وهو يقول بحدة: أنت ايه؟ طبعا مش شايفة نفسك غلطانة ولا عملتي حاجة أنا إذا كنت بسكت فده من حبي فيكي متخلنيش أعرفك إزاي تحترمي نفسك بعد كده وأعرفك إزاي تكلمي جوزك بأدب
كادت أمل أن تتحدث ولكنه قاطعها وهو يقبض علي فكها بيده وقال: مش عايز أسمع ولا كلمة وحسابك معايا بعد كده هيبقي عسير
أبعدت يدها عنه بقوه وقالت بتحدي: ولا تقدر تعمل أي حاجه علي فكرة وأوعي تفكر نفسك هتتحكم فيا و...

إبتلع بقيه جملتها بفمه حيث قبلها بشغف وهو يكبل يديها خلف ظهرها فتفاجئت أمل من فعلته وإتسعت عينيها بصدمة وأخيراً إبتعدت عنها قائلا بإنتصار: إياكي تغلطتي تاني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة