قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وتسعة عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وتسعة عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وتسعة عشر

يجلس في سيارته يدق بأصابعه على أطراف المقود ينتظرها في ظلام الليل، عقله يفكر فيما تريده أن تتحدث معه، الشهر المنصرم كان الأصعب في حياته، بحياته لم يخض عملية بتلك الصعوبة يحمد الله أنها مرت اخيرا على خير، غدا سيذهب لرؤية والدته، لحظات أخري ورأها تخرج من باب المنزل تتوجه ناحيته تنهد بحرقة يتأوه في نفسه كيف يمكن أن تكون بكل ذلك الجمال، ام هي فقط سحرت عينيه ليراها أجمل نساء الارض، تنهد يمسح وجهه بكف يده حين اقتربت تمشي بخيلاء خطي ناعمة واثقة، ابتلع لعابه الجاف دقاته تهدر بعنف، مدت يدها تفتح باب السيارة الآخر جلست جواره تغلق الباب...

لت صامتة للحظات قبل أن تلتفت له رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تردف في هدوء:
- ممكن نروح اي مكان هادي يكون مريح للأعصاب.

قطب ما بين حاجبيه للحظات قبل أن يحرك رأسه بالإيجاب دون أن ينطق بحرف ادار محرك السيارة، يخرج بها من المنزل، فتح له الحراس البوابة رغم تعجبهم مما يروا توا، تحركت السيارة تخرج من تلك الأحياء الراقية تبتعد اكثر فأكثر فأكثر، هو وهي والصمت يحلق بينهما لا كلام حتىحتى الأنفاس خاقتة، الدقات فقط هنا هي الصاخبة الهادرة، تفرك يديها متوترة تستجمع شتات نفسها حان وقت مصارحتهم الأخيرة، بعدها أما ستضع نقطة النهاية في علاقتهم الغريبة تلك، او او الكلمة البداية في ورقة بيضاء جديدة في دفتر لم تمسسه يد، انتبهت حين توقفت السيارة عند ضفاف النيل في منطقة فارغة تماما من البشر، تقسم أنها فارغة من الحياة وبجوارها يجري نبع الحياة، التفتت له حين سمعته يغمغم في هدوء:.

- وصلنا.

حركت رأسها بالإيجاب نسيم الهواء التي لفح جسدها تستشعر به كبلسم عذب يتخلل لروحها جعلها تخلع سترتها تضعها في السيارة لتبقي بقميص أبيض اللون ذو أكمام طويلة وسروال أسود، نزلت من السيارة ليلحق بها، توجهت ناحية مياة النيل وقفت أمامها تبتسم في هدوء نسمات الهواء تداعب خصلات شعرها بحنو، اغمضت عينيها تتنفس بعنف تستعد للقادم.، لحظات طويلة ودخلت في حالة لطيفة من الاسترخاء حتىحتى نسيت لما هي هنا من الأساس، اجفلت تفتح عينيها حين سمعت صوته يتمتم من خلفها:.

- قولتلي عايزة تتكلمي في حاجة، ايه هي، زي ما انتي شايفة الوقت متأخر وخالي هيقلق عليكي
التفتت له بجسدها تنظر لعينيه مباشرة تصوب حدقتيها نحو مقلتيه، كم بدت زرقاء عينيه لامعة وهي تتلألأ تحت ضوء القمر، تنفست بعمق تردف في خفوت حزين:
- مين اللي وصلنا لهنا.

رفع حاجبه الأيسر مستهجنا المعني الخفي في جملتها أحقا لا تعلم من أوصلهم لتلك النقطة، أم أنها فقط تكابر ولا تريد الاعتراف، صدقا من اوصلهم لتلك النقطة هي أم هو أم كلاهما معا كانا ضحية لشيطان خرج من الجحيم، ظل ينظر لوجهها دون رد للحظات طويلة قبل أن يبتسم يدس يديه في جيبي سرواله يغمغم ساخرا:
- مش عارف تفتكري انتي مين، أنا ولا أنتي.

رفعت يديها تزيح خصلاتها الثائرة بفعل الهواء خلف اذنيها ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تغمغم بانفعال طفيف:
- وليه ما تقولش احنا الاتنين سوا، أنت بعندك ومكابرتك
توسعت عينيه في ذهول قاطعها قبل أن تكمل يصيح منفعلا:
- عندي أنا؟!، أنا حرفيا ما بكنتش بعمل حاجة في حياتي غير أني بجري وراكي كل اللي أنا عايزه بس هو حبك، لكن أنتي ما حبتنيش يا لينا، انتي ما صدقتي تخلصي مني جريتي اتجوزتي غيري.

حسنا يبدو أن الهدوء لن ينفع مع ذلك القطار المشتعل امامها أحمر وجهها من الغضب ليعلو صوتها هي الأخري تصيح فيه:
- أنا كنت بخااف منك افهم دا، هو عيشني سنين في وهم أنك أنت اللي حاولت تأذيني، كل ما كنت بكبر وبفهم اكتر إنت كنت هتعمل فيا وأنا صغيرة كنت بكرهك ما كنتش اعرف أن دا مش أنت، أنا كنت طفلة صغيرة.

صمتت للحظات تلتقط أنفاسها المسلوبة من أثر صياحها الحاد، تحركت ناحيته خطوة واحدة تحرك يديها بانفعال حين اردفت تصيح فيه بحرقة:.

- كنت بترعب لما بشوفك، وما حدش مصدق أنك حاولت تأذيني، معاذ او نائل أو الشيطان دا عرف يضحك على مشاعري لما دخلت الجامعة، عرف يطمني في الوقت اللي كلكوا عايزيني فيه مبسوطة من وجهة نظركوا انتوا، أنا ما حبتوش، أنا حبيت إحساس الأمان اللي كنت بدور عليه ومش لاقيااااه، اتخطبنا واتجوزنا...
صمتت مرة أخري تلهث بعنف بينما هو صامت واجم يستمع فقط إلىإلى ما تقول لترتسم ابتسامة كسيرة ذبيحة على شفتيها تهمس:.

- لما كنت بتحضني او ايدك بتبطبط على رأسي لما ايدك كان بتلمسني كنت بحس إن في حاجة غلط مش دي نفس الايد اللي كانت عايزة تغتصبني، كنت في حيرة ودوامة مش عارفة اخرج بحاول وبحاول وبحاول، وكانت أكتر لحظة مخيفة في حياتي لما حسيت أن قلبي دق ليك، قلبي بدأ يحبك غصب عني، رغم كل الصراع اللي كنت فيه، الا أني حبيتك، حبيت طيبتك وحنيتك حبيت معاملتك، حسيت بالأمان والحب رسمت أحلام كتير اوووي حلوة بينا، تخيلت حياتنا بيتنا تخيلت حاجات كتييير حلوة، كل دا اتدمر اتهد باللي أنت عملته فيا.

هاجت مشاعره منذ بداية اعترافها له بحبها ومشاعره كاعصار هائج تتخبط داخل قلبه تصدم جدران صدره بعنف عله يحررها وتذهب إليها فقط تتطوقها إلىإلى الأبد ولكن مع جملتها الأخيرة هاج اعصار غضبه يشعل عروق جسده يصيح محتدا:
- كانت لعبة وانتي عارفة كدة كويس، ما كنتش عارف ولا حاسس أنا بعمل ايه، تفتكري أنا ممكن اعمل كدة لييه، ليه ادمر حبي ليكي بعد ما وصلت ليه أخيرا، قولتلك بدل المرة ألف ما كنتش في وعي
- بس أنا كنت.

صرخت بها بأعلي ما تملك من جهد صرختها اسكتته رفعت تدق على قلبها بعنف انسابت دموعها تصيح بحرقة:
- أنا كنت يا زيدان، أنا اللي رجعت تاني لنفس خوف الطفلة الصغيرة اللي مستنية حد يجي ينقذها، المرة دي ما حدش جه!
المرة دي الجرح كان أضعاف، كنت ببصلك وأنا مش مصدقة زيدان ما يأذنيش زيدان ما يعملش فيا كدة، قهرت قلبي، وجعت روحي، وطلعت أنت بردوا المظلوم عشان ما كنتش في وعيك.

اقترب منها في تلك اللحظة امسك بذراعيها بين كفيه يهزها بعنف يصرخ بحرقة:
- وذليت نفسي ليكي بدل المرة ألف قولتلك شوفي ايه يرضيكي عشان تسامحيني وأنا اعمله استحملت كل كلامك عشان عارف وحاسس بوجعك، بس انتي ما اكتفتيش بدا يا لينا، ما حستيش أنك وجعتيني كفاية قررتي تدوسي على كرامتي ورجولتي وانتي تعرفي اللي اسمه معاذ ولا نائل وبتخرجي معاه وبتدافعي عنه في كل كلمة.

نزعت نفسها من بين ذراعيه بعنف عادت خطوتين للخلف اشهرت سبابتها أمام وجهه اشتعلت دماء غضبها تصرخ بها:.

- إنت مالكش اي حق تحاسبني على دا، بعد كل اللي عملته، أنا عارفة اني كنت بوجعك بكلامي بس كنت عايزة اخد حقي منك، أنت بقي عملت ايه زيدااان باشا الحديدي اللي كل ساعة بحال شوية سامحيني وشوية هطلبك في بيت الطاعة، وهاخد ابني منك وهسيبك متعلقة، أنت اللي رمتني بايديك ليه، كنت محتاجة حد يقولي انتي ضحية انتي مظلومة انتي صح، بابا وماما حتىحتى حسام، كله بيواسي فيا وشايفك أنت المظلوم، وأنا المفروض ارجعلك لانك اتظلمت، أنت ما صدقت طلقتني وفجاءة لقيت معاك البت الملزقة اللي اسمها أنجليكا.

صمتت تنظر له تري ردة فعله على ما قالت فما كان منه إلا أن ضحك، تلك الضحكة المشبعة بالسخرية المريرة اقترب منها أكثر وأكثر حتىحتى بات لا يفصلهم فاصلة تسمح حتىحتى بمرور الهواء لفحت أنفاسه المستعرة وجهها حين اردف يقول منفعلا:
- أنجليكا، أنا عمري ما كان بيني وبين أنجليكا اي مشاعر، دايما كنت بقول دي ضيفة، متضايقة من وجود أنجليكا عارفة شعور كان ايه لما عرفت أنك اتجوزتي.

رفعت وجهها تنظر لعينيه لتري رياح عاصفة هوجاء من الألم تكتسح حدقتيه الحمراء رفع يده يشير إلىإلى مياه النيل خلفها يصرخ فيها:.

- نار مولعة في جسمي كله في سيخ حديد في قلبي بيحرق مش عارف اخرجه، عقلي هيشت مش قادر يستوعب أنك خلاص ما بقاش ينفع تكوني من حقي، أنك دلوقتي في حضن واحد غيري، جيت هنا فضلت رامي نفسي في الماية ساعات، فضلت اصرخ زي المجنون، مش عارف اعمل ايه متقيد بنار بتحرق قلبي، ما بقاش ليا اي حق اني اروح اجيبك من بيته هو جوزك
انهمرت دموع مقلتيها بعنف تحرك رأسها نفيا بعنف في كلا الجانبين، ارتفعت شهقاتها تهمس بحرقة:.

- كنت مستنياك فضلت مستنياك، مستنية اللحظة اللي هتيجي فيها وتمنع الجوازة دي، بس ما جتش يا زيدان، لما روحت معاه كنت بدور عليك مستنية الاقيك جاي تاخدني، أنا عيشت مع مجنون مريض بيديني حبوب هلوسة عشان اشوف حاجات ما حصلتش، كل اللي كان بيعمله دا عشان ينتقم من بابا، وأنا اللي دفعت التمن...

بعد تلك العاصفة العنيفة التي لفت المكان هدأ الثري وتوقفت الصرخات وعم الهدوء المكان هدوء لا يسمع فيه سوي صوت الأنفاس العالية، دموعها تسيل في صمت حدقتيها تتفادئ النظر لعينيه كم تكره رؤيته لها بذلك الضعف، رفعت يدها سريعا تمسح دموعها تنتظر ردة فعله بعد تلك المصارحة العنيفة، لكنه ظل صامتا للحظات طويلة قبل أن يهمس باختناق:
- مش انتي لوحدك اللي دفعتي التمن يا لينا، يلا نروح.

هكذا فقط يريدهما ان يعودا بتلك البساطة بعد كل ما قيل منهما، نظرت له محتدة تشعر بنيران تشتعل بين اوردتها التفتت توجه انظارها لمياه النيل، دون سابق إنذار اندفعت إليها تهرول لداخل المياة توسعت عينيه فزعا ليهرول خلفها يحاول اللحاق بها يصيح فيها:
- انتي رايحة فين يا مجنونة لينا استني هتغرقي
سمعها تصيح حانقة تندفع للداخل حتىحتى لا يلحق
بها:
- مالكش دعوة بيا، خلاص كل اللي بينا خلص.

تنهد حانقا من تلك الحمقاء مد يديه يحاول الامساك بتلابيب ملابسها من الخلف قبض عليها ليجذبها إليه توسعت عينيه فزعا تزامنا مع صدور صرخة لينا الفزعة ما لم يكن يتوقعه تماما أن ذلك القميص الذي ترتديه قماشه يتمزق بتلك البساطة بين يديه ام هو من جذبها بعنف زائد، مد يده مرة اخري يمسك بذراعها يجذبها منه ليمتزق ذراع القميص في يده بسهولة ليصيح فيها:
- انتي لابسه قميص مقطع يلا نخرج من الماية هتغرقي.

نظرت له حانقة تتمسك بما بقي من قميصها اندفعت للداخل كانت تظن أن الأرض لا تزال تحت قدميها خطوة اخري وصرخت حين شعرت بالمياة تلفها من جميع الجوانب، سب الأخير عنادها حانقا ليندفع خلفها حانقا وصل إليها ليلف ذراعه حولها يحاول أن يخرج جسدها الشبه يغرق من الماء نظر لها لاهثا يصيح فيها:
- بطلي بقي جنان هتغرقي.

نظرت لوجهه بالكاد تراه من عتمة الليل تتنفس بعنف نظراتها إليه مزيج من الألم والأمل، ابتعد عنها بفاصل بسيط يسمح له بخلع قميصه ليعطيه لها بعد أن تمزق قميصها، مدت يده لها بالقميص، مدت يدها تأخذ قيمصه المبتل من يده ما أن ارتدته، شعرت بشئ يجذبها لأسفل في لمحة شهقت بعنف تشعر بأنفاسها تتلاشي في حين صرخ زيدان باسمها بالكاد أمسك بأصابع يدها قبل أن تختفي تماما تحت الماء يجذبها بعنف لم تمر سوي لحظات لما تغلق عينيها لما فقدت الوعي!

بصعوبة سبح بها إلىإلى الخارج وضعها ارضا يربت على وجنتها بعنف يغمغم متلهفا قلقا:
- لينا، لينا فوقي يا لينا، لينا ردي عليا
سعلت بعنف تخرج المياة من فمها اقترب برأسه منها ينظر لعينيها يغمغم بلهفة لم يستطع عناد قلبه إخفائها أبدا:
- لينا انتي كويسة ردي عليا يا حبيبتي، لينا.

فتحت عينيها قليلا كادت أن تبتسم في خبث فهي من نزلت بجسدها لتري ما سيفعل، رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها تبتسم في خمول تنهد هو بارتياح رغما عنه ابتسم هو الآخر لحظة فقط نسيا فيها الدنيا ابتسامة صافية من القلب، قبل أن يسمعوا صوت حاد يتمتم بلغظة:
- ليلتكوا سودا، في الشارع وقالع يا بجاحتك يا أخي.

نظر زيدان خلفه سريعا ليري عسكري شرطة يقف خلفه وهناك على مرمي بصره سيارة شرطة نزل منها الضابط ومعه ثلاث عساكر، اقترب الضابط اكتر لتتضح ملامحه زفر زيدان حانقا يعود بانظاره إلىإلى لينا امسك بيدها لتقف، وضعهما الآن لاي من كان سيقول انهما ماجنان خاصة وهو بدون قميص وهي ترتدي قميصه فوق ملابسها الممزقة، وقفت لينا خلف زيدان تنظر لذلك الذي يقترب منهم، وقف أمام زيدان ينظر له ساخرا قبل أن يضحك بسماجة:.

- لالالا مش معقول زيدان باشا الحديدي يتمسك بوضع مخل في الطريق العام، وجنب النيل يا راجل، اخس
تنهد زيدان حانقا ينظر للرجل الواقف أمامه نظرات حانقة غاضبة ليصيح ساخرا:
- سيف السخيف عاش من شافك، بقولك ايه سيف ما تعشيش في الدور دي مراتي
رفع ذلك الواقف حاجبيه في سخرية يتمتم دس يديه في جيبي سرواله يتمتم ساخرا:.

- لا والله وهي لو مراتك هتيجي بيها هنا ليه، بس تصدق المكان لطيف في حتة مقطوعة مداري فاضي، يعني ولا من شاف ولا من دري
- سييف
صاح بها زيدان في حدة ليقترب منه كمش بيده على تلابيب ملابس الواقف امامه ينظر لحدقتيه بشرر متطاير من عينيه يغمغم غاضبا:
- ما تزودهاش يا سيف إنت مش قدي لو ناسي افكرك لما كنت بكومك زي الشوال أيام الكلية.

ارتسمت ابتسامة سمجة صفراء على شفتي سيف ينظر لزيدان ساخرا مال برأسه على إذن زيدان يغمغم متشفيا:
- دا كان زمان واحنا عيال في الكلية دلوقتي إنت مقبوض عليك بفعل فاضح والعساكر واحتراما بس للزمالة القديمة هسيبك تيجي ورايا القسم بعربيتك ومش هخليك تركب البوكس
ابتعد سيف عن زيدان ينظر لأحد العساكر يامره:
- معاه في العربية.

وقف زيدان للحظات ينظر لسيف نظرات غاضبة يأكلها الشرر، تنفس بعنف توجه ناحية لينا يقبض على كف يدها يجذبه معه إلىإلى سيارته ليتحرك أحد العساكر معهم فتح زيدان الباب الخلفي جلست لينا ليغلق عليها الباب، جلس خلف المقود وجواره العسكري، يتحرك بسيارته خلف سيارة الشرطة متجهين إلىإلى قسم الشرطة، نظرت لينا له في هلع، كيف تنقلب الموازين في لحظة، في حين التقط زيدان هاتفه من جيب سترته يتصل برقم حسام مرة تليها اخري واخري إلىإلى أن سمع صوته الناعس يغمغم في خمول:.

- ايوة في طلق ولا مجرد وجع بيروح ويجي
شتمه زيدان بغيظ يصيح فيه محتدا:
- طلق ايه يا متخلف اصحي كدة وفوقلي أنا ولينا مقبوض علينا ورايحين القسم
انتفض حسام من فراشه ينظر للهاتف في يده يتأكد من أن ما يحادثه زيدان وقعت عينيه على ساعة الحائط ليردف مذهولا:
- إنت اتجننت يا زيدان أنت مش طلعت تنام قدامئ دي تخاريف الساعة 2 بليل
سمع شتيمة أخري من زيدان موجهة له ليسمعه بعدها يصيح غاضبا:.

- مش وقت غبائك احنا طالعين على قسم (، ) اتصرف وهاتلي قسيمة الجواز القديمة وما تقولش لخالي.

اغلق بعدها الخط في وجه زيدان نظر حسام للهاتف في ذهول ليخرج من الغرفة سريعا ربما يحلم او ما حدث مجرد تهيؤات ليس أكثر، توجه سريعا إلىإلى غرفة زيدان فتح بابها بعنف، لتشخص عينيه في ذهول حين وجد غرفته فارغة، ركض سريعا صوب غرفة شقيقته لا أحد، إذا لم يكن يحلم، أخذ طريقه يركض إلىإلى غرفة والده يدق الباب بعنف يصيح فيه:
- يا بابا، يا بابا، افتح بسرعة.

لحظات وظهر خالد من خلف الباب المغلق شعره مبعثر عينيه حمراء من أثر النوم قسمات وجهه تصرخ بغضبه نظر لحسام يصيح فيه:
- في ايه يا حيوان حد يهبب اللي أنت بتهببه دا بعد نص الليل
- زيدان كلمني وقالي أن هو مقبوض عليه هو ولينا ورايحين قسم (، ) أنا افتكرته حلم بس مالقتهمش في اوضهم، صاح بها حسام بهلع بأحرف مبعثرة من القلق.

شخصت عيني خالد في ذهول متزج بغضب اعمي، ماذا يفعل زيدان بصحبة ابنته خارج البيت في تلك الساعة وأي قضية قد زجا نفسيهما فيها ليلقي القبض عليهما بعد منتصف الليل نظر لحسام يصيح متوعدا:
- عشر ثواني واللاقيك مستنيني في العربية تحت لحد ما أغير هدومي
حرك حسام رأسه بالإيجاب سريعا يركض صوب غرفته ليبدل ملابسه توسعت عينيه فزعا يتمتم مع نفسه:
- يا نهار ابيض دا قالي ما تقولش لخالي.

في قسم الشرطة في غرفة الضابط المسؤول عن التحقيق جلست لينا على أريكة بعيدة تضم سترتها تتدفئ بها بعد أن اعطت زيدان قميصه، تنظر ناحية زيدان الذي يقف امام الضابط، ليس ذلك الفتي الذي ألقي القبض عليهم ولكن رجل آخر يبدو أكبر سنا من زيدان حتىحتى سمعته يقول لزيدان:
- يا زيدان باشا أنا بس عايزك تهدي، وكل حاجة هتتحل احنا بس محتاجين القسيمة عشان ننهي المحضر...

جلس زيدان على المقعد المجاور للضابط يدعو في نفسه أن يأتي حسام في اسرع وقت ممكن، دقائق طويلة مرت ما حدث حقا أشبه بفيلم لا يستوعبه عقل، دقائق تجر أخري إلىإلى أن سمعوا دقات على باب الغرفة تنهد زيدان بارتياح اخيرا اتي حسام، سمح الضابط للطارق بالدخول لينفتح المقبض، ظهر من خلفه من جعل عيني لينا تشخص فزعا، في حين تمتم زيدان في نفسه:
- روحنا في داهية أنا ما موتش في العملية هيدفني بالحيا.

دخل خالد إلىإلى الغرفة توجه مباشرة إلىإلى الضابط يصافحه بابتسامة صغيرة مقتضبة:
- خالد السويسي
ابتسم الضابط يصافحه بحرارة، اشار له إلىإلى المقعد يغمغم بترحاب حار:
- أهلا وسهلا يا باشا اتفضل استريح
جلس خالد على المقعد المقابل لزيدان ينظر إليه يتفحصه بنظراته ملابسه المبتلة حدقتيه التي تتهرب من النظر اليه ساقه اليسري التي يحركها بعنف، لف رأسه ناحية الضابط يسأله مبتسما:.

- خير يا حضرة الظابط اقدر اعرف العيال دول مقبوض عليهم في ايه
تنحنح الضابط ينظر لزيدان قبل أن يوجه عينيه ناحية خالد حمحم يردف متوترا يشعر بالشفقة على الشاب والفتاة:
- هو واضح أن الموضوع فيه سوء تفاهم ليس أكثر اا...
قاطعه خالد قبل أن يكمل يسأله بنبرة حادة جازمة:
- أنا بسأل حضرتك هما مقبوض عليهم في ايه، ايه نوع القضية اللي جايين فيها.

ابتلع الضابط لعابه مرتبكا اختطف للفتاة الجالسة بعيدا نظرات حزينة مشفقة تنهد يهمس:
- هو يعني في ظابط اسمه سيف شغال معانا هنا بيقول يعني أنه شاف زيدان مع المدام بتاعته في وضع مش كويس في حتة مقطوعة
احتدت عيني خالد قتمت قسمات وجهه فارت دمائه تغلي في عروقه، كور قبضته يشد عليها بعنف يشد على أسنانه في تلك اللحظة تحديدا سيردي كلاهما صريعا برصاصتين فقط من مسدسه نظر للضابط الجالس يحادثه بشبح ابتسامة سوداء:.

- ممكن تسيبني معاهم لوحدنا عشر دقايق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة