قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السادس

وقد يتغافل القلب عمدا عن عيوب لا دواء لها أملا في الاستمرار ولكن يأبى القلب الانصياع بعدما يصدم مرة وأخرى فيعلن عصيانه ويقسو ورغم الألم الذي يقبض بقوة فوق القلب الا أن العقل عندما يأخذ قراره لا يتراجع مهما حدث.

كانت هيام تنظر الى مصطفي ولا تستطيع الرد فقط تحاول أن تلتمس له عذرا لكلماته الجارحة الا أن عقلها اكتفى ورفض الخضوع، اقتربت منه ودموعها تعلن انكسارا وخيبة أمل ومدت يدها تشير اليه أن يتوقف عن الكلام
نظر اليها بغضب لكنه انتظر ان يستمع إلى ما تقول
همست اليه بصوت أصابه من الخذلان وخيبة الألم ما يفوق تحمله قائلة:
انا كنت بتغاضي عن تصرفاتك لأني عارفة اد ايه انت اتعذبت، عارفة طعم الخيانة وجربته.

نظر اليها مصدوما فاستكملت: اه جربته، مش لازم يكون من حبيب او زوج، أمي مثلا اتخلت عني وعن ابويا بعد ما تعب وصحته راحت، سابتنا بسهولة وراحت اتجوزت وعاشت حياتها وانا وبابا كملنا حياتنا كل واحد فينا بيمثل انه ناسي بس انا عمري ما نسيت وهو مستحيل ينسي
ورضيت انا بنصيبي وحاولت اشتغل واشغل نفسي ورفضت احب او اعلق نفسي بحد ويخذلني لأني مش هتحمل كسرة قلب تاني.

بس طلعت غبية وحبيتك؛ حبيت حد مفروض يكون جرب الظلم فميظلمش غيره..
جرب احساس وطعم الجرح فيحاول يبعدني عن الاحساس ده، ايه اللي ممكن يخليني انشر حاجة زي دي عن جودي، رد عليا وقولي مبرر واحد يخليني اعمل فضيحة زي دي لإنسانة عمرها ما اتسببتلي في أذية، طمعانة مثلا في فلوس وشهرة، الحمد لله مش محتاجة فلوس وطول عمري ببعد عن الشهرة؛ بتجنبها وبخاف منها
أحس مصطفي بتسرعه فتحدث متسائلا بتردد.

مفيش حد غيرك يعرف حكايتنا وموضوع ميادة وسهيلة؛ هيكون مين يعني.!؟
هيام بجمود: ميهمنيش اعرف ومش مشكلتي واتفضل امشي قبل بابا ما يصحى ويحس بحاجة بس قبل ما تمشي تطلقني
مصطفي بصدمة: اطلقك!
هيام: اه ايه الغريب في كلامي انت شايفني واحدة خاينة وانا شايفة اني اتسرعت لما ارتبطت بيك
مصطفي بحزن: ووالدك هتقوليله ايه؟ وهيتحمل انك تطلقي واحنا فرحنا قدامه اقل من اسبوع
هيام: ملكش فيه، ابويا انا هتصرف معاه.

مصطفي: انا هسيبك تهدي واروح اشوف حل للمصيبة اللي حصلت وياريت تفكري بهدوء وطالما عاوزة تطلقي يبقي نكمل الجواز للأخر وبعد الفرح نبقى نتطلق
هيام بغضب: قولتلك لا، انا مستحيل اتجوزك او اكمل مع واحد زيك حياتي
مصطفي بتوتر وصراع بين قلبه وعقله:.

هيام انا أسف؛انا بس تايه ومش حاسس بنفسي بقول ايه وبعمل ايه، انا مليش حد غير سهيلة ويزيد وبعتبرهم اهلي واصحابي ولما قرأت الاخبار حسيت ان انا السبب، يمكن لو مكنتش اتكلمت وحكيت معاكي مكنش كل ده حصل
هيام صارخة بوجهه: انا معرفش مين اللي نشر الاخبار دي، معرفش وكويس ان الموقف ده حصل علشان اعرف اننا مينفعش نكمل مع بعض، اتفضل بقي امشي وياريت تنفذ اللي طلبته منك.

مصطفي بخفوت: مش هقدر اطلقك انا عارف ان صعب نكمل مع بعض بس مش هقدر اكسر فرحة والدك وأدي فرصة للناس يتكلموا عنك وعنه..
تركها وغادر مسرعا يصاحبه ألم بقلبه وندم لن يفارقه فمن الواضح انه كسر الثقة بينهما وهدم صرح حبهما في مهده...
وكتمت هي شهقاتها المتألمة تحاول الا يصل صوتها إلى والدها فتزيده حزنا واكتفت هي بالألم لنفسها وما اصعبه من شعور عندما تستأثر بالألآم لنفسك ولا تجد من يشاطرك عبئ حملها...

كانت نوارة صامته تخشى على ابنتها من جرح جديد وكان جاد حائرا فبعدما توطدت علاقته قليلا بميادة اتت تلك العاصفة لتهدد ذاك الرباط فهو الأن يشعر برغبة في الصراخ بوجه الجميع لم ابتعدت شقيقته تلك السنوات ولم عادت الأن؛ هل عادت لتقلب حياتهم رأسا على عقب؛ هل هو قادر على مواجهة المحيطين بهم والدفاع أمامهم عن شرفه وشرف شقيقته التي اختفت سنوات طوال هل هناك من تدخل الى المجال الفني وتحافظ على نفسها وتصون شرفها ام ما يسمعه هو ويقرأه حقيقة ومؤكد ان ميادة تنازلت عن الكثير لتصل إلى تلك النجومية، نفض عن رأسه تلك الافكار القاسية وتحدث اليها قائلا:.

ناوية تعملي ايه يا ميادة؟
ميادة بهدوء: المفروض اعمل ايه يا جاد..؟
جاد: تبعدي عن العك ديه وتسيبك من التمثيل والفن والكلام الماسخ، انتي ماشاء الله مهندسة ودارسة برة مصر ومعاكي شهادات كتير ولغات
ميادة: وايه كمان؟
جاد: يعني ايه وايه كمان، يعني الناس مهتبطلش كلام عنك وعننا بعد الصور والحديت المنشور ديه
ميادة: عادي، اطلع قولهم اني مش اختك ولا تعرفني
نوارة بحدة: وبعدهالك يا ميادة، اخوكي ميجصدش اللي في راسك.

ميادة: لأ يقصد، الاستاذ جاد خايف على اسمه وسمعته وبيؤمرني اعمل ايه وناسي اني اكبر منه مش عيلة صغيرة غلطت ولازم تتعاقب؛ انا فاهمة كويس ان الفن مش أولوية ولا حاجة سهل الناس تتقبلها وعارفة كويس ان في ناس كتير سمعتها سيئة بس انا مش منهم وواثقة من نفسي وتربيتي كويس.

جاد: محدش جال غير اكده ومش معني اني خايف عليكي تزعلي وتجولي اني خايف على حالي، مهنكرش واجولك لاه بس حجي اخاف على نفسي وعليكي وعلى اسم ابوكي الله يرحمه
ميادة بغضب ممزوج بضعف وتوتر وترقب لما سيحدث لاحقا:
وانا مش فارق معايا اسم عيلتك ده ولا انت ولا أنا فارقة مع نفسي انا اللي يهمني دلوقتي الناس اللي ربوني وحافظوا عليا وبسببي اكيد هيتعرضوا لأذية واسئلة ملهاش أخر..
نوارة: يابتي وهما هيتأذوا في ايه؟!

ميادة بحدة: حضرتك بابا يزيد مسجلني باسمه يعني تزوير في اوراق رسمية، فاهمة ده معناه ايه الراجل ممكن يتسجن، انا مش هسمح لأي مخلوق يأذيهم
نوارة بتحير: والحل يابتي، هنعملوا ايه؟
ميادة بجدية هسافر يا ماما هسافر انا وهما لحد ما الدنيا تهدي واعرف افكر واشوف حل
نوارة بانكسار: وماله يابتي المهم تبجي زينة وبخير.

القت ميادة بروحها المتعبة الى صدر نوارة الذي لم يهلكه الحقد والظلم بل زادته الايام طهارة ونقاء وكأنها تزداد بمرور الايام يقينا وايمانا يبدل ما يأتيها من أمواج قاتلة إلى رياح هادئة يرسوا بقربها من اجهده طول السفر...
قبلت ميادة يد والدتها معتذرة بحزن قائلة:
حقك عليا يا ماما، انا أسفة بس غصب عني لازم احل الموضوع ده
نوارة: خابرة ياجلبي ومهجدرش ازعل واصل ده انتي ضي عيني اللي اتحرمت منه ياما.

أخذت سهيلة تنظر من خلف الستار الى هؤلاء الصحفيين المرابطين امام منزلها وكأنهم يتبرصون فريسة يودون الفتك بها، تذكرت تلك اللحظات الاليمة التي كانت تلاحقها عدسات المصورين عقب وفاة طفلتها وطلاقها من يوسف، ترى هل تتعرض لتلك المأساة مرة ثانية ولكن تلك المرة ستكون القاضية، لن تتحمل خسارة يزيد وفقدان طفلتها الثانية، سيكون موتا محتما لروحها تلك المرة، احتضنها يزيد من ظهرها فاستشعرت أمانها الغائب وتحدث بحب قائلا:.

متقلقيش ياسهيلة كله هيعدي واحنا عاملين حساب مشاكل زي دي
سهيلة: اهل ديدا مش هيسكتوا اكيد هما السبب في اللي اتكتب ده يمكن بيضغطوا علينا علشان نسيبها ونسافر
يزيد: متخافيش؛ حتى لو ده حقيقي فأحنا لو سافرنا هتكون هي معانا الناس دي ملهمش أمان ووالدتها مش هتقدر تحميها
نظرت اليه وكأنها تعاتبه فابتسم قائلا:.

ايوة والدتها يا سهيلة ومسكينة اتحرمت منها سنين وكانت بتتعذب وهي متعرفش حاجة عنها، انا حاسس بيكي ومقدر خوفك بس اطمني الست واضح انها طيبة بس مغلوبة على امرها
سهيلة: خايفة يا يزيد، عليها ومنهم
خايفة حبها لنوح يضعفها وتفضل معاهم وتنسانا..
يزيد: يبقي متعرفيش بنتك كويس وتربيتنا راحت عالفاضي، اراهنك انها هتكون هنا بكرة بالكتير
سهيلة بسعادة: ياريت، وحشتني جدا ونفسي اشوفها اول مرة تبعد عني الفترة دي كلها..

قرأ نوح الأخبار مرة وأخرى يحاول اكتشاف المغزى وراء تلك الكلمات المغلوطة حول ميادة فمن نشر تلك الصور لا يود سوى الاساءة لميادة فمن ضمن المذكور عنها أنها تركت قريتها وهربت بحثا عن الشهرة والنجومية، لم يذكر التقرير المرفق بمجموعة الصور الخاص بطفولتها انها زوجة نوح بل مكتوب انها تقربت منه بعدما صار رجل اعمال ذو شأن طامعة بأمواله...

تنهد بضيق فعقله يوجهه ناحية والدته لكنه يعلم انها غير قادرة على فعل ذلك فكيف لها ان تنشر تلك الاشياء بمواقع الانترنت وليس لديها دراية بتلك الأمور...
مرر يده بين خصلات شعره بقسوة وكأنه يود اقتلاعها من جذورها، لا يعلم لم تعانده الدنيا هكذا ولم يبدو القرب منها مستحيلا هكذا، لما توضع بينهما الحواجز وتبني العوائق عمدا، لقد اضناه الهجر واتعبه الاشتياق وفاض الكيل مما يحدث..

أغمض عينيه يحاول ان يفيق ويجد مخرجا فلم يجد أمامه سوى الدعاء لخالقه بتفريج همه...
عاد مصطفي مرة ثانية الى بيت هيام وظل جالسا بسيارته يود الصعود إلى مسكنها مرة اخرى واحتضانها والاعتذار اليها لكنه لن يفعل، لن يفعل لأنه غير قادر على البدء من جديد..

ربما قد ظلمها عندما تمادي في علاقته بها سينكسر قلبها بسببه بينما هو لن ينسي ماضيه الذي اضاع منه الكثير ويبدو انه سيبقي حبيسا داخل جدرانه المظلمة، ادمعت عيناه من فرط حزنه، اغمض عينيه ووضع رأسه فوق المقود الذي أمامه إلى ان اتاه اتصال من ميادة..
اجابه متلهفا وقبل ان تتحدث قص عليها ما حدث منه وما قالته هيام
صدمت ميادة مما قاله لكنها تداركت الأمر وتحدثت اليه بجدية ونفي قائلة:.

حضرتك بالعقل يعني هيام هتجيب صوري وانا طفلة منين!
مصطفي بصدمة: ها، تقصدي ايه، يعني هيام بريئة..؟!

ميادة: الصور المنشورة دي من بيت ابويا، صوري وانا طفلة صغيرة، يعني هيام بريئة؛ لدرجة اجبرتك تنسي وهم انت عيشته سنين بس واضح انك لسه بتقاوم ورافض تستسلم واخدت اللي حصل حجة علشان تبعد، انا معرفش هيام من سنين بس اقدر اقولك انها مستحيل تعمل كده، بجد صدمتني يا خالو، ياريت تحاول تصلح الغلط اللي انت عملته لأني مش هقدر اسامح نفسي وكل ده حصل بسببي...

أسرعت ميادة تجاه منزل نوح وكأنها تختبر قوته هو الاخر ترى هل سيخذلها مثلما فعل مصطفي مع هيام أم سيصبح سندا لها، دلفت ال الداخل فوجدت شهيرة تطالعها بشماته جعلتها تتيقن انها وراء ما حدث..
ابتسمت ميادة بسخرية قائلة:
كيفك ياعمة، شكلك مبسوطة جوي
شهيرة: لاه يابت نوارة، مهبجاش مبسوطة واصل طول ما انتي جدامي اكده.

ميادة بتعجب: في الحقيقة انتي كائن ملوش وصف، ليه بتكرهينا كده ايه المبرر يعني..!معقول انتي طبيعية ولا عندك خلل!
نوح بحدة: ميادة عيب اكده
ميادة بغضب: اسكت انت
شهيرة: وااه شوف البت جليلة الحيا هتشتم چوزها كيف؛ صحيح مغنواتيه متعرفش العيبة
ميادة: بجد يا شهيرة انتي هتموتي بجرعة حقد زيادة عن طاقتك، لأ صدقيني انتي مش طبيعية فعلا..
شهيرة: شوفوا البت بتجولي شهيرة حاف ولا كأني عمتها.

ميادة: انتي كنتي عمتي، دلوقتي حماتي وبس وبعد ما نتطلق انا وابنك مش هيبقي بيني وبينك اي صلة خالص..
شهيرة: يوم الهنا والسعد واني هچوزه ستك وتاج راسك
ميادة بسخرية: كنتي جوزتيه قبل كده يا شهيرة، ده انا غبت 16 سنة ورجعت لقيته مستني، معقول مخدتيش بالك ولا انتي خلاص كبرتي ومبقتيش تركزي!
ودت شهيرة لو استطاعت الوقوف والفتك بها بينما صدح صوت نوح صارخا بغضب:.

بزيداكم اكده؛ ايه مفكرني لعبة ولا شورابة خورچ اياك، جولتلك جبل سابج يامه اني مهطلجش مرتي واصل، وانتي تعالي معاي وبطلي طولة لسانك ديه بدل ما اچيب خبرك دلوك...
اراد التحرك الى غرفته الا انها دفعتها بفزع قائلة:
لأ يانوح علشان خاطري مطلعنيش فوق
نظر الى وجهها الذي تبدلت معالمه الى خوف واضح فاحتضن كفها بيده قائلا:
أسف، مجصدش أخوفك، تعالي نجعد في المنضرة..

اومأت اليه موافقة بينما نظرت شهيرة في اثرهما بغيظ محاولة التفكير في حل أخر
انتظر مطولا ان تتحدث وبعد مدة
تحدته بعينيها التي لم تعد تعرف للخوف معني بل صارت مغلفة بثقة نابعة من عذاب وألم استمر سنوات وترجاها هو بقوة عاشق لم يستسلم لسنوات الهجر فكيف له ان يستسلم الان بعدما عادت اليه والتقى بها بعدما كان حلما مستحيلا..
تحدثت هي اليه قائلة بجدية: هتعمل ايه يا باشمهندس؟
نوح: انتي رايداني اعمل ايه؟

ميادة: لأ، ده قرارك انت وانا هحدد على أساسه حاجات كتير..
نوح: تقصدي ايه؟
ميادة: انت فاهم قصدي يانوح
وكعادته عندما تذكر اسمه يغيب معها وبها الى عالم لا يدري نهايته وانتابها خجل من نظراته جعلها تتراجع قليلا قائلة:
مفروض اللعبة دي تنتهي بقي انا وانت ضيعنا سنين كتير واحنا جواها لا قادرين نحقق الفوز ولا قابلين بالهزيمة
نوح بتعب: يعني رايدة تبعدي؟!

ميادة: لأ، بس مضطرة، انا وانت مش العالم كله في ناس غيرنا هيتأذوا بسببنا، تقدر تقولي ماما سهيلة وبابا ذنبهم ايه في الفضيحة اللي حصلت ناس طول عمرها في حالهم وبسبب اللي حصل الصحافة بتطاردهم في كل مكان، معتقدش ان ده جزاء تعبهم وتربيتهم ليا سنين..
نوح: وانا جولتلك مستحيل اسيبك تبعدي تاني، فاهمة يعني ايه مستحيل..؟

ميادة: ارجوك يانوح ساعدني ابعد واريح نفسي وانت كمل حياتي مع اللي كنت ناوي تتجوزها قبل ما انا ارجعلك
همس اليها قائلا بمرح:
نجوزها لعمك فهد أهو ينوبنا ثواب بدل ما هو متشعلج في حبال دايبة بجاله سنين وده هيبجى أسلم حل..
توقع أن تعنفه لكنها ارتمت بين يديه باكية بحزن قائلة:
انا بحبك، بس مش هقدر افضل هنا، علشان خاطري خليني ابعد ولو لينا نصيب نكمل اكيد هنكمل...

نوح بغضب: اني تعبت، تعبت منك ومن نفسي من الكل، مبجتش جادر اتحمل، مطلوب مني ايه دلوك اهملك تسافري واجعد مستني رچوعك وانا حاطط يدي على خدي كيه الحريم، ولا رايداني اطلجك وتتچوزي غيري...!
ميادة بضعف: معرفش، انا معنديش استعداد افضل عايشة في صراع طول حياتي، مش هقدر اتنازل عن كل حاجة علشانك لأن صعب انت تتقبل حياتي زي ماهي
نوح: ومين جالك اني رايدك تتنازلي عن حاچة، ليه ممصدجاش اني بحبك.

ميادة: يعني حبك ده هيخليك تواجه الناس معايا يانوح، هتقف قدام الكل وتحكي ازاي انا بنت عمك اللي اتجوزتها من 16 سنة وهتقدر تقول اني بعدت المدة دي كلها وانا على ذمتك وعشت مع ناس اغراب
احنا حكايتنا صعبه وملهاش حل
نوح بثقة: مستعد يا ميادة، مستعد اخدك جدام البلد واهلها واجول انك مرتي، هعملك فرح يليج بيكي ونعيش بعيد عن اهنه..

ميادة بخوف: اديني وقت يا نوح، وقت اراجع نفسي واشوف هقدر ابعد عنك ولا لأ، مش عاوزة اظلمك معايا ولسه احساسي مش واثقة منه
نوح بجدية: موافج يا ميادة، هسيبك تبعدي لحد ما نلاجي حل واجدر ابني نفسي واكون ند ليكي، هرچعلك وهاخدك غصب عنك وعن الكل لأنك حجي؛ ملكي وبس اتأكدي انك مستحيل هتكوني لحد غيري، فاهمة!

استأذن فهد بالدخول فأذن له جاد مرحبا واشاحت ميادة وجهها بعيدا وابتسمت نوارة ابتسامة هادئة، وجه حديثه الى ميادة قائلا:
نوح هيتعارك دلوك مع امه واني رايدك تعرفي جبل ما تسافري كيه ما جولتي ان نوح اتحمل كتير يابتي، اديله فرصه ومتظلميش نفسك وتظلميه وكفياكم بعاد ووچع جلب
ميادة: هو اللي بعتك تقولي الكلام ده
فهد: انتي خابرة ان نوح مهيدخلش حد واسطة بينك وبينه، اني بس مرايدش حاله يبجى كيه حالي..

ميادة: متقلقش انا مش زي امي ونوح مش زيك
فهد: يعني ايه؟
ميادة: يعني امي اضطرت تفضل على ذمتك علشان ولادكم وكلام الناس، انا مش مضطرة افضل مع نوح علشان حد، لا في بينا اطفال ولا انا بخاف من كلام الناس
فهد: بس هو بيحبك وانت كمان هتحبيه
ابتسمت ميادة ناظرة اليه بوجع قائلة:
وانت بتحب امي، تقدر تنسيها الماضي وترجعها ليك..؟!

لم يجد ما يقوله فاستكملت، ونوح بيحبني اوك منكرش ده بس هيقدر يبعد عن امه واخوه وينساهم ولا لأ..!؟
اكيد لأ ياعمي وده شئ مستحيل اقبله، مستحيل اقبل يكون عم ولادي هو نفسه قاتل اختي، صعب انسى يا عمي حتى لو انتوا نسيتوا...

بصالة المغادرة جلست ميادة بين يزيد وسهيلة تحتمي بهما من تلك البرودة التي تسري بداخلها وبقي مصطفي محاولا اصلاح ما افسده وحاول نوح الانشغال بحلمه الجديد الذي سيؤهله للوصول إلى مبتغاه وخيم الحزن على بيت نوارة مرة اخرى بعدما تركته ميادة..
وجلست نوارة شاردة فيما يحدث لكنها هبت مسرعة باتجاه غرفة جاد ورباب التي كانت تصرخ مستغيثة بها بينما جاد يعنفها بغضب قائلا.

يعني انتي وامك السبب في الكلام اللي انكتب عن اختي يابت نعمان؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة