قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها بقوة، اتسعت عينيها هلعا دقات قلبها سريعة هادرة خائفة، بلعت لعابها تنظر له بذعر لا فرار جسدها محاصر بينه وبين الباب المغلق التي تستند عليه بجسدها، تبددت نظراتها الفزعة إلى أخري حزينة مشفقة تتطلع إلى قسمات وجهه المستنزفة، حزين كلمة قليلة عما تصرخ به عينيه كغريق يبحث عن طوق نجاة، اجفلت خوفا حين رفع يده ظنا منها أن يده ستمتد عليها كما فعل قديما، لكنها وجدت يشير لصدره يصدم موضع قلبه بقبضه يده يهمس بانهاك:.

- قلبي بيوجعني اوي يا لينا، سامحيني
قطبت جبينها متعجبة على ما تسامحه لتشهق فزعا حين جذبها إليه بقوة يلقي برأسه فوق كتفها الصغير يحاوطها بذراعيها تجمدت بين يديه تنظر أمامها فزعا لتسمعه يهمس في ألم:
- عارف أنك مش طيقاني واني بخون ثقة خالي
بس أنا بنهار يا لينا محتاج احس بيكي ارمي نفسي في حضنك.

نبرة صوته الذبيحة المتألمة ارجفت جسدها كان صاعقة ضربت جسدها بأكمله، أغمضت عينيها ليمر أمامها مشهد قديم كانت قد نسته او بمعني اصح تنساته حتى تكتمل حلقة كرهها له، تنصل عقلها من حلقة الكره التي لفته بالكامل لترفع يديها تربط على رأسه
شعرت بجسده يتصلب بين يديها لينفجر باكيا.

كأنه طفل صغير وجد حضن والدته بعد طول عذاب، كانت فقط لحظات قليلة اثلجت نيران قلبه المستعرة يشعر بيدها تربط على رأسه كأنه طفلها الصغير، ابتعد عنها قليلا انشات قليلة فصلت بينهما سلطت زرقائه على بندق عينيها، سعادة كلمة قليلة عن ذلك الشعور اللذيذ الذي يلف قلبه يحلق به فوق السحاب، ابتسم بعشق ليهمس لها بشغف:
- أنتي مش عارفة أنا حاسس بإيه دلوقتي، أنا بحبك، بحبك اوي يا لينا.

فكت حصار ذراعيه من حولها لتبتعد عنه ترمقه بنظرات باردة خاوية لا معني لها، ابتعدت عنه ناحية الباب فتحت الباب تمسك بمقبضه التفتت له قبل أن تخرج تتشدق ساخرة:
- أنا بقي لاء، اللي عملته دا كان من باب الشفقة مش أكتر، اصلك صعبت عليا
اشهرت سبابتها أمام وجهه تكمل بحدة:
- وإياك تفكر تلمسني تاني والا والله هقول لبابا وهو هيتصرف معاك.

نفضت شعرها ترفع رأسها بإيباء تحركت لتغادر ما كادت تخرج من الباب شعرت بيده تسحبها من جديد تلك المرة رأت الغضب يشتعل في عينيه، مال بجذعه يهمس لها بخبث:
- يلا نااادي على صوتك ونادي ولا انادي أنا، على الأقل لما يطلع ويشوفك في حضني، يا هيقلتنا أنا وانتي يا هيجوزنا في الحالتين هبقي كسبان، ها هتنادي ولا أنادي.

انتفخت اوداجها غضبا ذلك الوقح لتدفعه بعيدا عنها بغيظ خرجت من الغرفة تتحرك غاضبة حانقة، اتجهت ناحية غرفة جاسر تطرق بابها بعنف تفرغ غضبها في قبضة يدها على ذلك الباب المسكين، انفتح الباب فجاءة لتقابل وجه جاسر المفزوع ليصرخ فيها بذعر:
- ايه في ايه كبسة ولا إيه
ضحكت ساخرة عليه، لتجفل حين سمعت صوته العميق يأتي من خلفها:
- انزلي يا لينا وأنا هحصلك أنا وجاسر.

نظرت له بغيظ لتتركهم وتغادر إلى أسفل، نظر زيدان لجاسر عدة لحظات في صمت تنهد يطلب على مضض:
- ممكن اطلب منك خدمة
توسعت عيني جاسر بذهول ليشير إلى نفسه، حرك رأسه ايجابا يتلعثم قائلا:
- أنا!، آه طبعا أكيد
في الاسفل، في غرفة مكتب خالد.

جلست جواره منذ دقائق وهو يجلس على تلك الوضعية يخفي وجهه بين كفيه لا يتكلم لا يبكي، صمت يطغي على المكان تعرف انه حزين يتألم في صمت، اقتربت منه تأخذ رأسه بين ذراعيها تضمه لها ليلف ذراعيه حول جسدها تنهيدة حارة طويلة خرجت من بين شفتيه لتهمس له برفق:
- من امتي بتكون زعلان ولا مضايق وبتخبي زعلك عني، وما تجيش في حضني ترمي كل همومك
شبح ابتسامة صغيرة طفي على شفتيه تنهد بحرقة يهمس لها بألم:.

- زيدان صعبان عليا الواد دا مش عارف الدنيا جاية عليه كدة ليه، لو تشوفي شكله النهاردة وهو بيعيط قدام قبر أبوه، أنا كنت واقف بعيد عشان ما يعرفش اني شايفه، لو تشوفيه يا لينا قطع قلبي عليه، لو بس بنتك تعرف هو بيحبها قد ايه
تنهدت متألمة على حال ابنها الصغير بصعوبة منعت نفسها من البكاء، لتشد بيديها على قميص خالد تهمس له بألم:
- منها لله مامته هي السبب في اللي هو فيه دا.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد يهمس مع نفسه متهكما:
- اومال لو عرفتي اللي حصل فعلا منك لله يا لوجين انتي ومعتز
أبتعد عنها يبتسم في وجهها بهدوء ليمد يده يمسح على وجنتها برفق، تبدلت ابتسامته باخري ماكرة يلاعب حاجبيه بعبث هامسا في خبث:
- ما تجيبي حتة بسبوسة يا بسبوسة
دفعته بعنف بعيدا عنها لتقطب جبينها تتمتم في غيظ:.

- اوعي يا اخي يا اما نفسي اعرف امتي تبطل هتبطل قلة أدب، وأنت زعلان قليل الادب وأنت فرحان قليل الأدب، على رأي فيلم حبيبي نائما قولي على شعور إنساني واحد ما بتقلش ادبك فيه
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة خبيثة ليقطب جبينه كأنه يفكر ببراءة لا تلائمه تماما ليشير إلى نفسه يغمغم في براءة:
- عشان تعرفي بس انك ظلماني، أنا ببقي محترم وأنا نايم.

ضيقت عينيها تنظر له شرزا بغيظ ليضحك ملئ شدقيه البلهاء لازالت تخجل منه وهو عامل وقاحته يتناسب طرديا مع كبر سنه فلما كبر في العمر زادت وقاحته
انتبه ينظر إليها حينما هتفت سريعا فجاءة:
- صحيح أنت شوفت الولد اللي اسمه حسام ما خدتش بالك أن فيه حاجة غريبة
ارتسمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه وكل تركيزه موجه لتلك الشرائط الملتفه حول ذراعها هل هي جزء من الفتسان أم لاء.

مد يده يسمك طرف احد تلك الشرائط ليغمغم في خبث:
- هي الشرايط دي بتتفتح ولا ديكور، آه خدت بالي
رفعت حاجبيها متفاجئه لتسبل عينيها في تعجب تهمس له متسائلة في عجب:
- ولا بان عليك يعني
لم تتغير تعابير وجهه الماكرة جل ما يفعله. أنه يحاول أن يعرف هل تلك العقد الطويلة ااتي تضم قماش ذراع فستانها قابلة للحل أم لاء
جذب احدهم بقوة يغمغم في براءة:
- هو أنا لو شدتيهم كدة هيتفكوا، ايه دا دول طلعوا بيتفكوا...

رفع وجهه إليها يبتسم في مكر ليقرص وجنتها برفق:
- عايشة معايا بقالك سنين ولسه بتتكتشفي طباعي، حبيبتي أنا راجل بياخد باله كويس اوي من اي حركة بتحصل حواليه عشان أستخدمها في الوقت المناسب مش اتنح وابرق زيك انتي وحمزة
اتسعت عينيها بدهشة لتهتف في عجب:
- رادار بيلقط كل اللي بيحصل، بس فعلا غريب موضوع الشبه دا
رفع كتفيه لتنبسط ملامحه بلامبلاة لا يهمه الأمر برمته:
- يخلق من الشبه اربعين وخمسين وتمانين.

صمت للحظات لتعود ابتاسمته الماكرة تغطش شفتيه:
- ركزي بس معايا في موضوع الشرايط دا أحسن مجنن اهلي
سحبت ذراعها بقوة من بين يديه تنظر له بغيظ لتشهر سبابتها أمام وجهه تهمس من بين أسنانه بحذر:
- مش مرتحالك يا ابن السويسي أنت أكيد عارف حاجة ومخبي، او هتعرف عشان موضوع الشبه دا لو طلع صح ه...
قاطعهم صوت دقات خفيضة على باب الغرفة يليها صوت ابنتهم:
- بابا ممكن ادخل.

ابتسم لها بعبث ليرتفع بصوته قليلا يسمح لابنته بالدخول:
- خشي يا لوليتا.

لحظات وظهرت ابنتهم، ابتسمت لينا تلقائيا ما أن وقعت عينيها على طفلتها، مرت السنين بسرعة كبيرة وها هي صغيرتها كبرت كوردة صغيرة تفتحت فجاءة، قام خالد يجذب ابنته ليجلسها مكانه جوار والدتها، وقف امامهم يبتسم برفق حياته كلها امام عينيه ابنته وابنته فلينا قبل أن تكون زوجته فهي ابنته البكر التي كبرت بين ذراعيه، اشار إلى باب الغرفة ليهتف في مرح:
- أنا رايح اشوف الصيع اللي برة، ماما عيزاكي في كلمتين.

اتجه لخارج الغرفة التفت لزوجته يغمز لها بطرف عينه اليسري في الخفاء لتبتسم تحرك رأسها إيجابا خرج يغلق الباب خلفه، لتلتفت لينا لابنتها تبتسم لها بحنو، مدت يدها تزيح أحدي خصلات شعرها خلف اذنها تهمس لها بحنان:
- بقالنا كتير ما اتكلمناش دايما عندك محاضرات ومشغولة
ابتسمت الصغيرة بتوتر تحرك رأسها تفرك يديها بقوة لتقول بهدوء:
- المحاضرات كتير حضرتك عارفة الكلية صعبة قد ايه، هو حضرتك عيزاني في إيه.

غص قلبها ألما نبرة صوت ابنتها الجافية تحرق قلبها بعنف تعاتبها، رفعت وجهها قليلا تنظر لها تبتسم برفق:
- وانتي صغيرة زيدان كان اقرب ليكي منا أنا وباباكي، صحيح كنتي مطلعة عينه بشقواتك ومقالبك، فاكرة لما رميتي عليه اللاب توب فتحتي دماغه، خالد عاقبك أن ما يجلكيش غيره، زيدان باع بتاعه رغم أنه كان محتاجه وكمل من مصروفه واشترالك واحد جديد، ليه وصل بيكوا الحال لكدة.

ابتسمت حين مرت تلك الذكري البعيدة امام عينيها لتختفي ابتسامتها في لحظة تشنجت قسمات وجهها ألما تهمس بخفوت:
- هو السبب هو اللي اذاني، انتوا دايما بتدافعوا عنه، ومش مصدقني هو بيكذب صدقيني بيكذب
امسكت كف يد ابنتها تحتضنهما بين كفيها لتنظر لينا لها تهتف بهدوء مقنع:
- مع أن ابوكي بيحلف أن زيدان ما اذاكيش...

بس همشي معاكي أن هو اللي اذاكي، اللي بيخترع مرض عشان ياذي بيه هو الوحيد اللي بيبقي معاه علاجه، لو زيدان اذاكي زي ما بتقولي يبقي هو الوحيد اللي يقدر يعالج دا، اديلوا فرصة مش عايزة تعيشي حياة طبيعية تخرجي تتفسحي تسافري، تلفي الدنيا أنا وأنا قدك كنت لفيت بلاد كتير روحت امريكا وفرنسا وايطاليا وتركيا، خليه يعالجك زي ما اذاكي.

اضطربت حدقتيها حائرة مترددة قلقة كلمات قليلة لا تصف ما تشعر به، قبولها بكلام والدتها المنطقي كلمات اثارت حماسها لتعيش كغيرها ولكن إن قبلت أن تعطي فرصة لزيدان، معاذ ما موقعه من الجملة الآن تكاد تموت قلقا عليه لم تسمع صوته منذ يومين تقريبا معاذ مختفي تماما، تنهدت بحيرة تنظر لوالدتها باضطراب:
- مش عارفة يا ماما مش عارفة
احتضنت ابنتها تشد على جسدها برفق بين يديها تهمس له بحنان:.

- فكري يا حبيبتي، انتي تستاهلي وزيدان يستاهل...
لحظات سكنت بين أحضان والدتها تفكر عقلها يفكر في مدار واحد معاذ، قبولها لزيدان يعني خروج معاذ من حياتها وهذا لن تسمح به ابدااا
ابتعدت عن والدتها تبتسم لها بتردد لتقبل لينا جبينها بحنو، قامت تجذب يدها تغمغم بمرح:
- تعالي نشوف ابوكي بيعمل إيه، هتلاقيه عمل من جاسر شاورما.

ضحكت لينا بخفوت تتحرك خلف والدتها وصلا إلى طاولة الطعام لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد وخالد على المقعد المقابل كل منهما يمسك بقبضة الآخر وجاسر يقف على رأس الطاولة يهتف بحماس كأنه معلق رياضي:
- لقاء العمالقة خالد باشا السويسي على اليمين وزيدان باشا الحديدي على اليسار الجولة الأولي في لعبة الريست العالمية تبدأ الآن
ضحكت القتاتان بقوة لتتجه لينا ناحية زيدان جلست جواره تهتف ضاحكة:.

- أنا هشجع ابني حبيبي، يلا يا زيزو
رماها خالد بنظرة غاضبة مغتاظة لتتجه الصغيرة ناحية والدها تجلس جواره تهتف بحماس:
- وأنا هشجع بابا حبيبي، اوعي تخسر يا بابي
نظر خالد لها يبتسم بفخر ليهتف بسعادة:
- حبيبة قلب ابوها اللي طمرت فيها التربية مش زي ناس هتتعلق
بدأت اللعبة وكل منهما يقبض على يد الآخر بقوة عروق يد كل منهما تنفر بعنف لينا الكبيرة تصيح بحماس تشجع زيدان.

بينما الصغيرة تشجع والدها بالطبع، إلى الآن المبارة متعادلة كل منهما يحاول اطاحة يد الآخر، قررت لينا بمكر مساعدة والدها فنظرت ناحية زيدان تبتسم برفق حركت خصلة شعرها برفق خلف أذنيها ليشرد زيدان فيها يتوه في سحرها الجذاب خارج حدود المكان والزمان هو لا يري سواه ليشعر بألم قوي جراء اصطدام يده بعنف في سطح الطاولة ليصرخ جاسر بحماس:
- وها قد تفوق الأستاذ على التلميذ كالعادة ويفوز الأسد ويخسر الشبل.

نظر لها بغيظ ليجدها تبتسم بمكر انثي ورثت دماء والدها، استحقت بجدارة لقب ماكرة عائلة السويسي، تحتضن ذراع والدها
لينتهي اليوم عند ذلك الحد.

في منزل عمر
دخل ليلا يصفر بلامبلاة، يبتسم بسعادة، تلك المدعوة ناردين تعيده لذكريات شبابه حين كان طالبا في الجامعة تشعره بأنه شابا وهو معها القي بجسده على أحد المقاعد يتذكر ما حدث
صباحا في شركته، حين كانت تجلس امامه تضحك بصوتها الناعم العذب على طرفة سخيفة القاها على مسامعها تهمس بنعومة من بين ضحكاتها:
- مش ممكن يا عمر أنت دمك خفيف اوووي.

ابتسم ساخرا حين تذكر جملة تالا حين القاها على مسامعها نفس الطرفة قبلا
« مش ممكن يا عمر ايه السخافة دي »
عاود النظر للجالسة امامه لا ينكر شعوره بتأنيب الضمير صحيح أن علاقتهم إلي الآن لم تتجاوز الصداقة ولكنه يشعر برابط غريب يجذبه لتلك الفتاة، وخاصة أن رابط علاقته بتالا بات شبه ممزق بالي لا ينفع في شئ، اجفل على يدها تلوح أمام وجهه يتبعها جملتها:.

- إنت عارف أنا كنت مضايقة اوي إني هكون المسؤولة عن شراكة شركتنا بشركتوا لما عرفت أن صاحب الشركة صعب اوي في المعاملة بس طلعت عكس كدة تماما حقيقي يا عمر أنا سعيدة جدا اني اتعرفت عليك
ابتسم ليقم من مكانه التف حول مكتبه ليجلس على المقعد المقابل لها يهتف في مرح:
- خالد اخويا هو اللي صاحب الشركة مش أنا، هو آه صعب جدا في المعاملة..
اختفت الإبتسامة من على شفتي ناردين تهتف في نفسها بحقد:.

- نعم يعني أنا كل دا بلف على اخوه مش هو صاحب الشركة
انتبهت له حين اكمل في فخر:
- بس أنا المسؤول عن كل حاجة في الشركة خالد بس بيمضي على الورق المهم
اتسعت ابتسامتها تهتف في نفسها بسعادة:
- حلو اوي طلع هو المسؤول عن كل حاجة
قامت من مكانها تجلس على المقعد المجاور له تنظر لعينيه مباشرة تسبل عينيها بنعومة لتهمس له بشغف:
- تعرف أنك رغم ابتسامتك الرائعة دي في حزن كبير في عينيك صح ولا أنا غلطانة.

ابتسم ساخرا حين ترآت صورة تالا امام عينيه في الاطار الصغير على سطح مكتبه، شكرا يا زوجتي جعلتيني مثير للشفقة في أعين الجميع، تسارعت دقات قلبه حتى كادت تنفجر حين شعر باصابعها الناعمة تلامس لحيته النامية بلع لعابه متوترا حين سمعها تهمس باغواء:
- تعرف ان الدقن عليك حلوة اوي يا مسيو عمر
اجفل من ذاكراه على صوت ضعيف يهمس باستجداء:
- بابا.

انتفض ينظر لمصدر الصوت ليجد ابنته سارة تقف جوار مقعده تنظر له كطفلة صغيرة تنشد الحنان، بلع لعابه متوترا من الموقف علاقته بابنتيه لم تكن عميقة ابداا، مد يده يربط على رأسها برفق يهمس لها بحنو:
- احم مساء الخير يا سارة إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي يا حبيبتي.

نظرت له بضغف وألم للحظات طويلة تشعر بأنها على حافة الانهيار، لتلقي بنفسها بين ذراعي والدها تبكي في صمت اجفل عمر بعد حركة ابنته تلك ليلف ذراعيه حولها يهمس لها برفق:
- مالك يا سارة ايه اللي مزعلك يا حبيبتي.

حركت رأسها نفيا تدفن رأسها بعنف في صدره تحاول الاحتماء به من ذلك الكابوس البشع التي رأته قبل لحظات، كيف تخبره أنها رأت نفسها في كابوس مرعب شبه عارية مقيدة ومجموعة من الذئاب تحوم حولها تزمجر بشراسة، لفت ذراعيه حول عنقه تهمس بخوف:
- أنا شوفت كابوس وحش
ربط على رأسها برفق يحاول تهدئتها لتبتعد بعد دقائق تخفض رأسها ارضا تهمس بخفوت:
- أنا آسفة لو ازعجت حضرتك، تصبح على خير يا بابا.

ابتسم بألم ينظر لابنته الصغيرة بغصة تعتصر صدره ربط على وجنتها برفق يهمس لها:
- وأنتي من اهله يا حبيبتي
التفتت تعود لغرفتها، ما إن جلست على فراشها سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة التقطته تفتح تلك الرسالة لتشخص عينيها ذعرا القت الهاتف من يدها تضع يديها على فمها تكبح صرختها الفزعة عما رأت ليصلها رسالته التالية
« مساء الفل يا سرسورة نتفق ولا نبعت الصور لبابا ».

في صباح اليوم التالي قام سريعا يرتدي ملابسه حين وصل له اتصال من ساهر يخبره بأنه احضر جميع المعلومات الخاصة بذلك الفتي، خرج يركض من البيت قبل أن يستيقظ احد تقريبا استقل سيارته متجها إلى بيته يدعو طوال الطريق أن يكون شكه غير صائب أنها لا تعرفه انها بريئة وهو فقط يظلمها.

وصل إلى منزله ليدخل إليه مرت فقط دقائق قليلة ولكنها مضت كساعات والقلق ينهش فيه بلا رحمة، امسك هاتفه يطلب ذلك الرقم يصيح في المتصل
أنت فين يا زفت، صاح بها زيدان بغيظ وهو يقبض على هاتفه بعنف ليسمع الطرف الآخر يهمس بتوتر:
- عشر دقايق يا باشا وهبقي قدام سيادتك
اغلق الخط دون أن يسمع كلمة اخري يجوب في صالة منزله الواسعة كالليث الحبيس، ينتظر فرصته للأخذ بثأره.

دقائق مرت كالساعات إلى ان جاء ذلك الشخص يلهث بعنف بلع لعابه ينظر لحاله زيدان الهاجئة يهمس بتوتر: زيدان باشا
انطق على طول، زمجر بها بعنف وهو يوليه ظهره
اخرج ساهر بعض الاوراق يقرأ منها سريعا: اسمه معاذ كمال الحسيني
قاطعه زيدان بحدة قبل أن ينطق حرفا آخر: أنا مش عايز اعرف تاريخ حياته
انا عايز اعرف ان كان ليه علاقة بلينا بنت خالد السويسي ولا لاء.

هز ساهر رأسه إيجابا سريعا بلع لعابه ذعرا فما سيقوله كانفجار بركان حاد فتح الاوراق يهتف بتوتر
: اللي انا عرفته يا باشا أن لينا هانم ما لهاش صدقات خالص في الجامعة، غير واحدة اسمها سهيلة، وأنها ما كنتش بتدخل المشرحة خالص في اول مرة دخلت فيه المشرحة مع الدفعة بتاعتها اغمي عليها لما شافت الجثث، الدكتور بتاعهم كان معاه طالب بيساعده، إلى هو معاذ.

معاذ دا بقي هو اللي شال لينا هانم وفوقها بعد ما اغمي عليها، ومن ساعتها وهو في بينهم حاجة بيروحلها المحاضرات، بيقعدوا كتير مع بعض في الكافتريا بتاعت الجامعة اللي جوا اللي حرس خالد باشا ما ينفعش يدخلها، بيدخل معاها المشرحة مش عشان يساعد الدكتور عشان يفضل ماسك ايديها عشان ما تخافش من الجثث، يوم ما كان رايح حفلة عيد ميلادها كان رايح عشان يخطبها من أبوها...

كل كلمة كانت تخرج من فم ساهر تشعل نيران غضبه وغيرته وحقده عليها وعلى ذلك الفتي انفجرت دماء الانتقام في اوردته لينظر لساهر يشير بيده إلى الباب ليرحل ساهر دون أن ينطق بحرف، التقط سترته متجها إلى سيارته يقودها بعنف يتذكر كم مرة سمع منها كلمة أكرهك لا أريدك، أرحل، اتمني موتك، وهو كالاحمق غارق في حبها، وتلك الخبيثة تخدعهم بوجهها الناعس البرئ وصل اخيرا ليقفز من سيارته تكاد الارض تحترق تحت قدميه من شدة غضبه.

هرع سريعا إلى تلك الغرفة بالأسفل يعرف جيدا كيف سيفرغ غضبه.

في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف مكتبه ويوسف يقف امامه ينتظر توقيعه على تلك الأوراق امامه، خط خالد بإمضاءه الخاص ليمد الورق إلى يوسف يتمتم باستفهام: اومال الواد زيدان فين
تناول يوسف منه الورق يهتف سريعا بقلق: اسكت، دا جاي من برة بيدخن نزل على صالة التدريبات، شكله كدة هيبوظ المعدات ودول عهدة
نظر خالد للفراغ امامه يحرك رأسه إيجابا يتمتم بشرود: طب روح شوف شغلك انت.

رحل يوسف فقام هو من على مكتبه وهو يردد في نفسه: يا تري في ايه
خرج من غرفة مكتبه متجها إلى صالة التدريبات فتح الباب ليجد زيدان يقف أمام جوال الملاكمة يلف الضمادات البيضاء حول يده يصارع الجوال بعنف جسده بأكمله يتصبب عرقا بغزارة، اقترب منه إلى ان صار قريبا منه ليعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
- قالولي أنك بتدخن، بس شكلك بتشيط مش بتدخن بس، مالك.

حرك زيدان وجهه ناحية خالد يتوقف عما يفعل يلهث يعنف، التقط زجاجة مياه يفرغ نصفها في فمه والنصف الآخر القاه على وجهه ليهدا من حرارة غضبه قليلا: ما فيش أنا بس مخنوق شوية
جلس خالد على أحد المقاعد يضع قدما فوق أخري ينظر لكتلة الغضب الواقفة امامه على وشك الانفجار بتمتم ساخرا: مخنوق!، عليا يا ابن زيدان، ما تنطق يلا في ايه.

قبض على تلك الزجاجة بعنف لتتهشم بين أصابعه القي ما تبقي منها ارضا بقوة ليقترب منه وكأنه بركان وحان وقت انفجاره: لينا هانم بنت سيادتك تعرف واحد وبتقابله من وراك
هب خالد واقفا اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على عنق زيدان يصرخ فيه كليث غاضب:
- إنت اتجننت يا زيدان دا أنا اقتلك قبل ما تجيب سيرة بنتي على لسانك بالقذارة دي
احتدت عيني زيدان كأن نيران مستعرة تلتهم حدقتيه ليصيح فيه:.

- أنا مش كذاب ورحمة ابويا ما بكذب أنا مش قذر عشان اتبلي على بنتك بحاجة زي دي
دي بنت خالي اللي رباني قبل اي حاجة.

صدمة كانت كلمة حقا قليلة عما شعر به خالد في تلك اللحظة، كأن قلبه قد كسر كرامته اندهست، ابنته البريئة زهرته النقية التي من المستحيل ان يتصور في اسوء كوابيسه انها تخون ثقة تكسر ظهره بتلك الطريقة شعر بالأرض تميد من تحته ارتجف جسده من شدة الغضب ليندفع إلى خارج الإدارة بعنف كسهم من نار ضرم في الهشيم، يفكر فقط في الانتقام لشرفه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة