قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث

ذهبت اسرة سعيد الي بيت اخيه محمود علي الميعاد المحدد للعزومه
كانت ساره سعيده لانها ستري اميره ابنة عمها الاقرب لقلبها
كذلك كان هشام الذي يحمل مشاعر خفيه لابنة عمه الصغيره ولكنها مشاعر لا يشعر بها احد سواه فما زالت اميره صغيره وفي الوقت المناسب سيبوح بما تكنه نفسه اليها
جلست العائلتان علي مائده عامره بما لذ وطاب من الاطعمه
وظلت نجيه ترحب بهم طوال الوقت.

بعد تناول الطعام جلس محمود وشقيقه وهشام وسالم في حجرة الضيوف وجلست سهام مع نجيه في الصاله تحتسيان الشاي
جلست معهن ساره التي شعرت بالملل وقالت انا داخله للبنات
دخلت حجرة بنات عمها لتجد امل تقوم برسم هندسي فهي طالبه في الفرقه الثالثه بكلية الهندسة جامعة المنصوره ولا يشغلها سوي دراستها وتفوقها ولان امل قليلة الكلام كعادتها فقد شعرت ساره بالملل.

بعد ان جلست فتره قصيره فقالت
هيه اميره اختفت فين
امل، تلاقيها في الجنينه قاعده تقرأ في روايه من ال هتلحس مخها
ساره، طب انا نازله لها الجنينه
رات ساره اميره تجلس وهي تسند ظهرها لجذع شجره كبيره وتقرأ روايه رومانسية
ساره، امل كان عندها حق
اميره، قصدك الشاويش امل
ضحكت ساره وقالت، بتقرئي ايه
اميره، روايه جميله قوي يا ساره ولا البطل يجنن اسمراني وطويل وتقيل قوي وكمان متدين
ساره، كانك بتوصفي المستر عاصم.

اميره، معقول
ساره، اه والله يا ميرو مستر عاصم طويل واسمراني وعيونه سمرا كحيله برموش طويله ومتدين وبيضحك بالاطاره كمان
اميره، كلميني عنه يا ساره كمان
اخذت ساره ببراءه تقص مواقف عاصم معهن في درسه وتحكي وتحكي واميره منصته
انصرفت ساره ولم تدرك ان اميره اصبحت متعلقه بعاصم حتي من دون ان تراه هل يعقل ان الصغيره البريئه تحب شخصاً دون رؤ يته
احبته اميره واخذت تتخيله كابطال رواياتها التي لم تعرف في الواقع غيرهم.

شعرت انه بطلها الاوحد وبدلا من التفكير في ابطال الروايات اصبح كل تفكيرها في عاصم
لدرجة انها راته في احلامها انها بريئه نقيه
مثل الزهره البيضاء التي تعلوها قطرات الندي فتزيدها حسنا وجمالآ.

في الصباح ارتدت اميره زي المدرسه الرسمي وهو بدله جميله باللون الرصاصي وحملت حقيبتها علي ظهرها
ثم اتصلت بصديقتها المقربه نجمه والتي تدرس معها في الصف الثالث الثانوي وقالت.

انا نازله يا نجمه استني عند الكوبري نمشي سوا، يلا سلام
ثم اخذت ساندوتش اعدته لها والدتها ووضعته في حقيبتها واتجهت للباب ولكنها سمعت صوت والدها من خلفها يناديها
نظرت للخلف وقالت، نعم يا بابا
محمود، ما تمشيش خلي ادريس يوصلك
اميره، انا همشي مع نجمه يابابا المدرسه قريبه مش محتاجه عربيه خلي عم ادريس يمكن امل تحتاجه يوصلها للكليه
محمود، هيه لسه عامله زعلانه ومش عاوزه تيجي تعتذر.

اميره، معرفش يا بابا بس هيه بتقول انها الكبيره وكدا
محمود، طيب يلا علشان متتا خريش.

صاحت نجيه. يا محمود تعالي شوف سالم مش راضي يصحي ولا يروح المدرسه
محمود، ما تقلقيش يا نجيه انا جايب له مدرسين لكل المواد وهخليهم معاه لحد الامتحانات انا ماليش بركه ال سلومي
خرجت امل من غرفتها وهي تحمل ادواتها الهندسيه ذاهبه الي جامعتها
رات والدها فتجاهلته ومشت متجهه للباب
صاح محمود، عامله نفسك مش شايفاني يا امل
، نظرت امل اليه بعتاب ولم تتكلم
اقترب منها والدها واحتضنها ثم قال.

ما تزعليش يا امل مني بس اخوكي يا بنتي ما ينفعش تضربيه وتهينيه انا عاوزكم تحبو بعض
ردت امل، هنحب بعض يا بابا لما يحترمنا ويعرف ان فيه كبير وصغير
محمود، اخرج مبلغ من النقود وقال
طب خدي يا امل دول مصاريفك ومينفعش بنت تخاصم ابوها حتى لو مد ايده عليها
امل بحزن، حاضر يا بابا عن اذنك.

خرجت نجيه من المطبخ واستمعت لحوار محمود مع امل وقالت مبتسمه
طب بتزعلها ليه بدال مش قادر علي خصامها
محمود، امل جدعه وعندها شخصيه وبت راجل كده وما بتحبش المياعه وانا بحبها بس لم حد بيزعل سالم مببقاش في وعي يا نجيه دا ال كنت بتمناه من ربنا وال هيحمل. اسمي من بعدي وبعدين مالو ش اخ يا نجيه ولازم البنات يعرفو ان اخوهم دا ديك البرابر ال هيحميهم من بعدي
هنيه، ربنا يديك الصحه يا حاج.

فوجئت أميره بصديقتها نجمه ترتدي عباءه ه طويله وخمار علي غير عادتها فهي تلبس بدله مثل اميره
اميره، الله الله شلاه يا حجه نجمه
نجمه، الحمد لله يا اميره ربنا هداني والتزمت وبقيت احافظ على الصلوات واقرأ قرآن وجبت خمارات كل الالوان علشان دا هيبقي لبسي علي طول وممكن اتنقب في الجامعه كمان ان شاء الله.

اميره، ايوه بس امتي حصل التغيير دا وايه السبب دا هوا اسبوع واحد ال مشفناش بعض فيه وقلنا هنقعد نذاكر في البيت
نجمه، ربنا رزقنا بساكنه في شقه عندنا هيه من المنصوره واتجوزت مهندس متدين من عندنا وعايشين هنا في البلد
بس ايه يا ميرو علامه في الدين لو شفتيها مش هتحبي تسيبيها ابدا بتدي دروس دين وكل بنات الشارع عندنا اتحجبوا بسببها
اميره، للدرجه دي.

نجمه، تعالي معا يا وانا اعرفك عليها ولو مش عارفه تفسير حاجه هيه بتدرس تفسير
اميره، هيه دارسه ايه
نجمه، معاها ليسانس حقوق ومعهد اعداد دعاه بس ما شاء الله عليها
اميره، خلاص انا هقول لبابا وماما واجي عندها درس دين وتحفيظ قران
نجمه، اتفقنا يا ميرو.

خرجت امل مسرعه وهي تصيح يا عم ادريس يلا اتاخرت علي الجامعه
ادريس السواق، حاضر يا ست امل اتفضلي اركبي
صعدت امل الي السياره وحثته علي السير بسرعه
اتصلت بصديقتها وفاء
فقالت وفاء، اتاخرتي ليه يا امل السكيشن هيبد أ والدكتور عبد العزيز ما عندوش يلا ارحميني
امل: انا في الطريق اهو يلا بسرعه يا عم ادريس
وصلت امل لجامعة المنصوره ودخلت من بوابة كلية الهندسة واخذت تهرول مسرعه.

ولاول مره تقصد الاسانسير لتقتصد في الوقت
وصلت لباب الاسانسير فاذا بشاب يهم بغلقه فصاحت استني
دخلت غاضبه، وقالت ايه دا مش شايفني
عمر، والله ال اعرفه ان الاسانسير ده مش للطلاب
امل بغيظ، اه علي اساس انك عميد الكلية ولا علي راسك ريشه
ولا تكون انت ال بل الندي طرطور ك ان شاءالله
عمر، ايه يا انسه السوقيه دي ريشة ايه وطرطور ايه اتكلمي باسلوب محترم احسن من كده.

امل بغضب، انا محترمه واحسن منك ايه البلاوي ال ع الصبح دي
وقف الاسانسير فخرجت مسرعه وهي تقول، عديني مش فاضيلك وجرت مسرعه
دخلت امل القاعه بعد ان طرقت الباب وقالت، انا اسفه اصل
لما تكمل عباراتها حيث صاح الدكتور، برررررررررااااااااا
خرجت وهي تشعر بالحزن لتجد نفس الشاب الذي ركب معها الاسانسير
يمر من امام القاعه وهو يحمل حقيبه وتعمد ان ينظر له نظرات شامته فقد سمع الدكتور وهو يطردها.

اغتاظت امل من ابتسامته الماكره فصاحت وهي تشير بيدها اليه.، ما هو من وشك الفقر علي الصبح
عمر وهو يسير متجاهلا لها، مجنونه.

خرجت وفاء بعد انتهاء السيكشن لتجد امل غاصبه
وفا ء، ايه يا امولا مالك واتاخرتي ليه
امل، اصطبحت بوش انسان رزل فور دمي مش كده وبس دا سمع الدكتور بيطردني
وفاء، واحد مين
امل، واحد رخم تلاقيه في البكالوريوس فاكر نفسه كبير المهندسين وهوا حتت عيل
مر عمر من امامهم فقالت امل وطي صوتك لحسن هوا ده بتقل دمه
وفا ء، دا عسل يا امل حرام عليكي
امل، وفاء انا بقول عليكي مؤ دبه بلا عسل بلا بصل.

وفاء، فعلا ليها حق اميره تسميكي شاويش امل.

في المساء حملت اميره التليفون واخذت تكلم صديقتها نجمه
اميره، وبعدين يا نجمه البطل عمل ايه
دخلت امل الحجره وقالت، لأ بقي انا مبحبش المياعه دي والله ما انتو فالحين هي دي المذاكره
قالت اميره، خلاص يا نجمه اقفلي دلوقتي لحسن امل اختي جت وقاعده تزعق ابقي كمليلي الصبح
دخل سالم حجرة اخواته واخذ يضايقهن ويمسك ادوات امل للمره الثانيه
صاحت امل، ولما اضربك تاني ابقي روح عيط لابوك.

سالم وهو يغيظها، ما هو ضربك علشاني
دخلت نجيه وصاحت، انت بتعمل ايه عندك يا سالم ما يصحش تكلم اختك الكبيرة كده
امل، ما هو له حق يا ماما البيه فاكر ان معاه حصانه بس اقسم بالله يا سالم لاكون ضرباك تاني فاهم انا بقي هربيك يا سالم
سالم، سا معه يا ماما
نجيه، يلا يا واد اطلع بره بلاش جرجره
اقتربت امل من سالم وهي تحمل مسطرتها فخرج يجري من الحجره.

ضحكت اميره ونجيه لخوف سالم من امل وقالت اميره، اشمعني انا مبيخفش مني كده
قالت نجيه، امل ايدها طارشه
ثم استئنفت انا خارجه عاوزين حاجه يا بنات
ردت امل، اه يا ماما خلي سمره تعمل لنا شاي
بعد خروج نجيه اخرجت اميره روايه من درج مكتبها وهمت بقرائتها
ولكن امل اقتربت منها وشدتها من يدها بعنف وصاحت باميره
دا وقت مذاكره يا اميره مش وقت قصص وروايات فهمتي، اتفضلي ذاكري لحسن اقطعهالك ميت حته.

قالت اميره بتوسل، لأ خلاص يا امل هذاكر بس سبيها متقطعيهاش لحسن دي بتاعت نجمه
قذفتها امل في الدرج وهي تهمهم، بنات ساذجه وتافهه، يا بنتي انتي ثانويه عامه حرام عليكي تضيعي وقتك يلا ذاكري.

جلست امل مره اخري علي مكتبها تذاكر
وكذلك فعلت اميره
وبعد قليل قالت اميره بصوت منخفض لشقيقتها
امل انتي عمرك ما قريتي روايه ابدا ولا حتي لما كنتي في ثانوي
نظرت امل بحنان لاميره وقالت يا اميره دي حاجه بتعطلك عن دراستك ومستقبلك.

يا حبيبتي اهم حاجه للبنت تعليمها وبعد تعليمها شغلها دا ال هيعمل لها قيمه وكيان فهمتي انما الحب والتفاهات دي بتعطل ثم انا عاوزه ابقي قويه ومعتمده علي الله ثم علي نفسي وانتي كمان افهمي ما فيش حاجة اسمها حب وهيام وغرام دا شغل روايات مثلا بابا وماما وعمو سعيد وطنط سهام عايشين كويس بس بتسمعيهم يقعدو يقولوكلام حب
اميره بحزن، ابدا ما بيتكلموش غير جد عادي يعني.

امل بابتسامه، بس كده هيه دي الحياه هات وخد مش زي الروايات فهمتي يلا ذاكري. ومتفكريش غير في مذاكرتك. ومستقبلك. وبس ثم استئنفت
حتي صاحبتك نجمه مخها ضارب زيك
اميره بغضب، متقوليش كده علي نجمه
دخلت سمره تحمل صينيه عليها شاي وطبق به بعض الساندوتشات وقالت مبتسمه
الشاي والاكل للعرايس الحلوين
شكروها وما ان استدارت الا واخذت الفتيات تضحكا بشده فقد علق سالم لسمره ذيلا ورقيا علي جلبابها من الخلف يهتز كلما مشت.

قالت امل وهي تضحك، شيلي الديل يا سمره دي اكيد عمايل سالم
غضبت سمره وهي تشد الذيل الورقي وقالت
والله لاكون شاكياه للست نجيه هوا انا اده علشان يركب لي ديل والله ما انا ساكته
خرجت تهرول لتشكيه الي والدته
سمره في الخامسه والثلاثون من عمرها ريفيه بسيطه هادئة الملامح تعمل منذ سنوات عديده في منزل الحاج محمود وافراد العائله بدورهم اعتبروها فردا منهم..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة