قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وعشرون

صمت، صمت مخيف، ذلك الصمت الذي يسبق عاصفة هوجاء مباشرة، لا يُسمع في الغرفة بأكملها سوي صوت الصمت، خالد لا زال يجلس مكانه في هدوء تام لم يتحرك حركة واحدة لولا يده المنقبضة عروقه النافرة لظننت انه في أكثر حالاته استرخاءً، تحركت عيني زيدان ناحية لينا ليراها تنظر إلى والدها في ارتباك واضح، أي مبرر ستقوله له وهل سيصدقه من الأساس، شهقت مرتجفة حين وقف والدها فجاءة نظر للحظات لزيدان الواقف أمامه قبل أن يلتفت إليها أشار له يعينه أن تتقدم ابتلعت لعابها تشعر بقدميها تهتز كالهلام، والدها في الأساس عنيف، وبعد ما سمعه الآن على أقل تقدير سيسلخهم احياء دون أن تأخذه بهم لا رحمة ولا شفقة، تقدمت بخطي مرتجفة تقف بعيدة عن زيدان تنظر لوالدها مرتبكة، ستشرح له الأمر هي لم تخطئ الموضوع من بدايته خاطئ وهو يجب أن يعلم، تنفست بعنف تلتقط أنفاسها المسلوبة تهمس بصوت خفيض متوتر:.

- بابا صدقني الموضوع مش زي ما أنت فاهم، في سوء تفاهم في الموضوع.

ارتسمت ابتسامة قاتمة على شفتي خالد يحرك رأسه بالنفي ببطئ، ينقل حدقتيه بينهما، نظراته أكثر سوداء من عتمة الليل، شهقت فجاءة على حين غرة حين دوي صوت صفعة عنيفة نزلت من يد والدها على وجه زيدان، ظل الأخير يقف في مكانه بثبات غريب، وجهه يكاد يكون متوهج من تلك الصفعة، فتحت فمها تريد أن تخبره أن ما يفعله غير صائب ولكنها صمتت تماما حين دوت صوت الصفعة من جديد تلك المرة على وجهها هي!

شعرت بألم بشع يطحن عظام فكها حرارة لاهبة تخرج من وجهها، امتلئت حدقتيها بالدموع أحمر وجهها من الألم والغضب تصيح في والدها:
- حكمت وضربت من غير ما تسمع مننا كالعادة يا بابا، أنا وهو ما عملناش حاجة غلط
ابتسم خالد في هدوء مخيف اقترب من ابنته وقف أمامه يدس يربت على خدها الاخر يتمتم ساخرا:.

- لا يا حبيبة بابا القلم اللي نزل على وشك انتي والبيه عشان خرجتوا زي الحرامية من غير أذني، أنا لو شاكك واحد في المية انكوا عملتوا حاجة غلط كنت ضربتكوا بالنار في وسط القسم
صمت للحظات قبل ان يزفر أنفاسه محتدا يصيح فيهم:
- اترزعوا وفهموني اللي حصل أنا على ثانية وهنزل فيكوا ضرب انتوا الإتنين.

ابتلعت لينا لعابها بارتجاف جلست على المقعد المجاور لمقعد زيدان، جلس زيدان جوارها وخالد أمامهم يرميهم بنظرات قاتلة حادة سوداء تكاد تقسم أن والدها على وشك دفنهم أحياء بالكاد يمسك بزمام غضبه، كاد زيدان أن يتحدث حين سبقيته لينا تتمتم في خفوت:
- دكتور قاسم قالي لازم نتكلم أنا وزيدان، لازم كل واحد يخرج اللي في قلبه، فطلبت من زيدان اننا نتكلم في اي مكان بعيد البيت، بس دا اللي حصل.

رفع خالد حاجبيه مستهجنا ما تقول ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يتمتم متهكما:
- بس دا اللي حصل اتقبض عليكوا عشان واقفين تتكلموا في الشارع، كان زمان مصر كلها مقبوض عليها...
تجنبت لينا النظر إلى والدها تفرك يديها متوترة لتسمع صوت زيدان يتمتم في نبرة هادئة:
- خالي إنت عارف وواثق أن أنا مستحيل اخون امانتك صح ولا لاء، اللي لينا قالته دا هو اللي حصل، لينا في موجة انفعالها وأنا بنتكلم طلعت تجري ناحية الماية.

لم يكن لديه حل آخر سوي أن يخبره بما حدث فعلا حتى وإن كان احتمال تصديق خالد لما سيقول ضعيفا ولكنها تبقي الحقيقة، ما إن انهي زيدان قص ما حدث على خالد ضحك الأخير ضحكة عالية فارغة من المرح ضحكة متهكمة ساخرة يردف بعدها مستهجنا:.

- يعني أنت عايزني اصدق أنها طلعت تجري ناحية الماية وأنت وراها جيت تشدها هدومها اتقطعت في ايدك فروحت يديها قميصك وكانت هتغرق فجاءة لوحدها فروحت شايلها من الماية وخرجت بيها وحاولت تفوقها، هوب دخل البوليس في آخر الفيلم وأنت بتحاول تفوقها، قصة هايلة تنفع سيناريو لفيلم كوميدي.

تنهد زيدان حانقا من سخرية خالد وعدم تصديقه لهم، ذلك الأحمق حسام سيدق عنقه ما أن يراع ألم يخبره الا يقول لخاله، ليتفاجئ به أمامهم دون سابق انذار، صبرا يا أحمق سانزع رقبتك، زفر زيدان بعنف من جديد يتمتم محتدا:
- والله دا اللي حصل، أنا ما قربتش من بنتك، لما لقيت الوضع هيتفهم غلط بسبب الزفت اللي اسمه سيف قولت لحسام يجيبلي قسيمة جوازي بلينا وكنت هحل الموضوع وخلاص.

عاد خالد يستند بظهره إلى ظهر المقعد يستند بمرفقه على سطح الطاولة، همهم في هدوء غاضب، هو أكثر من يعرف أن زيدان لن يخون ثقته ولينا بالطبع لن تفعل، ربما هي فرصة جديدة لهما دون تدخل منه، زفر أنفاسه بعنف يمسح وجهه بكف يده يتمتم حانقا:.

- ماشي هخليني ورا الكداب، دلوقتي يا زيدان باشا ما فكرتش إن لما يتكشف على قسيمة الجواز هيظهر أن بعدها قسيمة طلاق وقسيمة جواز تانية للهانم باسم واحد تاني، وعلى ما نثبت أن الجواز التاني باطل هتكونوا لبستوا قضية زنا جنب القضية اللي جايين بيها والبيه هيتشال من الخدمة وسمعة العيلة هتبقي في الأرض، عشان البهوات ما بيفكروش.

عم الصمت المكان للحظات حاولت لينا اختلاس النظر ناحية زيدان تري ردة فعل على ما يقول والدها لتراه هادئ متجهم قسمات وجهه تعبر عن غضبه الذي بالكاد يحبسه، وقف والدها امامهم يردف بصوت حاد غاضب:
- سنين ورا سنين واسم عيلة السويسي ما ينفعش يبقي عليه غبار حتى، يجي البهوات في لحظة يرموه في الأرض، انتوا متخلين خبر زي دا لو اتعرف هيحصل ايه...

ومرة أخري يعم الصمت لا أحد فيهم ينطق بحرف فقط صوت أنفاس والدها الغاضبة هي من تسمع في المكان بأكمله، في اللحظة التالية أخرج خالد هاتفه من جيب سترته يطلب رقم ما، وضعه على اذنيها لتسمعه يحادث صديقه:
- ايوة يا محمد فاكر المأذون اللي قولتلي أنه معرفتك، ايوة هو دا، تجيبه وتيجي حالا على العنوان اللي هبعتهولك، لما تيجي هفهمك يا محمد ما تتأخرش.

توسعت حدقتيها في ذهول مأذون هل سيعقد والدها قرانها على زيدان من جديد وهنا في قسم الشرطة، قبل أن تنطق بحرف خرج والدها من الغرفة، التفت برأسها ناحية زيدان تنظر له في ذهول، لتظل تعابير وجه الأخير غامضة تماما..

في الخارج سأل خالد على مكتب ذلك المدعو سيف دق الباب ودخل ليطالع مأمور القسم الذي كان يحادثه قبل قليل في المكتب بصحبة سيف، طلب خالد من مأمور القسم بهدوء إن يحادث سيف بمفردهما لدقائق، ما إن خرج الرجل توجه خالد بخطئ سريعة غاضبة ناحية سيف دون كلمة أخري كان يقبض على تلابيب ملابسه بيمناه فقط احتدت عينيه يهمس له محتدا:.

- زمان كنت بقول شباب بقي وبيهزورا وهزارهم رخم، سيف وزيدان بيتخانقوا ضربوا بعض، عملوا مشكلة، كنت بقول طيش شباب، انما ما توصلش يا سيف بيه، أنك تجيب بنتي على القسم، بنت خالد السويسي ما تدخلش القسم في قضية، لو لسانك طلع برة بوقك ونطق كلمة واحدة عن اللي حصل النهاردة هزعل أوي وأنا زعلي وحش اوي.

حرك سيف رأسه بالإيجاب عدة مرات سريعا ليدفعه خالد بعيدا عنه يرميه بنظرة قاتلة قبل أن يخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه، توجه ناحية المأمور مباشرة تنهد يردف يأسا:.

- اللي حصل من أوله لآخره سوء تفاهم، لينا وزيدان في بينهم مشاكل بقالهم مدة وواضح أن المشاكل زادت اوي خلت لينا نزلت من عربية زيدان ناحية الماية، زيدان كان بيحاول ينقذها ليس أكثر فاتفهم الوضع غلط، بعد اللي حصل هما مصرين إصرار تام على الطلاق أنا حتى بعت جبت المأذون هنا، أنا بعتذر عن الإزعاج اللي حصل دا، طيش بقي
ابتسم المأمور في توتر يغمغم سريعا:.

- أنا كنت متأكد أن الموضوع فيه حاجة غلط، ربنا يهديهم ويوفقم للأحسن، واعتبر يا باشا ما فيش محضر اتعمل اصلا
ابتسم خالد ابتسامة صغيرة تحمل كل معاني الانتصار، عاد ينظر للمأمور حمحم يردف في هدوء حزين باهت:
- أستأذنك معلش تسيبلي اوضة مكتبك لحد ما يمشي المأذون
وافق الرجل دون اعتراض بالطبع، توجه خالد ناحية زيدان الذي ينظر له مذهولا تتمتم في دهشة ما أن رأي والده:.

- بابا أنا مش فاهم حاجة ايه الكلام الغريب اللي حضرتك قولته للظابط دا
رفع خالد سبابته امام شفتيه يهمس في هدوء:
- هششش..

داخل غرفة المكتب تحركت لينا من مقعدها تجوب الغرفة ذهابا وإيابا تتنفس بعنف ما حدث قد حدث، نزولها في المياة كان الخطي الوحيد الذي اتركبته ولكن ماذا تفعل مع ذلك القطب البارد الذي يجلس أمامها، بعد مصارحة عنيفة كلهيب البركان يخبرها بهدوء كالثلج أن عليهم الذهاب، توجهت تقف أمامه تهمس بصوت حاد مرتبك في الآن ذاته:
- إنت موافق على اللي هيحصل دا.

رفع وجهه لها ينظر لوجهها في صمت نظرات هادئة هل يخبرها بأن قلبه يصرخ فرحا وعقله يصرخ غضبا في الآن ذاته، استند بمرفقيه إلى فخذيه يغمغم في هدوء:
- عندك حل تاني، لو ما كنتيش عندتي وجريتي على الماية من الأول ما كناش وصلنا لهنا، أنا مش هضحي لا بسمعة العيلة ولا اني اشوف خالي مكسور لو حصل فضيحة ولا بشغلي اللي بقالي سنين ببني فيه.

لما لم يذكرها في حديثه لما لم يقل أنه لا زال يحبها يرغب بشدة أن يعودا كما كانا سابقا، تنهدت بعنف تحرك رأسها رفعت رأسها قليلا تهمس بإيباء:
- أنا كمان مش هضحي بسمعة العيلة، بسبب غلطة اتعملت من غير قصد، لو كان على جوازنا فاحنا ممكن الصبح نتطلق وكأن شيئا لم يكن
ابتسم في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب ولسان حاله يتمتم ساخرا:
- في أحلامك الوردية!

لم تمر سوي دقائق ودخل خالد ومعه محمد وحسام الذي رماه زيذان بنظرة قاتلة ما أن رآه يتوعد له والمأذون الذي لم يكن يرتدي لا ثوب ولا قفطان فقط قميص وسروال وحقيبة صغيرة بها دفتره الخاص، جلس المأذون على سطح أريكة بعيدة في الغرفة ليجلس خالد على أحد جانبيه نظر لزيدان بعينيه لينتهد الأخير تحرك يجلس على الاتجاه الآخر وضع يده في يد زيدان، تحركت عيني زيدان ناحية لينا ينظر لها تلاقت أعينهم للحظات قبل أن يدير وجهه ناحية خالد والمأذون يردد خلف الرجل بهدوء ظاهر وقلبه يطرق طبول الحرب يتذكر قديما حين كان في موقف مشابة كانت سعادته حينها لا توصف، كان يطير بين غيمات العشق فاخيرا بعد طول صراع فاز بقلبها باتت زوجته، أما الآن لا ينكر كونه سعيد، سعادة يشوبها ألم وخوف من القادم بعد كل ما مرا به، بات يخشي السعادة، خط توقيعه على الورقة ليوقع محمد وحسام كشاهدين على عقد القران، تقدمت هي امسكت القلم تخط اسمها على سطح الورقة في ارتجاف واضح تركت القلم تنظر له ها هي عادت من جديد، ليست تلك الضعيفة التائهة ولا هو بات ذلك العاشق الولة، كلاهما تغير.

خرج محمد بصحبة المأذون اولا بعد أن هنئهم، في حين ظل الأربعة في الغرفة كل منهم يغرق فب بوتقة الخاصة من التفكير، تحرك خالد أولهم ناحية باب الغرفة نظر لهم يتمتم بكلمة واحدة:
- يلا.

خرجوا جميعا من القسم بعد الثالثة ليلا، كت تشعر بالتعب لا ترغب في تلك اللحظة سوي في فراشها تحط برأسها على وسادتها وتهرب بعيدا، تحركت ناحية سيارة والدها ما أن مرت من أمامه أمسك بذراعها نظرت له تقطب جبينها ليرفع هو حاجبيه يتمتم ساخرا:
- انتي رايحة فين، على جوزك يا حبيبتي مش عايز اشوف خلقتك لا انتي ولا هو تاني.

شخصت عينيها في ذهول كانت تظنه يمزح ولكن تلك النظرة في عيني والدها لا تقول أنه يمزح ابداا، والدها لا يريدها، نظرت ناحية حسام في ذهول كأنه ترجوه بعينيها أن يفعل شيئا ليحمحم الأخير سريعا يحاول قول شئ ما:
- بابا...
ولكنه لم يكمل رفع خالد كف يشير لحسام أن يصمت تماما، تنحنح الأخير ينظر لشقيقته، في حين تقدم زيدان في تلك اللحظة امسك بذراع لينا الآخر يجذبها من يد خالد وجه ابتسامة صفراء له يغمغم في هدوء:.

- تصبح على خير يا خالي
في اللحظة التالية كان يجذب لينا معه فتح باب سيارته يدخلها فيها، جلس جوارها خلف المقود لم ينتظر لثانية أخري أدار محرك السيارة وغادر، نظر حسام لوالده سريعا يعاتبه على ما فعل يتمتم:
- ليه يا بابا، كنت سيبها تيجي معانا
دلف خالد إلى سيارته يجلس على المقعد المجاور للسائق تنهد حسام ياسا يجلس جواره، ادار محرك السيارة قبل أن ينطلق بها سمع صوت والده يتمتم ياسا:.

- هو عنيد وهي أعند منه، كل واحد مصدق أنه مظلوم مش عايز يعترف أنه ظالم، هما بس اللي يقدروا يداوا جروح بعض، أنا كنت لسه بفكر في حل يجمعهم، واهو الحل جه لوحده، بكر الصبح تاخد شنطة هدوم لينا وكتب الجامعة بتاعتها وتروح تدهالها
حرك حسام رأسه بالإيجاب ربما والده محق وربما لا، فقط الأيام هي من ستحكم.

في الطريق الآخر على المقعد المجاور لمقعد زيدان في السيارة هنا كانت البداية حين طلبت منه الذهاب لمكان هادئ ليتحدثا لينتهي بهم الأمر متزوجان، وها هما في طريقهما إلى منزله، رحلة العودة إلى نقطة البداية، تعبت حقا من التفكير استندت برأسها إلى المقعد تغمض عينيها وما هي الا لحظات وغفت، غطت في نوما عميق كقاع البحر تهبط فيها بارداتها، اختلس هو النظر إليها في تلك اللحظة لترتسم ابتسامة صغيرة للغاية على شفتيه، وذلك الاحمق القابع في قفصه الصدري يقيم حفلة راقصة بالداخل حفلة تذاع فيها موسيقي عالية موسيقي من جملة واحدة تتكرر ( welcome back my nuts ).

صباح يوم جديد لا تزال السابعة صباحا، لم يكن يتصور يوما أن السابعة صباحا ستكون موعد استيقاظه ولكنها الحياة، الحياة التي تعطي للجوكر فرصة أخري لينضم لفريق العدالة فان فشل فلا لوم على ما يفعله ( باتمان) به، فتح ذلك المدد عاي فراشه عينيه في هدوء اول ما وقعت عينيه عليه كانت هي ترقد جواره، لا زال يشعر بالسعادة تدق قلبه في كل مرة يراها ترقد جواره، صحيح أن ذلك الحاجز بينهما لم يكسر إلى الآن ولكن ما يحدث بينهم في تحسن مستمر يكفي أنها باتت تقضي ليلتها جواره تنام بأمان دون خوف، ابتسم يمد يده يزيح خصلة صغيرة تدلت على وجهها يتذكر ما حدث قبل شهر من الآن.

Flash back.

متسطح على فراشه بعد أن ذهب الجميع عينيه شاردة في الفراغ البعيد، رفع يده يتحسس ذلك الجرح الذي يعلو كتفه، ذلك الجرح الذي يشهد على موقف نبيل له كرجل ليس كوغد خسيس خائن، ربما بما فعل استطاع أن يرد لروحية ولو جزء صغير للغاية من حقها المسلوب، ذلك الوغد سيتعفن خلف القضبان، ارتسمت إبتسامة حزينة متحسرة على شفتيه يا ليته لم يكن ذلك الشيطان، يشتاق لجاسر صديقه رفيق دربه، جاسر الذي لم يعطيه سوي الغدر والخيانة حتى شقيقته الصغيرة التي لا ذنب لها لم تسلم منه، أدمعت عينيه في تلك اللحظة شعور الندم يتغلل خلاياه لا يرغب في تلك اللحظة سوي أن يهرول يقبل يديه يطلب منه السماح يبكي ندما على ما اقترفه في حقه، اجفل على صوت الباب يُفتح ليجد منيرة جدته تدخل للغرفة تحمل صينية طعام متوسطة الحجم ابتسامة كبيرة تغطي ثغرها اقتربت منه تضع صينية الطعام جواره على الفراش، ليتحرك هو بعينيه ناحية باب الغرفة المفتوح يبحث عنها أين اختفت فجاءة ليسمع جدته تغمغم ضاحكة:.

- عينيك قلبت الدنيا عليها، روحية دخلت تنيم ملك، وقولت أنا اجي ااكلك بإيدي.

التفت برأسه ناحية جدته يبتسم لها أصرت على إطعامه كما لو كان طفلا في السابعة من عمره، مرت بعض الوقت لم يشعر بنفسه سوي وهو يغط في النوم، نوم هادئ تتخلله هي صورتها ابتسامة ضحكة عينيها الخجولة، في تلك المرحلة التي تتوسط النوم واليقظة شعر بيد ناعمة توضع على جبهته كان يظنه حلما ففتح عينيه سريعا ليراها تقف بالقرب منه تبسط راحتها على جبهته، راقبتها عينيه وهي تتنهد بارتياح تغمغم بصوت خفيض:.

- الحمد لله مش سخن، اومال كان بيخترف وهو نايم ليه
تحركت خطوة واحدة للخلف لتشهق بعنف حين رأته ينظر لها يبتسم فقط، تلعثمت واحمرت وجنتيها عادت بضع خطوات للخلف تفرك يديها في توتر ظاهر، ليسمع صوتها المرتبك تغمغم في ارتباك:
- إنت كنت بتخترف وأنا افتكرتك سخن، أنا آسفة صحيتك.

توسعت ابتسامته دون أن ينطق بحرف، ربت على الجزء الفارغ جواره على الفراش يدعوها بعينيه، تسارعت دقات قلبها تتحرك ناحيته بخطي متوترة جلست على طرف الفراش، لينتفض جسدها حين شعرت به يمد يده يمسك كف يدها رفعه لفمه يقبله برفق يهمس لها بصوت اجش من أثر النعاس:
- ما فيش واحدة بتعتذر لجوزها عشان كانت خايفة عليه.

ابتسمت خجلة تحرك رأسها على استحياء، تحركت عينيه ينظر لساعة الحائط ليراها تجاوزت الثانية عشر، عاد ينظر لها بمقلتيه يهمس في خفوت حاني:
- مش هتنامي الساعة عدت 12
سحبت يدها من يده لتتحرك وقفت جوار فراشه ابتسمت تردف في خفوت:
- أنا كنت هنام، بس قولت اشوفك لتكون محتاج حاجة...

وصمتت تنظر له بترقب كأنها تسأله أن يرغب في شئ، في حين اطال هو النظر إليها تقف كحورية سرقها من اعماق لؤلؤة بيضاء نقية كانت تختبئ بداخلها وهو الصياد الذي فاز بكنزه الثمين، بشرتها السمراء عينيها السوداء تلك الحفرة الصغيرة التي تعلو وجنتها اليمني فقط حين تبتسم، فستان بيتي رقيق من اللون الابيض منقوش بخطوط صفراء، رفع وجهه إليها يسألها:.

- انتي هتنامي فين سرير منيرة مش هياخدك انتي وهي وملك والشقة ما فيهاش غير أوضتين نوم
حمحمت بخفوت ترتجف من التوتر رفعت يديها تشير للصالة الظاهرة من باب الغرفة المفتوح تهمس في توتر:
- أنا هنام على الكنبة الكبيرة، كبيرة اوي شبه الشرير
رفع حاجبيه يسخر مما تقول حقا! أريكة جدته التي بالكاد ستحوي جسدها باتت الآن أكبر من الفراش، ربت على الجزء الفارغ جواره من الفراش يغمغم مترفقا بها:.

- تعالي نامي هنا يا روحية، السرير كان بياخدني انا وأدهم وانتي أرفع من أدهم بمراحل...
توسعت حدقتيها رمشت باهدابها عدة مرات متتالية لتنفي برأسها ما يفكر فيه حتى كيف يخبرها ذلك الوقح أن تنام جواره هكذا ببساطة لا لا بالطبع لن يحدث حركت رأسها بالنفي سريعا، لتسمع يزفر أنفاسه بحدة، توترت نظراتها حين همس هو فئ اصرار:.

- بصي يا روحية انتي قدامك حل من اتنين يا تيجي تنامي هنا جنبي، يا تيجي تنامي هنا بردوا على السرير وأنا هقوم أنام برة على الكنبة، أنا مش هسيبك نايمة على الكنبة
قال ما قال ليضعها بين شقي الرحي جميع الحلول ليست في صالحها لن تنام جواره ولن تدعه ينام خارجا وهو جريح، زفرت أنفاسها تحاول ايجاد مبرر ليتركها لتهمس سريعا بتلعثم:
- عشاان الجرح بس ما يتعكبش.

لم يرد فقط ظل ينظر لها يبتسم في هدوء ساخر، زفرت أنفاسها لا حل آخر أمامها، تركت باب الغرفة مفتوحا وهو لم يعترض، تحركت بخطي متوترة يقسم انها قضت أكثر من عشر دقائق في بضع خطوات، إلى أن وصلت للجانب الآخر في الفراش نظرت له للحظات في توتر قبل أن تتسطح على الطرف تماما تاركة مسافة شاسعة بينهما ابتسم ولم يعقب فحين تغط في النوم تلقائيا سيثور جسدها على تلك المساحة الضيقة التي تسجنه فيها
Back.

اجفل من شروده ينظر لها مبتسما، ليلة تليها أخري اعتدت على النوم جواره، مع الاحتفاظ بالمسافة الكافية بينهما، تلك المسافة التي تجعل منيرة على وشك أن تضربهما معا بخفها المنزلي، فهي ترغب بحفيد آخر في اقرب وقت ممكن، انتصف جالسا يحرك عظامه المتيبسة من أثر النوم، لازال أثر الجرح لم يختفي حتى وإن قلت آلامه، اليوم سيذهب لتلك الشركة التي يمتلكها شقيق والد أدهم بالتبني لا يذكر تماما ما هو اسمه، ولكن حقا ذلك الرجل ساعده كثيرا في الثأر لزوجته، تحرك من الفراش يتوجه إلى مرحاض المنزل، اغتسل وتوضأ تحرك إلى غرفته من جديد يفترش سجادة الصلاة يصلي ركعتين، ما إن انهي صلاته رآها هناك تجلس على الفراش يبدو أنها استيقظت قبل قليل نظر السعادة التي رآها في عينيها حين رأته يصلي اثلجت قلبه، قام من مكانه توجه ناحيتها مباشرة دني برأسه يقبل جبينها يغمغم لها بخفوت:.

- ادعيلي ربنا يوفقني النهاردة يا روحية
رفعت عينيها له وابتسمت ابتسامة رقيقة صادقة تهمس من خلجات قلبها بصدق:
-. ربنا يوفقك!

مرت عدة ساعات انها الثانية عشر ظهرا الآن في مستشفي الحياة في غرفة سهيلة والرضيع بصحبة جاسر الذي يحمل حقيبة ملابسهم في حين تحمل سهيلة الرضيع بين أحضانها، توجهوا معا إلى السيارة جلست سهيلة جوار جاسر انطلق بهم الأخير إلى منزل والدها، طوال الطريق وسهيلة لم تزح عينيها عن الرضيع النائم بين أحضانها، تنظر له هو فقط إلى أن سمعت جاسر يتمتم مستاءا:
- سهيلة على فكرة ما ينفعش كدة الواد دا خدك مني خالص...

ضحكت بخفة دون أن ترفع رأسها وتنظر لجاسر حتى مما جعله حقا يشعر بالضيق، ليس من طفله بالطبع هو لن يغار من الطفل ولكن من تعلق سهيلة الشبه مرضي بالرضيع يخشي أن يؤثر ذلك سلبا عليهم في المستقبل، وصلت السيارة اخيرا إلى منزل عز الدين بعد ترحاب حار اصطحب جاسر سهيلة إلى غرفتها بالاعلي حيث وضع فراش الصغير فيها، اقترب جاسر من سهيلة يريد اخذ الصغير ليضعه في فراشه لتبتعد الأخيرة خطوة للخلف تهز رأسها بالنفي تغمغم بتلهف:.

- لاء سيبه في حضني
تنهد جاسر في ضيق ليقترب مرة أخري اخذ الصغير من بين ذراعيها وضعه في فراشه يدثره بغطاءه الناعم الصغير قبل جبينه قبل أن يلتفت بجسده ناحية سهيلة يقف حاجزا بينها وبين فراش الصغير اقترب منها يمسك بذراعيها بين كفيه لتنظر له في عجب مما يفعل تنهد يحاول أن يهدئ يحدثها برفق:.

- سهيلة حبيبتي أحمد معانا في حضنك، مش هيبعد عنك، أحمد بخير، أنا قلقان عليكي أنتي، أنتي اللي فيه دا تعلق مرضي، ودا هيأثر على نفسية الولد قدام، مش هيعرف يعتمد على نفسه في حاجة، كل حاجة ليها حدود يا سهيلة من دلوقتي، مش عايزك تخافي أنا جنبك انتي وأحمد وعمري ما هبعد عنكوا ابداا.

أدمعت عيني سهيلة ما بها باتت تبكي بكثرة في الآونة الأخيرة، تحرك رأسها بالإيجاب مرة تليها أخري تحاول الاقتناع بكلمات جاسر، رغما عنها تحركت برأسها تحاول اختلاس النظرات للطفل ليتنهد جاسر يآسا، مد يده برفق يمسك ذقنها يحركها ناحيته نظر لعينيها مباشرة يغمغم في خفوت حاني:.

- سهيلة بعد كل اللي حصل وكل اللي قبلناه سوا، في حاجة مهمة عايز اقولها، أنا بحبك يا سهيلة حتى لو سمعتيها مني قبل كدة، حقيقي أنا بحبك اووووي، وأسف اوووي على اللي حصلك بسببي، كنتي لوحدك دنيتي اللي فاتت، دلوقتي انتي وأحمد دنيتي اللي جاية..

انهي كلامه ليطوقها بذراعيه يحتضنها يشدد على عناقها ينتفس عبيرها وكم اشتاق له، ابعدها عنه بعد دقائق طويلة يكوب وجهها بين كفيه يري ابتسامتها الجميلة ليبتسم هو الآخر مال يقبل رأسها يهمس لها بجوار اذنيها بصوت خفيض عابث:
- سمعتي حكاية الطباخ الغلبان اللي بيحب القلقاس من زمان!

أنها الواحدة الظهيرة في يوم صيفي حار، الجو شديد الحرارة تشعر بجسدها يكاد ينصهر، الحر الشديد هو ما اوقظها، انتصفت جالسة تفرك مقلتيها بكفيها تتأثب ناعسة، لحظات فقط وتوسعت حدقتيها في ذهول، قفزت من الفراش تنظر حولها في ذهول أين هي ومتي جاءت إلى هنا ماذا حدث بالأمس آخر ما تتذكره أنها نامت في سيارة زيدان والآن هي في غرفة نوم على فراش، نظرت حولها تلك الغرفة لم ترها قبلا، لم تكمث في منزل سابقا سوي ليلة واحدة على اقصي تقدير، لم تري سوي الغرفة التي مكثت فيها قبلا، هل هي غرفة اخري في منزله هي حملها وهي نائمة كالجثة لم تشعر بشئ، نظرت حولها لتجد حقائب كثيرة تحوي ملابسها جوار باب الغرفة من الداخل وكتب الجامعة والحاسب الخاص بها، عقدت جبينها تزم شفتيها والدها يطردها نهائيا، توجهت إلى دولاب الملابس تفتحه بعنف بالطبع فارغ وهي لن تحتاج لضب ملابسها، توسعت حدقتيها تفغر فاههها بدهشة، تلك الملابس الموضوعة بعناية جميعها تخصها هي كيف ومتي، تحركت ناحية حقائب ملابسها تفتحهم جميعا لا تزال الملابس بداخلهم، التفت برأسها ناحية الدولاب اذا كيف يوجد الكثير من ملابسها هنا، لحظات فقط وبدأت تعي الأمر زيدان لم يتخلص من ملابسها التي وضعتها والدتها في دولابها قبل زواجهم، تلك الملابس هنا منذ أشهر طويلة وكأنها تنتظر صاحبتها إلى أن تأتي من جديد، بالطبع سيغطيهم التراب تحركت تمسك قطعة ملابسه لا ذرة غبار واحدة عليها الملابس نظيفة معطرة بعطرها هي، امسكت القطعة في يدها تعود بها إلى الفراش تنظر للفراغ لما يحتفظ بثابها، لما لم يحاول التخلص منها، لم الثياب تبدو وكأنها موضوعة اليوم فقط، تنهدت حائرة قلبها يكاد ينفجر من شدة تخبطه بين الرفض والقبول، تحركت ناحية المرحاض اغتسلت وبدلت ثيابها مشطت خصلات شعرها تعقده كجديلة تحركت لخارج الغرفة، ذلك هو منزل زيدان الكبير الذي يتوسط الصحراء، ولكن تلك الغرفة التي خرجت منها توا ليست غرفتها السابقة تحركت سلم البيت الطويل تنزر عبر درجاته تسمع صوت ضحكات زيدان تصدح على ما يضحك لذلك القدر، نزلت لأسفل تتبع مصدر الصوت دخلت إلى المطبخ من حيث يصدر الصوت لتتوسع حدقتيها في ذهول حين رأت حسام وكدمة زرقاء ضخمة تعلو فكه من فعل به هذا، في حين زيدان يقف يضحك متشفيا على منظره، تقدمت إلى المطبخ تسأله فزعة:.

- حسام ايه اللي عمل فيك كدة
نظر حسام ناحية زيدان غاضبا يتمتم في غيظ:
- جوزك يا اختي لسه بقوله صباح الخير، لقيت ايده بتسلم على وشي
لم تهتم بما قال بعدها فقط كلمته الاولي هي ما جذبت انتباهها ناحية ذلك الذي يقف هناك ينظر لحسام متشفيا، تعلو ثغره ابتسامة كبيرة وكأنه لم يكن يبتسم قبلا، اجفلت على صوت حسام يحادثها ساخرا:.

- ابوكي بيقولك مش عايز اشوف خلقتكوا تاني، وعازمكوا النهاردة على الغدا، ما تفهميش ازاي ابوكي دا هيجبلي شلل أطفال
ضحكت لينا بخفة على ما يقول حسام، اقترب الأخير منها يعانقها بحنان يهمس لها بصوت خفيض لن يسمعه غيرها:
- على الطلاق من بنت عمك اللي لسه ما اتجوزتهاش زيدان بيحبك اوي، وانتي كمان بتحبيه ادوا نفسكوا فرصة بقي هتموتوا من كتر العند.

ابتسمت شاردة تحرك رأسها بالإيجاب ليتبعد عنها يقرص وجنتها يغمغم ضاحكا وهو يشير للطاولة:
- كان نفسي اقعد افطر معاكوا والله من غير ما تقولي بس ورايا شغل ولسه هروح اجيب البت سارة، مستنيكوا الساعة 3.

ضحكت لينا على ما يقول في حين عانقها زيدان من جديد يودعهم قبل أن يغادر، وحل الصمت، كل منهما يقف عند أحد جوانب الطاولة يختلس النظرات إلى الآخر ظنا منه أن الآخر لا يراه، جذبت لينا مقعد الطاولة الصغير تجلس فوقه تنظر لطاولة الطعام بلا شهية، لأول مرة لا تشعر بالجوع حقا، ثواني قليلة وسمعت صوت مقعده جذبه هو الآخر يجلس مقابلا لها، هو وهي والصمت تفكر في كتابة قصيدة طويلة عن ذلك الصمت الدائر بينهما في اي وقت، تنهدت بقوة ترفع وجهها إليه كان ينظر اليها ليتهرب بنظراته بعيدا، فابتسمت هي، قررت هي كسر الصمت تهمس بنبرة خافتة:.

- شكرا.

لم يفهم على اي شئ تشكره، ولكنها حرك رأسه بالإيجاب دون أن ينطق بكلمة، مدت يدها تلتقط معلقة صغيرة تقلب بها كوب الشاي امامها بحركة رتيبة منتظمة مملة نظرت ناحية زيدان لتراه غاضبا ابتسمت بعبث حين تذكرت زيدان تلك الأصوات، ظلت تقلب الكوب امامها مرة. تليها أخري وأخري إلى أن شعرت بالمعلقة تؤخذ من بين يديها في حركة خاطفة، ضيقت عينيها تنظر له حانقة، لترفع الكوب إلى فمها ترتشف منه بصوت عالي مزعج، لا تتوقف تريده أن ينفجر، نظر هو إليها يبتسم في هدوء يتمتم برتابة:.

- على فكرة حسام تف في الشاي بتاعك.

توسعت حدقتيها من الفزع تبصق ما في فمها القت الكوب من يدها ليقع أرضا يتحطم إلى قطع، نظرت له سريعا عرفت من ابتسامته المتشفية أنه كان يكذب، تحركت حانقة إلى قطع الزجاج تجمعهم نظرت له حانقة وهي تفعل لتجرح أحدي القطع الحادة إصبعها، اندفع إليها يمسك كف يدها ينظر لجرح أصبعها النازف، جذب يدها برفق لتتحرك معه تحت الماء وضع اصبعها للحظات قبل أن يخرج محرمة ورقية من جيبه يلفها حول اصبعها، تركها وتحرك ناحية المكنسة اليدوية يجمع بها قطع الزجاج يلقيها في السلة، التفت لها في تلك اللحظة يشير بيديه إلى محيط المنزل يغمغم في هدوء:.

- البيت بيتك طبعا، أنا هطلع اغير هدومي نروح لخالي
تحرك يريد الخروج من المطبخ لتلحق به تصيح باسمه وقف لتقف أمامه تنظر له مباشرة تسأله في حدة:
- وبعدين بعد ما البيت بيتي، هنفضل نتجاهل بعض، أنا وأنت والصمت، احنا اتجوزنا امبارح بسبب المشكلة اللي حصلت، لو أنا تقيلة اوي كدة على قلبك اتفضل طلقني دلوقتي.

كانت تريد أغضابه بكلامها لتعرف هل ذلك الوتين النابض لا يزال لا يعشق سواها، لتراه يقترب منها خطوة تليها أخري كانت تظنه قادما إليها ولكنها تخطاها ناحية باب المنزل فتحه على اتساعه يشير لها للخارج توسعت حدقتيها في ذهول، يهينها لن تبقي لحظة واحدة معه حتى لو دهست قلبها تحت كعب حذائها الغالي تحركت ناحية باب المنزل بخطي سريعة تريد أن تخرج منه لتسمع صوته يغلق بعنف والمفتاح يتحرك في القفل يوصد غلقه جيدا، شهقت بعنف ما يحدث في لحظات قليلة شعرت بظهرها يرتطم بالباب المغلق خلفها وهو مباشرة أمامها رأت نظرات عينيه تقتم بشراسة مخيفة، استند بذراعيه يحجزها عن الهرب لما تشعر بأنها في أحد أفلام الرعب القديمة، نظرت له في ذهول مما يفعل، هل جُن زيدان الآن ما به.

نظرت لوجهه لتراه يبتسم في هدوء تام لحظات قبل أن يخرج صوته يهمس بصوت مبحوح يملئه الشغف:
-...

قالها اييه، قالها اييييه يا حج إسماعيل رد يا حج اسماااعيل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة