قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

ابتعد الجميع بفزع بعدما شاهدوا السلاح الموجه ناحية نوح وارتفعت أصوات البعض يستغيثون بأمن المشفى ودارت حرب نظرات باردة بين سعد ونوح
تحدث نوح بثبات وقوة: نزل السلاح ياسعد أحسنلك اني لحد دلوك منويش شر
سعد بغضب: شر ايه تاني؟
وانت ناوي تسچن اختي لاچل عيون المغنواتيه ولا شايفنا نايمين على ودانا ومنعرفوش هي مين!؟
نوح بجنون: كلمة تانية وهچيب خبرك يا سعد واجطعلك لسانك واخليك عبرة للكل.

سعد باستهزاء: وريني يا نوح بيه ياواد السياف هتعمل ايه..؟! اني جدامك اها، لو راچل بصحيح اتحرك من مطرحك واني هفرغ المسدس في راسك
تحدث أحد رجال الأمن قائلا: سلم نفسك ونزل السلاح الشرطة بعد دجايج هتكون اهنه ووجتها محدش هيرحمك واصل
لم يلتفت سعد الى ما يقوله بل تحدث بحقد قائلا
أخوك الله يرحمه كان نافش ريشه إكده بردك ومحسسنا انه ابن بارم ديله وهو راح ولا چه كان عيل شمام وناجص رباية..

تحولت نظرات نوح الى حدة وجنون وغضب بإمكانه أن يقضي علة الكون من حوله وهم بالتحرك تجاه سعد إلا أنه أطلق عدة أعيرة نارية محذرا نوح من الاقتراب
تأزم الوضع كثيرا وخشى رجال الأمن من تهور سعد ولم يستطع تحدهم فعل شئ
ابتسم سعد بانتصار قائلا:
عچبك دلوك يابشمهندس ما جولتلك نفضها سيرة وكل الحكاية غيرة نسوان حكمت راسك وكبرت الليلة عالفاضي
قاطع تهكمه لكمة قوية من جاد الذي أتى بعدما أخبره والده بوقوع ميادة.

لم يعبأ نوح هو الآخر للسلاح فغضبه أعماه عن الخطر المحيط به ووجود جاد اعطاه مزيد من الثقة لذا ودون تفكير اقترب من سعد بخفة أجفلته وتأوه بعدما لكمه نوح مجددا موقعا المسدس من بين يديه..
اكتفى جاد بالمشاهدة بعدما تأكد أن الغلبة ستكون لنوح وترك له المجال لكي يلقن ذاك الأحمق درسا لن ينساه وبالفعل لم يتهاون نوح مطلقا في عقاب سعد بعدما اخطأ بحق ميادة وحماد...

ليأتي رجال الأمن العاملين بالمشفى مسرعين باتجاههما ممسكين بسعد بعدما تحفظ احدهم على السلاح المرافق له...
نظر نوح بامتنان تجاه جاد وبادله جاد نظراته بأخرى تعني أنه واجبه ان يؤازره وقت الشدة، اقترب نوح من جاد قائلا
خليك انت چار ميادة واني هطلع عالمركز اشوف هيعملوا ايه مع الواد ده
جاد: أنا چاي معاك
نوح: لاه، ميادة هتخاف لحالها ولازمن حد فينا يبجى معاها، بأذن الله مهتأخرش.

كانت خطواته كعاصفة قاسية يملؤها الغضب لم يكتف بضربه لسعد بل أراد قتله، كم أراد الصراخ عاليا مدافعا عن ميادة فهو يعلم يقينا ما يقصده سعد بكلماته، تهكمه منها كان واضحا، وهي لم تكن سيئة لكنه لا يستطيع الدفاع عنها كما ينبغي
أيصرخ بوجه الجميع ان تلك المطربة هي ابنة خاله من دمه، أشرف من سعد وعائلته، أيصرخ بوجه الكون بأكمله أنه يعشقها مهما كانت وكيف كانت.

تنهد محاولا الهدوء فالآن عليه الحذر والتفكير بحكمة والخروج من بين براثن تلك العائلة الوقحة عليه أن يلقنهم درسا قويا يجعلهم يبتعدون الى الأبد
بعد قليل جلس نوح بثبات فوق المقعد المقابل للضابط المسؤول بينما سعد واقفا مكبل اليدين، تحدث الضابط بود قائلا:
تشرب ايه يا نوح بيه؟
نوح بهدوء: متشكر يافندم، اني رايد نخلصوا بسرعة مرتي دلوك في المستشفي ومهملها وجاعد إهنه.

الضابط بتفهم: حاضر هنقفل المحضر وحضرتك تتفضل علطول، بس اشرحلي اللي حصل وانا هعمل اللازم
قص نوح ما حدث باختصار وحاول سعد الدفاع عن نفسه إلا أن الضابط لم يسمح له...
تحدث نوح قائلا:
بعد إذن سيادتك تخلي الحاج أبو سعد يدخل ويبجى الكلام جدامه
الضابط: مفيش مانع، اطلع يابني انده للحاج عثمان شعيب
دلف عثمان بعد قليل ناظرا تجاه سعد بخوف من فقدانه ومعاتبا له على تسرعه الذي لم يستطع اثناءه عنه ليتحدث نوح قائلا:.

اسمع يا حاچ عثمان، الله في سماه اني لولا رحيم ابن اخوي ما كنت هرحم بتك وابنك
عثمان بترجي: ياولدي احنا أهل مهما حوصل
نوح: اني هتنازل عن المحضر وانت هتتنازل عن حضانة رحيم وتمضوا دلوك محضر عدم تعدي وبعد اكده مشوفش خلجة ابنك ولا بتك واصل لكن انت والست مرتك تشرفونا وجت ما تحبوا لاچل رحيم وخاطره، غير اللي جولته يبجى مات الكلام.

حاول سعد الاعتراض متلفظا بعدة شتائم يوجهها الة نوح ليصفعه والده بقوة جعلته يتوقف عن ثورته ويلتزم الصمت
نوح: شوف يا سعد، اني كيه ما جولتلك هعتبرك عيل وغلط، حط عجلك في راسك واحسبها بالمظبوط اني ممكن اكمل المحضر ميري والمستشفى والناس اللي فيها شاهدين عليك...
بدأ سعد في التراجع قليلا عن رعونته ليقف نوح مقتربا منه قائلا بجدية:.

اخوي الله يرحمه كان جزمته بألف واحد من عينتك ولا نسيت انك كنت عايش تستنطع على حسه، ولاد السياف مفيش مخلوج يضحك عليهم ياواد شعيب فاهم ولا أفهمك...؟!
لاحظ نوح تردد عثمان فاستطرد قائلا:
أخوي الله يرحمه يا حاچ مكانش له يد في موت بتك وهما التنين راحوا في الحادثة
سعد بثقة: بس أخوك كان شارب والداكتور هيشهد معانا
نوح محاولا السيطة على غضبه:.

أخوي كان سايج بسرعة لاچل ما يلحج اختك وهي بتولد وعالعموم أعلى ما في خيلكم اركبوه اخوي متوفي بجاله أكتر من شهرين وحتى لو الطب الشرعي فحصه مهيلاجوش حاچة، ولا ايه يا حضرة الظابط؟
الظابط: اكيد، مفعول المخدرات بيختفي من جسم المتوفي بعد أربعين يوم من تاريخ الوفاة، لأن الجثه اتحللت
كانت ميادة تنظر تجاه أخيها بنظرات خاوية ولم يستطع جاد أن يتبين ماذا أصابها..

أعتقد هو أن ما تعانيه شقيقته صدمة أثر سقوطها وربما خوف أصابها لذا اقترب منها محتضنا اياها بحب قائلا:
حاسة بإيه يا ميادة، تعبانة أچيب الداكتور...؟
لم تجبه بل اندست تختبئ بين يديه فرغم أنها تكبره بسنوات إلا أن احتواءه لها جعلها تلقى بتلك السنوات أرضا وتستشعر نفسها طفلة صغيرة وجدت ركنا تحتمي به من خوفها الشرس
مسد بأحدى يديه فوق رأسه بينما ذراعه الآخر يحتضنها بقوة
تنهدت ميادة قائلة:.

أوعى تقول لماما حاجة يا جاد، أنا كويسة الحمد لله بس هي مش هتتحمل تعرف اللي حصل
جاد: متخافيش اني مجبتلهاش سيرة...
اكتفت بالصمت وفعل هو المثل تفكر هي بالأيام القادمة وعلاقتها بنوح ويفكر هو بشقيقته التي عادت بعد سنوات وزواجه من رباب الذي يأتي دائما ما يهدد ثباته ووالدته ووالده وعلاقتهما الجافة...

يتوق الى السعادة والسكينة، بداخله عشق لزوجته يعجز عن البوح به خوفا من فراق يأتي يوما ما ويجبره على تركها، حياتهما بالفعل مخيفة رغم جمالها الخارجي...
تحدثت بخفوت متسائلة:
نوح فين..؟
جاد: نامي انتي وارتاحي وهو چاي أها..
ميادة: طيب ممكن تكلمه وتقوله ييجي
جاد: حاضر، هكلمه ولو اني اكده هغير منيه مريداش تجعدي معاي ولا ايه!؟

ميادة بشرود: عارف يا جاد، انا أوقات بحس اني معرفش حد في الكون ده كله غير نوح، عارف لم تلاقي نفسك جوة حد غيرك
ابتسم جاد بعدما أدرك محتوى كلماتها ليتحدث بهدوء:
فاهم ياجلب أخوكي، ربنا يسعدكم ويفرحكم بالمولود الچاي
تأفف سلمان بضيق من تكرار بسام لنفس الحوار مرة أخرى ليتحدث سلمان بضيق قائلا:
جولتلك مجدرش، انت مفكرني شغال في بنك اياك، اچيبلك منين خمسين الف چنيه؟

بسام: يعني انت مهتساعدنيش، جولتلك الشناوي ناويلي على الشر
سلمان: وانت كان حد جالك تروح تلعب جمار وتغضب ربنا، على العموم اني هاچي معاك ونروح نبلغ الحكومة وبعد من السكة العفشة ديه يا بسام انت اهلك ناس غلابه
بسام: إكده يعني ده آخر كلامك؟
سلمان: يا بسام إنت لو رايد ألف ولا اتنين ولا حتى عشرة ممكن أتصرف لكن خمسين ألف كتير جوي.

وقبل أن ينتبه إليه سلمان كان هو ممسكا بعصا حديدة بجانبه ضاربا اياه بقوة جعلته يفقد وعيه على الفور
قام بسام بتقييده وتكميم فاهه ناظرا اليه بكره قائلا:
معاكم فلوس ملهاش أول من آخر وهتجولي خمسين ألف كتير، دلوك أبوك وأمك يدفعوا اللي هاطلبه ولو مدفعوش هخلص عليك وخلي الفلوس تنفعهم.

عاد نوح الى المشفى متلهفا الى لقياها يود رؤيتها..
دلف بحذر إلى داخل الغرفة فوجد ميادة غافية وجاد جالس أمامها..
نوح: إيه الاخبار يا چاد، ميادة صحيت؟
جاد: اطمن الحمد لله بخير بس كانت مصدعة حبتين الداكتور ادالها حبوب مسكنة ونامت، اني همشي دلوك لأن أمي اتصلت كتير ورباب كمان جلجانة ولازمن أروح اطمنهة وأرچعلكم..

نوح: براحتك اني جاعد أها، طمن رباب وخليها تبيت الليلة دي عند أمي يا چاد، معلهش انت خابر إن عمتك مجدراش تتحرك ورحيم محتاج حد چاره
جاد: حاضر متشيلش هم...
انصرف جاد واقترب نوح من ميادة ينظر اليها يحاول أن يتأكد انه لم يصبها أذى
اقترب أكثر مقبلا وجنتيها بحب واشتياق، ابتسمت هي بعد قليل قائلة:
وبعدين معاك يا باشمهندس، حد يشوفنا
نوح: وحشتيني جوي، انتي خابرة يا ميادة
ميادة: وايه تاني؟

نوح: نروحوا البيت وهجولك ايه تاني
نظرت اليه متعطشة لوجوده تخشى فراقه وما تخبأه الأيام قائلة:
خايفة تبعد عني يا نوح، خايفة اوي نفسي ارتاح...
احتضنها بتملك قائلا:
مهتروحيش أي مكان بعيد عني، ومفيش راحة غير إهنه چوة حضني
قبلها أكثر من مرة متلذذا باستسلامها له...
تبعدته بعد قليل هامسة، :
عملت إيه، ممكن تطمني حصل إيه حد فيهم عملك حاجة..؟
انت بخير ورحيم هيفضل معانا، ولا ايه؟
نوح: حاضر هجولك حصل ايه اهدي بس.

قبل نوح باطن يدها قائلا:
جبل أي حاچة أنا أسف كل اللي حصلك بسببي..
ميادة بحب: المهم انك قدامي وبخير مش مهم أي حاجة تانية وبعدين مفيش حاجة حصلت بسببك كله بسبب المجنونة اللي مفكرة إنها ممكن تشاركني فيك، تاخد حقي اللي بقالي سنين محرومة منه، عمري اللي ضاع واللي بوجودك رجعلي كله تاني...
وانا كمان كنت قاصده أضايقها يمكن تحس وتمشي من البيت زي ما هيام قالتلي بس للأسف طلعت شرسة أوي ووقعتني..

قهقه نوح متعجبا: هيام مرت خالك هي اللي جالتلك تطفشي حياة؟!
جذبته من ياقته بجدية وغيرة قائلة:
أسمعك بتنطق إسمها تاني هقتلك
تاه هو بين عينيها اللتان لا يمل من الابحار داخلهما غير عابئ بأمواجهما الغاضبة فهو معها بحار لا يخشى الغرق وإن غلبته الأمواج فمرحبا بها طالما كان المرسى بعينيها
نظر اليها ونظراته كفيلة عن البوح بمشاعره واخبرها بما حدث بينه وبين سعد ووالده...
بعد فترة من الزمن لاحظ شرودها فتساءل:.

في حاچة شغلاكي ولا ايه؟
ميادة: لا بس عاوزة أكلم امي، ماما سهيلة
نوح متفهما: حاضر..
توجه جاد الى بيت والده يود اخباره بما حدث ويطمأن على أحوال شهيرة ورحيم كما طلب اليه نوح
وجد رباب حاملة لرحيم وملامحها ممتعضة
ابتسم جاد قائلا:
مالك يا رباب الواد ده ضربك ولا ايه؟
جاد بحزن: مراضيش يسكت واصل، واني خايفة يحصله حاچة
قهقه جاد: بجى انتي هتبجي ام، يعني لو الواد ابنك عيط هتجعدي چاره تعيطي
وتصدعوني انتوا التنين.

رباب بعتاب: المهم تبجى چارنا ومتهملناش لحالنا
جاد: واه، شكلك هتجلبي علي اني من تحت راس رحيم
قبلت رباب رحيم بحب وقد غلبه النوم فغفا بين يديها ليهتف جاد بغيرة، :
وبعدهالك جولتلك متبوسيش حد واصل
رباب: واه، ده عيل سغير وابن اخوي
جاد: واني جولت لاه
رباب: جول اللي تجوله، وبعدين مش انت مخاصمني بجالك كام يوم؟
جاد باشتياق: يعني جاصدة تضايجيني..؟!

رباب: لاه، بس الغيرة معناتها حب واللي هيحب حد ميزعلوش كل يوم والتاني ويجسى عليه
جاد بجدية محاول السيطرة على مشاعره:
لاه اطمني الحب موچود بس الدنيا أوجات بتبجي صعبة جوي، وبعدين الكلام اهنه مينفعش لما نروح نتكلم براحتنا ولا ايه؟
رباب: حاضر، بس هسيب رحيم اكده كيف؟
جاد: مينفعش، خليكي اهنه النهاردة وانا هجول لأمي اني عمتي شهيرة ريداكي تباتي إهنه، وان شاء الله بكرة يحلها الحلال...

عاد إلى البيت ليجد نوارة بمفردها جالسة وملامحها يعلوها القلق
جاد: السلام عليكم يام جاد، جاعدة إكده ليه؟
نوارة: أخوك يا جاد طلع من الصبح
ومرچعش وتليفونه مجفول
جاد: متخافيش تلاجيه فاصل شحن
وشوية ويرچع بإذن المولى
نوارة بترقب: يارب يابني، ربنا يحفظكم وما يوچعنيش فيكم...

الانكسار لا يعني ضعفا؛ فكل الاشياء قابلة للكسر مهما بلغت قوتها وصلابتها الا انها تصل إلى مقدار معين من التحمل ثم تبدأ في التصدع والانهيار؛ الانكسار قانون الحياة لكن البعض يجيدون لملمة اشلائهم المتناثرة واعادة تشكيلها ليأتوا بمنتج جديد وشكل مختلف يستكملون به مشوارهم بينما البعض الأخر تضعف قوتهم ويقضون باقي ايامهم يبكون فوق تلك الشظايا المحيطة بهم.

ابتسمت سهيلة بسعادة غامرة، تستمع إلى كلمات ميادة بصبر وهدوء لكنها تتفهم موقفها وتدرك مخاوفها
تحدثت ميادة قائلة:
مش عاوزة أخلف، انا بحب نوح ومكتفية اني أربي رحيم، مش عاوزة أطفال..
ايه اللي يضمنلي انهم مش هيتأذوا..؟
الحياة وحشة اوي يا ماما وقاسية، قسوتها بشعة، مش عاوزة ولادي يحصلهم اللي حصلي أنا واختي..

سهيلة بحب: يعني ربنا بعتني الصعيد وبنيت ملجأ في مكان مهجور علشانك وبعتك ليا علشان ترجعيلي روحي ولسه خايفة من الناس والدنيا، ياقلب ماما الحياة مفيهاش ضمانات بالعكس كلها خوف ومصاعب بس إحنا معانا الأهم والأقوى معانا يقين بالله وايمان بوجوده ورعايته لينا...
طيب إنتي مش عاوزة أطفال هل من حقك تحرمي نوح يبقي أب، وتحرميني أنا ويزيد نسمع كلمة تيته وجدو.

مامتك اللي اتحرمت منك سنين تفتكري هيكون احساسها ايه وهي شايفة اولادك قدامها
والأهم مننا كلنا انتي ياقلبي هتعرفي قيمة كلامي لما تشيلي بين ايديكي وفي حضنك بيبي صغير وضعيف محتاجلك بيبصلك انك محور الكون ومصدر أمانه
هتستخبي جوة حضنه الصغير من العالم الكبير ده وهتحسي ان حضنه أمان ملوش مثيل، هيعوضك عن أي ألم وهيبدل حروف الكلمة لأمل جديد بيكبر قدام عنيكي.

هدأت مخاوف ميادة كثيرا ربما لم تتبدد كليا الا أن مشاعرها بدأت تتحول من ذعر ورعب إلى ترقب إلى تلك التجربة الجديدة، الأمومة
بينما كان نوح واقفا بعيدا عن مرمى بصرها يستمع الى ما تقوله بهدوء يحاول استيعاب مخاوفها..
تحرك بخطى هادئة مسلطا بصره عليها بينما كانت هي متوترة...
جلس أمامها قائلا:.

خابرة يا ميادة لما الدكتور جال انك حامل اني حسيت نفسي عايش، جلبي فرح، أخيرا حلم السنين اتحجج ومعاكي انتي مش أي واحدة غيرك..
خابر انك خايفة ومعاكي حج بس بلاش تضيعي فرحتنا بالخوف نفسي أفرح
أدمعت عيناها قائلة:
أنا آسفة مكنش قصدي أدايقك أنا بس متعودة أحكي لماما اي حاجة مخوفاني
نوح بعشق: لاه، جولتلك إن راحتك چوة حضني وبس تشتكي ليا واني أسمعك
واچيبلك حجك من أي حد حتى لو مني أنا..

حاول نوح مشاكستها والخروج من دائرة الخوف تلك فتحدث قائلا:
وبعدين يابت خالي اني دلوك راچل داخل عالاربعين رايد عزوة كبيرة جوي يعني تجومي بالسلامة وتچيبي اللي بعده طوالي...
ميادة بدلال: والله، وشغلي يانوح بيه ومستقبلي الفني؟!
نوح: مستجبل ايه يا فنانة غنيلي وارجصيلي واعملي ما بدالك لنوح وبس..
ميادة: والمقابل بق إن شاء الله
نوح: جولتلك عمري كله يابت خالي
لحد أخر نفس ملكك انتي وبس!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة