قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والثلاثون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والثلاثون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والثلاثون

تركت سليمه، الشنطه، وجميع الملفات أرضا، ووقفت، تمسك ذالك الملف، بيدها، تنظر الى عمران، أعادت ما قالته قائله: فهمنى يا عمران، أيه المكتوب، في الأقرار، ده، أيه معنى، نقل قلب، سلمى، لك!
ترك عمران ما كان يمسكه هو الأخر، ووسب واقفا، يقترب، منها، ينظر، لعيناها، التي بدأت تتجمع الدموع بها.

أقترب أكثر، ووضع يديه على كتفى، سليمه قائلا: سليمه، أنا كنت هقولك، على القصه، بس صدقيني، الظروف الأخيره الى حصلت هي الى منعتنى، سرد لها عمران قصة نقل قلب سلمى، له، قبل أثنى عشر عام.
نزلت دموع سليمه دون أن تشعر بها: قائله يعنى قلب سلمى، هو الى خلاك عايش لحد دلوقتي.
صمت عمران يهز رأسه بموافقه
زادت دموع سليمه في الهطول من عيناها.
توجع عمران حين راى دموعها من تدعى، دائما القوه أمامه ها هي تبكى، وبحرقه.

اقترب منها وكاد أن يحتضنها
لكن
اوقفته بيدها قائله بأمر: خليك بعيد عنى.
تحدث عمران بعذاب: سليمه، أنا كان ممكن ما،.

قاطعته سليمه قائله: الى عرفته كان المفروض يقربنا، اكتر من بعض، بس انا مش هقدر صدقنى صعب، تحس أن أقرب انسان لك في الحياه، هو نفسه، سلب حياة اقرب انسانه ليا، علشان هو يعيش، علشان كده سلمى جاتلى في الحلم يوم كتب كتابنا، وشاورت على قلبها، قالت سليمه هذا ثم توقفت لثوانى، ثم قالت: سلمى مكنتش ماتت، هي قالتلى كده، في الحلم، سلمى كان ممكن تعيش، بس أنت كنت السبب، في موتها.

قالت سليمه هذا، وغادرت المكان سريعا.
تركته مذهول يشعر بالضياع، لاول مره، يتعذب بذنب لم يقترفه، ولم يكن يريده
ولو عاد الزمن، لكان رفض ما حدث، وبشده.
كما أنه مذهول من قول سليمه، أن سلمى كانت مازالت حيه، حين نقلوا قلبها له، بالتأكيد هذا كذب، عليه أثبات ذالك ل سليمه، غادر خلفها، كى يوضح لها، ما عرفه من رفعت والدها.
نزل الى جراچ الشركه، وركب سيارته ليلحقها كانت عيناه تركز على الطريق.

بينما سليمه تحت الامطار الغزيره سارت تبكى عيناها كغزارة تلك الأمطار، كانت أمامها صورة سلمى، فرحتها بأرتداء زى العيد، وصورتها فى
أحلامها كانت تأتى دائما تشير الى قلبها، هم نزعوا منها قلبها، نزعوا منها الحياه، ومن أجل حياة من؟
عمران!
.
سار عمران بالطريق يبحث بعيناه عنها، الى أن وجدها، تجلس على مقاعد أنتظار جوار الطريق، تحت الأمطار
نزل من سيارته، وأتجه إليها، تحدث حين أقترب منها قائلا: سليمه.

رفعت رأسها، ونظرت أليه، لا تعرف أى شعور تشعر به الآن، أهو، أتهام أم كره
عادت تخفض وجهها
أقترب عمران أكثر وجلس على ساقيه أمامها، قائلا بتوسل: سليمه خلينى أوصلك للبيت الجو مطره، شديده.
ردت سليمه: كانت بتحب المطر، وكانت بتمشى تحته وماما، لما كانت تمرض، كانت تلومنى، وتقولى، ليه، بتسيبها تمشى تحت المطره.

فهم عمران أنها تتحدث عن سلمى، فأخفض وجهه ثم رفعه، ونظر اليها، قائلا: قومى معايا يا سليمه، الجو برد، وكمان مطره، هتاخدى، برد.

نظرت سليمه له ساخره تقول: كنت بقول نفس الجمله لسلمى، لما كانت تمشى في المطر، يظهر الجمله فضلت في قلبها الى أتنقلك، دلوقتي حسيت له كنت بنجذب ليك من غير ما أحس، قلب سلمى، هو الى جذبنى ليك، وكمان قلبها الى جواك، هو الى جذبك ليا، قلب الأخوه التوأم، الى كانوا بيحسوا ببعض، الى بينا مش حب يا عمران، ده تجاذب قلوب الأخوه.
تعجب عمران من قولها، و قال لها: يعنى أيه تجاذب قلوب الإخوه مش فاهم، معناه!

ردت سليمه ببكاء: يعنى الى بنحسه أتجاه بعض مش حب ولد وبنت، ده حب أخوه، قلب سلمى هو الى دخل لك شعور أنك بتحبنى، ومع الوقت الحب كان هينطفى، لأنه مكنش هيزيد عن حب أخوه.
تعجب عمران قائلا: مش هرد عليكي يا سليمه، لأن حاسس بألمك كويس مش علشان جوايا قلب سلمى، أختك، لأن ده قلبى أنا الى حبك، ومش حب أخوه، زى ما بتقولى، والأيام هتثبتلك، ودلوقتي بترجاكى تقومى معايا، من تحت المطر، خلينى أوصلك.

قال عمران هذا، ومد يديه يجذب سليمه لتنهض معه.
نهضت سليمه، تسير تشعر بخواء، الى أن وصلت الى السياره، فتح لها عمران الباب، صعدت الى السياره، وتوجه هو الى المقود، نظر الى سليمه، وجدها ترتجف، أقترب عمران وقام بالمجئ بجاكيت أخر جاف كان بالسياره، ووضعه على كتفيها، وقام بتعلية تكييف السياره.
وسار بسرعه لحد ما سريعه، بين الحين والأخر يرمق سليمه بنظرات، آسى، وهي مازالت تبكى، وترتجف، شارده.

الى أن وصل الى البنايه التي تقطن بها سليمه، أوقف السياره، ونزل منها، بينما سليمه لم تنزل من السياره، ظلت بها
أتجه عمران، الى الجهه الأخرى وفتح باب السياره، وجذب سليمه برفق، التي نزلت تسير الى جواره شاردة العقل، صعد بها عمران، وقف أمام باب الشقه، وقام برن جرس الباب.
بعد دقيقه، فتح الباب رفعت، أنصدم من منظر سليمه، التي تسيل دموعها، أيقن دون شك أن سليمه عرفت ذالك السر.

تحدث رفعت بخوف، وهو يمسك يد سليمه البارده، قائلا: تعالى أدخلى بسرعه غيرى هدومك المبلوله دى، وأنا هعملك شوربه تدفيكى، بدل ما تاخدى، برد.

رمت سليمه نفسها بحضن والداها تبكى، ترى سلمى أمامها تنازع، وهم يسرقون منها قلبها، كلما ترى النزيف يزداد، تزداد دموعها، وأرتعاشها بين يدى، رفعت، الذي يربت بيديه على ظهرها، لكن فجأه تراخى جسدها، وكادت تسقط، لكن تلقفها عمران بين يديه، وحملها، ووجهه رفعت الى غرفة سليمه، وأشار له على فراشها، فوضعها
أتى رفعت بزجاجة عطر، كى، يفوقها، لكنها ترتجف، ولا تستجيب له.

نظر له عمران قائلا: خلينا ناخدها، ونروح بها أى مستشفى.
رد رفعت: سليمه، بتكره المستشفيات، ولو فاقت، ولاقت نفسها، في مستشفى حالتها هتسوء أكتر، أنا هطلب لها دكتور، بس هي المفروض تغير هدومها المبلوله دى، ممكن أنادى لأى ست من الجيران تساعدنا، بس هقولها أيه؟
تحدث عمران: ممكن تطلب من الدكتور يجيب ممرضه معاه وهي تغير لها هدومها.

رد رفعت: بس الدكتور على ما يوصل ومعاه الممرضه فيها وقت، صمت رفعت قليلا ثم نظر لعمران وفكر، ثم قال له غيرلها أنت هدومها.
نظر عمران، ل رفعت مذهول، وصمت، وقبل أن يرفض تحدث رفعت قائلا: سليمه، مراتك على سنة الله ورسوله، ومش محرمه عليك، هجيبلك لها غيار، على ما أطلع أتصل عالدكتور تكون غيرت لها هدومها المبلوله دى.
وضع رفعت أمام عمران، مجموعة ملابس قائلا: هطلع أطلب الدكتور.

وقف عمران ينظر لغلق رفعت الباب خلفه، ثم ظل لدقيقه مرتبكا، ماذا يفعل، بهذا الموقف، الذي وضع، فيه، هي حقا كما قال رفعت زوجته، بسنة الله، ورسوله، لكن لم يتخيل أن يوضع بمثل هذا الموقف، أبدا.

تنهد ثم أقترب من سليمه، بدأ بنزع ملابسها المبتله، جزء خلف أخر، ثم ألبسها الملابس الجافه الذي أتى بها، رفعت، يكاد يقسم أن عيناه لم تقع على شئ من جسدها، ثم أراح جسدها على الفراش، ودثرها، بالغطاء الثقيل، ووقف ينظر، لوجهها، الذي يزداد، أحمرارا، وضع يده على جبهتها، شعر، ببعض الحراره، فتنهد، بآلم.
بعد دقائق سمع طرق على باب الغرفه، فقال: أدخل.

دخل رفعت، ورأى ملابس سليمه المبتله على الأرض، وهي تنام بالفراش، مغطاه، تحدث قائلا: الدكتور، دقايق، وجاى، سليمه أكيد عرفت، بسر سلمى، وده السبب في حالتها، دى.
نكس عمران رأسه، يهزها، بموافقه، ثم سرد له ما حدث، ثم قال: أنا كنت قررت أقولها، بس كل ما أجى أصارحها كانت بتجى حاجه، تمنعنى، لحد الليله، ومن وقت ما عرفت، حاسس، بالضياع، قال عمران هذا، وسرد له رد فعل سليمه منذ أن علمت.

تنهد رفعت بآسى قائلا: كنت متوقع رد فعل سليمه، يكون، قوى، بس مش بالشكل ده، ربنا، يستر، بس سليمه قويه، وهتقدر تعدى الصدمه، دى.
نظر اليه عمران يقول بتمنى: ياريت.
فى ذالك الأثناء
رن جرس الباب، قال رفعت: ده أكيد الدكتور هروح أفتحله.
بعد ثوانى كان يدخل رفعت خلفه، الطبيب
وقف الطبيب يعاين، سليمه، ومعه عمران فقط بالغرفه، بعد خروح، رفعت.
أنتهى الطبيب من معاينة، سليمه، وخرج من الغرفه، خلفه، عمران.

تحدث الطبيب قائلا: متقلقوش واضح أنه دور برد شديد شويه، في أوله، أنا أديتها حقنة مضاد حيوى، هتنيمها، وكتبت شوية أدويه، وفي من ضمنهم خافض حراره، وعالصبح هتفوق لحدا ما كويسه وتمشى عالعلاج ده ويومين هتكون كويسه.

بقنا بعد وقت
صعد عاصم الى شقته
هز عاصم رأسه بقلة حيله
وهو يرى سنيه تحايل سمره لتتناول الطعام، وهي ترفض، دون رد عليها، لتعيد سنيه محايلتها كالأطفال قائله: ست سمره، لازم تاكلى، حتى علشان الروح الى في بطنك.
ردت سمره بغضب: قولتلك قبل كده، متقوليش ليا ست سمره دى تانى، بحس أنى، عندى ميت سنه، ومش هاكل، وشيلى الأكل ده من قدامى.

تنهدت سنيه قائله: خلاص، يا سمره كلى، أنت من ساعة الست ناديه، وما سافرت للقاهره، أمبارح، وأنتى، مش بتاكلى كويس، وده، غلط، على أبنك الى في بطنك
ردت سمره قائله، بتعسف: قولتلك مش هاكل يعنى مش هاكل، وخدى الأكل ده من وشى، وكمان أنا في بطنى، بنت، بنت.
تنهدت سنيه بقلة حيله
دخل عاصم الى الغرفه، وأشار برأسه ل سنيه أن تترك الطعام وتغادر الغرفه
تبسمت سنيه له وهي تخرج من الغرفه.

نظر عاصم للطعام ثم لسمره، قائلا: مش راضيه تاكلى ليه؟
لم ترد سمره عليه.
أعاد عاصم قوله: لوالأكل ده مش مزاجك، قولى ل سنيه تعملك الى على مزاجك.
لم ترد سمره أيضا
تنهد عاصم بسأم وجلس الى جوار سمره على الفراش قائلا: سمره الى بتعمليه مش صح علشانك، ولا الجنين الى بطنك، الجنين هياخد أحتياجه من جسمك
ثم تبسم وقال بخبث: هيتغذى من عضمك وسنانك
وأنتى الى هتتعبى بعدها وتعجزى بدرى.

ردت سمره: أنا أساسا حاسه أنى عجوزه وأنى عندى ميت سنه مش جديده عليا ودلوقتي خد الأكل ده من قدامى انا مش هاكل وعاوزه أنام.
تنهد عاصم وهو يقف قائلا: طب تصبحى على خير أنا هنزل أنام.
نظرت له قائله: هتنزل تنام فين؟
رد عليها ببساطه: هنزل أنام تحت في أوضتى.
تحدثت سمره: وأنا هنام هنا في الشقه لوحدي، زى ليلة أمبارح أنت عارف أنى بخاف.
تنهد يقول: سيبى النور مولع وهبعتلك سنيه تجى تنام هنا معاكى في الشقه.

ردت بغضب: دا سنيه بتخاف أكتر منى
أنا هنزل أنام تحت أنا كمان
قالت هذا وأزاحت الغطاء ونزلت من على الفراش
وأتجهت الى الدولاب وأخرجت مئزرا وأرتدته فوق منامتها وأيضا طرحه لفتها حول شعرها بعشوائيه
وسارت أمامه دون تحدث
بينما هو يسير خلفها يزفر أنفاسه بسبب عنادها
خرجت من الشقه ونزلت بعض درجات ثم وقفت قليلا تميل تمسك بطنها
أنخض عاصم ووقف جوارها يمسكها قائلا
سمره مالك حاسه بأيه أطلبلك الدكتور.

مال يحملها قائلا بعصبيه: قولتلك قلة أكلك وعنادك هيأثروا عليكى.
لفت يديها حول عنقه قائله: وأنا فارقه معاك ولا حاسس بيا
نظر عاصم لعيناها الدامعه دون مقدمات أحنى رأسه يقبلها برقه
شعرت سمره بقبولاته الملتهفه تبسمت بداخلها هو مازال يريدها
لكن قطعت اللحظه حين سمعا نحنحه.
ترك عاصم شفاه سمره ونظر أمامه
أما سمره خجلت أن تنظر لمن يتنحنح وأخبئت وجهها بصدر عاصم.

تحدثت وجيده، بغلظه: واقفين بالمنظر ده عالسلم مش مكسوفين، عندكم شقه تداريكم، لازمته أيه الى بيحصل عالسلم ده.
تبسم عاصم يقول: أنا كنت نازل، أنام تحت في أوضتى، وسمره، أصرت هي كمان تنزل تنام تحت، ومقدرتش تنزل السلم، زى ما أنتى شايفه، شلتها.

تبسمت وجيده، قائله: مقدرتش تنزل السلم، أنما قدرت تسيبك، تبوسها عالسلم، بلاش قلة أدب، وأرجعوا لشقتكم، وأحمدوا، ربنا أن انا الى شوفتكم، المره دى كمان، دى مش أول مره أشوفكم بالمنظر المخل ده، أنا كنت جايه أطمن على سمره قبل ما أنام، بس واضح أنها بقت كويسه، بعد سنيه ما قالت أنها مش راضيه تاكل، يلا تصبحوا على خير.
تبسم عاصم يقول: وأنتى من أهله يا ماما.

نظر عاصم لسمره التي تدفس، وجهها بصدره، وقال باسما، خلاص، أرفعى وشك، ماما نزلت.
رفعت سمره، وجهها المنصهر، من صدر عاصم، ونظرت له بخجل.
تبسم عاصم على خجلها، وقال: تحبى أنزلك، لتحت، ولا ترجعى، للشقه، تانى.
ردت سمره: براحتك، بس، بقول نرجع للشقه تانى، أحسن.

تبسم عاصم، وهو يعود بسمره للشقه، مره، أخرى، وأدخل سمره، الى غرفة النوم، ووضعها، بالفراش، نظر لعيناها عن قرب، ثم الى شفاها، للحظه، ضعف، وقام بتقبيلها، لكن شعر، بأناملها على عنقه، ففاق، من سكرة العشق، وتذكر، ذالك العهد الذي قطعه على نفسه، ونهض من جوارها على الفراش، قائلا: هنزل أنادى سنيه تجى تبات معاكى، هنا في الشقه.
قال هذا وتوجه الى باب الغرفه.

شعرت سمره بتغير عاصم، وقبل أن يغادر الغرفه قالت بدلال: أنا جعانه.
عاد عاصم نظره لها قائلا: صنية الأكل جنبك عالسرير.
نظرت سمره لصنيه الطعام، بأشمئزاز قائله: بس أنا ماليش نفس للأكل ده أنا عاوزه أكل تانى.
رد عاصم: قولى عاوزه تاكلى أيه وأنا أخلى سنيه، أو أى حد من الشغالين يعمله ليكى.
ردت سمره: بس الأكل الى انا مش عاوزاه مش في البيت.
رد عاصم: ليه عاوزه تاكلى أيه؟

ردت سمره: عاوزه سندوتشات فول وطعميه ومعاها...
قاطعها عاصم متعجبا يقول: سندوتشات أيه؟
فول وطعميه، الساعه حداشر ونص بالليل.
ردت سمره بتذمر كالأطفال: والله نفسى رايحه لهم، ومش هاكل غير، سندوتشات، وتكون من مطعم فول وطعميه، مش معموله هنا في البيت.
تحدث عاصم: كمان.
ردت سمره: مش أنا الى عاوزه، ده أبنك الى في بطنى هو الى عاوز.

تحدث عاصم: أبنى عاوز ياكل سندوتشات فول وطعميه، نفسه هفته عليهم الساعه حداشر ونص، بالليل، وفي ليالى الشتا، أقولك يا سمره، كلى الأكل ده دلوقتي، والصبح أوعدك، أخليهم يجبولك، سندوتشات فول، وطعميه من المطعم.!
تذمرت سمره قائله بعناد: لأ مش هاكل، يا تجبلى السندوتشات يا هنام جعانه، أنا وأبنى.
رفع عاصم يديه يتخلل شعره بأصابعه، وهو ينظر، لعناد سمره، فأخرج هاتفه، وقام ببحث على الهاتف، عن أقرب مطعم، سندوتشات.

الى أن وجد مطعما، فقام بالأتصال عليه الى أن رد عليه المطعم: تحدث عاصم لمن رد عليه قائلا: لو سمحت خليك معايا، ثم أعطى الهاتف لسمره قائلا: أتفضلى أطلبى الى عاوزاه.
تبسمت سمره وهي تأخذ الهاتف من عاصم، وقامت بتملية من يرد عليها، بما تريد الى أن أنتهت، ونظرت لعاصم تعطيه الهاتف، قائله: أتفضل مليه العنوان.

تعجب عاصم مما طلبت سمره، وأخذ منها الهاتف، قائلا، بصوت منخفض، يعنى، طلبتى، ده كله، ووقف معاكى العنوان.
تبسمت سمره
قام عاصم بتملية عنوان البيت للمطعم، ثم أغلق الهاتف، ينظر لسمره قائلا: قال قبل ساعه هيكون الطلب هنا في البيت.
ثم وضع الهاتف، على طاوله جوار الفراش، ونظر، لسمره الباسمه، وتبسم هو أيضا بخفاء.
قبل من ساعه.

رن هاتف عاصم، فقام بالرد عليه، قائلا: بأختصار، أيوا أنا الى طلبت الطلب ده من المطعم هاته منه، وحاسبه، ودخله لسنيه، وقولها تجيبه لعندى في الشقه.
أغلق الهاتف، ونظر لسمره قائلا: طلبك وصل، كلها، دقايق، وسنيه تجيبه لهنا، بس، أياك وقتها متغيريش، رأيك، وتقولى مش هاكل.
ردت سمره بفرحه: لأ هاكل متخافش
تبسم عاصم، وسمع رنين جرس الشقه، فذهب وفتح
دخلت سنيه الى الغرفه، وهي تضع تلك الأكياس على صنيه.

تحدث عاصم لها: حطى الصنيه، دى وخدى الصنيه التانيه.
فعلت سنيه ما أمرها عاصم به، وغادرت الغرفه.
قرب عاصم تلك الصنيه من سمره قائلا: أتفضلى طلبك.
تبسمت سمره، وهي تجلس مستعده، لتتناول السندوتشات، وقامت بفتح الأكياس، واخراج سندوتش، وقبل أن تأكل قالت لعاصم، وأنت مش هتاكل معايا.

كان عاصم، سيرفض، لكن خشي، لو رفض، الأكل معها، قد تغضب، ولا تأكل، فقال: لأ هاكل معاكى، قال هذا، وجلس على الفراش، ومد يده، يأخذ من السندوتشات، فتحدثت سمره بتحذير، قائله: متاكلش من سندوتشات الطعميه، أنت عارف أنى مش بحب سندوتشات الفول.
زفر عاصم نفسه قائلا: طب طالما مش بتحبى سندوتشات الفول، طلبتيها، ليه، كنتى طلبتى الأوردر كله، سندوتشات، طعميه، بس.

ردت سمره: أنا طلبتها علشانك، وزى ما بتحب، من غير، طحينه، بزيت بس.
بدأت سمره في تناول الطعام، وشاركها عاصم، الى أن قالت: خلاص شبعت، أنا آكلت كتير، قوى.
تبسم عاصم، وهو يمسح، شفاه سمره، بأحد المناديل، قائلا: طالما كنتى جعانه قوى كده، ليه، مطلبتيش، من بدرى الاكل ده، وكانوا هيجبوه ليكى، بلاش تجوعى نفسك، وعالعموم، صحه، وهنا.
تبسمت سمره قائله: كنت عاوزه أكل معاك.
تبسم عاصم ووقف قائلا: هطلع الصنيه للمطبخ.

بعد دقيقه عاد عاصم، يحمل كوبا من الماء، وأقترب من أحد الإدراج، وأتى، ببعض الأدويه قائلا: أتفضلى خدى علاجك بقى، الدكتوره قالت الآكل والعلاج، علشان صحتك و صحة الولد.
وضعت سمره يدها على بطنها قائله: بنت، ومتأكده، والمره الجايه في الكشف، الدكتوره، هتأكد أحساسى.
تبسم عاصم، قائلا: بنت أو ولد المهم تهتمى، بصحتك علشانكم أنتم الأتنين.
تناولت سمره الدواء من يد عاصم وأخذته، وشربت الماء، ثم تثائبت.

تبسم عاصم يقول: المفروض تنامى بقى.
تثائبت سمره مره أخرى، وهي تتستطح بجسدها على الفراش.
ذهب عاصم الى زر النور لأطفائه، لكن سمره قالت برجاء: خليك جنبى، في الأوضه متطفيش النور، لحد ما أنام.
رد عاصم: مش هطفى النور لحد ما تنامى، وبلاش الخوف ده يا سمره، أمال كنتى عايشه في يلا عمى، لوحدك أنتى والداده أزاى.

أدمعت عين سمره، دون رد، فماذا ترد عليه، أنها، كانت تنام والنور شاعل، وأحيانا كثيره كانت تشعر بالخوف، وتنام، وهي تفتح عيناها كالأسماك.
نظر عاصم، لسمره، رآف قلبه بها، وذهب الى الناحيه الأخرى من الفراش، وتمدد، جوار سمره، لكن لم يقترب منها، قائلا: نامى يا سمره أنا هنا معاكى، متخافيش.
تبسمت سمره، وهي تنظر له ثم أغمضت عيناها، وذهبت للنوم سريعا.

بينما، عاصم ظل ينظر لها لوقت، ليسرقه النوم هو الآخر، بعد قليل.
بدأ أشراق جديد
بشقة رفعت.

دخل رفعت الى غرفة سليمه، وهو يحمل بين يديه، صنيه، موضوع عليها كأسان، من اللبن الدافئ، وجوارهم بعض الطعام، ووضعه على طاوله صغيره، بالغرفه، قائلا: خلينا نفطر، أنا، وأنت سوا، وأشرب اللبن دافى، يدفيك، أنت فضلت مده، كبيره هدومك، مبلوله، لحد ما غيرتها، ببيجامتى، الى، صغيره مش على مقاسك، بس أهى على ما هدومك نشفت، أنا حطيتها، في الغساله لحد ما نشفت، وكويتها، علشان، متبقاش، رطبه، أفطر، وأرجع ألبسها تانى.

نهض عمران من على ذالك المقعد القريب من رأس، سليمه النائمه، وقف يحرك رقابته ويديه، وساقه، ثم ذهب الى تلك الطاوله، وجلس جوار، رفعت.

تحدث رفعت قائلا: أنا بشكرك، أنك فضلت هنا طول الليل أنت الى أهتميت بسليمه، أنا كان أختيارى صح من أول مره شوفتك فيها، في قنا، أتمنيت، تكون من نصيب، سليمه، شوفت، في عنيك، نظره مختلفه ليها، نظره حنان، هي محتاجاه، صحيح أنا، حاولت أعوض سليمه، حنان مامتها، وأختها، بس، في حته، دايما، كانت ناقصه، أنت الى هتكملها، سليمه بنتى، وأنا أكتر، واحد عارفها كويس، عمرها ما كانت هتوافق، على جوازك منها لو مش جواها، أحساس كبير ناحيتك، بالأمان، ومره تانيه بشكر، سهرك جنبها.

تنهد عمران، يقول: أنا بعترف يمكن لاول مره
أنى من أول ما شوفت سليمه، كنت حاسس، في شئ خفى بيجذبنى، ليها، مكنتش أعرف أيه هو، كنت بحب نقارها، معايا، وبحب أعصبها، وببقى مستمتع، بردها الحاد، عليا، لما عزمتنى هنا أول مره وشوفت صورة سليمه، مع سلمى، أنا، أتلخبطت، هقولك على سر تانى، سلمى، كانت بتجيلى، كتير في الأحلام، مكنتش أعرف السبب، أنا من يوم ما.

عملت العمليه، وخفيت بعدها، فضلت في نفس الميعاد لازم أحلم بالبنت دى، ومكنتش أعرف السبب، أنا كل الى عرفته، بعد العمليه، أن كان في بنت توفت وأهلها، وافقوا عالتبرع بقلبها، هي مين، مفكرتش اعرف، او حتى أدور، لأن الأمر أنتهى عندى، بس كنت بشوف بنت في أحلامى، على فترات متباعده، حتى شوفتها يوم سليمه، ما جت للشركه أول مره، شوفتها أتنين، مشاعرى أتجاه سليمه، كانت بتتغير، مع الوقت، عمرى ما حسيت أنها مشاعر أخوه، أنا بحب سيلمه، وهي الأنسانه الوحيده الى أتمنى أكمل بقية حياتى معاها.

تبسم رفعت قائلا: يبقى مش لازم تستسلم، وحارب، سليمه، نفسها، وخليها تعترف، أن الى بينكم، عمره ما كان مشاعر أخوه، ده عشق.
بأثناء حديث عمران ورفعت، تحدثت، او بالأصح همست سليمه قائله سلمى.
نظر عمران ورفعت لها الأثنان، نهض عمران، وأقترب من سليمه، وجد وجهها متعرق قليلا، بتلقائيه، وضع يده على جبهتها، وجد حرارتها، عادت ترتفع، بتلقائيه، فتح ذالك الاصق، ووضعه على جبهتها.

بينما هي تهزى، بسلمى كانت، سلمى تشاركها الأحلام، تجرى، بين الزهور والأشجار، الرائعه، وتختبئ، من سليمه خلفها، لكن فجأه اختفت سلمى، وقفت سليمه تنادى عليها، الى أن بح صوتها، سارت يمينا، ويسار، تبحث عنها، لكن، لا رد ولا تجدها، أقتربت من أحد الأشجار، ورأت طرف فستان سلمى، تبسمت، ونادت عليها، وذهبت خلف الشجره، لكن، لم تكن سلمى، التي تقف خلف الشجره، تلجمت، وهي ترى عمران، يبتسم لها يفتح ذراعيه، عادت خطوات للخلف، لكن أصطدمت، بشجره أخرى، وكادت تقع، لكن يد مسكتها، كانت، يد، وجيده، التي تبسمت لها قائله: كل واحد بيرحل، بيسيب له في الدنيا مكان لغيره، يشغله، بلاش تخلى الماضى يتحكم في مستقبلك، مستقبلك قدامك ليه، عاوزه، تضيعيه، فوقى، يا سليمه، خدى، وقتك، وهتعرفى تتأقلمى، مع الأمر، وأنا جنبك، وقت ما تحتاجينى، هتلاقينى.

فتحت سليمه عيناها، للحظات ثم أغلقتها، ورأت عمران، يقف أمامها، بيده، شئ ينظر، له، لم يلاحظ انها فتحت عيناها، ورأته.
بينما عمران نظر، لذالك الترموميتر، الذي بيده قائلا: غريبه، الحراره، كانت أرتفعت، ونزلت مره تانيه بسرعه.
بقنا
أستيقظت سمره.

وجدت عاصم مازال نائما الى جوارها، تنهدت بمحبه، وأقتربت، منه كثيرانظرت لوجهه، هي أشتاقت، أن تصحو، وتجد عاصم لجوارها، بتلقائيه قربت جسدها منه، وقامت بوضع رأسها على صدره، تشعر بدقات قلبه، قبلت قلبه، وعادت تنام على صدره، لكن حين شعرت أنه بدأ، يستيقظ، أغمضت عيناها، سريعا، وأدعت النوم.
بدا عاصم في الأستيقاظ، شعر بشئ على صدره، فنظر
فوجئ، برأس سمره فوق صدره.

تعجب، كيف ظل نائما الى جوارها، طوال الليل، كيف سحبه النوم دون شعور، منه، وكيف أتت سمره، ونامت على صدره دون أن يشعر، ظل يتأمل وجهها، بعشق، مد يده، يبعد شعرها المشعث عن وجهها، وسار، بأنامله على وجنتها، ينظر لها بأشتياق، لكن تذكر ذالك العهد المقيت، فحاول، أن يبعد سمره عنه، لكن، أدعت سمره الصحيان، ونظرت الى وجهه باسمه، تقول: صباح الخير.
بسمة سمره بنظره، أجمل بسمه
رد عاصم: صباح النور، نمتى كويس.

تنهدت سمره، وهي تضم نفسها، أكثر لعاصم تتشبث به قائله: فعلا من اول ما صحيت من الغيبوبه، ده أول يوم أنام كويس.
طريقه سمره في الحديث مع عاصم، تجعله يضعف، أمامها، قام بتقبيلها، قبله هادئه،
لكن رنين هاتفه، جعله يبتعد عن شفاها، ويبعدها عنه، وينهض، للرد على الهاتف، نظر الى الشاشه، وقام بالرد على الهاتف، الى أنهى حديثه، مع المتصل.
نظرت له سمره قائله: أنت مسافر القاهره النهارده.

رد عاصم: أيوا، في شغل كتير متعطل، وكمان، عمران الفتره الأخيره، هو الى كان شايل الشغل كله، ومحتاح، توقيعى على بعض الملفات.
ردت سمره: طب، وأنا.
تحدث عاصم: أنتى أيه.
ردت سمره: هفضل هنا، ولا هاجى معاك للقاهره.
رد عاصم: سمره، أنتى حالتك الصحيه، دلوقتي مش حمل سفر، طويل، هتفضلى، هنا، شويه، لحد ما الدكتوره تأذن ليكى، بالسفر.

ردت سمره: بس فرح طارق، كمان عشر أيام، وماما، ناديه سافرت علشان، تساعد أفنان، وكمان تنقل حاجات من شقتها، لل يلا الجديده، الى أشتراها، طارق، وأنا لازم أحضر الفرح.
رد عاصم: براحتك يا سمره، بس الدكتوره أخر، زياره ليها، قالت، بلاش سفر بالطياره، وأنا هسافر، بالطياره، وأكيد قبل الفرح هتكون صحتك أتحسنت، وتقدرى تتحملى، سفر طويل.

شعرت سمره، كأن عاصم يريد، الأبتعاد عنها، رغم وجوده، بالأيام الماضيه، جوارها، لكن كان بعيد، كأن وجوده جوارها، فرض، يؤديه، عاصم مازال، لديه نفس النوايا القديمه، ويسعى، كما قال لها سابقا، للطلاق، قريبا.
بعد مرور أسبوع
بقنا
صباحا
أرتدت سمره ملابسها، وخرجت من الغرفه، وذهبت الى تلك السياره التي تقف بالحديقه.

تحدث لها عمها، قائلا: أنا أمرت السواق، يسوق، بالراحه، وكمان، هيكون، في عربية حراسه، أى وقت تحسى بتعب، عالطريق خليهم، يوقفوا العربيه، كان نفسى أنا أو وجيده، نكون معاكى، بس أنتى عارفه الظروف، عقيله، مهما كان أختى، ووده أبنها، ميصحش، يبقى، مافتش على موته أربعين يوم، وأروح علشان أحضر فرح.

تحدثت، سمره: أطمن يا عمى، أنا بقيت كويسه الحمدلله، والدكتوره، طمنتنا أنا ومرات عمى، وقالت السفر، بالعربيه، مالوش تأثير، عالحمل طالما، الى هيسوق، بالراحه مش بسرعه.
تبسم حمدى يقول: هبقى معاكى على اتصال طول الوقت، ومش هطمن غير، لما توصلى ال يلا عند عاصم.

تبسمت سمره له بغبطه، وأتجهت الى السياره، وصعدت، لتغادر، وتذهب الى القاهره، وهي تتشوق، لرؤية عاصم، بعد مرور، أسبوع على سفره، كانت تمنى نفسها طوال الطريق، أن تجد عاصم في أنتظارها، حين وصولها الى القاهره.
مساء
فتح رفعت لعمران باب الشقه، ورحب به
تبسم عمران يقول: أنا جاى علشان أطمن على سليمه، أنا بقالى أسبوع تقريبا، بطمن عليها من حضرتك، بالتلفون.

تحدث، رفعت، يقول: لسه حالة سليمه زى ما هى، قافله، على نفسها، الأوضه معظم الوقت، حتى أكلها قليل، وأهملت رسالة الماجستير، الى المفروض تناقشها بعد أسبوع، مش عارف هتفضل معاها الحاله، دى لحد أمتى، هي في أوضتها أدخل لها.
دخل عمران الى غرفة سليمه
أشعل ضوء الغرفه
وجدها تجلس تضم ساقيها الى صدرها، وتدفس بينهم وجهها.
تحدث قائلا: سليمه.
رفعت سليمه وجهها، ونظرت الى عمران
تآلم عمران حين رأى عيناها منتفخه، وحمراء.

أقترب عمران من الفراش، قائلا: سليمه أنا.
ردت سليمه قبله: أنت أيه يا عمران جاى لهنا ليه، السرير الى أنا عليه ده يبقى سرير، سلمى، سلمى الى قلبها، جواك، جاى تقولى، أيه لسه؟

رد عمران: سليمه، يمكن قلب سلمى هو الى جوايا، بس الى بحسه أتجاهك عمره ما كان أخوه، أو مشاعر، ممكن مع الوقت تنتهى، سليمه، قلب سلمى، وأحساسك بيه أنتهى لما ماتت، وأنا يمكن عايش بقلب سلمى، بس مش بأحساسها، بمشاعرى أنا وأحساسى أنا، ومن أول ما شوفتك، مكنتش مشاعرى، أخوه، أنا كنت بشوفك فتاة أحلامى الى رسمتها، وأتمنتها، كنت بحب أناكفك، وأبقى مستمتع، بردك عليا، كنت معجب بنديتك، ليا، كنت بتحكم في مشاعرى الى بتجرفنى ليكى، غصب عنى، يوم المطعم، لما كنتى مع فارس، وشوفت أرتباكك، حسيت برعشة أيدك لما مسكتها، بسمتك وقتها كانت، حياه تانيه بتبدى، قولت هي دى الأشاره الى كنت مستنيها.

قال عمران هذا
وأخرج من جيبه، شئ وأمسك يد سليمه، ووضعه بيدها قائلا: ده مشرط طبى، خدى شقى جسمى، وخدى قلب سلمى، مش القلب الى جوايا ده هو السبب في فراقنا أنا مش عاوزه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة