قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع

إقتربت إلامتحانات وبدأت أمل بالمذاكره ليلا مع نهارا دون توقف وكانت ساعات النوم قليلة جدا، وكذلك أميرة التي كانت خائفة للغاية وتذاكر بتوتر، ويظل سالم يلعب بلا مبالاه لطالما يتلقي التشجيع من والده...

توالت الأيام إلي أن جاء أول يوم من إمتحانات أمل...

جلست أمل علي مقعدها وبدأت في حل ورقه الأسئله بتركيز بينما كان الدكتور عمر يسير بجانبها بدوره المراقب لهذه اللجنه، ظل يتابعها وهو يراها تكتب دون توقف مما أثار اندهاشه انها بالفعل كما تقول شقيقتها (دحيحه)...
توقفت فجأه عن حل الأسئله بينما قال عمر ساخرا:
ايه يا ست الدحيحه، نسيتي الأجابه ولا ايه.

رمقته بنظرات حاده دون ان تتحدث فشعرت بدوار خفيف فوضعت يدها علي مقدمه رأسها، إستغرب عمر من هزيانها وقال بقلق: مالك؟
لم تشعر بحالها الا حين وقعت علي خشبه المدرج فأنتفض قلبه عليها وأسرع ليجذبها للخلف بينما تجمع سريعا الطالبات والطلاب فهدر بهم عمر وهو يقول: شفولي ميه بسرعه
أعطته زميله لها الماء فأخذ يفيقها بقلق حتي فتحت عينيها تدريجيا وهي تتنفس ببطئ، حتي تنهد عمر بارتياح وهو يقول: أنتي كويسه.

نظرت له وقالت بخفوت: اه الحمد لله بس راسي تقيله اصلي طول الليل مانمتش
عمر بقلق: كنتي بتذاكري طول الليل علشان الامتحان
وكأنه ذكرها فقالت برعب الامتحان الوقت هيخلص ما فيش وقت
واخذت تكتب بسرعه في ورقتها
لم يستطيع عمر ان يكتم ضحكاته
فوجد أن امل شخصيه عجيبه بالنسبه له ليست ككل البنات.

وقف برهه بجوارها ثم انصرف حتي لايلفت انظار زملائها وخصوصا انه تعمد ان يقوم بدور المراقب في تلك اللجنه رغم انه مشغول بتصحيح مادته ولكنه يحاول ان يراها بقدر الامكان
انتهي وقت الامتحان وقالت امل: الحمد لله تمام
كانت تجلس في الدرج الاخير من القاعه التي تمتحن بها
السكرتيره التي كانت تراقب مع عمر اخذت تجمع اوراق الاجابه
اما عمر فاخذت عيناه تراقبان امل وكانه يخشي انصرافها.

بينما انصرف معظم الطلاب وهمت امل بالانصراف فقال عمر
احممم اوعي تكوني نسيتي امتحان الشفوي يا باشمهندسه
امل بهدوء، لأ فكراه طبعا مش الساعه تلاته حضرتك
عمر. ايوه ثم انصرف
خرجت فوجدت وفاء عند باب اللجنه تنتظرها
ما ان راتها حتي قالت، امل مالك
امل، ولا حاجه يا وفاء
وفاء، سمعت الشباب بيقولو ان امل محمود اغمي عليها في الامتحان كانو فرحانين فيكي وبيقولو من كتر السهر والدح
امل، دح في عينهم.

يلا نراحع الرياضه علشان الشفوي
دكتور غريب في كل حاجة مش عارفه ما عملوش ورا التحريري علي طول ليه الواحد نسي ال ذاكره
وفاء، يا شيخه عيني في عينك كدا
يلا نروح نشرب حاجه من الكنتين
امل، لا الساعه اتنين وربع لحسن اسامينا تتنده واحنا بعيد وننقص درجات دول عشرين درجه...

جلست اميره تذاكر وهي خائفه فغدا اول ايام امتحاناتها وهي تشعر انها نسيت كل ما ذاكرته طوال العام
اخبرتها امها انها ستذهب مع والدها وعمها الي مدينة المنصورة حيث تم الحجز عند طبيب مشهور حتي يتم الكشف علي والدها
نجيه، معلش يا ميرا عارفه ان صابح عليكي امتحان بس ابوكي تعب بزياده الاكل في المطبخ وسمره عندك هتمشي العصر بعد ما تخلص ال وراها
وكما اخبرت نجيه اميره اخبرت سالم ايضا..

حضر سعيد بسيارته واخذ يسند شقيقه الذي كان يبدو عليه الارهاق والتعب ليوصله الي مقعد السياره الامامي بجواره
وركبت نجيه بالخلف وانطلقت السياره الي وجهتها
جلست اميره تذاكر مادة اللغة العربية والتي ستبدأ بها الامتحانات في يومها الأول
ما ان شعر سالم ان السياره ابتعدت الا وقرر ان يضايق شقيقته
فدخل عليها الغرفه فصاحت اميره
اخرج يا سالم مش فايقه لك
سالم، اومي حطي لي الاكل انا جعان.

اميره. قول لسمره حرام عليك يا سالم امتحاني بكره
سالم، ماليش دعوه قومي حطي الاكل يلا
نهضت اميره وهي غاضبه ولكنها تريد اسكاته حتي لا يتمادي معها
قامت ووضعت له الغداء وطلبت من سمره ان تصنع له الشاي وتقدم له الفاكهه
فقالت سمره، دا بيطلع عيني
اميره، معلش استحمليه علشان عندي امتحان
دعت لها سمره بالنجاح وفعلت لسالم ما طلبت منها ثم استاذنتها وانصرفت
فتح سالم التلفاز وقام برفع صوته بشكل مبالغ فيه.

خرجت اميره من غرفتها مره اخري واخذت تصيح
انت ما عندكش دم ما بتحسش حرام عليك انت راجل انت
سالم، راجل غصبن عنك
اميره، انت حتت عيل قليل الاب وبليد وعاوز الكل يفشل زيك
ثم حملت كتبها وقالت، انا هروح عند طنط سهام لحد ما ماما وبا با يرجعو
سالم، احسن
حملت كتبها وخرجت باكيه الي منزل عمها
وما ان دخلت هناك حتي اخذت تشكو لزوجة عمها وهشام وساره
قالت سهام، خلاص يا حبيبتي ادخلي ذاكري في اوضة ساره.

دخلت اميره الي غرفة ساره وحاولت ان تهدأ وتذاكر
قال هشام لوالدته بإبتسامه:
بقولك يا ماما ما فيش عصير كده ولا حاجه حلوه لاميره
ضحكت سهام وقالت، اظن انت مبسوط من سالم
هشام، عاوز اروح ابوسه وارجع. يلا بقي اعملي عصير
سهام، حاضر يا هشام
صنعت سهام لاميره عصير المانجو الذي تحبه
وحاولت ساره ان تاخذه اليها ولكن هشام قال
بلاش غلاسه يا سو
طرق الباب ودخل الي الحجره
فوجد اميره منهمكه في مراجعة دروسها
قال. اتفضلي.

اميره، شكرا يا هشام تاعب نفسك ليه
نظر لها بحنان وقال، انا بسعد نفسي يا اميره لما اجيبلك العصير
اميره، شكرا
هشام، لو عوزتي حاجه اندهي عليه
ثم استأ نف كلامه قائلا
اميره انا عارف انو مش وقته بس نفسي اسالك سؤال
اميره، خير يا هشام
هشام، انتي حاسه بيه
احمر وجه اميره وشعرت بحراره تخرج من وجنتيها فلم تعتاد من هشام ولا غيره مثل هذا الكلام
اميره، انا مش فاهمه بجد مش فاهمه انت عاوز تقول ايه احس بايه.

هشام. : انا يا اميره ناوي اول ما تخلصي الثانويه اتقدم لك وعاوز اعرف رايك
نظرت اليه اميره بغصب وقالت، ده وقت كلام من ده انا عندي بكره امتحان
ثم حملت كتبها وخرجت تركض وقالت
انا هرجع البيت بقي سلامو عليكو.

جلست امل تنتظر دورها ولكن لم ينده الدكتور عمر عليها الابعد كل زملائها حيث كانت الاسم الاخير
دخلت وفاء وخرجت وهي تقول لامل:
الحمدلله جالي سؤال كويس استناكي ولا امشي
امل، هوانا عرفه دوري امتي امشي علشان متتعطليش.

وبعد ان انهي الجميع اختباره نادي العامل علي اسم امل التي كلنت تجلس وحيده
دخلت امل وقالت السلام عليكم
إستند عمر بظهره علي المقعد وقال: وعليكم السلام واشار لها ان تجلس علي كرسي مقابل لمكتبه وقال:
الاسم، امل محمود كامل
السن، عشرين سنة
مهنة الوالد، صاحب مصانع الكامل
عددالاخوات...
نظرت له امل بتعجب شديد وقالت بس هوا حضرتك بتسال دا ليه انا مش هتسال رياضه.

عمر محاولا كتم ضحكاته، يا انسه ال بعمله دا نوع من انواع الاحصا جاوبي لوسمحتي
امل، ولد وبتين غيري
عمر: طيب اسم بلدكم
اخبرته امل بغيظ وحيره
لاحظ عمر وجومها فقال:
انا بس بشوفك فقتي ولا لسه تعبانه
امل، انا كويسه
عمر، طيب سؤال سرعة بديهه، انتي بتكرهيني
امل باستغراب، ولا بكرهك ولا بحبك
عمر بهمس، ليه
امل بنفاذ صبر، حضرتك انا هقوم امشي ولا هتسالني
عمر، منا بسالك
امل، لأ في المنهج.

عمر، طب بتذاكري كام ساعه في اليوم، رياضه اهو
امل، طول اليوم الا مواعيد الصلاه
عمر، طب
امل، ايه
عمر، مين
امل، مين ايه
عمر، مين عذبك بتخلصو فيه (مقطع اغنيه)
غضبت امل ووقفت وهي تشير له باصبعها
لأ انت كده بقي اتجاوزت حدك مش علشان المعيد بتاعي بقي تضايقني ولعلمك كلها سنتين وابقي زميله ليك ان شاءالله
منحها عمر ورقه بها سؤال رياضي
جاوبته امل بسرعه وقالت: امشي
عمر، مع السلامه يا امل
امل، ودرجتي كام.

عمر، انتي فوق ياامل
امل، هوا ايه ال فوق جبت كام
عمر، عاوزه كام
امل، عشرين من عشرين
عمر، تستاهليهم
امل، عن اذنك
خرجت امل من مكتبه وهي متعجبه مما فعله ولكنها رغما عنها ابتسمت وقالت: مجنون.

في عيادة الطبيب اتم الكشف علي محمود ثم قال له
بصراحة الوضع ال شايفه مش عاجبني
بس مش هقول حاجه غير لما تعملو الاشعه والتحاليل دي وتيجوا تاني بعد يومين اتنين ما فيش داعي للتاخير
محمود، ممكن تقولي..
قاطعه الدكتور، بعد الاشعه والتحاليل
ودا دوا مؤقت لحد ما تيجئ تاني
انصرف الجميع ليقوموا بما امر به الطبيب وكلا منهم يشعر بالقلق.

عادت امل الي البيت ووجدت اميره وسالم يتشاجران ولكن بمجرد دخولها. وما ان راها سالم حتي اسرع بالدخول إلى حجرته
اخذت اميره تشكو اليها وتخبرها بما فعله فيها وبسفر والديها
فقالت امل، طيب اقعدي ذاكري انتي ومتشغليش بالك بحاجه انا هتصل اطمن علي بابا
اتصلت فاخبرتها امها انهم في طريق العودة واخبرتها كذلك ما قاله الطبيب.

بدلت امل ثيابها وتوضات ثم صلت فرضها وقررت ان تنام قليلا فهي تشعر بالارهاق
ما ان وضعت راسها علي الوساده الا وتذكرت اسئلة عمر العجيبه
فقامت ووأمسكت الهاتف وطلبت وفاء
وسالتها بعد ان حيتها
بقولك يا وفاء
الدكتور عمر سالك عن ايه
وفاء، سؤال واحد بس
امل، ماشي
وفاء، وسالك ايه
ا مل، امممم زيك برده مع السلامه بقي.

اخذت تتعحب مما فعله ولكنه استطاع لفت نظرها ربما لاول مرة فلم تفكر فيه من قبل
ولكنها قالت لنفسها، لأ يا امل كلهم زي بعض زي بابا وسالم
لا انا بعد كده مش هسكت له.

وصل محمود وزوجته الي منزلهم بعد ان وصله شقيقه الي باب المنزل ثم انصرف مسرعا لبيته
خرجت البنتان وسالم لمقابلة ابيهم والاطمئنان عليه
وبعد ان قضوا معه القليل من الوقت تركوه ليرتاح ويخلد الي النوم
ونامت نجيه هي الاخري بعد شعوررها بالارهاق.

قالت امل لاميره، كفايه مذاكره ونامي علشان ترتاحي يا اميره
اميره وهي تتثائب، انا فعلا محتاجه انام وان شاء الله هصلي الفجر وابقي اقعد اراجع
قالت امل مازحه معها، متنساش يا ليمبي مطوتك في جيبك معلوماتك في راسك وال يقولك غششيني غزيه
اميره وهي تضحك، لما تبقي مرحه كده بتبقي عسل يا مولا
امل، طب نامي
نامت اميره علي الفور
اما امل فلا تدري ما سبب تذكرها لكلام عمر.

وتعجبت لما تعمد ان يسالها عن عائلتها داخليا بدات امل تشعر بوجوده كانت تسمع زميلاتها ينتظرن محاضرته
ومنهن من تقول عليه وسيم
او شخصيه جذابه
ولكنها اابدا لم تلاحظ ذلك بداخلها شئ يمنعها ان تبدي مجرد الاعجاب برجل
لقد اصبحت فعلا شبه معقده وكل طاقتها وتفكيرها تبقيه نقيآ للاستذكار والتفوق اعتادت ان تكون ف المقدمه
واسلوب الحياه التي اتخذته منهجآ ساعدها علي ذلك
حاولت ان تدفعه عن ذاكرتها بشده.

فهل يستطيع ان يجتاز حصون قلبها المنيعه
انتبهت امل من شرودها علي همهمة اميره التي كانت تحلم
وسمعتها تقول، اتفضل يا مستر
ضحكت امل وقالت يا خيبتك بتفكري في الاساتذه وانت نايمه ال يعني البت مقطعه الكتب
بينما في الواقع كانت اميره تري عاصم في احلامها
تراه يدخل الي بيتهم وتمد اليه يدها ليسيرا معا في طريق ملئ بالمنحنيات والحفر...
فماذا تخبئ لها الأقدار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة