قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن عشر

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن عشر

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن عشر

بمجرد أن أبتعد عاطف عنها
نهضت من جواره، ترتدى مئزرا وتركته بالفراش، تبسم وهو ينظر لها وهي تغلق مئزرها
تحدث بسخريه يقول: أيه قومك من جنبى على السرير، لسه بدرى قوى على ميعاد الكباريه! +
ردت عليه: عندى برو ه لحفله، ولازم أحضرها، دى البرو ه الجنرال.
ضحك ساخراوقال: برو ه جنرال، ليه هي الحفلات الى بتعمليها بيحضرها غير السكارى، أو الشباب الضايع يا ليال.

أدارات وجهها له قائله: أنت من الشباب الضايع الى كان بيحضر الحفلات دى أيام ما كنا في الجامعه، ولا كبرت وعقلت!
ضحك أقوى يقول: كنت بحضر الحفلات دى واحنا في الجامعه، أشجعك يا قلبى، دلوقتى بقيت صاحب مسئوليات.
ضحكت ليال ساخره تقول: صاحب مسئوليات، وده فين مصنع أسيوط الى عاصم سايبلك أدارته علشان خاطر عمته، وبعدك عن هنا.

رغم غيظ عاطف من فحوى حديثها لكن قال: عاصم، مش عاصم ده الى زمان رفض حب نجمة النجوم، أهو قدامك فرصه، مراته سابت البيت بعد أقل من شهرين عالجواز، ولغاية دلوقتى مرحش صالحها، شكله عاصم ده قلبه قاسى قوى، مش زى قلبى، مبتحملش بعد حبايبى عنى، بجرى عليهم بسرعه، زيك كده.

نظرت له وعلى شفتيها بسمه ساخره تقول: قلبك حنين وبتوه فيه الآسيه، ولا ناسى زمان، لو الحظ ساعدنى يمكن كنت بقيت دلوقتى من مطربات الصف الأول، مش مطربة كباريهات، بغنى للسكرانين، وأستحمل وقاحتهم.

بضحكة سخريه قال: ومروحتيش لحبيب القلب ليه وقتها، يشجعك، لما جيتلى كان بمزاجك يا نجمه، وبعدين هما المطربات الصف الاول يفرقوا أيه عنك، ما كلهم من نفس النوعيه، بس بشوية دعايه محترمه، بيدخلوا العقول، أنهم ملايكه، وتلاقى دى مرافقه ده في السر، ورجال الأعمال كل واحد ماسك في أيد دى يسيبها يمسك أيد صاحبتها، الوسط ده كله ماشى بكده، بس فيه منهم لابس قناع الشرف بطريقه حلوه، وغيره مش هامه.

كان طارق يقود السياره، نظر الى سمره الجالسه جواره مغمضة العين، صامته، لكن لفت أنتباهه نقاط الدم على ملابسها، نظر لها برجفه يقول: سمره أيه الدم الى على هدومك ده منين؟
فتحت سمره عيناها سريعا، وجدت بعض الدماء حول معصم يدها، شمرت كم ملابسها، وجدت جرح بيدها، لا تعلم ما سببه، هي لم تشعر بهذا الحرج، غير الآن.

أوقف طارق السياره قائلا وهو يمسك يدها: خلينا نروح أى مستشفى الجرح شكله كبير، أيه سببه، عاصم مش كده، عملك أيه وأنا أوديه في داهيه، وساكته ليه من وقت ما خرجنا من المكتب قولى لى أيه الى حصل، وصلك للحاله دى؟! 1
ردت سمره: الجرح مش كبير، ملهاش لازمه المستشفى، خلينا نروح عند ماما ناديه وتعقمه، أو مش في شنطة أسعاف هنا في العربيه هاتها وأنا أعقم الجرح وخلاص، مش مستاهله.

أخرج طارق شنطةالأسعافات من تابلوه السياره، وبدأ هو بمدواة جرح سمره الى أن أنتهى ووضع لاصق طبى على الجرح التي شبه لا تشعر به فيكفى عذاب قلبها.
بشركة الصقر
جلست سليمه تعمل مع عمران على بعض بنود الاتفاقيات مع العملاء الى أن أنتهوا، وقفت تقول: أظن كده خلصناشغلنا النهارده، ممكن أخد أذن وأمشى؟ +
تبسم عمران: ممكن جدا بس ممكن أعرف السبب قبلها؟

ردت سليمه: وأنت مالك بالسبب أنا بطلب أذن، يا توافق، ياترفض، مش تفتح معايا تحقيق، بأى صفه بتسألنى؟
رد عمران: بصفتى خطيبك ولا نسيتى!
ردت سليمه: ده كان كدبه أنت صدقتها، موقف وعدى، وبشكرك علشانه، وخلصنا، أنما انت مش لازم تصدق الكدبه أكتر من كده.

رد عمران: ومين قالك إنى وقت ما قولت أنك خطيبتى كنت بكدب، نهض عمران من على المقعد وأقترب من سليمه قائلا: سليمه بصراحه أنا في عندى مشاعر أتجاهك، ومش من يوم، أو يومين، من وقت ما جيتى تشتغلى هنا في الشركه، مش هكدب عليكى وأقول أنها كانت، مشاعر حب، من البدايه
ممكن كان أعجاب بشخصيتك المستقله الجاده، وأحيانا الحاده. 1.

توترت سليمه من أقترابه، وأيضا حديثه التي تفاجئت به، بداخلها قلب ينبض سريعا، تشعر بدقاته المتلاحقه بسبب حديث عمران بتلك الطريقه، لا تعرف سبب لهذا الشعور، هي بداخلها مشاعر متضاربه، القبول والخوف بسبب تجربه سابقه، كانت فاشله أو واهيه سقطت من أول أختبار حقيقى لها.
شعر عمران من صمت سليمه بالأمل، وتحدث قائلا: سليمه لو معندكيش مانع أنا ممكن أتقدم لك رسمى، ونعلن خطوبتنا، بأقرب وقت.

سهمت سليمه تنظر له لدقيقه، ثم لم تعرف بماذا ترد عليه، فقالت بهروب: لازم أمشى عن أذنك، ثم خرجت مسرعه، دون أنتظار رده.
أما عمران فتبسم على هروبها بتلك الطريقه من أمامه، لأول مره.
بشقة ناديه.
دخلت سمره وخلفها طارق، أتت أليهم ناديه ونظرت الى وجه سمره المتهجم، ورأت الدماء على ملابسها
أنخضت مسرعه تقول: أيه الى حصل مع عاصم، والدم الى على هدومك ده سببه أيه؟

رد طارق: معرفش أيه الى حصل بينها وبين عاصم أنا سيبتها معاه شويه، دخلت لقيها مغمى عليها، وبعدها مشينا، وفي الطريق شوفت الدم، وعرفت أن ايدها مجروحه من أيه معرفش، ومن وقتها كل مسألها زى ما هي واقفه كده مش بترد، قولت بلاش أوديها الفيلا، دلوقتي وجبتها لهنا.
تحدثت ناديه وهي تكشف معصم سمره: سمره قولى أيه الى حصل مع عاصم، وليه شكلك كده. ، وكمان أيه سبب جرح أيدك؟

أبتعدت سمره قليلا وجلست على أحد المقاعد، وقالت: عاصم نقل كل أملاكى بأسمه ما عدا نص المصنع الرئيسي بس
انصدمت ناديه، بينما طارق كان متوقعا، فتحدث بسخريه ووعيد: كنت متأكد أن عاصم هيعمل كده، بعد ما حول رصيدك في البنك بأسمه، كنتم متوقعين أيه، أهو الى قولت لكم عليه حصل، بس كتر خيره سابلك 100ألف جنيه، ونص مصنع، لأ بكده حلل الى سرقه منك، بس يبقى بيحلم أنه أسيبه يتهنى بالى سرقه، و+.

قطعت حديثه سمره قائله: بس عاصم مسرقنيش يا طارق، هو ده حقى من البدايه، هو الى كبر المصانع بشغله فيها.
تعجب طارق يقول: بعد ده كله لسه بدافعى عن عاصم، فوقى يا سمره عاصم بيستغل ضعفك قدامه.

ردت سمره بحده: أنا مش بس ضعيفه يا طارق قدام عاصم، أنا ضعيفه قدام أى شئ في حياتى، دايما لازم أقبل بالى بيتقدم ليا من أول ماما الى كنت بالنسبه لها مجرد أداه تضغط بها على بابا، أكتب كل أملاكك بأسم سمره، أخوك ومراته طماعين، وعينهم على أملاكك هو عنده الصبيان وعاوز يكبر لهم الكوم، عاصم الى عمره ما قرب منى غير وأنا مراته بيتحرش ببنتك لازم يسيب البيت ويمشى، حاضر، حتى بعد وفاة بابا وماما فضلت نفس الضعيفه، بدل ما أقول لعاصم أنك أخويا، وعايزاه يبقى جنبى لاقتني بسكت، كل حياتى كانت ضعف، أو بالأصح خوف، خوف من أيه معرفش، وكل ده بسبب ماما وبابا لما كنت بشوف خناقتهم على أتفه الأسباب، بس بابا لازم يستمثل لقرار ماما ويجري يصالحها، خوف لتحرمه منى، زى ما كانت دايما بتهدده، حتى يوم وفاتهم كانوا متخانقين بس يشاء القدر الإتنين الى عمرهم ما أتفقوا على حاجه يتفق موتهم مع بعض.

جلست ناديه جوار سمره من جهه وطارق من جهه أخرى أحتضنها طارق قائلا: سمره أنتى أختى الصغيره، وأنا هفضل طول عمرى جنبك، وميمنيش كل أملاكك الى طمع فيها عاصم بس هدفعه تمن أنه كسر قلبك بالشكل ده، ومتأكد أنه قالك حاجه تانيه، هي السبب في أن يغمى عليكى، أيه هي يا سمره، متخبيش عليا أنا وماما.
شعرت سمره بحنان الأخوه وقالت: عاصم مفكر أنك عشيقى.
نظر طارق وناديه الأثنان لها بذهول.

تحدثت ناديه: مش معقول تفكيره ده، هو المفروض أكتر واحد عارف ومتأكد أن مفيش في حياتك غيره، بحكم وجودك الفتره الى فاتت هناك في قنا، أزاى بقى عشقتى طارق، وليه مقولتيش له أنه يبقى أخوكى من الأم، وأنا عندى الأثبات وأقدر أقدمه له.
ردت سمره: أنا كنت هقوله، بس أتراجعت في أخرلحظه.
تحدث طارق: وأيه سبب التراجع بقى؟

تذكرت سمره قوله لها أنه سيتزوج بأخرى، لكن لم تقول لهم، وقالت، علشان لازم قبل ما أقوله يعترف أنه بيحبنى.
تبسمت ناديه، لكن تحدث طارق: طب وده دخله أيه في انه يعترف أنه بيحبك؟

ردت سمره: عاصم طول عمره وأنا بحس أنه بيغير منك لما بتقرب منى، ولوعرف أننا أخوات، مش هيهمه، ولا عمره هيعترف أنه بيحبنى، بس أنا هلعب عالنقطه دى، هو مفكر أنى هربت منه لعندك علشان بحبك، مش علشان أخويا، يبقى يستحمل بقى ألاعيب حوا، آن الآوان العصفوره هي الى تلعب بالصقر.
مساء
بمنزل أفنان
فتحت باب الشقه للطارق، وجدت أمامها عامر
أرتبكت وقالت: عامر، أهلا وسهلا1.

تحدث عامر: متأسف أنى جيت بدون ميعاد، بس أنا جاى علشان أطمن على سيد. +
ردت أفنان: سيد كويس الحمد لله شكرا لسؤالك
تعجب عامر قائلا: طب ممكن أشوفه وأسلم عليه؟
ردت أفنان: أه، أكيد، أسفه كان لازم أقولك أتفضل.
دخل عامر الى داخل الشقه،
تحدثت أفنان: أتفضل في الصالون وأنا هدخل أقول ل سيد أنك هنا عن أذنك.
بعد دقيقه دخل سيد متهجم الوجه الى غرفة الصالون.

نهض عامر له وأقترب منه مازحا: وحشتنى يا صديقى، قولت أجى أطمن عليك وكمان نزلت كم لعبه عالموبيل ولازم نلعب بهم سوا
رد سيد: أنا مش عاوز ألعب بالموبيل
رد عامر بتعجب من منظر سيد قائلا: مالك أيه الى مزعلك كده؟
رد سيد: أنا مش زعلان أنا كويس، بس مش عاوز ألعب بالموبيل، أنا عاوز بابا، عاوز أروح لعنده، أنا مش عاوز أفضل هنا، مش عاوز ما.

لم يكمل الكلمه حين دخلت أفنان وغطرشت عليه قائله: ليه واحد زميله في المدرسه ضايقه من وقتها وهو كده، وأنا قولت له هروح بكره معاه المدرسه وأقول للمشرفه تعاقب الولد ده، مش صح أنت زعلان علشان كده يا سيد؟
نظر سيد لها وظل صامتا لم يتحدث، لوقت، لكن ظل معه عامر يحاول أخراجه من تلك الحاله التي يشعر بها
الى أن بدأ الوقت يتأخر،.

وقف عامر يقول: الساعه بقت عشره ونص وأنا عندى بكره مرور عالمصنع الكبير للصيانه ولازم أكون فايق، هستأذن أنا بقى، ومتزعلش سيد من زميلك ولو عملك حاجه مره تانيه أنا الى هروح للمشرفه وأخليها تعاقبه قدامك يلا تصبح على خير، وعاوزك تبقى حريف في الألعاب الى نزلتهالك عالموبيل عشان بعد كده هندخل أنا وأنت في مسابقه والى هيفوز يدى للتانى مكفأه.

خرج عامر من غرفة الصالون، وجد أفنان تمسك الهاتف، تبدوا أنها كانت تتصل بأحد، لكن حين خرج أغلقت هاتفها سريعا
وتحدثت بأرتباك: على فين يا عامر؟
رغم ملاحظةعامر أرتباك أفنان منذ أن رأته أمام الباب، لكن تحدث بهدوء: ماشى تصبحى على خير.
ردت أفنان سريعا: وأنت من أهله وشكرا على زيارتك.
قالت هذا وتوجهة معه نحو باب الشقه، مما أثار الإستغراب في نفس عامر، لكن خرح من الشقه، ونزل سلم العماره وذهب الى مكان وقوف سيارته.

لكن لفت أنتباهه تلك السياره الفخمه التي أقتربت من العماره التي تسكن بها أفنان
عاد مره أخرى وأقترب من العماره وفوجئ بمن نزل من السياره ودخل الى العماره نفسها.
بينما بشفة أفنان أبتلعت حلقها الجاف وأستراحت بعد خروج عامر.

ولكن ما هي الأ دقائق وسمعت صوت رنين جرس الباب، خشيت أن يكون عامر قد عاد، فكرت الأ تفتح ربما يذهب، لكن رنين الهاتف الخاص بيدها، للحظه خضها ثم تداركت الأمر ونظرت للشاشه، ثم ردت سريعا: طارق أنت فين؟
رد طارق: أنا الى برن جرس الباب أفتحيلى.
توجهت أفنان الى باب الشقه وفتحته وسرعان ما رمت نفسها بحضن طارق تبكى بحرقه. +
تعجب طارق وهو يضمها قائلا: في أيه يا أفنان، أيه السبب لحالتك دى سيد، جراله حاجه! 1.

ردت أفنان وهي مازالت بحضن طارق: أنا الى هيجرالى حاجه لو ماما أخدت منى سيد.
تحدث طارق: أهدى كده وفهمينى، وأزاى مامتك هتاخده منك؟
خرجت أفنان من حضن طارق وذهبت بأتجاه أحد الأدراج الموجوده بالصاله وفتحت أحداها وأخذت تلك الورقه وأعطتها لطارق
قرأ طارق محتوى الورقه جيدا، وشعر بضيق وتحدث قائلا: أمتى الدعوه دى وصلتك؟

ردت أفنان: أنت عارف أن سيد بيروح مدرسه خاصه بذوى الاحتياجات الخاصة، وبيرجع منها الساعه أربعه، وأنا برجع تمانيه، بس النهارده أنا خلصت بدرى ورجعت حوالى الساعه سبعه ونص هنا.

لقيت سيد قاعد يعيط، لما سألته في الاول مكنش بيرد عليا، قولت يمكن زميل له زعله، بس هو بعد شويه جاب لى الورقه دى، ولما قريتها عرفت السبب، الورقه دعوه ضم حضانته لماما، وأنت عارف ماما عاوزه تاخد سيد ليه علشان تاخد من أيد الناس وتصرف على نفسها هي وجوزها، بحجة أن عندها أبن محتاج، وهو فهم الدعوه ومن وقتها وهو كان مزوى في أوضته، بس من شويه معرفش أيه الى جاب عامر لهنا، وحاول معاه لحد ما راق شويه وفضل حوالى ساعه وبعدها لسه ماشى، كنت بتصل عليك أقولك تتأخر شويه على ما هو يمشى بس أنت مرديتش عليا، بس الحمد لله مشافكش. 1.

رد طارق وهو يعود ويحضن أفنان: أفنان أنا ميهمنيش أن عامر يشوفنى أو لأ أفنان دموعك دى غاليه عليا، مش كون طلبت منك تساعدنى وتعرفى أن كان في تزوير في حسابات شركة الصقر أو لأ معناه أنى خايف أن حد من ولاد شاهين يعرف أنك مراتى، وكمان خلاص، تقريبا كده مهمتك عندهم في الشركه خلصت، وكنت هطلب منك تقدمى أستقالتك، لأننا في أقرب وقت هنتجوز، وأن كان على دعوة حضانة مامتك لسيد، فدى مامتك تبلها وتشرب ميتها متخافيش زى قبل كده ما أقدرت أوقفها عند حدها هقدر تانى، والمره دى نهائيه.

قبل قليل
بشقة رفعت الهادى.
خرجت سليمه من غرفتها بعد أن سمعت جرس الباب، كانت ستفتح للطارق، لكن سبقها والداها وفتح هو الباب، وقف متبسما لمن أتى وررحب به وأخذ منه باقة الزهور وأعطاها لسليمه قائلا: شوفى فازة ورد حلوه كده وحطى في الورد الجميل ده، وبعدها هاتى ليا أنا وعمران شاى في أوضة الصالون
سهمت سليمه لثوانى، ليعيد رفعت قوله مره أخرى، مبتسما ثم يدخل هو وعمران الى غرفة الصالون.

بعد دقائق معدوده، دخلت سليمه بصنيه موضوع عليها كوبان فقط من الشاى، وضعتها على الطاوله أمامهم، ثم جلست معهم، حل الصمت لدقيقه، لتقول سليمه: أيه هو أنا جيت قطعت عليكم، لو عاوزنى أقوم مفيش مشكله، قالت هذا ووقفت
لكن تبسم رفعت وعمران لبعضهما ثم تحدث
رفعت قائلا: لأ أبدا، أساسا الموضوع الى كنا بنتكلم فيه يخصك بالدرجه الأولى.
تعجبت سليمه قائله: وأيه الموضوع الى يخصنى ده بقى؟!

رد رفعت: عمران طلب أيدك منى وأنا وافقت، بس لسه رأيك.
تلجمت سليمه ولم ترد لدقيقه.
ليقول رفعت: السكوت علامة الرضا. +
نطقت سليمه في البدايه بلخبطه: أه ثم قالت لأ قصدى لأ السكوت مش علامة الرضا، هفكر الأول.
تبسم رفعت وشعر بخجل سليمه الذي حاولت مداراته.
وكذالك عمران فهم هو الأخر وتبسم لرفعت بفهم.
تحدثت سليمه وهي تريد أن تهرب من بينهم: نسيت الميه هروح أجيب ميه.

تبسم عمران: مش محتاج ميه ثم نظر الى رفعت يحدثه: أنت كنت عارف سبب حضورى لهنا وأنا كلمتك قبل ما اجى عالتليفون
ودلوقتي لو سليمه موافقه، أنا هتصل على بابا وماما يجوا من قنا، علشان يطلبوا من حضرتك أيد سليمه.
نظر رفعت مبتسما لسليمه يقول: ها أيه ردك، أقوله يتصل عليهم يشرفونا؟

شعرت سليمه أنها بمأزق، لا تعرف كيفية الخروج منه، هي بأصعب موقف وضعت به في حياتها، لو رفضت ستخسر عمران، لما هناك مشاعر متضاربه بداخلها، لم تكن يوما حائره بين الأختيارات أمامها، كانت تختار بكل سهوله، حتى مع فارس كان الاختيار سهل، ماذا فعل بها عمران هذا، فجأه أقتحم كيانها، لم يفعل أحد هذا سابقا، لا تنكر أختلافه عن فارس كليا، ولا تنكر وقوفه ذالك اليوم بالمطعم، لولا وجوده التي لا تعرف سببه لكانت أصبحت سخرية من بالمكان، ولكن وجوده جعلها ملكة المكان حين قلب الموقف لصالحها، وأصبحت تهنئ، بدل أن تهان من تلك المتصنعه الوقحه، مسكة يده لها يومها أمام من بالمطعم وتقبيله لها مازالت تشعر بها منذ ذالك الوقت.

صمت منها لدقائق، ليعود نفس السؤال لكن هذه المره من عمران حين قال: سليمه مستعده تكملى معايا حياتى وتكونى نصى التانى، وتكونى جنتى عالأرض؟ 1
نبرة صوته أهلكت فؤادها، لترد: أنا موافقه يا عمران.
بكمباوند راقى للغايه
بفيلا فخمه
متأخر قليلا
دخل عاطف الى الفيلا
كانت شبه مظلمه، لكن كان هنالك نور ساطع بالمطبخ، ذهب لمجرد الفضول ليرى من السبب في ذالك الضوء، ربما أحد الخادمين
لكن تفاجئ بمن كانت تجلس بالمطبخ.

تحدث ساخرا: عقيله هانم، بنفسها في المطبخ، قرب الفجر يأذن، أيه هتحضرى ليا الفطور من سنين محصلتش!
ردت عقيله: كنت فين لدلوقتى؟
رد عاطف: كنت مكان ما كنت بس أيه سبب سهرك لدلوقتي بتفكرى في أيه، في سمره، بقالنا يومين هنا مسمعتكيش حتى قولتى هتصل عليها، أمال جاين القاهره، ليه مش علشان توصلى، العشاق ببعض وتفهمى سمره أنه مهما حصل غلط الواحده تسيب بيت جوزها.

ردت عقيله: بتتريق عليا، بس هرد عليك، أنا جايه القاهره، أريح نفسى هنا في الفيلا دى شويه، وبعدين أبقى أتصل على ناديه خالة الغبيه سمره، وأبقى أزورها، وأشوف سبب أنها تسيب البيت بالشكل ده، وهبقى أقولها كلامك الأهبل الواحده ملهاش الأ بيت جوزها وعيالها في المستقبل.

ضحك عاطف قويا يقول بأغاظه: لأ وأنتى أفضل من تقول النصيحه دى، قدامك أهو عندك ولد وبنت عمرهم ما حاسوا أن لهم أم، ولا حتى أنهم أخوات، واحده كل هدفها تنتقم من كل الى حواليها، عينها على الى في أيد غيرها، دايما. +
ردت عقيله: أفهم معنى كلامك يا عاطف بتقول أيه، قصدك أنى مكنتش لك أم، أنت بالذات يمكن أكتر من سولافه.

بضحكة سخريه تحدث: سولافه لها أب حنين هي كل دنيته، وأنا، أمى سابتنى وأنا عندى تلاتشر سنه وراحت أتجوزت، وسابتنى في بيت خالى، أشوف معاملة أمهم لهم وكمان خالى، كانوا أسره متفاهمه، أم ضحت بكرامتها في يوم علشان ولادها، لازم يتربوا في جو أسرى متفاهم، مش يتربوا على غل وأحقاد الماضى، لسه فاكر كلامك عن بابا، بابا بيكرهك يا عاطف، وسبب طلقنا كان علشان أنا بحبك هو كان نفسه يقتلك وأنت لسه في بطنى بس انا أختارتك وعمرى ما هسيبك، بس طبعا كان كله كلام كذب، فجأه.

ظهر رضا الجيار، وفجأه برضوا أتجوزتيه، ليه معرفش مش هقول حب، لأن قلبك ميعرفش الحب، أقولك هو كان شاب لحد ما غنى، عنده كذا سوبر ماركت، وكمان شاب صغير مش عجوز، وانتى كنتى مطلقه، وكمان غيرتك من طنط وجيده، وخالى، أزاى وجيده تبقى أفضل منك، فقولتى أتجوز رضا، هبقى معايا راجل زى وجيده ما معاها راجل، وكمان هبعد عن وشها، الى كل ما كنتى بتبصى فيه بتتحسرى، وتقولى أشمعنا هى، قولتلك قبل ما تتجوزى، بلاش يا ماما، علشان خاطرى، لكن أنتى صممتى عالجواز.

ردت عقيله: أنا أتجوزت معملتش شئ، حرام، وتفتكر أبوك متجوزش بعدى، مسألش عليك ليه، على الأقل أنا رجعت وأخدتك من بيت حمدى، أخدتك معايا أسيوط.
رد عاطف: ياريتك سيبتينى مع ولاد خالى أتربى معاهم خدتينى علشان أعيش مع جوز أم منكرش عمره لاقالى كلمه حلوه ولا كلمه سيئه، تقريبا أنا مش في دماغه، حتى أنتى كمان، وعندى يقين لو مش خوفه لتاخدى منه سولافه لكان هو كمان طلقك من زمان.

نظرت عقيله له وتحدثت بغضب: ولما بتحب وجيده وعيالها قوى كده، ليه نارك قامت لما سمره رفضتك، وليلة فرحها هي وعاصم هربت تلف بين الطرقات، ولا فاكرنى هبله، ومش عارفه أنك هتموت على سمره، دا بدل ما تشكرنى، أبوك رماك من حياته وعمره مسأل عنك، حتى مره. 1
رد عاطف: وكان هيسأل عليا أزاى وهو أعمى البصر.
تلجمت عقيله دون رد.
سمع عاصم ندائها بل أستغاثتها من بعيد أقترب.

من الصوت وقف مذهولا سمره بداخل حلقة نار تحدها من كل أتجاه، الدخان يتكاثف عليها، يحاول الدخول بين النيران، لكن لهيبها تمنعه من الدخول، الى أن أستطاع الدخول بين حلقة النار، لكن كان الوقت، أنتهى سمره أختنقت من الدخان
أستيقظ عاصم مفزوع من الكابوس، يقول: سمره!

أتى بهاتفه سريعا وقام بفتحه، رأى سمره تنام بالفيلا على فراشها، هدأ قليلا، ونهض من على الفراش وذهب الى الحمام، وفتح المياه البارده، ووضع رأسه أسفلها، علها تزيل عن فكره ذالك الكابوس المزعج.

خرج من الحمام بيده منشفه يجفف بها خصلات شعره ألقى المنشفه على مقعد بالغرفه وعاد مره أخرى للفراش، لكن جفاه النوم، فنهض وأتى بحاسوبه يعمل عليه، لبضع الوقت، لكن شعر بملل، مازال يمر أمام عيناه ذالك الكابوس، فتح الهاتف يطمئن مره أخرى، يقتل شوقه أليها كى لا يذهب لها طالبا الحب منها، لا هو ليس كعمه ويشحذ الحب من أمرإه
ولكن لما رأى هذا الكابوس الأن؟
عاد بظهره يستند على خلفية الفراش يتذكر.

لقائه بسمره قبل قليل.
فلاش باگ
بعد أن رأى الدماء بالمكتب ذهب سريعا خلف سمره ليرى ما سبب تلك الدماء، لكن لم يلحقها، بعد وقت
قام بالأتصال على حكمت، وسألها، أخبرته أنها لا تعلم عن سمره شئ فهى لم تصل بعد الى الفيلا
فطلب منها بمجرد أن تعود سمره الى الفيلا أن تتصل تطمئنه عليها. +
طال الوقت لم تتصل حكمت عليه، والكاميرات لاتظهر عودة سمره، أيكون حدث لها شئ سئ، لكن لا لكان عرف.

حسم أمره وذهب الى فيلا عمه ودخل أليها ينتظر عودتها
فى حوالى العاشره، دخلت سمره الى الفيلا
نادت على حكمت التي أتت أليها مسرعه تسألها عن حالها، ثم قالت لها أن هنالك ضيف ينتظرها بصالون الفيلا.
ردت سمره: أنا كويسه، بس مين الضيف الى هنا دلوقتي
خرج عاصم من الصالون وتوجه الى مكان وقوف سمره، وحكمت وتحدث قائلا: أنا الضيف، سيبنا لوحدنا يا مدام حكمت
أمتثلت حكمت لطلب عاصم وتركتهم وحدهم.

للحظه سعد قلب سمره، وظنت أنه جاء خلفها، يسترضيها لكن نبرت صوته جعلها تعرف أنه اتى لسبب آخر وتاكدت من ذالك، حين
تحدث عاصم بغلظه قائلا: المدام كانت فين لدلوقتي، على ما أفتكرتى ترجعى لهنا؟
رغم رجفة سمره لكن تمسكت بالقوه الزائفه أمامه تقول: أيه جاى كمان هنا علشان تقولى أن الفيلا كمان حولتها بأسمك وتطردنى منها، عالعموم، عندى شقة جدتى أتصل على طارق وأقوله يجيب مفاتيحها ويقابلنى على هناك.

عن أذنك هطلع أخد هدومى.
قالت هذا وأستدارت تعطيه ظهرها، توهمه أنها ستفعل ذالك.
لكن عاصم كان الأسرع وأمسكها من معصم يدها، بقوه
قائلا: سمره بلاش تستفزنى أكتر، علشان مقتلش طارق ده، وقدامك.
شعرت سمره من مسكة يد عاصم القويه، وعيناها الصقريه بالخوف
تحدثت بألم: أه أيدى يا عاصم.
نظر عاصم لعيناها، وجد بها الألم فشعر بمعصم يدها تحت يده، هناك شئ.

تهاون بمسكة يدها وكشف عن معصمها، وجد عليها لاصق طبى، أذن كانت الدماء بسبب ذالك وهو جرح معصمها، لكن ما السبب، ربما حين سقطت، ترك عاصم يدها
وتحدث: لأ أطمنى الفيلا دى متلزمنيش سبق وأنطردت منها بكدبه باطله قبل كده، بس مع الزمن أتأكدت، أن البنت زى أمها، بيجرى في عروقها نفس الدم والطباع كمان.
ردت سمره: قصدك أيه؟

رد عاصم: يعنى دم سلوى بيجرى في عروقك ونفس الخصال لما كانت بتلعب على عمى وهو بيصدق كذبها، لكن أنا مش زى عمى وهصدق كذلك، أتفضلى، قال هذا واخرج ذالك الهاتف من جيبه ووضعه بكف يدها
أرتبكت سمره وقبل أن تتحدث
قال عاصم: ده غير حبوب منع الحمل الى كانت في درج الدولاب بين هدومك، لأ وأنا الغبى كنت بقولك نفسى في بيبى منك يا سمره، بس الحمد لله أنه محصلش حمل، كده أفضل، علشان لما ننفصل ميكونش بينا أى رابط2.

كلمات عاصم كانت كالسهام ترشق بصدرها، تشعر بألم، كادت أن تقول له، أنها حامل، وأنها لم تتناول تلك الحبوب، لكن جمله منه أنهت كل هذا
هبعتلك أوراق الطلاق مع عمران مره تانيه أبقى أمضى عليها هتاخدى مبلغ محترم، أعتقد هتحتاجيه.
قال هذا وغادر الفيلا سريعا. +
تركها تجلس على أحد المقاعد تبكى من قسوة هذا المتكبر، لكن وضعت يدها على بطنها تقول: لأ يا عاصم مش هتعرف أنى حامل، غير أنى مش هوافق على الطلاق منك، أبدا.

بينما عاصم تجول بالسياره بين الطرقات، الى أن مل، وذهب الى الفيلا الخاصه به وأخواته.
عاد عاصم من شروده، ينظر الى الهاتف يرى سمره، نائمه، يشعر بألم في قلبه، لكن لن يستسلم لهذا الألم وسيقاومه، لن يكون نسخه من عمه، ويستعطف قلب سمره عليه.

ولكن سمره لم تكن أفضل منه كانت تنام على الفراش متيقظه، تعيد كلمات عاصم السامه لها، لكن لم صمتت ولم ترد عليه حين قال أنه من الجيد عدم وجود طفل بينهم، وضعت يدها على بطنها تتحدث بهمس قائله: بنتى الحلوه، باباكى قاسى قوى، لكن ألتمست لعاصم العذر قائله
بس معذور، بكره، يندم، أنا مش زى ماما ومش هكون زيها، أنا مش هبعدك عن حضنى.

ولا عن عاصم ومش هستخدمك في النص بينا زى ماما ما كانت بتهدد بابا بيا دايما مع أنه لو كان خيرنى كنت هختار أروح معاه لأى مكان، أنا بيجرى في دمى، دم سلوى صحيح بس مش نفس الطباع، وهعرفه، مين هي سمره بنت محمودشاهين بس مش ضعيفه زيه: يا عاصم. 2.

بمكان جميل يرى الجبل من بعيد
وقت شروق الشمس
التى تشق الظلام
كانت سليمه تقف بشرفة غرفتها ترى هذا المنظر الجميل مع نسمات الخريف البارده قليلا، فالطقس بدأ يتبدل أقترب الشتاء، رغم أنها بمدينه كبيره، لكن النسمات البدريه محمله بهدوء نفسى
نظرت من بعيد ترى الشمس تسطع، تعطى ضياء للعتمه
شعرت سولافه بمن فتح باب غرفتها ودخل، هي تعرف من فلا لا يوجد بالشقه سواهم.
تبسمت وهي تنظر خلفها قائله: صباح الخير، يا بابا.

رد رضا ببسمه: صباح النور على ملاكى
تبسمت سولافه وهي تقترب من والداها قائله: أيه صحاك بدرى كده يا بابا؟ مش عادتك.
رد رضا: أقولك سر، زمان قبل ما أتجوز كنت متعود أصحى بدرى يمكن قبل الفجر، وأنزل أجرى وأشم هوا البدريه، بس بقى مع الوقت والسن كبر خلاص بقى.
ضحكت سولافه: بس أنت يا بابا سنك مش كبير، بس ليه دايما بحس أنك أكبر من عمرك؟

رد رضا: السن الحقيقى يا بنتى مش هو الرقم المكتوب في البطاقه، السن في القلب، وأنا حاسس أنى خلاص عجزت زى ما عقيله بتقول عليا.
تنهدت سولافه قائله: وليه بتسمع كلامها، في أيدك تعود شاب تانى، وتعيش حياه تانيه، أسألك سؤال يا بابا، وتجاوبنى بصراحه؟
رد رضا: أسألى؟
تحدثت سولافه بمفاجأه: بابا أنت مفكرتش تطلق ماما قبل كده، أو حتى أنك تتجوز مره تانيه، علشان تخلف ولد بعد ما ماما أستئصلت الرحم، ومش هتخلف تانى.

رغم ان سؤال سولافه مفاجئ، لكن رد رضا: لأ ملاكى عندى بالدنيا كلها، وبصراحه خوفت من عقيله تبعدك عنى، زى ما عملت مع عاطف وأبوه، ورضيت بالحياه بينا بس علشانك يا ملاكى، ومش ندمان أبدا، تعرفى أنى خايف في يوم تبعدى عنى. +
ضمت سولافه والدها بشده قائله: عمرى ما هسيبك أبدا يا بابا.

ضحك رضا بحنان: لأ هيجى يوم وتسيبنى وتروحى تبنى حياه تانيه جديده وسعيده مع شخص غيرى، وبتمنى يكون عارف أنه خد قلبى معاه، أنا حاسس بيكى من يوم ما رجعتى من بيت خالك حمدى أخر مره وكمان تغير رقم تليفونك، بس هقولك نصيحه، يا بنتى، حكمى الأتنين عقلك مع قلبك مع بعض، مش لازم واحد يطغى على التانى، المثل بيقول صاحب العقل بيريح صاحبه.
بعد مرور يومان
بشقة رفعت الهادى.

جلس عمران يضع يده بيد رفعت يردد خلف المأذون أقواله الى أن أنتهى عقد القران
قامت وجيده وحضنت سليمه قائله: مبروك عقبال الزفاف
تبسمت سليمه لها لا تعرف سبب تلك الراحه التي وجدتها بحضن تلك الأنسانه.
قام
عامر، وأيضا عاصم بتهنئة عمران
وقامتا أيضا
كل من سولافه، وسمره بتهنئته ثم ذهبن الى سليمه وتهنئتها هي الأخرى ووقفن جوار بعضهن الثلاث، نظرت لهن وجيده، وبداخلها غصة
فهولاء هن معذبات قلب أبنائها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة