رواية أنا الرعد الجزء الثاني للكاتبة شيماء أشرف الفصل الثالث عشر
بعد مرور عشر أيام على ابطالنا و كانت لسه مياسين مقاطعه خالها معتصم و سديم اللي حاولت كتير انها تتكلم مع مياسين لكن مياسين كانت بتتجاهلها و كانت سديم مع كل يوم جديد كانت بتذبل اكتر و الحزن بيمليها اكتر و بقت حاسه بتأنيب الضمير بسبب اللي عملته، نيجي هنا لجوا اوضتها و كانت قاعدة على سريرها زي كل يوم و حاضنه رجليها و باصه لقدامها بشرود و هنا فاقت على ايد نور والدتها و هي بتبتسم ليها بحنان و بتقول و هي بتقعد قدامها...
نور: يا حبيبتي هتفضلي كده لحد امتى. ده انتي حتى مش بتاكلي غير لقم تتعد، حرام عليكي يا بنتي انتي ضعفتي...
سديم بعيون حمرا بسبب قلة النوم: معلش يا ماما مش قادرة اكل ولا احط حاجه في بوقي صدقيني مش جعانة.
نور بحزن: طب يا بنتي و حفلة العرض لتصاميمك. يا بنتي مرام بتتصل بيكي كتير و انتي مش بتردي و الحفلة العرض بتاعها انهاردة...
سديم: قولي ليها الحفلة تتلغي...
نور بصدمة: حفلة ايه اللي تتلغي يا سديم، انتي نسيتي يا بنتي انتي فضلتي اد ايه تستعدي ليها و الشهور اللي كنتي بتسهري فيها عشان تصممي فساتين، نسيتي انك بعد الحفله دي هتكوني من اشهر مصممين العالم و كمان مصرية، عاوزة بكل بساطة تضيعي حلمك ده...
سديم: طب عاوزاني احضر ازاي يا امي و انا مش مبسوطه، احضر ازاي و انا مدمرة، اركز ازاي و انا بأيدي خسرت اختي و صاحبتي و سندي اللي كنت بستممد منها قوتي، اضحك في وش الكاميرات ازاي و انا موجوعه و مكسورة على اخويا و على حالة ميرال اللي لسه في غيبوبتها، ابقى مرتاحه ازاي و انا شايف عمتو رعد زعلانه مني، ابقى عادية ازاي و انا شايفه في عينيكي الكسرة و الوجع على ايان و عليا، ولا بابا، بابا اللي حابس نفسه في اوضته من ساعة اللي حصل، قوليلي بعد ده كله مش عاوزاني ألغي الحفلة و العرض...
نور و هي تمسح دموع سديم اللي كانت بتنزل و هي بتتكلم، : لو فاكرة باللي بتعمليه ده كده هيرجع كل حاجه من اللي راحت منك بطريقة دي تبقي غلطانه، يا بنتي عمره ما كان الأستسلام بيكسب حاجه، بالعكس ده بيخسر و بيخسر كتير، لازم تبقي قوية يا سديم عشان نغسك و عشاني و عشان ابوكي و عشان ايان و عشان كل شخص انتي بتحبيه، لازم تبقي قوية عشان تصححي كل غلط ارتكبتيه، بس ل ده بسببي انا...
سديم بتسرع: لا يا ماما مش بسببك متقوليش كده...
نور ببكاء: لا بسببي، انا امكم و انا اللان لازم اخد بالي منكم اكتر، لو كنت قريبة منك اكتر كنت ساعدتك في محنتك، لو كنت جنب ايان و زودت اهتمامي بعد الحادثة اللي حصلت من سنتين كان زمانه دلوقتي حاجه تانيه و مبقاش مدمن و مستهتر، شيفاكم بتضيعوا مني واحد ورا التاني و انا مش بأيدي اعمل حاجه، سامحيني يا بنتي، قربت سديم مامتها و حضنتها و هي بتبوس راسها و بتقول.
سديم: لا يا امي اياكي تقولي كده، انتي احسن ام و اطيب ام، ربنا يحميكي لينا و يحفظك، اوعي تقولي على نفسك كده انتي كنتي الحضن الحنين و رمز الأمان لينا و هتفضلي كده طول العمر، و عشانك انتي يا امي هرجع سديم بتاعت زمان، هرجع سديم القوية الانثى المتمردة، مش هبقى سديم الضعيفه المكسورة بعد دلوقتي، هرجع و هعرف ازاي ارجع صاحبت عمري مياسين و هبقى جنب اخويا ايان و مش هسيبه و اهرب زي زمان و رميه كل حاجه ورايا، ثم اكملت بمرح رغم حزنها، و دلوقتي يلا يا ست نور روحي اجهزي و جهزي الحج معاكي عشان انتم اول الخاضرين لعرض ازياء بنتك، ابتعدت عنها نور و هي بتمسح دموعها و بتبوس راس بنتها و بعدها قالت...
نور: عاوزاكي دايما كده يا بنتي مهما اتوجعتي و مهما ضاقت بيكي اياكي تستسلمي يا سديم. ربنا يريح قلبك يا بنتي و يفرحك، و بعد كلام نور خرجت من الاوضة اما سديم بعدها قامت من على السرير ة راحت دخلت الحمام و بدات تغسل وشها جامد و بقوة و بعدها رفعت وشها و بصت للمراية بقوة و قالت...
سديم: لازم تفوقي يا سديم، لازم تصلحي كل حاجه باظت لازم تفوقي من اللي انتي فيه، و بعدها خرجت سديم و نشفت وشها و مسكت تلفونها و اتصلت على شخص و اول ما جه ليها الرد...
. : لا والله حضرتك لسه فاكرة، انتي فين يا هانم بقت حضرتك بقالك عشر ايام مختفيه و قافله تلفونك و سيباني انا في الشغل ده كله و الدوشه و الدربكه دي، حرام عليكي انا بقالي يومين منمتش منك لله يا شيخه و انتي عامله فيا كده روحي يا سديم يا بنت نور الل...
سديم بمقاطعه: باااااااااااس. ايه يا مرام بالعة راديو يا حبيبتي، اهدي شوية الله...
مرام: اهدى اوا و العرض انهاردة و الهانم صاحبه محضرتش اي حاجه خالص تخصه...
سديم بهدوء: معلش يا مرام حصلت معايا ظروف شديدة عشان كده معرفتش اشوف الشغل لكن دلوقتي بقيت احسن و كمان انا حايه دلوقتي عاوزاكي تجهزيلي كل الترتيبات للعرض و تجهزيلي الفساتين قبل ما العارضات تلبسها و تجبيلي الاوراق اللي هيحضر الحفله و كمان تجهزي مواعيد العرض و دخول الضيوف و اماكن الصحافة...
مرام: أخيرا، متقلقيش يا سديم كل ده جاهز بس مستني حضورك...
سديم: خلاص تمام نص ساعة و هبقى موجودة، و بعدها قفلت و راحت عشان تغير هدومها و تستعد...
نيجي هنا في جينيه بتاعت القصر و كانت ميلاد قاعدة و قد فاقت من اسبوع منذ اسبوع و هي الان في حالة تحسن و كان حسام طول الاسبوع ده قاعد معاها و كان بيهتم بيها...
حسام: انا قلت هتاكلي دي كمان يعني هتكليها يا ميلاد...
ميلاد بعبوس: يووووووه بقى يا حسام ما قالنا مش قادرة حرام عليك انا حاسه اني هنفجر من كتر الأكل ال، و لم تكمل كلامها بسبب المعلقة المليانة بالأكل في بوقها بسبب حسام...
حسام ببرأة مصطنعة: شاطرة يا ميلو اهو كده بتسمعي الكلام يا طفله.
ميلاد بغضب طفولي بعد ما بلعت اللي في فمها: تصدق انك رخم يا حسام، في حد يعمل كله و كمان مين دي اللي كفله يا اهبل انت حتى احترم اني اكبر منك...
حسام بغيظ: دي هي سنة يتيمه ياختي الفرق بيني و بينك يا ماما، بتحسسيني انهم سنين...
ميلاد بنبرة حزينة لاحظها: بس هتفضل معناها اني اكبر منك يا حسام، كان حسام بيبص لميلاد و هو مش فاهم ليه نبرة الحزن دي في صوتها و ليه قالت كده...
حسام بهدوء و هو يقوم بتدخيل معلقة الطعام في فم ميلاد: طب بطلي تفكير بقى يا صغنن في الكلام ده و يلا خلصي اكلك و خدي العلاج و ريحي شوية قبل ما نروح الحفله...
ميلاد بجهل: حفله، حفلة ايه...
حسام و هو يعطي العلاج ليها: حفلة سديم، انا نسيت اقول ان عرض الأزياء بتاعها انهاردة و هي مشيت من الصبح بدري لهناك عشان تجهز...
ميلاد بتفهم: ربنا يوفقها هي كانت مستنيه اليوم ده بفارغ الصبر، اتمنى انها تتصالح مع مياسين عشان تكمل فرحتها و تكمل فرحتنا كلنا لما تصح ميرال...
حسام: انشاء الله كل حاجه هتبقى بخير. و يلا بقى دلوقتي روحي يلا و اطلعي اوضتك عشان ترتاحي عشان مفعول الدوا، هنا قربت الممرضة من ميلاد و سندتها و قام حسام و كان ماشي لكن صوت ميلاد وقفته و هي بتقول...
ميلاد ببتسامه: حسام، شكر...
حسام ببتسامه غامضة: مفيش داعي انك تشكريني على حاجه بعملها ليا، و بعدها مشي حسام و نظرت ميلاد لمكانه بستغراب و لكن بعدهت نفضت تفكيرها بعد ما حست بالأرهاق و اتجهت بمساعدة الممرضة عشان ترتاح...
في مستشفى روح الامل ندخل لجواها و نروح عند حازم اللي كان بيمر في المستشفى عشان يشوف الأحوال و تعامل الدكاترة مع المرضى و وسط فحصه شاف مليكة و هي بتتكلم مع طفله صغيره في السادسة من عمرها و كانت بتكشف عليها و كانت بتقول...
مليكة بمرح: لا ده احنا بقينا اقوياء بقى و قلبنا بقى جامد يا سمسمة...
سمسمة بطفوليه: ثكرا يا دكتورة مليكه، بس متقوليث سمسمة دي عشان مث حلوة، قوليلي سوسو، او سارة بس.
مليكة بضحك: ههههههههههههه، ماشي يا ست سوسو، قوليلي بقى جاهزة عشان تاخدي العلاج...
سارة بعبوس: لا مث جاهزة، يا ملوكة انا مش بحب الدوا طعمه مش حلو...
مليكة بحنان و هي تربت على رأس سارة: معلش يا سوسو بس لازم تاخدي الدوا يا حبيبتي متنسيش انك خارجه من عملية كبيرة و كمان كانت بسب قلبك، عشان كده لازم ناخد الدوا عشان نخف و ترجعي تجري و تلعبي و تتنطتي من تاني. مش انتي عاووة ترجعي لصحابك و تروخي المدرسة من تاني من غير ما تتألمي...
سارة بفرح: ايوة عاوزة ارجع تاني اقابل صحابي و افضل اجري كتيييييير اوي، كانت سارة بتشرح لمليكة بطريقة طفولية و حركات مضحكه فأبتسمت ليها مليكة و قالت...
مليكة: خلاص يا سوسو يبقى يلا خودي الدوا عشان تخفي بسرعة و ترجعي تعملي اللي انتي عاوزاه، و بالفعل قامت مليكة بجعل سارة تاخد الدوا و بعدهت قالت تعليمات لوالدة سارة و لما جت وخرج لقت حازم في وشها و كان بيبص ليها بهدوء...
حازم: مليكة عاوزك على مكتبي...
مليكة: حاضر يا دكتور حازم، و بالفعل خرج حازم و خلفه مليكة و بعد مدة دخل الاتنين المكتب فقال حازم...
حازم: انا مش كتبت ليكي على اجازة لمدة شهر عشان الكسر اللي في ايدك و الجروح اللي في وشك دي...
مليكة: يا دكتور حازم انا فضلت عشر ايام راحه و ده كتير عليا صدقني انا مش تعبانه و كويسه، انا لو فضلت في البيت من غير الشعل صدقني بطريقة دي هتعب اكتر...
حاوم بستسلام: خلاص يا مليكة خليكي، بس هتقومي بس بالكشف على المرضى مفيش عمليات هتدخليها لحاد ما دراعك يخف تمام يا مليكه...
مليكة: تمام يا دكتور...
حازم ببتسامه اثرت قلب هذه الفتاة: بس انا عاوزك توعديني الاول انك لو حاسيتي بأي تعب يا ريت تقولي...
مليكة ببتسامه: حاضر يا دكتور، عن اذنك.
حازم بمقاطعه: لحظه استني يا مليكة...
مليكة: في حاجه تلنيه يا دكتور حازم...
حازم بلطف: اتفضلي الدعوة دي...
مليكة بستغراب: دعوة ايه دي...
حازم: دي دعوة لعرض ازياء للمصممة سديم، سمعتي عنها...
مليكة: ايوه طبعا ده انا بحب تصميم الفساتين و الموضة إلى بتعملها و لما بينزل في المحلات من تصميمها بشتريهم حتى لو تقليد. ههههههههههههه. بس ميغركش والله محدش بيفرق اذا كانوا تقليد او لا...
حازم بصحك على هذه المحنونه: ههههههههههههه، طيب يا ستي اتفضلي الدعوة اهي و العرض هيبدأ الساعة 7 هستناكي تيجي...
مليكة ببتسامه: انشاء الله، عن اذنك، و بعدها خرجت مليكة و تركت هذا الولهان الذي تضربه عواصف من المشاعر لا يعرف سببها، راح و قعد على الكرسي بتاعه و رجع ضهره لورا و قال...
حازم بسرحان: يا ترى انا بعمل معاكي كده ليه، و ايه سبب اهتمامي بيكي برغم اني معرفتي بيكي مش كبيرة، يا ترى ايه اللي مستيني معاكي يا مليكة يا صاحب العيون كالموج الأزرق الصافي...
في مبنى المخابرات و عند رئيسهم و كانت مياسين قاعدة قصاده و على محياها ابتسامه حنونة و هي بتقول...
مياسين: واحشتني جدا يا انكل حسين...
حسين بضحك و حنان ابوي: يا بت يا بكاشه لو كنت واحشتك فعلا كنتي جيتي ليا و سألتي يا بت.
مياسين: خلاص يا سحس خلي قلبك ابيض بقى، و كمان انت عارف اللي فيها بقى يا سحس...
اللوا حسين بصدمة: سحس، بقى انا لوا المخابرات يتقال عليا سحس، بت انتي لولا اني اللي مربيكي مش ابوكي ده اللي هو صاحبي كان زماني دلوقتي حابسك على سحس دي...
مياسين بسخريه: ماهي تربيه منيلة.
حسين بعيني ضيقة: قصدك ايه يا بت يا مياسين.
مياسين ببرأة مصطنعة: انا، مقصدش حاجه خالص، المهم خلينا في اللي جايه في و بعدها نبقى نتناقش في التربية دي...
حسين: انا قلت دخولك لهنا مش مريحني، في ايه يا مياسين...
مياسين بهدوء: كنت عاوزة اس، و لكن قاطع مياسين دق على باب المكتب و سماح اللوا حسين لطارق بدخول و كان هذا الشخص هو صقر اللي بص لمياسين بهدوء و بعدها بص لحسين و قال...
صقر: اتفضل يا فندم دي كل المعلومات اللي قدرنا نخرجها احنا و الأمن الوطني من اللي مسكناهم...
حسين: برا وا عليكم يا ولاد، كده تمام سيب المعلومات دي و انا هطلع عليها، ها يا مياسين كنتي هتقولي ايه.
مياسين: يا انكل كنت عاوزة اقولك اني هسافر بكرة بليل لأمريكا و كنت عاوزة التصريح عشان عارفة اني ممنوعة من السفر...
صقر بحدة: يعني ايه تسافري، انتي واعية للي بتقوليه انتي كده بتحطي نفسك في الخكر متنسيش يا هانم ان في ناس من المافيا بتدور عليكي و انتي لما تسافري هتروحي لبلد فيها مافيا...
مياسين متجاهلة: يلا يا انكل مش عاوزة اضيع وقتي لأن في مشاكل في الفرع لشركاتي هناك لازم اروح و كمان يا ريت تغير فريق الحماية بتاعتي واولهم سيادة المقدم صقر لأن واضح اننا مش مرتاحين مع بعض.
صقى بحدة: انتي باقولي ايه، ايه الكلام اللي بتقوليه ده، انا مستحيل اسيب حمايتك...
مياسين: والله يا سيادة المقدم انا مطلبتش منك انك تحميني مش بمزاج، انا مستغنيه عن حمايتك ليا...
صقر: انتي بتتكلمي بجد، هو احتا كتا مخطوبين و بنسيب بعض، انا ظابط يا استاذة مياسين، ظابط مخابرات و مهمتي اني احمي البلد و احمي الناس اللي بتموت على ايد الإرهاب، و انا مسئول عن حمايتك و حماية البقية، و انا مش من عوايدي اني اسيب مهمة انا كلفت بيها، و بعد كلام صقر كام بيبص ليها بحدة و نظرة مرعبة و لكن لم تتأثر مياسين بها و قالت و هي بتقوم بكل برود ولا مبالاة...
مياسين: انكل حسين هستنى التصريح بكرا و الظابط الجديد يا انكل، يلا سلام، و بعدها لم تعطي مياسين الفرصة لحد و خرجت برا المكتب تحت نظرات صقر الغاضب و نظرات حسين الغامضة...
حسين في سره: لأمتى هتفضلي لكده يا مياسين، لأمتى، ثم نظر حسين لصقر و قال...
حسين: صقر، انت...