قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

وقد تأتي الكثير من الأمواج القاسية بينما تحاول الابحار محاولا الوصول إلى مرساك وهو الأن يشعر أن الموجة القادمة هي الأقوى والأقسى فدائما الموجة التي تأتي بغتة بعدما تشعر انك بمأمن تكن قاسمة لسفينتك
نظر نوح اليهم بتعجب ورفض قائلا:
أني مستحيل اتچوز غير مرتي ياحچ، وكيه ما جولتلك رحيم في بيته ووجت ما تحبوا تشوفوه اتفضلوا في أي وجت..
تحدث والد حياة بجدية قائلا:.

اسمع يابشمهندز احنا ناس دوغري ومنحبش نلفوا وندور، اني راچل طول عمري عايش في حالي وميرضنيش الحال المايل ولما چه اخوك يتجدم لبتي وسألنا عنيه الناس جالولنا عيلة السياف ناس واد أصول وعمك نعمان راچل سمعته زينة في البلد مكناش نعرف ان أخوك الله يرحمه اكده واصل
نوح بتوتر: تجصد ايه؟!
والد حياة: اجصد اللي فهمته، بتي كانت كل يوم والتاني چاية مضروبة ومتبهدلة ونرچعوها ونجولها اتحملي يابتي، واها اخوك چاب أچلها.

نوح: اخوي الله يرحمه مات وياها مجتلهاش يا حاچ دي حادثة وجضى ربنا
والد حياة بغضب وقلب جريح:
لاه الداكتور جال ان اخوك كان شارب يا نوح بيه، الموت علينا حج واني راچل مؤمن بس اخوك السبب
نوح: وافترضنا ان اخوي السبب رايد تچوز بتك اهنه ليه منتاش خايف أذيها كيه اخوي؟

والد حياة: لاه بتي الله يرحمها كانت بتتكلم عنكم بكل خير واني كمان سألت وعرفت انك غير أخوك ومن الآخر اني مهجدرش أسيب رحيم لحاله ولا جلبي هيطمن غير وخالته چاره تراعيه وتكبره...
نوح: ولو جولت لاه؟!
والد حياة: حجك بس حجي ارفع جضية والدكاترة يشهدوا ان اخوك الله يرحمه كان مدمن ووجتها هناخد الواد بالمحكمة ونخسروا بعضنا..
نوح بثبات: تمام ياحچ، هفكر أردلك خبر.

فهد بغضب: هتفكر في إيه عاد ياواد أختي، مفيش چواز ياحچ، وأعلى ما في خيلكم اركبوه
والد حياة: إكده يا ابو چاد هتغلط في حجنا في دارك هي دي الأصول
نوح مهادنا: خالي ميجصدش ياحچ وكيه ما جولتلك هفكر وارد عليك..
فهد بصوت جهوري: لاه اجصد ياواد عزيز واسمع ياراچل انت لو مفكر ان حماد الله يرحمه متريش ومهمل وراه چاه ومال تبجى غلطان وتعبك عيضيع على فاشوش..
والد حياة بتوتر: ورث ايه وبتاع ايه؟!

فهد: اني هجولك اها، لا حكومة واي مخلوج هيهمنا، وانت ياواد عزيز لو هتتچوز على بت أخوي يبجى هتطلجها ورچلك فوج رجبتك
وبينما كان نوح جالسا يتشاور فيما يشبه وثيقة الاعدام لزواجه وقربه من ميادة كانت هي تستعد للترحيب بالحضور
ورغم ابتعادها عن محيط شهيرة ومكان تواجدها الا أنها اضطرت الى البقاء بجوارها هي ورباب الى أن يغادر هؤلاء الزوار...

كانت رباب جالسة جوار والدتها وميادة جالسة بعيدا الى حد ما واضعة رحيم يبن راحتيها تحاول أن تعمل على تهدئتها بعدما أصابه صوت النسوة المنتحبات بنوبة من البكاء الحاد، ضمته ميادة الى صدرها خوفا عليه فتحدثت اليها رباب بلطف قائلة:
خديه على أوضته يا أبله ميادة أكيد الصوت العالي خوفه.

تحدثت فتاة أخرى يبدو من هيئتها الرفض القاطع لاقتراح رباب فتاة بيضاء البشرة، جميلة الى حد بعيد ولكن جمالها يجعلك تهابه بعينيها مكر ودهاء الا أن زرقة عينيها تجذبك اليها.
تحدثت الفتاة قائلة: هاتيه واني أسكته
ميادة بغضب: وانتي مين ان شاء الله؟؛
حياة: اني ابجى خالته يا حبيبتي يعني كيه امه تمام
ميادة بتعجب: اه، اتفضلي انا بس خايفة عليه..

حملته حياة فازداد بكاء الصغير وكأنه يعلن تمرده ورفضه لها، حاولت هدهدته مرارا لتبتسم ميادة بارتياح وكأنها توجه الشكر إلى صغيرها الذي لم يخذلها..
تحدثت رباب بسعادة قائلة: رحيم مهيسكتش مع حد واصل غير مرت عمه، خديه يا أبلة الواد مفطور من العياط..
حملته ميادة لتتأفف حياة قائلة بمكر:
عيل سغير وميعرفش حاچة، لما يكبر هيعرف الصح والأصول
رباب بغضب: تجصدي ايه؟!

حياة: ولا حاچة، احنا اللي يهمنا راحة واد أختي بكفيانا موتها ياجلب اختها وموت بتها معاها..
لم تكمل كلماتها فقد تأثرت النسوة بحديثها وبدأن في العويل مرة أخرى لتبتعد ميادة حاملة رحيم بأحضانها بينما حياة تنظر في أثرها بكره لا سبب له سوى انها ترى بشخصها منافسا لها على قلب رحيم وعمه...

وأغمضت شهيرة عينيها مستشعرة أن حياة ماهي الا نسخة مصغرة منها فيما مضى؛ وأحست بمرارة عالقة بقلبها وعاصفة تذكرها بما اقترفته سابقا في حق الجميع لتنهمر دموعها بغزارة وأخذ الجلوس يواسينها معتقدين ان بكاءها حزنا على حماد وطفلته الراحلة بينما هي في عالم لا يشاركها مرارته سواها فقط...

بعد قليل أتى حسن لزيارة نوح ولم تكن المرة الأولي بل كان حسن داعما لصديقه منذ لحظة وفاة حماد وهكذا يظهر معدن البشر وسط الشدائد والمصائب...
احتضن حسن نوح بمحبة وتحدث اليه بمودة قائلا:
عامل ايه دلوك يا نوح، أخبارك ايه وخالة شهيرة كيفها؟!
نوح بخفوت: الحمد لله بخير ياحسن، اني بخير وامي كاتمة في جلبها وساكته طوالي، حاولت كتير أهون عليها ومفيش فايدة.

حسن: الله يكون بعونها، الضنا غالي يا نوح، ربنا يبارك في ولده ويبجى عوض عن ابوه...
تنهد نوح واضعا رأسه بين كفيه فاقترب منه حسن رابطا فوق كتفه محاولا مؤازرته قائلا:
وحد الله يا نوح انت راچل مؤمن...
نوح: اهل المرحومة أم رحيم رايدين يچوزوني اختها..
حسن: وااه، كلام ايه ديه..؟
هما خابرين انك عريس چديد، اتچنوا عااد!
نوح: خابرين وموافجين اني اتچوزها على ضرة عادي.

حسن: وانت هتوافج يا نوح..؟ومرتك هتجبل ولا هتطلجها؟
قاطعه نوح بجدية وثقة غير قابلة للشك قائلا:
لاه اني مجدرش استغنى عن مرتي بس رحيم حته مني يا صاحبي، صعب اجولك اللي حاسس بيه..
خابر اني اتحملت غياب حماد بس كنت هصبر حالي واجول معلهش المهم يكون بخير، خابر اني شاركت في ظلم كبير لما هربته ومنعت الحكومة تاخده بس..
اغمض عينيه قائلا بأسى:.

مجدرتش اسلمه بيدي حماد كان كيه ولدي كنت بحبه اكتر من حالي، يمكن موته كسرني بس ربنا عوضني برحيم، مهسمحش لحد ياخده مني واكمل باجي حياتي حاسس اني ضيعت أمانة اخوي
يعني هتتچوز من غير ما مرتك تعرف ولا ايه!؟
نوح بتيه: لاه، مجدرش اخونها، مش لاجي حل وتعبت من التفكير وخابر ان ميادة ملهاش ذنب ولا هي ملزمة تتحمل مشاكلي ديه بس هجول ايه ربك يحلها...

حسن محاولا اخراجه من تلك الحالة: هجولك انت ترچع الشغل تاني يمكن تجدر تفكر بعيد عن الضغوط اهنه وتلاجي حل
نوح: عندك حج، وسامحني على غيابي الفترة اللي فاتت بس غصب عني..
حسن: وااه وانت مفكرني هجولك ارچع دلوك عشان الشغل يا نوح، الشغل ماشي زين وانت متابع كل حاچة بس وچودك في البيت ليل نهار هيزود عليك الهم ومرتك يمكن تلاحظ حاچة والمشكلة تكبر ما بينكم..
نوح: هنزل الشغل يا حسن لأني مهجدرش اواچه مرتي دلوك..

مرت ايام قليلة لم يتحمل فهد ما يحدث لذا توجه الى نوارة عازما البوح لها بما يحدث علها تساعده في الوصول الى حل...
انتهى فهد من سرد ما حدث على مسامعها لتشتعل براكين خامدة منذ سنوات بفؤادها لتقف صارخة بوجهه قائلة:
اتچوزها انت يا سي فهد اهو تبجى عملت حاچة زينة ليا ولبنتي
فهد بذهول: رايداني اتچوز غيرك؟!

نوارة بغيرة وغضب ويأس سنوات مضت: لاه ياراچل ده انت اتچوزت غيري جبل ما چوازنا يكمل سنة، اتچوز وعيش حياتك وبعدوا عن بتي انتوا ايه مخلوجين توچعوا جلوبنا وتجهرونا..
اسمع يا فهد اني اتحملت يامه وفاض بيا الله في سماه لو نوح اتچوز على بتي لطلجها منيه واچوزها غيره واجهره ومش اكده وبس
فهد بغيظ: وايه تاني يا أم چاد؟
نوارة: ههملكم البلد باللي فيها واسافر مع بتي.

فهد ممسكا يده برفض: اسمعي اني صابر بجالي سنين واجول حجها لكن توصل للچنان ديه اجتلك يا نوارة سامعة، انتي هتفضلي مرتي لحد ما أموت ومهتطلعيش من اهنه واصل غير بإذني...
نوارة: وماله يا فهد هتشوف وجتها هجدر اسافر ولا لاه؟!
ولو حكمت هروح اخلعك في المحكمة وتبجى فضيحتكم بچلاچل...
ابتسم فهد بسخرية قائلا:
يعني چايلك نشوف حل للي حوصل رايده تخلعيني آني!
نوارة: مفيهاش حلول ياواد السياف..

ميادة مهياش نوارة التانية هتسكت وتحط في خشمها بلغة وتعيش مذلولة، لاه بتي ألف مين يتمناها ولو عيشتها چاري هتكسر بخاطرها مريدهاش تجعد چاري وهخليها ترچع مطرح ما كانت...
اني خابرة ان جلبي هيفضل اكده موچوع مهسمحش لبتي تكمل حياتها مجهورة مهما كان السبب
هرولت خارجة باتجاه ابنتها بينما عجز فهد عن اللحاق بها استمعت ميادة الى صوت والدتها تناديها بخوف قائلة:
ميادة تعالي يابتي، تعالي ياجلب امك.

أتت اليها ميادة مسرعة تبتسم اليها علها تهدأ قليلا متسائلة:
مالك يا ماما في ايه؟!
نوارة: تعالي مبجاش ليكي جعاد اهنه
نوح برفض: كلام ايه ده ياخالة نوارة..؟
رايدة تاخدي ميادة ليه وعاى فين؟
نوارة: هاخدها على داري يا باشمهندس وانت شوف حالك واتچوز كيه ما تحب بس تطلجها الاول
نوح بهدوء: يا خالة ميادة مرتي وديه دارها أما موضوع چوازي ده فشئ سابج لأوانه..

نوارة بغيظ: هجول ايه ما انت طالع لخالك بصحيح، همي يا ميادة وأوعاكي تزعلي ميستاهلش ياجلبي
ميادة بخفوت: مقدرش اسيب رحيم يا ماما..
نوارة: چنيتي ولا حنيتي وبتكابري يابت بطني رحيم اهله چاره واني بجولك اها ملكيش عيشة اهنه تاني...
نظرت الى نوح الذي بدا واجما ثم حولت نظراتها بين الجميع قائلة:
مش هقدر يا ماما صدقيني وحتى لو همشي من هنا فمش هيكون دلوقتي، اطمني انا مش قليلة ولا عيلة صغيرة وعارفة بعمل ايه...؟

لم تجد نوارة حلا أمامها سوى العودة بينما نظر اليها فهد بحزن قائلا:
همليه وروحي يابتي واني هجفله، خابر انتي مريداش تتحدتي معاي بس اللي انتي ريداه هعملهولك
اجابته ميادة بحزن: خليك جنب ماما وطمنها وبلاش تتسرع وتظلمها بسبب غضبها، الحكاية ومافيها ان ابن اخوك قلب عليها مواجع بتحاول بقالها سنين تداريها...

توجه نوح بخطوات تقاتل بعضها رفضا وقبولا يود الرجوع ولا يستطيع عليه ان يختار والاختيار الأن لم يعد متاحا لذا وبدون تردد اجرى اتصاله قائلا للطرف الذي يحادثه:
أني موافج ياحچ..
بينما ميادة واقفة أمام المرآة بتحدي لقلبها العاشق عازمة على الفوز مهما حدث فهي انثى خلقها الله غير قابلة للهزيمة...

واصبحت الموجة القادمة صراع بين قلب عاشق وقلب محب فالعاشق قانونه الأول الاكتفاء والمحب قد تتبدل أهوائه بين ليلة وضحاها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة