قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل العاشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل العاشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل العاشر

ونضعف وننكسر ويصبح ذلك الانكسار احد اسباب قوتنا ولا أحد يدرك من أين تأتينا الرغبة في البقاء بعد الانتهاء والانطفاء، ربما هي تلك الخلطة السرية العجيبة التي غرسها الخالق بالنفوس كي يحثنا على الاستمرار رغم مرارة الحياة ومأسيها، فكم من حياة عصفت بشراعها الأمواج العاتيه وحطمتها على صخور الواقع الا أن ربانها عاد من جديد ممسكا بالدفة من جديد وكأنه لم يصبه بأسا من قبل...

انها غريزة البقاء وحب الحياة...

ويبقي العاشق أنانيا مهما حاول التصدي لتملكه الا ان العشق ماهو الا جنون وتملك
ظل فهد يرفض ما تعرضه شهيرة بشأن زواج ولديها من ميادة وحليمة رغبة منه في تنفيذ وعده لنوارة بشأن استكمال تعليمهما ولكن بقى بداخله بعض الميل للموافقة فهو يود الاستئثار بقربها بمفرده، لديه الرغبة أن يشعر انها لا تفكر بسواه
ولكنه استمع الى صوت العقل وقرر تأجيل خطوة زواج الفتاتين بالوقت الحالي.

بينما شهيرة لم تيأس ولن تفعل لذا اقنعت حماد وفشلت في اقناع نوح بالتقرب من البنتين
تحدثت بمداهنة الى نوح قائلة:
ياواد اسمع كلامي، البنات لساتهم صغار وسهل تخلوهم كيه الخاتم في صباعك انت واخوك يعني لو واحدة منيهم اتچوزت واحد غريب مهچيش چوزها ويجول فلوس مرتي وحجها.

وانت خابر زين چدك الله يرحمه جبل موته كان حاططلهم فلوس ملهاش آخر في البنك غير الاراضي اللي كتبها باسمهم، ولا انت مفكر يا حبيب امك انك هتفضل متمرغ اكده في الخير لو حد غريب دخل بيناتنا
نوح بهدوء: كلمي حماد اهو جاعد چارك اها، اني مليش خلج للحديت ديه ولا عندي وجت ادلع واسايس.

شهيرة: اباي عليك وعلى دماغك اللي كيه البلغة الجديمة؛ بكرة تندم وتجول ياريتني خليك جاعد اكده والست نوارة تفضل ورا فهد ويخشوا الچامعة ويومين والتالت وتبجى كل واحدة في يدها عريس من البندر
حماد: كيف الحديت ديه، چدي الله يرحمه جال حليمة وميادة ليا اني ونوح
شهيرة: اها، انت جولت الله يرحمه والأمر والنهي دلوك بيد فهد وفهد بيه ماشي كيه الأعمى ورا نوارة يبجي ايه الحل؟

استمع نوح الى ما تقوله ولم يعقب بينما اقتنع حماد كليا بكلماتها وأخذ على عاتقه أمر متابعة حليمة وإغداقها باهتمامه حتى تصبح أسيرة لهواه فيضمن ألا تصبح لغيره.

توجهت بثينه الى ذاك المكان البعيد بصحبة شقيقتها تبحث عن حل لما تعانيه من فراق بينها وبين فهد، اقترحت شقيقتها عليها الحل قائلة:
هاتيلي حاچة من خلجاته وتعالي معاي هوديكي للشيخ هارون ده سره باتع ومفيش حاچة بتعصى عليه واصل
بثينه: وااه رايداني اسحرله يا رضا
رضا: حجك وبتدوري عليه، ده چوزك وانتي أولي بيه من الغريبة بكفياها چابت منه الواد وشايله تاني بطن اهي وانتي جاعدة كيه البيت الوجف...
بثينه: بس..

رضا: مبسش، هتجومي ونشوفلك حل ولا اروح اني مفضياش؟
استجابت بثينه لما قالته رضا فهي على حق لابد ان تنعم بقرب زوجها مهما كانت الوسائل
استمعت بثينه بحذر إلى ذلك الرجل الجالس امامهم بتركيز عندما سألها
يعني انتي رايدة ايه دلوك؟
بثينه: رايده چوزي يحبني وميشفش غيري، ريداه يكره مرته التانيه وميطجهاش واصل
تحدثت شقيقتها بمكر قائلة:
لاه، خليها هي تكرهه وتطفشه ووجتها هيچيلك راكع.

ابتسمت بثينه بشماته لمجرد تخيلها لفهد عائدا اليها نادما على تركها لها تلك السنوات.

تحتوينا وحدتنا وتهدهد أهات تختبئ بداخلنا، اتخذت نوارة من عزلتها ملاذا لها بعدما ضاقت به السبل لا تدري ما حل بها، نفور قوي يجتاحها كلما اقترب فهد من مكان وجودها، اصبحت تكره حضوره وتستلذ غيابه، صارت وقع خطواته اشبه بنيران تلتهم روحها، حاولت جاهدة ان تدفع عنها ذاك الشعور دون فائدة فاختارت البعد، بينما هو قد اصابه القهر من تجاهلها الدائم له يشعر انه كان بالجنة وحرم منها مكرها دون ذنب ارتكبه..

اتجهت ميادة وحليمة الى بوابة المدرسة الخارجية عائدتين الى البيت، بمنتصف الطريق وجدت حليمة حماد واقفا بانتظارها كعادته تلك الايام ابتسمت اليه بخجل بينما تحدثت اليها ميادة قائلة بخفوت:
خبر ايه يا حليمة هو كل يوم ولا ايه؟ ميصوحش اكده لو عمك فهد خد خبر هو ولا امك ميهسكتوش ويمكن يجعدوكي من المدرسة
حليمة: وااه وفيها ايه لما يجف يستنانا ده چزاته انه خايف علينا.

ميادة: ياستي مجولناش حاچة بس ايش عجب دلوك كان فين الاول!
حليمة: يابت مكناش كبرنا اكده وبعدين ماهو في الاول والاخر واد عمنا وهيبجى چوزي
ميادة: كل شي نصيب ياختي
حليمة: اسكتي انتي وخليكي كيه نوح ابو بوز اجطم
ميادة: يا ساتر عليكي وعليه ده واد بارد وشايف حاله جوي كان مفيش منه اتنين بالنچع.

اصبحت حليمة متيمة كليا بحماد وكلماته المعسولة فصغر سنها وبعدها عن الاحتكاك بأحد سواه جعلها ترى به فارسا لأحلامها، في بادئ الامر كان يرى بها فريسة سهلة جمالا ومالا يسهل الحصول عليه لكنه وقع هو الأخر اسيرا لحبها لكن والدته لم تتح له المجال بل اخبرته ان حليمة كوالدته حبهما لعنه تصيب الرجال بالضعف، لا مانع ان يحبها ولكن ينبغي الا يظهر ذلك حتى لا تتمادى في تعاملها معه.

عاد فهد من سفره مرهق اضناه الاشتياق والصد الدائم منذ شهور من تلك المرأة التي ورغم ما تفعله الا انه يزداد عشقا لها، بينما نوارة كانت تعاني من ضيق ينغص عليها حياتها ترغب وبقوة في أن تلقي بنفسها بين يديه تشتكي منه واليه ما تعانيه لكنها تتمنع مرغمة وكأن ما بينها وبين فهد بحور من نيران يصعب اطفائها او النجاة من امواجها.

دلف الى غرفتهما وجدها كالعادة شاردة احتضنها برغبة وبادلته في بادئ الأمر لكنها ووسط ذوبانه بين همساتها الخافته ابتعدت عنه بنفور وكره اصابه بالذهول والبغض
تحدث بتعجب قائلا:
وااه في ايه عاد يا نوارة حرام عليكي اكده بجالك اد ايه مانعه نفسك عني واجول معلهش تعبانه من الحمل لكن اكده كتير بكفياكي احسنلك
صرخت نوارة بوجهه وكأنها ترى امامها عدوا وليس حبيبا كانت تتنعم بأحضانه منذ قليل قائلة:.

جولتلك تعبانه ومطيجاش روحي وانت كل اللي هامك مزاچك وبس حل عني وروح لمرتك التانيه ولا الاسم متچوز وخلاص، روح وريحني مش انت اتچوزت لاچل تكيدني ايه اللي چد ليل نهار جاعد اهنه ترازي فينا ومهملها هناك عايشة براحتها
نظر اليها فهد لا يصدق ما تقوله يود ان يقتلها ولا قلبه الخائن يرفض ينبغي عليه ان يرد لها إساءتها ولا يدري كيف!

انها تكرهه وما مضى كان ادعاء منها كذب واوهام، لحظات صدق فيها انها صارت تبادله حبه لها واقتربت من نسيان شقيقه
احتدت عيناه وسيطر عليه الغضب واعماه عن تشوشها الواضح وتخبطها ليهتف بتأكيد وثقة قائلا:
معاكي حج اني مفروض اكون عادل بينك وبينها وان شاء الله هيحصل خصوصي بعد ما اچوز البنات لولاد عمتهم ويبجوا معانا اني وبثينة، وانتي خليكي اهنه ربى ولادك بكفايه اكده على ولاد سلمان...

بعد لحظات استجمعت نوارة شتات عقلها وادركت ان فهد صادقا بكلماته:
جثت نوارة على ركبتيها أمامه منتحبة بقوة قائلة:
حرام عليك يافهد حليمة لسه عيلة صغيرة كيف تچوزها تضيع مستجبلها!
فهد بقسوة: هو ستر البنته بجى چريمة ياست نوارة
نوارة: ملكش صالح حليمة بتي أنا وسلمان وابوها موصيني تكمل علامها هي واختها
فهد بعناد: وابوها مات الله يرحمه واني بجيت مسؤول عنهم وكلمتي هتمشي عالكل.

نوارة: اني موافجة اللي انت تؤمر بيه بس چواز لاه، ابوس يدك انتوا طمعانين في الارض والبيت خدوهم ما انتوا سابج وخدتوا ياما، بس بلاش بناتي يافهد
فهد بكره: لو چواز حليمة هيحرج جلبك اكده هعمله يانوارة، هچوزها وهتشوفي عندك معاي هيوصلنا لفين
نوارة: لاه يا فهد كله الا بناتي، طلجني وحل عني اني كرهت الدنيا باللي فيها بسببك وخدوا الفلوس والارض وهملني أربي بناتي بعيد عن حجدكم وكرهكم لأبوهم.

أمسكها فهد من معصمها ساحبا اياها بقسوة الى أن القاها بداخل غرفتها مغلقا عليها الباب قائلا:
بكرة المغرب كتب كتاب حليمة وحماد ومتجلجيش يأم العروسة هنعملولها فرح يليج بيها دي مهما حوصل بت الغالي
وكمان لاطل خاطرك هنكتبوا كتاب ميادة ونوح خلوني نفرح مرة واحدة.

تركها وغادر مسرعا فرغم حقده عليها الا أن دموعها تؤذيه أمامها يشعر أنه مصاب بالفصام؛ يعشقها ويتعمد أذيتها؛ يسعى الى وصالها وبأفعاله ينفرها منه، حاول كثيرا أن يبتعد عنها ويتركها كما تطلب لكنه لا يستطيع فهي كما الهواء بالنسبة له..

هو على يقين أن زواج حليمة خطأ كبير فهو على دراية بطباع حماد وسلوكه الفج ولكنه يأمل أن تبتعد حليمة عن دربه فهي شبيهة أبيها تذكره بسلمان ذاك الأخ الذي قضى سنوات طفولته محاولا الاقتداء به الا أنه فشل...
سلمان لم يكن مثله بل كان أشبه بحلم مر بعالمنا تاركا وراءه قلوب تطوق الى اللحاق به
كان الاقرب الى قلب والدته؛ مثال لشباب البلدة يتمني الجميع أن يصبح ابنائهم على شاكلته..

حتى فهد كان يحبه بشدة بمراحل طفولته الأولي وصباه، لم يدرك إلى الأن كيف تغيرت نظرته لأخيه بمرور السنوات من أخ وصديق الى عدو ومنافس
حسم فهد صراعه الذي أرهقه بين ماضي قد ولي وحاضر يعيشه ويعاني به فما يهمه الأن هو نوارة فهي التحدي الأخير والفيصل في تلك المقارنة بينه وبين شقيقه
على أحدهم أن يدفع ثمنا لذاك الصراع القاتل الذي يعانيه ولتكن حليمة هي الفاعلة ومن منها يستحق أن يعاني مثلما يعاني هو.

أخذ فهد يتمتم بسخط وجنون قائلا:
، هتنسي برضاكي أو بالغصب
كانت سهيلة تشعر بشئ يجذبها إلى تلك الدار دون غيرها تقضي بها اغلب وقتها استطاعت بمساعدة مصطفي انشاء اكثر من دار لرعاية الاطفال اليتامي ولكنها تختص ذاك المكان باهتمام لا تدري سببه الحقيقي
تنتظر قدوم شخص بعينه ولا تعلم ماهية ذلك الشعور الذي يلازمها
نظر اليها مصطفي بتمعن قائلا:.

ايه يابنتي بكلمك بقالي ساعه، انا شايف ان الدار دي ملهاش لازمة بقالها كتير مفتوحة ومفيش اطفال ولا حاجة
سهيلة: عادي يا مصطفي احنا بنساعد الارامل وفاتحين فصول لتعليم البنات اللي اتحرموا من التعليم
مصطفي: ايوة بس عدد قليل جدا الناس هنا عقولهم صعبة اوي
سهيلة: حاولت والله يامصطفي اقفل المكان هنا فعلا بس حاسه اني مرتبطة بيه اوي
مصطفي ضاحكا: ايه شغل الروحانيات دي
سهيلة: اسكت بدل ما اضربك، كلمت يزيد يا مصطفي.

مصطفي: كلمته وقال هينزل اخر الشهر ومتحمس جدا انه يشارك معانا
سهيلة: مش عارفه حاسه انه هيزهق بسرعه يزيد طول عمره غاوي مزيكا وفن معرفش ايه اللي خلاه بعد فجأة وسافر
مصطفي بمكر: واحدة الله يسامحها كان بيعشقها وهي كانت بتحب واحد حمار
قهقهة سهيلة قائلة:
انت بجد مشكلة يابني انا عمري ما تخيلت ان يزيد بيحبني انا كنت بعتبره زيك بالظبط.

مصطفي: لا ياختي طب انا حظي وحش ورضعنا مع بعض لكن انتي وهو مش اخوات ميحبكيش ليه؟!
سهيلة بحزن: كل شئ نصيب يا مصطفي اكيد ربنا بيحبه انه بعد عني
احتضنها مصطفي بحب قائلا:
ربنا بيحبنا كلنا والا مكنش خلقنا الأهم احنا نحب نفسنا ده المهم..

تزينت بثينه ناظرة إلى نفسها بسعادة فهي على يقين ان فهد سوف يأتيها ولكن هيهات، فمن الممكن ان تأتي اعمال السحر بالمطلوب، يمكن ان تجعل احبابا يفترقوا وعشاقا يهيمون على وجوههم باحثين عن انفسهم لكنك لن تغير ما كتبه الله ان لم يقدر
توجه فهد الى بيت شهيرة واخبرها بموافقته على زواج ميادة وحليمة
وتوجه إلى بيت والدته واخبرها بما سيحدث جلس مع نوح وحماد وحدد معهما التفاصيل قائلا:.

بكرة كتب الكتاب وبعد اسبوع دخلتك يا حماد انت وحليمة اما انت يانوح فهنستنوا لأخر السنه لامن تطلع شهادة الچامعة
لم ينتظر ردهما وغادر مبتعدا عن الجميع بينما بثينه كادت ان تجن من تجاهله لها
في اليوم التالي تم عقد قرآن ميادة ونوح وحليمة وحماد وما ان انتهي حفل الاشهار الذي اقامه فهد حتى اقتربت منه نوارة تنظر اليه بكره قائلة:
اني بكرهك يا فهد بكرهك ومهما تعمل ميهفرجش معاي.

ابتسم وداخله يئن وجعا من قسوتها وابتعدت مرغمة فهي لا ترغب بالبعد عنه مطلقا...
اعدت شهيرة ما يلزم لزواج ولدها البكري بصدر رحب وسعادة فهي قد اوشكت على بلوغ أولى طموحاتها وظلت نوارة حبيسة غرفتها تداهمها مشاعر مؤذية لا يريحها منها سوى النوم ورغم ما تراه من احلام مفزعة الا انه صار احب اليها من واقعها المرير...

ليلة الزفاف وبعد أن صعد حماد بصحبة عروسه اقتربت منه والدته تحدثه بخفوت
مبروك يا واد ياحماد، اوعى تنسى اللي اتفجنا عليه ادبحلها الجطة بدل ما تبجى شخشيخه بيدها
اقترب حماد من حليمة بخطوات وئيدة كانت نظراته مسلطة على جسدها برغبة أودعت في قلبها رعبا لم تذقه من قبل
حاولت التحدث اليه الا أن دموعها الغزيرة قد أوقفتها.

جذبها اليه بقوة محاولا أن يبدو مسيطرا منذ لقائهما الاول فكما اخبرته والدته عليه أن يكن قاسيا حتى ينال منها ما يريد فان تهاون معها سوف تتدلل عليه وينفلت منه زمام أمرها كما فعلت والدتها بعمه سلمان سابقا وحالها الأن مع فهد.

مزق فستان زفافها بقوة أجفلتها وأحست أن روحها تمزقت معه، قبلها بجرأة متعمدا الا يتحدث اليها ولو بكلمة واحدة، بينما كانت هي تشعر بالبرد وكأنها بليلة شتاء حالكة تائهة بقارعة الطريق تسعى إلى ركن تحتمي به فظهر أمامها ذئب شرس تحاول جاهدة أن تفر منه ولكن دون فائدة..
تحدثت بضعف قائلة:
جرى ايه ياحماد انت اتچنيت ولا ايه؟

كان حماد مغيبا تائها وسط رغبته القوية بامتلاكها وكلمات والدته تدق بأذنه وازداد صراعه عندما قاومته حليمة بشراسة قائلة
بعد عني ياحماد، بعد ياحيوان انت بتوچعني..
لطمها حماد بقسوة وعقل مغيب أثر ما تناوله من مخدرات اعتاد تجرعها وزادها الليلة فرحا بزواجه...
صرخت متألمة فباغتها بلطمة أخرى، نظرت اليه حليمة بكره شديد ورفعت يدها عاليا وصفعته ليزداد جنونه ويتمادى في تأديبها الى أن أفاق ولكن بعد فوات الأوان.

هرولت ميادة إلى الأعلي بعدما احست بقلبها ينشطر إلى نصفين وكانه قد طعن بسكين حادة، امسك نوح يدها قائلا:
رايحة فين يا ميادة ميصوحش تطلعي دلوك
ميادة بحدة: بعد عني، حليمة تعبانه
لم تكمل كلماته ليهبط اليهم حماد حاملا اياها بين يديه جثة هامدة يصرخ بخوف قائلا الحجوني..

بالمشفى اعلن الطبيب وفاة تلك الطفلة لتقع نوارة مغشيا عليها بينما بقيت ميادة واقفه تنظر إلى عمها ونوح بكره لا يمكن وصفه بالكلمات بينما قد اختفى حماد عن الأعين
ظلت نوارة بغرفة العناية الفائقة يومان لا يصحبها سوى ميادة لتدلف احدى الممرضات بعد قليل فتشهق بفزع عندما اعلن مؤشر نبض القلب عن وقوفه هرولت الممرضة تصيح
المريضة في غرفة 101 ماتت، قلبها وقف.

ابتعدت ميادة وكأنها آلة متحركة هاربة خارج المشفي تود النجاة بحياتها فقد قتلت شقيقتها ووالدتها قد توفت وتركتها وحيدة ولن يتركها نوح بل سيفعل معها ما فعله حماد...
أخذت تتنقل من وسيلة مواصلات إلى أخري لا تشعر بشئ ولا بوقت لا تعلم اين هي الأن بل تهبط من حافلة لتصعد لأخرى إلى أن حل المساء فوجدت أمامها لوحة مضاءة مكتوب فوقها دار للأيتام.

تحرك الطبيب بآلية الى غرفة نوارة بعدما استطاع اعادتها إلى الحياة وان لم تكن حياة فعليه الا انها عادت ووقف فهد ينظر اليها من بعيد وقد كتب عليه فراقها الى الابد بعدما حدث منه...
اقترب منه نوح واضعا يده فوق كتفه يواسيه ويواسي نفسه قائلا:
ان شاء الله هتجوم بالسلامة ياعمي
فهد: هتجوم يا نوح، هتجوم ولما تسألني عن بناتها اجولها ايه..؟جتلت واحدة والتانية هربت من الخوف.

نوح: هنلاجيها بأذن الله، الرچالة بيدوروا في كل مكان و...
فهد بكره: وحماد..؟!
نوح بتوتر: مخابرش من وجت اللي حوصل محدش شافه
فهد بعدم تصديق: ماشي يانوح، نوارة بس تجوم واني هتصرف وهچيبه لو تحت الارض هچيبه واخلص عليه بيدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة