قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وستة عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وستة عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وستة عشر

غرفة صغيرة في أحدي المستشفيات الحكومية على فراش طبي أبيض صغير يضطجع بجسده للخلف عينيه زائغة بالكاد يري ظلال تتحرك هنا وهناك أضواء تسطع وتختفي، أصوات بعيدة يحاول عقله جاهدا ترجمة ما يحدث، شيئا فشئ بدأت الإشارات المتعرجة تستقيم، بدأ عقله يستوعب ما يُقال حوله من أحاديث
- الحرج ما كنش عميق، خيطناه ونقالناله دم
- هيفوق امتي
- دقايق يا أفندم ويفوق وتقدر تستجوبه.

عند تلك النقطة بدأ يفتح عينيه شيئا فشئ، بدأت الظلال تصيح أكثر وضوحا، أول ما رآه رجلين أحدهم يرتدي مئزر أبيض بالطبع هو الطبيب ورجل آخر من ذلك المسدس المعلق في طوقه بالطبع سيكون ضابط شرطة، سمع ذلك الطبيب يحادث الضابط أولا قبل أن يحادثه:
- أهو فاق مراد، أستاذ مراد حضرتك سامعني.

حرك مراد رأسه بالإيجاب فقط لمرة واحدة قبل أن يري ذلك الضابط يجذب مقعد يجلس بالقرب من فراشه استأذن الطبيب وغادر بعد فحص بسيط أجراه على مراد، في حين جلس الضابط على المقعد المجاور له نظر له يردف في هدوء:
- قادر تتكلم
حرك مراد رأسه بالإيجاب ابتلع لعابه الجاف تبحث عينيه عنها في جميع أركان الغرفة قبل أن تثبت على الضابط الجالس على المقعد يسأله بصوت خفيض ضعيف:.

- ايوة، أنا مراتي كانت معايا كنت سامع صوتها، هي راحت فين
- الست اللي كانت معاك مستنية برة، إنت بقالك حوالي ساعتين مغمي عليك
أردف بها الضابط بنبرة هادئة فاترة، لحظات صمت تلاها حمحمة خشنة صادرة من الضابط يردف بعدها:
- الولد اللي ضربك بالسكينة اتقبض عليه، وانت كمان مقبوض عليك، بتهمة الشروع في قتل بيومي عوض الله أنت ضربت الراجل لحد ما كنت هتموته، ايه الدافع ورا اللي أنت عملته دا.

ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي مراد لا فائدة من قول الحقيقة سوي مزيد من الإهانة لروحية وهي لاقت من الإهانة ما يكفي ويزيد من أناس انتزعت الرحمة من صدورهم، عاد ينظر للضابط قبل أن ينطق بحرف واحد سمعوا دقات على باب الغرفة إذن الضابط للطارق بالدخول، انفتح الباب ليظهر من خلفه دخل إلى الغرفة يبتسم في هدوء تقدم ناحية فراش مراد التي توسعت عينيه في دهشة ما أن رآه، مد يده يخرج بطاقته الشخصية من جيب سترته أعطاها للضابط، ليقف الأخير يصافحه يتمتم مبتسما:.

- خالد باشا، اهلا وسهلا يا افندم
أخذ خالد البطاقة منه من جديد يضعها في جيب سترته نظر لمراد لمحة خاطفة ليعاود النظر للضابط يتمتم مبتسما:
- ممكن تسبني اتكلم معاه عشر دقايق فقط
وافق الضابط دون جدال ليستأذن يخرج من الغرفة يجذب الباب خلفه، توجه خالد إلى مقعد الضابط جلس عليه ينظر لمراد للحظات قبل أن يضحك بخفة يردف بعدها:.

- إنت عارف أنا جاي بلفة عاملة ازاي، مراتك كلمت جدتك فجدتك كلمت أدهم أخوك، وادهم كلم حمزة وحمزة كلمني، وأنا كلمت مراتك من عند أدهم عشان أعرف روحتوا انهي قسم واديني جيت، ايه يا ابني قالولي عدمت الراجل العافية، عمل إيه
اختفت الابتسامة الصغيرة التي ارتسمت على شفتي مراد وجمت قسمات وجهه يغمغم بخفوت مجهد:
- خناقة عادية زي اللي بتحصل في اي شارع.

رفع خالد حاجبيه مستنكرا ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه همهم وكأنها حقا مقتنع بالأمر ليردف مستهجنا:
- خناقة عادية تخليك تضرب اللي قدامك بماسورة ماية وتعلقه على باب جزار، أنت عنيف اوي في الخناقات يا مراد
تهرب بعينيه بعيدا عن حدقتي خالد يشعر به يخترق عقله بنظرات زفر بحنق يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر يتمتم:
- أنا اللي عندي قولته خناقة عادية في شارع هو استفزني.

لم تتغير ابتسامة خالد الساخرة جل ما فعله أنه عاد بظهره إلى ظهر المقعد يتمتم في هدوء ساخر:
- مراد أنا لو عايز أعرف تاريخ حياتك كله هجيبه وأنا قاعد مكاني بمكالمة تليفون، أنا هنا عشان أساعدك، فالافضل تبدأ تساعد نفسك...
حرك مراد رأسه ناحية خالد ليري الأخير في حدقتيه نظرة مرتبكة متوترة يخشي قول شئ ليلقي القنبلة التي نطقها بهدوء تام:
- بسبب روحية مش كدا.

اتسعت حدقتي مراد قليلا ينظر لخالد مدهوشا في حين ابتسم الأخير في هدوء يحادثه بترفق:
- يعني كلامي صح، صدقني أنا هنا عشان اساعدك، أنت بس احكيلي.

تردد الأخير للحظات قبل أن يزفر أنفاسه مستسلما يقص له ما يعرفه عن روحية تلك الحكاية التي سمعها من جدته انتهاءً برؤية روحية لذلك المغتصب الدنئ هو فقط كان يأخذ حق زوجته لم يخطي في شئ لولا ما حدث لكان قتله، انتهي مراد من سراد ماي يقول ليرفع عينيه يواجه حدقتي الجالس أمامه يسأله متعجبا:
- بس إنت عرفت منين أدهم اللي قالك
حرك الأخير رأسه نفيا رفع كتفيه يتمتم ببساطة:.

- ابدا مراتك واقفة برة عمالة تعيط وتقول أنا السبب، اتأذي بسببي، مش صعبة تستنج
إن الموضوع ليه علاقة بيها...
حرك مراد رأسه بالإيجاب صمت للحظات قبل أن ينظر لخالد يسأله مرتبكا:
- إنت مصدقني
ارتسمت ابتسامة بسيطة على شفتي خالد يغمغم في هدوء:
- وايه اللي هيخليني اكذبك، رغم تاريخك الحافل بالمصايب، بس إنت واد جدع وبتتغير.

شخصت عيني مراد في ذهول ممتزج بفزع كيف عرف ذلك الرجل قريب شقيقه بماضيه من أخبره، لم يدع السؤال يداعب عقله كثيرا توجهت مقلتيه لخالد حين قام من مكانه يربت على كتفه السليم يردف مبتسما وهو يغلق زر حلته الاوسط:
- حمد لله على سلامتك يا مراد، عن إذنك.

هكذا فقط لم يفعل شيئا، لم ينطق بكلمة أخري فقط غادر إلى خارج الغرفة يجذب الباب خلفه، ظن أن الضابط هو من سيعود ليكمل تحقيقه معه ولكن من دخل كانت روحية بصحبة أدهم شقيقه، اقترب أدهم منه يهرول يسأله مذعورا عن حاله في حين روحية تقف بعيدا تنظر له نادمة تضع فوق عاتقها ذنب ما حدث له، أما هو فكان عينيه هناك عند باب الغرفة المفتوح يبصر ذلك الرجل يقف يحادث الضابط، قبل أن يغادر كلاهما!

على صعيد آخر في المستشفى التي يقطن بها غيث ساعات الانتظار تأكل القلوب كالوحش الضاري يهنش بلا رحمة تجلس هي بصحبة أبيها وعمها في على مقاعد الإنتظار خارج الغرفة الجميع أعينهم معلقة بباب الغرفة المغلقة، أما هي فتنقل عينيها بين باب الغرفة ووالدها تريد أن تخبره، ولكنها أجبن من أن تفعل، كلما حاولت استجماع شجاعتها الضائعة تضيع من جديد ولا تقدر على النطق بحرف، تتوقع أسوء ما قد يحدث أن أخبرت والدها بما بحدث لها من مراد، ولكن غيث ما حدث له ذنب يطوق عنقها يخنقها بلا رحمة، بعد طول صراع استجمعت فتات شجاعتها قامت ناحية أبيها ستخبره فجاءة دون ترتيب، وقفت أمامه تنظر له، ليعقد رشيد جبينه في عجب من فعلتها حين فتحت فمها فجاءهم صوت باب الغرفة يُفتح فجاءة وجوري الصغيرة تصرخ فرحة:.

- غيث فتح عينيه، غيث صحي...
الجمت الفرحة لسانها اندفع الجميع يركض لداخل الغرفة ومن ضمنهم هي عادا فارس الذي ذهب مسرعا ليحضر الطبيب، الجميع يقف في ترقب ينظر للطبيب وهو يفحص غيث، قبل أن يبتسم الاخير يردف :
- حمد لله على السلامة...

تحركت عيني غيث المجهدة التعبة تنظر لوجوه الحاضرين أمامه توقفت حدقتيه عندها يري دموعها التي تغرق وجهها، ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه كأنه يطمأنها بأنه بخير لم يحدث لم مكروة لم يصيبه سوءً رغم تلك الألم البشعة التي تطحن عظامه، اقتربت ياسمين تعانق ولدها برفق خوفا من ايذائه الجميع يلتف حوله عداها هي تقف هناك تشاهد فقط في صمت قطعته حين صاحت فجاءة وهي تبكي:
- أنا آسفة أنا السبب في اللي حصلك، أنا آسفة.

شهقت ياسمين بعنف تنظر لصبا في ذهول مما قالت في حين توجهت أعين الدهشة الممتزجة بالاستنكار ناحية صبا، نظرات تتلقاها من أبيها وعمها، أما غيث فكان ينظر لها مذعورا ماذا تقول تلك الحمقاء، وسبب ماذا ما حدث له كان حادث، الجميع سيظن بها السوء من كلماتها تلك، كلماتها التي زادتها سوءً حين صرخت بحرقة تكمل:
- أنا هقولهم على الحقيقة اللي أنت مخبيها.

لحظة وبدأ عقله يعي ما تقول، توسعت عينيه ينظر لها مدهوشا تلك البلهاء ستفسد الأمر، عليه أن يتصرف سريعا فضحك بالكاد ضحكة صغيرة للغاية خرجت من بين شفتيه ضحكة جعلت الجميع ينظر اليه ليسعل هو بخفة يغمغم في مرح باهت:.

- صبا طريقتك دي هتخليهم يفتكروا اننا متجوزين عرفي ومعانا عيلين والحكاية كلها أنك نسيتي موبايلك في العربية، واتصلتي بيه الصبح فأنا للأسف رديت وأنا سايق وأنا مش متعود على السواقة في مصر فحصل اللي حصل، للاسف موبايلك ضاع في الحادثة يا صبا
توسعت مقلتيها تنظر له في دهشة مما يقول في حين ارتخت نظرات الواقفين، نظر فارس لها يغمغم مبتسما:
- دا مش ذنبك يا بنتي دا مقدر ومكتوب، والحمد لله قدر ولطف.

نظرت صبا لغيث ليرميها بنظرة حادة تطلب منها أن تغلق فهما فما ستفعله هو الغباء بعينه.

على صعيد آخر في أحد أقسام الشرطة التابعة للحي الذي يسكن فيه مراد في مكتب الضابط المسؤول عن التحقيقات يجلس الضابط الذي كان عند مراد قبل قليل خلف مكتبه أمامه لوحة من الخشب نُقش على سطحها، كرم ظافر، في حين يجلس امامه على المقعد المجاور لمكتبه ذلك الذي يضع ساقا فوق أخري ينظر لباب الغرفة ينتظر حضور ذلك الوغد فلديه درس قاسي سيلقنه إياه، دقات على باب الغرفة دخل ذلك البرعي يسنده اثنين من العساكر بعد ما فعله به مراد، اشار لهم خالد أن يضعوه على المقعد المقابل له، ما إن خرجا نظر خالد لكرم يحادثه:.

- سيبني معاه شوية يا كرم
حرك الأخير رأسه بالإيجاب خرج من الغرفة يجذب الباب يغلقه ابتسم خالد في هدوء تام يلتقط ملف أسود اللون من فوق سطح المكتب فتحه يقرأ ما فيه بابتسامة ساخرة:
- برعي عوض الله مرعي، اسم موسيقي هايل، سبقة ضرب، وسبقتين حشيش، ما شاء الله، واخرهم اغتصاب، واللي لسه ما اتحاسبتش عليها
توسعت عيني فزعا حرك نفيا بصعوبة يهدر بصوت منفعل متألم:.

- ما حصلش يا باشا، وكتاب الله ما حصل، دا هو اللي ضربني في الشارع من غير سبب
وضع خالد من يده اضطجع يجلس بارتياح يضع ينزل ساقه من فوق الاخري استند بمرفقه الايمن على سطح المكتب يستند بذقنه على كفه يتمتم ساخرا:
- ضربك دا أنت حيطة قدامي أهو، وبعدين تقرير الطب الشرعي اثبت وقعة الاغتصاب على المجني عليها حورية إبراهيم وهي عرفتك واعترفت عليك.

ابتسم خالد ساخرا حين رأي انكماش قسمات وجه الأخير في فزع، هو بالطبع لم يكن ليعرض تلك الفتاة التي لا يعرفها للطب الشرعي خاصة بعد مرور سنوات على حادث الاغتصاب ولكن الأحمق الذي أمامه لا يعرف ذلك، توترت عيني ذلك البرعي يهتف فزعا:.

- يا باشا والله أنا ماليش دعوة، أنا ههفهم جنابك الحكاية أنا كان ليا مبلغ كبير عند سيد أخوها، ومش راضي يدهولي، روحلته اطالبه بيه، قالي عندك اختي خدها مكان فلوسك، اخوها هو اللي ادهالي
بدأ يشعر بالغضب، غضب كلمة ضئيلة عن تلك النيران التي بدأت تضرم بين خلاياه، تتأجج في صدره، تفور في عقله، انتفض من مكانه يقبض على فك ذلك البرعي يصيح عاليا:.

- وأنا في سوق العبيد يا، ، بتشتريها والقذر التاني باعها ليك، كلب باعها لكلب، ورحمة ابويا يا برعي الكلب ما هتخرج منها غير ب25 سنة إشغال شاقة
توسعت عيني برعي فزعا قبضة ذلك الرجل تفتت ما بقي له من عظام سليمة غير مهشمة، نفض خالد يده بعيدا عن فك ذلك البرعي، وقف أمامه يبتسم في تشفي يغمغم ساخرا:.

- هو أنا ما قولتلكش مش لما عرفت أنك ليك سابقة حشيش بعت الظابط اللي كان قاعد دلوقتي فتش الخرابة اللي أنت عايش فيها وجاب عليه واطيه ولقي كمية حشيش محترمة لا حقيقي صنف فاخر مش موجود في السوق، واتحرز وراح المعمل الجنائي يعني هتشرف خلف الأسوار مش اقل من 25 سنة تحت وصايتي أنا، سلام يا برعي، غدا ألقاك
رفع يده يلوح لذلك البرعي ساخرا قبل أن يخرج من الغرفة.

هناك في المستشفى الحكومي التي بها مراد تحديدا في غرفته، تحرك أدهم من جوار شقيقه يردف مبتسما:
- أنا هنزل الكافتريا اجبلك عصير وبالمرة أكلم جدتك دي هتتجنن عليك وأنا مش راضي اقولها على اسم المستشفى.

ابتسم مراد ينظر لأخيه ممتنا غادر أدهم ليتحرك مراد بعينيه ناحية روحية التي تجلس على مقعد بعيد تنظر له تبكي في صمت، مد يده يربت على طرف الفراش الفارغ يحثها بعينيه أن تقترب منه، قامت تتحرك بخطي مرتجفة تجلس على حافة فراشه ترفع بيدها بين فنية وأخري تمسح دموعها التي تتمرد وتسقط حزنا عليه!، انتفض جسدها حين مد يده يمسح دموعها يسألها بصوت خفيض شاحب:
- أنتي بتعيطي ليه يا روحية، أنا كويس ما تخافيش.

حركت رأسها نفيا بعنف ترفض تماما النظر اليه سالت دموعها بعنف تغمغم بحرقة:
- كنت هتموت مكاني أنا آسفة، آسفة أوي
مد يده يمسك ذقنها برفق رفع وجهها إليه ينظر لعينيها الحمراء نظراتها الكسيرة دموع عينيها الغزيرة ارتمست ابتسامة حزينة على شفتيه تنهد يخرج كل ما يجيش في قلبه:.

- أنا اللي آسف يا روحية، كنت إنسان بشع والحمد لله أن شري ما طالكيش، آسف على كل لحظة ضايقتك فيها، آسف على اللي اضطريتي تعيشيه لوحدك بعد الحيوان دا عمله فيكي، أنا لو ما كنتش ضربته كنت هبقي آسف ليكي أنك ما اتجوزتيش راجل يجبلك حقك من اللي اذاكي...
ترك ذقنها ليمسك كف يدها يقربه من فمه يطبع على سطحه قبلة حانية ارجفت جسده قبلها حين نظرت له بعينيها الحزينة الناعسة ليهمس هو في شغف:.

- تقبلي تسامحيني يا روحية، ونبدأ صفحة جديدة من اول السطر، أنا وانتي وملك، وعهد عليا قدام ربنا أني هتقي ربنا فيكي في كل لحظة جاية في حياتي، قولتي ايه.

صمتت تنظر له دون كلام ينطقه اللسان بل فاضت به العين عرفه القلب، شعرت به الروح، حركت رأسها بالإيجاب توافق بخجل ما يقول ليجذبها بذراعه السليمة يحاول معانقتها، ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تغمض عينيها في عناقه، عناق لم يستمر سوي لحظات مع دقات الباب انتفضت بعيدا عنه، دقة أخري وفتح الطارق الباب اطل خالد بوجهه من خلف الباب المغلق ينظر لمراد وروحية يبتسم في هدوء، خطي للداخل يغمغم مبتسما:.

- اعذرني على المقاطعة
حرك مراد رأسه بالنفي سريعا يغمغم مرتبكا:
- لا لا طبعا يا باشا اتفضل اتفضل
جذب خالد أحد المقاعد يجلس جوار فراش مراد ربت على ساقه نظر لروحية ليعاود النظر لمراد يردف في هدوء:.

- كان نفسي والله احبسه في قضية روحية بس للأسف عدي مدة طويلة على الحادثة وما يقدرش الطب الشرعي يثبت أن حصلها اغتصاب، بس الحمار طلع بيتاجر في الحشيش واتظبط في بيته كمية ترميه في ابو زعبل باقي عمره، أما بالنسبة لقضيتك، أنت مواطن شريف شوفت واحد معاه حشيش بيتاجر بيه حاولت تمسكه هرب منك قمت ضربه، ما فيش قضية، حابب تروح بيتكوا دلوقتي ولا تستني شوية في المستشفي.

نظر مراد لروحية يبتسم مد يده يمسك كف يدها يشد عليه عاد ينظر لخالد يردف:
- هروح.

بعد مدة قصيرة وإنهاء جميع إجراءات المشفي وإحضار الدواء اللازم في سيارة خالد يقودها متوجها إلى الحارة، خالد خلف المقود أدهم جواره بالخلف روحية ومراد، مراد الذي يختلس النظرات لروحية بين حين وآخر كأنه مراهق عاشق، اعترف لمحبوبته توا بعشقها لها، وصلت السيارة اخيرا إلى الحارة نزل أدهم سريعا يفتح الباب الخلفي يسند جسد مراد، يجذبه من السيارة ما لم يتوقعه تماما.

التفاف بعض الرجال من الحي ناحية مراد يهنئونه على ما فعل، شكرهم مراد بابتسامة شاحبة ليتوجه به أدهم لاقرب شقة، شقة منيرة فتحت منيرة الباب لتطلق زغرودة عالية ما أن رأته انسابت دموعها تغمغم فرحة:
- حمد لله على سلامتك يا ابني، حمد لله على سلامتك يا حبيبي...

دخل أدهم يسند مراد إلى حيث غرفته، وضعه على الفراش برفق يخلع له حذائه ابتسم مراد ينظر لأخيه الصغير، وجود أدهم في حياته صنع فارقا وكأنه المعجزة، دخل خالد في تلك اللحظات إلى الغرفة وقف أمام مراد يحادثه مبتسما:
- أنا كدة عملت اللي عليا، قوم أنت وشد حيلك عشان أنا محتاج محاسبين في الشركة أنت مش خريج تجارة بردوا.

اتسعت ابتسامة مراد المذهولة يحرك رأسه سريعا بالإيجاب ليضحك خالد بخفة ربت على كتفه يحادثه مبتسما:
- في انتظارك يا مراد، عن اذنكوا، ابقي كلم حمزة يا أدهم طمنه..

انتهت محاضراتها اخيرااا ذلك المحاضر السخيف ظل يشرح ما يقارب الثلاث ساعات رأسها تشعر به كرة ضخمة مرتدة تصطدم بتجويف هيكل دماغها، ارتمت بجسدها على أقرب مقعد في استراحة الطلاب تنظر للأوراق في يدها، شهادة مريضة وشهادة اعتذار عن عدم دخولها الامتحانات الفترة الماضية لأنها كانت مريضة، مريضة كلمة قليلة عما كانت فيه، حملت ملف الأوراق في يدها، تتجه به ناحية مكتب شهاب عميد الكلية التي تدرس فيها استاذنت من المساعدة، توجهت إلى مكتبه دقت الباب لتتوسع عينيها في ذهول للحظات حين رأته، ماذا يفعل زيدان في مكتب شهاب عميد الكلية، كانت تبحث عنه صباحا في عيادة قاسم تراه الآن في مكتب العميد، حمحمت في ارتباك حين سمعت العميد يحادثها:.

- اتفضلي يا آنسة لينا
نظر زيدان لقاسم يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا ليحمحم الأخير الأخير يردف متوترا:
- قصدي يا مدام، يا استاذة، اقعدي
جلست لينا على المقعد المقابل لزيدان الفضول يقتلها لتعرف لما هو هنا، هل جاء لأجلها، ولما قد يفعل ذلك، حمحمت هي مرتبكة تمد يدها بملف الأوراق ناحية شهاب تردف مبتسمة:
- حضرتك دي شهادة مريضة واوراق اعتذار رسمية عن الامتحان اللي فات...

امسك شهاب الاوراق يتفحصها عدة لحظات قبل أن يومآ برأسه يردف في هدوء:
- تمام يا آنسة، يا أستاذة، هتواصل مع الدكاترة ونشوف امتي الوقت لاعادة الإمتحان تاني، صحيح انتي طبعا تعرفي زيدان باشا الحديدي، مش عارف بعرفكوا على بعض ليه
ضحك بخفة ضحكة سمجة ليعاود ما كان يقول:
- طبعا عارفة أنه جاي هنا عشان يقدم أوراق لطالبة جديدة جاية من روسيا تدرس عندنا، اسمها انجليكا، تعرفيها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة