قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

صدمة كلمة قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بكيانها دوامة من المشاعر الغريبة عصفت بخلجات والدها لم يكن سيعارض، بتلك البساطة يوافق، وزيدان تنازل عنها حتى وإن كانت لم تكن له المشاعر كما تعتقد، فمن الرائع شعور أن أحدهم يحبك يرغب في قربك.

نظرت لوالدها بجزع، تنساب دموعها كان سيوافق وهي خدعته ودمرت ثقته بها بهذه البساطة، اقترب منها أمسك كف يدها الأيمن لينزع خاتم خطبة زيدان برفق من يدها شعرت في لحظة بأن تلك الحلقة الغريبة التي طوقت قلبها انكسرت، استدار ليغادر لتهب سريعا امسكت بذراعه تستجديه باكية:
- بابا أنا آسفة أنا...
صمتت حين استدار لها يبسط كفه أمام وجهها، لينزع ذراعه من يدها يتمتم بخواء:.

- ولا كلمة مش عايز اسمع منك حاجة، اتصلي بيه وخليه يجي يقابلني بس
قالها ليستدير خرج من الغرفة بأكملها لتنهار على فراشها تبكي ندما تعنف نفسها ليتها استمعت إلى نصيحة صديقتها « سهيلة» وأخبرت والدها منذ البداية، والآن هي كبلهاء خسرت ثقة والدها، وزيدان تشعر بقلبها يتنفض بعنف تنظر لأصبعها الخاوي، حتى زيدان زهدها لم يعد يرغب فيها.

ارتمت بين أحضان والدتها تشهق في بكاء عنيف تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
- أنا غبية، وآسفة والله آسفة قولي لبابا يسامحني عشان خاطري يا ماما
انفطر قلب لينا ألما على بكاء طفلتها تحاول تهدئتها قدر الإمكان لتهتف سريعا:
- يا حبيبتي انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه هو زعلان منك شوية وهيرجع يصالحك، كفاية عياط يا حبيبتي هتتعبي.

ابعدتها عنها تمسح دموعها برفق لتجذب صينية الطعام تضعها امامها ربتت على رأسها برفق تهمس بحنو:
- يلا يا حبيبتي كلي من امبارح ما كلتيش.

حركت رأسها نفيا تتجه بعينها ناحية نافذة الغرفة تنظر للخارج لقطات سريعة متتالية من طفولتها تمر أمام عينيها لتبتسم وتتساقط دموعها تذكرت حين كانت فقط طفلة في الثامنة مزقت أوراق مشروع هام تذكرت نظرة والدها المفزوعة حين رأي الورق فتات امام عينيه لأنها كانت فقط تلعب جل ما فعله أنه جلس أمامها على ركبتيها يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح باهت:
- فداكي يا شقية، يلا أجري العبي في الجنينة.

ليتها أخبرته من البداية انسابت دموعها بغزارة، اجفلت على صوت دقات على باب الغرفة ظنت انه والدها لتنظر للباب سريعا، فتحت والدتها الباب تبتسم في وجه الواقف:
- تعالا يا زيدان.

توسعت عينيها بذهول، لتجده يدخل إلى الغرفة يحمل علبة الحلوي اللي تفضلها، استشفت من ملامحه المجهدة انه لم يذق النوم طعما، دخل إلى الغرفة يبتسم في هدوء وقف امام برأسها ليضع علبة الحلوي عليه لاحظات أنه يتفادى النظر اليها عينيه لم تقابل عينيه ولو للحظات منذ أن دخل إلى الغرفة حمحم يردف بجد:
- أنا كنت جاي اطمن عليكي أنت ِ بنتي خالي أولا وآخرا وزي أختي ما احنا متربين مع بعض
حمد لله على سلامتك، عن اذنكوا.

قالها ليستدير يريد الرحيل حينما سمعها تهمس باسمه أغمض عينيه يشد عليها بعنف ذلك النابض في يسار صدره انتفض يدق بعنف اخذ نفسا عميقا يهدئ به نفسه ليلتفت لها يحاول الا ينظر إليها يهمس ببرود:
- نعم يا بنت خالي.

ممكن تخلي بابا يسامحني، همست بها برجاء تبكي بحرقة، لم يقاوم قلبه الثائر اكثر رفع وجهه ينظر إلى وجهها المكدوم ليشد على كفه بعنف يرغب وبشدة في تحطيم يد والدها التي فعلت بها ذلك بلع لعابها متوترا يحرك رأسه إيجابا، ليجدها تبتسم له ممتنة، لينا تبتسم له حدث تاريخي لم يحدث من قبل، فر سريعا من الغرفة قبل أن تنهار مشاعره أمامها.

نزل إلى اسفل ليجد خالد يجلس على أحد المقاعد المقابل للسلم، انتفض ما أن رآه يسأله بتلهف:
- هي عاملة ايه
ابتسم بحالمية يتذكر نبرة صوتها وهي تنطق اسمه ابتسامتها التي وجهتها له، له هو فقط تنهد يهمس بحرارة:
- مش كويسة!
رفع خالد حاجبه الايسر باستجهان ليرمي زيدان بنظرة حادة يزمجر غاضبا:
- وأنت مالك مبسوط كدة ليه أنها مش كويسة
تدارك زيدان نفسه سريعا دوامة مشاعره طغت على إجابته ليقول سريعا مصححا:.

- والله مش قصدي، بس هي تعبانة اوي يا خالي إنت عمرك ما قسيت عليها سامحها المرة دي
عاد يجلس على مقعده مرة اخري يحرك رأسه نفيا بعنف تهدجت أنفاسه ليهتف بانفعال:
- عمري ما قسيت عليها وادي النتيجة، المهم عملت اللي قولتلك عليه
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي زيدان يشعر بالانتشاء يغزو خلاياه بعدما هشم عظام ذلك الفتي حرك رأسه إيجابا يغمغم في مكر:
- تمام كله تحت السيطرة.

إنت قولتله على ايه، جاء صوت لينا المتعجب من خلف زيدان ليبتسم الأخير بارتباك حمحم يهتف متلعثما:
- هاا ابدا يا ماما، دي قضية في الشغل ولا ايه يا خالي
تبادل هو وخالد النظرات ليبتسم الأخير ساخرا يحرك رأسه إيجابا التفت للينا ينظر لها بهدوء يحادث زيدان:
- روح إنت واستني مني تليفون
حرك رأسه إيجابا ليغادر دون أن ينطق بحرف بينما اقتربت لينا منه أمسكت كف يده تترجاه:.

- خالد عشان خاطري لينا مش عايزة تاكل اي حاجة أطلع حتى خليها تاكل عشان خاطري يا خالد
نزع كفه من يدها وقف يوليها ظهره قلبه ثآر خائف على طفلته وعقله ثآر يكابر يصرخ فيه بأن تلك الطفلة هي من دهست ثقته زمجر بحدة دون ان يستدير:
- عنها ما كلت هي غلطانة وكمان بتتدلع، خلاص ما عدتش هدلع تاني، تاكل ما تاكلش تخبط دماغها في الحيطة ما بقتش تفرق معايا.

لا فائدة من المحاولة تعرف خالد حين يكون غاضبا لن يطاوع قلبه بتلك السهولة استدارت لترحل لتسمعه يهمس باسمها بخفوت، التفتت له سريعا ليشيح بوجهه ناحيه اليسار بلع لعابه يحاول أن يظهر البرود في نبرة صوته ولكن رغم عنه ظهر القلق جليا حين همس لها:
- حاولي معاها تاني معلش دي من امبارح ما كلتش ولا لقمة واحنا داخلين على الليل اهو..

ابتسمت يآسه لتقترب منه تعانقه بقوة وضع رأسه على كتفها يشد على عناقها يشعر بيدها تربط على رأسه حين سمعها تهمس بحذر:
- لوليتا ما غلطتش يا خالد، أنت عارف بنتك أكتر من اي حد، هي ممكن تكون خافت لترفض معاذ وتصمم على زيدان فخبت عليك، إنما اكيد مش قصدها تخبي عليك
رفع وجهه عن كتفها لتقابل زرقتيها غيوم عينيها الكدرة من الألم سمعته يهمس بصوت متألم مهموم:.

- وكانت هتفضل مخبية عليا لحد امتي، لحد ما تتجوزه من ورايا
شهقت واتسعت عينيها تحرك رأسها نفيا سريعا حاوطت وجهه بكفيها تهمس بتلهف:
- لاء طبعا يا خالد، لينا عمرها ما تعمل كدة وبعدين هي قالتلي أنه جاي يتقدملك يوم عيد ميلادها لما أعلنت خطوبتها على زيدان يعني...
قاطعها يتابع بخمول:
- خلاص يا لينا مالوش لازمة الكلام دا، اطلعي وانا شوية وهطلع اشوفها.

ابتسمت مطمئنة تعرف أن خالد لن يترك ابنته حزينة حركت رأسها إيجابا تربط على وجنته بحنو لتتركه متجهه إلى غرفة ابنتها تحاول اقناعها أن تاكل ولو قليلا.

ها إيه رأيك، هتف بها عمر بحماس بعدما خرج من غرفة القياس في أحد محلات الملابس الشهيرة لتلمع عيني ناردين بإعجاب تصفق بشغف:
- القميص تحفة عليك يا عمر، مش قولتلك فكك من البدل، شكلك بالكتير يدي 20 سنة
ابتسم بسعادة تلمع عينيها بحماس وشغف كان قد نسي كيف يكون إحساس أن تعش تلك المشاعر من جديد ربما كانت تلك الفتاة هي النجدة التي بُعثت له لتحي رماد قلبه من جديد.

يتصرف معها كأنه شاب طائش لا حساب على أفعاله يخرج يضحك يركض، تالا بحساسيتها الزائدة كانت ترفض كل ذلك، نظر لانعكاس صورته على سطح المرآه امامه عاد عمر الدنجوان بفضل تلك الفتاة
اشتريا كمية كبيرة من الملابس لها وله ليجلسا في أحد المطاعم قبل الغروب بقليل ابتسم يغمغم في سعادة:
- تعرفي أن أنا بقالي مدة كبيرة ما ضحكتش وحسيت بالانطلاق زي النهاردة
رفعت حاجبيها لتسأله ببراءة تحمل سم الافعي:.

- معقولة ليه ما كنتش بتروح مع مراتك وهي بتشتري هدومها، حقيقي إنت ذوقك هايل يا عمر
اختفت ابتسامته ليحل مكانها اخري ساخرة خبي بريق عينيه يهمس في تهكم:
- تالا ما كنتش بترضي، كنت ببقي عايز حتى اشتري لبس البنات كمان تقولي وأنت إيش فهمك في اللبس البناتي، طلبت منها مرة واتنين وبعد كدة بقت هي لما بتطلب مني انزل معاهم بقيت برفض وارد عليها بنفس جملتها.

مدت كف يدها الايسر تشبك أصابعها بيسراه رفع رأسه ينظر لها ليجد تبتسم بنعومة لتمتم بدلال:
- هي الخسرانة صدقني مين يكون معاها راجل زيك وتتبر على النعمة دي، صدقيني يا عمر إنت احسن راجل وأب في الدنيا كلها.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يشبك يده في يدها بقوة لتقع عينيه في تلك اللحظة على الدبلة الفضية طوق زواجه تنهد لينزع يده من يدها، قطبت جبينها مستنكرة ما فعل لتتسع ابتسامتها حين رأته يخلع تلك الدبلة من يدها يدسها في جيب بنطاله لتلمع عينيها في حماس خطتها تسير بأفضل حال.

وقفت أمام فراش ابنتها تنظر لها بحزم لما يجب أن تكون تلك الصغيرة صلبة الرأس تماما كوالدها منذ ساعات وهي تحاول أن تقنعها بأن تأكل وهي لا تعطي اي رد فعل سوي الصمت
والرفض، فاض بها الكيل وقفت أمامها تشهر سبابتها أمام وجهها تصيح بحزم:
- ما هو بصي بقي يا لينا يا هتاكلي يا هعلقك جلوكوز ودا آخر اللي عندي أنا مش هفضل اتفرج عليكي وانتي بتموتي نفسك.

نظرت لوالدتها بخواء للحظات لتعاود النظر تجاه الشرفة بلا حياة لا ترغب في فعل اي شئ حتى معاذ لم تفكر في الاتصال به كل ما يشغل بالها حاليا كيف تنال سماح والدها، اجفلت على صوت دقات تحفظها جيدا، اتجهت والدتها تفتح الباب، ابتهجت تبتسم بأمل حين سمعته يحادث والدتها قائلا:
- انزلي يا لينا حضري العشا أنا هجيب لوليتا واحصلك.

لحظات وخرجت والدتها ليدخل خالد إلى الغرفة اغلق الباب خلفه تقدم يجلس على حافة فراشها دقائق من الصمت ينظر لها دون كلام بينما هي تبتسم تنساب دموعها، وقفت على ركبتيها تلقي بنفسها بين ذراعيه تخبئ وجهها في صدره تنتحب تشهق في بكاء عنيف:
- سامحني يا بابا أنا آسفة.

انهارت جميع حصون عناده العتيدة ليلف ذراعيه حول ابنتها يخبئها داخل قلبه قبل صدره خرجت منه تنهيدة حارة طويلة مثقلة بالهموم يضم الصغيرة لصدره كأنها لا تزال طفلة رضيعة، ساعات ربما في دقائق هي لا تتوقف عن البكاء تطلب منه السماح وهو صامت تماما، ابعدها عنه اخيرا يمسح دموع وجهها بيديه، جلس امامها يربع ساقيه لتفعل المثل بالكاد أخفي ابتسامته حين قلدت جلسته.

غص قلبه ألما من تلك العلامات التي تشوه وجهها من فعل يديه ليمد يده يمسد عليها برفق يهمس قلقا:
- هو مش الدكتور كان كاتبلك مرهم للكدمات دي، ماما دهنتلك منه
حركت رأسها إيجابا دون كلام لتخفض رأسها لأسفل تعاتبه بخفوت:
- حضرتك عمرك ما ضربتني، أول مرة أحس أن أنا خايفة منك اوي كدة
رفع وجهها برفق ينظر لها ابتسم في حزن ليتمتم بألم:.

- وأنا اول مرة أحس اني مكسور منك اوي كدة، أنتي عارفة احساس أنك بتبني بيت كبير جميل عالي كل شوية تقف قدامه البيت تفتخر بيه البيت دا أنا اللي بنتيه وفجاءة البيت يقع وتكتشفت أن اساسته ما اتبنتش أنا عمري ما خوفتك مني ليه خبيتي عليا
اغمضت عينيها لتنساب دمعتين منهما بلعت لعابها متألمة تهمس في خزي:
- كنت خايفة مش من حضرتك، خايفة لحضرتك ترفضه وتصمم تجوزني زيدان غصب عني وأنا ما بحبوش.

صمت للحظات يترفس تعابير وجهها ليربع ذراعيه أمام صدره يسألها فجاءة بحذر:
- وايه بقي اللي شدك في اللي اسمه معاذ دا، حبيته ليه يعني
شعرت بالخجل نظرت لوالدها نظرة سريعة خاطفة تفرك يديها متوترة تهمس بارتباك:
- مم، يعني معاذ طيب وحنين بيحبني وبيخاف عليا، على طول جنبي في الكلية، كلامه يعني مش عارفة اقولها حضرتك ازاي بس بيحسسسني بإحساس غريب حلو
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يكمل مستهجنا:.

- اقولك أنا كلامه بيحسسك انك طايرة كل كلمة غزل بتخرج منه قلبك بيدق بسرعة بتحسي، على طول بيقولك أنه بيحبك وأنك احلي بنت في الدنيا وأنه مستعد يعمل اي حاجة عشان تبقي معاه دايما
توسعت عينيها في ذهول رفعت رأسها تنظر لوالدها في دهشة تفغر فاهها كيف علم بكل ذلك، ليبتسم خالد ساخرا يهمس في نفسه بغيظ:
- كنت عارف أنه عيل، بتاع كلام
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يربط على رأسها برفق ليكمل يحذرها بحدة:.

- ماشي يا لينا، بس بردوا كان لازم تقوليلي
دي أول وآخر تخبي عني حاجة اي كانت المرة الجاية رد فعلي هيبقي وحش أوي مفهوم
بلعت لعابها خوفا تحرك رأسها إيجابا لتهمس في حذر:
- طب ومعاذ
قالتها سريعا بتلعثم ليزفر بغيظ فقط من ذكر اسم ذلك الفتي ارغم شفتيه على الابتسام يقول لها في مرح باهت:
- قومي غيري هدومك وتعالي ننزل نتعشي وبعدها نكلمه، خلاص زيدان نفسه انسحب الطريق بقي مفتوح لمعاذ.

ربت على وجهها ليدني مقبلا جبينها تركها وغادر يغلق الباب خلفه لتتنهد تبتسم براحة اخيرا نالت سماح والدها وفوق ذلك ايضا موافقته على معاذ، قامت سريعا تلتقط هاتفها الاسود الصغير تحاول الاتصال به كالعادة هاتفه أما مغلق او جرس متواصل بلا رد، زفرت بحنق تلقي الهاتف على الفراش بعنف:
- إنت فين بس يا معاذ ما بتردش عليا بقالك أسبوع.

في الأسفل اخذ طريقه إلى أسفل يفكر شارد يقنع نفسه بأن ما يفعله هو الصالح لابنته ستشكره قريبا على ما فعل دخل إلى غرفة الطعام ليجد زوجته تتحرك هنا وهناك بخفة تضع أطباق الطعام على الطاولة ليبتسم في خبث اقترب منها بخفة يمشي على أطراف أصابعه إلى أن صار خلفها ليلف ذراعيه حول خصرها انتفضت تشهق بخوف التفتت له تنظر له بغيظ:
- حرام عليك خضتني مش هتبطل حراتك دي بقي.

حرك رأسه نفيا ببطئ يبتسم باستمتاع يلاعب حاجبيه عبثا لتضحك بخفة تسأله سريعا:
- صالحت لوليتا؟
حرك رأسه إيجابا دون كلام لتعانقه بقوة تهمس بامتنان:
- حبيبي يا خالد كنت عارفة أن لوليتا مش هتهون عليك أبدا
ابتعد عن صدره تود إكمال ما تفعل لتشهق بقوة حين شعرت به يجذبها من جديد يطوقها بين ذراعيه يبتسم متلذذا:
- طب وأم لوليتا
احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بصوت خفيض تتحاشي النظر لعينيه:
- مالها.

مال بوجهه ناحيتها ليداعب انفها بأنفه يبتسم في خبث غمز لها بطرف عينه اليسري يهمس باستمتاع:
مش عيزاني اصالحها
كادت وجنتيها تنفجر خجلا من عبثه الذي لا ينتهي ابدا ليجفلا معا على صوت ابنتهم تهتف في مكر:
- بتعمل ايه يا بابي
انتفضت لينا من بين ذراعيه سريعا ترتب طاولة الطعام بارتباك ليحمر وجه خالد غيظا يشتم الصغيرة في نفسه التفت لها يغمغم ساخرا:
- بحط لماما قطرة، عيلة فصيلة زي أمها.

ضحكت الصغيرة تغيظ والدها اتجهت إلى الطاولة تجلس على جانبه الأيسر ولينا على الايمن بينما هو يترأس الطاولة نظر لابنتع ليعقد جبينه متعجبا مما رأي مد يده يمسك وجهها برفق بين يديه يهتف في ذهول:
- انتي وشك خف بسرعة كدة إزاي
ضحكت ابنته بصخب لتشاركها والدتها في الضحك توقفت الصغيرة عن الضحك تهتف من بين ضحكاتها المتقطعة الخافتة:
- دا الميكب آب يا بابا.

اتسعت عيني خالد في ذهول ينظر لها بدهشة ليعقد جبينه في غضب زائف اجاد تمثيله يغمغم بحدة:
- حطيتي مكياج يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه
ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف لتعقد جبينها غيظا تنفخ خديها تنظر له بحنق ليضحك هو ولينا عاليا على منظرها
لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
- ابوكي بيهزر هزار بوابين يا حبيبتي معلش.

التفت بوجهه لها يرفع حاجبه الايسر يبتسم في توعد مغمغما:
- بتقولي حاجة يا حبيبتي
أشارت إلى نفسها تسبل عينيها ببراءة تحرك رأسها نفيا ليضحك عاليا يقبل جبينها، بينما هي تنظر لوالديها تبتسم والديها رمز العشق الخالد الذي لم ولن يموت ابدها
رن جرس الفيلا الخارجي في تلك اللحظة تحديدا لينظر خالد إلى ساعته يقطب جبينه متعجبا:
- مين هيجيلنا دلوقتي احنا داخلين على نص الليل
هتفت لينا زوجته بحيرة:
- يمكن زيدان.

ذهبت أحدي الخادمات لتفتح الباب لتطل من خلف الباب المغلق فتاة في أوائل الثلاثينات ترتدي تنورة سوداء واسعة وقميص اسود باكمام وحجاب رأسها من نفس اللون الاسود
تجري الدموع على خديها لتلوث وجنتيها البيضاء الممتلئة
تحمل طفلة صغيرة على ذراعها الايمن وحقيبة صغيرة فوق كتفها الايسر تمسك بكف يدها الايسر يد طفل صغير في الخامسة تقريبا
ابتسمت الخادمة ترحب بها بسعادة:
- اهلا اهلا يا ست بدور اتفضلي.

دخلت بدور إلى الداخل نظرت للخادمة تسألها بصوت خفيض بح من البكاء:
-هو بابا فين
اشارت الخادمة إلى غرفة الطعام المغلقة:
- بيتعشي يا هانم
حركت بدور رأسها إيجابا لتتحرك بخطي سريعة ناحية غرفة الطعام فتحت بابها، لتحل الصدمة فوق الجميع على رأسهم خالد الذي هب سريعا متجها إليها يسألها بقلق:
- بدور مالك يا بنتي فيكي ايه
لحظة وانفجرت تبكي بعنف تشهق في بكاء حاد مرير، اندفعت تعانقه بقوة تصيح بحرقة من بين دموعها:.

- أسامة ضربني يا بابا
اشتعلت عينيه غضبا ذلك الوغد سمح لنفسه أن يرفع يده على ابنته أقسم سيذقيه العذاب ألوان، هتف في حدة يتوعده:
- ليلة إلى خلفوه مالهاش ملامح، أنا قايلك من زمان أنه عيل صايع وانتي ما سمعتيش كلامي
ازدادت بكائها بعنف ليتنهد بضجر يربط على رأسها برفق يهمس بهدوء:
- خلاص بطلي عياط ما يستاهلش تعيطي بسببه، انتي لو تسبيني أشد عليه هيمشي على العجين ما يلغبطوش.

قبضت بيدها على سترته تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
- أنا بحبه يا بابا
زفر بغيظ لما حظه سئ لتلك الدرجة ابنتيه واختيارهما السئ في الرجال ربط على ظهرها بهدوء يهتف في سخط:
- خلاص يا بدور بتعيطي دلوقتي أنا قايلك من ساعة الخطوبة لما نكد عليكي يومها وقولتلك سيبيه قعدتي تقولي بيحبني يا بابا وهيتغير بعد الجواز، قولتلك ما فيش رجالة بتتغير بعد الجواز بردوا ما سمعتيش كلامي.

زاد نشيجها الحارق لتهب لينا سريعا متجهه اليهم تنظر له بحدة لتقول بعتاب:
- خلاص يا خالد دا وقت تقطيم أنت مش شايف حالتها
حرك رأسه إيجابا يبعدها عنه يحاول أن يبتسم ليهدئها قائلا في فرق:
- خلاص يا حبيبتي اهدي، هاتي حبابيب جدو دول واطلعي يلا اوضتك غيري هدومك وتعالي نتكلم
حركت رأسها إيجابا تمسح دموعها بعنف لتأخذ لينا منها الطفلة الصغيرة بينما ركض الصغير إلى جده يحتضن ساقه يصيح فرحا:
- تدوو.

ضحك خالد في سعادة أن كان يحب بدور فهو يعشق هؤلاء الصغار كقطعة من قلبه مال يلتقط الصغير بين يديه يداعبه بوجهه ليضحك الصغير بسعادة، حملت بدور حقيبتها متجهه إلى اعلي، التفتت لينا له تسأله في قلق:
- يا تري ايه إلى حصل
انتفخت اوداجه غضبا ليشد على كف يده يهمس بهسيس نار مستعر:
- مهما كان إلى حصل فأنا هخلي ليلة اللي خلفوه سودا بيضرب البنت لاء وكمان بيسيبها تخرج في نص الليل لوحدها.

اعطي الصغير للينا ليخرج من الغرفة التقط هاتفه من جيب سرواله يطلب الرقم المدون عنده ( الحيوان أسامة) ضحك ساخرا ليضع الهاتف على إذنه لحظات من الرنين المتواصل ليسمع الطرف الآخر يهمس بارتعاش:
- مساء الخير يا باشا
زمجر هو غاضبا يصيح فيه:
- مساء الزفت على دماغك أنت ازاي يا حيوان تمد ايدك على البنت وسايبها تنزل بليل في نص الليل لوحدها بالعيال
هي خرجت من غير أذني ليلتها سودا، صاح بها أسامة بغيظ.

لتنتفض عروق خالد تصرخ غضبا قبض على هاتفه يصرخ فيه:
- دا أنت إلى ليلتك سودا بتمد ايدك على البنت وعايزها تقعد في بيتك كمان يا بجاحتك
ابتلع اسامة لعابه خوفا ليهمس بصوت مرتجف:
- خالد باشا ارجوك افهمني أنا مستعد اجي وافهم حضرتك اللي حصل
دوي صدي ضحكات خالد الغاضبة ليزمجر فيه كليث غاضب:
- دا غصب عنك مش بمزاجك مش اوبشن هو، من النجمة القيك مرمي على الباب برة ومن غير سلام.

اغلق الخط في وجهه دون أن ينطق بحرف آخر ليجد بدور تقف عند نهاية السلم تنظر لع بأعين حمراء باكية ليشير لها أن تقترب منه مشت ناحيته ليجذب يدها يشدها خلفه برفق إلى غرفة الطعام يغمغم برفق:
- مش هنتكلم ولا كلمة قبل ما تاكلي كلي وأنا معاكي للصبح.

تجلس على فراشها ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها ذعرا تضع يديها على فمها تكبح صوت بكائها منذ أسبوع وهي تحاول التواصل معه بعد أن بعث لها بتلك الصور المخلة لها ومقطع فيديو بشع لم تستطع النظر اليه اكثر من ثانية، سبعة ليالي قضتهم في عذاب تركها تتقلب على النار تفكر في ابشع الاحتمالات اغلق هاتفه يري رسائلها ولا يرد، انتفض فؤادها خوفا حين رأت هاتفها يضئ برقمه لتلقتطه سريعا تفتح الخط لتسمعه يهتف في خبث:.

- مساء الفل يا سرسورة ايه رأيك في الصور عجبتك
خرجت شهقاتها الباكية رغما عنها ينتفض فؤادها ذعرا تهمس بارتعاش:
- ليه يا تامر دا أنا وثقت فيك، أنا اذيتك في ايه
سمعت صوت ضحكاته القذرة يعلو اكثر ليغمغم باستمتاع:
- انتي غبية يا سارة صح، هو في حد بيعمل حاجة لوجه الله، كنتي أسهل مما أتخيل كل االي محتاجاه حد يسمع وأنا سمعت هفضل أسمع كتير كدة من غير مقابل
وضعت يدها على فمها يرتجف جسدها بعنف تهمس بذعر:.

- إنت عايز مني ايه
صمت للحظات يتلاعب بأعصابها التالفة ليهمس اخيرا بتلذذ:
- تجيلي البيت
شهقت بعنف ما أن نطق تلك الجملة تهمس سريعا بذعر:
- لالالا لا طبعا مستحيل
انتفضت حين سمعته يصرخ فيها بحدة:.

- ما هو اسمعي بقي يا حلوة يا هتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف لهبعت صورك العريانة وفيديوهاتك لابوكي وعمك وانتي عارفة عيلة السويسي مش بعيد يدفنوكي حيه، خليكي شطرة كدة يا سرسورة هبعتلك عنوان البيت في رسالة بكرة تكوني عندي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة