قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر

غصبت ايمان اشد الغضب مما فعله سالم بصغيرتها التي لم تعتاد من والدها الا الدلال والحنان
فجذبتها من يدها وقالت يلا يا حبيبتي هنروح وحملت حقيبتها وهمت بالانصراف من البيت
حاولت كلا من والدتها واميره منعها من الخروج من البيت بهذا الشكل المؤلم فهي تبكي بكاء آ حارا
وقالت نجيه. بحنان، كده يا ايمان هتعملي عقلك بعقل سالم.

ايمان باكيه، سالم ضرب سلمي ال عمرنا ما مدينا ايدينا عليها وكمان يطردني ويقول مش عاجبك روحي بيتك امال يا ماما لما يكبر شويه هيعمل ايه
لا دي نار مصطفي ولا جنه فيها سالم انا ال غلطت اني مروحتش معاه
نجيه باصرار، لأ يا بنتي متمشيش زعلانه
ايمان بتصميم، معلهش يا ماما انا همشي يعني همشي عن اذنك
ثم خرجت مسرعه الي موقف السيارات
لتركب السياره المتجهه الي المنصوره
جلست بجوار الشباك وسلمي بجوارها.

واخذت تسترجع ما فعله سالم وتبكي حزنا علي والدها الذي كان يفرح اذا ذهبت لزيارته ويدلل سلمي كثيرا
شعرت بالارهاق فأغمضت عينها قليلا الي ان وصلت السياره الي المنصوره
استقلت تاكسي ليقلها الي عنوان شقتها.

وصعدت العماره التي تسكن فيها لتصعد السلم ثم تفتح الباب بالمفتاح وتدلف هي وسلمي الي الداخل لتفاجئ بفوضي عارمه تملأ المكان وملابس زوجها ملقاه علي الكراسي باهمال وفي المطبخ وجدت اطباق بها طعام فاسد فقالت لابنتها شوفي يا سولي الشقه مش نظيفه ازاي
سلمي ببراءه، دي مقرفه يا مامي بس احسن من عند سالم الوحش
ايمان بتودد، حبيبتي يا سوسو ماتقوليش لبابي يا عمري علشان ميزعلش
سلمي بطفوله، حاضر يا مامي.

ايمان بملل، يلا يا سولي ساعديني بقي ننضف الشقه علشان نفاجئ بابي لما ييجي.

اخذ مصطفي علا معه بالسياره للذهاب الي اقرب ما ذون
لم يكن مصطفي سعيدا بذلك بل كان يشعر انه ورط نفسه مع علا ولانه شعر بالندم على ما فعل فهو اراد ان يصحح ذلك الخطأ ولكن للاسف بخطأ أكبر منه
جال بخاطره زوجته وابنته انه يحب ايمان بل يعشقها وعلا مجرد نذوه عابره، لحظة ضعف، سقط في الخطيئه امام اغواء علا
وخطتها الشريره.

افاق من شروده علي صوت علا التي تكاد تطير من شدة الفرحه ها هي بلغت مرادها وستصير زوجة طبيب مشهور بدلا من كونها مجرد عامله
قالت بدلال، االنهارده اسعد يوم في حياتي
مصطفي، وانا حاسس ان حياتي بتنتهي
علا تتصنع الغضب، تؤ تؤ تؤ كده ازعل منك
مصطفي بغلظه، انا صحيح غلطت بس انتي السبب يا ريتني ما عرفتك يا علا
علا غاضبه، دا كلام واحد يقوله لمراته ال رايح يكتب عليها.

وقف بالسياره، وقال انزلي الماذون هنا واشار الي لافته اعلي بنايه
نزلت علا وتركته ليصف سيارته ثم يتبعها
الي شقة المأذون ويطلب منه عقد قرانهم
الماذون بتساؤل، معاكم شهود
مصطفي بضيق. لأ
المأ ذون، طب هنادي لك البواب وابنه وابقي راضيهم
مصطفي بنفاذ صبر، حاضر بس خلصني
وبالفعل تم عقد قرانهم وانصرفو
قال لعلا، فين بيتك اوصلك
علا بسعاده، خد يمينك وهوصفلك الحاره
مصطفي يتمتم، حاره
علا، اه حاره عندك مانع.

صمت مصطفي وسار كما اشارت له وقال انزلي يلا
ترجلت علا من السياره وقالت طب ماتيجي
تتعرف علي امي وابويا
مصطفي بحده، انتي هتسوقي فيها ولا ايه انا لولا خوفي من ربنا ورعبي من ال حصل مستحيل كنت اقبل اتجوزك يا علا فاهمه واعرفي ان اسبوعين واديكي قرشين
واطلقك علشان متقوليش اعرف ابويه ولا امي
ابتسمت علا ببرود وقالت، هنشوف
يلا مع السلامه يا حبيبي.

وصل عمر الي المنصوره بصحبة زوجته
وقال، لها، احنا نروح الاول ناكل اكل ام عمر واوريكي شقتنا وبعدين اخرجك افسحك علي الله يطمر
ابتسمت امل ولم ترد عليه
وقف بالسياره ام بيته المكون من ثلاث طوابق ودور اخير عليه برجوله جميله وزهور يهتم بها والد عمر
صعد وامل تتبعه الي الدور الثاني حيث شقة والدته
وفتح الباب بمفتاحه وقال، اهلا وسهلا بزوجتي العزيزه في بيتنا المتواضع.

اقبلت فاطمه ترحب بامل كذلك فعل زوجها وشعرت امل بخجل لانها المره الاولي التي تزور عائلة زوجها
قالت فاطمه، دا اسعد يوم في حياتي يا امل، وعروسة ابني الحلوه عندي
وكزها عمر في زراعها وقال. قولي حاجه
امل بخجل، شكرا يا طنط انتي وعمو ربنا يبارك. فيكم.

اعدت فاطمه اصناف الطعام الذيذه والمميزه كورق العنب و المكرونه واللحم المحمر ودجاج مشوي واخر بانيه كذلك اعدت الملوخيه التي يعشقها عمر، جلس الجميع في سعاده ولكن اكثرهم فرحا كان عمر لانه اليوم الاول الذي تدخل فيه زوجته لبيتهم
اكلت امل قليلا ثم قالت، الحمد لله شبعت
لكن كلامنهم حمل بعض الطعام واخذ يحلف عليها ان تاكله الي ان صاحت
خلااااااص معتش اقدر يا طنط.

انتهي الجميع من تناول الغذاء وحاولت امل ان تساعد حماتها التي اعترضت وقالت
روحي اقعدي مع عمر في البلكونه عمك عز هيساعدني. ونجيب الشاي ونجيلكم
شدها عمر من يدها وقال يلااااا
نظرت فاطمه بسعاده الي زوجها وقالت، ما شاء الله الاتنين حلوين قوي امال ايه المثل دا ال بيقول المخده متشلش اتنين حلوين
ضحك عز الدين، من امثال زوجته وقال
اكيد واحد مراته وحشه ال قاله.

في البلكونه جلس عمر وامل علي كراسي خوص كبيره وامامهم منضده من نفس الخوص اعدت بشكل جميل والوان زاهيه
جلسو متقابلين
ظلت امل، صامته الي ان قال عمر بابتسامه، منوره يا املي
. امل بخجل، شكرا
عمر يمازحها ضاحكا، شكرا ايه دا بدال ما تقولي دا نورك يا عمري
نظرت له ولم تتحدث فقال
طب بلاش كلاااام ما فيش حاجة كده علي ما قسم
امل بابتسامه، حاجه في عينك
عمر غامزا، لأ بس بقينا بنضحك اهو ومبسوطين.

يلا قومي اطلعك تتفرحي علي شقتنا علشان انزل افسحك
صعدو لشقتهم في الدور الثالث شقه جميله ومنظمه قال عمر
اهو يا املي شوية عفش بس ونعمل الدخله ونهيص
امل بجديه، والكليه يا ذكي
عمر بغيظ، بلا كليه بلا مدرسه خلينا نتجوز ونجيب لينا عيلين نربيهم
امل، تؤ طبعا انالازم ابقي معيده زيك
عمر يدعي الجديه، زيي لأ طبعاً لازم تتعاقبي
امل ببراءه، بس انا مغلطتش.

عمر بابتسامه يجذبها اليه وهو يقول وانا اعمل ايه ما انتي مش راضيه تغلطي وانا لازم اعاقبك
ثم قبلها قبله طويله وعندما تركها ترنحت فجذبها مره اخري الي احضانه وقال لاهثآ..؟ بتحبيني
لم ترد فرفع وجهها وقال، جاوبي
امل بضعف، انا معرفش اقول الكلام ده
عمر، لازم اعرف
امل بتردد، انا، انا بفرح لما اشوفك وبتضايق لما تزعل مني
عمر، وايه كمان
امل، و، و، وساعات لما تغيب بتوحشني
عمر بسعاده، بس تبقي بتحبيني يا هبله.

امل بغيظ، متقولش هبله
جذبها عمر من يدها وقال، يلااااا
امل بتساؤل، علي فين
عمر هنخرج
نزلو السلم بسرعه
نادت فاطمه، يا ولاد رايحين فين الشاي والكيك جاهزين
عمر وهو ينزل السلم، لأ خلاص احنا نزلنا
اخذها الي النادي، وطلب لها عصير طازج
ثم الي الملا هي، وصمم ان تركب الارجوحه ويدفعها هو برفق، شعرت امل بالسعاده والبهجه.

ان عمر شخصية جذابه ومرحه جعلها تري الدنيا بعينيه وربما لاول تعلم معني النزهه لقد ملأ عليها عمر الحياة وجعلها تشعر بالاهتمام، الاهتمام الذي تتمناه كل انثي وتشتاق اليه فها هو رجلها الاوحد يحتويها ويحنو عليها بل ويدللها فكرت امل في نفسها، ان من يفعل ذلك مع زوجته لن يحزن ابنته بتفضيل شقيقها عليها.

قالت امل، يلا يا عمر روحني لماما قايله متتاخريش
عمر بتفهم، طيب اوكي، لكنه وقف امام محل ازياء نسائية شهير وابتاع لها فستان جميل وحقيبه جلديه فاخره
حملتهم امل بسعاده ثم استعدو ليعيدها الي بيتها
صعدا السياره وجذبها لتضع راسها علي كتفه لتغمض عيناها تحاول ان تخفي مشاعرها الوليده لعمر الذي شعرت بكرمه وحنانه
وعند بيتها نزلت من السياره وقالت. انزل يا عمر تعالي ادخل معايا شويه.

فاجابها بابتسامه، لأ الوقت اتاخر انا همشي وادر السياره لينصرف فنادته
عمر
نظر اليها فقالت بحنان، خلي بالك من نفسك
عمر بسعاده بعد ان انصرفت، بدأتي تنطقي يا املي.

جلست اميره وحدها بالحديقه فإيمان ذهبت الي منزلها وامل اصطحبها عمر في نزهه
اخذت تقرأ روايه ولكنها رغما عنها شعرت بعدم تركيز وملل
فقامت لتدخل الي امها التي كانت تقف مع سمره بالمطبخ وقالت
ماما لو سمحتي ممكن اروح لنجمه اقعد معاها شويه
نجيه بجديه، مالوش لزوم يا اميره
اميره باستعطاف، علشان خاطري يا ماما نص ساعة ومش هغيب اشمعنا هيه مامتها بتسيبها تجيني.

نجيه بنفاذ صبر، عارفاكي لحوحه وال في دماغك لازم تعمليه مش هتبطلي زن روحي بس خدي سالم يوصلك
اميره بغضب، يا ماما انا ماشيه طفشانه من سالم تقوليلي خديه معاكي سالم دا قليل الادب خلي ايمان تمشي معيطه وبعدين الحيوان ده يضرب سلمي ليه ويطرد مامتها من بيت ابوها امال لو بيته بقي كان عمل فينا ايه
ابتلعت نجيه ريقها خوفا من بناتها ان علمن بالامر وقالت وهي تشير بيدها
روحي يا بنتي روحي.

ارتدت اميره فستان رقيق وحجابها الفضفاض الذي زادها جمالا
وانصرفت
مشت ببطئ وهي شارده الي ان اقتربت من بيت نجمه
فوجئت حينما وجدت وجهها في وجه عاصم الذي كان يسير بالطريق المقابل
ارتبكت من تلك المفاجأه وشعرت ان كيانها يهتز
كذلك عاصم لقد ذهل حينما رآ ها امامه، حاول تجاهلها والمضي في طريقه لكنه لم يستطع ان يفعل ذلك
فقال بصوت اجش، ازيك يا اميره
اميره بارتباك، ازيك يا مستر عاصم.

عاصم بحده، مبروك لخطوبتك من ابن عمك قالي انك بتحبيه وفرحانه بيه
اميره بغضب طفولي، الكداب اقسم بالله ما حصل دا اتقدم لي وقلت له مستحيل يحصل لاني بحبه زي سالم
عاصم بتساؤل، سالم مين
اميره بتاكيد، اخويا
عاصم مستفهما، امال رفضتيني ليه
اميره ببراءه، والله مارفضتك بالعكس
ثم ادركت ما قالت فقالت، عن اذنك يا مستر وانصرفت مسرعه.

بعد ان انصرفت استدار عاصم لينظر اليها ويقول، بالعكس يعني موافقه وابتسم ابتسامه جميله فقد شعر بالراحه
وكانت تلك المقابله الغير مقصوده سببا لرجوع الامل الي عاصم مرة اخري. لقد علم رايها الحقيقي بل وقالت له انها لم ترفضه
علم ان هشام، كذب عليه لغرض ما قال عاصم في نفسه، انسان بشع كذاب.

عاد مصطفي الي بيته منهكا نفسيآ وجسديآ وفتح الباب ليتفاجئ بالشقه مرتبه ومنظمه وطعام العشاء موضوع بعنايه علي المنضده ومحاط بالشموع
ما ان دلف للداخل حتي جرت عليه سلمي صارخه، بابي حبيبي.

فوجئ مصطفي بسلمي التي تحاوط رجليه بيدها الصغيره فانحني ليلتقطها ويحتصنها وهو يتاوه، اه يا حبيبتي وحشتيني يا سلمي
خرجت ايمان من الغرفه والدموع تسيل علي وجنتيها ظلت واقفه تنظر له بعتاب
ترك سلمي واقترب منها يحتصنها ولم يشعر بنفسه كان يبكي بحراره
لدرجه ابكت ايمان بكاء شديد وجعلها تتأثر فلم تراه كذلك من قبل
ايمان بصوت متهدج، انا اسفه يا حبيبي اني سبتك مش قادره اعيش بعيد عنك يا مصطفي.

مصطفي بصوت اجش متقطع، اتاخرتي قوي يا ايمان، اتاخرتي قوي
ايمان، حقك عليا يا حبيبي
اختلطت الدموع ولكن شتان بينهم
ايمان دموعها شوقا اليه
اما دموعه فندما وحسرة مما فعله وخوفا من خسارتها تمامآ اذا علمت بما حدث منه
وبامر زواجه من تلك الفتاه التي كانت سببا للمشاكل بينهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة