قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والعشرون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والعشرون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والعشرون

أنا بحبك!
همس بها يس بدون مقدمات وهو ينظر إلي حنان بتفحص وتأمل...
بينما إبتلعت حنان ريقها بتوتر بالغ وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما: في حين تابع يس مردداً ؛: أنا بقولك الحقيقة والله أنا فعلا بحبك
لم يتلقي منها إجابة إلا الصمت فتنهد بيأس وقال: طب أنتي إسمك ايه؟
خرج صوت حنان بخفوت شديد وهي تتابع: آآ لو سمحت حسابك كام؟
أغلق يس عينيه بضيق وقال بنفاذ صبر: طب أعمل إيه عشان أوصلك أنا عاوز أتقدم!

إزدات ضربات قلبها، وظل يخفق بشدة، في حين تركت ما اشترته من يدها وسارت مبتعدة وهي تتلفت يميناً ويساراً بارتباك خوفاً من أن يلمحها أخيها أو أحد اللذين يعرفوها: بينما عقد يس حاجباه في استغراب مما فعلته..!

إستأجر عاصم منزل بسيط بجانب بيته عدة خطوات، وإستأذن من نجية بأن يأخذ أميرة معه إلي هذا المنزل الذي سيكون عش الزوجية...
بالفعل وصل عاصم إلي المنزل ووقف ينتظرها باشتياق وأخيراً وجدها مُقبله عليه، فإبتسم لها بإعجاب من هيئتها المُحتشمة دائماً وأخذ يقترب منها وإلتقط كف يدها وهو يقول مُداعباً: إيه القمر ده؟

إبتسمت له في خجل وأطرقت رأسها بحياء بينما، ضحك هو علي خجلها الذي أصبح يعشقه ويعشق تفاصيلها، فقال بمراوغة: مالك مرتبكه ليه؟
رفعت رأسها له وقالت ببراءة: مش عارفه أصل دي اول مرة أخرج مع راجل لوحدنا
رفع أحد حاجبيه وقال بجدية: خلاص يا حبيبتي أنا بقيت جوووووزك والله جوزك أغنيهالك عشان تفهميها!
عقدت أميرة حاجباها وتابعت بغضب طفولي: ايه ده أنت بتزعقلي!

لف عاصم ذراعه حول كتفها وتابع: هو أنا أقدر؟ ده أنتي حياتي، يلا تعالي وصلنا يا حبيبي
صعدا كلاهما إلي الشقة التي سيقطنا بها، وفتحها عاصم بالمفتاح ودلفت أميرة وهي تتلفت يميناً ويساراً تشاهدها بدقة وفرحة بينما كان عاصم يتابعها بابتسامة حتي قال: ها عجبتك؟
أومأت برأسها وهي تقول: اه حلوة أوي والعفش كمان حلو، ذوقك ده؟

أومأ لها برأسه وقال مبتسماً: اه ذوقي مكنتش أعرف إن ذوقي حلو كده إلا لما حبيتك، ساعتها عرفت إن ذوقي رفيع جدا
ضحكت أميرة برقه وهي تتابع بطفوله: يا سلام
إقترب لها وعانقها بحب جارف وهو يتابع هامساً: اه.

شعرت بدفئ غريب لأول مرة تشعر به في أحضانه شعرت بالأمان والحنان وأنها في راحه تامة أغلقت عينيها حينما شعرت به يشدد ذراعيه مقرباً لها منه أكثر وأنفاسه أخذت تلفح عنقها من فوق حجابها، حاولت أن تبتعد عنه ولكنه لم يمنحها الفرصة حيث قال بهمس: بحبك أوي يا أميرة أوعديني تفضلي جنبي دايما ومتسبنيش في أي يوم
إبتسمت له ومسدت علي رأسه قائلة بخفوت وصوتها الرقيق: أوعدك يا حبيبي.

لأول مرة يسمع هذه الكلمة منها، فأصابت قلبه فورا ليرجع رأسها للخلف قليلاً ناظراً إلي عينيها بنظراتٍ عاشقه، وتابع مردفاً: قولتي ايه؟
إرتجفت وعضت علي شفتيها بخجل في حين تابع عاصم وقد رفع كفوفه ليحتضن وجهها بينهما:
قوليها يا أميرة عاوزة أسمعها منك يا حبيبتي عشان خاطري
توردت وجنتيها بشدة، وتابعت بتوتر وهي تزدرد ريقها: آآ أنت حبيبي.

خرجت الكلمة بمنتهي البراءة ليطوق خسرها بذراعه ويحملها ويدور بها بسعادة قائلاً بإرتياح: بموت فيكي...

في عيادة الدكتور مصطفي...
وقفت علا أمام مكتبه ووضعت ملف عليه به تحاليل الحمل المزورة، بينما رفع مصطفي بصره إليها وهو يقول بتساؤل وضيق: ايه ده؟
علا بدلال: تحليل الحمل ياروحي
مسح مصطفي علي وجهه بغضب وهو يقول: الله يخربيتك غاوية تحرقي دمي كل شويه!
جلست علا أمامه علي المقعد المقابل، فيما أمسك مصطفي التحاليل وألقاها أرضا وهو يقول بعصبية: أنتي عاوزه مني ايه؟

نظرت إلي عينيه وقالت بجراءة: عاوزاك! عاوزة جوزي وأبو ابني يا صاصا
كز مصطفي علي أسنانه وتابع: الي في بطنك ده لازم ينزل! أنتي سامعه
حركت علا رأسها ببرود تام وأردفت: لا مش سامعه يا قلبي يهون عليك تقتل إبنك يا وحش
أغلق مصطفي عينيه في ضيق وتابع مردداً: أنتي مستفزة.

علا بلا مبالاه: إسمع بقي يا دوك! أنا يا حبيبي مش أقل من الهانم التانية، زي ماهي مراتك أنا كمان! وهتجبلي شقه بالذوق كده أحسن ما أروح للهانم مراتك وأقولها يا حبيبي الي بينا وشوف بقي هتعمل فيك ايه
هب مصطفي واقفاً وقال بغضب: أنتي بتهدديني! طب أبقي إعملي كده وشوفي أنا الي هعمل فيكي ايه
علا بهدوء مستفز: خلاص يبقي تجيبلي الشقه ونتاوي أنا وإبنك فيها!

صر مصطفي علي أسنانه وإرتدي سترته وقال وهو يتجه إلي الخارج: سبيني افكر في الموضوع: ثم خرج ليهبط الدرج ويستقل سيارته منطلقا إلي منزله بينما تقوس فم علا بابتسامة ماكرة وهي تتنهد بانتصار، كادت أن تخرج من غرفة مكتبه ولكن وقعت عينيها علي هاتفه الذي أنساه علي سطح المكتب فإقتربت منه وإلتقطته بين يدها وقد لمعت عينيها بمكر وهي تبحث فيه عن رقم زوجته فوجدته مُسجل بإسم ( حب عمري ) فزفرت بضيق وهي تتابع: حبك برص أنت وهي طيب صبركم عليا، وسريعا نقلت الرقم علي هاتفها، ودونته وخرجت من العيادة، فأجرت إتصالا عليها وإنتظرت حتي يأتيها الرد...

ثوانِ وسمعت صوت إيمان وهي تقول: سلام عليكم
علا بميوعه: وعليكم السلام، مدام إيمان معايا!
عقدت إيمان حاجبيها وقالت في تساؤل: أيوه أنا مين معايا؟
إبتسمت علا وتابعت: أنا واحدة فاعلة خير حبيت أقولك يا حبيبتي تفتحي عينك علي جوزك بدل ما هو مقرطسك لمؤاخذة وأنتي يا عيني نايمه على نفسك!

إحتقن وجه إيمان بالدماء وتابعت: أنتي مين أنتي وايه الكلام الغريب ده؟ أنتي: لم تكمل حديثها حتي أغلقت علا الخط، وهي تضحك عالياً بوضاعة...
بينما جلست إيمان علي الآريكة بصدمة وعينيها مُتسعتين غير مُصدقة لما سمعته حالا، فيما ركضت سلمي إليها وهي تقول: ماما مالك يا مامي
إنتبهت إيمان علي صوتها وهي تقول: ها لا مفيش يا حبيبتي يلا تعالي إعملي الواجب: ثم شردت قليلا وهي تقول في نفسها.

ياتري أنتي مين وإيه الكلام ده!
في مطعم شيك وفخم، جلس عمر بصحبة زوجته أمل يتناولا وجبة الغداء كان يطعمها بيده وسط خجلها الشديد ممن حولها بينما كان يضحك عمر غير عابئ بأحد حوله مُستمتعاً بخجلها الذي أرضاه جدا، فتنهدت أمل بنفاذ صبر وهي تقول:
ياعمر أنا هاكل كفاية بقي الناس بتتفرج علينا
عمر بجدية: محدش ليه حاجة عندي مراتي وبأكلها حد ليه شوق في حاجه!

عضت أمل علي شفتيها وهي تتلفت حولها بإحراج بينما ضحك عمر غامزاً بمزاح: خلصي بقي بدل ما أبوسك قدام الناس
إلتقطت أمل الطعام منه سريعاً بفمها وهي تقول بحنق: خلاص أهو أوعي تتجنن الله يخليك
قهقه عمر ثم قال من بين ضحكاته: أيوه كده بدل ما أجنن عليكي، ها مش ناوية تحني عليا بقا!
أمل بتساؤل: أحن عليك إزاي؟
عمر غامزاً: نتجوز
أمل بتنهيدة: لا اتفقنا لما أخلص دراسه ياعمر.

عمر نافياً: لا ما إتفقناش، ما أنا هسيبك تكملي يبقي ايه المانع بقي؟
حدقت أمل به وتابعت: المانع إني مش مطمنه علي إخواتي يا عمر، مش عارفه سالم ده ايه مستخبيله حاسه أنه هيطلع بايظ بسبب دلع بابا ليه الله يرحمه وكمان ماما محدش بيفهمه غلطه أبدا ودي حاجة مضيقاني جدا وكمان أميرة حاسة إنها عيلة صغيرة فرحانة بعاصم وشكله هي مش مدركة بتعمل ايه في نفسها!

تنهد عمر بتفهم وقال: معاكي حق بس الي مستغربله إزاي والدتك ملهاش دور في كل ده ساعات الأهل بتكون سبب في تدمير ولادها، يعني هي ممكن تشد شويه علي أخوكي سالم عشان يتعدل وتتابعه أول بأول وكمان كان ممكن تفهم اختك غلطها وتحاول تشوف حل انما هي كده عملت حاجة هي شخصيا مش موافقه عليها! كل ده عشان تريحهم وهي مش واخدة بالها إنها بتدمرهم...

أمل بضيق: هو ده الي مزعلني يا عمر إن مفيش حد عارف يحكمهم وأنا لما بدخل ماما بتزعقلي
عمر بتفهم: مشكلة فعلا بس مش عايزك تشغلي بالك يا أموله كله بياخد نصيبه والمكتوب مكتوب يا حبيبتي وأنتي كده هتتعبي نفسك وخلاص
تنهدت أمل وقالت: علي رأيك
عمر بمكر: ها بقي هنتجوز إمتي
ضحكت وهي تضرب كفا علي كف وتقول: والله مجنون!

أوصل عاصم أميرة إلي منزلها بعد قضاء وقت ممتع وسعيد جعلها ترفرف كالطير، فألقي لها قبلة في الهواء قبل أن تدلف إلي المنزل مما جعلها تركض بخجل وقلبها يتراقص فرحا علي اوتار حبه...
بينما بعد قليل، دلفت أمل هي الأخري ومن ثم إلي الغرفة لتجد أميرة جالسة في حاله من الهيمان فعضت علي شفتها السفلي بغيظ وتابعت بتهكم: أهلا يا ست چوليت!
تنهدت أميرة بابتسامة هيمانة وتابعت بخفوت: أنتي جيتي إمتي.

أمل بغضب: من بدري يا ختي أنتي كنتي فين كده؟
أميرة بهدوء: كنت مع عصومي حبيبي
رفعت أمل حاجبيها باندهاش وتابعت: عصومك؟ وكمان حبيبك!
أومأت لها أميرة قائلة بضحك: اها مش جوزي أصله بيحبني أقوله يا حبيبي
كزت أمل علي أسنانها وتابعت بحنق: حبك برص ما تتعدلي يابت بلاش قلة أدب أومال
أميرة بضيق: في ايه بقي يا أمل عاوزة ايه!
أمل بحدة: كنتي فين مع عصومك ده ياختي.

أميرة بسعادة: كنا بنشوف شقتنا الي هنسكن فيها جميلة أوي وعاصم ذوقه يجنن
أمل بتهكم: قولي شقة إصحابها ياختي الي هتأجروها منهم
أميرة بلا مبالاه: مش مهم، المهم إني هبقي مع عاصم وبس!
أمل متنهدة بنفاذ صبر: طيب ياختي المهم أمه متفضلش تنطلكم كل شوية ويشتغل بقي شغل الحموات
حركت رأسها نافية وقالت: لاء هي حنان بس الي هتعيش معانا
أمل بصدمة: ينهاري! أخته هتعيش معاكم أنت عبيطة يا بت ولا ايييييه.

أميرة بهدوء: اه، ما عاصم قالي أنه ميقدرش يستغني عنها ومينفعش يسيبها بعيدة عنه وبعدين هي كويسه أوي والله ومبتعملش حاجة
أغلقت أمل عينيها وهي تقول بيأس: عوض عليا عوض الصابرين يارب!

وقفت حنان بصحبة أمها في المطبخ لتحضير الطعام بينما كانت تشرد من حين لآخر في ذاك الشاب تبتسم تارة وتعبس تارة أخري ماذا تقول له وكيف تتصرف؟ أنها خائفه من غضب أخيها اذا علم لذلك قررت أنها لن تخبره بهذا الموقف وتترك الموضوع يسير لعل الله يدبرها...
لاحظت حكمت شرودها فتحدثت بتساؤل: مالك يا حنان سرحانة في ايه كده؟
حنان بإرتباك: ها لا ولا حاجة يا ماما.

حكمت بتنهيدة: ربنا يا بنتي يرزقك بإبن الحلال، وأفرح بعوضك يارب، وهتوحشيني لما تروحي تقعدي مع أخوكي ومراته
حنان بابتسامة: ما أنا هبقي أجيلك يا ماما وأنتي كمان أكيد هتيجي تزورينا.

حكمت بتحذير: أوعي يا حنان تفضلي تعملي أنتي كل حاجة وتعامليها علي أكنها هانم عشان أخوكي ميزعلش، يعني هي برضو تشتغل في البيت ماهي هتبقي المسؤوله أصلا إذا كنت أنا زمان خدامة فدلوقتي كل شئ إتغير وأنتي مش زي يا حبيبتي أنتي مش أقل من حد خالص فهماني؟
أومأت حنان لها في طاعة وقالت: فهماكي يا ماما.

أعدت إيمان الطعام وطوال الوقت شادرة بذهنا في هذه المكالمة التي تلقتها، من يا تري؟ هل من الممكن أن يكون مصطفي خائناً، لا بالتأكيد هذه ماهي إلا محاولة توقيع بينهما هكذا كان عقل إيمان مابين الشك والثقة قلبها يؤكد أن مصطفي مخلص لها تمام الإخلاص:!

إنتهت من إعداد الطعام ثم قامت برص الصحون علي الطاولة ونادت علي مصطفي الذي كان يلعب مع إبنته سلمي بمرح فيما أقبلا عليها ثم جلسوا ثلاثتهم، لاحظ مصطفي التغيير الملحوظ علي وجه إيمان التي كانت تنظر لها بنظرات غريبه لأول مرة يراها في عينيها فقال متساءلا: مالك يا إيمان؟
كادت أن تخبره بما حدث ولكنها فضلت الصمت، وحركت رأسها وهي تبتسم وتقول: أبدا يا حبيبي مافيش!

إبتلع مصطفي ريقه، لقد شعر بشئ غريب لا يعرف ما هو، ولكنه فضل الصمت هو الآخر وتناول طعامه بتوتر...

في اليوم التالي...
كانت أميرة عائدة من جامعتها، وتمشي شاردة حتي إصطدمت بهشام الذي قال ساخراً: ركزي يا أميرة اللي واخد عقلك مش هينفعك لو جرالك حاجة!
تنهدت أميرة وقالت غاضبه: أهلا يا هشام إزيك
هشام بصدق: أنا بموت في اليوم ميت مرة يا بنت عمي من ساعة ما فضلتي ابن الخدامه عليا!
عبست أميرة بوجهها وقالت بحدة: لو سمحت ده بقي جوزي وخلاص مش هسمحلك تقول عليه كده.

رفع هشام حاجبه وقال: ما شاء الله، علي أساس أنه مش ابن خدامة واحنا بنتبلي عليه صح!
رمقته أميرة بنظرات ناريه وتحركت من أمامه لتسير سريعاً بينما تنهد هو بألم يكاد أن يقتله...
وفيما إصطدمت أميرة بجسده الضخم فرفعت وجهها إلي وجهه الغاضب بشدة وإبتلعت ريقها بخوف بينما قبض عاصم علي ذراعها وهو يقول بحدة: كنتي واقفة بتعملي ايه مع الزفت ده؟
حملقت به أميرة دون أن تتفوه فهدر بها قائلاً: أنطقي.

إنتفض جسدها علي أثر صوته القوي الغاضب فتحدثت سريعاً بتوتر: و، والله كنت راجعه من الجامعة لقيته في وشي!
قطب عاصم ما بين حاجباه وقال بغضب ؛: كان بيقولك ايه؟
إزدردت ريقها وتابعت: ك كان بيباركلي بس والله أنهت جملتها وأدمعت عينيها وهي تنظر له برعب بينما عض علي شفته السفلي وقال بغيرة مجنونة: لما تشوفيه مترديش عليه لو كلمك فاهمه ولا لاء؟

أومأت أميرة برأسها بينما قال هو بلهجة آمرة: وهوصلك أنا كل يوم الجامعة وأجيبك أوصلك للبيت مفهوم ولا لاء!
أومأت له مجدداً وتابعت: حاضر
رق قلبه لها فرفع أنامله ليمحي الدموع العالقه علي وجنتيها برفق وقال هامساً: بحبك..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة