قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والتسعون

في تلك الغرفة حيث تلك الصغيرة مقيدة علي الفراش تنظر للواقف أمامها يتأملها بنظرات القاتلة يحرك رأسها للجانبين ينظر لها عن كثب، الفزع يقتل قلبها، جسدها يرتجف دموعها تهبط في صمت مخيف، انتفض جسدها حين تقدم ذلك الرجل جلس علي حافة الفراش يبتسم إبتسامة واسعة مختلة، مد يده يزيح رباط فمها، ارتجفت شفتيها بعنف بح صوتها بالكاد همست:
- أنت؟!

تعالت ضحكاته المجنونة تصدح في أرجاء الغرفة عاد ينظر إليها، نظراته خبيثة شيطانية مقززة، حرك رأسه إيجابا يتمتم متلذذا:
- ايوة أنا، ايه رأيك في المفاجأة دي، فكراني، أنا معتز، معتز السروجي، ابقي ابو زيدان
تذكرت في تلك اللحظات ما أخبرها به زيدان عن معاملة ذلك المجرم له، اشتعلت أنفاسها غضبا، تنظر له بأعين حمراء كالجمر لتصرخ فيه بشراسة:.

- أنت مش أبوه، إنت مجرم حيوان مريض طلعت عقدك علي طفل صغير، إنت جبان خايف تواجهه فاتفقت مع الحيوان التاني أنه يبعني ليك...
أحمر وجه معتز في غضب من كلماتها ليرفع يده يهوي بها بعنف علي وجهها صفعة تلتها أخري وأخري الي أن بدأت تنزق الدماء من فمهى وانفها، قبض بأصابعه علي فكها نظرت له بكره، لتتوحش نظراته يصيح حاقدا:.

- بنت خالد باشا السويسي، ما توقعتش هتكوني سهلة ابدا، بس انتي عارفة انتي حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، نائل كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي، تستاهلي احرق بيكي قلب زيدان واقهر خالد.

توسعت عينيها في هلع ذلك المختل المجنون أي فعل بشع قد يفعله بها فقط انتقاما من زيدان ووالدها، نظرت لمقلتيه لتري الشر بذاته يتوهج في حدقتيه، تسارعت أنفاسها تحاول إمضاء أطول وقت ممكن إلي أن يصل زيدان، تعرف أنه سيأتي، هي من ارشدته لطريقها، بالطبع سيأتي، نظرت لمعتز من جديد تسأله بلاهث خائف:
- أنت ليه بتكرهه اوي كدة هو إذاك في ايه من وهو طفل وأنت بتكرهه وتأذيه لييييه، اذاك هو في ايه.

رأت عيني ذلك المختل تشرد في الفراغ لتزداد قتامة وتشتد قبضته علي فكها، لحظات وعاد ينظر إليها من جديد نظرات ساخرة ترك فكها ليتحرك من جوارها وقف جوار الفراش يبتسم في كره دفين يحرك رأسه إيجابا:
- عايزة تعرفي، وانا مش هبخل عليكي، زيدان كان السبب في دمار حياتي، دمرني وسرق مني كل حاجة.

قطبت ما بين حاجبيها تنظر له باستنكار ذلك الرجل مجنون زيدان لم يكن سوي طفل كيف لطفل أن يدمر حياة اي من كان، وجهت مقلتيها إليه لتراه يضحك مرة أخري يبدو أنه قرأ سؤال عينيها لتسمعه يردف ساخرا:
- مش قصدي علي زيدان جوزك، أنا قصدي علي أبوه، هحكيلك الحكاية من البداية، أنا يا ستي كنت ظابط شرطة وأنا وزيدان كنا أصحاب جداا علي فكرة.

توسعت حدقتيها في صدمة كيف!، بينما ابتسم هو بدأ يتحرك في الغرفة بغير هدي يكمل قص حكايته القديمة:
- مصدومة صح، بس دي الحقيقة أنا وهو كنا أصحاب، خالد أبوكي كان بيحاول يبعده عني دايما، بحجة اني شخص مش مريح ابداا، المهم كنت شغال مصلحة السجون...

وفي يوم جالي واحد من طرف واحد من المساجين، يطلب مني أني ادخل كيس بودرة للمسجون دا كل مدة، وهيديني في كل مرة 100 آلف جنية، بصراحة المبلغ كان مغري، وافقت، زيدان عرف
عاد يقترب منها من جديد دني منها قليلا يقبض علي خصلات شعرها بعنف يصيح كارها:
- عارفة مين اللي قاله ابوكي، خالد باشا اللي ليه عيون في كل حتة...

صرخت لينا من ألم شعرها تتلوي بين يديه عله يترك خصلات شعرها، ليعاود الجلوس جوارها قبض علي ذراعيها يرفعها قليلا عن الفراش شهقت مذعورة بينما توسعت عينيه في جنون يكمل صياحه الغاضب:.

- زيدان بيه جه يهددني اني أبعد عن الموضوع دا، والا هيبلغ عني، أنا قولت صاحبي مستحيل يأذيني، وكملت وأنا واثق أن زيدان مستحيل يعمل حاجة، اتقبض عليا متلبس وأنا بدي المسجون المخدرات وبشهادة ابوكي وزيدان باشا، اتشلت الخدمة واتسجنت 6 سنين...
دفعها بعنف للفراش من جديد، لتنظر له مذعورة بينما ملئ الحقد والألم حدقتيه احمرت عينيه تغزوهما الدموع ليصرخ فيها من جديد:.

- في السجن حصل خناقة بيني وبين شوية عيال، بسببها بقيت عقيم، بعد ما خرجت، عرفت أن زيدان مات، ازاي يموت قبل اخد حقي مني، وخالد باشا بقي عقيد، كان لازم اخد حقي...
التفت لها بوجهه لترتسم ابتسامة وااااسعة مختلة علي شفتيه اشبه بابتسامة الجوكر ليهذي بجنون:
- عارفة عملت ايه، دورت علي المسجون دا عرفت أنه تاجر مخدرات كبير، واشتغلت معاه.

، لحد ما كبرت وبقي معايا فلوس كتير، ساعتها قررت اخد حقي، دورت علي أرملة زيدان، رغم اننا أصحاب لكنه كان بيرفض تمام اني اشوفها لما كانت لسه خطيبته، لحد ما وصلتلها، ما تتخيليش فرحتي كانت عاملة ازاي، لما لقيتها، لما عرفت أن عنده إبن، لوجين كانت اغبي مما تتخيلي، كلمتين حلوين وقعت، خدتها هي وزيدان وسافرت، رغم تحذيرات ابوكي الكتير ليها لكنها اصرت أنها تسافر معايا، لما روحنا هنا خليتها مدمنة مخدرات!

جحظت عيني لينا في ذهول وشهقة قوية خرجت من بين شفتيها ليحرك هو رأسه إيجابا بإستمتاع يردف متفاخرا بشره:
- ايوة، كنت بحطلها البودرة في العصير والأكل لحد ما أدمنت وبقت زي الخاتم في صباعي بتلف ورايا زي الكلبة عشان شمة واحدة، كان عندي مساحة كبيرة استفرد بزيدان، قد ايه كنت بستمتع وأنا شايفة بيعيط من الخوف والجوع والبرد، خصوصا أنه كان شبه ابوه اوووي...

جذبت لينا الاصفاد التي تقيدها بعنف تحاول تحرير يديها تود قتل ذلك المجنون الجالس أمامها بأي شكل كان، لتعلو ضحكاته مد يده يمسح على خصلات شعرها يحادثها بصوت خفيض ساخر:
- هشششش ما تبقيش حمقية كدة زي ابوكي، خليني اكملك الحدوتة، عارفة عملت ايه بعد كدة رميته في مدرسة داخلي وكنت بدفع فلوس كتير فيها عشان يضيقوه وما يدهوش أكل، عشان يترمي في اعفن أوضة في المدرسة.

أنت مجننننووووووووون، صرخت لينا بها بشراسة تحاول الي وجهه بكفيها، وكان هو فقط يضحك، وكأنها تمدحه تخبره طرفات ظريفة حرك رأسه إيجابا يؤكد علي كلاهما:
- ايوة أنا مجنون، مجنون جدااا، خليني اكملك بقئ بطلي كل شوية تقاطعيني، المهم يا ستي، وصلي معلومة أن في عامل نظافة في المدرسة زي نائل كدة بالظبط، قابلته ودفعلته فلوس كتير، عشان يغتصب زيدان!
شهقة عنيفة خرجت من بين شفتيها بينما اكمل هو وكأن شيئا لم يحدث:.

- وفعلا وافق، بس زيدان بيه ضربه وهرب منه، هرب من المدرسة كلها، تاني يوم لقيت ابوكي عندنا ما اعرفش وصله ازاي، خير لوجين بيني وبين أبنها، بس لوجين يا عيني ما كنتش هتقدر تعيش من غير الهيروين فاختارتني، اللي حصل بعد كدة انهم لقوا جثة فابيو مرمي من فوق عمارة 60 دور قالوا انتحار بس أنا واثق أن ابوكي هو اللي قتله، اما بقي لوجين هانم، كل ليلة تصحي تصرخ ابني، ابني ضاع مني، أنا ضيعت ابني، انتي عارفة هي فين دلوقتي، مرمية في السجن، خلتها كتبت شيك بمبلغ ضخم علي نفسها وهي مش دريانة بالدنيا ورميتها بيه في السجن، وكدة ابقي حققت انتقامي من زيدان، فاضل انتقامي من ابوكي وهحققه دلوقتي حالا.

قبل قليل من الآن وقفت سيارة زيدان بالقرب من ذلك المنزل المهجور البعيد عن الانظار، التفت حسام ناحية صديقه يسأله متعجبا:
- قولتلي بقي عرفت منين أن لينا هنا، أنا فجاءة لقيتك بتصرخ عرفت لينا فين، عرفت ازاي.

نظر زيدان لصديقه حانقا، الوقت غير مناسب تماما لاسئلتة السخيفة، عاد ينظر حوله لبجد معاذ يجلس في سيارته امام مدخل ذلك البيت، تعجب لا حراسة، لا رجال، فقط معاذ، المكان فارغ تماما، نزل من السيارة بخفة يتبعه حسام يسير خلفه، رفع مسدسه يضع به كاتم الصوت رصاصة حذرة اصابت احد إطارات السيارة والإطار الآخر ليضمن عدم تحركه، شعر معاذ او نائل بتلك الحركة المفاجئة التي حدثت في سيارته اطفئ صوت الموسيقي الصاخب نزل من السيارة ينحني برأسه قليلا ينظر لإطار السيارة ليشعر بحركة جواره رفع رأسه سريعا لتفاجئه لكمة عنيفة في فكه من قبضته زيدان ترنح للخلف ينظر للفاعل لتسود حدقتيه غضبا، كيف وصل اليهم، وقبل أن يأتي بحركة اندفع زيدان يقبض علي عنق معاذ يهمس له بشراسة قاتلة:.

- ما تعرفش أنا كان نفسي اضربك قد ايه.

دفعه أرضا لينزل عليه بلكمات عنيفة قاسية غاضبة لم تدع للآخر فرصة واحدة ليدافع بها عن نفسه، اعتدل زيدان واقفا يلهث بعنف بصق علي ذلك الملقي ارضا لينظر لحسام يشير له بعينيه حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا، ليتحرك زيدان بحذر إلي الداخل يرفع مسدسه أمامه، المكان فارغ بشكل غريب، منزل قديم ضخم به الكثير من الغرف، صوت صرخة ليناااا حين صاااحت ( أنت مجننننووووووووون) تأتي من أعلي صعد لأعلي يركض بخفة يحاول تتبع مصدر الصوت، إلي أن وصل إلي الغرفة سمع حديثهم الأخير، لحظات وسمع صوت صرخات لينا تعلو، ليدفع الباب بقدمه لحسن حظه انفتح اندفع للداخل لتسود عينيه حين رآه معتز ها هو أمامه علي الفراش يحاول تمزيق ملابس لينا، أصفر وجه معاذ ما أن رآه بينما ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتي لينا الآن فقط يمكنها أن تشعر بالأمان، ذلك المختل كان علي وشك الاعتداء عليها، اخفض زيدان مسدسه يرمي معتز بنظرة قاتلة هي والموت سواء، التفت للباب خلفه يوصده عليهم، ليلقي مسدسه بعيدا، خلع سترته يلقيها هي الاخري يبتسم في هدوء مخيف تقدم خطوتين فقط منهما يحادثه في وعيد:.

- تعرف أنا عايز اقتلك بقالي كام سنة، واديك جيت تحت ايدي، واحد فينا هيخرج عايش من الاوضة دي
تعالت ضحكات معتز المجنونة يتحرك هو الآخر خطوتين ناحية زيدان يرميه بنظرة ماكرة يحادثه ساخرا:
- يبقي أنا يا زيدان، وساعتها هكمل اللي قطعتني قبل ما اكمله مع الأمورة.

لمحة خاطفة راحت من عيني زيدان إلي جسد لينا ليري ملابسها الشبه ممزقة علامات اصابع معتز علي ذراعيها، الدماء المتجلطة علي انفها وشفتيها، كان مظهرها هو شرار الغضب الذي اوقد نيران الحرب، علي حين بغته دفع زيدان معتز في صدره بعنف في ساقه ليسقط الأخير أرضا، رفع معتز وجهه يبصق الدماء يمسح شفتيه براحة يده صرخ غاضبا ليهب واقفا يحاول لكم زيدان عدة لكمات متتالية تفادها الأخير ببراعة، ليتحرك مباغتا يصدم معتز في ركبته بعنف بساقه تلك الحركة التي فعلها خالد قبلا، سقط الأخير علي ركبيته يصرخ من الألم، ليمسك زيدان برأس معتز يصدمها في ركبته بعنف، سقط معتز أرضا يصرخ من الألم، لينحني زيدان يقبض علي عنقه يجذبه ليقف رغما عنه يبتسم في وجهه:.

- لسه، لسه ما خدتش حقي.

لكمة اخري عاد علي اثرها معتز للخلف لتتوالي بعدها اللكلمات، قبض زيدان علي تلابيب ملابس معتز يكيل له باللكمات، الي أن دفعه الي الحائط يقبض علي عنقه بعنف، أزرق وجه معتز يشعر بأن الهواء ينسحب من رئتيه، ليمسك زيدان برأسه يصرخ بشراسة يصدمها بعنف بالحائط خلفه، سقط معتز ارضا بالكاد يري، جسده محطم الدماء تنفجر من وجهه بالكامل، رأي زيدان وهو يقف هناك أمامه مباشرة، ليس زيدان بل أبيه رأي أبيه بدلا منه وهو يبتسم ابتسامته المعتادة، لحظات لتتغير وتعود صورة الابن حين انحني يحادث ذلك الملقي بنبرة شامتة:.

- أنا مش هقتلك تؤتؤتؤ، أنا هرميك زي الكلب في السجن ترجع لمكانك القديم...
حرك معتز رأسه نفيا بضعف شديد، لن يعود هناك، لن ينتصر زيدان مرة أخري، التفت زيدان متلهفا، يتوجه ناحية لينا، قبل أن يخطو سوي خطوتين سمعها تصرخ فيه فزعة:
- حاسب يا زيدان.

التفت خلفه سريعا ليجد معتز يمسك سكين صغير لا يعلم من أين جاء بها، وهنا حقا قد بلغ الغضب بزيدان مبلغه امسك ذراعه التي تمسك بالسكين يثنيها بعنف إلي أن كسرها، علت صرخات معتز، ليدفعه زيدان بعنف من يده المكسورة لتصطدم رأسه بالحائط هناك ليسقط ارضا ميتا او فاقدا للوعي، هرول هو سريعا من فراشها، يجذب الاصفاد بعنف أن كسرها بكعب مسدسه، خلع قميصه سريعا يلبسه إياها يغطي جسدها، يرفعها عن الفراش، لترتمي في صدره تختبي فيه تبكي بعنف وحرقة جسدها يرتجف تتشبث به، مد يده يمسح علي خصلات شعرها يتمتم مترفقا بحالها:.

- اهدي خلاص، كل حاجة خلصت، ما حدش هيأذيكي...
رفعت عينيها تنظر لوجهه للحظات قصيرة قبل أن تشعر برأسها يدور بعنف والرؤية تصبح ضبابية، فقط كلمة واحدة همست بها قبل أن تفقد الوعي:
- أنا آسفة!
سقطت علي صدره فاقدة للوعي ليبتسم هو مد يده يفتخ فمها ليخرج ذلك الجهاز الذي يلتصق بأحد أسنانها، ابتسم ينظر له ليتذكر قديما وهو يعطيه لها
Flash back.

في غرفة الفندق تستند بظهرها علي صدره يشاهدان التلفاز فيلم انجليزي اكشن، التفتت له تتمتم مدهوشة:
- معقولة في اجهزة Gps صغيرة كدة زي اللي في الفيلم
ضحك بخفة يسرح خصلات شعرها بأصابعه حرك رأسه إيجابا ليتركها ويغادر، ليعود بعد لحظات ومعه قرص دواء مغلف، مد يده لها به قطبت جبينها متعجبة منه، ليضحك زيدان يخبرها مبتسما:.

- دا قرص مسكن جواه GPS مجرد ما تاخديه الجهاز اللي فيه هيلزق في سنانك وهيدي اشارة خطر عندي، خليه معاكي يمكن تحتاجيه في يوم
Back
ابتسم حزينا يمسح علي رأسها، لولا أنها استخدمت القرص لما كان عرف مكانها ابدااا..

، في اللحظات التالية صدحت صوت صافرات الشرطة في المكان بأكمله، حمل زيدان لينا بين ذراعيه، ينزل بها لأسفل وسط صافرات الشرطة العالية صوت الأقدام ينتشر هنا وهناك، صرخ خالد مفزوعا ما أن رأي ابنته ليطمئنه زيدان أنها بخير...

تحريات الشرطة وجدت جثة شاب في العشرينات، والكثير من الرجال يحملون سلاح غير مرخص ملقون ارضا فاقدي الوعي، وبالطبع معتز او بقياه، ولا أثر لنائد أو جوليا، او حتي نائل، ثلاثتهم اختفوا تماما وكأن الأرض ابتلعتهم دون رجعة...
اخيرا يقف هو وزيدان وحمزة أمام باب غرفة لينا، بينما بدور ومايا ولينا مع لينا بالداخل وحسام يفحصها، خرج حسام من الغرفة يبتسم في شحوب يشعر بارهاق بشع:.

- ما تقلقوش هي كويسة، جسمها بس اتعرض لكمية كبيرة من المخدر النهاردة، بس أهم حاجة لازم تبدأ تتعالج مع دكتور نفسي، نفسيتها متدمرة، طول الوقت عمالة تصرخ وتتشنج بشكل مقلق ودي إشارات مش كويسة.

حرك خالد رأسه إيجابا في الصباح سيحضر افضل طبيب نفسي لها، نظر لابنته من خلال فتحة الباب الصغيرة، يأكل الندم قلبه هو السبب فيما حدث له، نزل الرجال لأسفل، ليتهاوا جميعا علي المقاعد، التعب أكل اجسادهم نظر حمزة لأخيه يبتسم في خبث لتخرج ضحكة ساخرة من بين شفتي خالد:
- أنت شيطان يا حمزة، أنا كنت فعلا قربت أصدق أنك هتبيع القضية لولا الورقة اللي حطيتها في جيبي كاتبلي أنا وراك احنا متراقبين.

اعتدل حمزة في جلسته يبتسم في زهو يتمتم متفاخرا بنفسه:
- عيب عليك دا أنا حمزة السويسي...
هنا جاء دور حسام ليسأل عمه:
- بس إنت ازاي شكيت في معاذ
نظر حمزة لحسام يبتسم في هدوء حرك رأسه إيجابا تنهد يغمغم:.

- يوم كتاب كتابه علي لينا، لمحت جزء من الوشم اللي راسمه علي دراعه مش منطقي ابدا، إن طالب في كلية طب يرسم وشم تعبان، هنا بدأت اشك فيه، خدت رقم تليفونه من خالد حاولت اكتر من مرة اخترق تليفونه ما عرفتش، هنا زاد شكي، خصوصا أنا اللي بحط برامج الحماية مهما كانت صعبة أنا اعرف افك شفراتها، الا هو، بدأت اتتبع المكالمات اللي بتجيله علي موبايله، لقيته مكالمته متكررة جداا مع واحدة اسمها ميسون، المفروض أنها أمه، مكالمات عادية جداا بين اي أم وابنها، بس بما اني حمزة السويسي فدروت في تاريخ معاذ دا تاني، ما قلتكش اي حاجة غريبة، شاب عادي جدااا، لحد ما وصلت لطرف الخيط من صديق من إسبانيا يعرف ميسون الحقيقة، وعرفت أنها اتطلقت من ابو معاذ بعد ما ولدته علي طول وعلاقته بالولد اتقطعت، يبقي مين دي اللي بتكلمه، بدأت اتتبع مكان ميسون اللي بتكلم معاذ لحد ما وصلت للقصر اللي هي قاعدة فيه، بس للأسف وصلت للمعلومات دي متأخر، في نفس اليوم اللي لينا اتخطفت فيه...

ارتسمت ابتسامة مغترة واسعة علي شفتيه يعاود النظر لأخيه يتمتم في خبث معروف لدي العائلة:.

- بس يا سيدي بعت رجالتي حاوطوا المكان من بعيد، ونزلت علي اني رايح لأدهم كنت واثق انهم بيراقبوني، وصلت فعلا عند بيت أدهم وسيبت عربيتي هناك ونزلت من ضهر العمارة وخدت عربية تانية كانت مستنياني، وطلعت بيها علي المكان، كنت واقف بعيد وأنا شايف خالد بيعمل نفسه بيرمي الموبايل لمحته بعدها بيرميه جوه العربية من شباك العربية المفتوح، واستنيت لحد ما العربية خدته وبعدت مجرد ما دخلوا بيها، بدأوا رجالتي ينشروا دخان أبيض فيها مخدر علي محيط القصر كله، بس، شوفت بقي قيمة أن اخوك يبقي مجرم قديم.

ضحك خالد ساخرا يحرك رأسه إيجابا، بينما توسعت عيني حسام في اندهاش رفع يديه يصفق لحمزة، لينحني الأخير برأسه بحركة مسرحية بينما هتف حسام منبهرا:
- بص يا عمي أنا بقيت big fan ليك، أنت مش طبيعي، دي دماغك سفاحين
ضحك حمزة حاليا كم يحب هو الاطراءات، اقترب خالد برأسه من أخيه يهمس له بصوت خفيض حذر:
- هما فين!
اقترب حمزة منه يبتسم في ثقة يخفض صوته يتمتم:
- ما تقلقش جوليا وابنها في قبضة يدي.

قطب خالد جبينه ليقبض علي تلابيب ملابس أخيه يقربه منه يهمس له محتدا من بين أسنانه:
- نائد فين يا حمزة
توترت قسمات وجه حمزة لترتسم ابتسامة واسعة بلهاء على شفتيه يتمتم ضاحكا:
- بص بصراحة انا قتلته من غير قصد هو كان يلزمك في حاجة؟!
احمرت عيني خالد غضبا ليكمش قبضته علي ملابس أخيه يصيح فيه غاضبا:
- نعم، يعني ايه قتلته، ومن غير قصد، فين نائد يا حمزة.

زفر حمزة حانقا يتمتم مع نفسه بصوت خفيض غاضب عاد ينظر لأخيه يتمتم مبتسما فئ اصفرار:
- خلاص يا سيدي بهزر ما بتهزرش، مرمي معاهم ما تقلقش، كان نفسي اقتله.

دفع خالد أخيه بعيدا عنه ليرتد الأخير الي الأريكة، في اللحظة سمع صوت لينا تصرخ باسم ابنتها، انتفض الجميع كانوا علي وشك الركض لأعلي حين رأوا لينا إبنة خالد تنزل علي سلم البيت ركضا، الجميع يقف ينظر لها مدهوشا قلقا وقفت هي للحظات تنقل انظارها الضائعة، كطفلة ضائعة تبحث عن والدها، تحركت تركض ناحية زيدان الواقف هناك بعيدا، تلقي بنفسها بين أحضانه وسط ذهول الجميع، بينما ظلت هي تهذي وكأنها قد جنت:.

- قتله، هو اللي قتل ابننا، هو اللي كان عايز يغتصبني زمان، هو اللي دمر حياتي، اقتله، اقتله يا زيدان، اقتله...
تركت والدها لتتوجه ناحية والدها امسكت بكفيه تتوسله باكية:
- موته يا بابا، هو اللي كان نفسه زيدان زمان وعايز يغتصبني، هو اللي حط حبوب الهلوسة لزيدان، هو اللي اذاني، اقتله ما تسيبهوش عاااااايش.

انهمرت دموع خالد ينظر لبقايا ابنته يحرك رأسه إيجابا بلا توقف لتزوغ عيني لينا تنظر لهم تائهة اغمضت عينيها ليسرع خالد بالتقاطها بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا فاقدة للوعي، نظر حمزة ناحية أخيه نظرات حادة قاتلة ليحرك الأخير رأسه إيجابا، سيستمع كثيرا بعودة إياد المجنون!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة