قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

أدارت ليال وجهها تنظر لعاطف نظرات تحذريه، لكن تغاضى عن نظراتها، وتبسم ساخرا يقول: أكيد عصومى نفسه يبقى رجل أعمال مهم في البلد، زى،؟
صمت عاطف ساخرا من تلك النظرات التي تطلقها ليال له.
وكان سيكمل سخريته، لكن تحدث الفتى الصغير: أنا مش عاوز أبقى رجل أعمال، أنا عاوز أبقى رسام، ومهندس طيران.
تهكم عاطف ساخرا: تؤتؤ خيبت توقعى فيك، بس حلو رسام، يعنى فنان برضو، زى النجمه.

رد عاصم بعدائية طفل: وأنت مالك بالنجمه، ليه مش عجباك، ومعظم الوقت مش بتجى غير ضيف كام يوم، وياريتك حتى متجيش، أحسن.

ضحكة سخريه من عاطف ثم أتبعها يقول: تعرف لو مش أنا كان زمان النجمه مغموره، ومحدش يعرف أسمها، وكان زمانك أنت كمان متلطم، في مدارس الحكومه مش المدرسه الأجنبيه الى بتروحها بمزاجك، بعد وفاة السيد الوالد لحضرتك، أنا الوحيد الى ساعد النجمه، أنها تستطع في سماء الغنى، عارف يا عصومى، مش الموهبه بس هي السبب في النجاح، لأ كمان العلاقات، والمانى، عارف المانى، الى هو الفلوس يعنى، يعنى بفلوسى عملت للنجمه كليب فرقع شويه، بدل ما كانت بتشتغل في كباريهات درجه تالته لل،؟

تحدثت ليال تقطع حديثه قائله: بلاش طريقتك دى يا عاطف، وشكرا لجمايلك عليا وياريت بلاش تحشر نفسك بينى أنا وأبنى، قالت هذا ثم نظرت لصغيرها قائله: الى حابب شئ وعنده هدف، لازم يسعى له، وأول طريق لك هو أنك تروح المدرسه تتعلم ومتسمعش لكلام أى حد، أنت مش بتحب مامى، أنا هروح لمدير المدرسه وهقول للمشرفه المسؤله عن الفصل، وهقولها تحذر زمايلك خلاص والى يقولك غنى، قوله غنى أنت.

تبسم الفتى قائلا: حاضر يا مامى، هروح ألبس اليونيفورم، وخلى السواق يوصلنى المدرسه، لأن الباص عدى من شويه، وأنا منزلتش والداده قالت للسواق أنى مش هروح المدرسه النهارده.
تبسمت ليال قائله: أنا الى هوصلك بنفسى وأتكلم معاهم كمان النهارده، يلا بسرعه أنا هروح أوضتى أغير هدومى، وأنت ألبس اليونيفورم.
قالت ليال هذا وأتجهت تخرج من الغرفه، وسحبت معها عاطف، الذي سار معها يضحك ساخرا.

دخلت ليال الى الغرفه ومعها عاطف الذي مازال يضحك.
أغلقت الباب قائله: بتضحك على أيه، وأيه طريقة كلامك مع عاصم دى، ليه مصر أنك تتمسك بنسخة نموذج جوز الأم القاسى.

ضحك عاطف أكثر قائلا: ما أنا فعلا جوز أم، بس ماليش في جو القسوه ولا الحنيه، أنا عالهامش، بس ضحكنى حوارك مع عاصم قوى، ومش عارف ليه سميتى أبنك عاصم، وأبوه رضى أزاى يوافق، مع أنه يعرف هو أتسمى على أسم الحبيب الأول، الى طنشك، ورفض حبك، وقالك أن في غيرك ملكت قلبه الرقيق، بس أطمنى عندك فرصه، سمعت أنه على خلاف معاها، وواضح كده هيطلق قريب، ألا ليه صحيح، مدعكيش تحيي حفل زفافه.

ردت ليال: عاصم صفحه وأنتهت من زمان، وأنقطعت علاقتى بيه من قبل ما أتجوز سليم الله يرحمه، وسليم الفتره الى عشناها مع بعض عمره ما جاب سيرة عاصم، ولا أعترض على تسمية أبنه على أسم عاصم، ولما وافقت أتجوزك، فكرت هيكون عندك أحساس بعاصم، وظروفه لأنك أتربيت مع جوز أم، ومعتقدش عاملك بطريقه سيئه، يبقى ليه طريقتك دى مع عاصم، لو فضلت بنفس الطريقه، يبقى ننفصل أفضل.

ضحك عاطف معقبا: ههههههه، ننفصل، ليه هو أحنا متجوزين رسمى، دا عقد عرفى بينا نقطعه، بس أنا ماليش مزاج أقطعه دلوقتى، ولا أنت مفكره أن عاصم حتى لو أنفصل عن مراته هيبص ليكى، أنتى في نظره
مش أكتر من مطربه، حتى موصلتيش لدرجة صديقه له.

عقبت ليال قائله: أنا مش عارفه ليه في يوم وافقت أتجوزك، وكمان عرفى زى ما طلبت برغم أنى كان ممكن أتجوز غيرك بسهوله، وكمان حتى كان ممكن متحوزش بعد سليم، سليم الى في يوم أنقذك، من بين أيد نبوى المنشار لما كان هيغتص،؟
لم تكمل الكلمه، حين تحدث عاطف بضيق: ما أنا رديت واجب سليم معايا، وساعدتك تبقى نجمه، وأتبدل حالك من مطربه أفراح بلدى، بقيتى في ملهى محترم، وكمان فيديو وراء التانى، أهو بدأ أسمك يلمع.

تنهدت ليال بحسره: أسمى فعلا بدأ يلمع، بس بمجهودى أنا وبموهبتى، ممكن مكونش صاحبة موهبه كبيره، بس عندى الموهبه وأقدر أطوعها للنجاح.
تبسم عاطف ساخرا: تتطوعى موهبتك للنجاح، موهبة أيه الرقص، ولا اللبس العريان.
تحدثت ليال: اللبس العريان ده لو صحيح كنت ساعدتنى، كنت تقدر تسترنى، لكن أنا أختارت الطريق الصح لوجهة أمثالك، رواد الكباريهات، والى منهم نبوى المنشار.

ومعرفش أزاى بعد الى كان هيعمله فيك زمان بقيت أنت وهو أصدقاء، وبتعجب من لقائتكم سوا، في الملهى.
أوقف طارق السياره
أمام المصنع، لا تعرف سمره سبب تلك الرعشه التي سارت بكامل جسدها، لكن حاولت تمالك نفسها، ونزلت من السياره، ، نزل خلفها أيضا طارق الذي شعر بتغير ملامحها بعض الشئ، وأقترب منها وأمسك يدها، ليجدها بارده وترتعش ليقول لها: سمره مالك أيدك سقعه، وبترتعش ليه؟

ردت سمره وهي تسحب يدها من يد طارق بتبرير كاذب: مفيش بس يمكن الجو سقعه شويه، وكنت في تكيف العربيه، وأما نزلت حسيت بشوية برد، شويه وهبقى كويسه، روح أنت مش عندك جلسه في المحكمه علشان متتأخرش عليها.
رد طارق رغم انه لايصدق سمره هو يعرف السبب عاصم لكن تداعى تصديقها يدفعها قائلا: أوكيه، هروح المحكمه، أحضر الجلسه، ولو أحتاجتينى في أى وقت أتصلى عليا.
تبسمت سمره له، ودت الطلب منه الدخول معها، لكن صمتت.

وكذالك ود طارق أن يظل معها يقوى من أذرها، لكن لا آن الآوان أن تمتلك سمره زمام حياتها، يكفى خنوعها لعاصم عليها التحرر من هذا الخنوع بحياتها للأخرين.
ترك طارق سمره وتوجه الى سيارته مغادرا.

رغم شعور سمره بالقلق، لكن حاولت التماسك، ودخلت الى المصنع، سار بجسدها قشعريره، تذكرت مجيئها هنا للمصنع مع والداها كثيرا كى تلتقى بعاصم بعيدا عن عين والداتها، ولكن كانت الذكرى الأسوء هي أن بهذا المكان فقدت والداها، معا، وتيتمت، وتبدلت حياتها بعدها.
دخلت الى داخل أروقة المصنع ترسم بسمه على وجهها، سألت أحد العاملين: لو سمحت فين مكتب مدير المصنع ده.

شبه عليها العامل وهو ينظر لها بتأمل لكن نفض التشبيه عنه وقال لها على مكان غرفة المدير.
شكرته مبتسمه وذهبت الى حيث وصفه.
لكن العامل ظل واقفا يتذكر أين رأى صورة تلك الأنيقه، أهتدى عقله أخيرا، أنها هى، زوجة عاصم شاهين، هو رأى صور لزفافهم بأحد الجرائد الهامه، لكن التعجب لما هي هنا؟!
ماذا يهمه في ذالك، نفض عن فكره، وذهب ليلحق بعمله بالمصنع،.

بينما سمره وصلت الى غرفة مدير المصنع، طرقت الباب ودخلت دون أن تنتظر رد من الداخل.
وقف المدير متعجبا وكان سيعنف من دخل دون إذن لكن صمت للحظات ثم أبتلع جوفه قائلا: أهلا مدام.؟ نورتى، اعذرينى معرفش أسمك، بس أعرف حضرتك مدام مسترعاصم أنا حضرت زفافكم؟
ردت سمره: مدام سمره شاهين، وكويس أنك عرفتنى، وفرت عليا، أنى أعرف نفسى لك.
تبسم المدير مرحبا: أهلا بحضرتك شرفتى المصنع، أول مره تدخلى المصنع.

ردت سمره: لأ مش اول مره ادخل المصنع، بس بدخله بعد مده طويله، بصراحه أختلف كتير عن أخر مره دخلته، بقى أكبر، وأتغير نظامه عن سابق بس بعد كده مع الوقت هتعود عليه، لأنى أنا الى همسك إدارة المصنع.
تعجب المدير، وتحدث متعلثما: مش فاهم قصدك يا أفندم، أنا هنا أعتبر نائب مدير المصنع لأن المصنع ده الوحيد في مصانع شاهين، تحت أدارة مستر عاصم المباشره.

ردت سمره: ما أنا عارفه بكده، ومستر عاصم ميعرفش، بس فرصه تعرفه بنفسك، أنى همسك أدارة المصنع ده.
تعجب المدير: مش فاهم قصدك يا أفندم!
تشجعت سمره وذهبت الى خلف المكتب وجلست على مقعد الأداره قائله: أنا همسك الاداره أنا شريكه بنص المصنع ده لو مش عندك أعتراض، وتقدر تتصل على مستر عاصم تعرفه.
تحدث المدير بتعلثم: بس ده مش مكتب الرئيس، مستر عاصم له مكتب خاص بيه، ده مكتبى.

نهضت سمره قائله: تمام، يلاخدنى لمكتب مستر عاصم ده أنا هفضل فيه، لأنى هبقى مديرة المصنع.
رغم تعجب المدير، لكن قال لها بذوق: أتفضلى معايا يا أفندم.
سارت جوار المدير، الى أن فتح أحد المكاتب قائلا: هو ده مكتب مستر عاصم لما بيكون هنا بيفضل فيه.

دخلت سمره الى المكتب ودارت بعيناها فيه، تذكرت هذا المكتب هو كان لوالدها، ربما حدث عليه بعض التوسيعات، وتغيير ديكورات، شعرت بغصه كبيره في قلبها، وتحدثت قائله: تمام انا هفضل هنا في المكتب ودلوقتي، عاوزاك تجيبلى ملفات الطلبيات الأخيره، وكمان عاوزه أطلع على خطة الأنتاج، ياريت تحضر الى قولت لك عليه، أتفضل، قدامك ساعه، وتكون الملفات قدامى.

أندهش المدير قائلا: متأسف يا أفندم مقدرش أنفذ طلبك ده، لازم أرجع ل مستر عاصم الأول عن أذنك.
تبسمت سمره على خروج المدير، رغم انه يعتبر تجاهل طلبها، لكن هي تريد معرفة رد عاصم حين يعرف بوجودها بالمصنع.
بشركة الصقر
وقفت سليمه خجله من إلتفاف بعض العاملين بالشركه حولها هي وعمران، يقدمون لها الزهور و التهنئه داعين لهم بأتمام الزواح، والسعاده.
حتى ان البعض منهم قد أتى بقالب جاتوه أحتفالا بالمناسبه.

وقفوا بينهم يبتسمون بود وتألف، الى أن رحل العاملين، وتركوا سليمه وعمران بالمكتب وحدهم، مالت سليمه برأسها تتنفس عبق باقة الزهور الذي بيدها، ونظرت لعمران قائله: والله كسفونى كتير، وكمان كانت مفاجأه حلوه منهم، بصراحه متوقعتهاش، أنا مبقاليش هنا وسطهم غير مده قصيره.

تبسم عمران وهو يقترب منها قائلا: في ناس تعرفيها من سنين ومع ذالك عمرك ما تحسى بينهم لا بالألفه، ولا الود، وناس من اول لقاء ليهم معاكى يجذبوكى ليهم زى المغناطيس، المشاعر، لا بطول الوقت ولا بقصره، في ناس قدامك من سنين متشفهمش، وناس يادوب تظهر بلمحه، ويسكنوا الخيال، زيك كده يا سليمه، سكنتى خيالى من أول مره شوفتك فيها على باب الشركه، كان واخدنى الفضول أعرف أنتى جايه لمين، ولما أتقابلت معاكى مع أستاذه فاطمه، حسيت القدر، بيبتسم، ليا، من أول لحظه شوفتك فيها دخل جوايا أحساس عمرى ما عرفته، قبل كده.

ردت سليمه بسؤال: عاوز تفهمنى أن عمران شاهين عمره، ما في بنت لفتت نظره قبل كده؟
ضحك عمران قائلا: أبقى كداب لو قولت لأ، بس كان مجرد أعجاب فقط متطورش لأحساس تانى غير معاكى، أنا بحب الشخصيه القويه المستقله، الى قادره تواجه ومتخافش من شئ. صمت لثوانى ثم أكمل ضاحكا: بس مش الدبش ولا المتغطرسه.
نظرت له سليمه بزغر قائله: قصدك إنى دبش ومتغطرسه؟
ضحك عمران: لأ بصراحه مش متغطرسه.
قالت سليمه بلوم: يعنى دبش؟

ضحك عمران أكثر قائلا: ولا دبش بس لسانك زالف حبتين تلاته كده، بس للصراحه في الحق.
ردت سليمه: أنا محاميه ولازم أكون حقانيه، أنا من المدافعين عن الحق، بغض النظر عن شغلى هنا معاك في الشركه، يعتبر شغل وقتى مؤقت، يعنى الأستاذه فاطمه، ترجع لمكانها أنا هرجع تانى لشغلى الخاص بقواضى الناس البسطاء، مش البرجوازية.
لم يستطيع عمران تمالك ضحكته قائلا: متنسيش أنك بقيتى زوجه لبرجوازى.

صمتت سليمه ثوانى ثم تحدثت: لسه مش زوجة برجوازى، أنا في مقام خطيبة برجوازى، بس ده ميمنعش أنى متغيرش، وأفضل مع البسطاء الى أنا منهم وعشت عمرى كله وسطهم، قسمت معاهم الفرح والحزن، الى شاركونى وقت حزنى على وفاة ماما، ومن قبلها وفاة سلمى أختى، لما كانوا زملائى في الحى يقولوا لى لو سلمى أختك رحلت عن دنيانا، أحنا كلنا زى سلمى.

تبدل حال عمران، على ذكر أسم سلمى، يخشى أن يتأكد شكه الذي يبحث عن الدليل القاطع له.
بمكتب أخر بشركة الصقر
رن هاتف المكتب
ردت أحد السكيرتاريه على الهاتف
تحدث الأخر لها قائلا: ممكن توصلينى ب مستر عاصم ضرورى أنا مدير المصنع الرئيسى، وبطلبه على تليفونه الخاص مش بيرد.
ردت السكرتيره بأعتذار: للأسف مستر عاصم، في أجتماع خاص مع لجنه فنيه، وقايل ممنوع تحويل أى مكالمات له.

رد المدير: طيب تمام ياريت بعد أنتهاء الأجتماع توصلى له أتصالى، وأنا هحاول أتصل عليه مره تانيه، شكرا ليكى.
تنهد المدير قائلا: أنا مش عارف أعمل أيه، ربنا يستر.
بينما بشركة الصقر.

كان عاصم يجلس على رأس طاولة الأجتماعات، تحدث: دلوقتى أنا قدامى لجنه فنيه كامله ومتخصصه في المكن والاليكترونيات، أنا طبعا الفتره الجايه عندى طلبيات وأشغالات ومحتاج مضاعفه للأنتاج، لسداد الكميات المطلوبه سواء هنا في السوق المصرى، أو حتى العربى، والخط الجديد، لينا في قبرص، الى هيفتح لينا خط أنتاج بأوربا، وعاوز جوده عاليه زى الموصفات، وكمان أسم الصقر مطروح لنيل جايزه كبيره في مجال الدهانات والبويات، فمش عاوز أى تقصير من الناحيه الفنيه، سواء من الأجهزه، او حتى الصيانه الدوريه لها، وطبعا المهندس عامر هو الرئيس الفنى لشركة الصقر، وأى مصنع من المصانع التابعه للمجموعه، هيظهر فيه مشكله عليه الأتصال بالمهندس عامر وأخباره بالمشكله، ووقت حلها.

قال عاصم هذا وأشار ل عامر الذي يجلس على يمينه بالتحدث.
تحدث عامر يقول: أنا متابع مع كل الرؤساء الفنين الموجودين هنا في الأجتماع، وأى مصنع يظهر عنده مشكله فنيه حتى لو صغيره، لازم يعطينى خبر بكده، فورا.

رد أحد الخبراء الفنين الموجودين: في مشكله يا أفندم في مصنع أسيوط، أنا المدير الفنى للمصنع، وسبق وقولت ل عاطف بيه عليها، المصنع بيشتغل ورديتن، الورديه بتوصل أوقات كتير لاكتر من تمن ساعات، وده غلط عالمكن لأنه مش بيلحق يريح، وأوقات بيسخن، وفي في منتجات التصنيع مواد ممكن تشتعل بسهوله زى التنر وده غلط.

نظر عاصم ل عامر ليتحدث: أنا بنفسى هاجى أسيوط الفتره الجايه، وهشرف على المكن في المصنع ده بالذات، ولو في أى مصنع تانى عنده مشكله ياريت يتفضل يقول
تحدث مدير خلف أخر يوضحون المشاكل الخاصه، وامكانيات المصانع الفنيه، أستمر الأجتماع لأكثر من ثلاث ساعات متواصله.
نهض عاصم واقفا وخلفه البقيه اللذين خرحوا وتركوا عاصم وعامر معا
نظر عاصم لوجه عامر المتهجم قليلا يقول: مالك قالب وشك كده ليه؟

رد عامر: ولا حاجه، ومش قالب وشى بس يمكن علشان مش متعود عالسهر كتير.
رد عاصم: مش ده السبب أنا لاحظت تجنب سولافه ليك أمبارح في كتب الكتاب، بس أنت غلطت من البدايه وأتسرعت، وأتهمتها.

نظر عامر لعمران قائلا: وأنت وسمره أيه النظام، البت سمره عينها أمبارح منزلتش من عليك، مفكر أنى مأخدتش بالى لما قولت الصبح انها كانت شكلها عيانه، أنك أتغيرت، عاصم سمره معذوره، يمكن غلطت لما سابت البيت بالشكل ده، بس أكيد في سبب مقنع، ليه ما...

قبل أن يكمل عامر حديثه، دخلت السكرتيره الى غرفة الاجتماع قائله: مستر عاصم، مدير المصنع الرئيسى أتصل مرتين وقالى أنه بيحاول يتواصل معاك عالموبايل بس برن ومفيش رد من سيادتك
تحدث: عاصم: أه انا كنت عامله صامت وقت الاجتماع وهفتحه دلوقتي شكرا ليكى
خرجت السكرتيره، فتح عاصم هاتفه يطلب المدير، الذي رد على عاصم سريعا
يخبره بوجود سمره.

يقول: مستر عاصم، مدام سمره زوجة حضرتك هنا في المصنع من الصبح، وبتقول أنها هتمسك أدارة المصنع، و،؟
لم يكمل المدير، بقية حديثه حين تكلم عاصم قائلا بأنزعاج: بتقول أيه؟ وهي لسه عندك في المصنع؟، طيب أنا مسافة السكه هكون عندك.
أغلق عاصم الهاتف، وتوجه للمغادره، لكن أوقفه عامر قائلا: مين الى في المصنع، وأيه الى حصل؟

رد عاصم وهو يتجه الى الباب يغادر الغرفه: سمره في المصنع الرئيسى وبتقول للمدير انها هي الى هتمسك أدارته، مش عارف هي عاوزه توصل لأيه؟
ضحك عامر يقول بمزح: هي مفكره أنه مصنع عصافير، روح روح لها، واضح العصفوره مفكره أنها هتتحول ل صقر.
تبسم عامر بعد خروج عاصم، متنهدا، فسمره تحاول اللعب بعاصم، متحدثا: سمره عاوزه توصلك يا عاصم.

كم سعد قلب عامر بذالك، يتمنى أن يعود الأثنان مره أخرى معا، ولكن شعر بغصه في قلبه
حين تذكر ما حدث صباحا
فلاش باك.
أمام تلك ال يلا الفخمه بأحد الكمباوندات الراقيه، توقف عامر بسيارته الذي بها كل من وجيده وحمدى.

لكن سرعان ما خرجت لهم سولافه مبتسمه لكن حين وقعت عيناها على عامر الذي نزل من السياره ينتظرها، أنهت بسمتها، وأبعدت نظرها عنه عمدا، وتوجهت الى الخلف وصعدت الى السياره جوار وجيده وخالها بالخلف، صعد هو الآخر على المقود، وسار بالسياره
لكن كان نظره منصب على سولافه، يتابعها من مرآة السياره الجانيه وحديثها مع والدايه برحابه وتبسم لكن حين كانت تقع نظرها على عامر بالمرآه تتجنب النظر أليه.
لكن فجأه رن هاتفها.

ردت سولافه على من يتصل عليها
وقد كانت زميله لها.
تحدثت سولافه لها بعد الترحيب بتفاجؤ
بتقولى أيه أخد درجات العملى على السكشن ده بالذات طب ليه يعنى أنا أعمل أيه دلوقتى، مبقالى مده بحضر السكاشن، والسكشن الوحيد الى محضروش يحط دراجات العملى، هو مستقصدنى ولا أيه؟، طيب أنا راجعه أسيوط النهارده وبكره هكون في الجامعه، وهشوف حل، يلا سلام.
أغلقت سولافه الهاتف تنفخ متضايقه
تحدث عامر: في أيه، بتنفخى ليه؟

ردت سولافه بحده: مالكش دعوه بحاجه خاصه بيا.
نظر عامر لها بغيظ
تداركت وجيده الحديث قائله: زميلتك قالتلك أيه ضايقك كده
ردت سولافه: أبدا يا طنط، دا معيد عندنا في الجامعه وحابب يعمل لنفسه شخصيه، وكذا مره كده أتواقفت قصاده، فأنتهز غيابى وكان في سكشن أمبارح وحط درجات العملى عليه.
تحدث عامر: يعنى هو مستقصدك؟
ردت سولافه: معرفش بس أكيد لأ.
رد عامر: مش بتقولى أتواقفتى قصاده، عملتى أيه؟

ردت سولافه: كنت دخلت المحاضره متأخر بعده وهو حذرنى، وكذا مره أتكررت، بس انا كنت بدخل معاه مش بعده، بس هو يظهر عنده عقده نفسيه.
رد عامر: أنا هاجى أسيوط قريب وممكن...
قبل أن يكمل حديثه، قالت سولافه: شكرا مش محتاجه مساعده، أنا أقدر أحل مشاكلى، كويس خلاص وصلنا المطار.

نظر عامر لها في المرآه بغيظ، كان سيتحدث لكن سبقته، وجيده قائله بتلطيف، من حدة نظرات عامر، وسولافه لبعضهم: العربيه مكيفه، والجو فيه نسمة برد النهارده خلاص داخلين الشتا، إلبس الجاكيت يا عامر قبل ما تنزل من العربيه.
توقفت السياره بالمكان المخصص للسيارات بالمطار.

نزل حمدى وخلفه وجيده، ومن الباب الآخر نزلت سولافه، كان آخر من نزل من السياره هو عامر، دخل الجميع الى داخل المطار، لأنهاء ألاجرات الازمه، ثم دخل حمدى وجيده الى قاعة الأنتظار
بينما سحب عامر يد سولافه، قائلا: عاوزك في كلمتين.
توقفت سولافه معه
تحدث عامر: سولافه، أنا لتانى مره بعتذر منك صدقنى أنا أتسرعت، وغلطت.

ردت سولافه: أنا الى أتسرعت وغلطت، عارف كلمتك ليا كانت صح، أنا فعلا جاسوسه، وجاسوسه على مين، على مامتى واخويا، الى المفروض هما أقرب أتنين ليا، كنت بنقلك الى كنت بسمعه منهم، معرفش ليه السبب، يمكن لأنى عندى علم بنواياهم الخبيثه، لانى كنت عارفه، سمره بتحب عاصم، يمكن ماقالتش ده مباشر، بس كنت بشوف نظرة عينها لعاصم، أزاى بتبقى مضايقه، وزعلانه، ومجرد ظهوره قدامها، بيتبدل حالها، بس حتى ده منفعش وأهو سمره، وعاصم الإتنين، بعدوا عن بعض، عيون سمره أمبارح الى مبعدتش عن عاصم، كانت كفيله تأكد، له قد أيه هي بتعشقه، بس هو أتعامل ولا كأنها هنا، حتى معرضش يوصلها معاه، أنا مش سمره يا عامر، وهجرى وراء سرابك، كل شويه تشك فيا، الشك لما بيدخل العقل بيتنحى، وكمان أفنان.

رد عامر: والله مافى بينى وبين أفنان أى شئ من الى في دماغك، ليه مش عاوزه تصدقى.
ردت سولافه: أهو شوفت الشك كده، هتبقى أقل غلطه بينا ممكن نوصل بعدها للنهايه، يبقى من البدايه مالوش لازمه القصه أصلا، أحنا بعاد عن بعض، وده الأفضل لينا أحنا الاتنين، يا أبن خالى.
قالت سولافه هذا، وتوجهت الى دخول قاعة الأنتظار وجلست جوار وجيده، التي تبسمت لها بغصه، ووضعت يدها على كتفها، كأنها تعرف شعور قلب سولافه،.

بينما ظل عامر واقفا لدقائق حتى توجهوا الى صعود الطائره، يتنهد بشعور الفقد.
عاد عامر من شروده وتذكر أفنان، آن الوقت معرفة، سبب معرفتها بطارق.
قبل حوالى ساعه ونصف
بالمصنع
ذهبت سمره لغرفة المدير، وحاولت التحدث معه بحده وجديه: فين الطلبات الى طلبتها منك؟

رد المدير: متأسف يا أفندم مقدرش أنفذ طلبك قبل ما مستر عاصم يوافق الأول أنا أتصلت على مكتبه بالشركه وهو دلوقتي في أجتماع ولما هيخلص أكيد السكرتيره هتقوله، و هيتصل هو.
مثلت سمره الجديه والحزم قائله: تمام على ما مستر عاصم يتصل عليك أتفضل معايا نلف بالمصنع عاوزه أشوف العمال، و سير العمل ماشى أزاى ولا دى كمان لازم تاخد الأذن من مستر عاصم؟
رد المدير بحرج: لأ يا أفندم أتفضلى معايا.

تبسمت وهي تسير خلفه تتنقل بين أروقة المصنع، تعود بعض ذكريات لطفولتها هنا، سارت يوما جوار والداها وعاصم ببعض هذه الأروقه، لكن تلاشى كل شىء مع الزمن.

تعاملت بود، وترحيب مع العاملين اللذين تعرفوا عليها، ومنهم قدامى عرفوها من الماضى، كان الترحيب متبادل من العاملين أيضا، شعروا معها بألفه، والود، مدحوا لها بتعامل ذالك المدير، وأيضا عاصم، وتمنوا لها السعاده معه، رغم شعورها بغصه بقلبها لكن كانت تبتسم لهم، برحابه.

أثناء تنقلها مع المدير سمعت رنين هاتفه، الذي تجنب منها، ورد عليه سريعا، عرفت أنه يحدث عاصم، زاد خفقان قلبها، وتبسمت، وهي تضع يدها على بطنها لكن نفس شعور الغثيان، بدأ، يعاود، لتقاومه قليلا.
عاد المدير يقف أمامها قائلا: مستر عاصم جاى بنفسه لهنا.
زادت الخفقات، وقالت بهدوء مصطنع: يشرف، ثم قالت له أنا هرجع المكتب لحد ما يوصل.

قالت هذا وذهبت الى داخل المكتب، وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها السريعه، ولكن شعور الغثيان أزداد لم تعد قادره على الصمود، دخلت الى الحمام المرفق بالمكتب
بعد ثوانى وقفت تغسل يدها وفمها بالماء، ثم فتحت تلك العلبه الدوائيه، نظرت لها قائله: أخر حبايه، أنا مش عارفه القئ ده هيخلص أمتى، لازم أسأل الدكتوره، هتصل على ماما ناديه، تاخد ليا ميعاد عندها النهارده، فتحت سمره هاتفها وقامت بالأتصال على.

ناديه التي ردت عليها مرحبه: بنتى الحلوه عامله أيه هي وحفيدتى الغاليه، بقالى يومين مشوفتكيش؟
ردت سمره: والله بنتك حفيدتك تعباها قوى مش عارفه، أيه مشكلة القئ عندى الى مش هتخلص دى بقى، ومتصله عليكى علشان كده، تاخدلى ميعاد من الدكتوره الليله بعد الساعه سبعه كده، علشان الزياره الهامه، وأكون عرفت من عمتى عقيله عاوزه أيه من زيارتها الكريمه.

ردت ناديه: دلوقتى هتصل على الدكتوره أحجز ميعاد، وعقيله متوقعه سبب زيارتها، أكيد موضوعك مع عاصم، ولازم هتبخ سمها، ربنا يستر من لسانها، والله أنا عمرى في حياتى من أول مره شوفتها مرتحتش لها أبدا، معرفش ليه، وبحس أنها بتبادلنى نفس الشعور.
ضحكت سمره: والله عمتى عقيله، نفس الشعور عند الكل، يلا ربنا يسهل بزيارتها.

تبسمت ناديه قائله: هحجز عند الدكتوره دلوقتى، وهبعتلك رساله بالميعاد، هحاول يكون من سبعه لتمانيه كده، وبعدها هنرجع سوا، وتنامى في حضنى تحكيلى.
ردت سمره: أكيد يلا أشوفك المسا.
أغلقت سمره الهاتف، وأعادته لحقيبتها، ونظرت للمرآه، ثم وضعت يدها على بطنها قائله: بنوتى الحلوه، الى تعبانى، خفى عليا شويه، هنشوف بابى دلوقتى، مش عاوزاكى تتعبينى قدامه.

بينما بنفس الوقت فتح عاصم باب مكتبه بالمصنع متهجما، لم يجد به أحدا، خرج سريعا وتوجه الى غرفة نائب المدير، ودخل دون أذن
يقول له: فين مدام سمره؟
وقف المدير: مدام سمره في مكتب حضرتك زى ما قولتلك عالتليفون.
رد عاصم: أنا روحت للمكتب كان فاضى.
رد المدير: حضرتك أنا متأكد أنها في المكتب دخلاه قدامى من دقايق.
تعجب عاصم قائلا: تمام هروح أشوفها تانى.

عاد عاصم للمكتب ووقف قريب من باب المكتب، ينظر بالداخل لم يجد أخد كان سيخرج مره أخرى لغرفة المدير للسؤال مره أخرى عنها، لكن فتح باب الحمام المرفق بالمكتب.
وخرجت سمره تمسك بيديها منديلا معطرا
دخل عاصم وأغلق خلفه الباب.
بينما سمره، أشتمت عطر عاصم، لا تعرف لما تشعر بنعشه حين تشم عطره.
تبسمت بخفاء فيبدوا من ملامح وجهه التجهم.
نظر عاصم لها قائلا: بتعملى أيه هنا يا سمره في المصنع؟

ردت سمره بمراوغه: هكون بعمل أيه أنا الى هدير المصنع بنفسى.
نظر عاصم لها بتحذير يقول: سمره بلاش تستفزينى، أنتى تعرفى أيه عن الأداره، علشان تديرى مصنع بالحجم ده.؟!
ردت سمره ببساطه: هي الأداره معضله، سهل أتعلمها بسرعه عادى، وكمان ناسى أنى خريجة معهد سيكرتاريه.

زم عاصم شفاه يحاول الهدوء معها قائلا: وهو معهد السكرتاريه الى مع سيادتك، ده هيخليكى تديرى مصنع كامل، بشئون العمال الى فيه غير الأداره الفنيه، سمره فوقى وبلاش أستفزاز، وبعدين أنا مش عرضت عليك بيع المصنع بيعه، وتمنه حطيه في أى بنك وعيشى من ريعه، أو أعملى مشروع صغير تفهمى فيه، زى تربية العصافير كده.

ردت سمره بأستفزاز: تصدق فكرتنى بعصافيرى، أما اتصل على طنط وجيده تطمنى عليهم، دول وحشونى قوى، ياريت كان عمى جابهم معاه، بس ملحوقه، هقول لعامر، أو عمران، لو سافروا قنا قريب يبقوا يجبوهملى معاهم، أخرجت سمره هاتفها من الحقيبه وقبل أن تفتحه، خطفه عاصم من يدها قائلا بعصبيه: سمره كفايه أستفزاز، إدارة المصنع ده أنسيها خالص، متدخليش في شغلى.

ردت سمره بتحدى: أولا مش هنسى أدارة المصنع ده، انا ليا نصه ومحدش يقدر يمنعنى أنى أديره غير عمى، لانه هو صاحب النص التانى، وأنت عارف عمى حمدى، أكيد مش هيمانع.
رد عاصم: بس أنا همانع، لأن أدارة المصانع كلها تحت أيدى انا مش عمك، سمره هاتى متمن يتمن المصنع، وهدفعلك ضعف تمنه.
وضعت سمره يدها على ذقنها بتفكير قائله: أها هتدفعلى ضعف تمن نص المصنع، من ميراثى الى نقلته بأسمك، يعنى من دقنه وأفتله.

رغم ضيق عاصم لكن تبسم على كلمة سمره
لكن أكملت سمره: عرضك مرفوض يا مستر عاصم، أنا مش هبيع نصيبى في المصنع أبدا، ده الشئ الى بابا سابه ليا، ولو عمى حب يبيع نصيبه أنا ممكن أشتريه منه، وأحتفظ بالمصنع كله.
نظر عاصم لها قائلا بسخريه: وهتجيبى حق نص المصنع التانى منين بقى؟
ردت سمره: طارق هيساعدنى ويشترى جزء، والباقى ممكن أخد قرض من أى بنك بضمان نصيبى في المصنع.

أغتاظ عاصم كعادته حين ذكر أسم طارق، وقال غاضبا: سمره، متخلنيش أعمل شئ نندم عليه أحنا الأتنين، كفايه أستفزاز، أنتى متفهميش في الأداره، و،؟
رن هاتف عاصم
نظر للشاشه وعلم من يرن عليه، وكان سيغلق دون، رد لكن بالخطأ ضغط على رد
حاول الهدوء قائلا: أهلا زهراء
تحدثت زهراءبحرج قائله: أهلا مستر عاصم، بصراحه أنا متصله عليك لأمر، مهم.

رد عاصم وهو ينظر الى وجه سمره التي تغيرت ملامحها الى ملامح، أستفسار، ثم أدار ظهره لسمره
وتحدث مع زهراء: خير أيه الأمر المهم ده؟
ردت زهراء: بخصوص اللقاء التلفزيونى الى كان هيتسجل النهارده، بصراحه بلغتنى المذيعه حالا أعتذارها، عن التسجيل.
تعجب عاصم قائلا: قصدك أيه بأعتذارها، هي مش عارفه أنا مين؟

تدراكت زهراء قائله: حضرتك انا مكملتش كلامى، هي بلغتنى أن في القناه، هيعملوا اللقاء عالهوا مباشر، مش هيكون مسجل، لانها أول حلقه في الموسم الجديد للبرنامج، وكمان حضرتك ضيف مش عادى، وانك نموذج ناحج لرجال الأعمال الشباب، فهيبقى اللقاء عالهوا وهيبقى بعد أسبوع، المذيعه طلبت منى معرفة ردك، قبل القناه، ما تبدأ تنزل البرومو الخاص بالحلقه.

رد عاصم بتفكير: بس اللقاء المسجل أفضل ليا، لأنى أقدر أتحكم في الى هيتذاع، بعد ما أشوف نسخة المونتاج، أنما لقاء الهوا صعب التحكم فيه.
ردت زهراء: ممكن يا مستر عاصم نتفق مع المذيعه والأعداد على أسئله معينه، او موضوع معين، ميتكلموش فيه، وأن الأسئله تبقى، بحياديه حسب ما تحب.
رد عاصم: أوكيه تمام أنا موافق عاللقاء، وهبقى أتصل عليكى مره تانيه نتفق عالأسئله والمواضيع الى مش حابب أتكلم عنها، سلام.

أغلق عاصم الهاتف، وأستدار مره أخرى لسمره، التي يظهر الفضول على وجهها، لكن عاصم طنش ذالك قائلا: هطلبلك تاكسي يوصلك، او اى عربيه تابعه للشركه توصلك، وفكرى في عرضى يا سمره، هشترى منك نص المصنع بضعف تمنه.
أقتربت سمره من عاصم قائله: مش هبيع نصيبى يا عاصم، وكمان مش هوافق عالطلاق الودى بينا.
كظم عاصم غيظه وهو ينظر لعيناها، قائلا: سمره كفايه تحدى، وخلينا ننهى الى بينا بهدوء، ونحافظ على أخر حاجه بتجمعنا.

ردت سمره بأستفسار: وأيه هي أخر حاجه بتجمعنا بقى؟
رد عاصم: أننا نفضل ولاد عم وبس، أنا عرفت أن طارق كان بايت عندك أمبارح في ال يلا.
ردت سمره: وفيها طارق يبقى أبن خالتى وكان بيزورنى وملقنيش في الفيلا وفضل يستنانى لحد مرجعت، ولما رجعت كان الوقت متأخر، وبعدين عرفت منين، أنت بتراقبنى؟!
ضحك عاصم بسخريه: أرقبك ليه أنتى متهمنيش أصلا، عامر هو الى قالى أنه شاف عربية طارق عندك في الفيلا، فتوقعت أنه بات عندك.

رغم حزن سمره من قول عاصم أنها لاتهمه لكن لعبت على غيرة عاصم قائله: أه عامر كان سألنى، بس أنا الى طلبت من طارق يبات في الفيلا، لأنى الوقت كان اتأخر وخوفت عليه من الطريق.
أغتاظ عاصم بشده، فقام بضرب المكتب بيده، ليجرح حرف المكتب ظهر كف عاصم وتنزف دما.
رجف قلب سمره، وأقتربت من عاصم وأمسكت يده، برجفه قائله: عاصم أيدك بتنزف.

سحب عاصم يده من يد سمره بعنف قائلا: الى يشوف تعبير وشك، يفكر أنى مهم عندك، وبتخافى عليا.
ردت سمره: أنت فعلا مهم عندى يا عاصم، وأكتر أنسان أنا بخاف عليه، صدق أو لأ، خلينى أشوف أيدك، بتنزف ليه.
أبتعد عاصم عن سمره، وجذب أحد المناديل من علبة المناديل الموضوعه على المكتب، ولفها حول مكان النزف قائلا: سمره كفايه، احنا خلاص قصتنا خلصت.

ردت سمره: لأ ياعاصم قصتنا لسه مخلصتش، أنا لازم أمشى دلوقتى، علشان مواعده عمتى عقيله هتزورنى في الفيلا، الساعه أربعه، ولازم أكون في أستقبالها، وهبدأ أشتغل هنا في المصنع من بكره، وخلى نايب المدير ده يتعامل معايا على أنى شريكه في المصنع.
رغم ضيق عاصم قال: أكيد يمكن يكون معاها عاطف كمان، ما أنتى بتحبى تجمعى المحبين حواليكى، سواء طارق، وعاطف كمان محب.

كادت سمره أن تصرخ بوجه عاصم قائله، أن طارق أخيها، وعاطف تبغضه، وأن من يسكن قلبها وعقلها هو، لكن منعها نظرة غرور عاصم.
بمكتب طارق.
دخلت تلك المرأه
نهض طارق من على مكتبه يمد يده لها بالسلام مرحبا
الى أن جلست تلك المرأه وتحدثت قائله: أنت أكيد متعرفنيش، أنا فاتن النديم
رد طارق: تشرفت بسيادتك، وأكيد عندى لمحه عنك بصراحه، عندى واحده قريبتى ليها في الموضه، وقالت لى على أسمك، وأعتقد انك لبنانيه، لو مش ناسى.

ردت السيده: لأ مصريه بس زوجى هو الى كان لبنانى الأصل، وكويس انك طلعت عندك معلومه ولو بسيطه عنى
هدخل في الموضوع مباشر، بصراحه كده، أنا قررت أصفى كل أعمالى في لبنان، وهشتغل هنا في مصر، وكنت محتاجه لمحامى، علشان يخلصلى بعض الاجراءات المهمه، وصديق ليا دلنى عليك.
رد طارق: أكيد انا تحت أمرك، بس ياترى من صديق سيادتك؟

ردت فاتن: مش مهم تعرفه، المهم ان عندى ثقه أنك تقدر تفيدنى، أنا عندى دلوقتى لقاء تلفزيونى، ومش لازم أتاخر عليه، بس أكيد هنتقابل تانى، أنا حبيت أول تعاون بينا يكون لقاء مباشر.
نهضت فاتن، ولكن كادت أن تقع، لتجلس مره أخرى، نهض طارق من مكانه وذهب اليها قائلا: حضرتك كويسه؟ تحبى أطلبلك دكتور؟
تبسمت فاتن قائله: لأ متشكره، بس أنا عندى السكر ويمكن دوخت بس بقيت كويسه.

مد طارق يده لها، تبسمت فاتن ووضعت يدها بيد طارق، ووقفت متبسمه، وشكرته، وأخرجت من حقيبتها دعوه قائله
أنا عامله ديفليه عرض أزياء أخر الاسبوع، لواحد من تلاميذى والعرض هنا في مصر، ودى دعوه خاصه ليك تقدر تحضر بها ومعاك أى حد حد غيرك، أتمنى منك الحضور
أماء طارق لها رأسه قائلا: رغم انى ماليش في الازياء والموضه لكن عندى أتنين لهم أهتمام بالموضه، وأكيد هحضر معاهم.
تبسمت فاتن
ثم غادرت المكتب.

تنهد طارق، لما لديه شعور مريب أتجاه تلك المرأه النحيله للغايه، ويبدوا على وجهها الأجهاد الشديد، لكن تخفيه خلف مساحيق التجميل الصارخه على وجهها و عطرها المميز، كأنه يعرفه، سابقا، لكن كان لمن؟
بشقه فخمه
دخل ذالك الضرير الى غرفة الأستقبال قائلا
لافندرا
تبسمت قائله: عرفتنى منين يا زاهى؟
رد زاهى: من عطرك يا فاتن النديم، ولا أقول.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة