قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنا الرعد الجزء الثاني للكاتبة شيماء أشرف الفصل الخامس

رواية أنا الرعد الجزء الثاني للكاتبة شيماء أشرف الفصل الخامس

رواية أنا الرعد الجزء الثاني للكاتبة شيماء أشرف الفصل الخامس

في مستشفى روح الأمل نذهب لداخل مكتب حازم و كان بيدرس احد حالاته و امامه يقف الطلاب الجدد ألي بيدربهم فقال بعد ما ساب الملف ألي في ايديه...

حازم: دلوقتي في عملية انا هعملها بعد نص ساعة و هي هتكون عملية استئصال ورم في المخ، محمد و مليكة هيدخلوا معايا العملية اما ممدوح و سلمى و مينا فهم هيدخلوا مع دكتورة رانيا في عملية إزالة دوالي في قدم لمريض، طبعا ده تقسيمي ليكم بما انكم حضرتم معايا نفس العملية امبارح لمريض تاني...
محمد: بس مليكة لسه مجتش يا دكتور...
حازم بستغراب: يعني ايه مجتش هي مش عارفة مواعيد المستشفى هنا...

سلمى: ممكن يكون حصل حاجه بسببه اتأخرت يا دكتور حازم...
حازم بهدوء: خلاص، اتفضلوا انتم اجهزوا عشان العمليات و اول ما مليكة تيجي خلوها تجيلي اول حاجه، اتفضلو، امئوا ليه الأربعة و بعدها خرجوا و هو رجع بضهره على الكرسي لورا و هو يبتسم عندما تذكر اول لقاء له مع مليكة...
Flash back
في مكتب دكتور عادل كان بيتكلم معاه حازم و هو قاعد و كان بيقول.
حازم: الحمد لله يا دكتور مياسين بقت كويسه و اهي رجعت للبيت.

دكتور عادل: الحمد لله انت عارف اني بحب مياسين زي بنتي سارة، انا عمري ما هنسى جميلها لما انقذت بنتي قبل ما الحيوانات يعتدوا عليها، لولاها كانت بنتي خسرتها انا كل يوم بحمد ربنا انه وقف لبنتي بنت زي مياسين...
حازم ببتسامه: الحمد لله يا دكتور، ربنا يخليهالك، و اهو خلاص قربت تتجوز هي و بشمهندس محسن...

دكتور عادل: ايوه هما هيعملوا الفرح بعد اسبوعين و طبعا انتم اول الناس معذومين فيه و الدعوة هتوصل ليكم بأذن الله اول ما تطبع، اكيد انت جاي...
حازم: انشاء الله يا دكتور، و قبل ما يكمل حازم كلامه سمعوا خبط على الباب و تليها دخول بنت و كان حازم متفاجئ فقد كانت نفس الفتاة التي اصتدم بها و قامت بتهزيقه و التطاول عليه، انتبه لها و هي تتكلم مع دكتور عادل...

البنت: صباح الفل عليك يا عدولة، اخبارك يا راجل واحشني. ايه ده اغيب عنك شهر بس تقوم بتحلو كده، اخس عليك عاوز تتجوز من ورايا، طب قولي اجيب ليك عروسه و اهو تتجوز على فوفا، ولا اقولك اتجوزني انا...
دكتور عادل بضحك: ههههههههههههه. يا بت يا مليكة انتي مش هتبطلي اللماضة بتاعتك دي، طب ايه رأيك هقول لفوفا و هي هتمسي و تصبح عليكي بشبشبها انتي عرفاه صح، دي حالفه لما تشوفك انها هتديكي بيه.

مليكة بذعر: لا و حياة شبشب فوفا متقولهاش، لحسن الشبشب ابو وردة بتاعها ده بيوجع اوي، كانت مليكة بتتكلم و هي بتدعك وشها بتذكر...
دكتور عادل: تستاهلي عشان بقالك شهر و هي مشفتكيش، ده حتى سارة بنتي كل يوم بتدعي انك تلبسي في الحيطة...
مليكة بغيظ: اسكت يا عدولة متفكرنيش لحسن باين كده دعوة سرسورة استجابت...
دكتور عادل بستغراب: ده ازاي.

مليكة بتذكر و كان واضح عليها الغضب: ايوة والله يا عدولة و انا جايه ليك لبست في شاب، شاب ايه ده حيطه من حديد و الصلب، لا و البيه مش يتأسف لا واقف زي التمثال قليل الزوق ابو عيون زتوني ده، تصدق يا عدولة برغم حلاوته لكنه متخلف...

حازم بمقاطعه و غيظ: ده على اساس انك سبتي ليه فرصه انه يتأسف صح. و كمان متخلف، انتبهت مليكة لمصدر الصوت و لم تكن منتبها ان هناك شخص موجود أيضا عندما دخلت للمكتب و عندما رأته انصدمت و قالت.
مليكة بصدمة: هو انت...
حازم بسخرية: لا خياله، ايه ده، انتبه حازم لوش مليكة ألي بقى كله احمر زي الدم بدرجة غريبة، و لكن قبل ما حازم يعمل اي حاجه لقاها خرجت بتجري برا المكتب و اختفت...

حازم بصدمة: والله البت دي اكيد مجنونة...
دكتور عادل بضحك: ههههههههههههه، معلش يا حازم هي كده لما بتتكسف من حد...
حازم: طب وشها احمر بسبب انها اتكسفت، هي ام لسان طويل ده عاوز يتقص، قال بتتكسف، انا شاكك ليكون عندها حاجه صحيه.
دكتور عادل: لا متقلقش هي كويسه مش بتشتكي من حاجه. هي بس عندها وشها بيحمر جامد لما بتتوتر او بتتكسف او بتضحك فاوشها بيحمر لدرجة دي...

حازم: تمام، عن اذنك يا دكتور عادل، و لما خرج حازم و لسه بيقفل الباب خبط في حد و لما رفع وشه للشخص قال.
حازم: شوفتي انتي ألي بتخبطي الأول مش انا...
مليكة بألم بسيط: انا بردو ولا انت، انا مش فاهمة انت ايه حيطه سد...
حازم ببرود: لا هوا، و دلوقتي قدامك عشر دقايق و تستلمي الشغل يا استاذة. و كمان ده غير التأخير بتاع حضرتك...

مليكة بتذمر: طب انا مالي هو انا ألي قلت للعربية اتعطلي اوووف، وسع ليا كده ياعم انت نسيت اعرف مكان تدريبي. وسع ليا الله، كان يوم اخضر و اصفر لما شوفتك، اوعى. و راحت مليكة زقاه و دخلت لدكتور عادل و هو واقف باصص مكان ما هي كانت واقفه.
حازم: يوم اخضر و اصفر، البت دي اكيد هربانه من مستشفى الأمراض العقلية. انا لازم اسأل لو في مريض هربان منهم...
The end
Flash back.

و كان بيفتكر شكلها و صدمتها لما عرفت انه هو ألي هيكون الدكتور ألي هيقوم بتدريبها في المستشفى و لكن كان يظن انها مجرد بنت مدلعة و لكن في اليومين ألي فاتوا لقاها مجتهدة و دايما و مركزة في اي ملاحظة او اي عمليه بيخليها تكون موجودة فيها، و هنا فاق حازم عن تفكيره بسبب صوت الباب ألي اتفتح بقوة و لما بص للفاعل وجدها مليكة و هي بتنهج و بتقول...

مليكة: انا اسفة يا دكتور حازم على التأخير. بس واللهي المرادي كان في اتنين متخلفين كانوا بيرخموا عليا و حاولوا يقربوا مني...
حازم بقلق و غضب لا يعرف مصدره: طب و حصلك حاجه، و مين دول ألي قربولك، و ازاي يقربوا منك اصلا...
مليكة؛اهدى بس يا دكتور اهدى، متقلقش انا اتصرفت معاهم و خلتهم يفكروا ميت مرة قبل ما يقربوا مني...
حازم بجهل: و انتي عملتي ايه، ضربتيهم.

مليكة: ضربتهم ايه بس يا عم ده المشهد ده قدم اوعي، كل ألي عملته حدفت عليهم بيض بايظ...
حازم بصدمه: عملتي ايه. و جبتي منين البيض البايظ ده.
مليكة: حدفتهم بالبيض، أبدا كان في البيت عندي بيض بايظ خدته معايا في العربية و بعد ما نزلت لقيت المتخلفين دول بيعاكسوني قمت جبت البيض ده و حدفتهم بالبيض و جريت دخلت المستشفى على طول، بس تشوف منظرهم تموت على نفسك من الضحك، ههههههههههههه...

حازم بغيرة حاول اخفائها: طبعا ماهو انتي لابسه لبس ضيق عليكي، لازم يقربوا منك.
مليكة.

مليكة برفع حاجب: و ماله لبسي يا دكتور ماهو محترم اهو، و على فكرة ده تفكير اي راجل ان البنت لو لابسه لبس و اي شاب قربلها يقولوا ان البنت السبب، البنت ألي بتلبس عشان تغريهم، و هما اصلا مش بيكونوا في بالنا، حتى لو لبس محتشم او غيره بردو بيعكسوها في الشارع، حتى المتنقبة ألي بتكون لابسه لبس واسع و مخبيه اي حاجه فيها حتى وشها و كف ايديها بتتعاكس بردو، يعني العيب مش فينا احنا. العيب فيهم، هما فاكرين ان سكوتنا بيكون ضعف او خايفين، لكن احنا بنبقى مش عاوزين الفضايح ألي اول ما بتحصل بيتهموا البنت فيها. لكن طلما كده او كده المجتمع هيتكلم عننا يبقى ناخد حقنا بإيدينا افضل...

حازم بهدوء: معاكي حق في كلامك. تقدري تروحي انتي و تجهزي نفسك عشان في عملية هتدخلي معايا فيها كمان شوية يلا، و اخر مرة تتأخري يا مليكة...
مليكة: حاضر يا دكتور. و بعد خروج مليكة انفجر حازم في الضحك و هو يقول...
حازم بضحك: ههههههههههههه، فعلا مجنونة، ههههههههههههه...

في البيت و عند عنان و غياث. و قد كانوا لا يزالون يجرون و بعد مدة توقف الأثنان و هم بياخدوا انفاسهم بالجهد فتكلمت عنان و قالت.
عنان و هي تمسح عرقها: مين فينا ألي كسب...
غياث: محدش فينا كسب، عشان كده واضح ان كل واحد فينا ليه طلب عند التاني ايه رأيك...
عنان: موافقه...
غياث: طب يلا اطلبي اي حاجه انتي عاوزاها...
عنان بتفكير: إذا كان كده انا عاوزة ألعب معاك ماتش ملاكمة...
غياث بتفاجئ: نعم، ماتش...

عنان: ايوه ماتش ملاكمة...
غياث: و انا ألي فاكرك هتقولي اجبلك عربية او فستان او شكولاتة.
عنان بسخرية: ليه يا بابا، حد قالك اني من البنات ألي عاملة زي عروسة باربي، يلا بس كده و احنا مسخنين تعالى ألعبك متش...
غياث بذهول منها: عروسة باربي و مسخنين، انتي متأكدة انك بنت يا عنان.

عنان بسخرية: لا راجل و يلا بقى، تحركت عنان لداخل صالة الچيم و راحت دخلت جوا الحلبة الصغيرة ألي ماك عملها ليها و هي بتستعد فبصت ناحية غياث و قالت...
عنان برفع حاجب: ايه يا غياث انت رجعت في كلامك ولا ايه...

غياث ببتسامة: لا طبعا، انا عمري ما ادي كلمة و ارجع فيها، تقدم غياث منها بعد ان ارتدى قفازات الملاكمه و وقف الاثنان امام بعضهم و بلحظه كانت عنان تقوم بضرب غياث في وجهه و لكنه تفاداها بصعوبة وسط دهشته و لم ينتظر التفكير و كان هناك عدت لكمات تأتي لها و هو حقا مندهش من هذه التي امامه لم يكن يصدق انها بهذه المهارة و بحركه منها قام بلفها يقربها منه و يده حول رقبتها و اليد الأخرى تمسك بأحد يديها، و هنا سمع صوت عنان و هي بتقول.

عنان ببتسامة: ممتاز، مكنتش فاكرة انك بالمهارة دي.
غياث: انتي لسه متعرفنيش يا عنان. و كمان النظرية بتقول القوة تغلب المهارة، و انا الراجل و انتي الست، عشان كده انا بقول انك متعرفنيش لسه...
عنان بمكر: ولا انت يا غياث تعرفني، و بحركة مقدرش يتوقعها غياث قامت عنان بلف دراع غياث ألي على رقبتها و راحت مكعبلاها على الأرض و هي ماسكة رقبته بين ايديها و قالت له بهمس بجانب ودنه.

عنان بهمس: مش معنى عشان انا البنت و انت الراجل ده يديك الحق انك تفكر ان القوة ليك، و اديك شوفت انا غلبتك، و بعدها ابتعدت عنه عنان و هي بتخرج من الحلبة و كان غياث حاسس بالغضب و اتعصب بشدة و قال لها بحدة...

غياث: بس بردو هيفضل الراجل هو الأول عن الست في حاجات كتيرة، متنسيش انه هو ألي بيحارب عشان يحمي البلد ألي بتعيشي فيها، متنسيش انه من غيره الست مش بتعيش، هو عمود البيت، كان غياث هيكمل كلامه لكن ما قالته عنان اخرسه لما قالت.

عنان بمقاطعة: اولا الحامي هو الله، هو ألي بأيده يحمينا بعدها انتم بتيجوا، تاني حاجه لولا الست مكنتوش عايشين، لأنها هي ألي بتخلف و بتتعب، أما انكم عمود البيت فالست هي البيت كله، عمرك ما هتحس بالألم ألي هي بتحس بيه لما بتولد. ألم كأن ضلوعها كلها بتتكسر، عمرك ما هتحس بوجع ام على ولادها لما بيتعبوا، عمرك ما هتكون زيها لما هي تربي و تنضف و تذاكر و تمشي امور البيت و تشيل كل المسئولية على ضهرها لوحدها، مش هتفهم انها تفضل صاحيه طول الليل ترضع و هي لسه حتى مخفش جرح ولادتها. مش هتفهم يعني ايه انها تشيل مسئولية تربية اطفال لسه بيشوفوا الدنيا، مش دايما بيقولوا الأم مدرسة إذا اعدتها اعدت شعب طيب الأعراف، هنا اتكلم عن الست، ده ربنا سبحان و تعالى ذكرها في كتابه كتير. البنت هي سورة النساء. هي سورة المجادلة، هي سورة النور. هي سورة الطلاق، هي سورة مريم، هي ألي الجنة بتبقى تحت رجليها لما بتبقى ام، عشان كده مين انت عشان تقول ان الراجل هيفضل الأول على الست، تعرف لو كل واحد في البلد دي بيفهم أيه ألي بيقوله قبل ما يقوله كنا بقينا احسن بكتير. و بعد كلام عنان خرجت و بقى غياث ينظر لأثرها و هو يشعر بدمائه تغلي و عقله توقف على كلماتها، كيف تكلمت معه هكذا، لا يصدق انها فعلت هذا له، كل تفكير غياث هو انه غياث غيث ألي بنات كتير بتتمنى منه نظرة واحدة، ألي محدش يقدر يعارضه او يصحح كلامه جت دي و قلبت كل قواعده في ثانية، و هنا قال غياث ببتسامة بدأت تترسم على وشه خبيثة...

غياث بتوعد: انتي ألي بدأتي يا عنان، مترجعيش تندمي...

في احد الكباريهات و قد نرى العاملين بيقوموا بتنضيف المكان و وسط ده كانت ميلاد و حسام يدخلون و كانت ميلاد تنظر للمكان بقرف و هنا قال حسان...
حسام: انتي متأكدة من ألي بتعمليه ده يا ميلاد. مش غلط انك تدخلي المكان ده و انتي مكشوفه...

ميلاد: متقلقش يا حسام، انا عارفه بعمل ايه تعالى بس، و بالفعل شدت ميلاد حسام خلف المسرح الذي يغنون به المطربين و وقفت في احد الممرات هي و حسام و بعد دقايق كان في راجل و بنت واقفين قدامها و الراجل قال لها و هو بيخرج ورق...
راجل: اتفضلي يا ست هانم الورق اهو زي ما وعدتك، اهو الورق ده هيوديه على الاعدام على طول، الورق فيه كل صفقاته المشبوهه و تمن البنات ألي بياخدهم كمان...

ميلاد: برا وا عليك يا سيد، فلوسك هتوصلك زي ما وعدتك، و متخفش يا سيد مراتك و عيالك في حمايتي و حماية الكوبرا كمان...
سيد: تسلمي يا ست هانم...
ميلاد: و انتي يا نوجا عملتي زي ما اتفقنا.
نوجا بخبث: طبعا يا ست هانم. زي ما امرتي حصل، سجلتلك كل كلامه من امبارح و كمان كام صورة كده فضايحي حلوين يخلوه على سيرة كل لسان. و بعد ما خلصت نوجا ادت لميلاد تلفون في ايديها...

ميلاد: تمام اوي، كده مهمتكم انتهت و متخافوش زي ما وعدتكم سيرتكم مش هتيجي على اي حاجه.
نوجا: احنا مش خايفين يا ست هانم هي اول مرة نشتغل معاكي...
حسام: بس انتم ليه بتساعدوها يعني. مش خايفين لتتقتلوا اويتقبض عليكم، كان حسام اتكلم بعد ما شاف ألي بيحصل و هنا تكلم سيد و قال.

سيد: يا سعدت البيه احنا صحيح ناس فقيرة، عارف نوجا دي لهلوبه في اي حاحه عاوزة توصلها تقدر تقول كده هي زي المخبرين. يعني عارفه كل حاجه، و الست ميلاد ربنا يحميها بتساعدنا و الحمد لله اهو عيشين بفضل ربنا و بفضلها، ألي زيك يا بيه و ألي زي الناس الكبار دول مش بيشفونا بسبب الظلم و الأفترى ألي بيحصل، الراجل ده انا كنت في الاول شغال عنده سواق. و لما عرفت بألي بيعمله مقدرتش اقف ساكت و قلت لست ميلاد عليه، انا عندي تلات بنات يا بيه و كل بنت بشوفها و هو خاطفها كأني بشوف بناتي فيهم يا بيه، و انا مرضاش ان بناتي يبقوا كده، احنا ايوه ناس غلابه يا بيه لكن مش بنرضى بالحرام، و اهو ربنا مش بينسى عباده يا بيه، و انا و ألي زي بيدعي كل يوم لست ميلاد لأنها دايما بتحاول تحمينا من بعد ربنا من الأذى و الحوجه بسبب فقرنا...

نوجا: خلاص يا سيد اكيد البيه ميعرفناش، احنا هنمشي دلوقتي يا ست هانم تؤمري بحاجه تانيه...
ميلاد: لا يا نوجا، امشوا انتم دلوقتي، و فلوسكم هتوصلكم زي كل مرة، و بعد ما مشي سيد و نوجا و كان حسام لسه بيفكر في كل كلمة قالها سيد ليه و انه برغم انه ظابط لكن حس فعلا انه مكنش شايف الناس دي، كأنه مكنش يعرف حاجه عنهم، هنا فاق من تفكيره على يد ميلاد فقال.
حسام بنتباه: في حاجه يا ميلاد...

ميلاد: في ايه انت يا ابني عماله اكلمك و انت ولا هنا...
حسام: معلش كنت بفكر في كام حاجه...
ميلاد: طيب، مش يلا بينا نمشي من هنا.
حسام: يلا، و لما خرج الأتنين و ركبوا العربيه قالت ميلاد.
ميلاد: هخدك دلوقتي على الجريدة بتاعتي عشان انشر الخبر ده...
حسام بتفاجئ: هتفضحيه دلوقتي.
ميلاد بضحك: ههههههههههههه، ايوه على الصبح، انا بحب المصايب...
حسام ببتسامة: احلى مصيبه...
ميلاد بتوتر: هااا، قصدك ايه...

حسام: ولا حاجه بس صحيح قوليلي انتي عندك كام سنة.
ميلاد بمشاكسة: ليه هتطلع ليا بطاقة يا حضرة الظابط...
حسام بضحكة: لا يا قمر ده سؤال عابر...
ميلاد: لا والله. سؤال عابر، طيب يا سيدي انا عندي 34 سنه...
حسام بتفاجئ: عندك 34 سنة، انا كنت فاكرك من سن مياسين...
ميلاد: لا انا اكبر من مياسين ب6 سنين، متنساش اني ابقى خالتها...
حسام: فهمت. بس انتي مفكرتيش في الجواز ليه كل ده.

ميلاد بتنهيدة: هتعمل زي ماما انت كمان، بص يا حسام مش معنى عشان اني بنت أني لازم اتجوز و اني عشان عديت التلاتين ان فاتني قطر الجواز، لا الحكاية مش كده. مش لازم ان كل بنت تتم العشرين انها تفكر في الجواز و بس، السن ده مجرد رقم في حياتنا بس مش بيحدد مين هيموت امتى او مين هيعيش اكتر، كبير صغير كله عند ربنا سواء و كلهم هيكونوا تحت التراب. الحياة مش بالسن ده بالعقل و تفكير كل شخص في حياتنا عامله ازاي. لكن في مجتمعنا بيكون السن عندهم اهم من اي شيئ، كل بنت ليها حلم بتبقى عاوزة تحققه، الموضوع بالنسبة لينا مش بيتوقف على راجل نتجوزه و انه مينفعش الست تفضل من غير جواز، و كمان الجواز ده بيكون قسمة و نصيب من عند ربنا محدش بياخد حاجه مش ليه، ربنا بيبقى عارف كل واحد من عباده نصيبه هيبعته ليه امتى، انا مش بقولك ان كل البنات و الستات كده لا ده في ستات بتكون متجوزة عن حب او اعجاب او جواز صالونات او بتكون مرتاحه للشخص ألي قدامها فبتتجوزه، و كمان تفتكر انا لما مثلا اتجوز اي حد يتقدملي انا هبقى مرتاحه. بالعكس هكون حاسه كأني عايشة في سجن. كأنه عقاب و اتفرض عليا لمدى حياتي، انا نصيبي لسه مجاش، لسه مجاش ألي يخليني افكر على طول فيه و اني ابقى مستنيه اللحظه ألي نشوف بعض او اني اتخيله زوج ليا و اب لولادي. لسه مجاش ألي اكون مرتاحه ليه و حاسه اني مقدرش افضل من غيره، كل تفكيري دلوقتي في شغلي و بس، و لما يجي الأنسان ده وقتها هعرف ان ربنا بيبعتلي نصيبي فاهمني انا اقصد ايه.

حسام بتقدير: فاهمك. و انتي في كل كلمة معاكي حق فيها، بس تعرفي احنا قريبين في السن لأني انا عندي 33 سنة...
ميلاد بمرح: يعني انا اكبر منك بسنه، المفرود بقى انك تخليني اخرج و مفضلش في البيت زي المحبوسة و تسمع كلامي مش العكس...
حسام بسخرية: لا والله، دي هي سنة يا بنتي، و كمان انا هنا لحمايتك مش العكس يا ماما...
ميلاد بغيظ: ماشي يا بابا. و يلا بينا بقى عشان وصلنا يا رخم.

حسام بضحك: ههههههههههههه. طفلة، قال كبيرة قال...

في شركات الرعد نذهب لداخل و تحديدا بغرفة الاجتماعات نرى مياسين التي كانت تترأس طاولة الاجتماعات و كانت تحلس بكل هدوء و امامها بعض من مساعدين لها و رئساء الأدارة و كان صقر يجلس بعيد عنهم و بيبص ناحية مياسين ببرود و هي بتتكلم و كانت بتقول.
مياسين: اغيب يومين عن الشركات ألي مسكاها انا اسمع ان في شوية فيران طلعت من جحرها و بدأت تاكل في المكان، بس نسيت ان صاحب المكان ممكن هو ألي ينهي حياتها.

مدير الحسابات بتوتر: استاذة مياسين ينغع نعرف قصدك ايه بالكلام ده.

مياسين بحدة: هفهمك قصدي، ينفع اعرف ازاي صفقة ارض بمساحه كبيرة تسمح لينا بأننا نبني قرية سياحيه مهمه تروح من ايدينا بكل السهولة دي، و صفقة ارض عدنان بيه ألي المفروض نكسبها عشان نبني عليها مستشفى لسرطان للاطفال بالمجان، لا و كل منافس كان مقدم نفس الشروط ألي احنا مجهزنها عشان ناخد الصفقة لينا، ده معناه ان في واحد خاين و بيشتغل لحساب منافسينا، و انا بديله فرصه يعترف عن نفسه احسن من ان انا ألي اعرفه، و وقتها عقابه هيكون مش كويس خالص، انتظرت مياسين بعد الوقت و لكن لم ينطق احد بشيئ فنطق احدهم و قال...

المدير التسويق: يا استاذة مياسين اكيد مش واحد منا هيقدر انه يخونك احنا بنشتغل في شركات الرعد من ايام والدتك، يعني لو كنا عاوزين نغدر بيكم كنا عاملنا كده من ايام مدام رعد...

مياسين بهدوء مريب: ما هو عشان كده انا مستغربه، بس تعرف. انا عشان رحيمه هقول اخر مرة، مين ألي استغل غيابي و لعب من ورايا، و لو مش عاوز تقول يبقى احب اعرفك ان مصيرك هيبقى زي مصير استاذ حامد الوردي، هاااا، مستنيه الرد، كان مياسين بتبص لكل واحد منهم بنظر مرعبة. فقد رأت منهم المتوتر و القلق. و منهم الذي لا يعرف كيف، و هنا اكملت مياسين كلامها و هي بتقول.

مياسين: طب تمام، يبقى اس، و لكن قبل ما تكمل كلامها لقت كل من مدير الحسابات و مدير التنفيذي للمبيعات قاموا و وقفوا...
مدير الحسابات بقلق و خوف: احنا ألي سرقنا ورق الصفقات و اديناها للمنافس ألي دفع اكتر...
مدير التنفيذي بتوتر: احنا استغلينا وقت غيابك عشان نعملها من غير ما تعرفي، بس كنا مطرين، احنا عيلتنا كانت ممكن تتأذي و يجرالها حاجه.

مياسين بمقاطعة بصوت مرعب ارعب كل الحاضرين، و حقا من يراها يتأكد مئة بالمئة ان هذه هي ابنت رعد...

مياسين بحدة و هي تخبط يديها بالمكتب: مطرييييين. مطرين بأيه يا استاذ طارق، بتقولي عيلتكم كانت ممكن تتأذي او يجرالها حاجه، طب مفكرتش بالأرض ألي كان هيتبني فيها مستشفى عشان نعالج فيها الأطفال ألي اهلهم مش قادرين يتكفلوا بتكاليف المستشفيات و الأدوية، مفكرتش بالأرض ألي كنا هنبني عليها القرية السياحيه، لكن انتم عملتوا ايه، خليتوا ناس زبالة تاخدها عشان تداري وراها شغلها المشبوه، ايه كنتم فاكرين اني مش هعرف، يبقى انتم متعرفوش مين هي كوبرا الأقتصاد، مش معنى ان والدتي رعد سابت الشركة يبقى كل واحد ياخد راحته و يسرق الشركة براحته. لو رعد سابت الشركة شخصيا فهي موجودة لسه، مش معنى عشان احنا ولادها يبقى هتعرفوا تضحكوا علينا، لا اصحوا، انا كوبرا الاقتصاد، انا ألي اسمي بيرعب اي شخص...

مدير الحسابات: سامحينا يا استاذة مياسين، دي غلطة و مش هتتكرر تاني، اخر مرة...

مياسين ببرود: هي فعلا دي هتكون اخر غلطة، و عشان كده القرار ألي قررته هيتنفذ و هو رفض كل من استاذ محمود مدير الحسابات و استاذ طارق المدير التنفيذي من الشركة و تحويلهم لتحقيق و رفع قضية بالشرط الجزائي ألي حضرتهم موقعين عليه في عقد شغلهم و ألي بينص على إذا قام الطرف العامل بالغش او السرقة يتم دفع 5 مليون جنيه، ثم اكملت بسخرية، و اظن كل واحد فيكم يقدر يدفع دا انتم حتى قابضين 20 مليون جنيه، مش كده بردو، ولا ايه، و مع نهاية كلام مياسين كان وقتها البوليس بيدخل و بيقبض على مدير الحسابات و المدير التنفيذي و بعد خروجهم نظرت مياسين للباقية و قالت ليهم...

مياسين: اديكم شوفتوا ايه ألي بيحصل مع ألي بيفكر يخون مياسين او يسرقها، اتفضلوا انتم على مكاتبكم و شغلكم، مروة تروحي تاخدي الملف ألي على مكتبي و تديه لأستاذ عبدالله ألي في قسم الحسابات لأنه ألي هيكون مدير الحسابات. اما المدير التنفيذي الجديد هو استاذ ماجد و يا ريت بعد ما تبلغيهم تبعتيهم ليا على المكتب، اتفضلوا يلا، ايوه صحيح يا مروة عاوزاكي تتصلي بأيان و تبلغيه انه يجيب رسومات المشروع ليا...

مروة السكرتيرة: حاضر يا استاذة مياسين، عن اذنك، و بعدها خرج الكل من قاعة الأجتماعات فجلست مياسين و مسكت تلفونها و اتصلت على شخص و قالت...

مياسين: صفقة الأرض ألي في الصحراء و صفقة ارض عدنان، عاوزة الكل يعرف ان الكوبرا عاوزاهم، لازم بعد يومين يكون ابتدأ الشغل فيهم. مفهوم، و مع نهاية كلام مياسين رمت التلفون على المكتب و رجعت راسها لورا و غمضت عينيها بهدوء، و لكن هنا سمعت صوت صقر الذي كان يشاهد كل هذا في صمت...

صقر ببرود: تعرفي كل ألي عملتيه ده كان صح، بس عندي فضول بسيط اعرف عملتي ايه في حامد الوردي ألي اول ما سمعوا اسمعه اترعبوا بالشكل ده و اعترفوا على نفسهم، فتحت مياسين عينيها بهدوء و قامت من مكانها و اقتربت من صقر ببطئ لدرجة لا يفصل بينهم شيئ و اقتربت ناحية ودنه و قالت بهمس خبيث كالثعبان...

مياسين ببتسامو: بأختصار، خليت حياته جحيم، و مع نهاية كلامها ابتعدت مياسين عنه و بصت ليه و بعدها لبست نضارتها و خرجت برا القاعة، اما بعد خروجها فضل صقر واقف لدقايق و هو بيفكر مع نفسه...
صقر لنفسه: انا ليه مهتم اعرف عنها كل حاجه كده، ليه مبعدتهاش عني اول ما قربت مني بطريقة دي، ليه...
قلبه: يمكن بدأت تحبها...
عقله: احبها، احبها ازاي و انا مكملتش كام يوم على ما شوفتها...
قلبه: الحب مش بالوقت.

عقله: مستحيل يجي الحب ده ليه، لا يمكن يحبها...
قلبه: اومال تسمي الاهتمام ده ايه...
عقله: مجرد واجب لحمايتها، اما الحب فده تشيله من دماغك خالص، مستحيل نحب، مستحيل، و بعد صراع بين القلب و العقل تكلم صقر و قال و هو يشتد على قبضة ايده...

صقر: مستحيل اسمح بده يحصل، مش هعيد الماضي من تاني، لازم بداية الطريق ده ألي انا عارفه يقف و ينتهي، مش هسمح بأني احبها، و مع نهاية كلام صقر خرج، و لم يكن يعرف ان نا فعله الأن كان بداية لطريقة ليس به رجعة، بداية لطريق ليس به خيار غير واحد فقط...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة