قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث والثلاثون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث والثلاثون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث والثلاثون

دخل عاصم الى ال يلا، كانت صامته، صعد الى أعلى وقف أمام غرفته، يأخذ نفسه، بشده، ثم دخل الى الغرفه، لم يشعل الضوء، كان هنالك نور خافت، يبدوا أن سمره، تركته، أقترب من الفراش، وتأمل سمره النائمه، هو تعمد الرجوع الى ال يلا متأخرا، قد تكون سمره، قد نامت، وها هو بالفعل وجد سمره، نائمه، أقترب أكثر من الفراش، وتأمل ملامحها التي أشتاقها، ظل كذالك لدقائق، يشبع عيناه من رؤيتها، ثم خرج مره أخرى من الغرفه، وأتجه الى مكتبه، بال يلا، دخل، وجلس على المكتب، وضع رأسه بين كفيه، يذكر.

قبل وقت
فلاش، باك
بمكتب عاصم، بالشركه.
كان يجلس مع أحد العملاء لديه، يتناقش معه حول، بعض الأعمال، لكن كان فكره مشغول بسمره، يخشى أن يصيبها، مكروه وهي بالطريق.
رن هاتفه
نظر للشاشه، رد سريعا ليسمع الأخر، يقول، له
مدام سمره وصلت ال يلا، يا مستر عاصم، وهي كويسه، زى ما حضرتك أمرتنا، نسوق بالراحه وأن المدام، لو تعبت، ندخل بها لأقرب، مستشفى، ونتصل بحضرتك, والحمد لله محستش بتعب معانا عالطريق.

رد عاصم براحه، قائلا: تمام، شكرا
أغلق عاصم الهاتف، وشعر براحه، وسرح قليلا
الى أن تحدث من معه بنحنحه قائلا: مستر عاصم حضرتك، مقولتليش الرد على عرضى.
تحدث عاصم قائلا: تمام، أنا هفكر في عرضك، وأدرسه، وهبقى أرد عليك.
وقف العميل، ومد يده يصافحه قائلا: تمام هنتظر، ردك، وأتمنى يكون بينا تعاون، في المستقبل
صافح عاصم العميل: قائلا: أنشاء الله.

خرج العميل، وظل عاصم وحده، بالمكتب، عاد يجلس على مكتبه، أخرج من جيبه، ذالك السلسال، سلسال العصفوره، وظل ينظر، له، يشعر بشوق، لسمره، لكن عليه التحكم بنفسه، يتذكر، يوم سفره وتركه، لها بقنا.
أعطى لها هاتفا يقول لها: أنا جيبتلك تليفون، جديد، وحديث، ومتطور، علشان تقدرى تكلمى أى حد براحتك.
مدت سمره يدها، وأخذت منه الهاتف قائله: وياترى أقدر أكلمك أنت كمان براحتى.

رد عاصم بتوتر: أكيد، لو أحتاجتى منى، حاجه كلمينى.
نظرت له سمره قائله: يعنى مكلمكش الا لو كنت محتاجه منك حاجه، غير كده، ممنوع.
رد عاصم: مش قصدى، يا سمره قصدى انك تقدرى تكلمينى، وقت ما تحبى، ما تنسيش أنى عندى مشاغل، و...
قاطعته سمره قائله: وأيه يا عاصم، بس متشكره عالتليفون.

نظر عاصم لعين سمره، بها، دموع تتجمع، أغمض عيناه، كى لا يرق لها، ثم ذهب بأتجاه الدولاب، وأخرج من أحد الأدراج علبه من القطيفه صغيره، وأتجه الى سمره قائلا: أتفضلى، .
أخذت سمره منه تلك العلبه، وفتحتها قائله: دى دبلة جوازنا، ومعاها، التوينز، وخاتم، فين السلسله.
أستغرق عاصم قائلا: سلسة أيه؟
ردت سمره: سلسلة العصفوره، الى لبيستهالى، تانى يوم جوازنا.
رد عاصم: معرفش، في المستشفى أدونى دول بس، يمكن، وقعت منك.

حزنت سمره صامته، تتنهد بضيق، ووضعت، تلك الدبله بأصباعها، قائله: السلسله كانت غاليه، عندى، بس، مش مهم، أهم حاجه الدبله، ما هي كانت من الشبكه، الى أنت جبتهالى.
تحدث عاصم قائلا: لو عاوزه أجيبلك سلسله تانيه، زيها.
ردت سمره: لأ مش عاوزه، السلسله دى كانت غاليه عندى، كانت أول هديه عطيتها ليا، بعد جوازنا.
شعر عاصم، بحزن، سمر، قائلا: يمكن السلسله وقعت منك بدون ما تحسى أهم حاجه صحتك، وصحة البيبى.

وضعت سمره يدها على بطنها قائله: فعلا أهم حاجه صحة البيبى، ده أهم حاجه في حياتى، وأغلى هديه.
عاد عاصم ينظر للسلسله، بين يديه، فكر، لما أخذها، ولم يعطيها، لسمره مع باقى أشيائها، هو أراد الأحتفاظ بها، لتذكره، دائما بأسعد أيام عاشها مع سمره والتي كانت قصيره، كأنها حلم، مر سريعا، نهض واقفا، للحظه، قرر، أن يعود لل يلا، لرؤياها، لكن عاد عقله يتحكم به.
بينما بنفس الوقت بال يلا
دخلت سمره.

لتجد أمرأه، في منتصف العمر تستقبلها، بأبتسامه قائله: أهلا مدام سمره وحمدلله على سلامتك، أنا
كوثر، مديرة الفيلا، وفي خدمتك، مسترعاصم
قالى، أكون في أستقبالك، و أساعدك، في أى حاجه، تحتاجيها.
تبسمت سمره بغصه قائله: أهلا بيكى، متشكره لأستقبالك ليا، بس أنا مجهده، من السفر، ومحتاجه أرتاح، ياريت توصلينى، لأوضة مستر، عاصم.
تبسمت كوثر قائله: أسفه، أنى وقفتك، بس كنت بعرفك عليا، أتفضلى معايا.

تبسمت سمره، وسارت جوار كوثر، الى أن وصلت الى الغرفه.
تحدثت كوثر قائله: دى أوضة مستر عاصم، وده الدولاب، فيه أستاند كامل خاص، بحضرتك، فيه ملابسك، ومتعلقاتك، تحبى أأمرهم يحضرولك الحمام.
ردت سمره: لأ متشكره أنا محتاجه، أنام شويه، من أرهاق الطريق، هغير، هدومى، وأنام شويه.
تبسمت كوثر قائله: براحتك، هستأذن، أنا، وأى شى تحتاجيه، أنا تحت أمرك، عن أذنك.
أمائت سمره لكوثر، رأسها، بصمت.

خرجت كوثر، وتركت سمره، التي توجهت الى الفراش، وجلست عليه، تتنهد بغصه
وحدثت نفسها قائله: أيه يا سمره كنتى متوقعه تجى لهنا هتلاقى عاصم بيستقبلك، وياخدك، بالحضن، ويقولك وحشتيتى، ده مش هيحصل، متعشميش، نفسك، كتير، أذا كان طول الأسبوع مفتكرش يسأل عنك، ما صدق، أنه يسيبك، تحدث عقلها يقول: طالما، مش بيحبنى، ليه أنقذنى، ليه مسبنيش أموت، وأرتاح.

وضعت سمره يدها على بطنها، ونظرت إليها قائله: أكيد علشان أبنه، الى في بطنى، هو ده التفسير الوحيد، ماما ناديه قالتلى، أنها قالتله، أنى حامل، هو كان نفسه في بيبى، من أول جوازنا، بس كان ليه نفسه، في بيبى، منى طالما، ماليش أهميه عنده، علشان يربطني، بيه، مش أكتر، سمره فوقى بقى، عاصم عمره ما حبك، وجودك، من عدمه، مش مأثر، معاه، مجرد واجهه، أنه أتجوز بنت عمه اليتيمه، وكمان يقدر يسيطر على أملاكها، تحت أيده وده الى حصل بالفعل، تحويله معظم أملاكك بأسمه، خلاص يا سمره، لسه عندك أمل في أيه، كل شئ واضح، بقالك أسبوع حتى، مرنش على تليفونك، يعرف أذا كنتى عايشه، ولا ميته.

قالت سمره هذا، وتمددت على الفراش ليسحبها، النوم، بسبب أرهاق الطريق، لم تشعر بشئ.
عوده
عاد عاصم من تفكيره
حين سمع صوت من خلفه يقول: رجعت من تانى للتدخين مش كنت بطلته الأيام الى فاتت.
أستدار عاصم ينظر لمن يتحدث، وبحركه تلقائية، أطفىء السيجاره، بالمطفئه.
تبسم بتلقائيه، ثم قال: أيه الى صحاكى، دلوقتي، يا سمره.

لم تلاحظ سمره بسمة عاصم، وردت قائله: ليه هي الساعه كام، لسه مجتش أتناشر، أنا كنت متعوده أسهر، بالليل، أكلم، طارق، او ماما، ناديه، لما كان معايا، تليفون، ومخبياه، علشان محدش، يعرف بيه، وكمان الأيام الى فاتت، بالتليفون الى جيبته ليا، وشكلك نسيت تاخد رقمه، بس مردتش عليا، أيه الى رجعك للسجاير، مش كنت بطلتها.

تضايق عاصم من نبرة السخريه، الموجوده، بحديث، سمره، سواء عن تلميحها عن عدم أتصاله عليها الأيام الماضيه، او حتى عن حديثها، مع طارق، طارق الذي مازال يبغضه، رغم أنه عرف، أنه أخيها من الأم.
لكن رد قائلا: معرفش، ليه رجعت للتدخين يمكن تعود.

تبسمت سمره قائله: هو فعلا الأنسان مش بيقدر يتخلص من عاده أتعود عليها بسهوله، بس أنت كان سهل تبطل تدخين، بعد ما الدكتور منعها، عنك علشان جرح الرصاص، بس، أنت أستسهلت، عالعموم، أنا الى صحانى، ماما ناديه، رنت عليا، تطمن عليا، لانى وقت ما موصلت، يادوب كلمتها أنى وصلت، ومحتاجه ارتاح، شويه، وكمان تفكرنى، أنى أبقى أروح لها من الصبح، علشان عاملين حفلة حنه صغيره لأفنان.

تحدث عاصم قائلا: بس أنتى المفروض متجهديش نفسك، ناسيه أنك حامل.

ردت سمره: وأيه الاجهاد، في حضور حفلة حنه، أنا يدوب هحضر معاهم، مش أنا الى هحضرلها، ماما، ناديه، هي الى مسئوله، عنها، بتقول أن أفنان، مش مرات ابنها، دى بنتها، ومسؤله منها، وهي الى طلبتنى، عالتليفون وقالتلي، لازم أكون موجوده في الحنه، مش أخت العريس، وكمان طارق عرض عليا يجى ياخدنى من قنا بنفسه، بس أنا قولت له، لأ، هو عنده التزامات لازم يخلصها قبل فرحه، جيت لوحدى، ومعايا عربية حراسه تانيه، ولا بتاع الرئيس، بشكرك، على أهتمامك بيا المبالغ فيه، هطلع أكمل نوم تصبح على خير.

شعر عاصم بعتاب سمره المغلف، بين كلماتها، شعر بوجع بقلبه، لكن...
بينما سمره قالت له تصبح على خير يا عاصم، وأدارت، وجهها، لتغادر الغرفه
لكن قبل أن تخرج منها، جذبها عاصم من يدها، وأدخلها الى حضنه، يضمها، بين يديه، بقوه.
تعجبت سمره من فعلة عاصم، للحظه، ثم، لفت يديها حول ظهره تضمه هي الأخرى.
شعر عاصم بأنفاس سمره الدافئه على عنقه، تاه بين قلبه، وعقله.

تلك الأنفاس الذي يشعر بها هي سبب بعده عنها، حين أنقطعت أنفاسها، للحظات، أخذ ذالك العهد المقيت و المميت، لكن.
تذكر ذالك العهد، فك حصار يديه من حول سمره، ولكن ليس هذا السبب الوحيد
هنالك سبب آخر، وهو دخول عمران الى غرفة المكتب، لو لم يتحدث، قبل أن يدخل الى الغرفه، لما كان قاطعهم
أبتعدت سمره عن عاصم، تشعر بالحرج، من عمران.

الذى يشعر هو الأخر بالحرج، ولكن قال: أنا كنت مفكر عاصم في المكتب لوحده، كنت عاوزه في أمر خاص، بالشغل، لما شوفت النور والع قولت كويس، آسف، إزيك يا سمره حمد لله على سلامتك، فرحت لما شوفتك، تانى، وفرحت أكتر أنك جيتى لهنا في يلا الصقور، نورت.
تبسمت سمره بخجل قائله: شكرا، يا عمران، هستأذن أنا، شكلك عاوز عاصم في حاجه مهمه، هطلع أكمل نومى، تانى.

تبسم عمران يقول: أيه الحمل جايلك على نوم، شكل الولد هيطلع كسول.
تبسمت سمره قائله: مش يمكن بنت، وبكره تشوفوا، الدكتوره غلطانه.
تبسم عاصم كذالك عمران، الذي قال: بنت وسط الصقور
زيك كده، كنتى البنت الوحيده، وسطينا، لسه فاكر عامر، لما كان يضربك، وتشتكى منه لبابا، وبابا يعاقبه، بحرمانه، من المصروف، ويديه ليكى أنتى، بس انتى كان قلبك طيب، وبتدى لعامر، المصروف من وراء بابا.

ضحكت سمره، وتحدث عاصم يقول: كان ده بيحصل، وانا معرفش.
رد عمران: أنت كنت هنا في القاهره مطحون علشان ترجع تقوم المصنع تانى، يقف على رجليه، ويشتغل، بس عامر، كان بيعمل مقالب كتير، في سمره، ومع ذالك كانت، ساذجه، و بتصدقه، وترجع، تلعب معاه، وعلشان كده، طلع عليها، لقب العصفوره.

تبسمت سمره، وهي تنظر لعاصم، وتكلمت بأيحاء: فعلا أنا ساذجه، وبصدق أى حاجه حتى الى مش بيتقالى، بمشى، بأحساسى، وبصدقه، يلا هسيبكم مع بعض، تصبح على خير.
رد عمران: وأنتى من أهله يا سموره.
تبسمت له سمره، وغادرت الغرفه، وأغلقت خلفها الباب.
نظر عاصم لعمران قائلا: جاى منين دلوقتي.
زفر عمران قائلا: من عند سليمه.
رد عاصم قائلا: برضوا لسه، واخده نفس الموقف، أنا بستعجب، موقفها ده.
تنهد عمران يتذكر قبل قليل.

فلاشباك حين
قال لها، وهو يجلس على الفراش جوارها، وفتح أزرار قميصه، من على صدره ومسك يدها يضع ذالك المشرط ويقرب يدها من صدره قائلا: سليمه، ده مشرط طبى، نفس الى في يوم شق صدرى، وزرع القلب ده جوايا، خدى، شقى صدرى وطلعيه، يمكن نرتاح أحنا الأتنين
ارتعشت يد سليمه، وتركت المشرط ليقع على الفراش، من بين يديهم
أقترب عمران، وبلهفه، ضم رأس، سليمه لصدره.

بينما نزلت دموع سليمه، منها، على صدر عمران، شعر كأنها ألسنة لهب.
تحدثت سليمه قائله: صدقنى، يا عمران، صعب عليا، أرجوك، سيبنى، دلوقتى، أنا محتاجه، وقت علشان أقدر أفكر أتقبل، وأتأكد من مشاعرى، أنا حاسه، أنى، بين طواحين الهوا
نظر عمران، لوجه سليمه قائلا: مش هسيبك يا سليمه، هتلاقينى طول الوقت جنبك، قلوبنا أتربطت ببعض، ومش قلوب أخوه، على الاقل من أتجاهى، أنا قلبى عاشق، ومتأكد، قلبك، زيه.

عاد عمران من شروده
ينظر لعاصم قائلا: متأكد، سليمه مع الوقت هتتقبل، وتتأكد من حبى لها مش حب أخوه، وأنت يا عاصم، أمتى، هتعترف لسمره بحبك ليها، وتريح قلبها، وقلبك، أنا الى بستعجب موقفك مع سمره يا عاصم، أنت بتموت فيها، ومع، ذالك، مش عارف سبب، لبعدك عنها، الأول كنت بقول، غيره من طارق، بس خلاص كلنا عرفنا أن طارق أخو سمره من الأم، ليه مش عاوزها قريبه منك، أنا لاحظت، نبرة صوت ونظرات سمره لك الحزينه.

رد عاصم بتتويه: أنت غلطان، أنا بس خايف على صحتها، متنساش، أنها كانت مريضه، وكمان حامل، يعنى، مكنتش هتبقى قد السفر، من أسبوع، وأهى جت.
رد عمران: سمره جت بسبب زفاف، طارق، مش أنت الى قولت لها تجى، لو كنت عاوزها تجى، كنت هتروح تجيبها، بنفسك، مش تسيبها، تجى، مع الحراسه لوحدها، بس أنت حر، ليك عليا النصيحه، كفايه كده، أنا لو مش متأكد من مشاعرك، صدقنى، كنت أقنعت سمره بالطلاق.

أهتز قلب عاصم، يعيد عقله الكلمه مره أخرى.

طلاق لو كان يقدر على تلك الكلمه، لفعلها منذ وقت قبل أن يعرف أن سمره وطارق أخوه، ربما هددها بالكلمه كثيرا، لكن كان بداخله يريد أن تعود له ويسقيها عذاب قلبه حين قرأ تلك الرسائل على الهاتف بينها، وبين طارق، كان يريد أن يذيقها عذابه، مع كل كلمة حبيبى، قالتها لطارق، كانت كلمه عاديه تدل على مشاعر أخوه بريئه أيضا، والآن هو من يتذوق العذاب، أكثر، بعهد مقيت لكن لابد لهذا من نهايه.

تحدث عمران قائلا: روحت فين يا عاصم، بكلمك مش بترد
أنتبه عاصم قائلا: كنت بتقول أيه، بس، سرحت شويه.

أبتسم عمران يقول: كنت بقولك، أنا دققت كل ملفات مصنع أسيوط، واتفاقيات العملاء الى في منطقة المصنع ده، في كتير منها كانت، فيها شروط، تضرنا، وكلمت عامر، يحاول، يعدل مع العملاء دول، بعض الشروط، وهو قالى أنه بدأ، فعلا، يتفاوض معاهم، وفي منهم، تجاوبوا معاه، وفى، منهم، لسه بيحاورهم دول الى كان من مصلحتهم الاتفاق الى كان مع عاطف، عاطف، ده، يلا ميجوزش عليه غير الرحمه، مش عارف سبب، للحقد والغل الى كانوا في قلبه، المصنع ده، كتلة مشاكل، مش عارف كان بيديره أزاى وأنت كنت ساكت عليه.

رد عاصم: بابا هو الى كان بيرجعنى أخد معاه قرار حاسم، بسبب عمتك عقيله، بس كنت بعرف أسيطر، على بعض الأخطاء، زى الضرايب، هو كان بيقدم ميزانيات، أن أرباح المصنع، ده مبالغ فيها، و مع ذالك مكنتش الارباح بنفس النسبه، كنت ببلعها، وأسكت، لانه كان متفق مع محاسب هنا، قذر زيه، وبيسهل له النصب، في الميزانيات الحقيقيه، والى بتتقدم للضرايب، وكمان كان في موظف في الضرائب نفسها، بيسهله، اللعبه وكان فرق الميزانيات بيتحط في حساب خاص، لعاطف، بعد ما يراضى الإتنين.

تنهد عمران بيأس يقول: يلا أهو أخد أيه معاه من حقده، وعمتك، كمان، عامر بيقول، أنها بقت أوقات تخترف، في الكلام، وتقول أن عاطف، هيرجع من السفر، وأوقات تصرخ، وتنوح، والله صعبان عليا سولافه.
زفر عاصم، يود أن يصرخ، ويقول أن عاطف، هو السبب، في البعد بينه، وبين سمره، ليته يعود للحياه، يقتص منه، على أنه يوما فكر بأذيتها.
بعد مرور يومين
صباحا
بشركة الصقر
دخلت مديرة مكتب عمران له تحمل ورقه.

قائله: مستر عمران، الايميل ده مبعوت عالشركه، وهو من الآنسه سليمه الهادى، بتقدم أستقالتها فيه، من منصبها.
أخد عمران الورقه، ووضعها أمامه، قائلا: متشكر أتفضلى انتى
وضع عمران الاستقاله أمامه، وقام بالاتصال على هاتف سليمه، أكثر من مره، لم ترد عليه، فقام بالأتصال على والداها
الذى، رد عليه
بعد السلام بينهم
تحدث عمران قائلا: سليمه بعتت أستقالتها من منصبها، وبطلبها مش بترد عليا.

تنهدرفعت بانتهاء صبر قائلا: لا كده الموضوع زاد عن حده، انا لازم أدخل، أنا كنت بعيد وقولت، هي مع الوقت هترجع لطبيعتها، وتأيقن الى حصل كان قدر، مش مترتب، سلام أنت دلوقتي.
أغلق عمران الهاتف، ووضعه، أمامه على المكتب، ينظر، لتلك الأستقاله، دقيقه ثم قطعها، بأمل.
بينما بشقة، رفعت.

دخل الى سليمه، وجدها تجلس أمام حاسوبها، في البدايه أبتسم، واعتقد أنها عادت تعمل على رسالة الماجستير، لكن حين أقترب، ووضحت الصوره أمامه، ونظر بتمعن على الحاسوب، ماكان الأ صورا، ل سلمى، بمواقف حياتيه، سابقه، تغرغرت الدموع بعين رفعت قائلا: سلمى عمرها، كان خلص، ومحدش بيقدر يوصل عمر، صدقينى، لو كان العمر بيتوصل كنت وصلت عمرها، هي ومامتك، بس ده القدر، سلمى، كانت ماتت قبل ما تدى قلبها، لعمران، سلمى جهاز التنفس صفر قبل قلبها، ما يتنقل لعمران بأكتر من ست ساعات، كان جهاز الاكسجين، موضوع عليها، علشان يفضل القلب منتعش، لحد ما يجى عمران من قنا.

دارت سليمه، وجهها، ونظرت لوالدها بذهول، قائله: يعنى أنت كنت عارف، بكده، من زمان.
رد رفعت: أبقى كذاب، لو قولتلك، أه وكمان لو قولتلك لأ، فاكره لما قولتليى هشتغل في شركة الصقر، في البدايه، كنت معارض، بس مامتك جاتلى في الحلم، وقالتلى، سيبها، يا رفعت، سليمه، هتلاقى قلبها هناك.

تعجبت سليمه قائله: بابا أنت كنت عارف أن عمران عايش بقلب سلمى، وعلشان كده، أتصاحبت عليه بسرعه، حتى لما دعاك لفرح أخوه في قنا قبلت بسرعه.

رد رفعت: أنا مكنتش عارف أنتى هتشتغلى مع مين من ولاد شاهين، وأتفاجئت يوم زفاف عاصم، لما مدام وجيده، قالتلى أن عمران، هو الى أخد قلب، سلمى، وشافت نظرات عمران ليكى، وكمان نظراتك له، الى بتحاولى تخبيها، بس في قلوب، ربنا بيبقى عاطى ليها بصيره، أنا قولت لمدام وجيده، بلاش تأكد لعمران أنه هو عايش بقلب سلمى، وقولت لها سبيه يدور هو عالحقيقه، وده بعد ما عزمته، عندنا عالعشا كرد لعزومته لينا في قنا.

وعمران بحث بنفسه، ولما أتأكد جالى، وقالى، هو كمان مكنش يعرف أنى عارف، واتفاجئ، زيك كده، سليمه، عمران، غصب عنه أنجذب ليكى، وده مش بس علشان قلب سلمى، الى جواه، لأ علشان ربنا بيألف القلوب، مع بعضها، حكمه ألهيه، مفيش بشر يقدر يدخل فيها، لا انا ولا أنتى، ولا سلمى نفسها.
ردت سليمه: عمران أنجذب ليا، بقلب سلمى.

رد رفعت سريعا: لأ، أنجذب بقلبه هو سلمى خلاص، قلبها، وقف، قدامى، وماتت، لكن الى عايش قلب عمران، سليمه أنتى بتحبى عمران، ومش حب أخوه، لأ حب حقيقى، ولاول مره كمان بتحبى حد من قلبك.
ردت سليمه: مش صحيح يا بابا، سبق وحبيت فارس.
ضحك رفعت قائلا: لأ محبيتيش فارس، متأكد عمران هو الحب الحقيقي الى حسيتى بيه، في حياتك.
تعجبت سليمه قائله: غلطان يا بابا.
رد رفعت، : لا مش غلطان، وهقولك ليه.

فارس، لما غدر بيكى، أنتى متهزتيش، زى دلوقتي، ولا حسيتى بنفس الوجع مع أن عمران، متمسك بيكى، ومالوش سبب في عذاب قلبك.

فارس مكنش حب، كان تعود، أبن الجيران الى اتربيتوا، سوا، وكبرتوا، كانت أحلامكم في وقت زى بعض، بس هو لما أتغير، قلبك متأثرش، بس، زعلتى، أن أملك خاب فيه، وكمان سبب أرتباطكم الى مكملش كان هفوه، وهتنتهى، كان بسببى، علشان تفضلى قريبه منى، ومفيش أقرب من فارس، سليمه، فوقى، عمران متمسك بيكى، لأقصى درجه، بلاش تضيعي حبك له بوهم، عمران كلمنى، وقالى أنك بعتى أستقالتك عالايميل للشركه، بس الى بيربطك بعمران مش شغلك في الشركه، الى بيريطكم ببعض هو قلوب، ربنا آلفها من عنده.

عصرا
بأسيوط.
بشقة عقيله.
بغرفة سولافه.
دخلت تحمل صنيه، عليها بعضا من الطعام، وكوبان من العصير.
همت من معها بالغرفه مبتسمه، تقول: الغدا جه في وقته، والله انا نزلت الصبح من غير ما أشرب شاى حتى، قضيت شوية مصالح، وبعدها جيتلك، بكشكول المحاضرات، الى كانت فاتتك، وفضلنا من وقتها، نذاكر، بس كويس الغدا جه أهو.

تبسمت سولافه قائله: طب يلا نتغدى، وبعدها، نكمل تانى مذاكره أنا فاتنى، كتير الفتره الى فاتت، ومحتاجه أعوض، خلاص الامتحانات قربت، انا كنت بفكر، أأجل التيرم، بس بابا قالى بلاش، وكمان مساعدة المعيد ليا، شجعتني، وقولت فعلا بلاش تأجيل، وأهو عامله معسكر مذاكره، مش بروح الجامعه، الى في السكاشن، بس، وأنتى بتجيبلى المحاضرات، وبنذاكرها سوا، ربنا يوفقنا.

تبسمت زميلتها، وهي تأكل قائله بهيام: المعيد وحلاوة المعيد، ورقة المعيد.
أبتسمت سولافه، رغم حزن قلبها قائله: المعيد خلاص سحب عقلك، بعد كده هنقدملك في العباسيه، أيه مش خلاص.

تبسمت زميلتها قائله: خلاص، أتقدملى، رسمى، وبابا قاله هيسأل عليه، وأخر الاسبوع هيرد عليه، بس بابا النهارده قبل ما أجى قالى أنه سأل عليه لقاه أبن ناس محترمين، وهو كمان محترم، بس هيستنى، لاخر الأسبوع، ويرد عليه علشان مش يقول علينا مدلوقين عليه.
ضحكت سولافه قائله: ميقولش مدلوقين، ليه دا أنت خلاص كنتى قربتى، تروحى تعترفى له بمشاعرك ولا تفكيرك الاهبل، انه معجب بيا.

تبسمت صديقتها قائله: ما هو السبب في التفكير، ده، كل ما يشوفنى، يسألنى عليكى، فقولت كده، وكنت بتقطع، ونفسى أخنقك، بس دلوقتي، نفسى أبوسك.

قالت هذا ونهضت تقبل خديها، قائله: يوم ما قالك، هينتظرنا في الكافيه، وروحنا له، بعد ما رجعت من المكالمه، بسأله عليكى، قالى واحد، قليل الذوق شكله قريبها، بكلمها بطريقه فظه، وهي مشيت معاه وهو مرضاش يعمل معاه مشكله علشان الكافيه كان فيه زمايل لينا، وهو في غنى عن الأقاويل الى هتطلع، وملهاش أساس من الصح، هو مشاعره في ناحيه تانيه، وسألنى، وش كده، أنتى في حد في حياتك، قولت له لأ.

صدمنى، وقالى أنه معجب بيا، ولو معنديش مانع، هو مستعد يتقدملى، وانا بهبلى، طلعت تليفونى، واديته رقم بابا، وكمان عنوانا.
ضحكت سولافه قائله: واقعه واقعه، ومفضوحه، طب كنت أرسمى الخجل شويه.
تبسمت زميلتها قائله: خجل أيه يا أختى أنا مصدقت أنه نطق، يلا عقبالك، أنتى، وو
لم تكمل الكلمه، بسبب، رنين جرس الباب
فنهضت سولافه، وذهبت لتعرف من الطارق.
فتحت سولافه الباب، فوجئت بمن أمامها يبتسم.

عبست بوجهه قائله: خير أيه الى جايبك لهنا يا عامر.
تبسم عامر يقول: هو ده أستقبالك ليا، فين الترحيب، وبعدين أبعدى إيدك من على الباب، وخليني أدخل.
ردت سولافه: تدخل فين بابا مش هنا، ومينفعش تدخل.
تحدث عامر: هدخل أطمن على عمتى، أنا جاى علشانها، بابا مكلمنى من شويه، وقالى، روح زورها، وطمنى عليها.
ردت سولافه: ماما الحمد لله، طمن خالى قوله كويسه، ساعات بتتحسن.

حاول عامر، أن يبعد يد سولافه عن إطار الباب ليدخل، لكن قالت له سيب أيدى، مش هدخلك يا عامر، متحاولش، وبعدين مش خلاص، المهمه الى كنت جاى علشانها تتطمن خالى على ماما، انا أهو قولتلك أنها بخير، بلغه بقى، أو أنا هتصل عليه، لكن أنت مش هتدخل، وبابا مش هنا، وأبعد إيدك عن الباب، عاوزه، أقفل الباب مش فاضيه، عندى مذاكره، وأنت معطلنى، يلا بالسلامه.

نظر لها عامر بضيق قائلا: محسساني أنك هتاخدى الدكتوراه، بس ماشى، زودى، في حسابك معايا، وكمان كنت عاوز أقولك إنى مسافر القاهره النهارده علشان أحضر فرح، أفنان وطارق، وهفضل هناك يومين، بحذرك من المعيد أياه، ومن غيرسلام.
قال عامر هذا وغادر
أغلقت سولافه خلفه الباب تبتسم، على غباء هذا الأحمق، وظنه أن المعيد معجب، يتودد لها.
مساء
بشركة الصقر.

دخل عمران الى عاصم في مكتبه قائلا: أنت لسه هنا في الشركه، ليه، مش هتحضر، زفاف طارق، مع سمره.
رد عاصم: سمره أتصلت من شويه، وقالتلى، وأنا قولتها عندى، شغل مهم، وهقابلها هناك في الحفله، مفيش داعى تستنانى.

رد عمران: وشغل أيه ده، أنا شايفك فاضى أهو، عالعموم براحتك، أنا أجلت شغلى وهروح دلوقتي، علشان خاطر سمره، وكمان عامر، أتصل عليا، وقالى، أفنان، وأخوها دعوه، وهو خلاص هيوصل للقاعه الى فيها الفرح، لو تحب نروح سوا.
رد عاصم: ما شاء الله فرح طارق له أهميه كبيره، وسايبن الشغل علشانه، بس تمام خلينا نروح نشوف الفرح ده فيه أيه مميز علشان الصقور، يحضروه.

بقاعه، ليست بالفخمه، ولكن مميزه
كان الزفاف، هادئ، وأنيق
أمام أحد الطاولات جلست سمره بجوار ناديه، وجوارها من الناحيه الأخرى، كان سراج، وسيد
كانت سمره ترسم بسمه على شفتاها، لكن، فرحتها منقوصه، شعرت بيد تربت على كتفها، تبسمت بفرحه، وأعتقدت أنه عاصم، لكن، زالت الفرحه بقلبها، ولكن مازالت البسمه على وجهها، وقالت: مدام فاتن، أهلا بيكى، شرفتى الفرح.

أنحنت فاتن، وقبلت خدي سمره قائله: أنبسطت كتير، أنى شوفتك تانى وبخير.
تعجبت سمره وأرتبكت، من فعلة فاتن، ونهضت واقفه، تبتسم لها، وترحب بها.
بينما لفت هذا الموقف أنتباه ناديه، لديها شعور غريب أتجاه هذه المرأه، لثانى مره تراها، لكن لديها، شعور، أنها قابلتها كثيرا، تذكرها، بأختها، لا تعرف السبب، ربما نبرة الصوت، أو ذالك العطر التي كانت تهواه أختها.
تبسمت فاتن قائله: ممكن تيجى معايا علشان أبارك للعرسان.

ردت سمره ببسمه: أكيد أتفضلى.
ذهبن الأثنان، الى منصة قاعة العرس، توقفن أمام العرسان.

مدت فاتن يدها تصافح، طارق، وتهنئه، كم ودت، أحتضانه، وتهنئه كأم تهنى، ولدها، لكن هي فقدت هذا الحق منذ أن تخلت عنه، وهو رضيع، لا يوجد مكان للأمنيات فلقد مضى الوقت، ثم صافحت أفنان، وأحتضنتها متمنيه لهما السعاده، ثم تبسمت لسمره التي تقف لجوارها، للحظه شعرت أن ساقيها، كالهلام، وكادت تسقط، لولا أمساك سمره ليدها، ونهوض طارق فجأه يمسك يدها الثانيه، رغم شعور، فاتن بالألم المهلك، لكن لمسة يدي هذان الأثنان كانت لها بلسم، طيب آلمها، تمسكت بأيديهم، بقوه، ودت أن تحتضنهم، معا، ولكن تبسمت لهم قائله، بكذب: معليشى، كنت هتكعبل، بسبب كعب الشوز أنتنى.

تبسما الأثنان لها، وقالت سمره: أرجع جنب عروستك، يا طارق، وأنا هاخد مدام فاتن، تقعد جنبى عالطرابيزه، أنا وماما ناديه.
تبسم طارق، وهو يترك يد فاتن، وعاد يجلس جوار عروسه، بينما سمره ظلت ممسكه بيد فاتن الى أن أجلستها جوار ناديه، ناديه التي تبسمت لفاتن، لا تعرف سبب لشعور الشفقه التي شعرت به حين لاحظت أن فاتن كادت تسقط، لولا أمساك سمره، وطارق لها، لما شعرت بالشفقه عليها.

بينما سمره توجهت لتجلس هي الأخرى جوار فاتن، لكن قبل أن تجلس
كانت يد تمسك معصمها، نظرت لتلك اليد، بتلقائيه أبتسمت، زال العبوس عنها، وقالت، عاصم.
تبسم عاصم قائلا: تعالى معايا خلينا نبارك لطارق.
تبسمت لعاصم، بفرحه كبيره تزين وجهها، وذهبت معه، ليبارك لطارق
كان تصافح بالأيدى، بارد من الطرفان، لكن لا يهم، بسمة سمره تكفى كلاهما.
بعد مرور يومان
مساء.

بفيلا متوسطه، بكمباوند جديد، دخلت تلك الخادمه، تقول: مدام ناديه في واحد تحت في الصالون، وطالب مقابلة حضرتك.
قالت ناديه: مين؟
ردت الخادمه: سألته قالى هو هيعرف نفسه، لحضرتك.
تعجبت ناديه قائله: طيب خلينا ننزل أشوف مين صاحب الشخصيه الغامضه ده، وأنت يا سيد، بلاش تسبقنى في مراحل اللعبه، تمام.
تبسم سيد يقول: ماشى هستناكى، علشان المراحل الجايه في اللعبه صعبه، وأنا هكسبك فيها.

تبسمت ناديه بحنان، وهي تذهب مع الخادمه.
دخلت ناديه لغرفة الصالون، ترسم بسمه، قائله: حضرتك طلبت تقابلنى، ممكن تعرفنى بنفسك.
رد عليها: انا مجدى، مدير أعمال مدام فاتن النديم
وكمان صديق مقرب ليها، وللمرحوم زوجها.
تعجبت ناديه قائله: تشرفت بحضرتك بس اكيد أنت محتاج لطارق، وأكيد عارف انه مسافر أسبوع بيقضى شهر العسل، ولو في أى مشكله خاصه بالشغل بينكم تقدر تكلم، سراج، وهو يحلها لك.

رد مجدى: مفيش مشكله ولا حاجه أنا جاى مخصوص لحضرتك، في أمر مدام فاتن نفسها متعرفوش.
تعجبت قائله: خير، وأيه هو الأمر ده؟!
رد مجدى قائلا: مدام فاتن النديم
هى نفسها سلوى شكرى أخت حضرتك ومامة، طارق، وسمره
بعد أن أخذت سمره قسطا من النوم أستيفظت، وجدت نفسها وحدها، بالغرفه، تنهدت بسأم، فعاصم يتعمد، المجئ متأخر، و الأبتعاد عنها.
لكن شعرت بجوع.

ربتت على بطنها قائله: بقيت باكل كتير، بسببك، ومبقدرش أقاوم الجوع، نهضت سمره، وأرتدت، مئزر ثقيل عليها، وطرحه، ونزلت لأسفل، وأشعلت ضوء المطبخ، وقفت تفكر، في بعض الأطعمه التي تشتهى تناولها، وقامت بجلب مكوناتها، وبدأت بصنعها، وهي تدندن، بعض الاغانى.
فى نفس الوقت، أقترب عامر من المطبخ يقول مين الى في المطبخ، ولا يمكن كوثر نسيت نوره، أما أدخل أسوف حاجه أكلها.

تبسم عامر، هو يرى سمره بالمطبخ تحدث قائلا: أيه يا سمره أنتى أتفجعتى ولا أيه، مش متعشيه معايا، من ساعتين، وقولتى كبس عليا النوم، أيه صحيتى، لقيتى نفسك جعانه.
وقعت المعلقه من يد سمره، ونظرت لعامر بخضه.
تبسم عامر وهو ينحنى يأخذ المعلقه من على الارض، قائلا: لسه خفيفه، وبتنخضى، معليشى، بس الأكل الى بتعمليه أعملى حسابى معاكى فيه.
تبسمت تقول له بمرح: بعد الخضه دى أنسى، أنى أأكلك معايا.

تبسم عامر يقول: العصفوره قلبها، طيب، وهتأكلنى معاها، علشان ادعى، أنك تكونى حامل في بنت، ويطلع توقع الدكاتره غلط.
تبسمت له تقول: ماشى، هعمل حسابك بس علشان تدعى، يطلع توقع الدكتور غلط.
تبسم لها، وجلس الأثنان يتناولان مع الطعام، بود، ومشاغبةعامر، لسمره بمرح.
فى ذالك الأثناء
دخل عاصم الى الفيلا فهو يتعمد العوده متأخرا منذ أن جائت سمره للعيش بالفيلا معهم، يتجنب اللقاء بها.

لفت نظره، نور المطبخ الساطع، تيقن أن من بالمطبخ هو عامر بالتأكيد فهو عادته الأستيقاظ ليلا، والنزول لتناول الطعام
ذهب الى المطبخ، لكن سمع صوت عامر يتحدث مع أحد، فوجئ حين دخل أنه يجلس يتناول الطعام مع سمره، في جو من المرح، يشاغب عامر سمره أنها أصبحت تأكل كثيرا، وهي تبتسم له
لكن رأى عامر، عاصم.

نهض عامر مازحا يقول: تعالى يا عاصم مراتك، نسفت أكل البيت، كنتوا بتقولوا عليا مفجوع، سيطر بقى على معدة مراتك، أنا خلاص شبعت وهروح أنام، عندى سفر لأسيوط بكره، يلا تصبحو على خير.
رد عاصم عليه: وأنت من أهله.
بينما
تحدثت سمره وهي مازالت جالسه تعطيه ظهرها قائله: عامر بيهزر، لسه في أكل كتير، ولا أكلت بره، زى قبل كده؟
عاصم رغم أنه بالفعل جائع ولم يتناول الطعام، لكن رد قائلا: فعلا أكلت بره.

نهضت سمره: قائله: أنا كمان شبعت، وكبس عليا النوم، الصبح تبقى كوثر توضب المطبخ، هروح أنام.
حين سارت الى جواره قالت: تصبح على خير.
قبل أن يرد عاصم
كادت سمره أن تقع على الأرض بعد ان كادت تتعرقل بسجاده مفروشه أمام المطبخ، لكن أمسكت يد عاصم، الذي للحظه أنخض عليها قائلا بلهفه: سمره.
تركت سمره يده سريعا قائله: أسفه، بس أتكعبلت.
قبل أن تسير تحدث عاصم: أنت مخصمانى ولا أيه؟

ردت سمره: لأ لا مخصماك ولا مصلحاك أحنا في حياة بعض عالهامش زى ما بتقول، أحنا في مفترق طريق، لو مش أنا الى فارضه نفسى عليك، كان زمان كل شئ أنتهى.
قالت هذا وسارت خطوتين أمامه ثم توقفت، تشعر بغثيان، عادت سريعا الى المطبخ، تعجب عاصم من عودتها، وأنخض حين أتجهت الى الحوض، أفضت ما بخوفها، بتلقائيه أقترب قائلا: سمره.

أوقفته سمره بكف يدها، قائله: متقربش أنا هبقى كويسه، لكن عاصم لم يسمع لها، ظلت سمره هكذا لدقائق الى أن شعرت براحه، غسلت يديها وفمها، ووجهها بالكامل، أمسك عاصم منشفه، ونشف لها وجهها ثم يديها قائلا: مش فيه نوع علاج الدكتور كاتبه ليكى علشان القئ.
ردت سمره: أيوا هطلع أخد منه، عن أذنك
أقترب عاصم منها ليلف يده حولها، لكن أبعدته سمره عنها قائله: أنا كويسه، مالوش لازمه تقرب منى.

تحدث عاصم: سمره بلاش عناد خلينى أساعدك.
ردت سمره بحده: قولت كويسه، شكرا لك.
قالت سمره هذا وأبتعدت عن عاصم، وسندت على الحوائط وذهبت الى غرفتها.

بينما تنهد عاصم، سمره في الفتره الأخيره، مثلما يتجنبها هي أصبحت مثله تتجنبه، رفضت مساعدته لها، لما كل تلك الحيره، لما يسير بهم الطريق الى النهايه، أليس هذا ما يقوله لها، من خلف قلبه، هو مازال خائف من ذالك الوعد الذي قاله يوما، أن يصيب سمره مكروه أذا أخل به، لكن وقع نظره على تلك الطاوله، وجد دورقا من الماء، أخذه، وصعد الى الأعلى.

دخلت سمره الى الغرفه، أتجهت الى درج وفتحته أخرجت علبة دواء تناولت منها حبه بفمها، نظرت لم تجد بالغرفه ماء
لكن سرعان ما دخل عاصم بدورق الماء قائلا: جبتلك الميه وكوبايه، أكيد نسيتهم.
أخذت سمره منه الدورق والكوب، وشربت وأتجهت ووضعتهم بطاوله جوار الفراش دون رد عليه، ثم أتجهت الى الفراش وأزاحت الغطاء قليلا
تحدث عاصم: حسيتى أنك بقيتى أحسن شويه؟
أمائت سمره برأسها دون رد وصعدت الى الفراش وتسطحت عليه.

أتجه عاصم الى سمره، وشد الغطاء، عليها، مال يقبل رأسها، دون أراده منه، شعر بأنفاس سمره على رقبته، أشعلت بداخله عشق.
رفع رأسه رأى سمره تغمض عيناها، أشتهى شفتاها التي تزمها، دون وعى منه أنحنى يقبلها، فتحت سمره عيناها، بتفاجؤ لكن سرعان ما زادت خفقات قلبها، لفت سمره يديها حول ظهر عاصم، الذي نسى أو بالأصح تناسى عاصم عهده، وذاب معها بالعشق.

بعد وقت كان هو من جذب سمره ليصبح أكثر من نصف جسدها فوق صدره، تحدثت سمره: عاصم.
قبل أن تكمل سمره حديثها
وضع عاصم يده على فمها قائلا: سمره أرجوكى بلاش أسئله تصبحى على خير.
رغم تعجب سمره من تبدل عاصم، لكن أبتسمت، دون رد، ذهبت للنوم سريعا، لكن عاصم لم ينام ظل طوال الليل يتطلع الى وجه سمره الغافيه على صدره، يشعر بانفاسها، لما كل هذا العذاب يشعر به، سمره هي حياته، يكفى عنادا للعشق أكثر من هذا.

بنور يوم جديد، بشروق لأمنيات وأحداث جديده.
نظر عاصم الى سمره، هي مازالت غافيه على صدره، أبعدها عنه برفق، ونهض من جوارها، أرتدى سرواله، ثم أرتدى القميص، لكن قبل أن يكمل تزريره سمع صوت سمره خلفه تقول: أنا موافقه عالطلاق يا عاصم.
أستدار عاصم ينظر لها بتفاجؤ، قبل أن يتكلم.

عادت سمره قولها: موافقه عالطلاق زى ما أنت عاوز وهرجع أعيش ب يلا بابا، ومتخافش مش هحرمك من أبنك، تقدر تشوفه في أى وقت تحب، بس أنا الى هرجع بنت عمك وبس.
نظر عاصم لها مصدوما، لما قالت سمره هذا الآن!
لكن هي رغم قسوة ما قالته عليها لكنها، أدعت القوه أمامه، تعلم أن هذا هو الكارت الأخير التي تلعب به، فيكفي عذاب لهما الأثنان.
ذهل عاصم عقله يسأل: ماذا تقول سمره، هي تضع كلمةالنهايه.

صمت عاصم، كسر قلب سمره، أذن هي النهايه، نهاية طريقهما معا، له ما يريد، لمت سمره غطاء الفراش حول جسدها، ونهضت، أنحنت، أخذت ذالك المئزر، وأردته، ثم أتجهت الى الدولاب، وبدأت في ألقاء ملابسها على الفراش، ثم ذهبت بأتجاه الباب، ونادت بعلو صوتها، لكوثر
التى أتت مسرعه
قالت سمره لها بعصبيه: هدخل أخد شاور على ما أخرج من الحمام، لمى كل هدومى متعلقاتى في شنطه.

قالت سمره هذا ولم تنتظر، ودخلت الى الحمام، تصفع الباب خلفها.
أتجهت كوثر تجلب حقيبه، ووضعتها على الفراش، لكن تحدث عاصم المصدوم بأمر لها: سيبى الى في أيدك ده وروحى أنتى شوفى شغلك.
نفذت له كوثر ما قال وتركت الغرفه.
بعد قليل خرجت سمره من الحمام، وجدت حقيبه موضوعه، وبعض الملابس التي ألقتها، على الفراش، توجهت سمره باتجاه الباب وكادت أن تفتح، الباب تنادى على كوثر، لكن عاصم أمسك مقبض الباب قبل أن تفتحه.

تعصبت سمره أكثرقائله: لو سمحت سيب ايدك من على أكرة الباب خلينى أفتح وأنادى على كوثر أشوف ليه، معملتش الى طلبته منها.؟
رد عاصم: أنا الى أمرتها.
تعصبت سمره قائله: طبعا وهي نفذت أمرك، مش مهم ألم أنا متعلقاتى، مش مشكله، أنا متعوده، على خدمة نفسى، بنفسى.
تحدث عاصم: سمره أهدى وخلينا، نتكلم بعقل.
نظرت له سمره، بدموع تسيل من بين عينيها، تقول: عقل، فين العقل؟

كفايه ياعاصم، أنا تعبت مبقاش عندى قدرة تحمل، غلطت، وسيبت البيت وجيت لهنا، وأنت مش موجود، مكنتش جريمه، طارق أخويا، عرفت سر مامى الى كانت مخبياه، بس أنا مش زيها، يا عاصم، ولا هكون زيها، مش هضغط عليك أكتر من كده، طالما، مش قادر تستوعب كده، خلينا ننفصل، ونرتاح من عذابنا، وشوف حياتك مع غيرى، ومتقلقش أنا مش هفكر، لا في جواز تانى، ولا راجل غيرك، لأنى بحبك، من أول ما دخلت حياتى، لقيتنى، دايما، برضى، حتى بالقليل من مشاعرك، خليتنى أحس أنى، مجرد جسم يلبى رغباتك، وقت ما تحب، بس أنا بنى أدمه، مش دميه يا عاصم، وطاقتى خلاص خلصت، يبقى كفايه كده، وصلنا لنفس النهايه الى أنت عاوزها، طلاق بالتراضى بينا، حتى ميراثى مش عاوزاه، حتى خد الى فاض منك، أنا مقابل الميراث ده خسرت، بابى، ومامى طفله عملت لى أيه الأملاك، رجعتلى بابى، ياخدنى في حضنه، يطمن قلبى، رجعت مامى، وزرعت في قلبها حنيه ليا، لأ ياعاصم، أنا كرهت كل شئ بحياتى، صدقنى الى خلانى أقاوم الموت، هو الجنين الى في بطنى، لما شوفت النار من تحت عقب الباب، والدخان بدأ يملى الأوضه، خوفت عليه، وكمان، حلمت بيك قبلها، أنا دائما آخر أهتمام الى بحبهم، حتى مليش وجود عندهم، أنا قدرى أعيش بعيده عن الى بحبهم، لأنى للأسف ماليش أهميه عندهم مجرد واجه بتكمل الصوره، لو أتشالت من الصوره محدش هياخد باله أن الصوره ناقصه حته.

بكاء سمره أمامه بتلك الطريقه، زلزل كيانه، أنتهى تحكمه، بنفسه، أقترب منها، وأراد ضمها.

لكنها عادت للخلف قائله: وصلنا للنهايه ياعاصم، عارفه أنى عمرى ما فراقت في حياتك، وجودى من عدمه، واحد، أنت مأنقذتنيش علشان بتحبنى، لأ علشان، أبنك الى في بطنى، ماما ناديه قالتلى أنها قالتلك أنى حامل، كفايه كده روح للى تناسب عقليتك الكبيره، مش سمره العصفوره، الى كان كل حلمها، أنها تطير بره القفص، واحده عمرها ما كانت صاحبة رأى، دايما كلمة نعم هي الى على لسانها، بترضى بفرافيت مشاعر الى حواليها، خايفه يبعدوا عنها، ويسبوها، وفي الأخر برضوا بيسبوها، بس خلاص مبقتش قادره أتحمل كفايه، أنا مش هفرض نفسى عليك، ولا على حد بعد كده، هبعد وأعيش لوحدى، مش جديده عليا الوحده، خلاص بقت رفيقة حياتى.

قالت هذا وتوجهت الى دولاب الملابس وأخرجت بعض الملابس لها، لكن فوجئت بأحتضان عاصم لها من الخلف وأمسك بيدها التي تخرج الملابس، وهمس بجوار، أذنها: سمره أنتى عمرك ما كنتى في حياتى عالهامش، ولا حتى جسد يلبى رغبتي، سمره أنت ملكتى قلبى من قبل ما أشوف تفاصيل وشك لما دخلت ال يلا، وسمعت صوت البيانو، كنت زى المسحور، ومشيت وراء النغمات لحد ما دخلت وشوفت بنت صغيره، قاعده قدام البيانو بتعزف مغمضه عنيها، كان نفسى تفتح عنيها، وتنظر ليا، وأخطفها، لبعيد، كنت بتعذب لما مامتك حاولت تبعدنى عنك بالكذب، كنت ببقى سعيد لما بتجى المصنع مع عمى وأشوفك، أو أجى خلثه لل يلا علشان أشوفك، سمره أنتى حب عمرى، لما أنقذتك، مكنش علشان أبنى، علشان مقدرش أعيش من غيرك، أنا كنت بنقذ نفسى.

قال عاصم هذا، وأدار سمره لتصبح وجهها بوجهه، قبلها بهيام، قائلا بهمس: أنتى حقى يا سمره مقدرش على بعدك عنى، يمكن مقولتلكيش قبل كده، أنى بحبك، لأنى بعشقك.

أمسك عاصم يد سمره ووضعها على قلبه قائلا: حاسه بدقاته، القلب ده عمره ما دق لغيرك، بتوحشينى وأنتى في حضنى، بعدك عنى والموت واحد، بتعذب وأنتى بعيده عنى، خوفى عليكى أكتر من نفسى، هتقولى عليا أنانى لو قولتلك، أنى نفسى عينك متشفش حد غيرى، بغير لما بتبتسمى لأى حد، عاوز بسمتك ليا لوحدى، بغير لو حد لمسك غيرى، أنا حتى بغير من بابا لما بيحضنك، قولتى أنك كنتى مفكره أنى سجانك، فعلا أنا سجنتك في قلبى، ونفسى أبعدك عن أى حد وعنيكى متشفيش غيرى.

قال عاصم هذا ورفع أحدى يديه وأزال دموع سمره، واليد الأخرى تطوق جسد سمره تضمها أليه.
تبسمت سمره، وهي ترفع يديها تحاوط بها وجه عاصم قائله: والعصفوره رجعت للقفص تانى برجلها و عشقت سجانها، وعرفت أن القفص مكنش سجن ده كان المأوى الوحيد لها في قلب سجانها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة