قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

نيران فقط نيران من حجيم مستعر تشتغل بين خلجات قلبه يده تقبض على المقود بعنف عقله ينفي تلك الفكرة تماما، ابنته زهرته البريئة تخون ثقته تطعنه بظهره، شعور بالألم الخاص ينهش قلبه، غضب أعمي يحب بصيرته، والانتقام فقط هو ما يفكر فيه الانتقام لشرفه، ثقته التي دهستها كيف تفعل ذلك كيف.

دهس مكابح سيارته بعنف تكاد العجلات تشتعل من عنف احتكاكها بالرصيف، كان فقط يود ان يكون كذبا حين جذب الأوراق من يد زيدان ليعرف اسم ذلك الفتي، معاذ نظرته لم تخيب اذا فتي لعوب يعرف جيدا كيف يغوي الفتيات فاختار ابنته هو، اقسم على أن يذيقه الويلات لأنه فقط تجرأ واقترب من
ابنته
خلفه على مقربه منه يحاول زيدان اللحاق به كأنها مطاردة بوليسية في احدي الأفلام الأكشن، ضغط هو الاخر على المقود بعنف يعنف نفسه:.

- غبي، حيوان كان لازم اقوله يعني، استر يا رب أنا السبب لازم الحقها مش هسمحله يأذيها.

على حين انفجر أحد الاطارات في سيارة زيدان لتنحرف السيارة بعنف على جانب الطريق كادت ان تنقلب لولا أنه احكم قبضته على المقود في اللحظات الأخيرة الفاصلة توقف بالسيارة على جانب الطريق، نزل منها سريعا تجمع الناس حوله كعادتهم يطمئنون أن السائق بخير لم يصبه مكروه، ليتركهم ويركض أغلق السيارة يركض في الشارع يبحث عن سيارة أجري، وقف في منتصف الشارع يوقف سيارة توقف السائق ينظر له بحدة غاضبا كاد أن يذقه اقذع السباب على ما فعل ليركب زيدان سريعا يصرخ فيه بحدة:.

- أنا المقدم زيدان الحديدي بسرعة أطلع على العنوان دا
ارتجف السائق خوفا من ذلك الرجل المفزع ليحرك رأسه إيجابا سريعا التف بمقود السيارة ليذهب به إلى حيث يريد
اخرج زيدان هاتفه يطلب رقم حسام لحظات يكاد القلق ينهش قلبه خوفا عليه يصرخ في السائق بين لحظة والأخري بأن يسرع، سمع صوت حسام من الطرف الآخر يهتف في مرح كعادته:
- حبيبي واخويا وعم العيال وح...
قاطعه زيدان يصرخ فيه قلقا:.

- حسام مش وقت هزار، إنت معاك مفتاح العربية بتاعتي أنا سيباها مفتوحة في، ، خد معاك ميكانيكي وغير الكوتش
استبد القلق بنبرة صوت حسام ليساله بتلهف ؛
- في ايه يا زيدان أنا بتنهج كدة ليه وليه في الفزع اللي في صوتك دا
ارتجفت نبرة زيدان خوفا أغمض عينيها يشد عليهما بعنف كور قبضته اليسري يصدم بها ساقه بعنف:
- لينا ضاعت مني يا حسام
قال تلك الجملة ليغلق الخط...

في منزل خالد السويسي...

استيقظت صباحا اول ما فعلته انها ركضت إلى هاتفها تحاول الاتصال بمعاذ وكالعادة لا مجيب هاتفه مغلق، وسهيلة في رحلة مع والدها لا تذهب إلى الجامعة هذه الأيام والا كانت طمئنتها عليه، ماذا حل به يكاد قلبها ينفجر قلقا عليه ارتمت على فراشها تحدق في سقف حجرتها عقلها يدور يفكر كلام والدتها حرك مشاعر قديمة كانت قد نسيتها ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها بها من الحنين نا بها حين تذكرت ذلك الاسم الغريب التي كانت تطلقه عليه وهي صغيرة.

( زمزوم ) وهو بدوره يصرخ فيها غاضبا ( يا بت ما بحبش الاسم دا، قولي زيدان او زيزو زي ماما )
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها طفولتها كانت سعيدة تملك ما يحلم به أي طفل في مثل عمرها حتى انقلب الحال رأسا على عقب بين يوم وليلة، اضطربت دقاتها حين مر أمام عينيها ما كاد يفعله بها، اطلق عليها الرصاص.

حاول اغتصابها ولا يصدقها أحد هي الكاذبة وهو الصادق الجاني، زفرت بقوة لتمسد جبينها بقوة براحة يدها قامت تلتقط أحد كتبها لتنزل إلى أسفل، وجدت والدتها تجلس امام التلفاز اقتربت منها لترتمي على الأريكة جوارها تهمس بملل:
- ماما أنا مش فاهمة حاجة في الفصل الثالث ممكن تشرحهولي.

ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتغلق التلفاز ربعت ساقيها لتفعل الصغيرة المثل تنتبه لما تقول والدتها بإنصات للحظات فقط قبل أن تنجرف في دوامة تفكيرها معاذ وزيدان كفتي ميزان كفه معاذ بها قلبها العاشق له وكفه زيدان بها شعور غريب تكرهه تنفر قربه ولكن بعد ما حدث أمس استنكانته كطفل صغير بين ذراعيها ينشد الأمان كونت رابط خفي تشعر به لا تفهم سببه ولكنها حقا لا ترغب في أن يتضاخم ذلك الشعور الغريب الغير مفهوم بالنسبة لها.

قاطعها صوت والدتها ينتشلها من بحر افكارها العاتية راحت بعينيها تنظر لوالدتها لتجدها تبتسم بحنانها المعتاد لتهمس لها بهدوء:
- عقلك خدك وراح فين
تنهدت بحيرة لتستند برأسها على كتف والدتها لحظات صمت تنظر للفراغ شاردة لتهمس أخيرا باضطراب:
- مش عارفة يا ماما، مش عارفة اديله فرصة
مدت لينا يدها تمسد على شعر ابنتها برفق تهمس لها:
- الموضوع مش صعب كدة الا...
صمتت للحظات تركز انظارها على وجه ابنتها لتهتف فجاءة:.

- الا لو كان في حد تاني في حياتك سقط قلب الصغيرة يكاد يلامس كعبي قدميها بصعوبة سيطرت على تعابير وجهها حتى لا تشك والدتها في امرها، لتحرك رأسها نفيا بعنف وبنبرة حاولت أن تكون متوازنة قالت:
- لا ما فيش، أنا ما اعرفش حد، أنا بس مش
عايزة زيدان وخلاص
ابتسمت لينا برفق تربط على رأس ابنتها برفق تطمئنها:
- خلاص يا حبيبتي طالما مش قادرة تتقبليه خلاص ما حدش ابدا هيغصبك عليه، إنت عارفه أنا وبابا بنحبك قد إيه.

ارتسمت ابتسامة واسعة سعيدة على شفتي لينا تحاول تجاهل تلك الغصة التي ظهرت من العدم لتعانق والدتها بقوة تهمس بسعادة:
- ميرسي يا ماما
ابتسمت لينا فرحة من قرب ابنتها منها لتلك الدرجة سعدت لسعادتها التي انارت بندق عينيها.

قاطع تلك اللحظة الحميمة السعيدة دقات عنيفة قاسية تكاد تحطم الباب من قوتها هرعت أحدي الخادمات تفتح الباب سريعا، ليدخل خالد كالسهم سريع غاضب منطلق دون توقف، صاحت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها هرولت ناحيته دون معانقته كما تفعل دائما ليدوي صوت صفعة قاسية انتفضت لها حوائط البيت ذعرا، شهقت لينا بفزع هرولت تجثي جوار ابنتها الملقاه ارضا من عنف صفعة والدها، بينما تلك الملقاة ارضا عيناها على وشك الخروج من مكانه ألم بشع يحرق وجنتها والدها صفعها لأنها ارادت معانقته، تسمع صوت والدتها تصرخ بحرقة فيه:.

- إنت اتجننت يا خالد بتضرب البنت
بينما هو يقف عينيه حمراء كالدم كل ذرة فيه ترتجف من شدة غضبه انفاسه تغلي فوق صفيح ساخن كلما زيدان تدوي كالرصاص أصاب قلبه مباشرة، لم يشعر بنفسه سوي وهو ينحني يقبض على شعر ابنته بعنف لتقف امامها صرخت الصغيرة من الالم تشهق في بكاء عنيف تهمس له تستنجد به منه:
- شعري يا بابا، ايدك بتوجعني
كلمتها ضربت فجاءة أمام عينيه عدت ذكريات قديمة متتالية.

تذكر حين كان يمشط شعرها وهي طفلة تلعب باحدي العابها حين سقطت منها بكت، فانتفض هو كالمفزوع يصرخ خوفا:
- ايه في ايه بتعيط ليه المشط شد على شعرها وجعتها
هو على أن يتم استعداد أن يحرق جسده حي وإلا تشعر فقط بالألم، اجفل على حركة لينا تحاول نزع ابنتها بعنف من يده تصرخ تبكي تنظر لابنتها بفزع جسد معاناتها القديمة:
- سيبها يا خالد حرام عليك أنت بتعمل كدة ليه، سيب البنت يا خااالد سيب بنتي.

كانت تحاول دفعه بعنف بعيدا عن ابنتهم تخليص يده من شعر ابنتها، الفتاة ترتجف في يديه كعصفور خائف مرتجف، القي ابنته على أحد المقاعد بعنف ليجذب يد لينا التي تحاول مقاومته بقوة تصرخ باسم ابنتها:
- لينا، لينا سيبني يا خالد، إنت بتعمل ايه أنت اتجننت، افتح الباب
صرخت بها بعنف تدق بيديها على باب مكتبه المغلق الذي القاها فيه ليغلق الباب عليها من الخارج...

اتجه ناحية ابنته لتنكمش كقط خائف في مقعدها تنظر له بذعر لأول مرة تشعر بذلك الفزع من والدها انحني ناحيتها قليلا ليصرخ فيها بغضب افزعها:
- اعمل فيكي ايه، قوليلي بنتي حبيبتي اللي مديها ثقتي، اللي عمري ما تخيلت حتى في ابشع الاحوال أنها تكسر ضهري كدة كدة اعمل فيكي ايييييييه.

انتفض جسدها فزعا ترتجف دموعها تنهمر بعنف تحفر طريقها عبر وجنتيها لتحرك رأسها نفيا بقوة تحاول إيجاد صوتها الخائف لتهمس بصوت خفيض اشبه بموء قط خائف:
- أنا ما عملتش حاجة
صرخت حين قبض على شعرها بقوة ليقربها لوجهه يصرخ فيها:
- يا بريئة تصدقي فعلا انتي بريئة وأنا ظالمك انطقي يا بت ايه علاقتك باللي اسمه معاذ دا.

شخصت عينيها ذعرا وعقلها يربط الخيوط ببعضها اختفاء معاذ معرفة والدها بعلاقتهم، والدها اذي معاذ مستحيل انتفض فؤادها ذعرا لتصرخ فيه خوفا عليه:
- إنت عملت فيه ايه، أنا بحبه ايوة بحبه، اوعي تكون اذيته يا بابا، اااااه
صرخت ليصطدم رأسها بحافة الكرسي بقوة حين تلقت صفعة اخري من يد والدها ليقبض على شعرها، كلماتها اشعلت نيرانه لتستعر بعنف جذب شعرها لتقف أمامه يزمجر كليث غاضب:.

- مقرطساني يا روح أمك، يا بجاحتك خايفة على حبيب القلب، ابقي قابليني لو طلعت عليه شمس بكرة
ختم كلامه بصفعة قاسية كادت ان تسقط ارضا لو يده التي تقبض على شعرها يهمس متوعدا:
- أما انتي ورحمة ابويا لهربيكي من اول وجديد.

فجاءة دون سابق إنذار شعر بها تنتزع من بين يديه بعنف ليجد زيدان يخبئها خلف ظهره يقف هو أمامه يتحداه بنظراته ليصيح فيه حاول ان يأتي بأسرع ما يمكنه ولكنه للأسف تأخر كثيرا افزع قلبه منظرها وهي بين يدي خاله وجهها تكاد لا تظهر ملامحه من عنف صفعاته اندفع يخلصها من بين يديها يخفيها خلف ظهره يصرخ فيه تنصل عقله وقلبه عن دائرة الاحترام التي تلتف حول اسم خاله ليخرج صوته هادرا كالرعد:.

- إنت بتضربها ليييه هي مش حيوانة عشان تضربها، طول عمرك امانها وحمايتها ما تخليهاش تكرهك وتخاف منك زي ما بتكرهني
ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه ارتجفت نبرته ليخرج صوته متألما يرتجف كطير ذبيح يلتقط أنفاسه الأخيرة:.

- أنا عارف إنت حاسس بإيه مكسور مجروح حاسس أن في سيخ مولع في قلبك، كأن حد طنعك في ضهرك، بس هي ما غلطتش هي حبت يا خالي، والحب عمره ما كان غلط، لو حبها للي اسمه معاذ دا غلط يبقي حبي ليها غلط، أنا قدامك أهو أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا السبب في اللي حصل بس ما تضربهاش.

لم تهدئ أنفاسه ظلت كمرجل متشعل من نار يكاد يحرق تلك التي تختبئ خلف زيدان من عنف نظراته الغاضبة، لينا تصرخ تدق على باب المكتب بعنف تتوسله أن يفتح لها الباب، أراد وزيدان إن يتحرك ليفتح لها الباب ليشعر بلينا تقبض على ذراعه بعنف تهمس له بذعر:
- ما تسبنيش.

ابتسم، ابتسامته كانت جريحة متالمة ليمسك بكف يدها يتجه بها ناحية مكتب خالد فتح الباب للينا لتندفع للخارج اخفت ابنتها بين ذراعيها تشد عليها كأنها تحميها نظرت لخالد تصرخ وهي تبكي:
- إنت مجنون وعمرك ما هتتغير...
عادت تشد على جسد ابنتها بين ذراعيها لتشعر بجسدها يرتخي، كادت أن تسقط بها ارضا تصرخ باسمها فزعة ليلتقطها زيدان بين يديه.

وقف هو يراقب فقط مجنون ربما لو كانت تلك الشخصية المريضة لازالت تسيطر عليه لما سمح لها بأن تتجرئ وتفعل لن تشعر ابدا بذلك الألم الذي يحرق اوصاله يكويه بنيران الخذلان
انتفض حين رآها تتهاوي بتلك الطريقة ليهرول لها أخذها من بين ذراعي زيدان جلس ارضا وهي بين يديه ولينا جواره تحاول افاقتها ليصرخ في زيدان بفزع:
- اطلب الدكتور بسرعة، لينا، لينا، فوقي يا ماما فوقي يا حبيبتي، أنتي بتعملي كدة ليه.

اخفاها بين احضانه يشعر بجسدها يرتجف بعنف كأن كهرباء أصابته ليشدد على احتضانها يمسد على شعرها برفق يهمس لها بفزع:
- خلاص يا لينا اهدي يا حبيبتي، انتي بتترعشي كدة ليه، ما فيش خروج ما فيش جامعة ما فيش جواز مش هخرجك من حضني تاني، طب هعملك كل اللي عايزاه بس يا حبيبتي، ما تعمليش في بابا كدة.

دوامة من الذعر والخوف عليها عصفت به لم يفق منها الا وهو يقف خارج غرفة ابنته وزيدان يقف أمامه يتطلع كل منهما إلى باب الحجرة المغلق والقلق كمرض خبيث ينهش خلياهم...

في داخل الغرفة جلست لينا جوار ابنتها تبكي في صمت تمسد على شعرها بحنان، وحسام يغرز برفق ابرة مهدئة في وريد ذراع ابنتها، سحب الابرة برفق من يدها، ليتطلع إلى وجهها المكدوم بشفقة صحيح أنه لم يحب تلك الفتاة يوما ولكن حالتها المذرية ارجفت قلبه تنهد بحسرة لينظر للينا يحاول أن يطمئنها:
- ما تقلقيش يا دكتورة هي كويسة، ترتاح شوية وهتبقي زي الفل.

حركت رأسها إيجابا دون أن تزيح عينيها عن صغيرتها الراقدة بلا حراك، لملم اغراضه يضعها داخل حقيبته وقف يلقي نظرة اخيرة على تلك الفتاة غصة عنيفة تعتصر قلبه، تنهد بألم ما ان فتح الباب هرول زيدان يسأله بلهفة:
- خير يا حسام هي كويسة
حرك رأسه إيجابا وجه نظره لزيدان يهتف فيه بحدة غاضبا:
- اللي حاصل جوا دا قمة الهمجية البنت ملامح وشها مش باينة لولا أنك صاحبي كنت بلغت البوليس.

مد يده بورقة طبية خط عليها أسماء الأدوية لحالتها يهتف بامتعاض:
- اتفضل الروشتة ومفاتيح عربيتك وما تطلبنيش تاني، أنا دكتور نسا
تحرك حسام خطوة واحدة ليشعر بيد تقبض على كتفه التفت ليجد خالد ينظر له بهدوء مخيف بلع لعابه متوترا حين همس خالد متوعدا:
- لو تاني مرة صوتك على في بيتي هخرسك خالص
وقف حسام ثابتا ينظر له دون ان يرف له جفن ليمد يده يزيح يد خالد من فوق كتفه يبتسم له ببرود اجاده:.

- ما اعتقدش إن هيبقي في مرة تانية يا خالد باشا عشان أنا مش هدخل بيتك دا تاني، أنا جيت بس عشان زيدان وصدقني بنتك ما تستاهلش حب زيدان ليها عن اذنك يا باشا
قالها ليغادر بثبات، ليزفر خالد غيظا ما به الجيل الجديد بات وقحا لتلك الدرجة، اتجه ناحية زيدان يهتف فيه بحدة:
- إنت واقف عندك بتعمل ايه، أنا عايز اللي اسمه معاذ دا من تحت الارض ما ترجعش من غيره.

اؤما برأسه إيجابا ليتركه ويغادر صحيح أنه من المستحيل عليه أن ياذي محبوبته بأي حال من الأحوال ولكنه يقسم أنه سيفرغ غضبه بأكمله في ذلك الفتي
بينما اتجه خالد إلى غرفة ابنته ما كاد يخطو فقط خطوتين داخلها ليجد لينا تقف أمامه تمنعه من التقدم تنظر له بشراسة لتشير بسابتها إلى باب الغرفة تهمس له بحدة خوفا من إزعاج ابنتها:.

- أطلع برة يا خالد مالكش دعوة لا بيا ولا ببنتي تاني، أنت تقدر تخلف غيرها لكن أنا ما اقدرش دي بنتي الوحيدة ومش هسمحلك تأذيها تاني إنت إيه يا أخي، شيطان عمرك ما هتتغير، عملتلك ايه البنت عشان تعمل فيها كدة.

نظر لابنته الراقدة على الفراش القابع خلف لينا ليبتسم ساخرا تعتقد بجسدها الصغير انها تقف عائقا بينه وبين ابنته، أطال النظر لوجه ابنته اثار صفعاته القاسية انطبعت بعنف على وجنتيها المكدوم تظهر من تلك الكدمات الزرقاء المائلة للون الغامق، لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه يهمس باختناق:.

- أنا اذيت بنتي، ضربتها وأنا عمري ما مديت ايدي عليها، غضبي على اللي عملته كأن اقوي من اني اسيطر عليه، بنتك تعرف واحد من ورانا وبتحبه
اتسعت عينيها في صدمة مما قال أكدت لينا لها صباحا انها لا تعرف احد، لا تحب لا احد يسكن حياتها، لم يدعها في صدمتها طويلا بل انهار يخرج كل ما يجيش في صدره انفعل يصيح بحرقة:.

- اتصدمت دي كلمة قليلة على اللي حسيت بيه، أنا عمري ما حسيت اني مكسور وعاجز زي دلوقتي، ما تقوليش ما غلطتش، غلطت لما خانت ثقتي، أنا خايف، خايف يكون ضحك عليها وسلملته شرفي أنا ممكن اموت فيها، مش هستحمل الكسرة دي يا لينا، أنا ما اعرفش علاقتهم وصلت لحد فين، لأول مرة أنا ما اعرفش ومش بس كدة أنا خايف اعرف.

ازاحها برفق ليقترب من فراش ابنته جلس يحرك يده على خصلات شعرها برفق يبتسم متألما، طال الوقت وهو يجلس مكانه دون أن ينطق بحرف، يحرك يده بحرص شديد على وجهها كأنه يحاول مداوتها مما جنته يداه
اجفلا معا على صوت دقات على باب الغرفة قام هو ليجد زيدان يقف أمامه همس له بهدوء يحمل خلفه الكثير:
- البيه مرمي تحت.

خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه ليتحرك بخطئ سريعة غاضبة نزل لأسفل ليجد ذلك الفتي ملقي ارضا في وضع اشبه بالمخطوفين ساقيه ويديه مقيدتان شفتيه مكممة، اقترب خالد منه لينزل إلى مستواه ينزع تلك القماشة من على فمه ابتسم في شر يهمس له متوعدا:
- اهلا بدكتور معاذ شرفتنا، ونعم الضيف حقيقي، ولكل ضيف ليه كرم ضيافة ولا إيه يا زيدان
بلع معاذ لعابه ذعرا ينظر للواقفين امامه بفزع صرخ في حدقتيه ليهمس بتلجلج:.

- خالد باشا أنا حقيقي مش فاهم في إيه
تعالت ضحكات خالد الساخرة نظر لزيدان يقول في تهكم:
- لذيذ معاذ وهو عامل عبيط
توقفت ضحكاته فجاءة حين عاد ينظر لمعاذ ليكسي الوجوم قسماته الحادة ربط على وجه معاذ بعنف يتشدق متهكما:
- كان في مثل قديم بيقولك ايه اللي يلعب بالنار تحرقه وأنت بقي مش لعبت بيها دا أنت رميت نفسها جواها...
مد يده يقبض على فك معاذ بعنف شد على اسنانه بقوة ليزمجر غاضبا:.

- بتلف على بنتي دا أنا هندمك على اليوم اللي اتولدت فيه، اوعي تكون لمستها
اتسعت عيني معاذ فزعا ليحرك رأسه نفيا يهمس متالما من قبضة خالد:
- لا والله ابدا أنا بحب لينا وعمري ما افكر اضحك عليها، أنا حتى طلبت منها اكتر من مرة تصارح حضرتك بعلاقتنا بس هي اللي رفضت
اشتعلت عيني خالد من كلمات ذلك الفتي ليقبض على تلابيب ملابسه بعنف يهتف ساخرا:
- يعني بنتي هي اللي غلطانة وأنت مالكش ذنب.

حرك معاذ رأسه نفيا ينظر له بذعر ليهمس بتلجلج:
- مش قصدي اااا
وسكت يبدو أنها كان يحاول العثور على كذبة ما ولكنه لم ينجح، بعنف انتزع خالد الحبال التي تقيده جذبه خالد يلقيه على احد المقاعد وقف امامه يبتسم متوعدا:
- بص يا موزو إنت قدامك حلين مالهمش تالت، تسمع الكلام وتنفذ اللي هقولك عليه مش هنبقي حبابيب بس هتنجني نفسك، هت
قاطعه معاذ يصيح سريعا بقلق:
- هعمل اللي حضرتك عايزه.

ابتسم خالد ساخرا ينظر له باستنكار:
- كان نفسي لينا تبقي موجودة عشان تشوف حبيب القلب متمسك بيها قد ايه..

في غرفة مكتبه الظلام يكسي المكان فقط اضاءة خافتة تأتي من ذلك المصباح المجاور للمكتب، على مقعده الوثير القي جسده بإهمال، يشعر بالألم ينخر قلبه، رفع كف يديه أمام يحركها أمام عينيه، ليغمض عينيه يضغط عليهما بعنف يتذكر كيف صفعتها يداه ابنته الصغيرة، لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه شعر بالقليل من الراحة حين هشم عظام وجه ذلك الفتي وتركه لزيدان ليكمل ما خططا، تنهد يشعر بالألم يشعل جسده ليتجه لخارج الغرفة مباشرة إلى غرفة ابنته، فتح الباب في هدوء ليجد ابنته على حالها نائمة مستسلمة، وجوار فراشها ارضا تجلس زوجته تمسك بيد ابنتها رأسها ملقي على حافة الفراش نائمة هي الأخري، اتجه ناحية زوجته ليحملها برفق بين ذراعيها، فتحت عينيها سريعا تهتف بهلع:.

- لينا فين لينا، إنت بتعمل ايه نزلني يا خالد
لم يجبها بل أخذ طريقه إلى غرفتهم همس بلامبلاة اجاد تمثيلها:
- إنت ِ نايمة ولينا كمان نايمة مالهاش لزوم نومك على الأرض
وضعها على الفراش بتروي ليجذب الغطاء عليها دني برأسه يلثم جبينها بقبلة صغيرة. يهمس لها بخفوت:
- تصبحي على خير.

التفت مغادرا أغلق الباب خلفه لتعتدل في جلستها تنظر للباب المغلق شاردة غاضبة منه ومشفقة عليه، قلبها يتفتت بينه وبين صغيرتها، نفضت عنها الغطاء لتتجه إلى غرفة ابنتها يعجز قلبها عن النوم بعيدا عنها خاصة في حالتها تلك
جوار فراش ابنته جلس على ركبتيه بعدما ذهب بلينا إلى غرفتهم عاد لابنته يجلس جوار فراشها ممسكا أمسك بكف يدها الصغير يخفيه داخل راحة يده ليهمس بصوت ذبيح منكسر:.

- سامحيني يا بنتي، أنا عمري ما مديت ومش عارف ازاي قلبي طاوعني أعمل فيكِ كدة، بس انتي كسرتيني يا لينا، شعور وحش اوي بنتي حبيبتي تطلع بتضحك عليا مستغفلاني، لما وقعتي قدامي على الأرض قلبي وقف من الخوف ما تحرقيش قلبي عليكِ زي ما اتحرق على أختك زمان، المرة دي بجد مش هستحمل.

لم يُغلق باب الغرفة كاملا فقط شق صغير رأته خلسة من خلاله وضعت يدها على فمها تمنع صوت بكائها وهي تراه ينهار لتلك الدرجة تعرف خالد جيدا يأخذ كل شئ على محمل الجد، خاصة حين يتعلق الأمر بابنتهم خوفه من فقدانها كما فقد شقيقتها من قبل يجعله حريصا لأبعد حد في الحفاظ عليها، وقفت تراقبه في صمت حتى لا يشعر به تعرفه يكره إظهار ضعفه أمام اي من كان، عادت لغرفتها بهدوء حزينة ولكنها مطمئنة خالد جوار ابنتهم.

على صعيد آخر في سيارة على...
يستقل عثمان مقعد القيادة يجاوره أبيه ولبني تجلس على الأريكة الخلفية، صمت يطغي على الأجواء قاطعه عثمان حين غمغم بسخط يحاول حل رابطة عنقه:
- اوووف بقي البتاعة دي خنيقة اوي هو اي حد بيروح يخطب يشنق نفسه كدة
ابتسم على ساخرا التفت برأسه ناحيه ولده يحذره بحدة:.

- أنا سمعت كلامك لما قولتلي أنا اتغيرت وعايز استقر وتعالا نخطب، انما تطلع يا عثمان بتلعب وعامل الخطوبة حجة عشان تتسلي بالبت أبوها مش هيرحمك دا مختار الزهاوي مش لعب عيال هو
بلع عثمان لعابه مرتبكا، لا يعرف ما يقول لتنقذه والدته سريعا كما تفعل دائما تهتف بحدة تدافع عن طفلها:
- جري ايه يا على هتنكد على الولد وهو رايح يخطب كمان ما قالك خلاص عايز يستقر وهيخطب وبعدين أنا ابني مش صغير عشان تقوله لعب عيال.

التفت بجسده قليلا ناحية زوجته ليرد متهكما على ما تقول:
- ماشي يا لبني، خلينا وراه الماية تكذب عثمان، صحيح
عاد لابنه يتابع يحذره:
- لما نروح هناك هتقعد بأدب ومش عايز استظراف وتنسي حكاية أنك فارس ولا خيال ولا اي كان اسمه، أنت مهندس كومبيوتر في شركة السويسي للمقاولات، مفهوم يا عثمان.

حرك رأسه إيجابا دون أن ينطق بحرف كل ما يشغله الآن أن يقتنعوا بأنه تغير ويثبت حسن نيته حتى إذا اكتفي من تلك الفتاة وتركها لن يشكوا فيه
وقفت السيارة امام قصر فخم ليفتح لهم الحرس الباب، توقفت في حديقة القصر نزل عثمان اولا يتطلع حوله حديقة واسعة فخمة بشكل مبالغ فيه، قصر كبير ارتفع برأسه لعنان السماء ليصل إلى نهايته اطلق صفيرا طويلا يهمس بذهول:
- دا واكلها والعة ايه كل دا.

لكزه على بمرفقه في ذراعه ينظر له بحدة يحذره من التمادي، اتجهوا إلى باب القصر لتفتح لهم أحدي الخادمات الباب تصطحبهم إلى غرفة الصالون جلس عثمان على أحد المقاعد ليجلس على جوار لبني على الاريكة المجاورة له، لحظات ونزل من السلم الضخم امامهم رجل طويل القامة يرتدي حلة فاخرة شعره رمادي مصفف بعناية الثراء الفاحش يظهر على مظهره من الطلة الأولي، يمسك سيجار كوبي بين أصابع يده اليسري، نظر له عثمان مستهجنا لم يستطع ان يلجم لسانه ليتمتم ساخرا:.

- هو عامل فيها يوسف وهبي ليه كدا
داس على بحذائه على قدم ذلك الاحمق ينظر له غاضبا من الجيد أنه كان فقط يهمس والا كان سمعهم ذلك الرجل، قام على يرحب به يبتسم برزانة ليرحب به الآخر بكلمات قليلة مقتضبة، بينما ظل عثمان مكانه دون حراك فقط ابتسم باتساع يقول بسماجة:
- مساء الخير يا عمي.

تجهم وجه مختار ينظر لذلك الفتي الوقح يكفي سمعته السيئة التي تسبقه بأميال، دخلت أحدي الخادمات تضع المشروبات، ابتسم على في هدوء ليبدء كلامه:
- بص يا مختار بيه احنا جايين النهاردة عشان نطلب ايد ليلا بنت حضرتك لعثمان ابني ويكون لينا عظيم الشرف اننا ننسابكوا
صمت مختار للحظات يخترز ذلك الفتي بنظراته الساخرة ليعاود النظر لعلي حمحم يردف في استهجان:.

- بس يا على بيه سمعة إبن حضرتك سبقاه شاب لعبي فاسد فاشل ما فيش وراه غير الجري ورا البنات
ما تصدقش يا عمي دي إشاعات مغرضة: صاح بها عثمان فجاءة ليحدقه على بنظرات حادة غاضبة ليحمحم بحرج يعود لصمته من جديد بينما تولي ابيه مهمة الدفاع عنه حتى وإن كان لا يرضي عن تصرفاته جميعا فيبقي ابنه هو فقط من له الحق أن ينعته بالفاشل الفاسق:.

- مختار باشا، عثمان ابني لا فاشل ولا صايع عثمان خريج كلية هندسة تكنولوجيا بتقدير امتياز مشروع التخرج بتاعه لو كمل فيه هيبقي براءة اختراع باسمه، وهو حاليا بيتشغل فيه، اما حكاية صايع فاعتقد أن كلنا صعنا في شبابنا ولما قررنا نستقر ونبطل صياعة اخترنا صح وابني اختار صح، عشان عايز يستقر.

انهي على كلامه ويحل الصمت وعثمان ينظر لابيه مندهشا والده يدافع عنه والده لم ينعته بالفاشل الفاسق كما يفعل دائما، قاطع تلك اللحظات دخول ليلا إلى الغرفة، بثوب قصير بالكاد يصل لنهاية ركبتيها فقط ربع كم يغطي ذراعيها، نظر على لها متضايقا من شكلها أهذه الفتاة هي من ستكون زوجة ابنته أم احفاده...
خطت ليلا للداخل مبتسمة برقة لتبتهج لبني من منظر العروس الرائعة، قامت تود معانقتها تهتف في سعادة:.

- اهلا يا عروسة
اختفت ابتسامتها حين ابتعدت تلك الفتاة عنها تمد لها اطراف اصابعها تصافحها بغرور تبتسم باصفرار متمتة:
- هاي يا انطي
ضيقيت لبني عينيها تنظر لها بغيظ، تلك الوقحة لن تكون زوجة ابنها ابدا، بينما اتجهت ليلا ناحية والدها تجلس جواره بعد ما صافحت على وخجلت كثيرا! من أن تمد يدها تصافح عثمان
قاطع على الصمت يتمتم برزانة:
- ها يا مختار باشا محتاجين وقت تفكروا ولا نتكل على الله نقرأ الفاتحة.

نظر مختار لابنته نظرة محددة لها مغزي هي فقط من فهمته لتحرك رأسها إيجابا كأنها تأكد له أنها تعرف ما تفعل، تنهد مختار حانقا من تصرفات ابنته الطائش ليرسم ابتسامة لبقة على شفتيه نظر لعلي مردفا:
- نقرا الفاتحة
رفع الجميع ايديهم يقرأون الفاتحة اختلس عثمان النظرات لليلا لتبادله بنظرات خجلة تخفض رأسها سريعا...
انتهت قراءة الفاتحة لينهض على فقام مختار بدوره صافحه على يتمتم في مرح باهت:.

- احنا الكبار دورنا خلص لحد هنا هما بعد يظبطوا مع نفسهم ميعاد الخطوبة، اتشرفت بمعرفتك يا مختار بيه
ابتسم مختار بدبلوماسية يصافحه بهدوء متمتا:
- الشرف ليا أنا يا على بيه بإذن الله يكون لينا لقاءات تانية عشان نتعرف على باقي العائلة
حرك على رأسه إيجابا يرد بفتور:
- اكيد، اكيد، نستأذن احنا بقي.

اصطحب زوجته وابنه إلى الخارج كان عثمان آخر الراحلين، نظر للينا يلوح لها يبتسم بسهتنة لتنظر له بهيام خجلة منه، ما إن رحل تبدلت ابتسامته باخري خبيثة ماكرة بينما اختفت نظراتها الناعسة ليشعل الحقد عينيها كل منهما يسعي لايقاع الآخر في شباك انتقامه تري من منها سينجح اولا.

حل صباح يوم جديد في منزل حمزة في دبي في أحدي ناطحات السحاب الفخمة يجلس حمزة وادهم على طاولة الافطار والخادمة الفلبينية تضع لهما الطعام بينما مايا المدللة لا تزال ترتدي ثيابها او بمعني تصرخ في دولاب ثيابها المكتظ بأنها لا تملك اي ملابس...
ضحك حمزة بخفوت حين وصل له صراخ ابنته الساخط نظر لأدهم يتمتم ضاحكا:
- أختك المجنونة
ابتسم أدهم ساخرا يحرك رأسه نفيا ببطئ يتنهد بيآس من افعال تلك المدللة:.

- 46 الف طقم وكل اليوم الصبح تصوت ما عنديش هدوم خالص، دي حاطة باقي هدومها في دولابي
ابتسم حمزة في هدوء ليربط على كتف ادهم يغمغم برفق:
- أختك وبتدلع عليك
اختفت إبتسامة أدهم وتلك الحقيقة التي فرضوها عليه تعصر قلبه ألما شقيقته هي لن ولم تكن شقيقته يوما كيف يقنع قلبه الثائر بأن تلك الفتاة لا تراه سوي شقيقها الأكبر، كيف يتخلص من لعنة عشق محرم بتلك الأوراق الرسمية.

اجفل على صوت مايا تصيح بمرح كعادتها ما أن حضرت إلى الطاولة وهي لا تتوقف عن الثرثرة المزعجة ولكن صدقا ذلك النابض يعشق ثرثتها المزعجة تنهد يبتسم بيآس:
- حلو الطقم والله حلو
ابتسمت في دلال تصفق بحماس لتتجه ناحية والدها تجذبه من ذراعه تصيح فيه:
- يلا يا بابي عشان توصلني هتأخر على المحاضرة
أمسك حمزة بيدها يضحك بصخب قرص مقدمة انفها برفق يغمغم في مرح:.

- يا بطلي اهمدي تعبتيني، ادهم اخوكي هيوصلك أنا مش رايح الشركة النهاردة
تنهدت بضجر لتقترب من أدهم تجذبه من ذراعه بعنف إلى الخارج تصيح بغيظ:
- قوووم، قوووم يا أدهم انت تقيل أوي
ضحك حمزة يراقبهم بسعادة ليتحرك أدهم خلف مايا ما كاد يخرج من الباب سمع صوت والده يصدح خلفه:
- خلي بالك من اختك يا أدهم.

زفر بحنق ليحرك رأسه إيجابا جذب الباب خلفه يغلقه، استقلا معا المصعد لتقف مايا أمام المرآه تنظر لملابسها تتأكد من أناقة مظهرها ادهم يقف بعيدا يتصطنع اللامبلاة بينما عينيه لا تنزحان عن مرآه المصعد يتطلع إلى قسمات وجهها يلتهم بشغف ملامحها البريئة كور قبضته يشد عليها، يتنفس بحدة وقف المصعد فئ الطابق الخامس عشر لتحتد عيني أدهم غضبا حين رأي واصل جارهم ذلك الشاب صاحب النظرات الناعسة، يتمني دائمآ أن يغلق له عينيه تلك حتى لا ينظر لها ابدا.

التفتت مايا لواصل تبتسم له كعادتها:
- هاي واصل
رمقها ذلك الواصل بنظرة حالمة ناعسة يهمس له بسهتنة:
- هاي مايا أنتي كتير بتعقدي اليوم
اشتعلت أنفاس أدهم غضبا خاصة مع ضحكات مايا الرقيقة اقترب المصعد من الطابق العاشر لينظر أدهم إلى ذلك الواصل نظرات متوعدة شرسة، ابتسم في خبث ليقترب من مايا يغمغم ببراءة:
- مايا شوفتي ال
في طريقه اليها مر جوار واصل ليهمس له بصوت خفيض يتوعد له:
-انزل احسنلك بدل ما ارميك برة.

ليكمل طريقه إلى مايا يبتسم في براءة:
- الساعة بتاعتي لونها لايق مع القميص
بلع واصل لعابه ذعرا دائما ما كان يخشي من ذلك الادهم الضخم ضغط بتوتر على زر الطابق العاشر لينتفتح الباب فر واصل خارج المصعد ينظر لادهم في خوف يبلع لعابه ليلوح له أدهم خلسه يبتسم ساخرا، اكمل المصعد طريقه ليأخذ مايا إلى سيارته متجها بها إلى جامعتها.

ما إن استقلت مايا السيارة بدأت تبحث في حقيبتها بتوتر وسرعة لتبتسم براحة ما أن وجدت ضالتها أخرجته من الحقيبة، ما كادت تفتحه سمعت صوت ادهم يسألها بتعجب:
- ايه يا مايا اللي في ايدك
امسكت مرآه السيارة الامامية تحرك لتنعكس صورتها فيها فتحت ذلك القلم تغمغم بملل:
- روچ يا أدهم نسيت احط قبل ما انزل
قبل أن تقرب ذلك الشئ من فمها هتف أدهم سريعا ببراءة:
- وريهولي كدا عايز اشوف حاجة عليه.

تنهدت بضجر لتغلقه تعطيه اياه فما كان من أدهم الا أنه القاه من نافذة السيارة المجاورة له دون أن ينظر له حتى، صرخت مايا بغيظ من مفاجأة ما حدث:
- إنت اتجننت يا أدهم
حرك رأسه إيجابا يبتسم باستفزاز ليهتف بسماجة:
- ايوة اتجننت وما فيش اي زفت هيتحط على وشك برة البيت واتفضلي يلا انزلي وصلنا.

نفخت بغيظ لتنزل من السيارة تصفع الباب خلفها بعنف تعرف أن أدهم يحب سيارته كثيرا لذلك تعمدت أن تصفع بابها بحدة لتسمع صوته يصيح مغتاظا مما فعلت:
- براحة على الباب
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها لتقرر الانتقام منه لم يكن تحرك بعد عادت اليه فتحت باب السيارة الخاص نظرت لمقعدها للحظات كأنها تبحث عن شئ لتتمتم ببراءة:
- لاء في الشنطة.

صفعت الباب بعنف اكبر من سابقه، لتشتعل عينيه غضبا، عادت تفتح الباب نظرت له تبتسم ساخرة:
- إنت ناديت يا أدهم
ابتسمت متشفية منه أمام نظراته الحادة الغاضبة لتمط شفتيها تغمغم في براءة طفلة:
- لاء شكل كان بيتهيئلي..
لتعاود صفع الباب بعنف تلك المرة سمعته يزمجر باسمها لتهرول ناحية الجامعة تضحك متشفية عليه
نزل سريعا من سيارته ليفتح بابها الثاني تنهد براحة يربط على باب السيارة برفق:.

- المجنونة كانت هتضيع الباب، عربيتي حبيبتي دا أنا اروح فيها
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه مايا لا تترك ثأرها ابداا، صوت رنين هاتفه صدح ليلتقطه من جيب سروال حلته كان يظن أنه والده ليقطب جبينه في تعجب، الرقم ليس رقم والده وليس من داخل دبي، رقم من مصر وغريب غير مدون لديه ليس رقم اي فرد من العائلة
فتح الخط يضع الهاتف على اذنه يهتف في ثقة:
- ايوة أنا أدهم السويسي مين معايا.

لحظات يستمع إلى الطرف الآخر ويديه تشتد على هاتفه حتى كاد ينكسر بين يديه ليصدح صوته قويا عاصفا:
- بقولك ايه يا راجل يا مجنون إنت، لو اتصلت هنا تاني هنزل بنفسي امحيك من على وش الأرض مالكش دعوة بمايا ودا اعتبره تهديد، إنت ما تعرفش أنا اقدر اعمل ايه.

اغلق الخط ليقبض على هاتفه يكاد يسحقه، صدره يعلو ويهبط بعنف ينظر لباب الجامعة التي دخلتها مايا للتو لن يسمح لهم بإبعادها عنه ابدا، انطلق بسيارته يشق الطريق إلى منزله عليه أن يخبر والده.

في فيلا خالد السويسي.

على وضعه ذاك من ليلة امس جسده يجلس على الأرض ورأسه مسطحة على الفراش يغط في النوم يد ابنته تخفيها كف يده، على الرغم من أن خالد من الصعب أن يستيقظ بسهولة ولكن خوفه وقلقه على ابنته جعله ينتفض ما أن شعر بحركة أصابعها داخل كفه بلع لعابها متوترا ينظر لها وهي تحرك رأسها تأن من الألم تحاول فتح عينيها، ترك كفها برفق ليخرج من الغرفة بخطي سريعة شبه مهرولة اتجه إلى غرفته ليجد لينا تغط في النوم جلس جوارها يوقظها بتلهف:.

- لينا، لينا اصحي يا لينا
انتفضت جالسة تنظر له بذعر تتلعثم بتوتر عقلها يعجز عن تكوين جملة مفيدة:
- في ايه، ايه في ايه
تعرق جبينه كور قبضته يشد عليها يحاول أن يبدو غير متأثرا ولكن رغم ذلك ارتجفت نبرته:
- لينا فاقت او بتفوق وشكلها تعبانة قومي شوفيها
هزت رأسها إيجابا سريعا نفضت الغطاء لتهب من فراشها متجهه إلى الخارج حين استوقفها جملته التي حاول أن يجعلها باردة قدر الامكان:.

- ابقي خليها تاكل دي نايمة من امبارح
تنهدت بأسي على حاله تعرف أنه يتألم فقط لالمها ولكنه يكابر تحركت سريعا إلى غرفة ابنتها لتجدها تجلس في منتصف الفراش تضم ركبتيها لصدرها تبكي في صمت، ابتلعت تلك الغصة التي تعصف بقلبها، اقتربت من ابنتها تعانقها بقوة لتنفجر كلتاهما في البكاء شدت لينا على جسد ابنتها تربط على ظهرها برفق تهمس لها بحنو:.

- بس يا حبيبتي اهدي، يا لوليتا مش أنا سألتك أن كان في حد في حياتك ولا لاء ليه كذبتي عليا
ابتعدت عن حضن والدتها الدموع تغرق وجهها المكدوم تهمس باختناق من عنف شهقاتها:
- انتي سيبتيني وسافرتي بعدتي عني في الوقت اللي كنت محتاجة فيه بس حضنك..
ما قدرتش احكيلك، ما قدرتش
صدمة اخرست لينا بعد عتاب طفلتها انهمرت دموعها بعنف لتحاوط وجه صغيرتها بحذر خوفا من أن تؤذيها تشهق في بكاء عنيف:.

- والله يا بنتي ما كنت اعرف أن كل دا هيحصل أنا عمري ما اسيبك ابدا، يا رتني ما سافرت، سامحيني
ابتعدت عن والدتها تحرك رأسها نفيا بعنف لتشرد عينيها في اللاشئ تتمتم بخواء:
- أنا ما غلطتش لما حبيت الحب مش غلط، أنا ما غلطتش عشان يحصل فيا كدة
التفتت لوالدتها حين شعرت بها تمسك ذراعيها برفق بين كفي يدها تتمتم بأسي:.

- أنا ما غلطتيش لما حبيتي بس غلطتي لما خبيتي، ما قدرتش تحكيلي كنت احكي لبابا اعتقد انه اقرب ليكي مني، خالد متمسك بزيدان عشان شايف إن ما فيش حد في حياتك
انما لو كنتي قولتيله من الأول عمره ابدا ما كان هيرفض، ولا هيفرض عليكِ زيدان
اتسعت عيني الصغيرة بصدمة شلت تفكيرها بأكمله لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم في ذهول:
- يعني ايه ما كنش هيرفض، لا كان هيرفض صح، يعني بابا كان هيوافق على معاذ عادي.

حركت لينا رأسها إيجابا تؤكد ما تقول لتكلم بحزم:
- ايوة كان هيوافق لو كان شحات بس عارف أنك بتحبيه كان هيوافق، قالها قدامي هي تقولي بس أنها بتحب دا وأنا اجوزهولها الصبح، انما اللي انتي عملتيه كسرتيه، أنا أول في حياتي اشوف خالد منهار كدة.

قاطع كلامهم حين انفتح الباب دخل خالد بصعوبة سيطر على انفعالته حتى لا يركض اليها يخفيها بين ذراعيه خاصة حين رآها تبكي بتلك الطريقة، تتحرك ببرود اقترب منهم ليمد كف يده أمام وجهها قائلا:
- اقلعي دبلة زيدان خلاص هو نفسه مش عايز يكمل
وكلمي اللي اسمه معاذ دا خليه يجي يقابلني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة