قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع

تقف في شرفة غرفتها الضخمة تطل مباشرة على الحديقة المضيئة ليلا بفعل تلك الأضواء التي تراقصت بتناغم لتعطي جو هادئ خلاب.

زفرت بضيق تبحث بعينيها عنه هنا وهناك، لتتسع بؤبؤ عينيها بسعادة ترتسم ابتسامة حالمة خلابة على شفتيها حينما رأته يدخل إلى الحفلة بطوله الفارع، جسده الرياضي الرشيق المتناسق، خصلات شعره السوداء الكثيفة، حلته السوداء لأول مرة تراه يرتدي ملابس كلاسيك رسمية، خرجت منها تنهيدة حالمة تنظر لقسمات وجهه عينيه السوداء، ملامحه الوسيمة الحادة قليلة، فاقت من شرودها على صوت مايا فهي الاخري تعرف بأمر معاذ ولكن على عكس سهيلة تراها قصة حب حالمة، صدح صوت مايا تشير إلى احد الشباب:.

- لينا مش دا معاذ اللي ورتيلي صورته.

اشارت اليه وكأن تلك الحالمة لم تراه وهل كانت تهيم بغيره، اتجهت ناحية غرفتها تنظر لانعاكسها في المراءة بابتسامة صغيرة خجولة لتتجه بخطي سريعة مهرولة إلى الحديقة وقفت للحظات تبحث عنه بلهفة ليهدر قلبها بعنف ما أن وقعت عينيها عليه يقف بعيدا في أحد الأركان البعيدة ممسكا بكأس عصير يستند بمرفقه على الطاولة جواره، اتجهت ناحيته تتحرك بخطي سريعة متلهفة، تنظر حولها بحذر تتمني الا يراها احد ما، من الجيد أن الجميع منشغل في الحفل، الجميع عداه هو، كان يبحث عنها بين الحضور إلى أن وقعت عينيه عليها تتحرك خطوات تحاول جعلها طبيعية حتى لا يشك أحد في امرها...

ضيق عينيه يرمقها بنظرات شك غاضبة خاصة حينما رأي نظراتها المصوبة تجاه ذلك الشاب انسحب بهدوء من وسط الجمع الصغير يمشي ناحيتها
وقفت لينا أمام معاذ تنظر له بسعادة تتراقص في مقلتيها ابتسامة واسعة لم تستطع إخفائها عن شفتيها حركت يديها تهتف بابتسامة واسعة:
-معاذ مبسوطة أنك جيت كنت فكراك مش هتيجي لما اتأخرت اوي كدة.

ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
- ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه
اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا.

يقف في نهاية الحديقة جوار احدي الطاولات يستند بساعده الايسر على سطح الطاولة يحمل في يده كأس من العصير يرتشف منه على مضض نظر له باستخفاف ليغمفم ساخرا مع نفسه:
- اخرتها واقف زي الاهبل بشرب عصير...

تنهد يزفر بضجر يتذكر تحذيرات والده بأن أي شكوي ولو بسيطة أتت له عنه سيسحب منه سيارته وبطاقته البنكية وعضوية النادي، لذلك قرر أن يظل واقفا مكانه إلى أن ينتهي ذلك الحفل السخيف، يراقب الحضور بتهكم واضح من نظراته الساخرة الخاوية، قلب عينيه حينما رآها قادمة نحوه تفحصها بعينيه قصيرة قليلا تصل لقرب كتفه بذلك الكعب البسيط فستانها الأنيق، عقد جبينه يفكر لون فستانها أحمر كما يراه هو أم لون غريب من تلك الدرجات التي سمعها من قبل، أخبرته أحد الفتيات أنه « عنابي »، واخبرته اخري أنه احمر « عقيقي»، واخبرته ثالثه تتفاخر بفستانها الذي بالكاد يسترها أنه أحمر « فيروزي » وهو حقا لم يفهم ما علاقة الأحمر بمشروب الفيروز الذي يحبه، مال برأسه لليمين قليلا يتفصحها عن كثب جميلة عيناها، اللامعة بشرتها البيضاء كبشرة الاطفال، اتجه ببصره ناحية شفتيها ليجفل يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه:.

- إيه اللي إنت بتهببه دا يا زفت دي عيلة صغيرة في ثانوي
التفت إليها حينما سمعها تحادثه برقة فطرية ليست مصطنعة كما تعود دائما:
- إزيك يا عثمان
اجبر شفتيه على الابتسام التفت بجسده لها يمد يده يصافحها ببرود ظاهر:
- اهلا إزيك يا سارين، اخبار مذاكرتك ايه، شدي حيلك عايزيك تبقي اللي انتي عيزاه
ابتسمت خجلة تعيد خصلة ثائرة تمرد من شعرها خلف اذنيها من جديد لتسحب يدها من يده ببطئ تتمتم بخفوت:
- شكرا يا عثمان.

حمحمت بحرج لا تعرف ما تقول بينما هو لازال يرتشف من كأسه ينظر إلى جميع أنحاء الحفلة عداها هي، شعرت بالحرج من وقفتها هكذا لتقرر الرحيل، لتجده يمسك بيدها سريعا شخصت عينيها بذهول، خاصة سمعته يتحدث بمرح لم تعهده منه ابدا:
- ايه، ايه رايحة فين خليكي قاعدة معايا
اشار بيده إلى أحد الخدم الذين يتحركون هنا وهناك يحملون كأوس العصير، قام من مكانه يزيح لها أحد المقاعد يبتسم لها بجذابية سحرتها:
- اتفضلي اقعدي.

حركت رأسها إيجابا دون تفكير، لتجلس على المقعد برفق حرك بها المقعد للأمام، تناول من النادل كأس عصير فراولة يضعه امامه يغمغم بابتسامته الساحرة:
- الفراولة يا فراولة.

اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن عثمان يجلس أمامها يقول لها ذلك الكلام يعاملها بتلك الطريقة، عثمان التي طالما تمنت ولو نظرة واحدة منه يعاملها برقة، يجلس أمامها يتحدث يضحك، من الجيد أن والدتها منشغلة مع السيدات والا كانت أقامت الدنيا فوق رأسها، انفجرت دقاتها خجلا حينما مد يده يمسك بخصلة شعرها الثائرة يعديها خلف اذنيها يغمغم ضاحكا بمرح:
- انتي شعرك ناعم اوي كل شوية بيقع.

تجلس امامه كالبلهاء فقط تبتسم بخجل تستمع له لا تعلم، إن الصياد يعقد شباكه حول أخري وفقط يستخدمها كوسيلة، هي حقا لا تعني له شيئا، ولكن عند رحليها لمح تلك الفتاة ( ليلا ) تدخل إلي الحفل بصحبة والدها، بالطبع يجب أن يكون هنا، أرادها أن تعلم شباك الصياد لا تخلو من الفرائس، ابتسم بانتصار يضحك بصوت عالي يمزاح سارين حين رأي نظرات ليلا المشتعلة الموجهة إليهم، سيريها كيف تتحدي الصياد.

على صعيد أخر يمشي في أرجاء المكان استأذن منهم ليستكشف الحفل، لا ينكر أن المكان بالفعل نال إعجابه فخم، رائع، لمحت عينيه شابة صغيرة تقف عند المسبح بعيدا عن زحام الحضور، اقترب منها ليجدها تمسك بهاتفها تصيح فيه بضيق:
- ما تردي يا سارين، ماما بتدور عليكي بقالها ساعة، اووف
اجفلت تشهق بفزع حينما سمعت صوت عابث يهمس من خلفها:
- اهدي بس مين اللي عصب القمر.

التفتت له لتجد شاب طويل القامة بشكل سخيف بالنسبة لها، وسيم ذكرها ببطل مسلسل تركي كانت تشاهده مع أختها بالأمس، حاولت استعادة ثباتها لتحرك رأسها نفيا تعقد جبينها بحدة قائلة:
- وأنت مالك أنت، أنت مين اصلا
اشار إلى نفسه ببراءة ينظر لها بمرح، مط شفتيه يغمغم بزهو:
- أنا، حسام، صاحب العريس، قصدي صاحب زيدان، والقمر
ضيقيت عينيها تنظر له يغيظ وضعت يدها على خصرها تنظر له بغرور تهتف بزهو:.

- سارة السويسي، بنت أخو صاحب الحفلة
بلع حسام لعابه بتوتر ارتبك قليلا ليمد يده يغوص بها في خصلات شعره الكثيف ابتسم يحاول مدارة ارتباكه ليمد يده يود مصافحتها:
- يا ستي تشرفنا، أنا حسام مختار دكتور نسا
عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحنق ابتسم باصفرار تتمتم بامتعاض:
- سوري ما بتعرفش على حد غريب عن إذنك
مرت جواره ليخترق أنفه دون سابق إنذار، رائحة عطرها الهادئ، ابتسم بعبث مقررا مشاكستها:.

- انتي حاطة ريحة صابون سايل
شهقت بعنف تشتعل عينيها غضبا امسكت بأطراف فستانها تلتفت إليه جزت على أسنانها مغتاظة منه:
- صابون سايل يا بيئة دا tender..
نظرت له بتهكم لتكمل ساخرة:
- ابقي روح شوفلك دكتور لمناخيرك يا دكتور، عن إذنك
رحلت سريعا تمشي بخطوات سريعة غاضبة ليدس يديه في جيبي سروال حلته يبتسم باتساع:
- وماله.

يا بنتي اصحي، جوررري يا جورري..
هتف بها خالد يحاول إيقاظ تلك الصغيرة التي نامت على ذراعه ما أن حملها لينظر لأخته وزوجها هاتفا في تعجب:
- جري إيه يا ياسمين، ايه يا فارس انتوا ما بتنيموش البت دي ولا إيه
ضحكت ياسمين بخفوت لتقترب من أخيها تحاول ايقاظ طفلتها الصغيرة جوري البالغة من العمر عشرة أعوام، :.

- جوري، جوجو اصحي يا حبيبة ماما، ولا حياة لمن تنادي، أنا مش عارفة البت دي طالعة بتحب النوم كتير كدة لمين
نظر خالد لها باستجهان يرفع حاجبه الايسر بتهكم:
- اقول أنا لمين، ولا يلا ربنا حليم ستار، قوليلي الواد غيث هينزل امتي
تنهدت ياسمين بشوق تنظر لاخيها بابتسامة صغيرة:
- السنة دي آخر سنة كلها كام شهر ويخلص جمعته وينزل يقعد على طول معانا، وحشني اوي يا خالد
ضحك فارس بمرح ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعه:.

- أهي كل يوم على الاسطوانة دي، غيث واحشني يا فارس، ما كانش لازم تسيبه يكمل تعليمه برة، أنت قلبك بقي حجر، وحاجة منتهي اني بقيت مصطفي أبو حجر جدا يعني
ضحك خالد بمرح يشارك أخته وزوجها في الحديث، لحظات ودخل محمد ومعه زوجته وابنهم فراس، ليشير خالد ناحيتهم يتمتم بابتسامة:
- محمد جه أهو ومعاه رانيا وفراس
اتسعت عينيه بذهول حينما هبت تلك الصغيرة النائمة بين ذراعيه، في لحظات وجدها تصحو تتحرك حولها تهتف بلهفة:.

- فراس فين فراس
اتسعت عينيها بسعادة لتتملص من بين يدي خالد تركض ناحية فراس تلوح له بسعادة:
- فراس هاي يا فراس
أصفر وجه فارس بذهول من الصدمة بينما ضحكت ياسمين بخفوت مما حدث، بصعوبة كبح خالد ضحكاته، اقترب خطوتين من فارس يربط على كتفه يهمس له:
- أنا من رأيي أنك تروح تطلب أيد فراس.

قالها لينفجر في الضحك، ضحكات عالية صاخبة لم يوفقها سوي صرخات لينا ابنته وصوت زيدان وهو يصيح في أحدهم، احتدت عينيه قلقا على ابنته ليركض اتجاه الصوت يبحث عنها بلهفة وفزع.

ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
- ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه.

اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا هو صحيح لم يستطع سماع ما يقولون، ولكن رؤيتها وهي تقف تنظر لذلك الشاب بتلك السعادة أجتت نيران غيرته، تنظر له بعشق يعرفه جيدا، فهو دائما ما ينظر لها بتلك النظرات وهي حقا لا تهتم، اندفع ناحيتهم دون أن ينطق بكلمة كانت قبضته تعرف طريقها لفك معاذ الذي ترنح للخلف يمسك بفكه المتورم، صرخت لينا بفزع من هول الصدمة، بينما قبض زيدان على تلابيب ملابس زيدان يجذبه بعنف يصرخ فيه:.

- إنت مين وبتعمل إيه هنا، و ازاي تسمح لنفسك تمسك ايدها بالشكل دا
زيدااان، صدح صوت خالد كالرعد من خلفه ليرمي ذلك الفتي بنظرة حادة مشتعلة نفضه بعيدا عنه بعنف...
اقترب من الجمع ينظر للثلاثة ابنته التي ترتجف بعنف، زيدان يقف ينظر لذلك الشاب يكاد يحرقه بنظراته، ذلك الشاب رآه من قبل
التفت لزيدان يسأله بحدة:
- ايه اللي بيحصل هنا، في ايه يا زيدان.

اقترب معاذ منه يمد يده يصافحه باحترام: - دكتور معاذ يا أفندم أتمني حضرتك تكون فاكرني
Flash back
وقفت لينا جوار سهيلة مع دفعة جامعتها أمام مبني كبير لها لافتة صغيرة كُتب عليها المشرحة
اقتربت سهيلة من لينا تهمس بارتجاف:
- لينا ما تكلمي باباكي، خليه يكلم الدكتور زي ما بيعمل كل مرة، وما ندخلش المشرحة
شدت لينا على يد سهيلة تنظر لباب الغرفة المغلق تكاد تبكي من الخوف لتقترب من سهيلة تهمس بفزع:.

- بابا مسافر عنده اجتماع في الغردقة كلمته وموبايله مقفول، سهيلة أنا مش هقدر ادخل المكان دا
اجفلا معا على صوت المحاضر حين صدح صوته يهتف بحزم:
- إحنا دلوقتي هندخل على مشرحة الطلبة اللي ورايا دي ومش عايز اي اعتذارات يا دكاترة انتوا مش صغيرين، المفروض تكونوا اتعودتوا
أشار إلى الشاب الواقف جانبه يربط على كتف بهدوء:
- دكتور معاذ زميلكوا في سنة الامتياز هيساعدني النهاردة.

تقدم المحاضر برفقة معاذ إلى داخل غرفة المشرحة وخلفهم الطلاب
ما أن كشف الطبيب عن أحدي الجثث الراقدة على سرير حديدي سقطت لينا دون سابق إنذار فاقدة للوعي
اتسعت عيني المحاضر بفزع يكاد يلطم خديه من الخوف ليصيح بذعر:
- يا نهار مش فايت دي بنت خالد باشا السويسي لو حصلها حاجة أبوها هيطربقها على دماغنا كلنا
نظر إلى الواقف جانبه يصيح فيه بخوف:
- معاذ بسرعة اتصرف فوقها.

اندفع معاذ ناحيتها يحاول إفاقتها لم يجد بدأ سوي أنه حملها بين ذراعيه متجها بها إلى الخارج، إلى احد المدرجات الفارغة احضرت له سهيلة مقعد ليجلسها عليه بصعوبة إستطاع إعادتها لوعيها:
- يا آنسة، يا آنسة اا
نظر لسهيلة يسألها:
- هي اسمها ايه
نظرت له سهيلة بريبة لتنطق على مضض:
- لينا.

حرك رأسه ايجابا يعاود النظر إليها ليتنهد براحة حين رآها تحاول أن تفتح عينيها، حركت رأسها تأن بألم، ما إن فتحت عينيها وجدت ذلك الشاب الذي لا تعرفه يجثو على ركبتيه أمامها اتسعت عينيها ذعرا ما ان رأتها لتلتصق بالكرسي تنظر له بفزع:
- أنت مين، وعايز مني ايه، ابعد عني ابعد عني
اتسعت عيني معاذ بذهول من تصرفها ليرفع كفيه باستسلام، يهتف سريعا يحاول طمأنتها:
- اهدي، اهدي يا آنسة، مالك.

ربطت سهيلة على كتف لينا، لتمسك بيدها تحاول طمأنتها تهتف برفق:
- اهدي يا لينا، ما تخافيش، دا دكتور معاذ هو اللي فوقك لما اغمي عليكي
نظرت لمعاذ تعتذر له بابتسامة صفراء مجاملة:
- معلش يا دكتور أصل لينا ما بتحبش تتكلم مع حد غريب
التفت معاذ للينا يبتسم بجاذبية مد يده يسمك كف يدها يصافحها بحرارة يهتف في مرح:.

- خلاص يا ستي اعتبريني مش غريب ونتعرف انا معاذ، وانتي لينا، انا في سنة الامتياز وانتي أصغر بسنة، أنا شاب حليوة وانتي بنوتة زي القمر
اتسعت عينيها في ذهول من كلام ذلك الغريب، رغما عنها وجدت نفسها تضحك خجلة من كلامه، لم تشعر بالخوف منه مع أنها حقا لا تعرفه، نظرت له بذهول حينما بدأ يغني بصوت نشاذ مزعج:
- ضحكت يعني قلبها مال وخلاص افرق بينا اتشال.

اتسعت ابتسامتها تشعر باحمرار غريب يغزو وجنتيها، لتجده يمد كف يده يهتف بحنو ّ
- هاتي ايدك اساعدك تقومي، انتي محتاجة تروحي تستريحي
بتردد ظاهر وضعت يدها داخل كف يده ليقبض على كفها برفق يجذبها لتقف تستند على كف يده إلى الخارج، لتنظر له سهيلة بغيظ اقترب تمسك بيد لينا الاخري ابتسمت لمعاذ باصفرار، ما إن خرجا اشارت لينا لعدة سيارات احتلت ساحة الجامعة تنظر لمعاذ بتشفي:
- لينا مش دول حرس باباكي.

اتسعت عيني لينا بذهول تفكر بدهشة كيف جاء والدها بتلك الدهشة وقفت سيارة والدها ليخرج منها سريعا متجها ناحيتها نزعها من بين يديي معاذ وسهيلة يحتضن وجهها بيت كفيه يسألها بقلق:
- مالك يا حبيبتي الدكتوى بتاعك اتصل بيا وقالي أنك تعبتي، انتي كويسة
قطبت جبينها تنظر له بتعجب لتسأله بدهشة:
- بابا مش حضرتك كنت مسافر
ابتسم يربط على وجهها برفق:
- جيت النهاردة الصبح من الغردقة، المهم انتي كويسة ايه اللي حصل.

احتدت عينيه ينظر لحرسه المسؤولين عن حراستها بحدة:
- والبهايم اللي أنا رزاعهم هنا واقفين يتفرجوا، حسابكوا معايا بعدين
امسكت لينا بيديه تبتسم بهدوء:
- ما فيش يا بابي أنا بس خوفت من الجثث فاغمي عليا
اشارت لذلك الشاب الواقف بالقرب منهم تهمس في خجل:
- دكتور معاذ ساعدني هو اللي فوقني
توجه خالد بنظره إلى معاذ يتفحصه بنظراته، لم يعجبه ذلك الشاب يبدو من هيئته أنه شاب لعوب يعرف كيف يغوي البنات.

اقترب منه يمد يده ليصافحه قائلا في هدوء:
- خالد السويسي، انا متشكر جدا يا دكتور معاذ على مساعدتك لبنتي
ابتسم معاذ بحرج ليمد يده سريعا يصافحه يقول سريعا بأدب: العفو يا افندم دا واجبي
حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم باقتضاب ليعود إلى ابنته حاوط كتفه بذراعه يحثها على التحرك ليمسك بيده الأخري يد سهيلة متجها بهم إلي السيارة:
- يلا يا بنات عشان اروحكوا.

اتجهت مع والدها إلى السيارة تنظر له خلسة تبتسم بخجل سعيدة دقات غريبة تقتحم قلبها دون سابق إنذار وتلك كانت فقط شرارة البداية
Back
حرك خالد رأسه إيجابا حين تذكر ذلك الشاب، ليمد يده يصافحه:
- آه افتكرتك مش أنت الدكتور اللي ساعد لينا لما اغمي عليها
حرك معاذ رأسه إيجابا يشجع نفسه ليكمل اخذ نفسا عميقا، يقول بهدوء:.

- بالظبط يا افندم الدكتورة حبت تشكرني فعزمتني على حفلة عيد ميلادها، لما دخلت جت الدكتورة تسلم عليا لقيت الاستاذ دا جاي يضربني
احتفظ خالد بكف معاذ في يده لينظر لزيدان يسأله بحزم:
- ليه؟
نظر زيدان لمعاذ بحدة يود لو يختلي به لينزع قلبه من مكانه صاح بحدة غاضبا:
- البيه كان بيتسهتن وبيبوس ايدها.

نظر خالد لمعاذ يبتسم ابتسامة صفراء متوعدة لتنكمش ملامح معاذ بألم يشعر بأصابعه تكاد تسحق في قبضة ذلك الرجل بينما هتف خالد بهدوء تام:
- دكتور معاذ مساعدتك لبنتي في موقف ما تدكش الحق أن تبوس ايدها ماشي يا دكتور
جز معاذ على أسنانه بعنف يمنه آهاته المتألمة من الخروج، ليحرك رأسه إيجابا سريعا ترك خالد يد معاذ ليحرك الأخير أصابع يده برفق يتأكد أنها لم تُكسر، نظر لخالد يبتسم متالما ليهتف سريعا:.

- خالد باشا أنا كنت عايز افاتح حضرتك في موضوع مهم
وجه خالد له نظرة سريعة ليتجه ناحية ابنته أمسك بكف يدها، يده الاخري امسك بيد زيدان التفت لمعاذ برأسه يبتسم باقتضاب:
- بعد الحفلة يا دكتور
اتجه بصحبه ابنته وزيدان إلى بقعة فارغة في منتصف الحفلة، ليحضر له العامل الميكروفون الاسود الصغير، حمحم بصوته الخشن ليسود الصمت يلتفت له الجميع
ليبدأ كلامه قائلا:.

- مساء الخير يا جماعة، أحب اشكركوا على وجودكوا معانا النهاردة تشركونا فرحتنا زي كل سنة، بس السنة دي الفرحة مضاعفة، مش بس بنتي كبرت سنة وخلاص قربت تتخرج وتبقي أحلي دكتورة في الدنيا، زيدان طلب مني ايد لينا، وطبعا بعد ما خدت رأيها، قررت اعملهالها مفاجأة وأعمل خطوبتها في نفس يوم عيد ميلادها.

كانت سعيدة في البداية من كلام والدها ابتسامتها البريئة تزداد اتساعا مع كلامه قلبها يرقص فرحا، إلي أن وصل إلي الجزء الخاص بزيدان تجمدت ابتسامتها على شفتيها لتشخص عينيها في ذعر كل ما تفكر فيه أن والدها يمزح بالطبع يمزح تعرف والدها يحب ان يشاكسها
طرقع خالد بأصبعيه فوقعت الستار السوداء عن تلك المنطقة المغلقة ليظهر خلفها مجلس العروسين او ما يعرف «بالكوشة » ذات تصميم رائع يخطف الأنفاس.

شهقت ذعرا حينما سمعت جملة ابيها التي وجهها إلى زيدان:
- يلا يا عريس خد عروستك واقعد في الكوشة
ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا بتلهف اقترب منها خطوة واحدة لتعود هي للخلف تنظر لهم بصدمة تحرك رأسها نفيا لتبدأ بالصراخ دون سابق إنذار:
- لا، لا، لا
اندفعت لينا ناحية ابنتها لترتمي الأخيرة بين ذراعيها تجهش في البكاء، ضمتها بين ذراعيها متجهه بها إلي الداخل تحت أنظار الجميع المتعجبة، المصدومة مما حدث.

وقف قاسم متجها إلى خالد ينظر له بحدة نظرات تقول « قولت لك من البداية »
اتجه خالد إلى داخل المنزل
اتجهت لينا مع صغيرتها إلى غرفة الأخيرة، اجلستها برفق على الفراش لتتعلق الصغيرة بأحضانها ترتجف بعنف تشهق في بكاء عنيف، لينا تحاول تهدئتها ولو قليلا لتسمع صوت ابنتها تهمس بارتجاف:
- بابا زيدان، بابا، لا لا لا.

بات جسدها يرتعش بشدة محاولات لينا لتهدئتها لم تفلح بالمرة، ابعدتها عنها سريعا تلتقط علبة المهدئ الخاص بالصغيرة، اعطته قرصا لتأخذه الفتاة سريعا بلهفة تود في تلك اللحظة فقط ان تهرب من واقعها إلى النوم اخفت جسدها داخل احضان والدتها تتشبث بها إلى بدأت تشعر بخمول حاد يسري في أوردتها لم تقاوم فقط استسلمت، لم تعد تشعر بشئ.

نظرت لينا لها بألم لتمدد جسدها برفق على الفراش نظرت لها بحنو تمسد على شعرها برفق لن تسمح بأن يحدث لابنتها ما جري لها، اجفلت على صوت الباب وهو يفتح دخل خالد إلى الغرفة غاضبا يصيح بحدة:
- عاجبك اللي بنتك عملته تحت دا
وقفت لينا تنظر له بحدة تصيح بشراسة أم خائفة:
-بنتي ما غلطتش، هي مش عيزاها وأنت اللي مصر تجبرها على أكتر بتكرهه وبتخاف منه، لا يا خالد أنا مش هسمحلك تضيع بنتي زئ ما ضيعت اللي قلبها.

نطقتها دون وعي من شده خوفها وذعرها على ابنتها، أدركت بعد فوات الأوان انها نطقت بما لا يجب، حين رأت نظرة انكسار وحرقة ألم احتلت مقلتيه، تغضنت ملامحه ألما ليخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة
وضعت يدها على فمها تضغط على شفتيها بعنف تنهر نفسها بقوة:
- ايه اللي أنا قولته دا بس، غبية يا لينا.

نظرت لابنتها بحزن لتربط على رأسها برفق قبلت جبينها تدثرها بالغطاء جيدا لتخرج من الغرفة تلحق به تحاول أن تصحح ما أفسدت
في الأسفل
اعتذر للجميع عما حدث قبل قليل ليبدء الحضور بالمغادرة واحدا تلوو الاخر إلى أن رحلوا جميعا، ليتجه هو إلى الداخل وقف أمام السلم يتنهد بحزن مقررا الصعود إليها.

ليطمئن عليها، اتجه إلى غرفتها رفع يده يدق الباب بخفة مرة اثنتين ثلاثة لا مجيب حرك مقبض ودخل ليجدها نائمة بهدوء ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر لقسمات وجهها البريئة تقدم ناحيتها ببطئ إلى ان وصل إلى فراشها جلس على ركبتيه بجانبها ممسكا كف يدها يقبله برفق كأنه قطعه زجاج رقيقة، ابتسم بحب يتنهد بشوق فالوقت الوحيد الذي يستطيع أن يشبع عينيه منها حينما تكون نائمة ظل ينظر لها بحب ممتزج بحزن يتساءل داخل نفسه لما تكرهه كل ذلك الكره لما لا تبادله عشقه لها، لما لا يمكنه أن يحصل على السعادة منذ أن كان طفلا لما الحياة تكرهه لذلك الحد، هو على استعداد ان يفعل أي شيء مهما كان لأجل سعادتها ولكنها حتى لا تطيق النظر في وجهه مد يده يمسد على شعرها برفق.

ليسمعها تتمتم بنعومة وهي نائمة: معاذ، معاذ، معاذ ما تسبينش يا معاذ، معاذ
شخصت عينيه في صدمة، تحولت لغضب احمرت عينيه من شدة غضبه علت أنفاسه بحدة اقترب بوجهه منها حتى لفحت أنفاسه الحارة وجهها مد يده يمسد على وجهها برفق يهمس بشر متوعدا:
- صدقيني أنا لحد دلوقتي بحاول أقنع نفسي أن ما فيش حاجة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا، بس سهلة أنا كلفت واحد يجبلي قرار البيه، بكرة ولا بعده بالكتير وهعرف الحقيقة كاملة.

مد يده في جيبه ينزع من العلبة خاتم خطبتهما ليمسك كف يدها يلبسه إياها برفق، قبل كف يدها ليضعه جوارها بهدوء تركها متجها إلى أسفل، القي بجسده على أحد المقاعد يخفي
يمسح وجهه بعنف بكف يده، لتقع عينيه على ورقة صغيرة ملقاة بشكل ملفت جذب انتباهه، ليقم من مكانه التقط الورقة يفتحها لتشخص عينيه بفزع حينما رأي ما كتب
« باتت الصغيرة الآن بين ايدينا، عيد ميلاد سعيد للصغيرة ».

صرخ باسمها بفزع ليأخذ طريقه راكضا إلى أعلى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة