قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والعشرون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والعشرون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والعشرون

تجمدت مكانها بصدمة جليه وهي تري هاتفها تبعثر وتناثر إلي قطع صغيرة! إتسعت عينيها برعب وهي تطالع وجهه الغاضب وملامحه التي إحتدت وكأنه أصبح شخص آخر غير عاصم حبيبها وزوجها!
قبض علي ذراعها ليوقفها علي قدميها وهو يقول بصياح: أنتي إزاي تتكلمي عن الزفت ده كده عادي قدامي! أنتي ايه معندكيش دم مفيش أي مراعية لمشاعري.

إنهمرت الدموع من عينيها وهي تشهق عالياً، بينما شد هو علي ذراعها أكثر وهو يقول بحدة: لما أكلمك تردي عليا أنتي فاهمة ولا لاء
هزت راسها بايجاب بخوف شديد وهي تقول من بين شهاقتها: ف فاهمه فاهمه
رد بملامح متهجمة: الي حصل ده ميتكررش تاني وإسم الزفت ده ميجيش علي لسانك تاني فاهمااااني!
أومأت له من وسط بكائها المرير، ليدفعها عاصم علي الفراش بقوة ويتركها مُتجها إلي الشرفه!

ليزداد بكائها علي حالها، أنه اليوم الأول في حياتهما وبهذا الشكل فكيف ستكون بقية الحياة معه!

علي جانب آخر...
صاح عبادة وهو يقول بغضب: أنا بجد زهقت منك علي طول مهملة في البيت وفي الأولاد بجد خلاص مش قادر أستحملك
ردت عليه إبتهال بصياح هي الأخري: أنت الي مش عاجبك حاجة أبدا اعمل ايه يعني أءيد صوابعي العشرة شمع عشان خاطرك! ده شغلي ومش هتنازل عنه
عبادة بغضب: وبيتك وجوزك وعيالك يا هانم فين من ده كله! أنتي عاوزة تعملي الي علي كيفك أنتي وبس!

إبتهال بلا مبالاه: ما أنا بغسلكم وأكلكم وأشربكم عاوزين ايه تاني يعني
صر عبادة علي أسنانه وتابع: وفين مشاكل ولادك فين المذاكرة الي بتذكريهالهم فين النصايح الي بتنصحيهم بيها يا هانم فين فين! أنتي مقصرة في كل حاجة وأنتي ولاااا دريانة أصلا..
ظلا هكذا إلي أن قاطعهما طرقات الباب فتوجه عبادة ليفتح وهو في قمة غضبه...
فتح ليدلف مصطفي الذي قال بذهول: في ايه يا عبادة؟ صوتكم جايب لآخر الشارع.

تنهد عبادة بارهاق وتابع: أهلا يا دكتور، كويس إنك جيت لآني خلاص معنتش قادر أستحمل أختك
صاحت إبتهال مرة أخري وهي تقول: متستحملش يا أخي طلقني وريحني..!
ذهل مصطفي فقال: ايه يا إبتهال هي طريقة نقاش وبعدين هي دي أهلا وسهلا لأخوكي الي جاي يزوركم..!
هدأت إبتهال قليلا وقالت: معلش يا مصطفي اسفه، ثم صافحته وهي تقول: وحشتني طمني عليك
أومأ مصطفي وقال: الحمدلله كويس وشكلي جيت في وقت مش مناسب.

عبادة: لا مناسب أوي عشان تشوف أختك حسها بيعلي علي جوزها إزاي..!
تنهد مصطفي وجلس بانهاك شديد، ليقول بتعب: أنتوا مش هتبطلوا أبدا يا عبادة..
إبتهال بحنق: سيبه يستريح دلوقتي يا عبادة لو سمحت
صمت عبادة بينما قالت إبتهال في تساؤل: أومال فين إيمان وسلمي يا مصطفي مجوش معاك ليه؟
تنهد مصطفي وقال: أنا طلقت إيمان.
خبطت علي صدرها وهي تقول: اييييه طلقتها
بينما قال عبادة بذهول: طب ايه الي حصل.

أغمض مصطفي عينيه، وإبتلع ريقه بمرارة وتابع وهو يقول: هحكلكم!

بعد مرور ساعة...
خرج عاصم من الشرفه ليتجه إلي غرفة النوم ليجد أميرة لا تزال تبكي بحرقة ليعاتب نفسه علي ما فعله بها ويتجه إليها ويجلس قائلاً وهو يرفع خصلات شعرها عن وجهها: حبيبتي آسف مكنش قصدي أكسرلك التلفون ولا أخوفك كده
ظلت تشهق وهي تتطالعه بحزن فجذبها بين أحضانه محاولا تهدئتها ليقول وهو يمسد علي شعرها نزولا إلي ظهرها: ششش سامحيني حبيبتي متزعليش.

إبتدت تهدأ قليلا في أحضانه بينما ظل هو يؤرجحها بخفة وكأنها طفلة فعلا: طبع قبلة علي جبينها وأبعدها قليلا ورفع أنامله ليمحي دموعها بحنان، ليقول هامساً: سامحتيني
حركت رأسها نافية بحزن واضح علي ملامح وجهها الطفولي ليبتسم بهدوء ويقترب طابعاً قبلة علي وجنتها قائلاً بهمس رقيق: حقك عليا والله بحبك وبموت فيكي بس غيرتي مجنونة عليكي يا أميرتي
تحدثت أخيرا وهي تقول بتنهيدة: ممكن متخوفنيش كده تاني؟

أومأ لها برأسه وهو لا زال مبتسماً، فقال بهدوء: خلاص سامحتيني؟
إحتضنته من عنقه وهي تتابع ببراءة: أيوة سامحتك
إبتسم لبرائتها وشدد من عناقها وأغمض عينيه بإستمتاع...

جلس سالم علي مكتبه لأول مرة يفتح كتبه المُبعثرة وهو يقول بتحدي: بقي أنا فاشل! ماشي يا سارة أن ما وريتك سالم مين مبقاش أنا
شرع في المذاكرة بينما دلفت نجية بتعجب وقالت: سالم!
تحدث بلا مبالاه: نعم
نجية بذهول: أنت بتذاكر؟
سالم بضيق: اومال يعني بلعب يا ماما أيوة بذاكر في حاجة؟
إبتسمت نجية وهي تقول: يا ألف نهار أبيض أزغرط يا ناس ربنا يابني معاك وتنجح بقي وتخش كلية عدله زي بقية اخواتك.

سالم بنفاذ صبر: طيب طيب روحي خلي سمرة تعملي عصير ولا أي سندوتش بقي..!
نجية بغيظ: طيب أهو ده الي فالح فيه!
خرجت نجية وحدق سالم في الفراغ وهو يقول: طيب يا سارة!

بعد مرور ثلاث أسابيع...
ذهب هشام وعائلته إلي منزل نجمة ليتقدم هشام رسمياً ويطلبها من أبيها..
تحدثوا في أمور الشبكة والمهر ومتطلبات الزواج، ليمنحوهم بعد ذلك فرصة للتعارف علي بعضهما أكثر، حيث تركوهما وجلسوا بعيدا ولكن علي قدر ليس بعيد...
تحدث هشام بهدوء: ازيك يا آنسه نجمه؟
تنحنحت نجمه بحرج وقالت بتوتر: الحمدلله..
إبتسم هشام بخجلها الذي جذبه لها وقال: أنتي مكسوفة ولا إيه؟

إبتلعت ريقها بتوتر وتابعت: آآ ها
ضحك بخفوت وقال: طيب لو عاوزة تسأليني عن أي حاجة إتفضلي!
نجمه بثبات: هو أنت موظب علي الصلاه؟
أجابها بثقه: طبعا الحمدلله..
ردت قائلة: هو إنت إتقدمتلي ليه؟
ذهل من ذاك السؤال ؛ وعقد حاجباه فلم يجد شيئا يقوله الآن وكأنها تعمدت ذلك لتري هل حقا تقدم لشخصها أم غرض ثاني!

تنحنح وهو يقول: إحم، إتقدمت عشان أنتي بنت كويسه الكل بيشهد بأخلاقك لبسك واسع ومحترم وأهلك ناس كويسه وأنا مش هلاقي أحسن من كده...
إبتسمت بسعادة فإبتسم هو الآخر لعفويتها فقالت هي بخجل: طيب لو عاوز تسألني عن أي حاجة إتفضل..
حركت رأسه نافياً وقال غامزاً: لا أنا مش عاوز أسأل، هاخدك زي ما أنتي!
توردت وجنتيها بشدة ونهضت مهرولة إلي الداخل في حين إبتسم وهو يتنهد بإعجاب...

في منزل عاصم...
وقفت حكمت في المطبخ بعد أن جاءت بصحبة إبنتها حنان حيث ستترك حنان مع أخيها وترحل هي مرة أخري ولكنها أصرت أن تفعل الطعام ويتناولا الغداء معا...
كانت تجلس أميرة بصحبة حنان تتمازحا سويا فتوجه إليهما عاصم وهو يقول بحدة: أميرة! هو أنتي سايبه أمي في المطبخ وقاعده هنا هي جاية تخدمك! من فضلك قومي ساعديها:!

نهضت أميرة وهي تومئ برأسها، ثم دلفت إلي المطبخ ليجلس عاصم بجانب شقيقته ولف ذراعه حول كتفها وقال: أخبارك ايه يا حنان؟
حنان بخوف بعض الشئ: الحمدلله كويسه يا عاصم
مسد علي ذراعها وقال: ديما أسمع عنك كل خير..
إبتسمت له بإرتباك وكأنه قد عرف شيئاً عن ما تخفيه، هكذا ظل قلبها ينبض بشدة..

بعد قليل قد انتهت حكمت من عمل الطعام بمساعدة أميرة وجلسوا يتناولون الطعام بينما كان عاصم يطعم أميرة في فمها بيده مما أثار دهشتها! يوبخها تارة ويلاطفها تارة أخري، ترتاح لحنانه وتخاف من بطشه، أحقا بشخصيتان؟..

تنهدت وإبتسمت حين إبتسم لها وهو يطعمها حتي انتهوا: فرن جرس المنزل معلنا عن وصول احد ففتح عاصم ليستقبل نجية بصحبة أبنائها وسهام زوجة سعيد ليرحب بهم وتركض أميرة تجاههن بفرحة عارمة عانقتهن بسعادة وجلسن جميعاً...
لتقول حكمت بعد ذلك: يا أهلا وسهلا إزيك يا ست سهام نورتي بيتنا المتواضع
إبتسمت سهام وقالت: البيت منور بإصحابه يا حكمت تسلمي..
دلفت أميرة بصحبة شقيقاتها إلي الغرفة يتحدثن علي إنفراد.

بينما تحدثت سهام مرة ثانية: ألا أنتي دلوقتي مبقتيش تشتغلي في البيوت يا حكمت
حكمت نافية: لا كبرنا بقي يا ست سهام ومعنتش قادرة علي الشغل..
ضحكت سهام وقالت موجهه حديثها لنجية: حقه يا أم سالم بجد ملقتش في نضافة حكمت كان عليها مسحة بلاط بالخيشه تخلي الشقه بتبرق ولا مسكة مقشه بجد لهلوبه خسارة مش لاقيه حد ينضف بذمة كده:!

أصبح عاصم علي وشك الإنفجار حالا حينما صر علي أسنانه ونهض غاضبا إلي الداخل حتي لا يفعل ما لا يحمد عقباه بعد ذلك...
عاتبت نجية سهام وهي تقول: ملكيش حق يا سهام ياختي خدي بالك..!
سهام ببلاهه: والله ما أقصد حاجة هو عاصم زعل ولا إيه
حكمت بتنهيدة وغيظ: ولا يهمك يا ست سهام!
طرق عاصم باب الغرفة فإتجهت أميرة لتفتح فدلف وهو يقول بحدة: معلش عاوز مراتي علي ٱنفراد..!
ذهلت أميرة وقالت: عاصم آآ.

قاطعها وهو يحدجها بنظرات حادة فصمتت وهي تنظر إلي شقيقاتها بينما قالت أمل بغضب: أنت بتطردنا ولا إيه يا عاصم؟!
رفع عاصم احد حاجباه وتابع: أنا قولت عاوز مراتي علي إنفراد مطردكمش ولا حاجة.

كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها إيمان حين قالت: يلا يا أمل معلش احنا اتطمنا علي أميرة وخلاص يلا: ثم أخذتها واتجهتا الي الخارج ليغلق عاصم الباب وتصيح أميرة قائلة بحدة: أنت بتعمل ليه كده يا عاصم هي حصلت تطرد إخواتي وتخرجهم كده بجد أنت متعرفش يعني ايه إكرام الضيف ولا تعرف أي حاجه
نظر لها بشراسه ورفع يده عاليا ثم هبط بها علي وجهها لتتسع عينيها بصدمه جليه غير مُصدقه لما فعله!

ليجذبها من خصلات شعرها نحوه وقبل أن تصرخ كتم فمها بيده حتي تصدر صوتاً وتعلم أمها الذي يفعله بها ليقول بهمس خنقها أكثر: أخرسي وصوتك ميعلاش عليا إلا قسما بالله هوريكي الي عمرك ما شفتيه يا أميرة!
ظلت تتلوي بين يديه محاولة التنفس بأي وسيلة إلي أن أزاح يده عن فمها ولكنه مازال ممسكا بها وجذبها أكثر إلي صدره ليقبلها بنهم وكأنه يودعها غضبه حتي تورمت شفتيها.

إبتعدت عنه وهي تبكي وتلهث بشدة بينما أخذ عاصم يلتقط أنفاسه وقال بصوته المُرعب: متخرجيش بره فهماني!
ثم فتح الباب وخرج ليجلس مع الضيوف مرة ثانية فقالت نجية بتساؤل: أومال فين أميرة يابني؟
عاصم بثبات: نامت لأنها تعبت وصدعت
نجية باستغراب: دي كانت لسه كويسه دلوقتي تعبت إزاي أنا هقوم أشوفها
عاصم بصرامه: لا معلش مش عايز حد يزعجها
إتسعت عينا نجية وهي تقول: يزعجها!

عاصم مؤكدا: أيوه هي عايزة ترتاح من فضلكم سبوها بقي!
سهام بهدوء: طب يلا يا نجية طالما تعبانه ونبقي نيجي نشوفها بكره ولا حاجة
تنهدت نجيه وقالت بغضب: طيب يابني أبقي بلغها أن هجيلها بكرة أطمن عليها يلا سلام عليكم وإتجهت بصحبة أولادها خارج المنزل ليتنهد عاصم بارتياح قليلا ومن ثم إتجه إلي غرفة نومهما ليفتح ويدلف مغلقا الباب خلفه بالمفتاح فإنتفضت أميرة خائفة ناظرة إليه برعب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة