قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والخمسون

توسعت عينيها حتى كادت تخرج من مكانها حين رأته يتهاوي ارضا أمامها للحظات قليلة شلت الصدمة جسدها عجزت عن الحركة او حتى النطق، ما هي الا لحظات وصوت دقات الباب بطرقات سريعة قلقة تلاها صوت ابنتيها يصيحان خوفا:
- ماما، بابا، في ايه يا ماما، افتحي الباب
عند ذلك الحد انتفضت، فاق عقلها من تلك الصدمة لتهرع إليه سقطت على ركبتيها امامه تصرخ فزعة تحرك جسده بهستريا:
- عمر، عمر، عمر، رد عليا يا عمر..

نظرت لكفي يدها التي تملئها الدماء لتتوسع عينيها فزعا تنهار الدموع من مقلتيها بعنف، هل قتله، قتلت عمر!، صرخة فزعة من بين شفتيها لتهرع إلى باب الغرفة فتحت الباب بعنف ما أن طالعت وجه ابنتيها القلقتان، صرخت تصيح بجنون:
- عمر، عمر مات، ابوكوا مات، أنا موته، قتلته.

صرخت الفتاتين في ذعر يركضان لداخل الغرفة سارة انهارت تماما تبكي بلا توقف، استجمعت سارين بعض من تماسكها الواهي امسكت رسغ يد والدها لتتنهد براحة تصيح فيهم:
- بابا عايش أنا حاسة بنبضه...
تركتهم سريعا تركض ناحية اقرب هاتف وجدته تطلب رقم عمها.

في تلك الاثناء في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفة لينا السويسي، نظرت لينا بشفقة لتلك النائمة على فراشها آثار دموعها لا تزال تغرق وجهها، بعد جهد شاق استطاعت أن تفهم ما حل بها، يبدو أنها ليست التعيسة الوحيدة هنا، مايا وقصة حبها الغربية لأدهم، قعدت ساقيها على الفراش جذبت الغطاء تدثر به تلك النائمة جوارها، مسحت على شعرها بخفة، مسكينة مايا لم تخطي بحنان والدتها يوما واليوم تذق من كأس عذاب الحب، مدت لينا يدها تبسطها على بطنها هي، تفكر قلقة ترى أهي بالفعل تحمل طفلا منه، شعورها بالألم وذلك الغثيان وكرهها لرائحة عطره حتى، أيمكن أن تكن علامات على صغير ينمو بين احشائها، تنهدت حائرة تفكر كيف ستعرف، وإن صدق حدسها ماذا ستفعل؟

العودة لزيدان بعد ما فعل وعرفت ليست ضمن مخططاتها الحالية ولا القادمة، للحظة فقط للحظة ارتسمت على شفتيها شبح ابتسامة حزينة، تتذكر لمحة سعيدة من أيام أحلامها التي قضتها بصحبته، سرعان ما اندثرت تلك الابتسامة جذبها قاع الحزن بعيدا، تنهيدة حارة خرجت من بين شفتيها اجفلت منها على صوت دقات على باب غرفتها حمحمت تسمح بالدخول، لتظهر والدتها من خلف الباب المغلق اقتربت من فراشها تحمل صينية كبيرة عليها قطع كعك وكوباي عصير، نظرت لمايا النائمة بحنو لتضع الصينية على الطاولة الصغيرة جوار فراش ابنتها تهمس لها بصوت خفيض خوفا من إيقاظ تلك الصغيرة:.

- اخيرا نامت صعبانة عليا أوي...
نظرت لينا لمايا تشفق على حالها لتعاود النظر لوالدتها تنهدت تهمس بخفوت حذر:
- عمو حمزة السبب، هما الاتنين عارفين انهم مش أخوات، وخلاص حبوا بعض، بدل ما يقربهم ويتجوزوا، بعدهم عن بعض بمنتهي القسوة
تنهدت لينا حزينة تحرك رأسها إيجابا تؤيد كلام ابنتها، تردف بصوت خفيض هامس:
- ابوكي بيقول هيتصرف في الموضوع دا، لأن الظاهر أن أدهم عمل غلطة كبيرة وعمك حمزة غضبان عليه...

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي لينا تتمتم مع نفسها متهكمة:
- بابا دايما بيتصرف في كل المواضيع
عادت تنظر لوالدتها بلعت لعابها متوترة تفكر قلقة أتخبرها أم لا، حمحمت تهمس متوترة:
- ماما أنا عايزة اقولك حاجة بس توعديني ما تقوليش لبابا ولا لزيدان، أرجوكي
حركت لينا رأسها إيجابا سريعا تنظر لابنتها في حيرة ترى ماذا تخبئ، مدت لينا يدها تمسد على بطنها بخفة تهمس متوترة:
- أنا حاسة إني حامل.

شهقة قوية خرجت من بين شفتي لينا توسعت ابتسامتها تهتف فرحة:
- بجد
امسكت لينا بيدي والدتها سريعا تهمس بتلهف:
- هشش، بس يا ماما بقولك حاسة مش متأكدة، مش عارفة اعمل ايه، اهم حاجة مش عايزة زيدان تحديدا يعرف ولا بابا
ابتعدت لينا برأسها للخلف قليلا تنظر لابنتها في حذر مدت يدها تمسك كف يد ابنتها تهمس لها في شك:
- اوعي تكوني ناوية تنزلي الجنين
حركت الابنة رأسها نفيا سريعا ترفض الفكرة رفض قاطع تنهدت تهمس بخمول:.

- لاء طبعا يا ماما، أنا صحيح مش طايقة زيدان ومش عايزة اشوف وشه لآخر يوم في عمري، بس دا روح، طفل مالوش ذنب، أنا مستحيل آذيه، دا ابني بردوا
تنهدت لينا بارتياح ترتسم على شفتيها ابتسامة سعيدة واسعة اقتربت من ابنتها تعانقها بحنو ابعدتها عنها تلثم رأسها بقبلة حانية تتمتم برفق:.

- يمكن الطفل دا، هو اللي يقربكوا من بعض بعد اللي حصل، مش متخيلة رد فعل ابوكي لما يعرف أنك حامل احتمال يقتل زيدان، المهم دلوقتي اشربي العصير وارتاحي وأنا بكرة وأنا جاية من المستشفي هجبلك اختبار، الله يرحمها دادة رحمة، كانت الوحيدة اللي ابوكي بيثق فيها وعمره ما سألها ابدا، هي خرجت من القصر تجيب ايه، باقي الخدم بيفتحلهم تحقيق، مش هنعرف نتأكد دلوقتي.

حركت لينا رأسها ايجابا لتعطيها والدتها كوب العصير وطبق الكعك، ربتت على وجنتها تهمس لها بحنو:
- ما تروحيش بكرة الجامعة لحد ما نتأكد، هروح اشوف الاكل عشان لازم تاكلي كويس، مش هتأخر عليكي.

خرجت لينا من غرفة ابنتها يعلو ثغرها ابتسامة كبيرة سعيدة، تتمني فقط لو يصدق حدس ابنتها، ذلك الطفل سيحضر معه فرحة كبيرة ستقضي على كل تلك الاوجاع التي عاشها الجميع، ضحكت بخفة تتخيل رد فعل خالد الغيور على ابنته، في شرودها اصطدمت في ذلك الحائط البشري، رفعت وجهها تنظر له تبتسم عقدت جبينها تقول مستفهمة:
- خالد هو ليه دايما لما البطلة تخبط في البطل، بيكتبوا اصطدمت في ذلك الحائط البشري...

ضحك تعالت ضحكاته الصاخبة يصدمها على جبينها براحة يده برفق يردف متهكما:
- عشان انتي هبلة يا حبيبتي، لسه لحد دلوقتي بتقري روايات...
عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له حانقة تردف بإيباء:
- اهاا، واتفضل بقي اوعي من طريقي عشان اروح اشوف الأكل
تحركت خطوة لليمين ليعترض طريقها، تحركت لليسار ليفعل المثل وقفت تنظر له في غيظ ليميل برأسه ناحية اذنيها يهمس لها بعبث:
- آه يا روحي بتقري روايات محترمة اوي أوي.

توسعت عينيها حرجا نظرت له غاضبة لتهمس من بين اسنانها في غيظ:
- على فكرة بقي الرواية كانت ماشية محترمة جدااا، مش فاهمة أنت لما خدت اللاب ايه اللي حصل.

توسعت ابتسامته ينظر لها متهكما ليحتقنت وجهها غيظا تتذكر ذلك الموقف الذي حدث قبل فترة ليست بقصيرة كانت تقرأ رواية إنجليزية مترجمة، لم يكن بها ولا مشهد واحد منحرف، ما جعلها تندمج للغاية مع أحداث الرواية، جاء هو كالعادة يشاكسها في اللحظة التي جذب فيها جهاز الكمبيوتر المحمول ( اللاب توب ) يري ما تفعل، كانت البطلة بين أحضان البطل في مشهد لا يمت للاحترام بصلة، كادت تبكي من الإحراج وهي تحاول إقناعه بأن مثل تلك المشاهد لم تأتي قبلا ولكن خالد لم يكن ليترك تلك الفرصة ليضايقها كل حين وآخر، اجفلت من شرودها على يده تلتف حول عنقها يجذبها لصدره يغمغم ضاحكا:.

- يا بت ما أنا عارف أنا بس بحب اغيظك، البسوبسة بتبقي احلي لما وشها بيحمر
ضحكت لينا بخفة خجلة تضربه على صدره برفق، لتندمج ضحكاته بضحكاتها لحظات وصدح صوت هاتفه، مد يده الحرة يلتقط هاتفه، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليسمع صوت سارين تصرخ فزعة:
- الحقنا يا عمو بابا بيموت
انتفض خالد فزعا يبعد لينا عنه يصرخ مذعورا على أخيه:
- أنا جاي حالا، دقايق وهكون عندكوا.

التقط مفاتيح سيارته يركض بملابس البيت تجاه سيارته خلفه لينا تهرول خلفه تصيح فزعة:
- خالد في ايه يا خالد، يا خالد طمني...

ولا حياة لمن تنادي لحظات وكانت السيارة تشق الطريق بعنف تأكل الرصيف أسفلها إلى منزل عمر، شقيقه الصغير، لا مبالغة في كلمة ابنه، في الطريق اتصل بأحد الأطباء الذي يعرفهم يمليه العنوان سريعا ما كاد يغلق الخط وجد هاتفه يدق من جديد تلك المرة برقم حسام لم يكن لديه حتى الوقت ليرد ولكن قلقه أن يكون أصابه هو الآخر مكروه فتح الخط سريعا ليسمع صوت حسام يهتف مرحا:.

- بوب يا بوب يا بوب، واحشني يا عمنا، إنت ليه محسسني أن أنت مش ضناك...
علت أنفاس خالد الغاضبة ليشتم ذلك الابله ابنه يصيح فيه:
- حسام مش وقتك هزارك، عندك حاجة قولها ما عندكش غور في داهية، في مصيبة وأنا مش فاضيلك
في لحظة تبدلت نبرة حسام المرحة إلى اخري حادة جادة غمغم سريعا قلقا:
- مصيبة ايه يا بابا حصل ايه، لينا كويسة..
قاطعه خالد يصيح متلهفا احتل الخوف نبرة صوته المرتجفة:.

- مش عارف يا حسام، عمك عمر، مصيبة، اقفل يا حسام، اقفل
اغلق خالد الخط يدعس المكابح بقسوة تحت قدميه، ليدرك في تلك اللحظة أنه خرج من منزله حافي القدمين...

على صعيد آخر ما أن اغلق حسام الخط انتفض سريعا يبدل ملابسه، خرج من غرفته يتوجه سريعا إلى الخارج لتستوقفه والدته تسأله متعجبة:
- رايح فين يا حسام أنت مش لسه جاي من الشغل
التفت برأسه لها يغمغم سريعا قبل أن ينزل:
- حالة مستعجلة يا ماما، اتغدي أنتي سلام.

قالها ليهرع إلى الخارج يغلق الباب خلفه توجه إلى سيارته، منزل عمه، منزل عمر اقرب إلى منزله كثيرا من والده ربما سيصل قبله حتى، تصارعت الافكار السوداء في رأسه، ترى أي مصيبة عند شقيق والده، عند الفتاة التي يحب، هل من الممكن أن يكن أحدهم تعرض لها مرة أخري، وتلك المرة سبق السيف العزل، تسارعت دقاته عند تلك الفكرة، مكابح سيارته الحديثة تكاد تصرخ من شدة ضغطه عليها، شقت السيارة الطريق تتنافس مع دقاته الصاخبة اي منهما أسرع، عند تقاطع الاشارة المقابلة لمنزل عمر، تقابلت السيارتين نظر خالد لحسام في دهشة كيف وصل بتلك السرعة، لم يعطِ الأمر أهمية أكثر، اوقف السيارة سريعا أسفل منزل شقيقه ليلحقه حسام، يركض خلفه لأعلي، وصل خالد لمنزل شقيقه ليهرع إلى الباب يضربه بقبضتيه بعنف، لهفة، خوف، لحظات وانفتح الباب ليبصر خالد وجه سارة الباكي، لم ينتظر لحظة اندفع يركض إلى غرفة شقيقه توسعت عينيه فزعا حين رأي بقعة دماء كبيرة على أرض الحجرة جال بعينيه في الغرفة سريعا ليجد عمر على فراشه، سارين جواره تمسك قطعة كبيرة من القطن تضعها فوق رأسه علها تسكت سيل الدماء المندفع، تالا تجلس على ركبتيها جوار الفراش تنظر ليديها الملطخة بالدماء في ذعر، اندفع ناحية شقيقه يصيح باسمه فزعا:.

- عمر، عمر، رد عليا يا عمر، في ايه يا سارين، مين عمل فيه كدة
في تلك اللحظات تقدم حسام سريعا من فراش عمر امسك رسغ يد عمه ليتنهد يزفر بارتياح:
- الحمد لله عايش
وجه انظاره ناحية سارين يغمغم سريعا:
- عندكوا صندوق إسعافات.

حركت رأسها ايجابا سريعا لتهرول تحضر له ما يريد بدأ حسام يحاول إسعاف الأمر بكل ما يعرف إلى أن يأتي الطبيب المختص، وسارة وسارين تقفان بالخلف يدعوان في صمت، الذعر يأكل قلب كل منهن، صوت رنين جرس الباب هرعت سارين تفتح لتعد بعد لحظات بصحبتها الطبيب، ما إن دخل الطبيب نظر لذلك العدد الغفير يردد في هدوء:
- ممكن تتفضلوا كلكوا برة، بعد اذنكوا
أمسكت سارين بيد شقيقتها تخرجها من الغرفة ليصيح خالد غاضبا:.

- لاء طبعا أنا مش هسيب أخويا...
توجه حسام إليه سريعا يحاول إقناعه بالعدول عن رأيه:
- بابا ارجوك، أنا هفضل مع عمي، خد مرات عمي واتفضل، عشان خاطره هو.

زفر خالد يأسا ينظر لأخيه قلقا ليحرك رأسه إيجابا على مضض، تحرك ناحية تالا يجذب يدها وقفت كأنها مخدرة من أثر تلك الصدمة جذبها لخارج الغرفة، بقي حسام مع الطبيب بعدما أعلمه أنه الآخر طبيب، وقف خالد يكاد يصرخ من القلق، دقات قلبه تتسارع، توجه ناحية ابنتي اخيه يغمغم قلقا:
- حصل ايه، مين عمل فيه كدة، ما تنطقوا.

حرك سارة رأسها نفيا فزعا يخنقها بكائها لا تقدر على النطق بحرف، بينما نظرت سارين ناحية والدتها ولم تجب، نظرة حادة غاضبة، نظرة لاحظها خالد جيدا، ليتوجه ناحية زوجة اخيه قبض على رسغ يدها بعنف يصيح محتدا:
- عمر حصله ايه، انطططقي
حركت رأسها نفيا بعنف تبكي بهلع تنساب دموعها دون نظرت له تصيح بهستريا:.

- أنا ما كنتش اعرف انها هتيجي فيه، هو، هو خاني، مش عايز يطلقني، كنت عايزة اخد حقي ما كنتش اعرف انها هتيجي فيه، والله ما كنت أعرف
اشتعلت عيني خالد غضبا تنصل عقله من اي عقل، تفكير، منطق، شد على اسنانه بعنف ليقبض على ذراعي تلك الواقفة يصيح فيها غاضبا:
- قسما بعزة جلالة الله لو أخويا جراله حاجة، لهدفعك دم أهلك كلهم، قصاد دم أخويا...

لفظها من بين يديه بعنف لترتطم في الحائط خلفها بقسوة وقف هو يكاد دمه يفور قلقا على شقيقه، دقائق طويلة ثقيلة مفزعة، وخرج حسام نظر ناحية ابيه حمحم يهمس مرتبكا:
- احم، با، قصدي حضرتك تعالا لو سمحت
اندفع خالد لداخل الغرفة ليغلق حسام الباب خلفه، بينما وقفت تالا هناك تضم كفيها تنساب دموعها دون توقف تشعر بالضياع، الخوف، احتضنت نفسها بذراعيها تغمغم مع نفسها:.

- ما تموتش يا عمر، ما تموتش عشان خاطري، أنا ما كنش قصدي، أنت دبحتني بخيانتك ليا، كان في نار مولعة في قلبي، ما كنش قصدي...
مرت نصف ساعة تقريبا منذ أن دخل خالد إلى الغرفة، ليخرج بعدها خالد وحسام والطبيب، حمحم الطبيب بهدوء يحادث الجميع:.

- واضح أن الخبطة اللي جات على رأس أستاذ عمر كانت قوية بشكل كبير، أثرت على مراكز حساسة في مخه، ونحمد ربنا انها ما عملتلوش فقدان ذاكرة كامل، اللي حصل أن أستاذ عمر نسي آخر 5 سنين في حياته، هو فاكر أنه متجوز وفاكر أن عنده أطفال، بس بيقول أن بناته لسه صغيرين في ابتدائي، المهم احنا لازم نمهدله الموضوع واحدة واحدة، وخدوا بالكوا كويس صحته النفسية مهمة جدااا، اي زعل اي ضغط حالته هتتدهور وهيحصله انتكاسة ممكن توصل لغبيبوبة، أنا ديت ورقة الادوية لدكتور حسام، وهعدي عليه بعد يومين اتطمن عليه عن اذنكوا.

توجه حسام بصحبة الطبيب للخارج، بينما وقف خالد ينظر لتالا في حدة، اقترب منها يشهر سبابته أمام وجهها يهتف من بين أسنانه محتدا:
- سمعتي الدكتور قال ايه، عمر فقد خمس سنين من حياته، اللي حصل كله هو مش هيفتكر منه حاجة خالص، اي زعل هيدخل في غيبوبة، وأنا مش مستعد واحد فئ المية اني اجازف بخسارة اخويا، عمر لو حصله حاجة يا تالا هدفعك التمن غالي...

توجه ناحية غرفة اخيه لتتبعه الفتايات وتالا، كان هناك على فراشه يجلس عمر يلتف على رأسه ضمادة بيضاء كبيرة ينظر للفراغ، دخل خالد يجلس أمامه على الفراش ليتوجه عمر إليه سريعا يسأله بوهن:
- يا خالد أنا مش فاهم حاجة، يعني ايه فقدت جزء من الذاكرة أنا فاكر كل حاجة، انت اخويا خالد، متجوز وعندك بنت، صح وتالا مراتي، اهي، مين البنتين دول
ضيق عمر عينيه ينظر للفتاتين يتفحصهم بنظراته ليغمغم متعجبا:.

- شبه سارة وسارين بس اكبر...
عاود النظر لأخيه يسأله متوسلا:
- فهمني يا خالد
تنهد خالد حزينا على حال شقيقه، مد يده يربت على يد شقيقه برفق يغمغم بحنو:
اهدي يا عمر وأنا هفهمك، أنت عملت حادثة بالعربية وأنت راجع من الشغل، الدكتور بيقول أنك فقدت جزء من ذاكرتك آخر خمس سنين في حياتك مش فاكرهم، سارة وسارين في ثانوية عامة السنة دي، عندهم 18 سنة مش 13.

توسعت عيني عمر في ذهول ينظر لابنتيه وزوجته بدهشة ليعاود النظر لأخيه يغمغم في هلع:
- طب وأنا هفضل على طول كدة مش فاكر اللي حصل السنين اللي فاتت
حرك خالد رأسه نفيا يحادث عمر كأنه فقط طفل صغير:
- لا يا حبيبي الدكتور قال، ان حالتك هتتحسن إن شاء الله وهتفتكر كل حاجة، دي فترة مؤقتة، والحمد لله أنك فاكر إنت مين وفاكر بيتك ومراتك وبناتك...

ارتسمت ابتسامة صغيرة قلقة على شفتي عمر حرك رأسه إيجابا بخفة ليتأوه متألما من رأسه، اقترب خالد يعدل الوسادة أسفل رأس شقيقه، يحادثه برفق:
- ارتاح، احنا جنبك ما تهجدش نفسك...
توجه عمر بانظاره ناحية ابنتيه، ينظر لهم يبتسم سعيدا طفلتيه كبرا، حثهما بنظراته أن يقتربا منه لتقترب الفتيات منه بحذر ابتعد خالد يفسح لهم ليرتميا بين أحضان عمر عانقها عمر بوهن للحظات طويلة ابتسم يغمغم في مرح باهت:.

- كبرتوا أوي، اوعوا تكونوا اتجوزتوا كمان وأنا مش فاكر
ضحك خالد بخفة دس يديه في جيبي سرواله يردف ضاحكا:
- لا يا سيدي بس سارين كتب كتابها بعد بكرة، بس شكلنا هنأجل بعد اللي حصل دا
قطب عمر جبينه في دهشة ينظر لابنته ولشقيقه مذهولا ليغمغم متعجبا:
- كتب كتابها على مين، قصدي مين العريس
عثمان ابن على، غمغم بها خالد بهدوء، ليدخل حسام في تلك اللحظات يغمغم في ثقة هو الآخر:
- وأنا وسارة مقري فتحتنا.

توجهت انظار الجميع ناحية حسام رماه خالد بنظرة حادة غاضبة ليبتسم حسام في براءة يكمل حديثه في سماعة الاذن الخاصة بهاتفه:
- يعني أنت متجوز بنت خالتك أنا قارئ فتحتي على بنت عمي اسمها سارة، طب يا شريف هكمل كلامنا بعدين
اغلق الخط يضع السماعة الصغيرة في جيبه نظر له يبتسم قطب جبينه متعجبا ينظر للجميع مستفهما حين رأي الجميع ينظر ناحيته:.

- في ايه يا جماعة بتبصولي كدا ليه، أنا آسف إني دخلت وأنا بتكلم في الموبايل بس كان معايا مكالمة مهمة
ظنه الجميع مجرد سوء فهم الا خالد، نظر لابنه يتوعده، ذلك الصغير يتلاعب بالكلمات جيدا، سيريه أنه هو من وضه ذلك القاموس قبلا.

على صعيد آخر، في غرفة حمزة لم يزر النوم جفنيه، وقف في شرفة غرفته ينظر للحديقة المظلمة، يأكل القلق قلبه، ترى كيف حاله، خائف عليه كأنه فقط طفل صغير، تنهد بحرارة قلقا، التقط هاتفه يطلب ذلك الرجل لحظات وسمع الطرف الآخر يجيب سريعا:
- حمزة باشا، اوامرك يا باشا
مسح حمزة كفه بكف يده تنهد تعبا يردف بخواء:
- اخباره ايه
سمع صوت الطرف الآخر يردف سريعا:
- قدامي اهو يا باشا، قاعد في المحل بتاع جدته..

حرك حمزة رأسه إيجابا ليردف في وعيد حاد:
- خلي بالك منه ما تخليش حد يتعرضله، لو حصله حاجة أنت المسؤول قدامي، فاهمني طبعا، سلام.

أغلق الخط يدس الهاتف في جيب سرواله، سمع صوت همهمات لطفل، صوت طفل يتلهف للحصول على شئ، نظر جواره سريعا ليجد بدور تحمل سيلا الصغيرة تقف في الشرفة المجاورة له، الصغيرة بجسدها كأنها تحارب ذراعي والدتها للوصول إليها، ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر للصغيرة، لتتحرك عينيه تلقائيا ناحية بدور، خفق قلبه دقات اخري ضعيفة شاركت دقات قلبه، بدور بعد كل تلك المدة ها هي أمام عينيه، عاد ذلك الشعور الغريب يربت على قلبه، يهدئ قليلا من نيرانه المحترقة، حمحم يهمس بصوت خفيض متوتر:.

- ممكن اتكلم معاكي كلمتين تحت في الجنينة.

بلعت لعابها الجاف اضطربت حدقتيها لتحرك رأسها إيجابا، دخلت إلى الغرفة وقفت أمام مرآتها تضبط حجابها جيدا، نظرت لانعكاس صورتها في المرآه ليعلو ثغرها بشبح ابتسامة صغيرة متوترة تنهدت تهدئ نفسها فتحت باب الغرفة لتراه يقف بالقرب منه شبت الصغيرة ناحيته سريعا فلم يعترض بالعكس تماما فتح ذراعيه يلتقطها بين احضانه وقفت بالقرب منه تراه يحتضن ابنتها بحنو يغمض عينيه قطبت جبينها متعجبة حين رأت قطرات دموع تتساقط من مقلتيه، لم تعرف ما العمل للحظات وقفت هكذا تنظر له دون كلام، قبل أن تحمحم بصوت خفيض:.

- أنت كويس
فتح عينيه يمسح دموعه المتساقطة رسم ابتسامة كاذبة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا توجه إلى أسفل لتتبعه، إلى احدي الطاولات الصغيرة في الحديقة توجها، جلس أمامها صامتا للحظات، يداعب الصغيرة الجالسة على قدميه، وهي تنظر لهم تبتسم شاردة، رفع وجهه لها تنهد يردف:
- عاملة ايه...
اخفضت رأسها تحركها إيجابا تهمس متوترة:
- الحمد لله كلنا كويسين.

مسح وجهه بكف يده يبعد الاجهاد عن قسماته اقترب قليلا من الطاولة بجسده يغمغم في هدوء:
- بدور أنا قدامك اهو، صدقيني لو انتي رافضة الموضوع او حاسة بأي حساسية ما فيهاش اي مشكلة ارفضي دا جواز يا بدور...
كانت على وشك أن تجيب حين صدح صوت غاضب يأتي من خلفها يصيح بشراسة:
- والله عال يا ست بدور وكمان هتتجوزي ويا ترى بقي هتستني لما العدة تخلص، ولا أخوه الباشا هيظبطله الورق.

شهقة فزعة خرجت من بين شفتي بدور التفت خلفها سريعا لتبصر أسامة زوجها السابق يقف هناك بالقرب منها عينيه تقدح شررا، ابتلعت لعابها مذعورة ليردف أسامة يصيح غاضبا:
- وقاعدة تقوليلي بابا بابا، واخو بابا عايز يتجوزك ليه، أنا كنت عارف انهم ناس (، )
يكون في علمك لو اتجوزتيه، أنا هاخد العيال، المحكمة هتحكملي بيهم
هب حمزة واقفا اعطي الصغيرة لوالدتها ليندفع
ناحية ذلك الارعن قبض على تلابيب ملابسه يصيح فيه:.

- ما تتكلم عدل يا حيوان أنت، ما تخلنيش ادفنك مكانك
في اللحظة التالية قبضة اخري تجاور قبضته نظر للفاعل ليجد زيدان، ابتسم زيدان ينظر لحمزة في هدوء:
- توسخ ايدك ليه يا خالي ما أنا موجود
لكمة تلاها اخري وسقط أسامة أرضا تحت قدمي زيدان، مال زيدان ناحيته يقبض على تلابيب ملابسه يبتسم ساخرا:
- هو أنا مش قولتلك مش عاوز اشوف خلقتك تاني، أنت غاوي تضرب صح...

ابتعد زيدان عنه يصيح باسم أحد الحراس ليخرج أسامة من البيت، ليتوجه زيدان إلى للداخل، نظر حمزة لبدور لتحتضن الأخيرة صغيرتها احتضنت صغيرتها تهرول للداخل سريعا، ليزفر حمزة يصدق على جملة أن المشاكل لا تأتي فردا...

على صعيد آخر، كانت لينا في غرفة ابنتها ظلت جوارها حتى تأكدت من انها تناولت طعامها بأكمله، عقلها شارد في تلك المكالمة التي أتت إلى خالد، ترى من وماذا حدث ليهرع هو بملابس البيت فزعا بتلك الطريقة، جلست تتحاور مع ابنتها إلى أن سمعوا اصوات شجار عنيفة تأتي من الحديقة، وقفت لينا أمام ابنتها تهمس لها محتدة:
- ما تتحركيش من مكانك طالما بطنك وجعاكي كل شوية يمكن يكون الجنين مش ثابت.

زفرت لينا السويسي يآسه ليتها لم تقل لوالدتها، بينما توجهت لينا الشريف إلى الشرفة تشاهد ما يحدث، توسعت عينيها في دهشة وهي تسمع صوت صياح أسامة، حمزة يريد الزواج ببدور، وها هو زيدان جاء، من الجيد أن لينا لم تخرج لتري زيدان وهو يبرح الرجل ضربا لكانت كرهته اكثر، وقفت تنظر للحديقة لدقائق قبل أن تسمع دقات على باب الغرفة، توجهت تفتحه لتجد زيدان يقف خارجا يحمل علبة حلوي كبيرة، مد يده سريعا يمسك كف يدها يقبله ابتسم يغمغم:.

- مساء الورد على احلي وردة
ضحكت لينا بخفة تقرص وجنته بخفة، ليتحرك هو برأسه يبحث بعينيه داخل الغرفة يقول قلقا:
- هي لينا صاحية ولا نايمة كانت تعبانة الصبح وأنا عايز اطمن عليها
ابتسم لينا مرتبكة تفسح له المجال ليدخل...
اقترب من فراش زوجته لتتوسع عيني لينا غضبا ما أن رأته بينما مال هو يضع علبة الحلوي على قدميها ابتسم يقول:
- الشوكولاتة اللي بتحبيها، عاملة ايه دلوقتي لسه تعبانة.

اشاحت بوجهها بعيدا عنه أمسكت علبة الحلوي تلقيها على الطاولة المجاورة تنهد هو يبتسم يآسا نظر للينا زوجة خاله يقول مبتسما:
- ماما معلش ممكن فنجان قهوة
حسنا هي ليست بغبية لتفهم أنه يريد أن يحادث زوجته بمفردهم، كيف ومايا من الأساس تنام في الغرفة ابتسمت له تحرك رأسها إيجابا لتأخذ طريقها للخارج، بينما اقترب هو منها جلس على الفراش امامها، لاحظ انكماشها ليقول ضاحكا:.

- اكيد مش هعمل حاجة ومايا بنت عمك نايمة جنبك، دي صوتها مسلسع وممكن تفضحنا
ارتسمت ابتسامة صغيرة للغاية على شفتي لينا سرعان ما اخفتها ولكن سريعا التقطتها عينيه ليردف سريعا:
- ضحكتي اهو، ضحكتي شوفتك ما تخبيهاش
زفرت في غيظ لتلتفت بوجهها له عقدت ذراعيها امام صدرها تغمغم حانقة:.

- أنت عايز ايه دلوقتي يا زيدان، جاي ليه، هو أنا مش قولتلك مش عايزة اشوفك تاني مد يده يبعد تلك الخصلة الثائرة عن وجهها يعيدها خلف أذنيها تنهد يهمس لها بعشق:
- جاي اطمن عليكي، حتى لو انتي مش عايزة تشوفيني، ما قدرتش امنع قلبي انه يجي يشوفك، انتي كويسة دلوقتي.

حركت رأسها ايجابا تحاول حبس أنفاسها لما يضع الكثير من ذلك العطر المقزز، اغلقت شفتيها تحاول منع نفسها من التقئ مرة أخري امامه ولكن كثرة الطعام التي أكلتها لم تسعفها تماما انتفضت من مكانها تهرول تجاه المرحاض وقفت أمام الحوض تتقي بعنف، ليهرع إليها وقف جوارها في المرحاض يصيح قلقا:
- لا كدة الموضوع ما يتسكتش عليه، كدة في مشكلة.

صمت للحظات يرتب عقله ما يحدث لتتوسع عينيه في دهشة اقترب منها يقبض على ذراعيها برفق ينظر لها مذهولا:
- أنتي حامل مش كدة!

على صعيد آخر بالأسفل، توجهت لينا إلى المطبخ تصنع لزيدان القهوة، تحاول الاتصال بخالد اخيرا اجاب، فتح الخط لتبادر سريعا بقلق:
- أنت فين يا خالد، طمني ايه اللي حصل، الو، الو، خالد
لحظات طويلة من الصمت قبل أن تسمع صوت انثوي لا تعرفه تماما يرد في توتر ظاهر:
- خالد بيتعشي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة