قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وثلاثون

توجهوا جميعا إلى ذلك المطعم الذي اختاره خالد وأجبرهم للذهاب إليه، جلس حسام حانقا يتململ في جلسته بين حين وآخر يزفر أنفاسه حانقا، يختلس النظرات لزوجته الحبيبة بين حين وآخر ليراها منشغلة للغاية في الحديث مع شقيقته وزوجة أبيه، في حين زيدان يناقش مع والده عدة أمور خاصة بالعمل، لم يعد يحتمل الوضع أكثر تأفف بقوة يهتف حانقا:
- هو أنا عاطف قاعد معاكوا ولا ايه، أنا حاسس اني شفاف في القعدة.

توجهت أنظار الجميع إليه الموقف لم يكن مضحك شعر خالد من نظرات حسام أنه حقا غاضب، قام من مكانه يتحرك للخارج أشار له بعينيه أن يتبعه، زفر حسام أنفاسه مختنقا يوجه نظرة خاطفة ناحية سارة قبل أن يتحرك يلحق بأبيه، نظر الجميع إليه مدهوشا منذ متي وحسام الفتي الغاضب، نظرت لينا لزيدان تسأله متعجبة:
- ماله حسام شكله متضايق.

رفع زيدان كتفيه لأعلي كأنها يخبرها أنه حقا لا يعلم بينما توسعت ابتسامته الداخلية حسام يسير وفق الخطة كما رسمها تماما، لف ذراعه حول كتفي لينا يحادثها مبتسما:
- هتلاقي في حاجة مضيقاه دلوقتي نعرف
في حين توجهت أنظار سارة ناحية باب المطعم الذي خرج منه حسام توا، اضطربت حدقتيها قلقا هل تري هو غاضب منها، تنهدت بارتباك هي حقا لا تعلم...

في الخارج جلس خالد على طاولة صغيرة أمام المطعم ملحقة به ليجلس حسام أمامه يتحاشي النظر لوالده بأي شكل كان، يحرك ساقه اليسري بعنف يبدو متوترا قلقا غاضبا من شئ ما، حمحم خالد يجذب انتباهه يحادثه مترفقا:
- مالك يا حسام شكلك متضايق، لو الكلام اللي أنا قولته الصبح مضايقك فأنت اكيد عارف إن أنا بهزر.

حرك حسام رأسه بالإيجاب زفر بقوة يحاول أن يقول شيئا يجد عذرا ولكن لا شئ حين يآس عاد يزفر من جديد يتمتم باختناق:
- مش عارف يا بابا حاسس أن أنا مخنوق متضايق، وفرحان مش عارف حاسس أن أنا متلغبط
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي خالد ليمد يده يربت على كتف حسام برفق يحادثه مبتسما:.

- أنا مش هقولك ليه يا ابني وايه االي حصل وكل الهري، ساعات بتحس أنك مخنوق وأنت حتى مش عارف ليه، بس أنت لسه عريس يمكن الضغط الفترة اللي فاتت، أنا بس مش عايزك تشيل هم وأعرف أن أنا دايما معاك وفي ضهرك
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي حسام يحرك رأسه بالإيجاب، ليمد خالد يده يربت على رقبته بعنف أبوي يحادثه ساخرا:.

- ما تفك بقي ياض، دا أنت يكفيك فخرا أنك إبن خالد السويسي، دا أنت المفروض تمشي فرحان طول عمرك عشان أنا أبوك.

تعالت ضحكات حسام يحرك رأسه بالإيجاب يصدق على كلمات والده، عادا معا المطعم ليعاود كل منهما الجلوس إلى مقعده، نظر الجميع في دهشة إلى حسام التي تغزو ابتسامة واسعة شفتيه، غمز زيدان لحسام خفية كأنه يخبره أن كل شئ يسير حسب الخطة المتفق عليها، لتتوسع ابتسامة حسام لف ذراعه حول كتفي سارة يقربها منه يهمس لها بصوت خفيض عابث:
- اخيرا هنطلع شهر العسل، يا سعدية يا سوسو.

قطبت سارة ما بين حاجبيها تنظر لحسام مدهوشة هم أساسا في شهر العسل ماذا يقصد حسام بكلامه، في ذلك الغداء اللطيف تصرف الجميع بتلقائية، حتى لا يشك أي منهم في الآخر، اكثر مشهد عبثي حدث حين ازاح خالد أكمام قميصه للخلف بشكل عشوائي، يخلي الأسماك عن اشواكها، يضعها في طبق لينا التي تنظر له محرجة مما يفعل، لم تعد تلك الطفلة ابتسامة ابنتها الخبيثة التي توجهها إليها تجعلها تود أن تنشق الأرض وتبتلعها، خالد منشغل في حديثه مع زيدان وحسام ويديه تعمل بسلاسة على اخلاء الأسماك من الشوك ووضع الكثير منها في طبقها والبعض الآخر في فمها، أمام الجميع دون أن يهتم! ومنذ متي وهو يهتم، خالد هو خالد لن يتغير ابدااا، انتهي الغداء الكارثي اخيرا، توجهت لينا إلى سيارة خالد ستحبس نفسها في غرفتها إلى أن ينتهي شهر العسل، نظر حسام لزيدان كل منهما للآخر ليحرك كل منهم رأسه بالإيجاب وكأنه فهم على الآخر، توجه الجميع إلى سيارتهم، قبل أن يدير خالد محرك السيارة شقت سيارتي حسام وزيدان الطريق في الإتجاه المعاكس لاتجاههم، قطبت لينا ما بين حاجبيها تنظر لما يحدث مدهوشة نظرت لخالد تتمتم في ذهول:.

- هو في ايه؟!
في حين ابتسم خالد في خبث يحرك رأسه متستمعا الحمقي سيتمتع كثيرا بما سيفعله بهم
على الطريق تشق سيارات الشباب الغبار بسرعة البرق، نظرت لينا ناحية زيدان سريعا تسأله مدهوشة:
- زيدان في اي إنت بتجري كدة ليه وبعدين احنا مش هنرجع القرية
حرك رأسه بالنفي بعنف يبتسم باستمتاع حقيقي انتفخ صدره يعتد بانتصاره يتمتم بزهو:
- قرية مين لا طبعا، دا أنا والواد حسام اتشقلبنا لحد ما عرفنا نخلع من ابوكي...

سألته بعينيها قبل أن تفعل بشفتيها ليجيب هو سؤالها قبل أن تقوله:
- فاكرة في المطعم لما حسام كان شكله متضايق
حركت رأسها بالإيجاب لتتسع ابتسامته يكمل:
- أنت عارفة ابوكي ما حدش يقدر يقوله لاء، اتفقنا أنا وحسام أنه يعمل متضايق لما يروح المطعم عشان اخرج ابوكي منه، فاكرة لما قومت اعمل تليفون كنت بأكد الحجز، لما ادينا الشنط لعمال الفندق عشان يحطوها في الأوض اديناهم شنط فاضية...

توسعت عيني لينا في دهشة لم تستطع أن تخفي تلك الابتسامة الواسعة من ثغرها مساكين حقا والدها سيطحن عظام الجميع!
في سيارة حسام رفع كفيه لأعلي يتنهد بارتياح يغمغم بتلهف:
- الحمد لله يارب الحرية أخيرا، دا كان هيبقي شهر عسل أسود
نظر بجانب عينيه ليجد سارة تنظر له مدهوشة لا تفهم ما يحدث، ليضحك بخفة سيخبرها كل شئ حين يصلوا أن وصلوا؟!

في اللحظة التالية رن هاتف حسام برقم والده حمحم يفتح الخط بعد لحظات ليجد أن المكالمة ثلاثية بينه وبين والده وزيدان، صمت قصير للغاية قطعه ضحكات خالد الساخرة وهو يتشدق مستمعا:.

- مبروم على مبروم ما يرولش يا بهوات، انتوا فاكرني صدقت الفيلم الهابط اللي عمله حسام باشا، ابقي خلي بالك بعد كدة يا زيدان عشان انعاكاسك وأنت بتغمز لحسام كان ظاهرلي في الشباك، آه نسيت اقولكوا يا حبايب، الشنط اللي معاكوا هي اللي فاضية، في كمين عند الكيلو 200 أنا اللي مبلغ عنكوا، انكوا معاكوا مخدرات، لاء ومش كدة وبس خالد السويسي بيضحي أنا حاططلكوا كيسين دقيق في العربيات على ما بيثبتوا بقي أنه دقيق تكونوا بيتوا ليلتين تلاتة على البرش، سلام يا حبايب بابا هبقي اجي القسم أخد لينا وسارة.

وأغلق الخط ليخرج من المكالمة في حين شحب وجه حسام فرت الحياة منه رفع وجه للسماء يغمغم بحرقة:
- أنا مبتلي، لف يا باشا وأرجع، واستحمل بقي اللي هيجرلنا!

إنه الجمعة صحيح يوم عطلته أخيرا له كامل الحق في أن يأخذ قسط راحة طوويل ولكنها حقا قلقة عليه، في الليلة الماضية عاد قرب الفجر ملامحه حزينة مجهدة تعبة، حين حاولت الاطمئنان عليه أخبرها أنه فقط مجهد من العمل، باتت تعرفه حين يكذب وهو كان يكذب، توجه إلى غرفة النوم ومن وقتها وهو نائم وكأنه يهرب في النوم من شئ ما، حتى صلاة الجمعة حاولت إيقاظه ولكنه لم يستجب سوي بهمهات متعبة لم يفتح مقلتيه حتى، نظرت لساعة الحائط الصغيرة اقتربت صلاة العصر وهو إلى الآن لم يستيقظ، نظرت لملك الصغيرة التي تؤرجحها على ساقيها برفق ابتسمت لها، حين تراها تشعر بقلبها يدق بعنف تلك الفتاة ابنتها تشعر بها في كل جزء من روحها، حملتها برفق بين ذراعيها تحادثها مبتسمة:.

- تعالي نروح نصحي بابا عشان يلحق يصلي الضهر قبل ما العصر يأذن
تحركت بصحبة الصغيرة، دخلت إلى غرفة نومهم لتري مراد نائما على ظهره ملامح وجهه منقبضة وكأنه يصارع كابوس بشع جبينه يغرق في العرق، اقتربت منه قلقة لتراه يحرك رأسه بالنفي بعنف يتمتم بهذيان:
- سامحني يا جاسر، سامحني يا صاحبي، لاء ما تمشيش، جاسر سامحني يا جاسر.

حركت روحية برفق تمسح على شعر مراد وهو نائم ليتوقف عن هذيانه وضعت الصغيرة جالسة فوق صدره تمسك بها برفق حتى لا تقع تعالت زقزقات الصغيرة حين رأت والدها، لتندفع بجسدها الصغير إليه سقطت نائمة على صدره يسيل اللعاب من فمها يغرق وجهه، لتضحك روحية عليهم بخفة، مدت ملك يدها تجذب شعر ذقن والدها تحاول خلعه تقريبا، لم تجد منه استجابة ايضا لتصيح عالي لم يفهم منه حرف واحد ولكنها تبدو غاضبة من تجاهل والدها، فتحت مراد مقلتيه في تلك اللحظات ينظر لصغيرته التي ابتسمت ما أن أستيقظ تحاول أن تضع أصابعها في عينه ليهب جالسا يحملها بين ذراعيه كشر قسمات وجهه يحادثها حانقا:.

- ريالة وهريتي وشي وعمالة تشدي في دقني وتزعقي فيا، ودلوقتي عايزة تدخلي صوابعك في عيني
بدأت الصغيرة تصيح بلغة غريبة مضحكة لتتعالي ضحكات مراد حملها بين كفيه يقذفها لأعلي قليلا لتتعالي ضحكات الصغيرة ايضا في حين شهقت روحية مذعورة اندفعت ناحيتهم تأخذ الصغيرة منه تتمتم مذعورة:
- لا يا مراد ما تعملش كدة أنا شوفت دكتور في التليفزيون بيقول أن الحركة دي خطر جداا على الأطفال...

ابتسم ارتسمت ابتسامة كبيرة واسعة على شفتيه، لم يكن يظن أبدا في أسعد أحلامه أن يحظي بزوجة وطفلة ومنزل سعيد دافئ جميل، أحلامه أجمع كانت تتمحور حوله هو فقط الآن فقط عرف سعادة الحلم وسط الأسرة، أحلامه الآن تختلف تماما عن سابقها، يحلم كيف يجعل الجميع سعداء كيف يرتقي في عمله، يجمع النقود لشراء منزل أوسع في منطقة أخرى غير هذه يحلم بالكثير ويعزم على تحقيق أحلامه أجمع، هو يثق أن المولي عز وجل سيساعده، فأحلامه الآن نبيلة شريفة سيسعي إليها بكل السبل الحلال الممكنة، توجهت عينيه ينظر لروحية وهي تبدل الحفاض الخاص بالصغيرة، تضعها على الفراش، رفعت عينيها تنظر له لتري عينيه اللامعة، نظراته الهادئة رغم ذلك رأت غيوم الحزن تختبئ خلف مقلتيه، أرادت حقا أن تسأله ما به الا أنها تراجعت تحادثه سريعا:.

- مراد العصر قرب يأذن وأنت لسه ما صلتش الضهر
توسعت حدقتيه ليقفز من مكانه يهرول ناحية المرحاض، توضأ يفترش سجادة الصلاة أدي صلاة الضهر، حين انتهي اغتسل يبدل ثيابه وقفت خلفه وهو يمشط خصلات شعره يرش بعض من عطره، رفعت يدها تضعها على كتفه لتتحرك مقلتيه ينظر لها من خلال سطخ المراءة ابتسم لها لتتنهد تهمس قلقة:
- مالك يا مراد من ساعة ما جيت امبارح وأنت شكلك متضايق، زعلان، حصل حاجة.

أغمض عينيه يحرك رأسه بالنفي وضع الفرشاة من يده التفت لها يرسم ابتسامة على ثغره يردف بمرح باهت:
- ابدا منفوخ في الشغل بس، أنا هلحق العصر في الجامع وهروح المحل شوية، عايزة حاجة اجبهالك وأنا جاي
لم تقتنع بإجابته ولكنها ابتسمت تحرك رأسها بالنفي تنهدت تهمس له بخفوت:
- عايزة سلامتك
ابتسم يتحرك للخارج وقف عند باب الغرفة التفت لها ينادي باسمها التفتت له لتتوسع ابتسامته يردف:.

- عايز صينية بطاطس بالفراخ من ايديكي الحلوين دول بتعمليها قمر زيك.

أخجلها أحمرت وجنتيها تحرك رأسها بالإيجاب ليلوح لها وداعا، أخذ طريقه لأسفل، في حين جلست هي على حافة الفراش تفكر في حاله منذ أن قابلته اول مرة في المخبز وتشاجرا إلى أن انتهي بهما الأمر في منزل واحد، لن تنكر مراد مساوئه كثيرة معها ولكنها حقا يحاول بجد أن يعوضها عن كل ما فات، مدت يدها تداعب خاتم زوجها من الذهب الأصلي صدق مراد حين توفرت معه النقود أخذها إلى اقرب محل لبيع الذهب الأصلي واشتراه لها اسمها محفور على إطار الخاتم من الداخل، ارتسمت ابتسامة صغيرة باهتة على شفتيها كانت تظن قديما أن نهايتها الحتمي الانتحار من قسوة ما تلاقي من لطمات الحياة، لم يعرف قلبها معني السعادة قبلا، حقا لم تعرف مسبقا معني الضحكات سوي بضحكات الصغيرة ملك، معني الحنان سوي بحنان السيدة منيرة لها، معني الحب!، قلبها يدق بشكل غريب حين تري مراد حين يغازلها بكلامه حين يمتدح أي شء تفعله، هل تري أحبته، تنهدت بقوة ترفع رأسها لأعلي لتقع عينيها على ورقة النتيجة التي تخبرها ما اليوم الذي هم فيه، قطبت ما بين حاجبيها تعد على أصابع يدها لتتوسع عينيها في دهشة تنفي برأسها فغرت فاهها، هرعت إلى المرحاض تمسك اختبار الحمل الهدية التث جلبتها لها منيرة مع ابتسامة واسعة:.

- جبتلك البتاع اللي بيعرفوا منه هي حامل ولا لاء، يومين والاقيكي بتقوليلي أنا حامل
مرت دقائق تنظر لسطح الشاشة بترقب لحظة تليها أخري إلى أن تلون السطح بخطين من اللون الأحمر، وضعت يدها اليسري على فمها تكبح شهقتها، في حين بسطت اليمني على بطنها، هل حقا ينمو الآن بين احشائها طفل، طفلها هي ومراد.

في المستشفى، في غرفة تالا، استيقظت أخيرا رغم أنها خاضت ألم المخاض من قبل تعرفه جيدا، الا أنه حقا بشع مؤلم يحرق الروح يفتت الجسد، كم حاولت أن تظل صامدة حتى لا تُفسد زفاف ابنتها ولكن للأسف انتهي بها الأمر تنهار من الألم تتمزق من شدته تصرخ من أعماق روحها، حين فتحت عينيها عملت انها حقا نامت فترة طويلة للغاية، تحركت رأسها تبحث عن طفليها زوجها، لا أحد، تأوهت متألمة استندت بكفيها على سطح الفراش اعتدلت جالسة في لحظة دخول عمر وهو يحمل الطفلين، ابتسمت وهو ايضا، أدمعت عينيها حين سمعته يغمغم فرحا:.

- ماما اللي في غيبوبة صحيت أهي...
ضحكت متألمة ليتحرك عمر بالأطفال ناحيتها أخذت أحد الأطفال منه تضمه لصدرها بحنو، تنظر لعينيه البنية الشبيهه بعيني والده نظرت للطفل بين ذراعي عمر، عينيه سوداء كعينيها هي، رقص قلبها فرحا كل ذرة فيها تصرخ من سعادتها ألم المخاض اختفي أمام أمواج سعادتها الهادرة، انهمرت دموع الفرح من مقلتيها نظرت لعمر تسأله بصوت مبحوح باكي:
- سميتهم ايه يا عمر.

مد يده الحرة يمسح ما سقط على وجهها من دموع يزيح خصلاتها خلف اذنيها يتمتم مبتسما:
- اللي على دراعك سميته محمود على اسم أبويا، أما الأستاذ دا سميته حسام، جوز بنتك كان هيتشل لو ما سمتهوش على اسمه.

ضحكت تالا بخفة، تحرك رأسها بالإيجاب على الرغم من أنها كانت لا تطيق ذلك الفتي في بداية تعارفهم ولكنه حقا أثبت العكس بمواقفه، بحبه الكبير لابنتهم، نظرت لعمر حين سمعته يحادثها، حين رفعت وجهها رأت ابتسامته الكبيرة عينيه اللامعة هناك تري دمعات في مقلتيه ليتحدث بصوت خفيض متوتر:.

- نفس فرحتي بسارة وسارين لما اتولدوا، كان نفسي يبقي ليا ذكريات معاهم وهما أطفال، الحمد لله مش هنفكر في اللي فات، رجلي على رجلك في كل لحظة من هنا وجاي، مش هتبعديني عنهم هما كمان يا تالا صح
انهمرت دموعها تحرك رأسها بالنفي بعنف تخبره كم هي آسفة نادمة وضعت الصغير على قدميها لترتمي بين أحضان زوجها تشدد عري عناقه شهقت باكية تغمغم بصوت مختنق:
- سامحني يا عمر، أنا آسفة، أنا.

قاطعها حين أبعدها عنه وضع كف على فمها برفق يحرك رأسه بالنفي يردف مبتسما:
- ما تتأسفيش يا تالا، أنا اللي المفروض اتأسف، أنا غلطت وغلطي أنا أكبر، بس خلاص دا كله ماضي مش هيرجع تاني، من النهاردة حياتنا هتبقي زي الضفيرة مترابطة عشان ولادنا سارة وسارين وحسام ومحمود، أنا فرحان أوي يا تالا فرحان لدرجة أن أنا عايز اصرخ من فرحتي.

قبل أن يردف بحرف سمعا دقات على باب الغرفة، ربما الممرضة ما أن سمع للطارق حتى صدح صوت غاضب حانق يصيح مغتاظا:
- لاء دا مش عدل يعني ايه يسمي حسام على اسم جوز سارة وما يسميش عثمان على اسمي
صاح بها عثمان مغتاظا وهو يدخل إلى غرفة تالا في المشفي يحمل باقة ورد وعدة علب هدايا، وسارين تلحق به تحمل حقيبة ملابس لوالدتها والصغار، قام عمر ما أن رأي ابنته فتح عثمان ذراعيه حين رأي عمر يقترب منه يغمغم مبتسما:.

- عمي حبيبي بالأحضان يا أبو العيال
تجاوزه عمر وكأنه غير موجود من الأساس مما أعطاه شعور بأنه هواء لا يُري، اقترب عمر من ابنته يعانقها بقوة يتمتم سعيدا:
- حبيبة قلب بابا من جوا منورة الدنيا يا سيرو، تعالي يا حبيبتي شوفي إخواتك
امسك كف يدها يجذبه معه إلى فراش والدتها ليعطيها حسام الصغير تحمله بين ذراعيها بحرص، ليكتف عثمان ذراعيه أمام صدره يغمغم ساخرا:
- هذه لوحة، هو أنا شفاف ولا ايه.

ضحكت تالا بخفة أشارت له بأن يقترب ليضع ما في يده على طاولة صغيرة، اقترب منهم لتعطيه تالا الصغير يحمله بين ذراعيه تحادثه:
- عقبال ما اشوف عيالكوا إنت وسارين يا حبيبي
نينيننيني، سخر منهم عمر لينفجر الجميع في الضحك، اقترب عثمان من سارين وهو يحمل الصغير وقف جواره ينظر للرضيع في يدها ابتسم يغمغم لها عابثا:
- عقبالنا يا قمر...

احمرت وجنتي سارين خجلا ليحمحم عمر في خشونة اقترب يمسك بيد ابنته يجلسها جوار والدتها يحادثها مبتسما:
- تعالي اقعدي يا حبيبتي عشان رجلك على ما توجعكيش...
ابتسم عثمان في مكر ليتحرك يجلس جوار عمر اعطي الصغير لوالدته يحتضن عمر يقبله يغمغم ضاحكا:
- وأنا كمان يا عمي عايز اقعد جنبك، يا عمي يا حبيبي يا جد العيال.

مسح عمر خده بعنف ينظر لعثمان متقززا، في حين يبتسم عثمان كطفل صغير عابث، لحظات وتعالت ضحكات الجميع، من مشاكسات عثمان وعمر التي لا تنتهي.

وصلت السيارتين أخيرا بعد طريق طويل هو قصير في الحقيقة ولكن كل منهم كان يقود على أقل سرعة عل الليل يحل قبل أن يصلوا، توقفت السارتين في المرآب الخاص بالقرية السياحة نزل كل منهم يمسك بيد زوجته يلتف كل منهم حوله وكأنه لص محترف على وشك أن يُقبض عليه، تحركا إلى صالة استقبال القرية ليتنفسوا الصعداء حين لم يجدوا خالد في انتظارهم جذب كل منهم يد زوجته يجذبها خلفه سريعا إلى عرفتهم ليتصنموا فجاءة حين خرج خالد من المصعد أمامهم يبتسم في خبث ما أن رآهم، اشار لهم يأصباعيه السبابة والابهام أن يلحقوا به، لينظر كل منهما للآخر في هلع، تحركا خلف خالد تلك غرفة حسام الذي يقف أمامه رجلين ضخام الجثة يحرسان الباب، اقترب خالد يمسك يد ابنته في أحدي كفيه وسارة في الكف الآخر، اشار للحارسين ليفتحا الباب ادخلهم خالد إلى الغرفة يغلق الباب عليهم نظر للحارسين يحادثهم آمرا:.

- لا حد يدخل ولا يخرج مفهوم
التفت خالد ناحية زيدان وحسام يشير لهم من جديد أن يتبعاه إلى حيث غرفة زيدان لا يوجد حارسين هنا، دخل خالد اولا يجلس على أقرب مقعد قابله يضع ساقا فوق أخري انثنني جانب فمه بابتسامة ساخرة يردف متهكما:.

- بتستغفلوني دا أنا خالد السويسي، أنا أغفل بلد منكوا، عقابا ليك يا كلب أنت وهو على اللي عملتوه هتقعدوا هنا وشكوا في وش بعض ولما يجيلي مزاج ابقي رجع لكل واحد مراته، ما تحاولوش تروحوا اوضتهم أنا مدي الجارد أمر أنهم يضربوا الأول وبعدين يسألوا...

توسعت عيني حسام فزعا كاد أن يصرخ أن ما يحدث ظلم، وافتراء إلا أن زيدان شد على يده يخبره أن لا يتحدث، القي خالد عليهم نظرة اخيرة شامتة قبل أن يخرج من عرفتهم صافعا الباب خلفه، ليصرخ حسام في غيظ:
- لاء بقي دا ظلم وافتراااا، اييييه أنا عايز مراتي والله اصورلكوا قتيل هنا
ابتسم زيدان ساخرا يلقي بجسده على الفراش يتابع فقرات حسام الفلكورية وهو يصرخ كالهنود الحمر.

في الحارة جلس مراد على مقعد صغير داخل المحل تشرد عينيه في الفراغ، يتذكر كلام أمام المسجد:
- بص يا ابني من كلامك أن صاحبك مش عايز
يسامحك واضح انك اذيته أوي، ادعي ربنا ان يصفي من ناحيتك وحاول مرة واتنين وعشرة، والأهم أنك تاخد من اللي حصل عبرة وما تأذيش حد تاني يا ابني اذية العباد مش سهلة، كسر الخواطر بشع يا إبني ربنا يصلح حالك.

تنهد بحرقة يحرك برأسه بالإيجاب سيحاول مرارا وتكرارا إلى أن ينال سماح صديقه، خرج من شروده وابتسامة واسعة تعرف طريقها لثغره حين رأي سيارة أخيه تقف أمام منزلهم، أدهم هنا بعد غياب طويل قام من مكانه يخرج من المحل خرج أدهم من سيارته توجه ناحية يعانقه بقوة يردف ضاحكا:
- أبو ملك الغالي واحشني يا جدع والله
ضحك مراد يصدم أدهم على رأسه بخفة يردف حانقا:
- بقي يا ندل شهر كامل ما نشوفش خلقتك.

ابتعد أدهم عن مراد يمسد رأسه برفق كشم ملامحه كطفل صغير غاضب يتمتم ضاحكا:
- يا جدع برستيجي قدام مراتي مش كدة، وبعدين ما أنت عارف سحلة الشغل، كان عندنا صفقة ويا دوب خلصت الأربع قضيت الخميس كله نوم وقولت اقوم اجيلكوا النهاردة، قولي اخبار جدتي وروحية وملك ايه
ابتسم مراد يربت على كتف يغمغم:
- ربنا يعينيك، كلهم كويسين يا حبيبي، تعالا يلا نطلع.

حرك مراد رأسه بالإيجاب ليتوجه ناحية السيارة يحمل عدة حقائب طُبع عليها اسم محل مشهور رفعهم في وجه مراد يردف ضاحكا:
- بما اني جيت على فجاءة قول نتغدي كلنا سوا جايبلك شوية كفتة انما ايه خيال
أعطي الحقائب لمراد ليضحك الأخير يردف ساخرا:
- كل أنت يا مراد الكفتة بتاعتك أنا هاكل صينية البطاطس بالفراخ اللي مراتي عملاها
توسعت عيني ادهم قليلا ليضحك مراد على منظره أخذ طريقه لأعلي يردف ضاحكا:.

- هات منيرة ومراتك وحصلني يالا
صاح أدهم سريعا قبل أن يغيب مراد عن انظاره:
- مررراد على الله تيجي جنب صينية البطاطس أنا بقولك أهو
ضحكت مايا بمرح حقيقي على ذلك المشهد الغريب بين أدهم وشقيقته حمل أدهم علب الحلوي من السيارة ليمسك بيدها يصعدان إلى منزل جدته.

في الأعلي في منزل مراد، فتح باب المنزل بمفتاحه الخاص، لترتطم في أنفه رائحة طعامها الشهي وضع الحقائب من يده على الطاولة، يتحرك ناحية المطبخ ليراها تخرج صينية الدجاج المميزة حمحم بخفة حتى لا يُفزعها، التفتت له تبتسم في ارتباك تغمغم متوترة:
- حمد لله على السلامة أنا خلاص خلصت الأكل خمس دقايق وهحطه.

ابتسم لها يحرك رأسه بالإيجاب اقترب منها أكثر فأكثر كل خطوة منه للأمام تتبعها خطوة منها إلى الخلف إلى أن ارتطم ظهرها بحافة حوض المطبخ، نظرت له متوترة خجلة في حين كان هو يبتسم في عبث، اقترب خطوة أخري لتغمض عينيها خجلا شعرت به يرفع يده لأعلي، نظرت لما يفعل لتجده يلتقط عدة صحون من أعلي نزل بأنظاره إليها يغمغم مبتسما:.

- أدهم ومراته تحت، وهيطلعوا دلوقتي مع منيرة هنتغدي كلنا سوا روحي إنت غيري هدومك وأنا هحط الأكل.

حركت رأسها بالإيجاب سريعا لتهرع إلى خارج المطبخ دخلت إلى غرفتهم وضعت يدها على قلبها تلهث بعنف ذلك المراد يعبث على أوتار قلبها ببراعة عازف محترف، وضعت يدها على بطنها تبتسم كانت ستخبره بعد الغداء عليها الآن الإنتظار قليلا، توجهت سريعا تبدل ثيابها بجلباب بيتي من اللون الأصفر الداكن وحجاب أبيض به ورود صفراء، بدلت ثياب الصغيرة ايضا لفستان وردي جميل، خرجت من الغرفة تحمل الصغيرة على ذراعها لتري مراد قد صف الطعام على الطاولة بنظام جميل، ابتسمت سمعا صوت دقات الباب ليتوجه مراد يفتحه يحتضن شقيقه من جديد دخل مراد بصحبة زوجته ومنيرة، اطلق أدهم صفيرا طويلا يعبر عن إعجابه حين نظر لطاولة الطعام يردف مبتسما:.

- ايش ايش ايش، دا الجمال عدي الكلام عن صينية الفراخ ايه العظمة دي
ضحك مراد عاليا يلف ذراعه حول كتفي روحية يغمغم في زهو:
- ما تعرفش أنت تعمل صينية البطاطس دي عمايل ايدين روحية
ابتعدت روحية خجلة عن مراد اقتربت من مايا تعانقها بقوة لتأخذ منها مايا الصغيرة تداعبها بين أحضانها بعد سلام قصير التف الجميع حول مائدة الطعام الصغيرة، نظرت مايا لروحية تردف مبتسمة:.

- لاء حقيقي فعلا صينية البطاطس حلوة اوي ممكن تبقي تقوليلي بتعمليها ازاي
ابتسمت روحية في ود تحرك رأسها بالإيجاب سريعا...
نظر أدهم لصديقه ابتسم يشاكسه:
- ما تاكل يا أبو ملك، اكلتك قلت خالص كلت نص الأكل بس
ضحك مراد عاليا يلاعب حاجبيه عبثا يغيظ شقيقه كأنهم أطفال، لتردف منيرة في تلك اللحظة توجه حديثها لادهم:
- طب هو وبقي أبو ملك، أنت بقي مش ناوي تبقي أبو حمزة ولا مبلط في الخط كتير والله بالشبشب على وشك.

غص أدهم في طعامه في حين انفجر مراد ضاحكا ينظر لشقيقه شامتا ليذق قليلا مما تفعله منيرة به، احمرت اذني أدهم حانقا يحادث جدته:
- يا تيتا برستيجي قدام المدام بقي في الأرض خالص
نظرت منيرة له ساخرة لتتوجه برأسها ناحية مايا تحادثها في تهكم:
- بت يا مايا ابقي هاتي البتاع دا اللي اسمه برستيجه من الأرض وحطيه في كيس وادهوله.

لم يستطع اي منهم كبح ضحكاته حتى أدهم نفسه انفجر ضاحكا على كلمات جدته، سهرة سعيدة ضاحكة لن يشوبها شئ.

في المطعم الخاص بجاسر القابع أمام منزله هو وسهيلة في غرفة المكتب يجلس جاسر على سطح مقعده يستند برأسه إلى ظهر المقعد يغمض عينيه ظهور مراد من جديد في حياته أعاده لذكريات قديمة لهما وهم أصدقاء حقا أصدقاء، قبل أن يملئ الحقد قلب مراد، قبل ان يعميه الطمع ليطعن صديقه في قلبه بلا رحمة، تنهد بقوة يمسح وجهه يرغب بشدة في أن يسامح مراد ولكن عقله وقلبه يرفضان رفضا قاطعا ليس بعد كل ما فعله لا مستحيل، إن توقف الأمر عليه كان سيسامحه، ولكن إقحام شقيقته الصغيرة محاولة الإعتداء عليها وتدنيس شرفها وشرفه لالا لن يسامحه إطلاقا، تنهد بعنف يزفر أنفاسه اعتدل جالسا حين سمع دقات على باب المكتب دخلت سهيلة تدفع برفق جعلة للرضع يرقد فيها طفلهم الصغير، ابتسم ما أن رآهم قام من مكانه يتوجه لسهيلة يعانقها بقوة يستند بجسده الخائر القوي على روحها علها تُعينه، رفعت سهيلة يديها تضم رأس جاسر إليها تسأله قلقة:.

- مالك يا جاسر، أنا واثقة أن في حاجة متضايقاك من ساعة ما جيت تاخدني من عند بابا الصبح وأنا حاسة أنك متغير، مالك يا حبيبي فضفضلي.

زفر أنفاسه المختنقة يحرك رأسه بالإيجاب هو حقا بحاجة لأن يخرج ما يجثم على صدره تنهد بعنف امسك بيدها يجذبها معه لتجلس على الأريكة الكبيرة في غرفة مكتبه وضع رأسه على قدميها يخبرها بكل ما فعله به مراد وهي فقط تسمع، شعرت بأنه يبكي وهو يتحدث ولم تُعقب تريده أن يخرج كل ما يجيش يصدره يزعجه إلى أن انتهي أخبرها بما فعله به صديق العمر كاملا انتهاءً بما حدث له الليلة الماضية رفع وجهه ينظر لها ليراها تبكي في صمت تضع يدها على فمها، اعتدل جالسا لترتمي بين ذراعيه تشهق في البكاء تعاتبه:.

- حرام عليك اغمي عليك إمبارح في الشارع وكان في ناس عايزة تأذيك
توسعت عينيه في ذهول حقا بعد كل ما قاله لم يلفت انتباهها سوي تلك الجملة فقط يكاد يجب منها قلقاسته الحمقاء، ابتسم يحرك رأسه يأسا يمسح على حجابها برفق، لحظات إلى أن هدأت لتبتعد عنه تمسح وجهها بكفيها حمحمت تحادثه مترفقة:.

- أنا عارفة أن اللي عمله فيك صعب، صعب أوي يا جاسر، بس أنا واخده بالي أنك عمال تقول على موافق حلوة بينكوا إنت مش ناسيه يا جاسر، أنت بس موجوع أوي من خيانته، لو مش عايز تسامحه دا حقك، بس أنا عارفة أنك من جواك عايز كدة، مش لازم حتى دلوقتي يا جاسر، بكرة الأيام تثبتلك هو فعلا ندمان وعايزك تسامحه ولا بيقول اي كلام وخلاص.

ابتسم، زوجته العاقلة، سهيلة حقا ابهرته بكلامها، توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب جذبها لأحضانه يشدد على عناقه يهمس لها بصوت خفيض شغوف محب:
- بحبك يا أحلي قلقاسة في عمري، بحبك يا أم أحمد
ضحكت بخفة تشدد على عناقه تهمس له بخفوته خجول:.

- جاسر أنت أول وآخر حب في حياتي من وأنا عيلة صغيرة في ثانوي بتحب أخو صاحبتها بينها وبين نفسها، كنت فاكرة أنه حب مراهقة بس ما كنش كدة ابدا، كل ما يتقدملي عريس اشوفك أنت مكانه، ما كنتش هقدر اتجوز واحد وأنا قلبي متعلق بيك
ابتعدت عنه لتندمج حدقتيها بمقلتيه ينظر لينابيع دموعها التي هطلت فجاءة تشهق في بكاء خافت:.

- كانت اسوء لحظات حياتي لما لقيت نفسي مجبرة اني اتجوز واحد تاني بسبب جدي كنت هموت حرفيا، فكرت اموت نفسي ساعتها، ليلتها فضلت اصلي وادعي ربنا كتتير، أنت مش متخيل فرحتي لما لقيتك أنت العريس، فاكر انا فضلت اعيط إزاي، كنت حاسة اني بحلم
مدت يدها تمسح دموعها المتساقطة رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تضحك بخفة:
- كنت بتغاظ منك جداا بما بتقعد تقولي أنا زي اخوكي وانتي زي لينا، كنت غبي اوي يا جاسر.

ضحكت ليشاركها في الضحك لف ذراعه حول كتفيها يقبل قمة رأسها التحمت مقلتيها بعينيه يهمس لها بصوت خفيض عاشق:
- بحبك يا سهيلة
فاض العشق من حدقتيها ابتسمت في اتساع تحرك رأسها بالإيجاب تهمس له:
- بحبك يا جاسر
أصدر الصغير صوت عالي معترض كأنه يخبرهم الا تروني أنا هنا، ضحك جاسر يتحرك يلتقط الصغير من فراشه يقبل وجنته الحمراء يحادثه ضاحكا:
- لاء مش بنحبك يا استاذ احمد يا مزعج.

في اللحظة التالية تبللت ثياب جاسر من حفاض الصغير توسعت عيني جاسر هلعا في حين انفجرت سهيلة في الضحك.

في منزل حمزة السويسي
على الأريكة تجلس بدور على ساقيها سيلا الصغيرة تطعمها بخليط الأطفال والكبار معا ذلك الذي يدعي ( سيرلاك )، في حين أن خالد الصغير يمسك بطائرة لعبة يتحرك بها هنا وهناك يصيح بحماس طفولي:
- أنا طياار، لما اكبر هبقي طياار، فوووف.

ضحكت بدور تراقب حماس صغيرها نظرت للساعة اقتربت من الثامنة أين حمزة للآن ألم تنتهي صفقتهم الرابحة يوم الاربعاء أين هو لما تأخر، عدة دقائق وسمعت صوت الباب ها هو عاد، اندفع خالد إليه ما أن رآه ليضحك حمزة بخفة يحمله على ذراعه يداعب خصلات شعره يحادثه مبتسما:
- محضرلك حتة مفاجأة يا أستاذ خالد، اطلع مع الدادة هتغيرلك هدومك وانزلي بسرعة.

صفق الصغير بحماس يهرول لأعلي يلحق بمربيته، تملصت سيلا من بين ذراعي بدور تنزل لأسفل تتحرك بخطي متعثرة ناحية حمزة الذي اقترب كثيرا لتصل إليه يحثها أن تقترب إلى أن وصلت اليه حملها بين ذراعيه يقبل وجنتها المنتفخة يردف بحنو:
- حبيبة قلبي يا سيلا.

ابتسمت بدور بدورها تتحرك ناحيته قطبت جبينها تنظر لما يحدث بعض الخادمات يتحركن إلى الخارج، علب حلوي كثيرة تدخل إلى البيت، على طاولة الطعام كعكعة عيد ميلاد كبيرة عليها صورة خالد الصغير والكثير من الحلوي تلتف حولها شهقت بدور متفاجاءة تضع يدها على فمها أدمعت عينيها حين سمعت حمزة يتمتم بحنو:
- النهاردة عيد ميلاد خالد الصغير تم ست سنين ومع بداية الدراسة هقدمله في مدرسة انترناشونال هايلة.

نظرت بدور له متفاجاءة تذكر عيد طفلها والده نفسه لم يكن يذكر يوم ميلاد صغيرهم لم يقيم له حفل واحد منذ ولادته، انهمرت الدموع من عينيها تهمس له ممتنة:
- أنا متشكرة أوي يا حمزة متشكرة اوي أوي على كل اللي بتعمله عشاني أنت والولاد
ابتسم يحرك رأسه اقترب منها خطوتين يمسح بيده دموع عينيها يحادثها مبتسما:
- لحد امتي هفضل اقولك ما ينفعش تشكريني على حاجة بعملها لمراتي، وولادي دا واجبي، حقكوا عليا، ماشي يا بدور.

حركت رأسها بالإيجاب سريعا تنظر له ممتنة في اللحظة التالية صدح صوت خالد الصغير وهو ينزل راكضا على درجات السلم يصيح من سعادته نظرت له بدور لتراه يرتدي حلة طيار صغيرة على مقاسه، حتى تلك اللفتة الصغيرة لم يغفل عنها، الصغير دائما يحلم بأن يصبح طيار فاشتري به حلة طيار في عيد ميلاده، اندفع الصغير يركض ناحية حمزة يعانق ساقه يصيح فرحا:
- أنا بحبك يا بابا، بحبك اووي.

ارجفت الكلمة قلبها فرحة صغيرها كل ما يحدث حقا اسعدها بشكل لا يوصف ها هي تقف على رأس الطاولة جواره بينهما الصغير الذي يقف على أحد المقاعد يغنون معا أغاني عيد الميلاد، عينيها معلقتين بذلك الذي يقف على الجانب الآخر بالقرب منها، لم تندم حين وافقت على الزواج منه لأجل أطفالها ما فعله لأجلها هي وأطفالها حقا لا يكفيه سنوات شكر
اقترب حمزة من الصغير يقبل جبينه يحادثه مبتسما:.

- شايف بدلة الطيار دي، لازم تخليها هدف قدامك، توصل لحلمك، تبقي احسن وأشهر طيار، مدني بقي ولا حربي، أسمع كلامي كويس يا خالد، خليك فاكره، ماشي يا حبيبي
ابتسم الصغير يحرك رأسه بالإيجاب ليبعثر حمزة خصلات شعره يقبل رأسه حان وقت حلوي عيد الميلاد!

عودة إلى منزل مراد، في السمر الجميع هنا يجلسون على الأرائك روحية ومايا ومنيرة سويا، وادهم ومراد، تتحدث النساء عن أحدث وصفات الطعام التي أعدها الشيف الماهر في التلفاز بالأمس في حين يتحدث مراد وادهم في أمور شتي، مبارة كرة القدم، المصارعة الحرة، البورصة، نظر مراد للساعة يحادث أخيه:
- بقولك ايه العشا اذنت بقالها شوية تعالا ننزل نصلي، ونتمشي شوية.

أيد أدهم فكرة أخيه ليتوجهوا لأسفل، ما إن أغلق مراد باب المنزل التفتت روحية لهم تنظر لهما في تردد للحظات تنهدت تهمس مرتبكة:
- ففي حاجة حصلت
توجهت نظرات الفضول والترقب ناحيتها من مايا ومنيرة ابتلعت روحية لعابها الجاف فركت يديها في ارتباك تهمس متوترة:
- اا، اأنا، أنا حامل
شهقت منيرة متفاجاءة سرعان ما شقت ابتسامة واسعة شفتيها لتطلق زغرودة عالية في حين عانقتها مايا تهنئها سعيدة:.

- مبروك يا رورو ألف مبروك، حبيبتي أنتي طيبة وتستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا
لكزت منيرة مايا بمرفقها في ذراعها لتتأوه الأخيرة تنظر لجدة زوجها في حيت امتصت الأخيرة شفتيها تتمتم حانقة:
- وانتي يا موكوسة مش ناوية انتي كمان تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا...
ضحكت مايا بخفة تمسد ذراعها بكف يدها الآخر، زمت شفتيها ترفع كتفيها تبرئ ذمتها:.

- أدهم مش راضي بيقولي انتي فاضلك سنة وتخلصي ما جاتش على السنة دي، اضربيه هو أنا ماليش دعوة
احتدت عيني منيرة تمسك بخفها المنزلي ستلقن حفيدها الاحمق درسا لن ينساه أبدا ما أن تراه، قامت تمسك بيد مايا تجذبها معها، :
- طب تعالي ننزل شقتي، بت يا روحية، روحي كدة اتشيكي والبسي عباية حلوة عشان لما مراد يجي تقوليله الخبر في وشه على طول.

ابتسمت روحية خجلة تخفض رأسها أرضا جذبت منيرة مايا رغما عنها معها لأسفل لتلوح الأخيرة لروحية قبل أن تغادر قصرا بصحبة جدة زوجها العجوز الوقحة، تريد من احفادها أن يحضروا لها أحفاد ألم تكتفي باحفادها فقط...

على صعيد آخر بعيد كتيرا في القرية السياحية، لازال حسام ينوح يلتف حول نفسه يصيح أن ما يحدث ظلم جائر وأنه يريد زوجته الآن، صاح زيدان به ما أن طفح به الكيل:
- ما تهمد بقي يا حسام صدعتني كفاية ولولة يا إبني جبتلي السكر
وقف حسام أمامه ينظر إليه بأعين حمراء غاضبة ليصيح هو الآخر:
- ما هو اللي أيده في الماية، بقولك إيه أنا هنفجر، أنا عايز مراتي دلوقتي، عايز اخش دنيا يا ناااااااااس.

ضحك زيدان ساخرا ليحاول الاتصال بوالدته مرة أخري اخيرا أجابت ليغمغم متلهفا:
- انتي فين يا ماما بقالي خمس ساعات بحاول اتصل بيكي
تثأبت لينا ناعسة تحاث زيدان بحنو:
- معلش يا حبيبي كنت نايمة والموبايل صامت، خير يا زيزو، أنت كويس يا حبيبي
زفر زيدان أنفاسه في ضيق يحرك رأسه بالنفي كأنها ستراه مثلا يحاول اللعب على أوتار حنان الأم داخلها:.

- لا يا ماما مش كويس خالص عجبك اللي خالي عمله دا، دا شهر عسلنا يا ماما، الواد حسام بدأ يتصرف تصرفات غريبة، أنا خايف يتحرش بيا
صاح حسام حانقا، فاض به الكيل:
- دا هيحصل لو ما رجعتلويش مراتي
توسعت عيني زيدان في ذهول ليقلب حسام عينيه ساخرا يهمس له بأنه فقط يجاريه حتى يؤثرا على لينا، حمحم زيدان يحادث والدته قلقا:
- سامعة يا ماما، بالله عليكي خلي خالي يرجع لكل واحد مراته بقي.

لحظات صمت قليلة تبعها صوت لينا وهي تغمغم في ثقة:
- حاضر يا حبيبي سيبها عليا، سلام عشان خالك هيخرج من الحمام دلوقتي، الحق أكلمه
اغلق زيدان الخط مع لينا ينظر لحسام يبتسم في ثقة:
- ربع ساعة بالكتير وهتبقي في أوضتك ولينا هتيجيلي
رفع حسام كفيه لأعلي يدعو أن تنجح زوجة والده في إقناع أبيه...

في غرفة خالد ولينا، خرج خالد من المرحاض يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة ابتسمت لينا في نعومة اقتربت منه ترفع يدها تجفف هي خصلات شعره بالمنشفة الصغيرة، رفع وجهه لها وابتسم في عشق كعادته أبعدت المنشفة بعيدا تطوق رقبته بذراعيها تبتسم له ابتسامة ناعمة تردف بدلال:
- حبيبي خلاص بقي كفاية على حسام وزيدان، رجع لكل واحد مراته، هما عيال وبيلعبوا...

حرك رأسه بالنفي، لتشب على أطراف أصابعها تطبع قبلة صغيرة على وجنته تهمس له متدللة:
- طب وعشان خاطر لينا حبيبتك، ما تنكدش عليهم في شهر العسل يا لودي، يلا بقي عشان خاطري يا حبيبي، والله ازعل أنا كدة ماليش خاطر عندك
طوقها بذراعيه يقربها منه أكثر ينظر بمقلتيها تنهد يهمس بولة:
- انتي عارفة انتي ليكي خاطر عندي ولا لاء، وعارف أنك بتدلعي عليا عشان خاطر ولاد الكلب دول، بس عشان خاطر عيونك هعملك اللي انتي عيزاه.

ابتسمت سعيدة تعانقه بقوة، حادث الحارسين بأن يبتعدوا عن الغرفة، في حين حادثت لينا زيدان تخبره أن خالد وافق، ليهرع الشابين إلى غرفة حسام تقدم حسام ليدخل فمن فئ الداخل شقيقته وزوجته، اقترب من غرفة النوم ليجد لينا وسارة يناما في هدوء تام وكأن شيئا لم يكن عض على شفتيه يغمغم حانقا:
- نايمين ولا على بالهم واحنا هنتشل هناك.

تقدم ناحية شقيقته يحملها بين ذراعيه وللعجيب لم تستيقظ، ولكنه لم يتعجب فلينا نومها اتقل من حجارة الجبل، تحرك بها ناحية زيدان الذي ينتظره خارجا ليدفعها إليه دون أن ينطق بحرف اغلق الباب في وجهه ليتنهد زيدان حانقا يشتم حسام في نفسه، ابتسم في توسع حين نظر للينا النائمة بين ذراعيه، من الجيد أنها نائمة بملابس السفر والا كان الوضع كارثي الآن، تحرك بها إلى غرفتهم.

في غرفة حسام دخل إلى الغرفة منها إلى غرفة النوم الملحقة بها رأي زوجته أخيرا استيقظت تجلس على الفراش تفرك مقلتيها ناعسة توسعت عينيها تنظر له مدهوشة ما أن رأته تسأله بصوت متحشرج ناعس:
- ايه دا اومال لينا فين.

ارتسمت ابتسامة واسعة عابثة على شفتي حسام دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه، تقدم من سارة التي تحركت سريعا من الفراش تتوجه ناحية المرحاض تغلق الباب عليها وقف حسام للحظات ينظر لباب المرحاض المغلق ليبتسم في خبث، توجه ناحية باب الغرفة يفتحه يردف بصوت عالي:
- أنا هطلب العشا يا سارة.

اغلق الباب ليتوجه على أطراف أصابعه يقف جوار باب المرحاض مرت عدة لحظات قبل أن تفتح سارة باب المرحاض فيختفي حسام خلفه، اطلت سارة برأسها تبحث عنه لتتنهد بارتياح حين لم تراه، ما كادت تتقدم خطوتين حين شعرت بأحدهم يحتضنها، وصوته العابث يدوي جوار أذنيها:
- مفاجأة مش كدة، بتهربي مني يا سوسو.

تنفست الصعداء للحظات تشير لنفسها ببراءة تحرك رأسها بالنفي كأنها تقول ببراءة شديدة أنا لا أفعل، في حين توسعت ابتسامة حسام يردف ساخرا:
- ايوة ايوة مش انتي خالص يا بريئة، بصي أنا هقولك كلمة واحدة
التفت إليه تنظر له بفضول لتتوسع ابتسامته غمزها بطرف عينيه يغمغم في خبث عابث:
- لسه الإنسان جوا العالم طماع واناني، طماع واناني وشهواني، ايه علاقة الكلام دا باللي احنا فيه مش عارف.

ضحكت سارة عاليا لتشهق متفاجاءة حين حملها بغتة بين ذراعيه يغمغم عابثا:
- عارفة الفرق بين ال DNA وال RNA!

في غرفة لينا وزيدان، توجه زيدان يضع زوجته برفق على الفراش توجه إلى المرحاض يبدل ثيابه، لتفتح لينا عينيها تبتسم في عبث، قامت سريعا تأخذ حقيبة ثيابها إلى الغرفة الاخري، بدلت ثيابها إلى فستان من اللون الاسود اللامع تسدل خصلات شعرها، ها هو العشاء اتي، وضعت ملمع للشفاه تحدد عينيها كل ذلك في لحظات سريعة قبل أن يخرج، إلى مشغل الموسيقي وضعت أسطوانة لاغنية فرنسية يحبها، خرج زيدان من المرحاض ينظر لها وللغرفة مذهولا ينظر لساعة الحائط لم يغب في الحمام سوي خمس عشر دقيقة كيف استطاعت أن تفعل كل ذلك بتلك السرعة، تقدمت لينا ناحيته تبسط كفها إليه تهمس له مبتسمة:.

- ممكن ترقص معايا
ضحك بخفة يشد يدها إليه يقربها منه يتحرك معها على أنغام الموسيقي ينظر لحدقتيها مباشرة يتمتم عابثا:
- الموسيقي اللي بحبها وفستان أسود ومكياج وعشا، لحقتي عملتي كل ده في ربع ساعة يا سوسة
ضحكت بخفة ترفع رأسها لأعلي قليلا في غرور أنثي لتتعالي ضحكاته يرفع يده يبسطها على وجنتها ابتسم يهمس لها سعيدا:.

- عارفة يا لينا لما بشوفك بتتصرفي بحرية بانطلاق كدة بفرح أوي، بجد بفرح بحيوتك وروحك المتمردة بفرح بتلقائيتك وجنانك، أحسن ألف مرة من الصندوق بتاع زمان، عاملة زي الطير الشارد مالوش دعوة بالسرب بيطير على راحته، بيرجع يفرد جناحه على صدري، عشه جوا قلبي...

توسعت ابتسامتها تنظر له في عشق يمتزج بامتنان لتترك يديه تلتف حول نفسها أمامه يتطاير حولها فستانها الاسود يتناغم مع حركاتها تتعالي ضحكاتها السعيدة في حين ينظر هو لها يبتسم دقات قلبه تتضارب تصرخ بعشقها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة