قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والعشرون

قام ادهم من مكانه متجها إليها حمل الكرسي لتختل توازن الجالسة عليه تعلقت سريعا بعنقه تلف ذراعيها حوله، الموقف لم يكن غريبا لدي الجميع ولكن كان هناك تلك العينين التي تراقب كالصقر كل ما يحدث وحقا لم يعجبه ما حدث عازما على اخبار اخيه كل شئ قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة، فعلاقة أدهم بمايا لم تكن ابدا علاقة أخوه، يري نيران العشق تشتعل في مقلتي الأخير، وضع ادهم كرسي مايا مكانه لتصفق الاخيرة بسعادة تطبع قبلة قوية على خد شقيقها كما تعرف تصيح بسعادة:.

- حبيبي يا دومي
تصلب جسد أدهم مما فعلت بلع لعابه الجاف بصعوبة يحاول رسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا يعود لمقعده جوارها، لتحتد عيني خالد ضيقا مما فعلت يكاد يقسم أن عيني أدهم تشتعل من رغبته بها.

تنهد يمسح وجهه بكف يده ينظر لزوجته التي تأكل بهدوء تحادث جاسر ابن رشيد، لترتسم على شفتيه ابتسامة خبيثة يمد يده في الخفاء يمسك بكفها الأيسر من تحت الطاولة يشبك أصابعه بأصابعها لتوجه انظارها له تبتسم خجلة توجه له نظرة عاشقة، بينما على صعيد آخر على الجانب الآخر من الطاولة تأكل وهي شاردة تبتسم تارة تتجهم ملامحها تارة اخري، حياتها تغيرت اختلفت باتت زوجة ذلك الوسيم الجالس جوارها بطرف عينيها نظرة خاطفة لتصدم بعينيه التي كانت تحاول اختلاس النظر إليها هو ايضا، حمحمت بخفوت تبتعد برأسها عنه تلتفت للطعام ليبتسم في مكر شربه من تربية خالد، عاد بظهره للخلف، تأكل كما تفعل والدتها ورثت تلك العادة منها تأكل باليمني واليسري تستقر على قدميها او تسند بها رأسها ولكنها الآن تستقر على قدميها، مد يمناه هو الآخر يقبض على يسراها برفق يشبك أصابعه بأصابعها، لتتسع عينيها في ذهول تنظر له سريعا لتجده ياكل باليسري بسلاسة وكأنه معتاد على ذلك والأهم تلك النظرة الهادئة التي تحتل عينيه وكأنه حقا يأكل فقط.

حاولت سحب يدها من يده ولكنه ابي يشد باصأبعه على اصأبعها يكمل طعامه بهدوء توترت قسماتها تحاول التماسك ولو قليلا تحاول بين حين وآخر جذب يدها من يده، انتفض قلبها بين اضلعها حين اقترب بجسده من الطاولة يلتقط طبق الزيتون البعيد عنه والقريب منها لتسمعه يهمس في لمحة خاطفة:
- بحبك يا بندقتي
ليضع الطبق امامه يعاود الاكل من جديد توسعت عينيها فزعا حين سمعت صوت والدها يهتف في زيدان محتدا:.

- زيدان سيب ايدها وكل يا حبيبي
نظرت سريعا برأسها ناحية زيدان لتجده يبتسم في ثقة حرر كف يدها بهدوء ليرفع وجهه ينظر لخاله يغمز له بطرف عينه اليسري يغمغم بخبث:
- طب ما تسيب ايد ماما أنت كمان يا كبير وتاكل
غص جاسر في طعامه ليلتقط كأس الماء يرتشف منه ليرمي خالد زيدان بنظرة حادة مغتاظة بينما تعالت ضحكات حمزة يغمغم من بين ضحكاته:
- من شابه خاله فما ظلم.

وقف جاسر في تلك اللحظات يمسك بكوب الماء الزجاجي الخاص به، ومعلقة صغيرة جق بالمعلقة بخفة على سطح الكوب يقول مبتسما يغمغم في مرح باهت:
- احم احم attention please
بمناسبة الضحك والفرحة وجواز لينا، مبروك يا حبيبتي براد بيت العيلة والبرنسيسية اخيرا اتجوزوا، فأنا حابب اقول اني هتجوز، مين ما اعرفش بس دي اوامر رشيد باشا وما علينا سوي السمع والطاعة.

ساد الصمت يطغي على الجالسين، الأغلب ينظر لجاسر ما بين ألم وشفقة ليترك خالد معلقة الطعام من يده ينظر لجاسر يبتسم في هدوء مكملا:
- صدقني لما تعرف مين العروسة مش هيكون دا كلامك
توسعت عيني جاسر ولينا ابنه خالد في ذهول لتبادر لينا قائلة بدهشة:
- أنت عارف يا بابا
غمز لها خالد بطرف عينيه يبتسم في مكر مردفا:
- وانتي كمان ولا ايه
حجظت عيني لينا في دهشة تتذكر ما قالته لها سهيلة
- الحقيني يا لينا أنا في مصيبة.

انتفضت واقفة ينتفض قلبها ذعرا على صديقتها لتبادر سريعا بتلهف:
- مصيبة ايه يا سهيلة حصل ايه
سمعت صوت شهقات صديقتها تزداد بعنف ليليها صوتها المتحشرج الباكي:.

- تار في البلد عند جدو، واتفقوا بدل الدم يجوزوا واحدة من عيلتنا لواحد من عيلة الناس التانيين دول، بابا بيقولي أن المفروض بنت عمتي اللي أنا نا اعرفهاش اللي هتتجوز بس أنا سمعته بيكلم جدو وبيقول أن باباها مش هيسمح بدا أبدا، ولو جدو ما عرفش يقنعه بالجواز دا يبقي أنا اللي هتجوز يا لينا. انتي عارفة أنا بحب جاسر قد ايه مستحيل اتخيل نفسي حتى مرات حد غيره.

لا تعرف حتى ما تقول ولكنها لن تسمح أن تصبح صديقتها كبش فدداء في زواج كهذا بلعت لعابها تحاول الا تبكي لتهتف سريعا بهدوء:
- سهيلة اهدي، كل حاجة هتبقي تمام، أنا هقول لبابا وهو هيتصرف وبعدين مش يمكن بنت عمتك توافق ليه بتفكري في أسوء الاحتمالات، اهدي انتي بس
خرجت من شرودها فجاءة على صوت جاسر يسألها متعجبا:
- انتي تعرفيها يا لينا.

رفعت وجهها لأخيها تبتسم باتساع اخيرا سهيلة ستنال سعادتها التي تمنت حركت رأسها إيجابا تغمغم بخبث:
- دي أحلي عروسة والله مبروك يا جاسر
قطب جاسر جبينه متعجبا من ابتسامتها الواسعة، يرفع كتفيه بلا مبلاة لا يهم هي فقط عروس مفروضة عليه هناك ما يشغله أكثر
شاهي يدعو الله أن الا تكون تحمل بطفل سيتعقد الأمر أكثر...

انتهوا من طعامهم ليأخذ خالد حمزة إلى مكتبه، راقب زيدان خروج خاله بصحبه أخيه انتظر إلي أن اغلق باب المكتب خلفه ليهب سريعا يجذب يد لينا خلفه إلى الحديقة
لينظر جاسر لمايا يغمغم في مرح باهت:
- تلعبي كوتشينة
ابتسمت باتساع تحرك رأسها إيجابا تقول في مكر:
- على فلوس
توسعت عيني جاسر بذهول يرفرف برموشه في دهشة يتمتم ذاهلا:
- هاراحوس دي بلطجية.

في شركة السويسي للمقاولات تحديدا امام مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة، على مكتب ليس بصغير تجلس تالا ومعها أحد موظفات الشركة تشرح لها طبيعة العمل فهمته تالا بسرعة لتبدأ بالعمل تنظم المواعيد تراجع العقود، تكتبهم على الكومبيوتر، ترسل الرسائل التي يطلب على منها إرسالها.

في خضم انشغالها اجفلت على صوت دقات على سطح المكتب رفعت وجهها لتجد عمر يقف امامها ينظر لها بهدوء تام، ملامح وجهه هادئة نظرات عينيه نادمة، بلعت لعابها تغمغم في هدوء:
- خير يا أستاذ عمر
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي عمر ليقول مصححا:
- عمر بيه أنا المدير التنفيذي ورئيس المهندسين في الشركة، على فاضي
رسمت ابتسامة باردة صفراء على شفتيها تحرك رأسها إيجابا تلتقط سماعة هاتف مكتبها تغمغم في تهكم:.

- حاضر يا عمر بيه ثواني اشوف مستر على فاضي ولا لاء
تحدثت مع على من خلال الهاتف، لتغلق الخط تشير إلى باب الغرفة تتمتم باصفرار:
- اتفضل يا عمر بيه
ابتسم عمر بانتصار ليتحرك متجها إلى باب الغرفة قبل أن يفتحه التفت يغمز لها بطرف عينه اليسري بوقاحة لتتوسع عينيها في ذهول، فتح الباب ودخل ليغلقه في وجهها
دخل عمر إلى غرفة على ليقترب من مكتبه صفع سطحه بكفيه يهمس بحدة:.

- بقولك ايه يا على من غير كلام كتير، هنبدل تاخج سكرتيري وتجيب تالا عندي، يا أما والله هتصل بلبني واقولها اي حاجة أنك بتخونها مثلا، شهر نكد بقي على ما تقنعها بالعكس
توسعت عيني على في صدمة ليحرك رأسه إيجابا دون أن ينطق بحرف يفرغ فاهه بدهشة
ليبتسم عمر منتصرا يعدل من وضع تلابيب قميصه...

اتجه لخارج الغرفة يغلق الباب خلفه ليقترب من مكتب تالا وقف أمام مكتبها مباشرة يميل بجسده ناحيته لتتوسع عينيها ذاهلة خاصة حين همس بمكر:
- مصيرك يا ملوخية ترجعي الحلة، سلام
تركها وغادر في هدوء تام لتقطب جبينها متعجبة من كلامه لحظات ودق هاتف مكتبها فتحت الخط لتسمع صوت على يغمغم في توتر:
- تالا تعالي لي حالا على المكتب.

في غرفة مكتب خالد
يجلس خلف مكتبه وحمزة على المقعد المقابل له نظر حمزة لأخيه يغمغم في مرح:
- ايه يا عم المهم عايز ايه..
ارتسمت في صغيرة هادئة على شفتي خالد ليقترب من سطح المكتبه يستند بمرفقيه عليه ينظر لأخيه يغمغم في هدوء:
- اسمعني كويس يا حمزة، انتي مدي الأمان جامد وحاطط النار جنب البنزين، النار مش نيران صديقة يا حمزة وأنت فاهم وأنا فاهم.

تلاشت الابتسامة تدريجيا من على شفتي الأخير ليعتدل في جلسته قطب جبينه يبلع لعابه حرك رأسه نفيا ينفي ما يقول أخيه:
- لاء طبعا بيتهيئلك، أدهم ابني أخو مايا وأنا واثق فيه كويس، كلامك دا مجرد أوهام مش اكتر
قام خالد من مكانه يجلس على المقعد المقابل لأخيه يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في حزم:.

- أدهم لا هو أبنك ولا اخو مايا، أنا عارضتك بدل المرة عشرة لما قولتلي على أنك عايز تتبني ولد بعد مايا ماتت من خوفك لتموت أنت كمان بعد الشر وتفضل مايا لوحدها، دا على أساس اني كنت هرمي لحم اخويا مثلا واسيب بنته بس أنت بردوا ما سمعتش كلامي وروحت اتبنيت أدهم وكتبته باسمك، فوق يا حمزة أدهم ومايا مش أخوات
انتفض حمزة واقفا ينظر لأخيه محتدا ليكور قبضته يصفع بها سطح المكتب يصيح غاضبا:.

- أنت شكلك كبرت وخرفت، دا أبني وهي اخته دايما تحت عيني، وواثق في أدهم زي ما بثق في نفسي، خلي نصايحك لنفسك أنا عيني عليهم وشايف كل حاجة كويس
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد ليسند مرفقيه على فخذيه يبسط راحة يده أسفل ذقنه يغمغم ساخرا:
- بجد شايف ولا مش عايز تشوف، أنا قولت اللي عندي طالما شايف اني كبرت وخرفت، يبقي انا ماليش دعوة ولما تتوحل على دماغك
ساعتها هتعرف اني لا كبرت ولا خرفت.

بهت وجه حمزة ندما من تلك الجملة الغبية التي قالها لأخيه ليحمحم يهتف بحرج:
- أنا آسف يا خالد والله مش قصدي، بس أنا عارف ايه اللي حاصل أنا اللي عايش معاهم
ابتسم خالد متهكما يحرك رأسه إيجابا، ليندفع باب الغرفة في تلك الغرفة ويدخل خالد الصغير إلى الغرفة يصيح فرحا:
- تدوووووو
تعالت ضحكات خالد يلتقط الصغير يجلسه على قدميه يقرصه على وجنته برفق:
- حبيب جدو، كل دا نوم، فين ماما.

دخلت بدور سريعا تهرول خلف الصغير وقف بالقرب من خالد حمحمت تهمس بحرج:
- والله يا بابا فلت من ايدي وجري على هنا
ابتسم لها برفق يحرك رأسه إيجابا يعطي للصغير قطعة حلوي من جيب حلته، ليعاود النظر لبدور يقول في مرح:
- يا ستي سيبيه دا حبيبي دا، ايه نمسيتكوا كحلي ليه صاحيين متأخر ليه
فتحت بدور فمها لتقول اي عذر ليبادر الصغير يقول ببراءة شديدة:.

- لا يا تدو احنا تاحيين من كتتتييير اووووي بت ماما مت رتيت ننزل هنا عتان ما نعملت دوتة
« لا يا جدو احنا صاحين من كتير اوي بس ماما مش رضيت ننزل هنا عشان ما نعملش دوشة »
اختفت الابتسامة من على وجه خالد ينظر لبدور بحدة لتبلع الأخيرة لعابها متوترة، انزل
خالد الصغير أرضا يكلمه بمرح:
- اروح يا حبيب اضرب عمو جاسر.

صفق الصغير فرحا ليركض لخارج الغرفة التفت بدور تود المغادرة لتسمع صوته يصيح باسمها بحدة:
- استني يا بدور، اقفلي الباب وتعالي
اصفر وجهها خوفا لتحرك رأسها إيجابا اتجهت تغلق باب غرفة المكتب لتعود للداخل تتحرك ناحيتهم تمشي ببطئ.

قبل ذلك بقليل في فيلا خالد تحديدا، جذب زيدان لينا إلى غرفة الرياضية الخاصة بخالد، ادخلها الغرفة يغلق الباب عليهم من الداخل
نظرت له سريعا بتوتر ليقف أمامها يرفع كفيه امام وجهها يردف قائلا:
- اهدي اهدي، مش هغتصبك والله وواخد إذن ابوكي على اللي هعلمه، أنا عايزك بس تثقي فيا...

صمت للحظات يراقب ردة فعلها المتوترة حدقتيها المرتجفة تبلع لعابها الجاف يكاد يسمع دقات قلبها المتسارعة ابتسم برفق يهمس بصوت شغوف عاشق:
- واثقة فيا.

رفعت حدقتيها تقابل مقلتيه المنيرة بنران عشقهما بتردد حركت رأسها إيجابا، ليتركها ويدخل إلى غرفة صغيرة ملحقة بغرفة الرياضة وقفت هي تنظر مقطبة الجبين ليخرج بعد لحظات توسعت عينيها في ذهول تنظر له مدهوشة، للحظات سمعت صوت موسيقية تصويرية حماسية في الخلفية كالتي تظهر خلف البطل في الأفلام السينمائية، حين خرج هو يرتدي قيمص من القطن بدون أكمام وسروال اسود من القطن عضلات ذراعيه المكدسة يتخللها عروق يده النافرة، يحمل مسدس في يده، اقرب صورة لرجل المافيا.

القي المسدس على أحد الطاولات ليقترب منها وقف أمامها مباشرة يبتسم يغمغم في زهو:
- برنسيسة عيلة السويسي لازم تعرف ازاي تدافع عن نفسها كويس، مش عشان بنت زي القمر واحلي كمان هتحتاج حد يدافع عنها، ولا ايه
نظرت له في توتر للحظات لتحرك رأسها إيجابا
تحاول الابتسام، امسك يدها يجذبها لجهاز الجري، اشار لها لتصعد ليبدأ من الاخف للاصعب شيئا فشئ.

في غرفة مكتب خالد، وقفت بدور أمام خالد مطرقة الرأس تفرك يديها بتوتر لتسمع صوت خالد يوبخها بقسوة:
- ممكن اعرف ايه السبب اللي مخلي الهانم قاعدة في اوضتها حابسة العيال ومش عيزاهم ينزلوا عشان ما يعملوش دوشة في بيتهم، لو مش شايفة أن دا بيتك يا بدور قوليلي وأنا اسفرك دلوقتي حالا لاسلام
حركت رأسها نفيا بعنف لتنساب دموعها رغما عنها شهقت تغمغم باكية:.

- أنا آسفة والله ما كنتش أقصد، أنا بس ما كنتش عايزة يعملوا ازعاج كفاية اننا بقينا عالة على حضرتك
انتفض خالد من مكانه اتجه ناحيتها يقبض على رسغ يدها يهتف محتدا:
- ولما اديكي بالقلم على وشك هتفرحي، عالة ايه يا متخلفة، من أمتي وانتي بتفكري بالشكل دا، هو في واحدة بتبقي عالة على أبوها
قام حمزة سريعا يجذب اخيه بعيدا عن بدور ليهتف سريعا يحاول تهدئه الوضع:.

- اهدي يا خالد، هي مش قصدها حاجة، اقعدي يا درة وبطلي عياط
جلست على أحد المقاعد جوار مكتب خالد تنظر ارضا تبكي في صمت تفرك يديها ليتنهد خالد حانقا من نفسه ارتمي على المقعد المجاور لها زفر يغمغم بهدوء:
- خلاص ما تعيطيش يا بدور ما كنش قصدي ازعقلك، ما تزعليش يا حبيبتي
رفعت وجهها تنظر له بعينيها السوداء الباكية حركت رأسها نفيا تهمس بخفوت:.

- أنا مش زعلانة منك يا بابا، أنا ما اقدرش اصلا ازعل منك، أنا آسفة اني زعلتك، بس أنا متلخبطة مش عارفة ايه اللي المفروض اعمله دلوقتي بعد ما طلقني
توسعت عيني حمزة في ذهول ليهتف دون وعي:
- اتطلقتي
نظر خالد لأخيه لمحة خاطفة ليعاود النظر لبدور مد يده يمسح دموعها برفق يبتسم بحنو:.

- هتعملي ايه يعني ولا اي حاجة هتقعدي هانم في بيت ابوكي، لحد ما يجي ابن او ما يجيش هتفضلي انتي وولادك جوا عينيا، انتي بنتي يا بدور حتى لو مش من دمي وأنا عمري ما افرط في لحمي ابداا
ابتسمت تنظر لابيها تبتسم ممتنة، تحرك رأسها ايجابا لتقبل كف يده تهمس بسعادة:
- ربنا يخليك ليا يا بابا
ربط بكفه على وجهها يبتسم:
- قومي يلا افطري وعلى الله إلى حصل دا يتكرر تاني.

ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتخرج من الغرفة ليعاود خالد النظر إلى أخيه يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا يغمغم ساخرا:
- درة؟!
بلع حمزة لعابه متوترا ليقول سريعا يحاول تبرير ما قال:
- اتغلبطت في اسمها عادي يعني، أنت بتعمل ايه.

قالها حين وجد اخيه يخرج هاتفه من جيب سترته يشاهد شيئا من خلال شاشته، قام حمزة يجلس على المقعد جواره ليجد فيديو للينا ابنه اخيه وزيدان لينا تركض على إله الجري وزيدان يركض على نفس الإله خلفها احتقنت عيني خالد غضبا ليفتح مكبرات الصوت في الغرفة يصيح في زيدان غاضبا:
- انزل يا حيوان وابعد عنها لاجي اعلقك مكان شوال البوكس.

شهقت لينا بذعر من صوت والدها ليختل توازنها وتسقط على زيدان خلفها التقفها بين ذراعيه ليسقطا معا أرضا، اشتعل وجه خالد غضبا خاصة حين رأي زيدان ينظر للكاميرا يغمز له كأن يغيظه، ليهب واقفا يصيح فيهم بحدة:
- ثانية واحدة يا كلب إنت والمعزة اللي معاك والاقيكوا في الفيلا، يا كلاب اما ربيتكوا يا كلاب
تعالت ضحكات حمزة الصاخبة على غيرة أخيه لينظر لخالد يلاعب حاجبيه يغمغم بخبث:.

- ايه يا لود ما هو جوزها يا عم ما تبقاش قفوش، مش عايز تبقي جدو
رماه خالد بنظرة غاضبة مغتاظة ليتجه لخارج المكتب وجد زيدان من الباب بصحبة لينا اتجه ناحيته بدون كلمة كانت قبضته تعرف طريقها لوجه الأخير شهقت لينا بذعر بينما ارتد زيدان للخلف خطوة واحدة يمسك بفكه، انتفضت لينا ناحية زيدان تتحسس فكه برفق تصيح فزعة:
- أنت كويس يا زيدان، ليه كدة يا بابا.

كور خالد قبضته يشد عليها ينظر لابنته وزيدان بحدة، تجمع كل من في البيت ينظر لما حدث مذهولا بينما ابتسم زيدان يقول في مرح باهت:
- ايه يا جماعة في ايه، ايه اللمة دي دا خالد باشا السويسي ايديه مسلمة على ووشونا كلنا، تسلم ايدك يا باشا
نظرت لينا لوالدها تعاتبه بصمت لتتجه ناحيته تعانقه بقوة تهمس له بخفوت:
- أنا آسفة
فك ذراعيها من حول رقبته يغمغم ببرود:
- جوزك ومن حقك تخافي عليه، عن اذنكوا.

تركهم وغادر إلى غرفة مكتبه يغلق الباب عليه
ليعم الصمت المكان، اتجهت لينا زوجته إلى المكتب تغلق الباب خلفها، رأته على الأريكة جالسا يخفي وجهه بين كفيه، توجهت تجلس جواره ليضع رأسه على كتفها يغمض عينيه يتمتم بصوت خفيض:
- أنا ما كنتش عايز اضربه، أنا بس غيران على بنتي مش من حقي، انتي عارفة أنا دلوقتي بس عرفت ابوكي كان بيكرهني ليه
ابتسمت تحاوط رأسه بذراعيها قبلت جبينه تهمس بحنو:.

- ربنا يخليك لينا وتفضل غيران علينا على طول، ما تزعلش من لوليتا هي بس اتخضت من الموقف
آه والله يا بابا أنا اتخضيت: همست بها لينا ابنته بعد ما دخلت إلى الغرفة ليرفع وجهه ينظر لها ليجدها تقترب منه جلست ارضا جواره تضع رأسها على ساقه تغمغم نادمة:
- ما تزعلش مني يا بابا عشان خاطري، مش انت دايما تقولي أنا ما اقدرش ازعل منك ابداا.

رفع يده يربط على شعرها برفق لتهب تحتضنه بقوة، ليعانقها هو ووالدتها يخفيهم داخل صدره يهمس بخفوت:
- لو بأيدي ما خرجش واحدة منكوا من حضني ابدا.

بعد قليل كانوا جميعا في غرفة الصالون مجمتعين، مايا تجلس جوار أدهم تحشر انفها في هاتفه تشاهده بحماس وهو يلعب تلك اللعبة « بابجي » جاسر يلعب مع الصغير خالد على الارض بالمكعبات الخاصة به، بدور تحمل صغيرتها ترضعها من زجاجة الحليب الصغيرة، شبعت الصغيرة لتبتعد بفمها عن الزجاجة، تتحرك بين يدي والدتها بضيق وضعتها بدور ارضا لتحبو على يديها وقدميها بعشوائية بينهم...

زيدان يجلس جوار خالد يتصفحان اوراق خاصة بالعمل، لينا تجلس جوار والدتها يشاهدان فساتين خاصة بالزفاف، قطعت لينا الشريف تلك الجلسة لتقول بهدوء:
- خالد أنت ما قولتناش فرح لينا وزيدان امتي
نظر زيدان لخالد يبتسم في حماس ليتنهد الاخير بضجر يقول في حنق:
- ومستعجلين ليه، اوووف طيب لوليتا زيدان بقاله ساعة يزن جنب ودني اننا نخلي الفرح بعد اسبوع موافقة ولا يولع.

نكست لينا رأسها خجلا احمرت وجنتها تهمس بصوت خفيض متوتر:
- مممش عارفة اللي حضرتك شايفه
أنا شايف اننا نلغي الفرح ويطلقك: قالها في نفسه، ليوجه ابتسامة صفراء لزيدان يتمتم على مضض:
- ماشي على خيره الله، بعد اسبوع
وقفت لينا والدتها سريعا تغمغم في حماس:
- من بكرة هننزل أنا ولينا ومايا وبدور نشتري حاجات لوليتا، وفساتين الفرح لينا.

انقضي اليوم سريعا جاء الليل الجميع في غرفهم، خاصة هو يقف في شرفة غرفته ينظر للحديقة يبتسم في حنين يتذكر زوجته الراحلة، يكسو الحزن وجهه، لتمر صورة بدور امام عينيه ما يشعر به تجاه تلك الفتاة ليس حبا بكل تأكيد ربما هو الاحتياج شعور غريب لا يعرفه يجذبه إليها ولكن يخبر أخيه الذي يعتبر تلك الصغيرة أن يود الزواج منها، لا أحد سيوافق لا ابنته لا ولديه سيعتبرونه عجوز خرف يبحث عن عروس صبية يجدد بها شبابه.

تنهد يخلل أصابعه في خصلات شعره، خرج من الغرفة مقررا الذهاب إلى الحديقة يجلس فيها قليلا ليمر في طريقه على غرفتها، ويسمع صوت بكاء سيلا الصغيرة تتعالي وصوتها تكاد تبكي:
- يا سيلا نامي بقي ماما هتموت وتنام شوية
ربما هي عاطفة الابوة داخله من دفعته ليطرق باب غرفتها لحظات وانفتح الباب لتنظر له بدهشة حمحمت تهمس بارتباك:
- احم، خير حضرتك
مد يده يأخذ الصغيرة منها يبتسم لها برفق:
- هاتيها انا هعرف اسكتها.

أخذها منها ليأخذ طريقه إلى غرفته بينما هي تحملق في أثره بذهول، مرت ساعة تقريبا وهو لم يعد قلقة على صغيرتها لم تستطع النوم وهي بعيدة عنها، اتجهت إلى غرفته وقفت امام بابها المغلق تدق الباب بخفوت مرة تليها الثانية والثالثة ولا اجابة استبد بها القلق لتفتح الباب بهدوء تبحث عن صغيرتها لتتوسع عينيها في ذهول حين رأتها تنام في هدوء ملائكي على صدر حمزة كما كانت تنام لينا أبنه خالد وهي صغيرة، ابتسمت بحنو اقتربت تريد اخذ الصغيرة لتجد طفلتها تقبض باصأبعها بقوة على ملابس حمزة لا تريد تركه حاولت نزع يدها برفق لتنكمش ملامح الصغيرة تبدأ في البكاء لم تصمت الا حين وضعتها على صدر حمزة من جديد نظرت لصغيرتها بحيرة، لتلتقط غطاء الفراش تضعه عليهما، نظرت لهم مرة أخيرة تتنهد قلقة لتخرج من الغرفة تغلق الباب عليهما، ليفتح حمزة عينيه يبتسم يربط على رأس الصغيرة يدثرها جيداا بالغطاء.

في صباح اليوم التالي تفرق الجميع كل إلى وجهته
حمزة وادهم ذهبا إلى شركة خالد لتحديث النظام الامني الخاص بها...
جاسر سافر إلى أسيوط بعد اتصال من والده بسرعة حضوره
بدور التزمت البيت ترفض الخروج
خالد وزيدان ولينا ومايا ولينا في المول يشتريان ما يلزم العروس
الفتيات يسرن فئ الأمام وهو وزيدان وخلفهم بعض الحرس في الخلف
غمغم خالد متألما ينظر لزيدان ساخطا:.

- أربع ساعات بنلف ليييه رجلي مش حاسس بيها منك لله يا بعيد، كانت جوازة سودا
ابتسم زيدان متألما يرغب في خلع حذائه والسير فقط بالجوارب يتعجب من قدرة الفتيات على السير بتلك الحيوية بتلك الأحذية ذات الكعب الرفيع
التفت لينا زوجة خالد تقول مبتسمة:
- خالد حبيبي هنقعد في الكافية دا نشرب حاجة.

ابتسم يحرك رأسه إيجابا يكاد يسجد لله شكرا اخيرا سيجلس قليلا، اتجهوا جميعا للمطعم جلست الفتيات على طاولة من اربعة مقاعد لهن ليجلس خالد وزيدان ليجلس خالد وزيدان على الطاولة المجاورة لهم...
غمغم خالد يتأوه من الألم يهمس بصوت خفيض:
- لولا برستيج خالد باشا السويسي كنت قلعت الجزمة رميتها في خلقة الزفت دا...

ابتسم زيدان ببراءة يسبل عينيه، ليرفع يده يجذب انتباه ذلك الذي دخل للتو للمطعم ليتوجه إليهم نظر خالد للقادم يتمتم ساخرا:
- ما هي اصل المشرحة ناقصة قتلة، محب البوم جاي
جذب حسام المقعد يجلس مقابلا لخالد يغمغم في مرح:
- صباحو يا رياسة
نظر خالد له باشمئزاز ليشيح بوجهه بعيدا بقرف، ليقترب حسام من زيدان يهمس بمرح:
- هو خالك بيكرهني ليه
ضحك زيدان بخفة يهمس له هو الآخر:.

-عشان أنت سرسجي حقير وبعدين هو مش طايقني أنا كمان، واسكت بقي عشان كلمة كمان هيقوم يمسح بينا المطعم
التفت خالد على صوت زوجته تهمس برقة:
- حبيبي احنا هنطلب بيتزا اطلبلك معانا
حرك رأسه نفيا يبتسم لها بعشق، لتخجل هي كعادتها تخفي خجلها داخل قائمة الطعام، ليلتفت هو إلى الشابين يقول متلذذا:
- انت عارف يا حيوان إنت وهو أنا نفسي أكل أكلة ممبار وكوارع بقالي كتير أوي ما كلتهاش
اتسعت ابتسامة حسام يقول سريعا:.

- والله يا باشا أنت حماتك بتحبك، والدتي النهاردة عاملة ممبار وكوارع وحلويات بص اكلة عظمة أمي بتعملها عظمة، البيت بيتك طبعا
حرك خالد رأسه نفيا يبتسم في هدوء، ليكمل حسام بدراما مبالغ فيها:
- ليه بس يا باشا احنا مش قد المقام ولا ايه أنا عارف إن العين ما تعلاش عن الحاجب، بس
قاطعه خالد يردف ساخرا:
- بس يا اوفر، قديم واوفر و fake زي صاحبك
ضحك حسام وزيدان ليرطم كل منهما كفه بالآخر ليلح حسام بتكرار مزعج:.

- بس بردوا لازم تيجي باشا
بااااشا، باااااشاااا. بااااااشااا، باااااشااا، باااااشااااا
رماه خالد بنظرة حادة ليقذفه بزجاجة المياة امامه يهتف بحدة:
- بس خلاص جاي يخربيت زنك، دا أنت لو ابني كنت قتلتك
تناولت الفتيات الطعام لتهمس لينا ابنه خالد لوالدتها بخمول:
- ماما أنا مش قادرة اقوم ألف تاني كفاية كدة النهاردة، وكمان عايزة سهيلة تكون معايا وأنا بشتري الفستان.

لتؤيدها مايا تقول وهي تقضم قطعة كبيرة من البيتزا أمامها:
- وأنا كمان تعبت خالص وعايزة أنام، وعلى فكرة النهاردة هنام في حضنك مش جنب لينا زي امبارح
ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتخبر اخيرا انهم اكتفوا لليوم
اخذ خالد الفتيات في سيارته وزيدان وحسام معا في سيارة زيدان...
في سيارة خالد لينا تجلس جواره تبتسم بحنو حين تذكرت ذلك المشهد القديم
Flash back
خالد: هاتيلي علبة المناديل من تحت الكرسي بتاعك.

لينا ساخرة: وانت حاطط علبة المناديل تحت الكرسي ليه
قلب عينيه بملل: خلصي يا لمضة
انحنت بجسدها تمد يدها اسفل الكرسي لتجلب له العلبة ولكنها احست انها ثقيلة مدت يدها الاخري وسحبت العلبة لتتسع عينيها بسعادة علبة هدايا حمراء كبيرة وضعتها على قدميها تفتحها بلهفة لتُفاجئ بانواع مختلفة من الشكولاتة والمصاصات والورود واللعب الصغيرة
نظرت اليه وابتسامة طفولية سعيدة تداعب شفتيها
لينا بسعادة: هي الحجات دي عشاني.

هز رأسه إيجابا دون ان يلتفت اليها
رفع حاجبه الأيسر بدهشة عندما طلبت منه ان يقترب منها مال برأسه ناحيتها فقبلته على وجنته قبلة صغيرة بريئة
Back
عادت من ذكراها السعيدة تنظر له تبتسم عاشقة لولا وجود الفتيات في اليسارة لكانت مالت تقبله كما حدث في تلك الذكري، تنهد بحرارة لتجده يغمز لها بطرف عينيه بمكر لتتخضب وجنتيها بالدماء خجلا
وصلت السيارة إلى فيلا خالد نزلت لينا ومايا لتنظر لينا له تسأله مبتسمة:.

- ايه يا حبيبي مش هتنزل
حرك رأسه نفيا يبتسم بعشق:
- رايح مشوار مع حسام وزيدان مش هتأخر
مالت تقبل وجنته تهمس له بشغف:
- بحبك، خلي بالك من نفسك عشان خاطري
تسارعت دقات قلبه المتيم بها ليحرك رأسه إيجابا تلقائيا يلحم روحه مع روحها بشغق قيود عشقهم قبلة شغوفة لا تعبر عن مدي عشقه لها اسند جبينه على جبينها يهمس له:
- بعشقك.

ودعته تنزل من السيارة ليأتي حسام وزيدان، ترك خالد المقود لزيدان يجلس على المقعد جواره بينمل جلس حسام بالخلف، في الطريق حاول حسام مغالبة فضوله ولكنه حقا لم يستطع نظر لخالد يسأله متوترا:
- هو، هي، اصل يعني هي آنسة سارة عاملة ايه
نظر خالد له من خلال مرآه السيارة الإمامية يغمغم ساخرا:
- وأنت مالك ومال آنسة سارة خليك في حالك يا دكتور، قولتلك قبل كدة طلبك مرفوض من قبل ما تطلبه.

ابتلع حسام اهانته حرك رأسه إيجابا يوجه نظره للطريق من النافذة جواره، بعد مدة ليست بقصيرة وقفت السيارة امام منزل حسام
نزل ثلاثتهم منها ليتقدمهم حسام خلفه خالد وخلفه زيدان متجهين إلى شقة حسام الذي ظل يقول طوال طريقهم للاعلي:
- اهلا وسهلا نورت يا باشا والله البيت نور بوجود
تنهد خالد حانقا ليدفعه في ظهره بحدة يهتف بغيظ:
- يا ابني بطل تطبيل بقي واطلع..

صمت حسام بحرج وصل إلى شقته ليدق الباب ما كادت والدته تفتحه رده بجسده قبل أن تظهر دون حجابها يقول مبتسما:
- معايا ناس
ابتسمت والدته تحرك رأسها إيجابا لتدخل وتختفي في داخل الشقة، دخل حسام يفسح لهم المجال يقول مبتسما بسعادة:
- يا اهلا يا باشا اتفضل، اتفضل
دخل خالد ومعه زيدان إلى المنزل سار حسام
يرشدهم إلى غرفة الصالون ليجلس على أحد المقاعد يجاوره زيدان ليقول حسام سريعا:.

- ثواني اجيبلكوا حاجة تشربوها على ما الغدا يجهز
خرج حسام من الغرفة، ليجذب انتباه خالد صورة غريبة الشكل قام من مكانه ينظر لتلك الصورة يقف بالقرب من تلك الصورة يدقق النظر إلى ملامح من فيها، ليخترق اذنه من الخلف صوت انثوي يرحب بهم:
- اهلا وسهلا نورتونا والله.

التفت لصاحبة الصوت لتشخص عينيه في صدمة، وتشهق الأخيرة في فزع وضعت يدها على فمها تنظر له تحرك رأسها نفيا بينما شلت هو الصدمة جسده خطوة واحدة من استطاع تحركها تجاهها ينظر لها من أعلي لأسفل تخترز عينيه قسمات وجهها لم تتغير كثيرا فقط مازال يمكنه أن يعرفها كلمة واحدة هي من خرجت من بين شفتيه من هول الصدمة:
- شهد!

حركت هي رأسها نفيا بعنف تنظر له في فزع لن تنساه ابدا كيف تنساه وهي تحمل صورته إلى الآن هو، بعد كل تلك السنوات هو أمامها
بجبروته وهيمنته، كبر وليت الشيب إثر به حتى بل زاده قوة وعظمة اخافتها أكثر من خوفها منه، نظرت له كارهة لتتمتم ساخرة ؛
- خالد باشا بنفسه، الدنيا صغيرة أوي، مين يصدق أن بعد السنين دي كلها نتقابل تاني، نفتح صحفات ما اتقفلتش يا باشا.

عصفت الصدمة بقلبه كان يخرس احساسه دائما بجملة واحدة « يخلق من الشبة اربعين »
لم يقتنع بها ولكن ما قاله زيدان عنه أكد له أنه من المستحيل أن يعرفه، ولكن الآن تبدد المستحيل، اقترب منها وقف امامها مباشرة يطالعها بنظرات مدهوشة مذهولة يتمتم:
- حسام، حسام مش كدة
ابتسمت بتشفي تحرك رأسها إيجابا تنظر لعينيه تقول ساخرة:
- ابنك يا باشا، حسام خالد محمود السويسي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة