قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر

نظرت اليه تخشى مواجهته وتخشى السكوت تهفو إلى الهروب منه واللجوء اليه؛ تجتاح كيانها أمواج جديدة تسمى الغيرة القاتلة، ينبض قلبها بضعف وكأنه يسارع الموت وتضربها تلك الأمواج بقوة فيزداد خفقان قلبها صارخا بلوعة يرفض أن يشاركه أحد فيما امتلكه وتملكه منذ الأزل...
أمسكت واحدة من قطع الملابس الخاصة برحيم تطويها بهدوء قائلة:
حلوة اوي حياة دي يا نوح؟
نوح: عادي الچمال مهواش كل حاچة
ميادة: يا راجل؟!

جلس نوح جوارها فابتعدت ليقترب هو ممسكا بيدها يحاول أن يبثها مشاعره التي يصعب عليه وصفها قائلا:
أختها الله يرحمها كانت أچمل منيها بكتير ومجدرتش تخلي حماد يحبها ولا ينسى عشجه لغيرها..
ميادة: يمكن احساسه بالندم والذنب اللي
كان بيلاحقه السبب؛ لكن اي راجل بيقدر يتناسى عادي ويكمل خاصة لو لقى واحدة أجمل واصغر
نوح: لما يكون راچل مداجش طعم الحب واتملك منيه بيكمل حياته وينسى..
ابتسمت هي بحزن قائلة:.

الحب عندكم غريب اوي يا نوح، يعني اخوك حب اختي فقتلها وخالك حب امي دمر حياتها وانت..
نوح بحزن: انا ايه يا جلب نوح..!
انا تايه يا ميادة تايه ومحتاچ انام في حضنك، مرايدش غيرك
احتوته بين ذراعيها فهي تحتاجه الآن ربما تحاول أن تجد بين أحضانه قوة تساعدها على الابتعاد وربما كان وداعا يجعلها تكمل به باقي أيام حياتها...
حسمت أمرها وقررت الانتظار الى أن يحين موعد الفراق سوف تنعم بقربه فالنهاية واحدة...

بعض الأشياء لا تتكرر ولا تقبل القسمة وان عزمت الأمر على قسمتها تحصل على كسورا..
ولسنا ملائكة فنحن بشر يغلبنا الضعف وعندما يصيبنا العجز نعجز عن الصبر والانتظار
صاح جاد برباب قائلا:
طب ايه جولك بجى يا رباب ان اخوكي مش راچل...
نظرت اليه رباب بحزن قائلة:
عيب اكده يا چاد انت خابر ان نوح راچل ومفيش زيه في النچع كله.

جاد ساخرا: راچل عرة واني هخليه يجول حجي برجبتي؛ اختي ذنبها ايييه في مشاكل اهلك اللي عاملة كيه الوبا كل يوم هتزيد عن اللي جبله..
رباب بخوف واضعة يديها فوق جنينها المختبئ بداخلها
ربنا يحلها من عنده، اني مخبراش نوح كيف يوافج على چوازه من البت ديه وهو هيحب ميادة..

جاد: يتچوز ولا يتزفت خلصت الحكاية الماسخة ديه ولو حكمت هخلص عليه ونرتاح يابت نعمان واسمعي اني مهاخدش حد بذنب غيره انت مرتي وحامل في ابني هعتبرك واحدة غريبة بس انتي كمان متدخليش بيني وبين نوح احسنلك، مفهووم؟!
اقتربت منه محاولة استرضائه لكنه تحدث اليها بغضب قائلا:
خليكي مكانك، اني جولت بعد موت حماد الله...

استغفر جاد ربه ثم استكمل، الله يرحمه مطرح ما راح هنرتاح ونعيش في هداوة سر كيه الخلج بس شكله حالف يمين ما يريحنا لا حي ولا ميت..
استمع نوح ال نصيحة حسن وتوجه الى مقر الشركة الجديدة وباشر الاعمال بصحبة رفيقه فقد أثر الابتعاد عن ميادة قليلا فسكوتها يقلقه ونظراتها تؤلمه وحديثها اليه غامض يخيفه كثيرا..
ظلت حياة رغم مغادرة الجميع الا أن والدها تركها متعللا برحيم بينما كان هدفهم التقرب من نوح ووالدته.

كانت حياة تتودد كثيرا الى شهيرة معتقدة أنها ستنال رضاها وتصبح حليفا لها بينما ميادة تفضل الابتعاد عن كلتيهما
اقتربت ميادة من غرفة رحيم الذي علا صوت صراخه، حملته برفق فهدأ قليلا لكنه بدا جائعا، نظرت اليه بحب وتحدثت اليه متسائلة برقة:
انت جعان يا حبي، عاوز مم..
همهم بصوته الصغير فقهقهت بحب قائلة:
تعالي نعمل الرضعة ونغير هدومنا قبل نوح ما يرجع من الشغل..
قاطعتها حياة قائلة ببرود:
اني هغيرله واكله.

ميادة بجدية: ابعدي عن طريقي يابنت انتي مش أدي...
حياة باستفزاز: فعلا أنا مش أدك انت أكبر مني كتير
ميادة بقرف: كويس انك عارفة..
حياة بغيظ: اني اجصد سنك ياحبيبتي
ميادة: قصدك ميفرقش معايا، انتي كلك على بعضك متفرقيش معايا في حاجة
حياة: يمكن دلوك كلامك مظبوط، بس بعدين هتشوفي الفرج لما تلاجي سي نوح معايا وفي حضني واني مرته وام ولاده..

توقعت حياة أن تثور ميادة بوجهها وتفتعل مشكلة لكنها تفاجأت بها تمسك يدها ساحبة اياها خارج الغرفة مغلقة الباب خلفها بقوة قائلة:
ولحد ما ده يحصل انتي هنا ضيفة يعني تتأدبي وتلزمي حدودك ومتخطيش مكان انا فيه بدون اذني، فاهمه!
صدمت حياة ولم تدر ما تفعل فهرولت الى غرفة شهيرة تجالسها علها تؤازرها عندما تشكو الى نوح مما فعلته ميادة.

وضعت ميادة رحيم بجوارها وبكت بحرقة فمجرد كلمات بسيطة من تلك الفتاة جعلتها تفقد توازنها تزلزل كيانها فكيف ان صار ما تقوله حقيقة
أطعمت رحيم وأبدلت ملابسه، طلبت الى أحدى الخادمات ايصاله الى غرفة حياة...
تعجبت حياة عندما وجدت الخادمة تحمل رحيم اليها وابتسمت بانتصار معتقدة أنها قد نالت من ميادة بينما ميادة كانت خارج البيت في طريقها الى القاهرة تسعى الى الخروج من تلك الدروب المتشابكة...

نظر حسن الى نوح بتعاطف يحاول تهدئته قائلا:
لاه طول بالك واوعاك تبين حاچة جدامهم؛ كيه ما جولتلك عمران اخوي دكتور في الطب الشرعي ولما حكيتله المشكلة جالي تماطل معاهم لحد ما يعدي الأربعين عالجليل لأن وجتها حتى لو الراچل چد رحيم ديه حاول يجدم طلب بتشريح الجثة وحاول يثبت ان حماد كان مدمن النيابة هترفض لان بيكون أثر المخدرات اختفى من الجثة..

أوجعت نوح كلمات حسن الى حد بعيد فشقيقه صار جثة يمكن أن ينتهك ستره بعدما حاول هو ستره سنوات طوال...
لاحظ حسن حزنه فاستدرك قائلا:
اني أسف يانوح مجصدش والله ازعلك بس اني بفكر معاك في حل وكويس انك نيمتهم وجولتلهم موافج عالچواز...
نوح: خايف ميادة متصبرش يا حسن مجدرش اخسرها كفاية حماتي واللي عملته والمشكلة ان عندها حج..

حسن: معهلش، اتحملوا حبتين انت خابر ان الجانون في صفهم وجدته ام امه عايشة يعني تجدر تاخد الواد..
نوح: لاه، مستحيل اسيبهم ياخدوه دول ناس معندهمش حيا ولا يعرفوا ربنا، طمعانين ومفكريني مغفل ونايم على وداني، حماد الله يرحمه كان دايما يشتكي من اخوات مرته وطمعهم فيه بس كنت بصبره واجوله ميچراش حاچة دول أهل مرتك وهيحموك وسط الاغراب.

انطلقت بسيارتها وكأنها تسابق أفكارها المتلاطمة؛ موجة تعلو الى عنان السماء واخري تهبط إلى أرض سحيقة؛ تبتسم باتساع عندما تتذكر احضانه الدافئة وتنهمر دموعها كلما تذكرت أن العشق الذي يحتل قلبها قد أضعفها فهي لا تكره شيئا بالحياة سوى الضعف
أضاء هاتفها للمرة التي لا تعلم عددها، ابتسمت ساخرة فهو الأن في أوج غضبه وجنونه
أجابته بهدوء استفزه قائلة:
ايوة يا نوح، عامل ايه؟

نوح بجنون لا مثيل ليه: انتي فين وازاي تسافري القاهرة من غير ما أعرف؟
ميادة: أسفه حبيبي بس كان عندي حفلة ونسيت معادها، شغل يعني..
نوح: شغل! انت جولتيلي انك هتوجفي حفلات يا ميادة!
ميادة: يمكن، مش فاكرة
نوح: انتي بتلاعبيني يا ميادة جوليلي انتي فين دلوك احسنلك؟!
ميادة مدعية الحزن: انت بتزعقلي كده ليه؟

نوح باعتذار: ياجلبي اني هموت من خوفي عليكي يا ميادة يعني ارچع من الشغل الاجي البيت فاضي ورحيم مفطور من العياط ولما أسأل عنك محدش يعرف انتي فين؟!
ميادة: بعتلك رسالة وموبايلك كان مغلق
نوح: طيب خلاص المهم انك بخير، تعالي او جوليلي انتي فين واني اچيلك؟
ميادة: انت ليه مش مصدق؛ انا عندي حفلة وهخلص وارجع بكرة او بعده بالكتير
نوح: مياااااادة اقسم بالله لو زودتيها ما هيحصل خير.

ميادة وقد اعلنت تمردها الذي لم يذقه نوح من قبل:
حبيبي الصوت بيقطع، سلام بقي ومتقلقش على رحيم خالته معاه وانت موجود...
نوح وقد أرهقه الحزن المستتر بين طيات كلماتها، :
طب جوليلي الحفلة ديه فين واني هچيلك؛ وحشني صوتك وانتي هتغني؟
ميادة: المرة الچاية بقي ياقلبي؛ اصل دي حفلة خاصة
صراخه الحاد جعلها تشعر بانتصار ولو مؤقت وتعمدت أن تترك الخط معلقا دون أن تغلقه...

أدارت مشغل الاسطوانات أمامها ليصدح صوت الأغنية بصوت مرتفع للغاية يشبه غضبها ودقات قلبها الصارخة بوجع
أل ايه بيحسدوني عليه
بيفكروا قلبي في الهوى اتهنا
لما شفت عينيه
أل ايه بيحسدوني عليه
بيحسبوا اني عشت بالجنة
بس جنة ايه
على ايه عالجراح ولا الدموع ولا الالم
عالعذاب ولا على دمع الندم
ولا ايه ولا ايه ولا...

قهقت ميادة وصوت ضحكاتها كان سكينا حادا يتوغل بلا رحمة بقلبها يدميه عله يتوقف عن النبض ويريحها فما يؤلمها أن قلبها لا ينبض الا باسمه فقط، لم يعشق ولن يعشق سواه، بينما نوح لم يجد أمامه سوى كسر هاتفه عله يتوقف عن سماع ضحكاتها المتألمة والتي يعلم أنها لم تتألم هكذا من قبل سوى له وبه...

ارتمت ميادة بين يدي هيام التي تعجبت لانهيار ميادة بذاك الشكل وحاولت احتوائها قدر المستطاع، ظلت ميادة تبكي وتتحدث بكلمات غير مفهومة وتركتها هيام تخرج ما بقلبها إلى أن هدأت قليلا..
نظرت اليها هيام بحب قائلة:
طيب انا مفهمتش حاجة غير انك بتحبي الباشمهندس وزعلانة منه ممكن بقي نعمل فلاش باك ونعيد كل حاجة من البداية
ابتسمت ميادة مرغمة فتحدثت اليها هيام
بهدوء قائلة:.

قومي نغير اللبس ده وترتاحي في أوضتي لحد مصطفي ما يوصل
لم تجادلها ميادة فهي بالفعل متعبة للغاية
وصل مصطفي بعد قليل والقلق باديا بملامحه الا أن هيام قد طمأنته قائلة:
اهدي شوية ومتحسسهاش انك قلقان لازم تطمنها لان شكلها تعبانة وفي مشكلة بينها وبين نوح.
مصطفى: طيب ايه..؟ اقول لسهيلة ويزيد؟

هيام برفض: ياحبيبي في ايه بقولك مشكلة يعني بإذن الله نلاقي حل هتكلم اختك وتقلقها وانت عارف انها اصلا بتتلكك علشان تقول لديدا ارجعي وسيبي نوح..
مصطفي: ماشي، ديدا فين؟
هيام: سبتها ترتاح شوية وهحضر الغدا ونتغدى وبعدين نشوف ايه المشكلة...؟
مصطفي بحب: تمام فين عمي هقعد معاه لحد ما تخلصي
هيام: في مكتبه ادخله وانا ربع ساعة بالكتير واكون خلصت.

تناولوا الغداء في صمت رغم محاولات هيام المتكررة لمشاغبة ميادة الا أن الحزن البادي بهيئة ميادة أجبر الجميع على الصمت
أعدت هيام الشاي وجلسوا ثلاثتهم في هدوء حذر الى أن قال مصطفى:
حبيبة خالها ايه اللي مزعلها؟
ميادة: نوح هيتجوز
بصقت هيام الشاي من صدمتها وقهقه مصطفى قائلا:
هيتجوز ازاي يعني؟
ميادة: هيتجوز عليا يا خالو...

انتظر مصطفى ان تكمل حديثها بعدما تبدلت ملامحه الى الجدية والغضب عندما تيقن ان ما تقوله ميادة ليس مزحة
بعد قليل أخذ مصطفي في سب نوح بحدة إلى أن استوقفته هيام قائلة:
ممكن تسكت شوية وتبطل تسرع
ارغمته نبرة صوتها التحذيرية على التوقف عن سبابه بينما نظرت هي الى ميادة قائلة.

أنا مش هقدر احكم على جوزك ولا ابرر موقفه انتي اكتر واحدة فاهمة علاقته بأخوه وتعلقه بابنه من بعده، المشكلة مش نوح المشكلة ان الناس دي نيتهم مش سليمة وده واضح من كلام البنت دي واسلوبها واللي اعرفه ان ديدا مستحيل تسيب حقها او تسيب واحدة تاخد حاجة ملكها
ميادة: مش هقدر يا هيام، مش قادرة اشوفها قدامي..
توقفت هيام قليلا عن الكلام لتتحدث بثقة قائلة، :
هقولك تعملي ايه وتخلصي من الناس الغجر دي ازاي..

دقاته المتتالية فوق باب شقتهم جعل مصطفي يسرع إلى اجابة الطارق وعندما وجد نوح أمامه هم بغلق الباب الا ان نوح تحدث بحدة قائلا:
ميادة اهنه، طمني الله يكرمك؟
مصطفي: عاوز منها ايه مش هتتجوز غيرها؟
نوح بارتياح: يبجى هي موچودة وحكتلك، خلينا نجعد بس وانا هفهمك كل حاچة.

بعد برهة من الزمن نظرت اليه ميادة بدموع تلومه على صمته حتى وان كان لديه عذرا الا أنه تركها تتألم، استأذن مصطفي وصعد إلى غرفته يهاتف هيام ويقص عليها ما حدث بينما ميادة مازالت متجهمة تخفي الكثير بداخلها
فغالبا ما نخفي مخاوفنا خلف بعض الكلمات وكأننا نصنع منها حاجزا بين جراحنا والناظرين الينا؛ نخبرهم دائما اننا بخير وحقيقة الأمر أننا لسنا كذلك فهناك ألم ان تركناه ظاهرا للعيان لما صدقه أحد..

نتضاحك فيما بيننا ويعلو صوت الضحكات وكأننا نحاول أن نمحو صوت الأنين البادي بقلوبنا وكلما ارتفع صوت الألم وعلا أنينه ازدادت تلك القهقهات الكاذبة حتى تصم الأذان عن سماع غيرها.
نظرت اليه تلومه على تلك الدائرة التي يبدو أنها لن تنتهي وكيف لها أن تنتهي وهي بلا نوافذ ولا أبواب؛ لا مهرب يلوح بريقه أمامها، دائرة ليس بها سوى مركز للألم وقطر يمر خلاله يعطيها أمل كاذب ثم يتلاشى..

انتظرت أن يتحدث وعندما زاد انتظارها تحدثت بتخوف قائلة:
والمطلوب مني ايه؛ ابعد واسيبك تربي ابن اخوك مع خالته والستارة تنزل عليكم وقلبي ينكسر كالعادة؛ ولا أفضل معاك وتحملني طول العمر ذنب جديد اني حرمتك من ابن اخوك؟!
نظر اليها نوح مبتسما بخفوت:
لاه؛ المطلوب منك تعرفي اني بفكر في حل والحل مفيهوش بعاد، بعادك عني مبجاش اختيار يا ميادة..

ميادة بدموع غزيرة: بس انا تعبت؛ حرام كده قلبي من حقه يرتاح؛ نفسي اعيش من غير خوف
احتضنها قبل أن تتملك منها أمواج اليأس القاسية فابتعدت عن عالمها تلك المخاوف لحظة احتضانه لها وكأنه قد خلق سكنا لا يسكنه خوف ولا يقربه ضعف...
همس اليها بحب:
خابر انك خايفة مني؛ بس صدجيني الحكاية مهياش سهلة؛ چد رحيم هددني بالمتغطي انهم ممكن يجدموا بلاغ للحكومة ان حماد كان، ابتلع ريقه يحاول الثبات قليلا ليستكمل:.

كان بيتعاطى مخدرات ووجت الحادثة مكانش في وعيه، اني مهممنيش حالي وبس يا ميادة كيه ما هيجولوا العيار اللي ما هيصيبش...
كلنا هنتأذوا واولنا رحيم، مرايدش لما يكبر الناس يعايروه بأبوه، كفاية انه انحرم منيه
رايد أسايسهم وأشوف حل، رفع وجهها اليه مزيلا تلك الدموع المنهمرة بغزارة وكأنها تخبره من خلالها بكم الوجع الذي تعانيه...
اتفجنا جبل اكده مفيش بعاد تاني يابت خالي هتطلعي عيلة صغيرة من أول خبطة ولا ايه؟

ميادة: دي مش خبطة يا نوح، دي ضربة في مقتل طلوع روح اني احس مجرد احساس انك هتبقي ملك لواحدة غيري، حتة لو غصب عنك
نوح مازحا: وااه كيف يعني غصب عني هيخطفوني اياك، ياجلبي نوح السياف يخطف ومفيش حد يجدر يخطفه غير بت خاله، من دمه وچوة دمه، حته من روحي..
ضحكة صافية بعد سنين وجع وخوف..
انتي فرحة عمري كله يا ميادة فرحة جلبي معرفش غيرها جبل اكده...
همس اليها باشتياق ومكر وشئ من الوعيد الشيق:.

وبعدين اني رايد حفلة خاصة ومستعد ادفع عمري كله جصاد الحفلة دية يا فنانة، ولا اييه؟
القت بنفسها الى نفسه التي لا تكتمل الا بين يديه وضمها اليه يقبلها بلا اكتفاء تبادله هي باشتياق وكأنها قد غابت عنه سنوات دون أن تراه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة