قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثاني

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثاني

رواية أمواج قاتلة الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثاني

وبعدما تحطمت سفينتي التي جاهدت في بنائها سنوات وهاجمتني الأمواج من كل ناحية رأيتك وسط الظلام القاتل تمدين الي يدك الصغيرة تستغيثين بي طالبة للنجدة فنسيت خوفي وانكساري وهرعت اليك احتضنك بقلبي فنجونا سويا وأتى الينا ذاك المركب الجديد بشراعه الأبيض فأسرعنا اليه وابتعدنا معه عن أمواج البحر القاسية.

لكن لم الآن حبيبتي تتركين يدي مرة ثانية وترحلين إلى سفينتك الأولى؛ هل كتب علي أن أعاني بمفردي مرة ثانية وأحيا وحيدة أبكي على أيامنا معا أم ستأتين إلى أمك التي تحتضر بغيابك
اعتزلت سهيلة الجميع واكتفت بالبكاء؛ صديقها الوفي الذي يأبى خيانة عهده معها بعدما وعدها ألا يتركها
حاول يزيد ومصطفي مرارا التحدث اليها دون فائدة فجن جنون يزيد ليتحدث بغضب إلى مصطفي قائلا:.

انت غبي؛ غبي يا مصطفي، ليه قولتلها ان والدة ميادة عايشة ليييه؛ البنت قالتلك تستنى لحد ما تتأكد وتشوف هتعمل ايه؟
مصطفي بهدوء: ولما تتأكد هتعمل ايه؛ هتتخلي عن أمها اللي اتحرمت منها 16 سنة ولا هتسيب سهيلة وتتفاجئ باللي حصل؟!
يزيد: يعني ايه مش فاهم هنسيبها كده انت متخيل سهيلة هيحصلها ايه لو ميادة مرجعتش!
مصطفي بثقة: هترجع يا يزيد بس الاختيار صعب على البنت واحنا لازم نبقي متفهمين.

يزيد: يا سلام هترجع وتتخلى عن أمها وأهلها
مصطفي: احنا اهلها؛ سهيلة امها اللي ربتها وكبرتها حتى لو امها موجوده فهما حصل مستحيل تنسانا وتنسى حياتها بينا
يزيد بخوف: مصطفي انا خايف!
مصطفي: وانا اكتر منك ديدا بعتبرها فعلا بنت سهيلة وبنتي وصحبتي انا اوقات كتير بتسند عليها وعمرها ما خيبت ظني فيها بالعكس كانت دايما أد ثقتي فيها.

استمعت سهيلة إلى حوارهما فخرجت اليهما قائلة انا هسافر لبنتي بكرة الصبح ولو حابين تيجوا معايا تمام مش عاوزين براحتكم...
كانت الغرفة من حوله ظلام دامس كحياته التي لا تهدأ فبعدما نبض قلبه من جديد عاد إلى نقطة البدء حائرا مترددا وحيدا ولا يعلم ماهي خطوته القادمة لقد صار معدما سيبدأ من جديد بعدما اصبح من كبار رجال الاعمال سيبحث عن فرصة عمله فقد شقيقته ومدللته وها هي والدته ترقد بلا حراك.

أما هي تلك الشرسة منذ طفولتها عادت اليه ولم تعد زوجته ويحرم عليه القرب منها أو التمتع بوصالها؛ تعتبره عدوا رغم أن قلبه لم يعاديها مطلقا..
خرج من غرفته مسرعا بعدما استمع إلى صوت صرخات مكبوته مصدرها غرفة والدته؛ هرع اليها بلهفة قائلا:
كيفك يامه؛ عامله ايه دلوك؟
بكت شهيرة بحرقة فاعتقد ان تبكي بسبب ألمها الجسدي؛ لذا تحدث اليها بلين قائلا:
ايه اللي تاعبك واني اشيع اچيبلك الداكتور.

شهيرة برفض ولكن لسانها يأبى قول ما تريد لتشير اليه بيدها ناحية هاتفها فيحضره نوح إليها..
فهم نوح ما تريده فقام بفتح هاتفها ليصيبه صدمه أشد واقوى من كل ما فات بعدما رأى تلك الصور التي ارسلها جاد والخاصة بشقيقته رباب..
نظر اليها مستفهما عن حقيقة ما يراه لتومئ اليه برأسها ويزداد نحيبها.

كانت تشعر بحنين موجع إلى كل ركن بذلك البيت الشامخ رغم ما عاناه من دمار وألم الا انه بقى وربما لم يبق منه سوى اطلال لذكريات مؤلمة لم تعد تدري فها هي بداخله بعد سنوات من التيه والهجر عادت اليه راغبة بأحضان والدتها ودفئ قربها الا انها لا تشعر بكامل احتوائها؛ هناك شئ يمنعها عن الراحة التي كانت ترنو اليها ولا تعلم هل السبب هو سنوات البعد الطوال ام ان طول الانتظار يشكل حالة من التبلد فتتغير مشاعرنا وتصبح راكدة؛ هل تشعر بالذنب ناحية سهيلة ام ذنبها الأكبر ناحية نوارة؛.

نظرت إلى وجه نوارة بتأمل فابتسمت بحزن على ما أصابها؛ لقد أصابها الكبر وقد كانت تعتقد انها ستعود اليها وتراها كما كانت من قبل ولكن مهلا هي مازالت جميلة رغم البعاد وعناد السنوات؛ لاحظت نوارة توترها الواضح فتحدث بصوتها الحاني الذي لم يتغير مطلقا قائلة:
جوليلي ياضي عيني كيف بجيتي اكده كيه الجمر متعلمة والله أكبر عليا شكلك كانك من بلاد برة..
ابتسمت ميادة بخجل قائلة:.

ماما سهيلة السبب، قالتها ميادة بعفوية الا أنها اتعبت قلب نوارة المتعب بشدة؛ لتستدرك ميادة بتوضيح: هفهمك كل حاجة...
استمع فهد إلى تهديد بتروي وهدوء يحسد عليه فمنذ قليل ارسل في طلبه ولبي هو الطلب لأنه يعلم ما يريد؛ كان نعمان يتوعد لجاد بالانتقام فهو لم يدر بشأن اختفاء رباب منذ البداية بل علم منذ قليل وبعدما علم فقد صوابه وعزم على الثأر لنفسه ولشرفه
تحدث فهد بمهادنة قائلا:.

انت اخوي وواد عمي يانعمان وخابر اني معتبرك مكان سلمان الله يرحمه ورباب بتي وبت شهيرة اختي..
نعمان بغضب: وانت ترضى على بتك اللي حوصل.!
فهد: اللي حوصل لعب عيال الواد والبت هيحبوا بعض
نعمان: ومتجدملهاش ليه ولا فاكرها معدومة الأهل!
فهد: ورحمة أبوي يا نعمان اني سألته جبل اللي حوصل بيومين وجالي ناوي يتجوز بس راح اتحدت ويا شهيرة اللي يسامحها وانت خابر راسها وكلامها الماسخ.

نعمان: الله يحرجها بچاز شهيرة وسيرتها
فهد بضيق: خلاص يا نعمان بكفياها اللي هي فيه اني اها بطلب منك تچوز چاد لرباب وهشيع اچيبهم واعملهم فرح النچع كلياته يحكي ويتحاكى بيه...
نعمان: بالساهل اكده!
فهد: احنا أهل والفضيحة هتبجى لينا وليك
نعمان بتفكير: ولو ابنك مرضيش يرچع
فهد: هيرچع؛ چاد ميجدرش يكسر كلمتي وحتى لو رايد نوارة مهتوافجش.

نعمان: جدامك يومين ملهومش تالت ولو ابنك مچاش لحد اهنه يطلب رباب ويصلح عملته المهببة يبجى هو الچاني على روحه وملهوش عندي ديه
أسرع مصطفي خارجا يسبقه غضبه من سهيلة واصرارها على الذهاب إلى بلدة ميادة ورغم رفضه ورفض يزيد الا أنها لم تهتم وبدت كأنها لم تستمع اليهما؛ كانت تتخبط بنظراتها كانها طائر فقد جناحيه؛ تتحدث بصوت مهزوز خائف وتدعي القوة بينما هي اضعف من طفل صغير ترك وسط الطريق.

تنهد بضيق وتعب وما لبث ان هاتف لاذه الذي عثر عليه مؤخرا لتجيبه بحب قائلة:
حبيبي؛ عامل ايه؟
مصطفي: محتاجلك اوي؛ ينفع أشوفك دلوقتي
هيام: حاضر هستأذن بابا واجيلك
مصطفي: هفوت عليكي استأذني عمي وانا جايلك
بعدما توجها سويا إلى أحد المطاعم لاحظت هيام حزنه وصمته فسألته بخوف قائلة:
مصطفي انت كويس؟
مصطفي بهدوء: الحمد لله
هيام بتردد: طيب في ايه؛ انت عاوز تسيبني
نظر اليها مصدوما لتبكي كالأطفال قائلة.

اكيد انت جيبني هنا علشان تقولي اننا هنسيب بعض؛ صح؟
ابتسم بعد عبوس دام طويلا ليهمس اليها:
حد يسيب طفلة جميلة زيك كده!
هيام بعيون دامعة: وكمان بتتريق!
مصطفي معترفا بصدق: انا بحبك؛ فاهمة يعني ايه يا هيام ان أحب بعد ما قلبي اندبح وكرامتي اتهانت؛ بحبك ومش مسموحلك تبعدي ولا انا هقدر ابعد..
هيام بسعادة: طيب حصل ايه وزعلك بالشكل ده؟
مصطفي: هحكيلك؛ بس ده سر بينا ممنوع حد يعرفه مهما كان...
هيام بتأكيد: اكيد طبعا.

بدأ يقص عليها ما حدث منذ سنوات إلى ان التقى بميادة وسفرهم للخارج وعودتهم...
هرول نوح بغضب أعماه عن كل شئ باتجاه منزل جاد؛ ينبغي عليه قتله الأن؛ لن يمنعه مانع عن الثأر لشقيقته؛ دق الباب بقوة وقهر وقسوة عدة مرات إلى أن اتاه سلمان قائلا
خير يا نوح بتخبط اكده ليه؟

ازاحه نوح بقوة ودلف إلى الداخل مناديا جاد بصوت حاد فخرجت اليه نوارة وفي اعقابه ميادة ناظرين اليه بتعجب ليمسك الهاتف ويظهر الصور الخاص برباب أمام اعينهما
شهقت نوارة بفزع بينما ارتسمت على ثغر ميادة ابتسامة هازئة..
نوح بغضب: هجتله؛ چاد ابنك يا مرت عمي هجتله بيدي
ميادة بهدوء: ليه؟
نوح بهيستيريا: وااه بتسألي ليه؛ مفهماش اياك!
ميادة: لأ فاهمة بس هو مكنش يقصد اكيد؛ زي ما حماد أخوك مكنش يقصد.

اوشك على صفعها لولا وقوف نوارة وسلمان أمامها لتستمر في قولها ولكن بهدوء:
اطمن يا باشمهندس؛ چاد مستحيل يعمل حاچة في اختك؛ عارف ليه؟
صمت نوح فأجابته بتقرير: لأنه تربية أمي تربية نوارة مهواش تربية شهيرة
احتدت نبرة نوح وعلا صوته ووعيده إلى أن تحدثت نوارة بحزن قائلة:
وحد الله يابني واني هكلمه جدامك ونشوف ايه اللي حوصل؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة