قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل السادس

ويمضي العمر بين فراق واشتياق وقد يهون الفراق عندما نجد أملا باللقاء ولو بعد سنوات اما عندما ينقطع ذاك الأمل إلى الأبد ونجد ارواحنا تهفو إلى من صار لقياه مستحيلا يصبح الاشتياق مؤلما قاتلا، فما أصعب الاشتياق لمن احتضنهم التراب...

انتاب الجميع حالة من الصدمة وخيم الحزن على بيوت النجع بأكمله فمن مات شاب يحبه الكبير والصغير لم يسئ إلى أحد من قبل بل كان مسالما اسمه قريبا من شخصه
جميلة كانت أم قوية ظاهريا تلقت خبر وفاة سلمان بثبات وهدوء انتهي بعدما استمعت إلى حليمة تسأل عن والدها فانهارت تلك الهالة الواهية التي احاطت نفسها بها.

وسمحت لقلبه المنكسر ان يبكي ويعلو نحيبه، شقيقاته الثلاث لم يتوقفن عن البكاء والنوح، وظلت نوارة فاقدة للوعي كأنها قد فقدت روحها ورغبتها في الحياة مع رحيله
سافر فهد إلى الاراضي المقدسة لدفن جسمان شقيقه هناك، وبقي والدهم يشعر بالندم والذنب يتأكله فرغم أن لكل أجل كتاب الا أن الموت قد اختطف ولده قبل ان يعود إلى وطنه وينعم بأحضان زوجته واطفاله وكل ذلك من أجل جمع مال لم يكن له منه نصيب ولا فائدة.

انشأت سهيلة دارا للأيتام وتفرغت للإشراف عليها ورغم معرفتها بشأن يوسف وعودتها إلى عصمته الا أنها لم تشعر بشئ لا حزن ولا فرح، هي تحتاج فقط إلى استرجاع نفسها أولا قبل أن تقرر اذا ما كانت تريد استرجاعه أم لا!
تحدثت اليها احدي صديقاتها قائلة:
وليه يا سهيلة مترجعيش ليوسف وتتبنوا طفل وتعيشوا حياتكم، ليه تقضي حياتك بعيد عنه وواضح انه باقي عليكي.

سهيلة: عارفه يا مني، انا طول عمري بحس ان يوسف اقرب ليا من نفسي، انا مش زعلانه منه او مجروحة، انا انتهيت مش لاقيه نفسي، انا بتمني فعلا انه يبعد ويعيش حياته ويخلف ويبقي أب..

مش ذنبه اني اتحرمت من النعمة دي والتبني حل ليا ولمشكلتي لكن يوسف مش الشخص اللي يتكفل بطفل ويعامله على انه ابنه، اذا كان متحملش موت بنته وراح دور على راحته ورغباته، هيعمل ايه مع طفل غريب عنه.

مني: يعني مش هترجعيله؟
سهيلة: مش عارفه، بس لو حسيت اني محتاجة لوجود حد في حياتي وقتها اكيد كفة يوسف هترجح بس مش هرجعله سهيلة بتاعت زمان، هتغير وحاجات كتير هتتغير...

كان الظلام مسيطرا على المكان فالنسوة متشحات بالسواد وكذلك بعض القلوب كانت مغلفة بذاك اللون القاسي، كانت شهيرة تنظر إلى نوارة بعين كارهه، تتمني بداخلها لو ان نوارة ماتت بدلا من سلمان.

قاطع تفكيرها العقيم دلوف احدي الفتيات تقول:
خالة شهيرة، عم نعمان جالي عيطي على خالتك شهيرة لأچل تروحوا
احست بانسحاب انفاسها وارادت ان تتملص من الذهاب الا أن خوفها منه ومن غضبه جعلها تتحرك دون ارادتها لتغادر الى بيت زوجها.

كانت حليمة تحتضن تؤامها بقوة وكأنها تخشى عليها من المحيطين بهما، نظرت اليها ميادة قائلة:.

أني خايفة جوي يا حليمة، رايده أروح لأمي
حليمة: متخافيش واصل أمي نايمة شوي وهتصحي..
اقتربت منهما صفية تنظر اليهما بدموع منهمرة حزنا على ما أصابهما من يتم في تلك السن الصغيرة.

صفية بصوت يغلفه الشجن: تعالي چاري يا جلب عمتك متخافيش بنات سلمان السياف مهيخافوش غير من ربنا..

أقبل نعمان عليها وبيده منامة حريرية القاها اليها قائلا:
همي غيري خلچاتك ديه والبسي حاچة عدلة، منجصينش سواد يابت عمي
شهيرة: واااه رايدني اخلع الأسود يا نعمان اللي اختشوا ماتوا بصحيح
أمسكها نعمان من منكبيها بقسوة ناظرا اليها بتحذير قائلا:
صوتك ميعلاش واصل وانتي بتتحدتي معاي ولو مسمعتيش الكلام هنخلوها ليلة مغفلجة على راسك وراس اللي هيتشددلك.

اومأت اليه برأسها ودفعها بقوة ليعطي لها فرصة لتبديل ملابسها
أسرعت شهيرة مبتعدة عنه لتبدل ملابسها مثلما أخبرها وابتسم هو بمكر قائلا:
جبر يلمك يا شهيرة الواد عزيز مات ناجص عمر من تحت راسك يا بجرة، بس حلوة يابت وبأذن المولى هتتعلمي الأدب على يدي.

بعدما انتهي فهد بمساعدة اصدقاء سلمان بالخارج من أخذ مستحقاته المالية والتأمين المستحق حال وفاته قام بزيارة بيت الله الحرام معتمرا له ولشقيقه المتوفي، كانت مشاعر فهد متباينة فعلاقته بسلمان لم تكن وطيدة للغاية ولكنه كان يشعر بأن سلمان أبا له يدلله ويحميه، يهاجمه ندم شرس لا يعلم يقينا ما سببه ولكنه يتمني لو تعود السنوات الة الوراء فيتقرب إلى أخيه اكثر يستمع الى نصائحه، كان سيمنعه من السفر لم يكن ليسمح له بالموت وحيدا هكذا، ولكن لا يستطيع احدنا اعادة عقارب الزمن إلى الوراء فتلك هي الحياة...

لم تتوقف جميلة عن البكاء المرير الذي فطر قلب زوجها وابنائها، كانت تنعي وليدها قائلة:
يا ولدي، حتى جبرك اتحرمت ازوره يا ضي عيني، ضيعت عمرك غريب وهتفضل غريب يا جلب أمك...
قبل فهد رأسها قائلا: وحدي الله يامه سلمان الله يرحمه موصي اصحابه يجولولك متصوتيش عليه وادعيله بالرحمة واتوصي بمراته وبناته...

هدأت جميلة قليلا قائلة: في عنيا يا ولدي، دول ريحة الغالي واللي باجيين منيه
تحدث فهد إلى والده قائلا: الفلوس اللي اتصرفت لسلمان يا بوي هنعملوا بيها ايه؟

جاد بحزن: هنحطها في البنك بإسم بناته
نظرت شهيرة الى والدها محاولة كتم حنكها لتقول:
وليه يابوي وافرض امهم اتچوزت يچي راچل غريب ياخد فلوسهم، خليهم باسمك ولما يكبروا ابجى اديهم اللي يكفيهم.

جميلة: اسكتي انتي وملكيش صالح، اخوكي مربعنش وبتتكلمي عن الفلوس والچواز، انتي ايه اللي چابك ومهملة چوزك ودارك
شهيرة: وااه بتكرشيني من الدار يامه عشان خايفة على بنات اخوي ومصلحتهم، ولا انتي مفكرة الست نوارة هتجعد من غير راچل، ديه مش بعيد تكون حاطه عنيها على واحد من دلوك
فهد بحدة: جومي يا شهيرة على دارك ومتچيش اهنيه غير في الأربعين، نعمان ميهحبش مرته تطلع لحالها كتير.

شهيرة بمكر: اللي تشوفه يا خوي، أني ماشية واعملوا اللي يعچبكم أني غلطانة، بس هطلع اطل على حماد ونوح جبل ما أمشي..
تركتهم وصعدت الى ولديها تبتسم بانتصار بعدما حققت مبتغاها، دلفت الى غرفة ولديها فوجدت نوح نائما بينما حماد يبدل ملابسه...

تحدثت شهيرة بصوت خفيض:
بتغير خلچاتك ورايح على فين يا حماد مش جولتلك تجعد في الدار تحت مع چدك وتحط عينك على بنات خالك الله يرحمه
حماد ببرود: خارچ اشم هوا زهجت من البكا والندب اللي ما هيخلصش، وبعدين حد جالك عني بصاص هنجلك الاخبار اياك
شهيرة: ياواد افهم اني رايدة مصلحتك، بنات خالك معيزاهمش يطلعوا للغريب انت واخوك أولي بالخير ديه كلياته، خلي عينك عليهم ولما يكبروا تتچوز واحدة واخوك التانية.

حماد ساخرا: حاضر هاخدهم اسبحهم واغيرلهم ولو تحبي ارضعهم كمان، چواز ايه دول لساتهم عيال صغيرة
شهيرة: بكرة يكبروا ياحزين متبجاش فجري كيه اللي خلفك
حماد بجرأة: مالك ومال اللي خلفني أهو مات واتچوزتي غيره، خليكي بجى مع چوزك ومتشغليش حالك بينا ولما بنات خالي يكبروا يبجى يحلها الحلال
تركها واندفع خارجا لتشهق شهيرة قائلة: يجطعك ويجطع ساعتك بتتچور على يا ولد عزيز، بكرة تشوف يا بجم اني هعمل ايه؟

تنهدت والدة نوارة بضيق قائلة
يابتي حرام عليكي نفسك، جومي يانضري كوليلك لجمة وطلي على بناتك.

نوارة بانفاس متقطعة: مريداش وكل ولا رايدة حد اني رايدة اموت، اني رايدة سلمان ملحجتش اتهني بيه يامه هملني وهمل بناته وراح من غير حتى ما اشوفه، جولتله، جولتله خليك جاري ومتسافرش مسمعش كلامي، استفدت ايه اني وبناته من الفلوس والأطيان، اني رايدة چوزي رايدة حبيبي اللي استنيته سنين، هكمل ازاي لحالي، ده اني كنت بستني رچوعه لحضني كيه ما وعدني، جالي هرچعلك واعوضك، طلع بيكدب على وهملني في الدنيا لوحدي اه ااااه يامه اني جلبي موچوع وروحي مفارجاني من وجت ما فارجني.

تركتها والدتها تخرج ما خبأته منذ وفاة سلمان فقد التزمت الصمت الى الأن ولكن يبدو انها فقد قدرتها على الصمود اكثر، بكت بحرقة وخوف من القادم بكت على ما فات ولن يعوض بكت حنينا واشتياقا اليه، اشتياق لن ينتهي الى رجل واحد اختاره القلب من بين رجال الكون ولن يكن لوجوده بديلا حتى وان وجد البديل...

مرت بعض الايام والشهور اعتاد الجميع غياب سلمان ربما كان سفره الدائم سببا في تخفيف ألم فراقه، ولكن ذاك الألم كان يزداد بقلب نوارة أصبح اشتياقها اليه قاتلا، تحاول الصمود والثبات نهارا امام طفلتيها وتنهار مقاومتها ليلا عندما تنفرد بنفسها داخل غرفتهما التي كانت محرابا لعشقهما سويا.

كان فهد يعوض علاقته الفاترة إلى حد ما بشقيقه بميادة وحليمة، وخاصة ميادة التي كانت تميل اليه اكثر من شقيقتها، بينما كانت حليمة قوية إلى حد ما رغم صغر سنها، أصبح مسؤولا بشكل كبير عن كل ما يخصهما، طلبت اليه نوارة أن يحقق امنية سلمان بشأن تعليمهما ففعل رغم معارضة والديه الا انه لم يستجب لأحد.

فهد: شوفي يامه اني جدمتلهم خلاص في المدرسة ملوش لزوم الحديت ديه
جميلة: يا ولدي اني خايفة عليهم حد يضربهم ولا يأذيهم
فهد: وااه، مين ديه اللي يجدر يأذيهم ولا يجربلهم واني أجتله وأچيب خبره
جميلة بحزن: ربنا يطول عمرك ويجعلك عوض عن اللي راح يا ولدي
كان فهد ينتظر من نوارة الحديث الا انها لم تفعل، أحس بالرغبة في سماع صوتها فوجه حديثه اليها بهدوء:.

اني هاخد البنات معاي عالمركز يانوارة اچيبلهم لبس المدرسة واللي هيحتاچوه
نوارة: اللي شايفه في مصلحتهم اعمله، انت عمهم وادرى بمصلحتهم
كان يود لو نظرت اليه لكنها وكعادتها كانت شاردة فيما مضى..
زفر فهد بضيق إلى ان اقتربت منه ميادة قائلة:
اني رايدة شنطة چديدة وچزمة وطوفي كتيير جوي
فهد مبتسما: والطوفي الكتير هياخدوه المدرسة ليه عاد!؟
ميادة: لاچل اصحابي يحبوني.

قبلها فهد قائلا: حاضر هچيبلك طوفي ومصاصة واللي تجولي عليه بس المهم تبجي شاطرة...

احتضنت حليمة والدتها وكأنها تشعر بما تعانيه فابتسمت اليها نوارة بحب فهي الأكثر شبها بسلمان من بين الجميع
بينما ظلت جميلة تراقب الموقف بعين خبيرة اكتسبت من الدنيا الكثير وادركت أن القادم سوف يتغير كثيرا.

في مكان مختلف وحقبة زمنية مختلفة
ابتسمت سهيلة رغما عنها عندما قدم اليها يوسف باقة من الزهور الرائعة التي تعشقها، نظرت اليه تلومه على ما أل اليه حالهما فامسك يدها يقبلها باشتياق وندم قائلا:.

خلينا ننسى اللي فات، ايه رأيك نسافر أمريكا ونعمل عملية تلقيح؟
سهيلة: ازاي يا يوسف وانا شايله الرحم
يوسف بتوتر: عادي ممكن نعمل تأجير للرحم العمليات دي بقت معروفة جدا برة مصر ومش هيبقي في مشكلة ولا حد هيعرف حاجة.

سهيلة: وايه تاني يا يوسف؟
يوسف: تقصدي ايه؟
سهيلة: اقصد انك عاوز تقول حاجة ومتردد
يوسف: انا عاوزك تسمعيني للأخر وتعرفي اني بحاول الاقي حل يسعدك، داليا عرضت عليا انها تحمل في طفل وتتنازل عنه مقابل مليون جنيه.

قهقهة سهيلة بحزن وقهر قائلة:
هتبيع ابنها بمليون جنيه، ادمعت عيناها من فرط يأسها متسائلة
وانا بالنسبة ليك غالية للدرجة دي هتشتريلي طفل بمليون جنيه
يوسف: سهيلة حبيبتي ده هيكون ابني وانتي هتربيه ويبقي ابننا..
سهيلة: وتضمن منين اني احبه او اتقبله وانا عارف انك قربت من واحدة غيري علشان تخلفه.

عيش حياتك يا يوسف وسيبني في حالي انا راضية باللي ربنا كتبهولي وخلاص اكتفيت...
يوسف: ارجوكي فكري بعقلك اعتبري اننا هنتبني طفل بس هيبقي طفل عارفين أصله وفصله طفل هيورثني لما أموت ونفسي تكوني انتي أمه اللي هتربيه، فكري عشان خاطري.

استأذنت نوارة من حماتها في زيارة والدها الذي اشتد عليه المرض فأذنت لها قائلة
روحي يابتي وسلمي عليه وان شاء الله لما ابوكي جاد يجي هنيجوا نشج عليه..

غادرت نوارة تمشي بخطوات ثقيلة فمنذ وفاة سلمان لم تخط خارج البيت، تتذكر المرات القليلة التي كان سلمان يقف بانتظارها خارجا كي يلمحها وهي تمر من أمامه، كم كانت طلته مختلفة عن الجميع كان يجذبها اليه وكأنه ممسكا بخيوطها بين يديه، تفتقده الأن ومنذ الأزل والي الابد
التفت نوارة إلى صوت فهد القوي يناديها بحزم قائلا:
رايحة على فين يام ميادة؟

نوارة: رايحة على دار ابوي اطل عليه بجاله يومين صحته في النازل وامي شيعت چبتله الحكيم.

فهد: طيب مدي خطوتك حبتين ومتتأخريش
استمعت الى كلماته واسرعت باتجاه بيت والدها ليقترب هو بخطوات حاسمة باتجاه أحد الشباب ممسكا اياه بقوة قائلا:
لما تشوف حد من حريمنا معدي جدامك توطي خلجتك ديه في الأرض
الشاب: وااه واني عملت ايه عاد!
فهد: متخلنيش ادفنك مطرحك اني شايفك وانت بتطلع في مرت اخويا
الشاب بشئ من السخرية: الله يرحمه
فهد بقوة: ويرحمك انت التاني يا ولد الفرطوس..

ضربه فهد برأسه ليسقط الشاب تحت قدميه ومازال فهد يكيل من اللكمات والسباب ما يساوي غيرته القاتلة التي أحس بها عند رؤيته لهذا الفتي ناظرا إلى نوارة...

مضة اليوم وفهد جالسا بغرفته لا يدري ما سبب غيرته التي أثارت بداخله مشاعر لم يعهدها من قبل متي اصبحت نوارة زوجة أخيه هكذا بعينيه، هل أصابته بلعنة عشقها كما فعلت مع سلمان، ابتسم بحالمية وكأنه يراها لأول مرة بعمره، محدثا نفسه أن عيناها هي السبب فهو لم ير من قبل مثل تلك العيون السوداء الحائرة، حاول ان يمنع نفسه من تلك الافكار لكنه تذكر حديث شهيرة عندما أخبرتهم ان نوارة سوف تتزوج بأخر يوما ما فقد توفي سلمان وهي مازالت بريعان شبابها وقد ترك لها ثروة كبيرة.

امتزج بداخله حيرة وغيرة عليها وعلى بنات شقيقه من دخول غريب بينهن، لن يسمح بأن يأتي أخر ويأخذ كل شئ، ليس من حق أحد ان ينعم بقربها سواه..!
هي من حقه هو فقط، ولكن يبقي سؤال واحد ظل يردده، هل سيأخذ مكانة سلمان بقلبها أم أن قلبها لن يكن لسواه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة