قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس عشر

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس عشر

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس عشر

سقط الملف من يد سمره، تشعر بدوار كبير، تريد النهوض لكن ساقيها كأنهما أصابهما الشلل+
لاحظ عمران ملامح وجه سمره التي تغيرت كليا، وكذالك لاحظ رعشة يديها، دموع تجمعت في عيناها لكن وقفت بين رموشها، لم تنزل.
عقل سمره فقد الأستيعاب، حديث طارق أن عاصم لايحبها، هذا الدليل القاطع عليه، ماذا فعلت به لتستحق هذا العقاب؟!
تحدث عمران: سمره أنتى موافقه على الطلاق الودى؟

رفعت نظرها عن ذالك الملف ونظرت لعمران دون حديث، لكن أصابها شعور بالغثيان، قررت النهوض، لكن ساقيها خانتها، وحين وقفت جلست مره أخرى سريعا.
لاحظ عمران ذالك، نهض سريعا وأنحنى جوارها يقول بخضه: سمره مالك، تعالى نروح لدكتور، شكلك مريضه.
رفعت وجهها وتحدثت: لأ مش لازم أنا كويسه، هدخل الحمام، أغسل وشى، وأرجعلك.
مد عمران يده لها يمسك يدها يساعدها على النهوض، الى أن وقفت، تركت يده وسارت بأتجاه الحمام.

دخلت الى الحمام، وقفت تتقئ الى أن أفرغت جوفها، لم تقدر على الوقوف جلست بأرضيية الحمام لحسن الحظ أن الحمام كان خاليا، عادت كلمة عمران أنتى قبل ما تكسرى قلب عاصم، كسرتى قلبك أنتى كمان، هل عاصم لديه قلب يشعر بى، لا، لو كان يشعر بقلبى لكان ذهب خلفى، يسترضينى، لكن يكفى ماذا توقعت، فهى تركت البيت من أكثر من أسبوعين، لا أحد حدثها سوى، عمها وكان لمره واحده، حتى أنه لم يعاتبها او يسألها لما تركت المنزل بهذا الشكل، فقط أطمئن عليها، ببضع كلمات، أزالت دموعها بيدها ونهضت، حاولت الثبات، وخرجت مره أخرى، فوجئت بعمران يقترب عليها.

قائلا: سمره ليه أتأخرتى في الحمام، أنا كنت هشوف حد يدخل يطمن عليكى، لو حاسه بتعب او أى حاجه تعالى في مستشفى قريبه هنا.
حاولت الجمود قائله: لأ أنا كويسه، هو شوية صداع، بس ممكن نأجل كلامنا لوقت تانى.
رد عمران: ممكن بس تعالى نروح للمستشفى حتى يقيسوا لك ضغطك.
ردت سمره: لأ أنا كويسه، رقمك على تليفون ماما ناديه هخدها منها وهبقى أكلمك عن أذنك، هاخد شنطتى من عالطرابيزه وأمشى.

عادت الى الطاوله، أخذت حقيبتها مغادره.
أمام نظرات عمران المتألم لرؤياها بهذا المنظر، هي ليست أقل ألما من عاصم، لكن لماذا فعلت سمره ذالك، ومالذى، جعل رد عاصم قاسى بهذا الشكل؟!
كاد عمران أن يلحقها ليعرض عليها أيصالها، لكن رجع، حين رأى من يقف ينتظر خروجها.
خرجت سمره من المطعم، لاتعرف كيف تسير على ساقيها، أشارت لأحد التاكسيات ليقف أليها
ركبت التاكسى
سألها السائق: لفين يا هانم.

كان الجواب مختصر: لأى مكان قريب انزل للنيل منه
سار السائق قليلا ثم قال: حضرتك هنا منزل للنيل، وفيه كمان مرسى للمراكب الصغيره.
قالت سمره: تمام أتفضل أجرتك، وشكرا لك
نزلت سمره من التاكسى، ونزلت عبر بعض السلالم الحجريه الى النيل، توقفت بالقرب من أحد المراسى
بينها وبين النيل خطوه، شار عقلها، لما تصعدين الى أحد تلك المراكب وتلقين بنفسه في مياه النيل، لكن.

وضعت يدها على بطنها تتحسسها، ثم تبسمت، وهمست: لا أنتى تستحقين الحياه.
عادت من يأسها، هناك أمل بداخلها يريد الحياه+
عادت بخطواتها الى الخلف وصعدت السلالم مره أخرى، تبدل حالها قليلا.
علي طاولة الغداء
وضعت الخادمه بمنزل عقيله الطعام
جلست عقيله وجوارها كان يجلس عاطف الذي تحدث: محدش عارف أذا كان عاصم راح ورجع سمره ولا لسه
ردت عقيله: لأ مرجعاش لسه عند خالتها.
تبسم عاطف: وعرفتى منين، ولا البغبغانه قالتلك.

ضحكت عقيله، البغبغانه نفسها متعرفش، واضح أن حصل حاجه بينها وبين عامر، أخر مره كنت فيها عند خالك، ومن يومها مش بسمع رن لتليفونها خالص، طول ما هي في البيت، حتى أمبارح قولت أستغبى عليها، وقولت لها، رنيت عليكى وانتى في الجامعه مردتيش عليا، ردت وقالت، أنها غيرت رقم تليفونها، الشريحه القديمه كان التليفون بتاعها باز، ولما ودته يصلح الراجل ضيع الشريحه، وأضطرت تجيب غيرها، وقالت لسه مش حافظه النمره، هتبقى ترن عليا، علشان أعرفها، وأهو لسه مرنتش يظهر مش عاوزه حد يعرف الرقم الجديد.

تعجب عاطف يقول: وأيه السبب، تفتكرى بينها وبين عامر خلاف؟
ردت عقيله: أنا متأكده من كده بس مش بسألها، خليها تشبع من أبن وجيده حبيبتها.
تبسم عاطف يقول: طب أيه أنتى مش هتزورى بنت أخوكى وتطمنى عليها؟

ردت عقيله بمكر: ودى تفوتنى، ما ده الى علشانه طلبت منك تجى نتغدى سوا أيه رايك تجى معايا نسافر القاهره، أهو أطمن على بنت أخويا، وأشوف أبن وجيده زعلها في أيه، الغبيه أنا حذرتها منه، بس تقول أيه بقى، وراثه الخبث، عندها من سلوى، سهت عاصم، وأكيد لما وصلت لهدفها منه سابت البيت، بس الأغرب هو عاصم نفسه، أزاى سايبها لدلوقتى، من غير ما يروح وراها لعند ناديه، في سر في الموضوع ولازم أعرفه، ها أيه رأيك هتجى معايا للقاهره.

رد عاطف: أكيد معاكى، بنت خالى ولازم أطمن عليها.
كانا يتحدثان غافلان عن الذي دخلت وسمعت حديثهم الخاص حول سمره فقط
لكن قامت بفعل صوت حتى يتداركوا وجودها
صمتت عقيله تنظر لعاطف وتحدثت قائله: سولافه جيتى أمتى؟
ردت سولافه: يادوب لسه داخله، والشغاله قالتلى انكم بتتغدوا، وأنا جعانه جدا على عشايا من إمبارح، كان عندى محاضره بدري وخرجت من غير حتى ما أشرب شاى
قالت هذا وجلست جوارهما تتناول الطعام بشراهه.

وسط تعجب عقيله، وعاطف
بالقاهره
عادت سمره الى منزل خالتها
أستقبلتها ناديه بلهفه قائله: سمره خير، عمران كان عاوز يقابلك ليه؟ وكمان شكلك تعبانه هو قالك شئ يضايقك؟
ردت: من فضلك يا ماما أنا حاسه أنى محتاجه أنام شويه، ممكن تسيبنى أنام شويه، ولما هصحى هحكيلك كل حاجه. +
شعرت ناديه أن هناك مايضايق سمره، ولم ترد الضغط عليها وتركتها
دخلت سمره الى الغرفه وضعت حقيبتها
ونامت على الفراش بملابسها.

دمعه خلف أخرى نزلت من عيناها وهي تتذكر ذالك الملف، وقول عمران، طلاق ودى بينك وبين عاصم وهيديكى كل مستحقاتك
إبتسامة سخريه خرجه من بين شفتيها، عاصم يظهر كرمه، لكن انا مش محتاجه منه حاجه وهعرفه أنى أقدر أخد كل ميراثى من تحت أيده، تذكرت أيضا قول عمران أنتى مش كسرتى قلب عاصم أنتى كسرتى كبرياؤه، عاصم ليس لديه قلب، لكن ماذا يقصد بكبرياؤه، أثناء تفكيرها.

تذكرت الهاتف الذي تركته بمنزل عمها، لابد انه عثر عليه، كيف لم يأتى الى بالى أنه قد يعثر عليه أحد، ربما عثر هو عليه لابد أنه قرأ الرسايل الى عليه، وممكن يفهم غلط، كان غباء منك يا سمره أستعجالك، خلاكى نسيتى التليفون، أنا لو مكانه، كنت هشك أكيد، طب أعمل أيه يارب، أهتدى عقلها لحيل حواء.
مساء
بغرفة عمران دخل أليه عامر قائلا: ها قابلت سمره
رد عمران: وعرفت منين أنى كنت هقابل سمره؟

رد عامر: أنا كنت رايح لك المكتب عاوز إتفاقية مع عميل، وملقتكش في المكتب، وروحت لسليمه، سألت عليك قالت متعرفش، ولما سألنا السكرتيره قالت انك خرجت تقابل سمره بنت عمك ومعاك ملف، قولت أكيد ده طلب عاصم الى طلبه من كام يوم.
رد عمران: أنا فعلا كنت بقابل سمره، بس أنت قولت قدام سليمه عن سبب مقابلتى لسمره؟
ردعامر: طبعا هي مش كانت معاك في تجهيز الملف.

رد عمران بضيق: غبى محدش يعرف عن الملف ده غيرى أنا وانت وعاصم انا الى جهزت الملف لوحدى.
تعجب عامر يقول: أضايقت ليه لما قولت لسليمه عادى هو طلاق عاصم وسمره هيدارى.
رد عمران: طلاق عاصم وسمره مستحيل يتم.
رد عامر: ومنين جالك أن الطلاق مستحيل يتم ايه الى هيمنعه، اصلك ما شوفتش عاصم في قنا، ده لو كانت سمره قدامك وقتها كان قتلها، بدون أن تردد.

ضحك عمران يقول: متأكد انه كان ممكن يعمل كده يومها، لكن دلوقتى لأ ومتأكد، ان سمره هي الى هتجى لحد عاصم قريب جدا كمان.
تحدث عامر بسخريه: وده بقى ازاى مش فاكر طريقة عاصم في الكلام تانى يوم ما رجع من العين السخنه
رد عمران: فاكر جدا
فلاش باك، كان عامر وعمران يجلسان بمطبخ الفيلا يتناولان الفطور فوجئ الاثنان بدخول عاصم عليهم يقول
صباح الخير يا شباب
رد الاثنان بتعجب صباح النور.

تحدث عامر: أنت رجعت أمتى من العين السخنه؟
رد عاصم وهو يجلس جوارهم: رجعت أمبارح نص الليل، قولت كفايه كده لازم أرجع للشغل عندنا إتفاقيات كتيره وتسليمات لازم تتم في ميعادها، وكمان في حاجه لازم تخلص بقى كفايه كده.
رد عامر: وأيه الحاجه دى؟
رد عاصم: جوازى من سمره لازم ينتهى بالطلاق أنا مش عاوز أدخل قصادها في مناوشات
تعجب الاثنان من قول عاصم!

تحدث عمران: طلاق ليه، المفروض تروح لسمره وتعرف منها سبب انها سابت البيت بالشكل ده، مش يمكن المشكله تافهه وأنتم الاتنين مكبرينها.
توافق عامر مع قول عمران.

بينما نهض عاصم يرسم الأصرار: زى ما قولت جوازى انا وسمره لازم ينتهى في أسرع وقت، وعاوزه ينتهى بشكل ودى، عاوزك تجهز اتفاق طلاق ودى وتبعته مع حد من محامين الشركه لها، أنا عندى ميعاد مع زهراء في الشركه بعد ساعه لازم امشى علشان ألحقه، أعمل الأتفاق زى ما قولتلك، وبدون نقاش وكمان تبعته مع حد من محامين الشركه.
غادر عاصم وترك عمران وعامر المذهولان.

تحدث عامر يقول: هو عاصم جاب البرود ده منين دا لو شوفته لما كنا في قنا، كان هاين عليه يولع في الدنيا، بس أزاى قدر ينسى حبه لسمره بالسرعه دى! أنا مش مصدق.
رد عمران: ولا أنا متوقعتش عاصم يكون قراره كده، أنا توقعت أنه يروح لها، ويجبها ويحاسبها، على أنها تسيب البيت بالشكل ده، بس متوقعتش الأمر يخليه يوصله للطلاق، أنت لما فتحت التليفون الى لاقاه في اوضة سمره شوفت عليه حاجه.

رد عامر: ملحقتش يا دوب فتحته وقالى سيبنى لوحدى، تفتكر يكون التليفون عليه حاجه هي الى خلت عاصم يفكر ينهى جوازه من سمره بسرعه كده.
عوده، عادا عامر وعمران من تذكرهم ليقول عامر: مش فاهم حاجه، أيه المشترك بين طلبه منك أتفاق الطلاق وأيه دلوقتي بتقولى أنى الطلاق مش هيتم.

ضحك عمران يقول: وعامل لى فيها مهندس ومفيش حاجه توقف قدامى وأنت مبتفهمش، صحيح التطور التكنولوجى لغى العقل من التفكير، أقولك يا باشمهندس انا متأكد أن
عاصم مش هيطلق سمره.

عاصم كل هدفه يخلى سمره تجى لحد عنده وهيحاسبها زى ما هو عاوز وقتها، انا لم فكرت بعد كده عاصم لو فعلا عاوز يطلق سمره كان يقدر يطلقها غيابى، مين هيمنعه، أو ممكن كان يكلم أى محامى تانى في الشركه يعمل له الى هو عاوزه ويروح لسمره أنا لمافكرت
فى حديث عاصم وربطه بقولك ليا
لما عاصم قالك أنه هيخلى سمره تجى لحظ رجليه.

توصلت لتفكير عاصم، هو عارف أنى مش موافق على طلاقه من سمره فأكيد انا الى هروح أقابل سمره، وأقولها على عرض عاصم بالطلاق، ووقتها سمره هتتأكد أن عاصم خلاص فعلا هيطلقها وهي الى هتجرى عليه، وتروح لحد عنده.
تحدث عامر بعدم فهم: برضوا مش فاهم أيه الرابط.

ضحك عمران يقول: هقولك الرابط هو قلب عاصم مفهوش غير سمره وكلنا كنا عارفين، فاكر لما، سولافه أتصلت عليك وقالتلك أن عمتك وعاطف هيروحوا قنا علشان يطلبوا أيد سمره للجواز من عاطف، شوفت يومها هب أزاى وحجز لقنا وكان هناك قبل وصول عمتك وعاطف
أربط كله ببعضه سمره بتجرى في أوردة عاصم، وكمان لو شوفت حال سمره، لما قولت لها على طلب عاصم ده، أنا خوفت عليها جدا يجرالها حاجه
رد عامر: ليه ايه الى حصلها.

رد عمران: دى مكنتش قادره تتحرك من مكانها، انا خوفت عليها جدا، وعرضت عليها اوصلها بس مرضتش.
تحدث عامر: أزاى تسيبها أفرض جرالها حاجه في الطريق
ضحك عمران يقول: ومين قالك أنى سيبتها غير لما أطمنت أن في صقر تانى مراقبها ومشى وراء التاكسى الى كانت ركباه سمره، يعنى كان وراها خطوه بخطوه.

عاصم صقر، والصقر مبيعيش غير مع أنثى واحده طول حياته بس هو كمان صياد ماهر وبيلعب بفريسته قبل ما يلتهمها وده الى بيعملوا بالظبط مع سمره، عاصم عارف مفاتيح شخصية سمره كويس، وتراهنى أنها هي الى هتجى لحد عنده في أقرب وقت.
تبسم عامر يقول: أزاى فاتت عليا دى، عاصم ده دماغ.
رد عمران: أمال زيك غبى وبيحدف كلام أخبارك أيه مع سولافه، لسه برضوا مش بترد عليك؟

تنهد عامر: للأسف مش بترد، في الأول كانت بتقفل السكه في وشى، أو مبتردش بقالها فتره كده كل ما أطلبها يقولى خارج التغطيه، مش عارف ليه هتكون فاصله موبيلها طول الوقت، بفكر الفتره الجايه أسافر أسيوط أخبطها على دماغها تفقد الذاكره وتنسى الكلام الغبى الى قولته لها.
ضحك عمران يقول: ولما أنت عارف أنه كلام غبى ليه قولته؟
رد عامر: ما أنت عارف انى وقت غضبى مش بعرف مين الى قدامى وكنت زعلان علشان عاصم وسمره.

دخلت ناديه وجدت سمره نائمه بملابسها
أيقظتها قائله: سمره أصحى لازم تتعشى أنا متاكده أنك على فطورك من الصبح، يلا حصلينى وبلاش تنامى تانى، عمك سراج وكمان طارق، يلا هنتعشى كلنا مع بعض
صحوت سمره تقول: طيب أسبقينى وهحصلك
تبسمت ناديه قائله: يلا بسرعه أغسلى وشك كده وحصلينى قبل الأكل ما يبرد
أمأت سمره برأسها وهي مازالت نائمه على الفراش.

خرجت ناديه. نهضت سمره جالسه وضعت يدها ومسدت على بطنها قائله: بنتي حبيبتى متخافيش، بابا مستحيل يستغنى عنا، أنا متأكده من كده، أول ما يعرف بوجوده هينسى كل الى حصل، وهو الى هيرجعنا لحد عنده من تانى، أنا صحيح غلطت، لما سيبت البيت بالشكل ده، وأكيد هو لاقى التليفون وشاف الرسايل وفهمها غلط، بس أنا هقوله أن طارق يبقى أخويا، مبقاش له لازمه يفضل سر.
بعد دقائق أنضمت سمره ل طارق، سراج، ناديه، على طاولة العشا.

تبسم طارق يمسد على بطن سمره قائلا: بنوتة خالوا عامله أيه النهارده
تبسمت له سمره
أكمل طارق حديثه لسمره: من الصبح مشفتكيش حتى أما رجعت ماما قالت انك نايمه، كنت عاوز أعرف عمران كان عاوزك ليه؟ +
ردت سمره ببرود عكسى: عاصم عاوزنا نطلق بهدوء.
أنصدم الجميع وأولهم طارق الذي تحدث قائلا: كنت عارف أن عاصم طمعان في ثروتك، وقولتلك من الأول، بلاش الجوازه دى، وانا قادر أجيبلك ميراثك من تحت أيده.

ردت ناديه: مالوش لازمه الكلام ده دلوقتى يا طارق، وأنتى يا سمره قررتى أيه، هتوافقى عالطلاق الودى.
رغم شعورها بغصه لكن تحدثت قائله: لأ مش هوافق.
رد طارق بنرفزه: لسه باقيه عليه، هو الى بيعرض الطلاق!
رد سراج: أنا مع سمره بلاش طلاق حتى علشان البيبى الى جاى في الطريق
رد طارق: بيبى أيه يا بابا، الى زى عاصم خساره فيه يبقى أب.

قبل أن يكمل حديثه تحدثت سمره بحده قائله: من فضلك يا طارق، دى حياتى، وانا حره وخلاص أخدت قرارى، وكمان في حاجه حابه أبلغها لكم
أنا قبل ما أرجع لهنا فوت على داده حكمت وطلبت منها تشوف شغاله تنظف الفيلا بتاعة بابا، وتفضل تشتغل فيها لأنى خلاص قررت أروح أعيش في الفيلا دى.
ردت ناديه: ليه يا بنتى، حد قالك حاجه خليكى هنا معايا، على ما نشوف حل مع عاصم.

ردت سمره: لأ كده كفايه شكرا على أستضافتكم ليا، أنا معرفش هيكون الحل مع عاصم شكله أيه ولازم أكون جاهزه لكل الأحتمالات، وكمان في فيلا بابا تقدروا تجوا تزورنى في أى وقت الفيلا قريبه من هنا مش بعيده
وكمان ليا طلب عندك يا طارق.
رد طارق: وأيه الطلب ده؟
ردت سمره: أنا عندى حساب في البنك بس معرفش أزاى أسحب منه لأن مش معايا دفتر شيكات، وكنت عاوزه أسحب مبلغ محتاجاه
ردت ناديه: ومحتجاه في أيه؟

ردت سمره: محتاجه مصروف ليا، وكمان محتاجه مبلغ تانى كبير شويه لحاجه خاصه
والمبلغ الى محتجاه في الأول هو نص مليون جنيه
أنخضت ناديه، وكذالك سراح الذي قال: ومحتاجه المبلغ ده كله في أيه!؟
ردت سمره: محتجاه في حاجه خاصه مش لازم حد يعرفها
ها يا طارق شوفلى طريقه أسحب بها الفلوس من البنك.
رد طارق: سحب الفلوس سهل جدا، تكتبى ليا شيك بأسمى وأنا أصرفه من البنك وأجيب المبلغ ليكى.

بس مش معاكى، أنك تروحى تعيشى لوحدك في الفيلا
ردت سمره بحسم: أنا خلاص قررت وهتنقل الفيلا خلال يومين.
بغرفة عاصم
جلس يتذكر ظهرا
فلاش باك
أثناء جلوسه مع أحد العملاء وبعض الموظفين بالشركه رن هاتفه
قام بالرد
ليرد على الأخر متأكد، أنها مع عمران دلوقتى، طيب أقفل وأنا جاى لعندك أبعتلى اللوكيشن في رساله
أغلق الهاتف ونهض يقول بأعتذار متأسف جدا ممكن نأجل أجتماعنا لبكره، لأن في أمر طارئ ولازم أمشى دلوقتى.

رد العميل: لأ أبدا عادى ممكن نأجل أجتماعنا لبكره، حتى تكون العقود خلصت ونمضيها بالمره
رد عاصم: تمام عن أذنك
لم يتنظر عاصم حتى أن يغادر العميل ومن معه من غرفة الأجتماعات وغادر سريعا
قاد سيارته بسرعه شديده+.

وقف بمكان قريب من ذالك المطعم عيناه كالصقر يراقب باب المطعم، الى أن رأى سمره خرجت من المطعم، سارت لبضع خطوات وأشارت للتاكسى، تابع ذالك التاكسى وسار خلفه الى أن نزلت سمره الى ذالك المنحدر النيلى ترك سيارته بجانب الطريق وراقبها من أعلى، للحظات أرتجف قلبه خائفا حين رأى سمره من بعيد تميل برأسها للأمام كانها ستلقى بنفسها في النيل لكن، سرعان ما أطمئن حين رأها تعود، وتصعد لأعلى مره أخرى وأشارت لتاكسى ليقف لها، صعدت الى التاكسى، وظل خلفها، الى ان دخلت لأحدى المناطق المتوسطه، علم لمن هي أتيه، فهنا بهذا الحى تسكن حكمت تلك الداده التي كانت تتوالى تربية سمره سابقا، لم تبقى الكثير، ونزلت وعادت لنفس التاكسى الذي كان ينتظرها، ظل خلف التاكسى الى أن عادت سمره مره أخرى الى منزل ناديه، ذالك المنزل الذي يبغضه لوجود طارق به.

عاد من تذكره
يلوم نفسه لما حين سنحت له الفرصه أن يقترب من سمره، ويواجهها عاد للخلف، لما خشي عليها حين أقتربت من ماء النيل، أمازال يحبها، لأ هو يود أن يقتص من هجرها بنفسه.
بعد مرور يومان
فى الصباح الباكر
استيقظ عمران على
رنين هاتفه، جذبه من على الشاحن بجوار الفراش ونظر الى الشاشه، هذا رقم جديد يظهر بالتروكولر بأسم سولافه
تعجب كثيرا لكن رد عليها
الو صباح الخير، سولافه.

ردت سولافه: كويس أنك عرفت أن الرقم ده خاص بيا، بس ليا عندك رجاء قبل ما أقولك ليه أتصلت عليك، ده رقمى الجديد، وهو مش مع عامر وانا مش عاوزاه يعرفه
رد عمران: تمام زى ما تحبى، مع أنى مش شايف سبب لكده
ردت سولافه: من فضلك يا عمران اوعدني أن عامر مش هيعرف الرقم
رد عمران: تمام زى ما تحبى أوعدك ميعرفش الرقم، بس قولى أكيد متصله عليا لسبب غير ده
ردت سولافه: فعلا لسبب تانى.

هقولك ماما وعاطف أخويا نازلين مصر النهارده علشان يزوروا سمره عند خالتها.
تفاجئ عمران قائلا: شكرا ليكى يا سولافه، متأكد أن عامر ندمان على الى قاله، ونفسه أنك تسامحيه
ردت سولافه: أنا مش متصله علشان عامر، أنا كنت بس بعرفك بنزول ماما وعاطف للقاهره، لو كنت أعرف رقم سمره، كنت أتصلت عليها، وكان ممكن أتصل على عاصم مباشر، بس معرفش رد فعله، لانه من أخر مره شوفتك، خوفت على سمره منه، سمره معذوره.

تبسم عمران يقول: ممكن معذوره بس هي أسائت لعاصم، بس ده نصيب
ردت سولافه: فعلا نصيب يلا سلام علشان عندى محاضره بدرى ومش عاوزه أتأخر عليها.
أغلق عمران الهاتف ووضعه على الكومود مره اخرى وتنهد يقول: يا ترى أيه سبب زيارتك الكريمه لسمره يا عمتى
بعد قليل
دخل عمران لغرفة عاصم وجده ينهى إرتداء ملابسه
تحدث عاصم قائلا: صباح الخير
رد عمران: صباح النور كويس لحقتك قبل ما تنزل لتحت، علشان منكلمش قدام عامر.
رد عاصم: ليه؟

رد عمران: سولافه أتصلت عليا من رقم تانى جديد ومش عاوزه عامر يعرفه+
رد عاصم: لسه برضوا زعلانه من عامر، بس مش مهم أكيد في سبب لاتصالها أيه هو؟
رد عمران: عمتك وعاطف نازلين لهنا في القاهره، علشان يزوروا سمره عند خالتها.

شعر عاصم بغضب شديد لكن أظهر عدم الامبالاه: يشرفوا وأنا مالى، سبق وقولت سمره مبقتش تهمنى خلاص، خليهم ينفعوها، وبعدين فكرتنى أنا مش قولت لك تبعت لها أوراق الطلاق مع محامى ليه روحت لها بنفسك وقابلتها وكمان مردتش عليا بالى حصل بينكم
رد عمران بكهن انه لم يراه: قائلا: موقعتش وفجأه شكلها تعبت، وأستأذنت ومشيت، المره الجايه هبعته لها مع محامى من الشركه.

تصنع عاصم الهدوء قائلا: تمام ياريت يكون في أقرب وقت ودلوقتى أنا
عندى ميعاد مع مصممة الدعايه، ولازم أمشى.
تبسم عمران يقول: والله الصقور التلاته العشق مجننهم.
أثناء نزول سليمه على درج السلم
سمعت صوت من خلفها ينادى عليها: توقفت
الى أن نزل لجوارها
تحدثت: خير يا فارس هو في مشكله تانيه عاوزنى أدخل فيها عند طنط.

رد فارس: لأ أنا كنت هتشكرك، بصراحه حديث عمى رفعت لماما، أقنعها، أنها توافق على حواز أختى لمره تانيه، بعد ما كانت معارضه، وتقول ولادها أهم بحنانها، بس هو زوج صالح وهيساعدها في تربية ولادها
ردت سليمه: طب كويس مبروك، عن أذنك.
تحدث فارس: أنا رايح لمكان قريب من الشركه الى بتشتغلى فيها، أيه رأيك أوصلك معايا، عربون شكر.
فى البدايه رفضت ولكن أصر عليها فارس أن يوصلها.

كان يتجاذب معها الحديث بالسياره حول بعض ذكرياتهم السابقه، أثناء الدراسه.
رغم ان سليمه كانت تنفر منه لكن تجاوبت قليلا معه.
الى ان وصلا أمام الشركه
نزلت سليمه من السياره، لتتنفس الهواء كانها كانت مخنوقه
ترجل فارس أيضا وأقترب منها قائلا: في حاجه كنت عاوزه أطلبها منك وبصراحه مش طلب منى ده طلب من زميل لينا، هو فتح مطعم جديد وكان طلب منى أقولك، أننا نروح نبارك له أيه رأيك
تحدثت سليمه: ومين الزميل ده؟

أخبرها فارس أسم زميلهم
تبسمت سليمه قائله: أه عرفته تمام ممكن أروح أبارك له وقت ما أفضى
رد فارس: أيه رأيك نروح له نبارك له النهارده عالغدا، متهيألى ساعه مش هتأثر ممكن تاخدى أذن، ونروح له لأنه بصراحه عاتبنى، كذا مره
فكرت سليمه قائله: تمام نتقابل هناك النهارده الساعه أتنين كويس
تبسم فارس بفرحه: أكيد كويس هتصل عليه اقوله يستنانا
ردت سليمه: تمام عن أذنك
دخلت سليمه الى الشركه.

بينما عاد فارس مره أخرى لسيارته، وكاد أن يصطدم بسيارة عمران الذي رأى وقفة سليمه مع ذالك الشاب، لثانى مره يراه يوصلها ويغادر، ماذا يكون بالنسبه لها، آن آوان أن يعرف مشاعر سليمه أتجاهه.
ظهرا.
بمكتب عاصم رن هاتفه الجوال
نظر للشاشه وفتح الخط سريعا
تبسم وهو يرد، يعنى طارق هو الى راح للبنك، وملقاش رصيد في حساب سمره، ويا ترى بقى اخد من البنك رفض عالشيك؟
بمكان مظلم ليس بسبب عتمة الضوء
لكن بسبب عتمة البصر+
بشقه.

كبيره بحى راقى، دخل ذالك الكهل الى غرفة الصالون
وقال: مين حضرتك
نظرت له مبتسمه بتشفى تقول: السنين مغيرتش شكلك كتير، يا زاهى
يادوب ظهر على شعرك الشيب وحبة تجاعيد في الوش، أكيد ما شوفتهمش، بسبب عمى عيونك
رد زاهى بمفاجأه: عقيله، لسه عايشه، من نبرة صوتك حاسس لسه قلبك أسود زى زمان.
ضحكت بتشفى قائله: كان قلبى أبيض من الى سوده غيرك، لما عشقت سلوى، وكنت بتنفذلها مقالبها، يا، أبو أبنى الوحيد، عاطف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة