قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

في عيادة الدكتور مصطفي
كان منشغلا في عمله مع مرضاه بينما آتاه إتصال من زوجته ولكن وضع الهاتف علي الصامت، حتي ينتهي مما يفعله ومن ثم يهاتفها هو، بعد قليل من محاولة إيمان للإتصال عليه، زفرت بضيق ثم إتصلت علي الهاتف الخاص بالعياده، فأجابت عليها علا الممرضه وهي تقول بصوت أنثوي مائل للميوعه: ألو
صرت إيمان علي أسنانها لتقول بنبره مغتاظه: هو الدكتور مصطفي فين؟
علا بهدوء: معاه حاله جوه يا فندم.

إيمان بغضب: ادخلي قوليله اني عاوزاه
علا بنفاذ صبر: يا فندم خلينا نشوف شغلنا، لو حابه تحجزي ياريت تقولي انما لو عايزه الدكتر يبقي كلميه بعد الشغل
صاحت ايمان بها قائله: انتي ازاي تكلميني كده أنتي...
لم تكمل حديثها حيث أغلقت الهاتف في وجهها لتشتعل النيران بداخلها وتهب واقفه من مكانها متوعدا لهذه الفتاه و زوجها...

بعد ما يقارب النصف ساعه، دلفت ايمان الي العياده، ونظرت إلي علا قائله بنبره قويه:
- أنتي البتاعه الي كانت بتكلمني ف التلفون؟
هبت علا واقفه لتقول بذهول: بتاعه؟ أنتي مين وازاي تكلميني كده
صاحت بها ايمان وهي تقول بحده: أخرسي، أنا الدكتوره ايمان مرات الدكتور مصطفي ولما اتكلم تتكلمي معايا بأدب أنتي فاهمه ولا لاء؟

إتسعت عين علا وتجمعت العبرات في عينيها بينما ذهل جميع الجالسين من مرضي من تلك الطريقه التي تتحدث بها ايمان وفيما فتح مصطفي الباب ليخرج قائلا بتساؤل: ايه ده في ايه يا إيمان؟ ايه الي جابك دلوقتي وبتزعقي ليه!
رمقته إيمان بنظرات تحمل الغيره الشديده ثم قالت غاضبه:
- شوف الي أنت مشغلها بتكلمني إزاي
هتفت علا قائله من بين دموعها: والله يا دكتر مكنت اعرف انها مرات حضرتك هي الي زعقت بطريقه غريبه.

إيمان ناظره إليها بازدراء:
ايوه اتمسكني و...
قاطعها مصطفي وهو يجذبها من يدها إلي الداخل ومن ثم أغلق الباب بعد أن دفعها بقوه وهو يقول بعصبيه: أنتي إتجننتي يا إيمان صح؟ ايه الي أنتي بتعمليه ده.

أدمعت عين إيمان ثم قالت: أنت كمان هتزعقلي، ماشي يا مصطفي أنا ماشيه، ثم سارت في إتجاه الباب ولكنه لحق بها وأمسكها بقوه من ذراعها وهو يقول بجديه: راحه فين لما أكلمك تكلميني عدل والي حصل ده ميتكررش تاني، ده شغلي وعلا ممرضه هنا فقط لا غير، ياريت تهدي كده وتعقلي.

تنهدت إيمان وهي تقول: أنا هروح عشان أجيب سلمي من المدرسه سلام، ثم تملصت منه لتركض في إتجاه الباب بينما هتف هو قائلا بعصبيه: ايمان، ايمان استني، ولكنها لم تجيب عليه بل ركضت إلي الخارج بينما دلفت علا علي الفور وهي تقول ورأسها منخفض: والله ما كنت أعرف انها مرات حضرتك
جلس مصطفي علي كرسيه ليقول بجديه: ولا يهمك حصل خير، دخليلي الكشف الي عليه الدور
أومأت علا برأسها، ثم توجهت إلي الخارج...

في منزل كبير مجاور لمنزل الحاج محمود والذي يكون ملك لأخيه الأصغر وعم أولاده، حيث كان فخم لا يقل عن منزل محمود شيئاً بحديقه واسعه وأثاث فخم به أربع غرف ومطبخ وحمامان وصاله كبيره واسعه...
دق جرس المنزل فتوجهت الخادمه لتفتح الباب لتدلف تلك الفتاه ذات الأثني عشر عاما حيث كانت ساره ذات بشره ما بين الخمري والبيضاء بملامح هادئه وعيون سوداء واسعه وشعر باللون الأسمر أيضا قصيره القامه.

إقتربت منها سهام والدتها وهي تقول: حمدلله علي السلامه يا سوسو
إبتسمت ساره قائله: الله يسلمك ياماما عملتوا الأكل أصل أنا هموت من الجوع
سهام: علي ما تغيري هدومك يكون الأكل جاهز وأبوكي كمان علي وصول ماشي
أومأت ساره برأسها وتوجهت إلي الداخل بينما بعد قليل دق جرس المنزل مره ثانيه معلنا عن وصول سعيد
دلف وهو يلقي التحيه قائلا: السلام عليكم
ردت سهام قائله: عليكم السلام يا سعيد
سعيد بتساؤل: الولاد جم يا سهام.

سهام؛ ساره بس الي جت لسه هشام مجاش زمانه علي وصول
أومأ برأسه قائلا وهو يتجه إلي الداخل: يجي بالسلامه
ثوان وكان الطعام قد تجهز وطاوله الطعام أصبحت جاهزه وإلتف الجميع حولها وقد آتي هشام ذلك الشاب الوقور ذو البشره السمره رغم أنه أسمر إلا أنه يمتلك من الوسامه قدر كبير والطيبه أيضا فحقا هو شاب يحمل صفات حميده وأخلاق عاليه
تحدث سعيد موجها حديثه لابنه:
أخبارك ايه في الشغل يا هشام يابني.

إبتلع هشام الطعام الذي بفمه. ومن ثم قال: الحمدلله ماشي الحال يا بابا
سعيد: المصنع ماشي كويس والعمال وكله تمام
هشام: اه الحمدلله كله ع ما يرام يا حاج
(يعمل هشام في مصنع والده سعيد وهو الذي يدير هذا المصنع بأكمله بينما والده يدير مصنع آخر ومن ضمن أملاكه أيضا)
تحدثت ساره قائله بدلال: أنا عايزه أشتغل في المصنع يابابا
سعيد: معندناش بنات تشتغل يابت ياساره وبعدين أنتي صغيره لسه علي الشغل.

ساره بتذمر: وايه يعني منا عندي صحباتي بتشتغل وبيدرسوا عادي ف نفس الوقت
سعيد: صحابك دول محتاجين انما انتي طلباتك كلها مجابه وبعدين أما تكبري يحلها ربنا يلا كلي بقا
سهام بجديه: لا كلام علي طعام يلا بقا كلوا وسموا بالله
تناول الجميع طعامه بينما تحدث سعيد مره أخري قائلا: صحيح نسيت أقولكم أن عمكم عازمنا عنده يوم الجمعه!
ساره بسعاده: بجد يا بابا طب كويس.

سهام: يلا يا ساره عشان تلحقي تجهزي نفسك قبل ما الأستاذ بتاعك يجي.

ساره: حاضر يا ماما، أنهت ساره طعامها ومن ثم نهضت وقد أبدلت ملابسها وبعد قليل دق جرس المنزل لتتوجه الخادمه لتفتح ويدلف ذلك الشاب الجادي ذو الشخصيه القويه حيث كان عاصم شاب في أواخر عقده الثالث بمعني أنه يبلغ من العمر تسعة وعشرون عاماً يتميز بطول القامه والجسد العريض وحيث البشره الخمريه والعينان السوداء الواسعه كما أن له شعر أسمر كثيف ولحيه خفيفه تزيده جمالا وإشراق، أنه عاصم معلم اللغه العربيه بالمدرسه الإعداديه بنات، والذي يكون إبن الخادمه التي كانت تعمل منذ زمن في هذا البيت الذي يخطو له قدميه الآن ليعلم إبنتهم اللغه العربيه...

تحدث عاصم بصوت رجولي وهو يقول: السلام عليكم
ردت سهام وهي تقول: وعليكم السلام أهلا يا عاصم إتفضل
دلف عاصم ومن ثم إتبعه مجموعه من الفتيات ليدلفوا جميعا إلي الداخل حيث توجد ساره التي وقفت قائله: إتفضل يا مستر
جلس عاصم ومن ثم جلسن الفتيات حول الطاوله ليقول بصوت جاد:
كل واحده توريني ال واجب بتاعها عشان نبدأ في الجديد.

بدأت الفتيات في عرض، ما فعلت من إجتهاد فيما بعد قليل، وهو يشرح بعد التفاصيل في اللغه العربيه وحيث جاء جزء عن الدين عن غض البصر للنساء والرجال فقالت إحدي الفتيات:
- يعني المفروض غض البصر ده للرجاله بس يا مستر
عاصم بهدوء: مين قال كده، غض البصر ينطبق علي البنات كمان، وزي ما الراجل يغض بصره، الست كمان
تحدثت ساره قائله: طب يا مستر لو بنحب مطرب معين ونفضل نبصله كتير ده يبقي حرام.

أومأ عاصم برأسه وهو يقول بتأكيد: حرام مش هو راجل زي أي راجل حرام نفضل نسبل ونسرح في شكله الحلو كنا هتلموا سيئات
ردت فتاه أخري وقالت: يعني يا مستر لو انا بصالك دلوقتي حرام.

ضحك عاصم ومن ثم قال: لا التسبيل والسرحان في الي قدامك هو الي حرام، إنما لما تتعاملي معايا عشان أنا بدرسلك بس وعشان تفهمي فده شئ طبيعي، وأي تعامل بين رجل وإمرآه، خالي من النظرات الغراميه وللعمل فقط فده مش حرام، زي ما قولت الحرام هو السرحان والتسبيل والهيام فهمتوني!
أومأت الفتيات برأسها ليقولن: فهمنا يا مستر.

انهي مصطفي عمله وعاد الي البيت ليكتشف عدم وجود ايمان و سلمي
نزل مسرعا وركب سيارته وتوجه الي صيدلية ايمان التي تبعد شارع واحد عن سكنهم
دخل الصيدليه ليجد ايمان تجلس علي مكتبها وهي تضع راسها بين يديها وكانها نائمه
وسلمي جالسه بجوارها تكتب واجباتها
رحب عماد مساعد ايمان بالدكتور مصطفي وهرع الي الخارج ليخضر له مشروب ليحيه احدثت سلمي ضجه وهي تصيح بابي حبيبي.

رفعت ايمان راسها ببطئ ونظرت بحزن الي زوجها الذي اقترب منها وقال
ينفع ال عملتيه ده يا ايمان
ايمان: لو سمحت متكلمنيش
مصطفي، يا ايمان انتي ازاي تقارني نفسك ببنت بتشتغل عندي وانتي مراتي انتي كده يا ايمان بتقللي من قيمتك يا حبيبتي
ايمان بغضب، بس متقولش حبيبتي.

مصطفي، بس انتي حبيبتي ومراتي بس عقلك صغير يا ايمان
دخل عماد يحمل علبة عصير و يقدمها لمصطفي
مصطفي، شكرا يا عماد ونظر الي زوجته وقال
يلا يا دكتوره يلا يا سلومي
همست ايمان، مش جايه معاك انت هنتني يا مصطفي
مصطفي، انا اقدر
ايمان، قدرت يا مصطفي
مصطفي، حقك عليا مع انك غلطانه
يلا علشان نروح نتعشي بره بما ان الهانم ما طبختش
ابتسمت ايمان بمكر وقالت، تستاهل.

جلس سعيد مع زوجته سهام يتحدثان
سعيد، انا قابلت عاصم وهوا خارج شاب محترم قوي
سهام، ومكافح يا سعيد كفايه انه كمل تعليمه رغم ان ابوه مات وهوا طفل صغير وبعدموته بفتره قصيره اتجوزت امه وسافرت عاشت في بلد بعيده مع جوزها وسابته هوا و اخواته البنات في رعاية جدتهم المسنه
عارف يا سعيد هوا جوز اخته من كفاحه وتعبه وبيجهز اخته التانيه دلوقتي بجد شاب مكافح.

سعيد، بس تحسي الحزن في عنيه يا سهام اكيد مر بحاجات صعبه كتير
سهام، اه مع انه في عز شبابه يا عيني
سعيد، ربنا يكرمه.

عاد مصطفي وزوجته و ابنتهم سلمي الي البيت بعد ان تناولوا طعام العشاء في احدي المطاعم
مصطفي، اعمل لك ايه يا ايمان جيت لك وخدتكم تتعشوا وصالحتك وطول القاعده لاويه بوزك
ايمان، ايوه متفتكرش تضحك عليه بعشوه لو سمحت مالكش دعوه بيه
انا هنام مع سلمي
مصطفي بغضب، انتي حره
دخلت ايمان لتنام بجوار ابنتها في سريرها الصغير بغرفتها.

شعر مصطفي بالضيق ودخل غرفته ليبدل ثيابه ويرتدي بيجامه من القماش الناعم ونام علي سريره وفجأة ابتسم وكانه لاحت له فكره
قام من سريره وذهب لحجرة سلمي التي كانت امها تحتضنها، اقترب من السرير الصغير وانحني لينام بجوار ايمان ويحتضن ظهرها هامسا
اظن من حقي انام في أوضة بنتي اصل سلمي وحشتني قوي بيني وبينك هيه مزوداها بس بحبها اعمل ايه
ابتسمت ايمان رغما عنها علي مداعبة زوجها.

فصاح مصطفي، ضحكتي والله العظيم ضحكتي وشوفتك في المرايه ال علي الحيطه
ايمان، بس يا مصطفي هتصحي البنت
مصطفي، طب بصيلي بقي، وأدارها لتنظر اليه باسمه
اقترب منها ليعانقها ثم قبلها بشوق وحب
ولكنهما افاقا علي صوت سلمي وهي تقول
انتوا بتعملوا ايه اصلا عيب ولد يبوس بنت
انتفضت ايمان وابتعد مصطفي وقال مرتبكاً، اصل مامي كانت زعلانه وبصالحها يا سلومه
ثم جذب ايمان من يدها وقال، يلا نامي يا سلمي. انا ومامي هنروح اوضتنا.

اعترضت سلمي صارخه، لأ روح انت مامي هتنام جنبي هيه وعدتني
احتضنت إيمان إبنتها وقالت ضاحكه: معلش هنام جنبها النهارده يا مصطفي
زمجر مصطفي وهو يصر على أسنانه وتوجه إلى الخارج وهو يهمهم ويقول: نكدتي عليا يا سلمي ماشي يا بنت اللذين...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة