قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وسبعة عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وسبعة عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وسبعة عشر

بهت وجهها تنقل أنظارها بين ذلك المدعو شهاب عميد الجامعة وزيدان نظرات مدهوشة يملئها الغيظ زيدان سيحضر الشقراء هنا تدرس معها في نفس الجامعة لما لا يحضرها إلى بيتهم ويعطيها غرفته أن كان يهمه امرها لتلك الدرجة، شدت كفها تغرز أظافرها بعنف في كف يدها، تتنفس بعنف لن تظهر غيظها أمام اي من كان ابدا رسمت إبتسامة صفراء على شفتيها تغمغم:
- والله، ربنا يوفقها، عن إذنك حضرتك عشان اتاخرت.

قامت سريعا تخرج من غرفة المكتب دون أن تنظر إليه مرة أخري جذبت الباب تصفعه خلفها لينظر زيدان إلى شهاب يرفع حاجبه الأيسر يغمغم ساخرا:
- والله بتجود من عندك يا شهاب
ضحك شهاب ضحكة سمجة سخيفة تحرك من مكانه يجلس على المقعد حيث كانت تجلس لينا ضحك يغمغم ساخرا:
- الله يا جدع قولت اتصرف عايزني اقولها أنك جاي توصي عليها في الجامعة، وبعدين أنا مش غريب يا زوز، دا احنا أصحاب من اعدادي يا جدع.

ضحك زيدان ساخرا يحرك رأسه نفيا ياسا ذلك الأحمق صديقه الآخر، صحيح أنهما لا يلتقيان كثيرا ولكن يبقي شهاب صديقه الوفي الذي لن يخونه ابداا، نهض زيدان من مكانه يغلق زر حلته الاوسط نظر لشاب يغمغم ساخرا:
- بذمتك في عميد كلية كداب، دا أنت عميد على ما تفرج، أنا ماشي وزي ما وصيتك، هي كانت تعبانة الفترة اللي فاتت، ما تخليش الدكاترة تحط امتحانات صعبة
غمز شهاب له بطرف عينيه يغمغم عابثا:.

- الحب الحب الشوق الشوق بلوبيف بلوبيف
صدمه زيدان على كتفه بقوة يضحك رغما عنه قبل أن يخرج من مكتب شهاب، يتوجه إلى أسفل يأخذ طريقه إلى حيث صف سيارته في المرآب الملحق بالجامعة، ما إن دخل إلى المرآب سمع صوته الذي يعرفه جيدا تردف متذمرة:
- يعني يا عم عبده مش عارف تشيك على البنزين هنروح ازاي دلوقتي
بنزين سيارتها قد فرغ من الشخص السئ الدنئ الذي قد يفعل بها ذلك، اقترب أكثر ليسمع صوت السائق يحادثها:.

- والله يا بنتي ما خدت بالي، خلاص حصل خير نكلم الباشا وهو هيبعت عربية تانية
وقفت جوار سيارة والدها تعقد ذراعيها أمام صدرها تتأفف حانقة من ذلك الموقف الذي حدث قبل قليل الشقراء ستأتي للجامعة ستقلتها قبل أن تفعل، لتتصل بوالدها أو لتأخذ سيارة اجري، نظرت في ساعة يدها انها الخامسة تقريبا، مدت يدها إلى حقيبتها لتخرج هاتفها، لتسمع صوته في تلك اللحظات يأتي من خلفها يغمغم في هدوء:
- تعالوا أنا هوصلكوا.

نظرت خلفها سريعا تنظر له حانقة تضيق عينيها في غيظ اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر ترفع رأسها لأعلي قليلا تغمغم بإيباء:
- لاء شكرا، اتفضل أنت، مش عايزين نعطلك على الوفد الروسي
ارتسمت ابتسامة صغيرة عابثة على شفتيه، لا ينكر ولكنه حقا اشتاق لمشاكستهم سويا، خرجت من بين شفتيه ضحكة خفيفة ليراها تنظر له حانقة تصيح محتدة:
- ممكن اعرف أنا قولت ايه ضحك حضرتك.

ابتسم في مكر تلك المرة يدس يديه في جيبي سرواله يغمغم بابتسامة صفراء مستفزة:
- مين قالك أن أنا بضحك عليكي الا لو انتي شايفة نفسك بتضحكي
اشتعلت أنفاسها غيظا تنظر له غاضبة في حين لم تتغير ابتسامته الماكرة نظر لعبده ليعاود النظر إليها يغمغم في هدوء جاف:
- هتفضلي واقفة كدة ساعة وزيادة على ما خالي يبعت عربية تانية، هتركبي اوصلك ولا هتفضلي واقفة.

فتحت فمها تريد أن تعترض، قبل ان تفعل ذلك نظرت للسائق ذلك الرجل الذي تجاوز الخمسين من عمره منذ الصباح وهو معها وبالطبع يريد العودة لبيتن اخذته الشفقة به نظرت له تغمغم على مضض:
- يلا بينا يا عم عبده، انت معايا من بدري يادوب تروح.

توجهت إلى سيارة زيدان فتحت بابها الخلفي تجلس هناك تصفع الباب خلفها توجه السائق خلف المقود وزيدان جواره تنطلق السيارة إلى منزل والدها، تنهدت تخرج هاتفها من حقيبتها فتحته تحادث سهيلة اطمأنت على حالها بصحبة جاسر والصغير ايضا بخير، لترتمي برأسها إلى ظهر الأريكة تنظر لسقف السيارة، تزفر أنفاسها بحرقة وكأنها تختنق حين تتنفس، اعتدلت في جلستها تنظر من خلال نافذة السيارة إلى الطريق كورنيش النيل في ذلك الوقت يبدو اكتر من رائع حركة المياة تحت قرص الشمس وقت الغروب وكأنه ينزف يلون مياة النيل العذبة بعذوبة قطرات دماء الشمس، لفت انتباهها طفلة صغيرة من أطفال الشوارع تتحرك بين الناس تحمل عدة ازهار في يدها تدور بها عل أحدهم يشتري منها، حال الطفلة البائس الحزين جعلتها تشعر بغصة تخنق قلبها، كم أن الحياة غريبة ميزانها المحسوب الدقيق يصعب فهمه، فهي في سيارة فارهة ذاهبة لمنزل والدها الفخم في جامعة خاصة، تملك ما قد تحلم به اي فتاة الا أن شعورها بالبؤس لا يقل عن تلك الفتاة الصغيرة وربما الصغيرة اشد فرحا منها، نظرت للسائق تغمغم فجأة:.

- وقف العربية يا عم عبده
استجاب السائق لطلبها أوقف السيارة على جانب الطريق لتفتح بابها تنزل منها سريعا تراقبها عيني زيدان قلقا عليها ماذا تفعل الآن، تحركت سريعا هي ناحية تلك الفتاة انثنت قليلا تحادثها بشبح ابتسامة باهتة:
- ممكن اخد الورد.

- هتدفعي كام، غمغمت بها الفتاة بعفوية جعلت دمعات لينا تتساقط رغما عنها هي حتى لا تعرف لما تبكي، فتحت حقيبتها تخرج النقود التي بها جميعا تعطيهم للفتاة لتتسع عيني الفتاة في دهشة التقطت الأموال من لينا تحتضنهم بقوة حتى انها اسقطت الأزهار من يدها صرخت فرحة تركض بعيدا:
- هجيب الدوااااا لمامااااا.

راقبتها لينا وهي تركض بعيدا والابتسامة تشق وجهها الصغير، مسحت دموعها انحنت لتلتقط الأزهار الساقطة أرضا لتري يده امتدت من العدم تلتقط الأزهار اعطاها لها، وقفت تنظر له للحظات وهو يمد يده لها بالازهار، الصغيرة وجدت سعادتها ببضع ورقات نقدية، أما هي فحتي سعادتها لا تعرف أين تجدها، أخذت الأزهار منه تحركت ناحية السيارة حين اشتمت رائحة زكية وصوت بائع الدرة يصدح في المكان:.

- حمام يا درة، احلي من الحمام يا درة، الدرة المشوي.

التفتت برأسها تبصر بائع حبات الذرة المشوية يقترب منهم، اشتهته ولكنها اعطت نقودها أجمع للفتاة لا يهم غدا في طريق عودتها ستبتاع بعضها، القت نظرة خاطفة على البائع لتتحرك لسيارة زيدان تمسك بالازهار، جلست مكانها تغلق الباب، كانت تظنه خلفها ولكنه لم يأتي ظلت السيارة واقفة، أين ذهب، اطلت برأسها تبحث عنه لتراه يقف عند بائع الذرة، اعطاها الرجل عدة حقائب من البلاستيك بها حبات الذرة ملتفة حول وريقاتها الخضراء يبدو أن زيدان اعطي للرجل نقودا كثيرة من تلك الإبتسامة الواسعة التي تظهر على شفتي البائع، عاد للسيارة يجلس مكانه لتغزو تلك الرائحة الذكية السيارة بالكامل، ابتلعت لعابها تنظر بعيدا، اعطي زيدان للسائق أحدي الحقائب يحادثه مبتسما:.

- خد يا عم عبده
شكره السائق مبتسما، ليلتفت زيدان برأسه ناحيته يمد يده لها بحبة مشوية يحادثها في هدوء:
- من غير عند ولا حساسيات أنا عارف أنك بتحبي الدرة المشوي، اتفضلي
ترددت بقبولها للحظات قبل أن تمد يدها تأخذها منه تشكره بصوت خفيض بكلمة.

« شكرا» فقط لم تزد عليها حرفا واحد، انشغلت ما بقي في الطريق بأكل حبة الذرة في يدها تنظر من نافذة السيارة، تتنهد بين حين وآخر حائرة تكره تلك الفقاعة الوردية التي يلقيها فيها بمعاملته تلك ورغم ذلك هي لا ترغب في غيرها!

في مفترق الطريق في الوقت التي كانت فيه سيارة زيدان تشق طريقها إلى منزل خالد، عند الجانب سيارة أخري تشق طريقها في الإتجاه المعاكس، سيارة تحوي شخصين فقط، عثمان جواره سارين تنظر لذلك الواجم جوارها لم ينطق بحرف واحد منذ أن خرجا من منزل والدها، كان عازمة على الحديث معه أمس ولكنها حقا انشغلت في الحديث مع شقيقتها حتى سرقها الوقت ونامت، ارتسمت ضحكة صغيرة على شفتيها والدها بالكاد تركها تذهب معه بعد الغداء، كان يريد منها أن تبقي هي فقط لأسبوع او اثنين، ولكن عثمان رفض تماما، وها هي تجلس جوار زوجها الغاضب، حين التفتت برأسها تنظر له رأت كورنيش النيل هناك على ناحيته، تنهدت تردف سريعا بابتسامة صغيرة:.

- عثمان ممكن نقف شوية على الكورنيش.

زفر دون كلام حرك رأسه بالإيجاب، التف بالسيارة عند اول مخرج يوقفها عند جانب الطريق، نزل منها هو اولا فتحت الباب تنزل بعده اقتربت منه ليمسك كف يدها ابتسمت حين فعل ذلك تحرك بها ناحية مقعدين متجاورين من البلاستيك جوار سيارة لبيع مشروب شعبي « حمص الشام » طلب لهما كوبين، جلس يوجه انظاره لمياة النيل، في حين تختلس هي النظرات له بين حين وآخر لا تعرف بما تبدأ كلامها ولكن عليها أن تبدأ تنهدت تتمتم بنبرة خافتة:.

- عثمان أنت زعلان مني
التفت برأسه ناحيتها للحظات قبل أن يعاود النظر أمامه ابتسم يردف ساخرا:
- وأنا هزعل ليه يعني أنتي عملتي حاجة تزعل
زفر حانقة من طريقته الساخرة لا شئ أسوء من سخرية عثمان حتى قبل أن تتزوجه كان مشهور في العائلة أنه الفتي الساخر، بسخريته اللاذعة، وعلاقته المتعددة ولكن ذلك كان قبل الزواج قبل الحادثة، عادت تنظر له من جديد تردف متذمرة:.

- عثمان بطل طريقتك دي انا عارفة انك زعلان، بسبب اللي حصل، أنا فعلا مش عارفة أنا ايه اللي خلاني انهرت في العياط كدة، بس اصرارك انك ترجع قريب للسباقات مخوفني يا عثمان، وانت مش راضي تسمعني، أنا عارفة أن في بينا عهد اننا ما نطلعش مشاكلنا برانا، بس ما قدرتش كنت محتاجة حد يطمني، حد يقولي انتي غلطانة هو مش هيحصله حاجة، إنت فاهمني.

ظل ينظر لمياة النيل يتأمل حركتها الهادئة يتنفس بعمق، قبل إن يحرك رأسه إليها تنهد يردف في هدوء:
- المرة الوحيدة اللي بابا مد ايده فيها على ماما وضربها بالقلم كانت بسبب أنهم دخلوا ناس غريبة في مشاكلهم، انا لما قولتلك نخلي ما حدش يعرف بمشاكلنا عشان احافظ عليكي وعلى كرامتنا وعلى علاقتنا، جوازنا مستحيل هيفشل يا سارين، مش هسمح لحد يتدخل في حياتنا...

حركت رأسها بالإيجاب ربما هو محق المشاكل بينهم مهما وصلت سوءها هما قادرين معا على حلها، في أغلب الأحيان الاستعانة بالاقارب يؤدي لتضحم المشاكل دون داعي يذكر، فيصبح قبس النار الصغير حريق مشتعل لا يمكن إطفاءه، مدت يدها تمسك كف ابتسمت تردف بخفوت رقيق:
- لسه زعلان مني يا عثعث
خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيه رغما نظر لها للحظات يبتسم ليحرك رأسه نفيا توسعت ابتسامتها تشد يده تردف بحماس:.

- اخيرا يا عم يلا بقي قوم نروح سنيما، وبعدين تعزمني على العشا وبعدين
مد يده يضعها على فمها يوفق سيل ثرثتها الا متناهي ضحك يردف ساخرا:
- بس يا ماما راديو، احنا هنروح سينما بس وهنرجع البيت على طول عندك محاضرات بكرة بدري
أزاح يده لتضحك ويشاركها في الضحك قام يجذب يدها يشدها نظر في ساعة يده يغمغم في مرح:
- يلا يا بنتي يا دوب نلحق حفلة ستة.

هناك على صعيد آخر في الطريق يبدو حكايانا اليوم في الطريق سيارة رشيد التي تأخذ طريقها عائدة إلى أسيوط بعد أن اطمئنوا جميعا على حال غيث، الطبيب قال إن وضعه مستقر فقط يحتاج لبعض الوقت إلى أن تُجبر كسوره، استندت برأسها إلى زجاج النافذة المغلقة جوارها تنظر للخارج الطرقات الأرصفة اعمدة الإنارة الأشجار اشعة الشمس وهي تنسحب رويدا رويدا، اغمضت عينيها تتذكر ما حدث بينهما قبل رحيلها
Flash.

مرت ساعة تقريبا منذ أن برر هو سبب اندفاعها وكلامها الغير مفهوم بالنسبة لهم، لتخرج من الغرفة تجلس على مقعد صغير أمامها، تنظر أرضا تفكر ضائعة لما يكذب، لم يدعها تقل لهم الحقيقة، ليأخذوا بثأره ممن فعل ذلك، سمعت صوت باب الغرفة يُفتح ليخرج عمها بصحبة والدها وقف فارس أمام أخيه يحادثه:.

- رشيد أنا مش صغير، وأنا عارف أنك لازم تسافر شغل العيلة كله أنت اللي شايله، صدقني ما فيهاش لا زعل ولا إحراج، سافر يا رشيد وطمني اول ما توصل انكوا وصلتوا بالسلامة
ابتسم رشيد لأخيه يربت على ذراعه يحادثه:
- هخش اسلم على الواد غيث قبل ما امشي، بإذن الله ربنا يتم شفاه على خير
تحرك والدها وعمها من جديد لداخل الغرفة، لحظات فقط ورأت جوري الصغيرة تخرج من الغرفة توجهت إليها سريعا تشد يدها بعنف تجذبها لتقوم:.

- صبا قومي يا صبا، غيث عاوز يتكلم معاكي
عقدت جبينها في دهشة فيما يريد أن يتحدث استسلمت ليد جوري التي تجذبها لداخل الغرفة، دخلت تنظر أرضا في توتر، نظرت ناحية والدها نظرة خاطفة لتري انزعاج حدقتيه تري لما هو غاضب، لحظة فقط وتحركت ياسمين ومعها جوري وفارس ورشيد إلى خارج الغرفة يغلقون الباب عليهم، توسعت عينيها في دهشة كيف حدث ذلك، هي وهو فقط بمفردها، نظرت ناحيته حين غمغم بصوت خفيض ضاحك:.

- اقعدي يا صبا، عمي لما قولتله عايز اتكلم مع صبا لوحدنا دقيقتين بصلي بصة التار ولا العار لولا أن جسمي مدغدغ كان فرغ فيا مسدسه
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها تجلس على اقرب مقعد قابلها، كورت كفيها تفركهما في توتر، بينما هو صمت للحظات ولكن صمته لن يطول كثيرا تنهد يهمس بصوت حاني متعب ضعيف:.

- صبا، أنا عارف أنك زعلتي من آخر كلام قولته ليكي صدقيني أنا ما كنش قصدي الومك، أنا عارف أنك ما تغلطيش وإنك متربية احسن تربية، أنا بس كنت بحاول افوقك عشان ما الشيطان ما يدقش بابك تاني، أنتي غالية أوي يا صبا، عند والدك ووالدتك وجاسر تحديدا، ما حدش يستاهل قلبك غير اللي هيحافظ عليه، اللي عمره ما هيستغلك ابدا، ولا يضحك عليكي باسم الحب، صبا بصيلي.

ادمعت عينيها مع كلماتها التي ينطقها حرفا يليه الآخر إلى أن وصل لجملته الأخيرة رفعت رأسها اليه ليصطدم بدموعها التي تلمع في حدقتيها، ابتسم يردف ما كان يقول:
- عايز اشوفك لآخر مرة، عايزك توعديني، أنك تنجحي يا صبا، انجحي في دراستك في حياتك في شغلك، لو اتعودتي على النجاح هيبقي طريقك يا صبا، اوعديني
حركت رأسها بالإيجاب دون مقاومة دون تردد فقط أيدت ما يقول في هدوء تام، حافظ على ابتسامته الهادئة يردف:.

- خلي بالك من نفسك...
ابتسمت ابتسامة صغيرة تتحرك من مكانها لخارج الغرفة التفتت له قبل أن تخرج لتراه يبتسم لها، ادارت المقبض وخرجت، لم تسمع تلك الجملة الخافتة التي نطقها ما أن رحلت:
- هستناكي يا صبا
Back.

عادت من شرودها يعلو ثغرها ابتسامة صغيرة تحرك رأسها بالإيجاب حين تذكرت وعده الذي قطعه معها ستنجح كما وعدته، ستحافظ بكل ما تملك من قوة على ذلك القلب النابض طريقها من الآن فصاعدا سيكون فقط طريق النجاح وربمل تلتقي به مرة أخري في حكاية جديدة بعد سنوات.

اخيرا الزحام المروري بسبب حادث على الطريق كان بشع اخيرا وقفت السيارة في حديقة منزل والدها نزلت منها اولا تتجه إلى الداخل مباشرة رأت حسام يجلس على الأريكة يربع ساقيه يمسك في يده لوح شوكولاتة مغلف ينظر له بابتسامة بلهاء واسعة، عقدت جبينها في عجب لما ينظر حسام للوح في يده وكأنه فاز بجائزة العالم، تحركت تجلس جواره تسأله في عجب:
- حسام أنت بتبص للشوكولاتة كدة ليه إنت اول مرة في حياتك تشوف شوكولاتة.

حرك رأسه نفيا ببطئ شديد تلك الابتسامة الواسعة لا تفارق ثغره، حرك رأسه ناحيتها تنهد بحرارة يردف بولة:
- سارة جابتلي الشوكولاتة دي هدية، هييييح جابتها ليا أنا، عشاني، قالتلي دي ليك، يا نهار ابيض على العسل، وخدودها شبه المربي حمرا وهي مكسوفة، بحبها يا جماعة، هتجوزها امتي، حاجة كدة بسكوتة سكر محلي محطوط عليه كريمة هييييح.

توسعت عيني لينا في دهشة من حالة الهيام المفرطة التي اصابت حسام من أجل شوكولاتة فقط، مدت يدها تتحسس جبينه تردف ساخرة:
- مش سخن يعني كل دا عشان شوكولاتية يا حسام اومال لو كانت جابتلك ساعة كنت كتبت عليها وقتي
تاهت عينيه في وله تنهد بحرارة يهمس في شغف عاشق:
- والله لو ما جابت حاجة خالص لسه عايز اكتب عليها وقتي، ما تجوزوهالي بقي يا جماعة.

تغيرت ملامحه العاشقة الرومانسية في لحظة إلى ملامح اشمئزاز ممتزجة بقرف يغمغم ساخرا:
- وبعدين انتي ايه فهمك في الرومانسية يا برعي اصلا، يا بنتي دا انتي جعفر عايش معانا في البيت
توسعت عينيها تنظر له بغيظ كادت أن تخنقه بوسادة الأريكة المجاورة له حين انفتح باب المنزل ظهر خالد لتنظر للينا لحسام تبتسم في وعيد، قامت من مكانها تتجه ناحية والدها تتمتم بمسكنة حزينة:.

- بابا تعالا شوفك ابنك قليل الأدب عمال يتريق عليا ويشتم فيا...
نظرت لحسام تشير بيدها إلى عنقها كأنه سكين تصيح فيه حانقة:
- اضربه يا بابا قليل الأدب اللي أبوه ما ربهوش دا
انفجر حسام ضاحكا في حين توسعت عيني لينا فزعا حين أدركت ما نطقت به للتو، في اللحظة التالية كان خالج يقبض تلابيب ملابسها من الخلف يحركها في يدها بخفة يصيح حانقا:
- أبوه دا اللي هو ابوكي، هو فعلا ما أعرفش لا يربيه ولا يربيكي...

دفعها بعيدا عنها لتقف مكانها ترتب ملابسها تنظر لأعلي بإيباء في اللحظة التالية دخل زيدان يحمل في يده تلك الحقائب التي بها حبات الذرة، وضعها على الطاولة أمام حسام ليمد حسام يده يستكشف ما امامه أخرج أحدي الحبات يغمغم في سعادة:
-ايه دا درة مشوي، بتفكرني بأيام هموت وانساها.

ضحك الجميع التفوا جميعا في غرفة الصالون جاءت لينا زوجة خالد بعد لحظات تحضر أحدي كعكعاتها الناحجة اخيراا، وضعتها امامهم معها أكواب عصير، مال حسام على إذن لينا يهمس لها في غيظ طفولي:
- هو ليه لما زيدان بيكون موجود أمك بتعاملنا على أنها مرات أبونا، بصي مدياله أكبر حتة في الكيكة ازاي
وضعت لينا يدها على فمها تخفي ضحكاتها من كلام حسام، في حين حمحمت لينا تنظر لحسام مبتسمة تردف:.

- أنا عندي فكرة حلوة، خالد قالي أن هو اشتري شقة لحسام وهيبداوا تجيهزها، طب ايه رايكوا لو حسام وسارة يقعدوا معانا هنا في الفيلا، و الشقة تجهز طبعا، وفي وقت ما يحب يروحوها هي موجودة، دا مجرد اقتراح، ايه رأيك يا حسام
رفع الأخير كتفيه ببساطة يغمغم مبتسما:
- أنا عن نفسي ما عنديش مانع بس القرار، قرار سارة وعمي عمر طبعا، ممكن يرفض حاجة زي دي.

ابتسمت لينا في هدوء تحرك رأسها بالإيجاب سارة لن ترفض ابدا ذلك وربما عمر يوافق، نظرت لخالد تطلب منه إن يحادث عمر يخبره بالامر ليحرك رأسه بالإيجاب ينظر لها مستفهما لا يفهم سبب اقتراحها ذاك، الا أنه ابتسم يوافقها، في واقع الامر من ينظر للصورة من الخارح سيظن زوجة الأب لا ترغب في أن يحصل ابن زوجها على منزل خاص به، ولكن تلك ليست لينا، في الحقيقة ترغب في وجود حسام جوار خالد اطول وقت ممكن، خالد لم يعرف بوجود ابن له سوي من قريب، لا يريدهما أن يبتعدا بتلك السرعة، وجود حسام وسارة معهم في المنزل سيكون أكثر من جيد، على صعيد آخر نظر خالد لزيدان قلقا ليبتسم له الأخير في هدوء يطمئنه.

تحرك خالد ناحية غرفة مكتبه، ليقوم زيدان خلفه مباشرة ما أن دخل أغلق الباب عليهما اقترب من خالد يتمتم مبتسما:
- إنت قلقان ليه يا خالي هي أول مرة
ارتسمت ابتسامة مرتعشة على شفتي خالد اقترب من زيدان يمسك بذراعيه بين كفيه يحادثه قلقا:
- لاء مش اول مرة بس فعلا المرة دي العملية خطيرة والمكان صعب، زيدان أنت فعلا جاهز...
ابتسم زيدان في هدوء رفع يده يؤدي التحية له يغمغم ضاحكا:.

- دايما جاهز يا باشا، ما تقلقش لو رجعت يبقي عمر الشقي بقي، لو ما رجعتش فأنا أبويا وحشني اوي بصراحة ما هصدق اروحله
شد خالد على أسنانه بعنف يشد على ذراعي زيدان يحادثه محتدا غاضبا:
- ما تقولش كدة أنت هترجع بالسلامة، أول ما ترجع هرميك أنت والهبلة اللي أنا مخلفها دي في بيت واحد ياكش تولعوا في بعض بس ابقي خلصت من همكوا
ضحك زيدان دون أن يعقب على ما قال خالد، رفع خالد كفيه يحتضن وجهه بهما يحادثه قلقا:.

- اجهز عشان هتتحرك قريب
حرك زيدان رأسه بالإيجاب في هدوء تام ينظر بعيدا في الفراغ احتدت عينيه يغمغم شاردا:
- في مشوار مهم اوووي لازم اعمله قبل ما اطلع العملية دي، لازم انهي الحكاية، يمكن ما ارجعش!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة