قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل المئة

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل المئة

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل المئة

عشقهما معا حقق المعجزات، سطرت معه اولي صفحات عشق الصياد لمعجزته!

كانت نائمة بين طيات غيمة وردية تلحق بها في اقاصي السحاب، حين شعرت بلساعات من أشعة الشمس تحرق وجهها، قطبت ما بين حاجبيها تحاول الابتعاد بوجهها عن تلك الحرارة تأفتت حانقة تفتح مقلتيها بصعوبة لتبصر شرفة غرفته مفتوحة علي مصراعيها ومن أشعة الشمس الحارقة يبدو أن الوقت قد تعدي الظهيرة، تمطت بذراعيها تشعر بالخمول كم ترغب في العودة للنوم من جديد، لحظات فقط وبدأت تتدفق ذكريات عدة الي رأسها عثمان السباق الجائزة كلمات عشقه التي نطقها بلا خجل بين جموع الناس في السباق، السيارة، عثمان يحملها، الباب يصفع، ومن ثم.

اجفلت فجاءة علي حركة جوارها لتجد عثمان يدخل إلي الغرفة يحمل صينية طعام متوسطة الحجم يحمل عليها أصناف عدة تفوح رائحتها الشهية في الغرفة بأكملها تجعل معدتها تموء جوعا، نظرت لساقيه وهو يتحرك بسهولة لترتسم علي شفتيها تلقائيا إبتسامة صغيرة عاشقة، كم كانت الفترة السابقة صعبة بكل ما تعنيه الكلمة من معني، إلي أن بدأ يتحرك الخطي الثقيلة صارت اخف، إن استغني عن العكاز وباتت هي عكازه وها هو الآن يكمل طريق نجاحه للنهاية، يتحرك متوجها إليها، رمشت بعينيها عدة مرات حين اقترب منها يمسك بوردة بيضاء صغيرة امسكها بين يديه يضعها برفق بين خصلات شعرها يتمتم مبتسما في عشق خالص:.

- صباح الفل يا مدام عثمان الصياد
ابتسمت خجلة تشيح بعينيها بعيدا عنه نظرت لاصناف الطعام الموضوعة علي الصينية تقطب جبينها في عجب، رفعت رأسها تنظر له تسأله بخفوت:
- أنت اللي عملت الاكل دا؟
ضحك بخفة يحرك رأسه نفيا مد يده يقرص مقدمة أنفها برفق يغمغم عابثا:.

- لاء طبعا أنا ما بعرفش اعمل كوباية شاي، طلبته جاهز، قولت لازم لما سارين تصحي تلاقي فطارها جاهز، عشان تاكل وتقوم تاخد شاور وتجهز عشان هنسفر الجونة بعد ساعتين
توسعت عينيها في دهشة من كم الكلمات التي ألقاها فئ دهشة، من سيسافر وإلي أين ولماذااا، فغرت فاهها تسأله مدهوشة:
- حيلك حيلك مين اللي هيسافر الجونة وساعتين ايه، أنا مش فاهمة حاجة.

تنهد عثمان يآسا لما يجب أن تري النساء كل شئ بذلك القدر من التعقيد والدته تفعل نفس الشئ لما لا يتصرفون فقط بسلاسة، وما الغريب فيما قال، ابتسم يلتقط قطعة بسكويت صغيرة من فوق الصينية يدسها داخل فمها برفق يغمغم ضاحكا:
- هنسافر الجونة شهر عسل، دراستك هتبدأ بعد اسبوعين، فاحنا نلحق نخطف الأسبوعين دول بدل شهر العسل اللي ما عرفناش نسافره، يلا بقي افطري، أنا حضرت الشنط بتاعتنا وحجزت الاوتيل.

ابتسمت في سعادة تدق قلبها بعنف لا تصدق أن ما يحدث، يحدث فعلا ادمعت عينيها فرحا تهمس بنبرة مختنقة باكية:
- مش عارفة اقول إيه يا عثمان، بس بجد أنا مبسوطة أوي، اللي بتعمله دا كتير أوي
أبعد الصينية الفاصلة بينهما ليقترب منها احتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها الساقطة بإبهاميه ابتسم يهمس بنبرة حانية شغوفة:.

- كتير، لا سارين، اللي عملتيه عشاني، ما يعوضهوش دلع الدنيا كلها ليكي، أنا هعيش اللي جاي من حياتي عشان بس اعوضك عن كل لحظة وقفتي فيها جنب عثمان العاجز، أنا بحبك يا سارين، بحبك أوي
كلماته لم تزد دموعها سوي انهمارا، ضمها يعانقها بين ذراعيه لتطوق عنقه بذراعيها تبكي فرحا تشدد علي عناقه زوجها وحبيب القلب الذي لم يعرف نابضها البرئ سواه، خرجت من بين شفتيها ضحكة خجولة حين سمعته يغمغم عابثا:.

- أنا رأيي أنك تقومي تجهزي، قبل ما اعمل حاجات هموت واعملها.

دفعته بعيدا عنها تصدمه في كتفه بخجل تحركت ناحية المرحاض توصد الباب خلفها، توسعت عينيها في دهشة حين رأت المرحاض معد سلفا المغطس ملي بالماء الدافئ يغطي سطحه فقاقيع الصابون مناشف نظيفة، حتي ملابس السفر معلقة خلف علي حامل بعيدا عن المغطس حتي لا تبتل، ابتسمت في عشق كم تعشق ذلك الرجل، اغتسلت وبدلت ثيابها بأخري نظيفة، خرجت من المرحاض تبحث عنه بعينيها لا أثر له، الفراش نظيف مرتب يبدو أنه قد رتبه للتو، توجهت ناحية مرآة الزينة تجفف خصلات شعرها بمجفف الشعر الكهربائي، دقائق إلي أن انتهت ابتسمت تعقد خصلات شعرها علي شكل جديلة متوسطة الطول، وقفت تنظر لانعاكسها مبتسمة، شردت في حياتها السابقة وفيما هو قادم لتشهق فجاءة حين ظهر خلفها في سطح المرآة شهفت بخفة تغمغم:.

- خضتني يا عثمان
ضحك هو بخفة يسقط برأسه برفق علي كتفه ابتسم يغمغم:
- ما انتي اللي كنتي في دنيا غير الدنيا، مين اللي واخد عقلك اكيد أنا صح
ابتسمت تحرك رأسها بالإيجاب نظرت لانعاكسهما معا في المرآة للحظات طويلة قبل أن تختفي ابتسامتها سلطت مقلتيها علي عينيه تسأله دون أن تلتف له:
- عثمان هو إنت فعلا بتحبني بجد!

قطب ما بين حاجبيه مستنكرا ما تقول بما تهذي تلك الحمقاء، نظر لها متعجبا لتبلع هي لعابها تغمغم بصوت خفيض متردد:
- يعني أنت هتفضل تحبني عشاني أنا، عشان بتحب سارين، ولا عشان سارين هي اللي وقفت جنبك ومع الوقت هتمل من حب الامتنان دا.

زفر أنفاسه حانقا صدق حين قال إن النساء تعقد جميع الأمور ها هي حبيبته الحمقاء تفسد لحظاتهم السعيدة بأوهام غريبة لا توجد سوي في عقلها فقط، امسك بذراعيها من الخلف يلف جسدها إلي أن باتت مواجهة له، بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها له نظر لمقلتيها حرك رأسه نفيا بخفة يهمس لها بهدوء:.

- شيلي اي فكرة وحشة من دماغك عثمان بتاع زمان مش هو عثمان اللي واقف قدامك دلوقتي، عثمان القديم كان شخص تافة بيجري ورا دماغه حياته كلها غلط في غلط، إنما دلوقتي لاء، أنا اتغيرت يا سارين، بمجرد ما نرجع من شهر العسل هنزل شركة السويسي وهتسلم شغلي فيها مهندس برمجة، ومشروع التخرج بتاعي أنا خلاص قربت اخلصه، سارين أنا ببدأ معاكي أول خطوة ليا في كل حاجة حلوة، بكرة الأيام تثبتلك أن أنا فعلا بحبك أوي يا سارين.

اندفعت تعانقه بعنف تغرز رأسها في صدره تطوق ظهره بذراعيها انهمرت دموعها بين أحضانه تهمس بصوت خفيض باكي:
- وأنا كمان بحبك، بحبك اوي يا عثمان.

في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفته هو، فتح عينيه يتمطي بذراعيه، انتصف جالسا يعبث في خصلات شعره قطب ما بين حاجبيه يحاول أن يتذكر كيف انتهي به الوضع نائما آخر ما يتذكره أنه كان يعمل علي جهاز « اللاب توب» الخاص به وجاءت لينا جلست جواره علي الفراش، ليترك هو الجهاز بعيدا قليلا ويسقط برأسه علي قدميها لتضحك هي بخفة مدت يدها تعبث في خصلات شعره وبعدها لا يتذكر شيئا سوي أنه شعر بثقل في جفنيه مع حركة يديها الحنون، تحرك ينزل ساقيه عن الفراش ليسمع صوت المياة تتدفق داخل المرحاض، ابتسم في خبث لينا في المرحاض في الاغلب تستحم، لينا عاشقة النظافة تستحم ما يزيد عن عشر مرات يوميا، تحرك بهدوء حافي ناحية باب المرحاض وقف خلفه حتي إذا فتحته يختفي هو خلفه ولا يظهر لحظات وسمع صوت المياة تتوقف لتتوسع ابتسامته الخبيثة، سمع الصوت يُفتح ليصبح هو خلفه سمعها تغمغم متعجبة:.

- ايه دا هو راح فين، دا أنا سيباه من عشر دقايق نايم، معقول يكون راح عند لينا ممكن
خرج هو من خلف الباب المغلق في هذه اللحظة يطوق خصرها من الخلف يحملها عن الأرض صرخت من المفاجأة بينما ضحك هو بخشونة قرب فمه من اذنيها يهمس لها بصوت خفيض ضاحك:
- مش معقول يا لينا بتستحمي كل عشر دقايق أنا بحس جنبك اني معفن
ضحكت بخفة لتصدمه علي كف يده الممسكة بخفة تغمغم في ضيق:.

- اوعي يا خالد ما تهزرش، وبطل حركاتك دي بقي، هتجبلي القلب
ضحك عاليا بخشونة ليحملها بين ذراعيه يتوجه بها إلي مرآة الزينة، انزلها أرضا لتهز رأسها يآسة من أفعاله الصيبانية التي لا تتغير، مدت يدها تلتقط فرشاة شعرها ليدني برأسه يقربها من رأسها ابتسم يغمغم ببراءة طفل صغير:
- سرحيلي شعري.

ضحكت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب التفتت له ترفع يدها بالفراشه تحاول تمشيط خصلات شعره بينما هو ينظر لها يبتسم في وله عاشق مراهق يري معشوقته سرا، رفعت حدقتيها تنظر لعينيه حين شعرت به يطيل النظر لتهمس له بصوت خفيض مبتسم:
- بتبصلي كدة ليه
حرك رأسه نفيا بخفة أخذ الفراشة من يدها يلقيها بعيدا علي سطح الطاولة يغمغم لها بصوت ببحته الخاصة في تلك اللحظات:.

- مش عارف هعشقك أكتر من كدة إيه، عارفة مجرد ما بصحي من النوم ابص جنبي والاقيكي نايمة دي السعادة في حد ذاتها، لينا أنا عارف أنك سمعتي منك كتير بحبك بعشقك، بس صدقيني لو في كلمات تانية وجودها توصف الحب، كان هتبقي موجودة عشان توصف عشقي ليكِ...
أحبك يا من تربي فؤادي فقط علي عشقك
أحبك يا من ازهرتي صحراء قلبي بربيع عشقك.

أحبك يا من اخرجتي فؤادي من حجيم فراقك إلي جنة عشقك، أحبك قبل أن تُخلق أنفاسي وحتي تتوقف نبضاتي، فأنا قد حييت حين سقط فؤادي صريع عشقك.

ادمعت مقلتيها وكالعادة عجز لسانها عن النطق بحرف أمام طوفان عشقه الجارف، طوقها بذراعيه لتلحم جسدها بجسده تخبره كم تعشقه، لحظات طويلة وهي تتمسك به وكأن حياتها تنبض داخل صدره، لحظات كانت تعرف أنها لن تمر هكذا، سيختمها بطريقة أخري هي خير من يعرفه، وقد صدقت حين سمعته يغمغم جواار اذنيها بصوت خفيض عابث:
- ايوة يعني بعد العشق والشعر دا كله، ماوحشتكيش البسبوسة.

ضحكت يأسة كانت تعرف أنه لن يتغير، ابتعدت عنه قليلا تصدم صدره بكفها تضحك وتنساب دموعها السعيدة فئ ان واحد تزجره بدلال:
- يا ابني بقي، هو إنت لو كملت جملتين من غير قلة أدب، هيقولوا اللي ما قالش أدبه أهو
ضحك عاليا قبل أن يميل يحملها بين ذراعيه يلاعب حاجبيه عبثا، يغمغم لها في خبث:
- سوري دي ثوابت...

قاطع ضحكاتهم صوت رنين هاتفه ليقطب جبينه غاضبا يشتم المتصل في سره انزلها أرضا برفق ليتوجه ناحية الهاتف قطب جبينه قلقا ما أن رأي اسم المتصل فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يستمع الي الطرف الآخر عدة لحظات قبل أن ترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يغمغم في هدوء:
- أنا جايلك مسافة السكة
أغلق الخط بنظر له يضيق حدقتيه بغيظ يتمتم حانقا:
- قريتي يا أختي، مش مسامحك، شعر راسي غضبان عليكي.

ظل يتمتم حانقا وهو يتوجه الي المرحاض ليغتسل ويبدل ثيابه بينما هي تضحك علي ضيقه، خالد هو خالد لن يتغير.

في الغرفة القريبة منهم، فتحت عينيها بهدوء تنظر لسقف الحجرة ترتسم على شفتيها شبح ابتسامة صغيرة، فارقتها الكوابيس منذ مدة، ليحل هو مكانها باتت تراه في جميع احلامها، تارة يرقصان، وتارة اخري في زفاف كبير لهما، وأحيانا تري مشاهد سعيدة من شهر عسلهما القصير، أغمضت عينيها متألمة حين ادركت هي أنها لا تعشق غيره، يبدو أنه توقف عن عشقها، إلي متي سيظلان في تلك الدوامة احدهما يركض خلف الآخر لما لا يلتقيان وينتهي الأمر، زيدان غاضب وربما توقف عن عشقها، ابتسامته باتت فاترة، كلماته مجاملة بلا اي حياة، من الاهون عليها أن يتوقف عن محادثتها من الأساس كانت وقتها ستتأكد أنه لازال يعشقها هو فقط غاضب ولكنه يتصرف بشكل طبيعي مؤلم لاعصابها، وكأن أمرها لم يعد يعينه، قامت من فراشها تنفض عنها الغطاء الخفيف، توجهت الي مرآه زينتها تنظر لنفسها في المرآة تبتسم في شحوب، لازالت جميلة ولكن تلك الشقراء تفوقها جمالا، هل انجذب زيدان للشقراء ونسيها، هي لا تملك ادني حق لتلومه بعدما حدث ولكنها تتألم بشدة، قلبها ينخر من الألم عقلها يصرخ فيها وقلبها لا يتوقف عن البكاء، تحركت إلي المرحاض تغتسل بدلت ثيابها بأخري، خرجت من غرفتها لتجد والدها يخرج هو الآخر من غرفته ابتسم ما أن رآها ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعيه مال يقبل جبينها يسأله بحنو:.

- عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي
ابتسمت في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب ليربط علي وجهها برفق يغمغم بترفق:
- طب أنا عندي مشوار سريع وهجيلكوا علي الغدا، عايزة حاجة وأنا جاي
حركت رأسها نفيا تبتسم، ليودعها خالد ويرحل، توجهت هي تنزل لأسفل، حيث غرفة المعيشة تشاهد التلفاز وقعت عينيها علي ذلك المقعد البعيد تتذكر ذكري بعيدة قريبة في الوقت ذاته حين كان يهمس لها عاشقا.

« - وحشتيني يا حبة البندق، صورتك ما بتغبش عن عيني طول الوقت بس الصورة
ما تغنيش عن جمال الأصل يا بندقتي
كلماته عاشقة محبة لطيفة ولكنها تنزل كالحمحم علي قلبها تجعله يزداد
سخطا عليه وخوفا منه تكرهه تمقته تخافه وهو مستمر بالالتصاق بها كالعلكة صعب التخلص منه، ترقرقت دمعتين في عينيها تنظر له بمقت شديد:
بكرهك.

مد يده ممسكا بخصلة ناعمة من شعرها الطويل الناعم كشلالات من الشكولاتة الذائبة، ابتسم بثقة يحرك رأسه إيجابا:
عارف انك بتكرهيني بس وعد مني اني هخليكي مش تحبيني لاء، تعشقيني، تعشقي كلامي صوتي لمستي، وعد من زيدان الحديدي وأنا عمري ما اكسر وعدي يا بنت خالي ».

وقد صدق في وعده كم تشتاق في تلك اللحظة لتسمع صوته يمطرها بكلمات عشقه اللامتناهي، كم تطوق لاحتضانه، لتخبره أنه كان الأمان وهي فقط لم تكن تري، أغمضت عينيها تشعر بسائل ساخن يجري علي وجنتيها، كيف خسرت عشقه بتلك الطريقة، فتحت مقلتيها سريعا حين شعرت بلمسة يد حنونة تمسح كم تمنت أن يكون هو، ولكنه لم يكن رسمت ابتسامة زائفة علي شفتيه حين رأت جاسر أمامها ينظر لها قلقا يسألها:.

- مالك يا لينا بتعيطي ليه يا حبيبتي
حركت رأسها نفيا تحاول إيجاد عذر تبرر به بكائها له ولكنه لم يقتنع فقط ضحك يغمغم يآسا:
- كدابة كدب الإبل، ما تحاوليش، أنا عارف أنتي بتعيطي ليه بس صدقيني كل حاجة هتتصلح...
رفع عدة حقائب من الأرض جواره يفتحهم أمام وجهها يغمغم ضاحكا:
- تعالي بقي اوريكي أنا جايبلك كمية حلويات معايا يكفوكي 3 قرون قدام.

ضحكت رغما عنها تنظر للحقائب الكثيرة أمامها قبل أن ترفع وجهها له تسأله سريعا:
- روحت لسهيلة
تنهد حزينا يحرك رأسه إيجابا عبث بأحدي الحقائي يتمتم شاردا:
- ايوة روحتلها، حاولت اشوفها، بس أبوها قالي أنها نايمة، هي مش عايزة تشوفني يا لينا وأنا مش عارف اعمل ايه عشان أراضيها..
شردت عيني لينا تنظر في الفراغ بحزم لن تسمح لصديقتها أن تتمادي في عنادها فتضيع عشقها كما فعلت هي قبلا.

علي صعيد آخر وقفت سيارة خالد بعد مدة أمام احدي المستشفيات نزل منها يتحرك لداخل المستشفى، حيث يعرف جيدا اين سيذهب، الي الطابق الثاني الغرفة 234، هناك حيث يوجد هدفه، توجه إلي الغرفة ليجد الطبيب يخرج منها اقترب خالد منه يسأله باهتمام:
- اخباره ايه
حرك الطبيب رأسه إيجابا يغمغم بلهجة عملية مطمئنة:.

- الحمد لله حالته بدأت تتحسن كتير عن الأول الرصاصة كانت قريبة جدا من القلب، ولولا أنه اتلحق كان مات، تقدر تشوفه بس ما تطولش
ابتسم خالد في هدوء تحرك ناحية الغرفة يدق بابها، حرك المقبض ودخل ليجد شاب في منتصف العشرينات تقريبا ينتصف جالسا علي الفراش يلف شاش أبيض كبير صدره بالكامل ابتسم يخلع نظارته الشمسية اقترب خالد من فراشه يتمتم مبتسما:
- حمد لله علي سلامتك يا معاذ!

ابتسم الفتي ابتسامة شاحبة مرهقة ينظر للواقف أمامه ممتنا، لولا انقاذه السريع له لكان مات بالفعل، ذلك المختل الذي اختطفه اطلق عليه الرصاص ولكن حمدا لله أن الرصاصة لم تقتله، عرف بعد أن آفاق أن خالد اشاع خبر موته حتي يبعده عن اي مؤامرات قادمة قد تقلته، جذب خالد مقعد يجلس جوار فراش معاذ ظل صامتا للحظات قبل أن يتنهد يغمغم مبتسما:.

- أنا مش عارف اقولك ايه والله يا إبني، أهم حاجة دلوقتي أنك بخير، حظك معلش أنك وقعت مع عالم مجانين، قوم أنت بس بالسلامة وأنا هفضل جنبك، صدقني مش هسيبك
ابتسم معاذ ابتسامة شاحبة متعبة للغاية نظر لخالد يحادثه بصوت بالكاد يُسمع:
- أنت بتعمل معايا كدة ليه، المفروض تكون بتكرهني، هما خدعوا بنتك بشخصيتي أنا...
ابتسم خالد مد يده يربت علي يد معاذ ذلك الشاب المسكين، تنهد يحادثه مبتسما:.

- أنت مالكش ذنب في حاجة، ودي أقل حاجة اعوضك بيها عن سنين عمرك اللي سرقوها منك عشان ينتقموا مني، اتحسن إنت بس، ومالكش دعوة بأي حاجة تانية، أنا مضطر امشي، بس هجيلك تاني، عايز المرة الجاية الاقيك احسن من كدة
ابتسم معاذ له ممتما لتدمع عينيه يحرك رأسه إيجابا، قام خالد يودعه يتحرك عائدا لبيته، ما إن نزل إلي السيارة دق هاتفه برقم عمر أخيه ما أن فتح الخط اندفع أخيه يصرخ حانقا:.

- بقولك ايه يا خالد أنت تبعد ابنك عن بنتي بدل ما والله هزعلهولك، أبنك ما شافش بجنية ونص تربية بيعاكسها قدامي، وعمال يتنحنح بشكل سخيف ولا عاملي اي اعتبار
زفر خالد حانقا يزمجر غاضبا يقاطع سيل صياح أخيه:
- بس يا حيوان، ودني في ايه، فهمني براحة ايه اللي حصل، وشوفت حسام فين اصلا.

صمت عمر حانقا يقص علي أخيه ما حدث كاملا، علت ابتسامة صغيرة شفتي خالد، ذلك الشاب يثبت كل يوم أنه ابن ابيه حقا، حمحم يتمتم بصوت جاد غاضب:
- لاء طبعا ما يرضينيش اللي عمله دا، أنا هتصرف معاه لما أروح، ما تقلقش
اغلق الخط مع أخيه لينفجر ضاحكا يردد داخل نفسه:
- هذا الشبل من ذاك الأسد.

وقفت السيارة بعد رحلة طويلة من أسيوط إلي القاهرة، أدهم يوجه تركيزه كاملا للطريق، بينما مراد عينيه لا تنزحان عن تلك الصغيرة النائمة بين احضانه، يحمل في يده زجاجة حليب صغيرة اعطتها له الممرضة بعد أن قامت باطعامها مرة، الصغيرة تنام في هدوء كملاك نزل إلي الأرض خطاءً، كيف يمكن أن تكن بذلك النقاء، هل كان يوما مثلها، هو حقا لا يتذكر، منذ أن بدأ يكبر وهو يشعر بالحقد والكرة علي الجميع، لن يدعها تشعر بما عاني هو، لن يبدد هالة النقاء التي تحيط بها ابدا، صغيرته طفلته، ابنته، رفع وجهه ينظر لأخيه بأعين دامعة يسأله متلجلجا:.

- تفتكر لما تكبر هتبقي زيي يا أدهم
تعجب أدهم حقا من نبرة مراد الباكية، يشعر بالشفقة تأكل قلبه عليه، حرك رأسه نفيا يحاول التخفيف عنه قليلا يهمس له مترفقا:
- هتبقي احسن منك ومني ومن الكل يا مراد..

ابتسم الأخير في سعادة كطفل صغير يحرك رأسه بالإيجاب اخيرا وقفت السيارة نزل ادهم ومن خلفه مراد يحمل الصغيرة بين ذراعيه بحرص شديد، وكأنه قطعة غالية من الألماس يخشي فقدها، نظر لدكان جدته ليجده مغلقا، قلق أدهم كثيرا من أن يكون أصاب جدته مكروها، وذلك نفس الشعور الذي تسرب لقلب مراد، تحرك الرجلين لأعلي يدق أدهم الباب سريعا، هو حتي لا يتذكر أين مفاتيحه في تلك اللحظة، لحظات ووجد جدته تفتح الباب ليندفع أدهم الي الداخل يعانقها بقوة يغمغم متلهفا:.

- انتي كويسة يا جدتي، المحل مقفول و
قاطعته منيرة تغمغم ضاحكة:
- ما تقلقش يا واد أنا بخير، بس قولت أريح النهاردة شوية..
أبعدها عنه يتنهد بارتياح، ليخطو مراد إلي داخل المنزل في تلك اللحظات يحمل الصغيرة النائمة بين ذراعيه نظرت له منيرة لتدمع عينيها شوقا، خاصة وهي تري حاله البائسة، قطبت جبينها تنظر للرضيعة التي يحملها مراد بين ذراعيه اقتربت منه تسأله سريعا بتلهف:.

- مراد كنت فين يا ابني حرام عليك حرقت قلبي عليك من الخوف ومين اللي انت شايله ولا شايلها علي دراعك دي
نظر مراد أدهم ليقترب الأخير منه يأخذ الطفلة من بين يديه برفق، اقترب مراد سريعا من منيرة يرتمي بين أحضانها يعانقها كطفل صغير خائف يجهش في بكاء احتبسه لأيام وأيام:
- أنا آسف يا ستي، آسف، كنت غبي مغيب، بجري ورا شيطاني، ما سمعتش كلامك، بس خلاص فوقت والله فوقت، سامحيني.

انسابت دموع منيرة لتشدد علي احتضانه تغمغم له سريعا:
- أنا مسمحاك يا قلب ستك، أنا عارفة انهم السبب هما اللي عملوا فيك كدة، ما تعيطش يا مراد عشان خاطري يا إبني
ابعدته عنها تسمح وجهها بكفيها ليمسك كفي يدها يقبلهما، ادمعت عيني أدهم علي ما يحدث، قبل أن يصدح صوت بكاء الصغيرة من جديد، انتفض أدهم مفزوعا ينظر لتلك الباكية بين ذراعيه لا يعرف ما يفعل نظر لشقيقه يصيح مفزوعا:
- مراد، دي بتعيط، خدها، خدها اهي.

تحرك مراد يود أن يأخذ ابنته من بين ذراعي أخيه، ليشعر بيد منيرة تقبض علي كف يده التفت له لتسأله محتدة:
- ما تفهموني أنت وهو مين البنت دي
ابتسم مراد في شحوب معذب اقترب من أدهم يأخذ الصغيرة من بين يديه، اقترب بها من منيرة مد يده لها بها لترفع يديها سريعا تحمل الصغيرة الباكية، نظرت لها للحظات لتعاود النظر لمراد تسأله بعينيها عن هويتها ليبتسم الأخير في شحوب يتمتم:
- ياسمين حفيدتك، بنتي يا ستي.

توسعت عيني منيرة في دهشة تنظر للصغيرة بين يديها في ذهول، ابنه حفيدها من من، وكيف حدث ذلك ومتي؟!

في منزل خالد السويسي.

جلس جاسر مع لينا في غرفة الصالون، دقات الباب فتحت الخادمة كان حسام الذي توجه مباشرة إلي غرفته دون أن ينطق بحرف، دقات الباب مرة أخري، تلك المرة والدها الذي ابتسم لهم يحي جاسر وتوجه مباشرة إلي غرفته هو الآخر، ودقات الباب للمرة الأخيرة خلعت قلبها، حين رأته يدخل من الباب بمفرده، تقسم أن دقات قلبها تكاد تصل إليه من سرعتها، كم اشتاقت إليه وقد رأته فقط قبل ساعات، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها ما أن رأته، ابتسامة سرعان ما تلاشت حين لحقت به تلك الشقراء تمسك بكف يده تبتسم في سعادة وكأنها تملك العالم أجمع تفتت قلب وهي تري يدها تعانق كف يدها، تسارعت أنفاسها تنظر له نظرات مقتولة يائسة لها بنيران تكاد تحرقها، الشقراء تسعي لسرقته منها، تقدم بصحبتها للداخل، اقترب من جاسر يصافحه، ومن ثم توجه إليها مد يده لها يبتسم في هدوء قاسي يحطم القلب مد كف يده لها يغمغم مبتسما:.

- ازيك يا لينا، اتمني تكوني أفضل دلوقتي
مدت يدها تضعها في كفها تكاد تقسم انها شعرت بكهرباء تصعق جسدها ارتعش جسدها بعنف، لتسحب يدها من يده سريعا، بينما ابتسم هو في هدوء ما أن جذبت يدها من يده أسرعت تلك الشقراء تمسك كفه من جديد أخذها وخرج من الغرفة يجلسان في الغرفة الخارجية بينما لينا تراقب بأعين كالجمر اقتربت برأسها من جاسر.

- هطق يا جاسر همووووت أنت ما شوفتهاش بتتلزق فيه ازاي، دا مجرد ما ساب ايدي جريت مسكت ايده
شدت علي أسنانها تهمس بها بغيظ شديد، ليبتسم جاسر في إعجاب اطلق صفيرا عاليا يغمغم بولة:
- بس بصراحة البت صاروخ اوربي علي ابوه، يا بختك يا زوز
احتقنت عيني لينا غيظا لتمد يدها تقرص ذراع جاسر بعنف تأوه الأخير متألما نظر لها حانقا يمسد بكفه ذراعه يتمتم حانقا:
- ايه يا لينا الغباء دا...

قبضت لينا علي تلابيب ملابس شقيقها تجذبه ناحيتها قليلا تهمس في غيظ:
- جاسر نتشقلب كدا وتبعد اللزقة الامريكاني دي عن زيدان قبل ما اقتلها
ارتسمت ابتسامة متشفية علي شفتي زيدان يلاعب لها حاجبيه يتمتم ساخرا:
- جرب نار الغيرة، صحيح ما يكدش المزة الا مزة امز منها
اشتعلت النيران في عيني لينا تنظر لأخيها نظرات قاتلة ليحمحم متوترا ابتعد عنها يعدل من تلابيب ملابسه ابتسم يغمغم في ثقة:.

- اتفرجي وشوفي چينيس العيلة هيعمل ايه
راقبت بأعين فضولية متمنية أن يحرقها جاسر حية، ابتعد جاسر عن الغرفة يتوجه إليهم، في نفس اللحظات التي صدح فيها صوت عراك حاد يأتي من الأعلي، تناهي الي الجميع صوت خالد الغاضب، يناطحه صوت حسام
- أنا هتجوز سارة يعني هتجوزها يا خالد يا سويسي
- دا بعدك يا ابن خالد إن كنت أنت دماغك ناشفة فأنت واخد صخرة من جبل، فاهم يا ابن خالد.

- لا مش فاهم، كل واحد فيكوا بيعمل اللي هو عايزه وعلي مزاجه، اشمعني أنا
- اللي اقوله هيتنفذ يا حسام مالكش دعوة بسارة خالص مفهوم
- لاء مش مفهوم، وهتجوزها غصب عنكوا
- أنت قليل الأدب، بعدها صدحت صوت صفعة قوية ساد بعدها صمت تام، لحظات وسمعوا صوت خطوات تنزل مهرولة علي سلم البيت ليجدوا حسام ينزل سريعا من أعلي بخطي سريعة غاضبة عينيه حمراء كالجمر...

تحرك ناحية باب المنزل كاد يفتحه ليخرج ليصدح صوت خالد من أعلي السلم يصيح فيه:
- حسام قسما بالله لو رجلك عدت الباب دا لهكسرهالك
اشتعلت عيني حسام غضبا، التفت ينظر لخالد نظرات سوداء حانقة، لينزل خالد من اعلي بهدوء تام تحرك خالد ناحية غرفة مكتبه نظر لحسام يتمتم في هدوء قاتل:
- ورايا يا بيه!

توضيح من الكاتبة: معلش يا جماعة أنا بس سامحوني أنا حقيقي متوترة، يعني اول كتاب ورقي ليا وحقيقي الموضوع موتر اوي. وماثر علي نفسيتي، فكرة يا تري هيبقي حلو مش حلو، هيقدم جديد في سلبيات عرفت اقدم الفكرة صح، يا تري فئ حد ندم أنه اشتراه، بجد الموضوع موتر اووووي.

بإذن الله هكون موجودة في معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم 9 يوليو ورواية «ضلع اعوج استقام لينتقم » جناح إبداع صالة 2.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة