قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثلاثون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثلاثون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثلاثون

في طريق عودتهم إلي البيت أظهرت سهام إمتعا ضآ من تلك الطريقه التي تعامل معهم بها عاصم وكلآ منهم يحمل في نفسه تساؤلات عن طبيعة العلاقه بين عاصم وأميره
قالت نجيه بسذاجه، يا جماعه عرسان تلاقينا روحنا في وقت مش مناسب
همست إيمان لأمل التي تسير بجوارها خلف نجيه وسهام.

سبحان الله عمري ما إرتحت لعاصم وأميره دي حتت عيله رفضت الدكتور ال إتقدملها وشقتها كانت هتبقي في المنصوره وعيلته عيله كبيره ورفضت هشام وتحدت الدنيا علشانه
همست أمل ضاحكه، يمكن زي ما ماما بتقول رحنا في وقت مش مناسب مش دخل وقال عاوزها في كلمه
تعالت ضحكاتهما وقالت إيمان، يمكن.

بينما رفعت أميره وجهها وإرتعدت أوصالها عندما علا صرير الباب يعلن عن قدوم عاصم
أضاء الغرفه، وهاله منظرها بعيناها الحمراوتين ورجفة شفتاها
هم بالإقتراب منها ولكنه توقف حينما سمع صوتها المرتجف
متقربش مني لو سمحت. ارجوك ما تقربش مني
همس بصوت حزين النبرات، أنا آسف أنا بحبك يا أميره أقسم بالله بحبك
همست بصوت مبحوح متأثر، بينما وقف متصلبآ ينظرإليها
إزاي بتضربني بإيدك وبتحضني بيها في في نفس الوقت.

إزاي من بين شفايفك بسمع تهديد ووعيد وتبوسني في نفس الوقت
صاحت وهي تمسك رأسها بألم، إزاي يا عاصم قولي إزاي
نظر إليها بحيره وكأنه يناقش ضميره الذي يحارب بضراوه مشاعره المندفعه تجاهها
نظر إليها بتأمل ملامحها الرقيقه وعيناها الخضراوتان تقلصت أعصابه حينما شعر بها ترتعش أمامه بضعف
همس، أميره إنتي بردانه
قالت بضعف، أنا تعبانه يا عاصم
أرجوك سبني لوحدي: أرجوك.

إقترب منها وقال بتأثر، انا بحبك ومش قادر أشوفك كده والله ما أنا قادر
إقترب أكثر وصعد بجوارها علي الفراش جذبها ليحتضنها ودس رأسها تحت ذقنه ضمها لقلبه وأحاطها بذراعيه
وأخذ يهمس بكلمات الحب والهيام فأغمضت عيناها مستسلمه لذلك العاشق القاسي وناما متعانقين لتجف علي وجنتاها دموعها الحائره...
في الصباح فتحت أميره عيناها بتثاقل حينما مرر عاصم يده برقه علي وجنتها
عاصم، همست إسمه بصوت رقيق ترنح له قلبه.

فقال، صباح الخير أنا حضرت لك الفطار علشان أصالحلك.

طوقت عنقه بيديها سامحه لعواطفها أن تسيطر علي عقلها كما إعتادت أن تفعل معه دائمآ، لتسلل يده إلي خلصات شعرها الناعمه ويدس فيه أنفه يستنشق عبيره الجذاب
نهضت بتكاسل ليتشاركا طعام الإفطار كانت متسامحه ولكن ما زالت عيناها تحملان الكثير من التساؤلات والتعجب...

في كلية الهندسه
جلست أمل شارده لقد مضي شهر كامل منذ أن سافر عمر فلما لم يعد بعد...
شعرت بإهتزاز هاتفها حيث أغلقت رنينه أثناء المحاضرات
تهلل وجهها حينما أضاء إ سم عمر الشاشه
لم تستطع التحمل
فنهصت لتستأذن بالإنصراف متعلله بعذر واهي...
وهرعت إلي حيث مكتبه المغلق
ليعاود عمر الإتصال من جديد
عمر حبيبي إنت رجعت، قالتها وهي تنظر لباب الغرفه المغلق
ليأتيها صوته الممزوج بالشجن، لاء يا أمل أنا هغيب كمان شهر.

إلتفتت لتستند بظهرها علي باب الغرفه المغلق
وتضغظ علي شفتها السفلي بأسنانها العلويه وهي تحاول أن تتماسك وتسيطر علي الدموع التي تجمعت في مقلتيها
فهمست، هتغيب شهر كمان ليه!
عمر بهدوء، شغل يا أمل إنتي بتعيطي
ركلت أمل الأرض بقدمها بغضب وقالت بعصبيه، لأ مبعيطش هعيط ليه
عمر بمرح، يلا فرصه علشان تذاكري وتركزي في الدراسه
أمل بحزن، أنا مش بعرف أذاكر، إرجع.

شهقت حينما إمتدت يد ه القويه تجذبها من معصمها لتدخل المكتب بعد أن فتح الباب
إتسعت عيناها بذهول وهمست عمر...
إزدرت لعابها بإنفعال لرؤيته المفاجئه
وهزتها مشاعرها المتضاربه فقالت بعبوس...
إنت واحد كذاب
إرتجف صوتها حينما لمحت ومضه هزليه في عينيه حيث إرتفعا جانبي فمه الذي ارتسمت عليه التسليه والمرح من ردة فعلها
وقال بكبرياء، كنت عاوز أظبتك وإنتي هتتجنني عليه وأضاف ساخرآ وظبتك
وكزته بغيظ وقالت.

إنت كذاب يا عمر زعلانه منك
ليجذبها إليه ويبثها عواطفه بقبله محمومه
وبعد دقائق يتركها لتترنح بينما راحت عيناه تخترقان عيناها بشوق وإندفاع
تركها وهمس قائلآ، حرام عليكي بقي خلينا نتجوز
أمل بإبتسامه مشرقه، هانت
عمر بمرح، إن ماخلصت منك ال بتعمليه فيه دا يا أمل كنت هتجنن
يلا بينا
أمل بتعجب، علي فين
عمر بإبتسامه حانيه، هنخرج ناكل وأحكي لك وتحكي لي لسه عندي كلام كتير أقولهولك...

في بيت عائلة عاصم خرجت حكمت من البيت وهي تستعد للسفر إلي محل إقامتها تاركه حنان لتعيش مع أخيها
حكمت بحنان، أنا ماشيه يا بنتي روقي البيت وإقفليه وروحي بقي شقة أخوكي
ذاكري ومالكيش دعوه بشغل البيت
حنان بهدو ء، طيب بس متغيبيش عليه
بعد إنصراف والدتها فعلت حنان ما أمرتها والدتها ثم أغلقت البيت وسارت متخذه طريقها لشقة عاصم
إبتسمت بمرح حينما تذكرت ياسين
وبالفعل ذهبت إلي محله الصغير.

وقالت بدلال، عاوزه لبان و شيبسي
تهللت أسارير ياسين ومنحها ماتريد وحمل الدفتر اللذان إعتادا تبادله وناوله لها
قائلآ بإبتسامه، علي فين
حنان بخيبة أمل، هعيش مع أخويا يا ياسين ومش عارفه هقدر أشوفك تاني ولا لأ
ياسين بمحبه، لو بتحبيني هتيجي تاني يا حنان ما إنتي مش راضيه تديني رقم تليفونك
حنان بإصرار، قلت لم ما ينفعش يا ياسين
ياسين بحنان، طب هتردي علي كتبتهولك في الكشكول.

حنان بهيام المراهقين، هسهر أقراه كله يا ياسين سلام بقي
طل يتابعها بعينيه بهيام إلي أن إبتعدت عن ناظريه...
طرقت باب شقيقها الذي فتح لها وقال بحديه، أمك مشت
حنان بهدوء، أه مشت
عاصم بحنان، طيب سريرك جوه في في أوضة السفره إدخلي إرتاحي
حنان بتطفل، أميره فين
أميره بإبتسامه وهي تخرج من حجرتها، أنا هنا يا حنون أهلآ بيكي.

دلفت حنان لحجرتها وقالت أميره، إن شاء الله يا عاصم من بكره هرجع الجامعه السنه هتخلص وأنا مش عارفه حاجه
عاصم بخفي إمتعاضه، طيب يا أميره ال يريحك
يلا شوفي حنان كلت ولا لأ حطي لها الأكل
أميره بإبتسامه، حاضر يا عاصم.

جلس مصطفي في حجره أعدتها له إبتهال وحيدآ
يفكر في إيمان وسلمي ليس سعيدآ بما فعله
لكنها إستفزته وأساءت إلي رجولته
نهض ليذهب إلي عيادته، قرر أن يفني نفسه بالعمل لئلا يترك لنفسه مجالآ للتفكير المضني بزوجته وإبنته.

في منزل علا جلست مع صديقتها هدي
تقص عليها ما فعله بها مصطفي وطبعا عكفت علي تغيير الأحداث لتبدو لهدي وگأنها ضحيه لمصطفي ونزواته
قالت هدي وهي تتأمل صديقتها، يعني إنتي في العده دلوقتي رسمي
علا بغضب، آه في الزفته
هدي مبتسمه وهي تمصمص شفتيها، إدعي ربنا يأخده
علا ببلاهه، وأنا هستفيد إيه لو راح في داهيه.

هدي بخبث، يا هبله الست بتورث لو في العده والدكتور مصطفي عنده شئ وشويات دأنا سامعه إن عنده أرض زراعيه في البلد وعماره في إسكندريه دا غير الفلوس ال ف البنك.

يلا سلام أنا ماشيه
إنصرفت هدي ولم تعلم أنها أضرمت النار في الهشيم
فقد ظلت علا تفكر في كلمات صديقتها
لو إنتهت مدة عدتها فلن تستفيد شئ فليست حاضنه ولا تحمل طفل له في أحشائها
أيضيع مخططها هباء?. منثورا
لا لن تظل مكتوفة الأيدي فلتفكر في وسيله للخلاص منه والإنتقام لكرامتها المهدره علي درجات السلالم لقد ضربها وكاد يقتلها حينما تدحرجت فوق السلالم
فلما لا ترد له الكيل كيلين...

في منزل سعيد
توسد هشام فراشه واضعآ يديه تحت رأسه
ينظر لسقف الحجره ويبتسم
لم يظن أن نجمه خفيفة الظل كما إكتشف هو
ظل يتذكر وجهها المحمر خجلآ إنها حلوه نديه
كثمره مازالت معلقه بأغصانها يشتهي من يراها أن يتذوق طعمها
شفتاها تشبه الكرز الأحمر وعيناها سودوان
تري كيف يبدو شعرها تحت حجابها.
سيزورها مرة أخري، نعم يشتاق اليها ويفكر فيها
تعجب لقد إختارها بعشوائيه فهل سيقع أثير برائتها...

في المساء جلس عاصم يداعب أميره في حجرتهم الخاصه
همس، بتحبيني يا قمر
أغمضت عيناها وأومأت بصمت بالموافقه.

لتشعر بذراعيه تغمرانها وبالدفئ يجتاح كيانها فإستسلمت لعناقه لتسمح للمشاعر الحميمه السريان في عروقهما
تركها فجأه كأنه تذكر شئ وقال بصوت رجولي حاني، هشوف حنان وأقفل عليها أوضتها
أومأت بإبتسامه راضيه.
خرج من الحجره بهدوء ليدخل بشكل مفاجئ علي حنان التي إرتعدت أوصالها رعبآ
وهي تقذف الدفتر من يدها
عاصم بإبتسامه، إيه خضيتك ولا إيه
حنان بإرتباك، لأ، لأ، مش مخضوضه ولا حاجه يا عاصم
قال بمرح: بتذاكري إيه.

حنان وهي تشعر بجفاف حلقها، مممم، ممم محاسبه.

هلعت حينما إنحني ليجلب الدفتر ونهض قائلا
طيب يا حبيبتي. أنا رايح أنام لو عوزتي حاجه ناديني
حاضر...
قالتها بهدوء
إرتعدت حينما عبثت يداه بالدفتر وإتسعت عيناه بذهول مما يري
أخذ يتصفح الدفتر ويقرأ كلمات ياسين
ومن ثم كلمات حنان التي يعرف خطها جيدآ
نظر إلي وجهها مطولآ
في تلك اللحظه خرجت أميره تتفقده
لتسمعه يقول بصوت منخفض فيما يشبه الهدوء، إيه ده، مين الواد ده
حنان برعب، مممممم معرفش.

صرخ وهو يصفعها بقوه وحزم، مين ده إنطقي، إنطفي بقولك
حنان مرتجفه وهي تبكي، أنا آسفه يا عاصم أنا آسفه سامحني
لتنهال الصفعات الداميه علي وجنتيها
ولم تكن أميره بأفضل حال من حنان
كانت ترتجف من الرعب وهي تسمع ضرب عاصم المؤلم لحنان وصريخها وعويلها
ناهيك عن أبشع الألفاظ الذي يتفوه بها
أرادات أميره أن تتدخل ولكن خوفها الشديد جعلها تندفع إلي حجرتها مهروله
لتضع وجهها في وسادتها وتسيل دموعها في صمت حزين...

عادت إيمان إلي شقتها ورغم ما حدث بينها وبين زوجها
لم تستطع إخبار والدتها أو أي أحد بسبب إنفصالها عن زوجها
تعللت بأنه يحاول منعها من العمل
وقررت ألا تسئ إليه بكلمه فالجميع ينظرون إليه بتبجيل وإحترام
وأبدآ لن تشوه صورته الجميله فهو والد أبنائها
وهي رغم عندها وكبريائها الذي يحول بينها وبينه ما زالت تحبه وتحمل له الكثير من الذكريات الجميله...

للمره الأخري يذهب هشام لزيارة بيت نجمه حاملآ لها الهدايا وبعض الحلوي
وللمره الثانيه يتأملها بشغف ويستمتع لحديثها المرح
حاول هشام أثناء حديثه معها أن يمسك يدها وهو يقول
وريني كده شكل الدبله في إيدك يانجمه
ليتفاجئ بنجمه التي نهرته بشده
لتقول: تمسك إيدي بتاع إيه دي خطوبه ومش من حقك لا تسلم عليه ولا تمسك إيدي
إنت من دول بقي ولا إيه
هرش هشام في رأسه وقال، يا دي المصيبه هتفضحيني ما كانتش ماسكة ايد.

نجمه بإصرار، لأ أنا واخده درس عند أبله عزه وفاهمه...
هشام بغيظ، كده يا بنت الحلال هكلمك ابوكي ونكتب الكتاب ونتفض ولو عاوزه نتجوز نتجوز
نجمه بجديه، لأ كفايه كتب كتاب الجواز لما أدرس أخلاقك
لشكلك ما يطمنش
لينفجر هشام ضاحكآ من الغيظ ويهمس
يا وقعتك السوده يا هشام وأنا بقول صغيره ورومانسيه بصي أنا عارف نفسي فقر وحظي مهبب، فتضحك نجمه بمرح قائله
لا يا أتش حظك خلاص بقي حلو بدال خطبتني..

هشام وهو ينهض لينصرف أقسم بالله لأكتب الكتابه هيه تدبيسه والسلام ال ما أمسكش إيدها يعني أفضل خاطبك وحرام أقعد معاكي، حرام أمسك إيدك
نجمه ببرا ء، أيوه أبله عزه قالتلي الدين بيحميناو بيقينا من الأخطاء
هشام بضيق، ولما نكتب الكتاب هتقولي برده حرام
نجمه بإبتسامه جذابه، لا تخلو من الشقاوه والدلال، ساعتها بقي هقولك الحدود ال أبله عزه علمتهالي
هشام بملامح متجهمه، لو سمحتي بقي كفايه علام الأبله عزه لحد كده...

ولكن في داخله بدأت مشاعر خفيه تنمو وبشده تجاه تلك الصغيره الملتزمه المتحفظه...
في صباح اليوم التالي
جلست أميره في المدرج لتستمع إلي محاضره في علم النحو
ورغمآ عنها شردت حينما تذكرت ما فعله عاصم مع حنان بالأمس وأثار هلعها
لم يكتفي بالصفعات المتتاليه التي أدمت وجنتيها
وتمزيق الدفتر بضراوه وعنف
وإنما ذهب إلي المطبخ وخرج وهو يحمل قطعه من الخرطوم القاسي
لينهال ضربآ عليها علي جميع أنحاء جسدها.

كانت حنان تبكي وتتألم وتهمس بخوف، كفايه، حرام، كفايه
لم يتركها إلا حينما إنقطع صوتها فلم تعد تستطع الصراخ بل إستسلمت له كمن إعتاد منه ذلك
رأتها أميره في الصباح متكومه علي فراشها
وحزنت حينما حاولت أن تتحدث إليها
ولكنها رفضت الحديث.

فجأه نظر الجميع إلي أميره التي إنتابها بكاء هستيري ولم تستطع السيطره علي إنفعالاتها الحزينه...
نجمه برعب، مالك يا أميره
توقف الدكتور عن المحاضره ونظر إليها متسائلآ برفق
مالك يا بنتي
لتجيب هامسه، بابا مات قريب
فيقول بشفقه، طب إتفضلي روحي إرتاحي
خرجت برفقتها نجمه التي تعجبت مما يحدث لصديقتها أخذت تفكر
رجل فقط رجل
رجل يجعل المرأه الكبيره تبدو مرحه كما لو كانت شابه في مقتبل العمر.

ورجل يجعل ملامح صغيرته كهله كئيبه
إستطاع عاصم في شهور أن يجعل الفتاه العشرينيه الرقيقه متجعدة الوجه من شدة العبوس والخوف والأحزان المتلاحقه...
أسأءت الإختيار وتحدت الجميع حينما إنبهرت بنظراته الحانيه وكلامه المعسول
الذي أخفي بهم نقصآ وعيبآ لا تكتمل بهما رجولته
ففي لحظه يشبعها حنانآ وهيامآ فإن أصابه غضب إنقلب إلي وحش عنيف نابي التصرفات والألفاظ
هل ستصمد، بل هل تستطيع الصمود أمام تقلباته المتلاحقه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة