قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والخمسون

في منزل عمر السويسي، تحديدا في غرفته.

خالد يجلس امام اخيه على الفراش يربع ساقيه يتحدثان في ذكريات قديمة يتضاحكان، سارة تجلس على يمين عمر بالقرب من باب الغرفة وسارين تجلس على يساره، أما تالا تجلس على الأريكة بالقرب من فراشهم، تنظر لعمر قلبها يحترق من خيانته لها، خيانته التي لن يتذكرها، نيران تلهب قلبها تحرق اوصالها، كيف استطاع بتلك البساطة أن يلقي سنوات قضوها معا ويلقي بنفسه بين أحضان أخري والآن هي المجرمة في حقه، هو حتى لن يتذكر ما فعل، تمنت في تلك اللحظة لو كانت صدمت تلك المزهرية برأسها هي لكانت نست ما فعله والافضل من ذلك نسته هو تماما، حسام يجلس بالخارج، بعد أن قال ما قال اقترب منه خالد يهمس له بصوت خفيض يتوعده:.

- اطلع استناني في الصالة يا بيه وعلى الله تمشي هنفخك اكتر ما هنفخك
التفت عمر برأسه ناحية سارة ابنته يقول مبتسما بخفة:
- ايه يا سوسو عمو عندنا بقاله اكتر من ساعة ما قدمتلهوش كوباية ماية حتى...
حركت سارة رأسها إيجابا سريعا تحركت من جوار ابيها تقول مبتسمة بحماس:
- أنا عاملة عصير جديد تحفة، ثواني اجبلك يا عمو
ضحك خالد بخفة يصدم أخيه على كتفه يتمتم متهكما:.

- دا على اساس أن أنا ضيف، يا جدع دا أنا جيلك بالترنج وحافي...
اعتدل عمر في جلسته بصعوبة يشير إلى دولاب الملابس يتمتم بصوت خفيض مجهد:
- الدولاب قدامك اهو، أنت مش غريب يا خالد
ضحك خالد بخفة قبل أن يقم من مكانه يردق مبتسما:
- يا حاتم يا طائي، أنا اطول واعرض منك هدومك مش هتخش فيا، هبقي زي مسعودي في المتزوجون...
ضحك عمر بخفة يتمتم من بين ضحكاته الخفيضة:
- وأنت كدة كدة متجوز لينا، بدل ما أنت لودي تبقي مسعودي.

ضحك خالد يشارك شقيقه للحظات في الضحك، لتغيم عيني خالد قلقا سحابة خائفة استوطنت مقلتيه وفكرة أنه كاد يفقد شقيقه تعتصر قلبه، يكره وبشدة كلمة الموت اخذت منه كل غالي وعزيز، خرجت تنهيدة طويلة من شفتي خالد ليقترب من أخيه يعانقه برفق يتمتم بصوت خفيض حاني:
- ما تقلقنيش عليك كدة تاني، أنا خلاص اتطمنت عليك هقوم امشي أنا بقي
ابعد أخيه عنه يحتضن وجهه بين كفيه يتمتم مبتسما:.

- خلي بالك من نفسك ولو احتجتني في اي وقت كلمني، وما تروحش الشركة لحد ما ترتاح خالص، على موجود ما تقلقش.

ادمعت عيني عمر يحرك رأسه كأنه فقط طفل صغير يعانق أخيه سنده بعد والده كم كان أحمق حين ظن أن شقيقه يتعامل معه كأنه فقط طفل صغير، نظر لشقيقه بامتنان وفخر، يراه كجبل شامخ يحمل الجميع فوق اكتفاه، تحرك خالد من جوار شقيقه ليجد سارة تدخل إلى الغرفة وجهها باهت عينيها متسعتين، ملابسها ملطخة ببقعة عصير كبيرة، تحمل أكواب عصير فراولة، مدت يدها ناحية عمها بأحد الأكواب ليبتسم لها يسألها برفق:.

- ايه اللي واقع على هدومك دا يا سارة
أصفر وجهها تنظر خلفها نظرة خاطفة لتعاود النظر لعمها ابتسمت متوترة تقول في ارتباك:
- هاا، لا لا ابدا أنا كنت بفرغ العصير وقع على هدومي، اتفضل حضرتك
ابتسم لها يشد على أسنانه حانقا بالطبع ابنه الأحمق من فعل ذلك ربت على خصلات شعرها برفق، يردف مبتسما:
- مرة تانية يا حبيبتي...

تركها وغادر لم يجد حسام في الصالة ووجد كوب عصير فارغ على الطاولة مكان ما كان يجلس هو ليتوعد له غاضبا، خرج من منزل أخيه ليجد حسام يقف بالأسفل جوار السيارة ابتسم باتساع ما أن رآه ليقول:
- ايه يا عمنا أنا افتكرتك هتبات فوق، عايزني في حاجة ولا أخلع أنا عندي مستشفي الصبح
نظر خالد لحسام من اعلي لأسفل نظرات حادة ثاقبة، توقفت عينيه عند حذائه ليغمغم في برود:
- اقلع الجزمة.

قطب حسام جبينه متعجبا يتمتم مع نفسه قلقا:
- هو هيمدني ولا ايه
لم يدم تعجبه كثيرا حين نظر لقدمي والده ليجدهما عاريتين لا حذاء ولا حتى جوارب، سريعا كان يخلع حذائه، يضعه أمام قدمي والده وقف جواره ليستند خالد بيسراه على كتف حسام حين مال يرتدي حذائه، رغم سعادته شعوره بقلبه تتدافق دقاته من الفرح رفع رأسه ينظر لحسام يقول باشمئزاز:
- ذوقك مقرف شبهك.

ابتسم حسام في اتساع تحولت ابتسامته لضحكة خفيفة، توجه خالد لسيارته ما أن استقلها وجد حسام يجلس جواره، تمهد الأخيرة يقول في هدوء:
- بابا بعد إذنك، أنا كنت ولازالت رافض موضوع جوازك أنت وماما، بس خلاص انتوا اتجوزتوا، ممكن حضرتك تيجي تشوفها ولو عشر دقايق وتمشي...
تنهد خالد تعبا شعوره بالذنب ناحية تلك الفتاة لم ينفص بل يزيد، حرك رأسه إيجابا ليبتسم حسام تحرك ليغادر ليجد خالد يقبض على ذراعه يقول:.

- سيبك عربيتك وسوق أنت، وابقي تعالا بكرة خد عربيتك
حرك حسام رأسه إيجابا يتبادل هو وأبيه الأماكن، ادار حسام محرك السيارة متوجها إلى منزله يدق باصابعه على أطراف المقود يدندن لحن قديم، بينما خالد شارد ينظر للأمام ارتفع جانب بابتسامة صغيرة ماكرة يتمتم مع نفسه ساخرا:
- دا احنا عيلة عايزة الحرق بجاز.

Flash back
دخل خالد إلى غرفة عمر بصحبة حسام ليجد الطبيب يلف شاش طبي حول رأس عمر اقترب سريعا من الطبيب يسأله قلقا:
- طمني يا دكتور
ابتسم الطبيب بهدوء يضع لاصق طبي عند طرفي الشاشة ليحكم إلصاقه، أردف في هدوء:
- ما تقلقش الفازة كانت خفيفة والخبطة ما كنتش قوية لدرجة انها تأذيه
نظر خالد إلى أخيه الذي ينظر للفراغ يبدو متوترا قلقا، ليعاود النظر لحسام يردف بهدوء:.

- معلش يا دكتور، محتاج اتكلم مع عمر دقيقتين، في بلكونة في الاوضة تقدر حضرتك تستناني فيها دقايق
قطب الطبيب جبينه متعجبا من طلب ذلك الرجل ولكن ماذا يفعل، ما يعرفه عنه أنه رجل ذو نفوذ كبير، حرك رأسه إيجابا يتحرك بصحبة حسام إلى الشرفة في غرفة عمر، ليجلس خالد أمام أخيه الذي بلع لعابه مرتبكا، قبض خالد على تلابيب ملابس عمر يهمس لها محتدا:.

- أنا اللي هفتحلك دماغك، لو ما نطقتش وقولتلي ايه اللي خلي تالا تعمل كدة، قالتلي كلام ما فهمتوش فيديو وخاني ومش عايز يطلقني، فهمني
حرك عمر رأسه إيجابا يخفض رأسه لأسفل بخزي يقص على أخيه ما حدث طوال الفترة الماضية، ادمعت عينيه ما أن انهي كلامه يردف بخزي:
- أنا ليلتلها كنت مخنوق، من كتر الخناق، سمعت كلام شيطاني وروحت للزفتة ناردين وشربت و...

لم يقدر على نطقها فقط سالت دموعه في صمت، رفع خالد وجه اخيه بقبضة يده وفي لحظة هوي كفه على وجه أخيه، صفعه قوية شعر عمر بأن نصف وجهه الايسر تهشم من يد أخيه وضع يده موضع صفعه اخيه ليقبض خالد على ملابس أخيه شد على أسنانه يهمس بصوت غاضب:
- وزنيت يا بيه، كاتك الأرف، أنا قولت عمؤ كبر وعقل وعرف غلطته، القرف لسه بيجري في دمك، والله تالا معاها حق أنها تفتح دماغك...

أخفض عمر عينيه يحرك رأسه نفيا ليهمس بخفوت مخزي:
- حقك تصربني، حقك تموتني كمان، بس والله يا خالد أنا ندمت، ومن ساعة ما عرفت حقيقة الزفتة دي، وأنا بعدت عن كل القرف دا، وبحاول أصلح علاقتي بتالا، أنا بحبها اوي يا خالد، بس السكينة كانت سرقاني، المشكلة دلوقتي أن تالا مصممة على الطلاق، مش هقدر اطلقلها، وحياة لينا عندك يا خالد ساعدني، ورحمة ابوك ما تسبني، أنا مش هقدر اطلقها.

تنهد خالد تعبا يمسح وجهه بكفي يده يفكر جيدا بأن يتبري من تلك العائلة ويهرب بعيدا عن الجميع، جلس للحظات يفكر لتطرق في رأسه تلك الفكرة الخبيثة حرك رأسه إيجابا يعقد خطوطها داخل عقله لتكتمل الحلقة أمام عينيه تنهد ينظر لأخيه يردف حانقا:.

- ماشي يا عمر هساعدك، بس دي آخر مرة، قسما بالله لو عرفت أنك عملت اي حاجة تاني، هطلقها منك ورجلك فوق رقبتك، وهاخد البنات ومش هتشوفهم تاني، لاء ومش بس كدة هتجوزها، واسيبك تتعذب وأنت عارف إن مراتك بقت في حضن أخوك.

تنهد عمر حانقا ينظر في حقد يود لو ينقض على رقبته يخنقه على ما قال، تنهد يكتم غضبه يحرك رأسه إيجابا على مضض ليبتسم خالد ساخرا، ينظر لأخيه متهكما كم من السهل إغضاب ذلك الأحمق، اقترب من عمر يهمس له في خبث:.

- اسمع يا سيدي، أحنا هنتفق مع الدكتور يقول إن الخبطة عملتلك فقدان جزء من الذاكرة، أنك مثلا نسيت آخر خمس سنين في حياتك، وإن حالتك خطر وإن الزعل غلط عليك، طبعا تالا هتحس بالذنب وخصوصا أنك المفروض مش فاكر عملتك السودا، في الفترة دي بقي إنت تحاول تصلح النيلة اللي نيلتها...
ابتسم عمر في حماس يحرك رأسه إيجابا بخفة وقد كان ما خطط له خالد بالتحديد
Back.

عاد من شروده لترتفع شفتيه بابتسامة ساخرة يردد مع نفسه:
- بس على الله البيه يعرف يمثل وتالا ما تقفشوش من اول ما يفتح بوقه...
التفت عاد برأسه لذلك الجالس جواره يسوق بتهمل شديد ترتسم على شفتيه ابتسامة حالمية واسعة، ليضيق عينيه ينظر له متوعدا ليمد يده دون سابق إنذار يصفعه على رقبته من الخلف انتفض حسام في جلسته قطب جبينه يتمتم حانقا:
- ليه الغدر دا يا حج.

ابتسم خالد ساخرا ليعاود صفعه من جديد يتمتم متهكما:
- يا برئ، خاطب سارة بنت عمك ها، وعامل من بنها، قمة البراءة اللي في الدنيا
مسد حسام رقبته برفق التوي جانب فمه بابتسامة صغيرة واثقة التفت برأسه ينظر لوالده للحظات عاود النظر للطريق يردف في هدوء واثق:.

- بص يا بابا اي واحد مكاني كان حرفيا وأنا آسف في الكلمة هيرفض يعترف بأبوبتك بعد كل اللي عرفه لكن أنا لاء، أنا اصلا كنت ولازالت معجب جدا بشخصية حضرتك من كلام زيدان عنك، ولما قابتلك الهيبة بردوا يا باشا، انبهرت أكتر بشخصيتك وحبك لمراتك وبنتك، لما عرفت أنك أبويا، اتصدمت من أن حياتي كلها كانت كذبة، كنت بقاوح الشعور اللي جوايا إني جزء منك، بحاول أبعد عن حياتك بأي شكل، يوم ما جبتني القسم كانت القشة لما ايدك اتجرحت وبدأت تنزف، كنت هموت من الخوف ليحصلك حاجة، ما قدرتش اقاوح أكتر، أنت أبويا لو طلبت مني ارمي نفسي في النار هعملها، مستعد انفذ كل اللي تطبله، الا إني أبعد عن سارة، أنا أولي بيها من جميع النواحي، أنا آسف مش هبعد عنها، الا لو هي رفضت وجودي في حياتها وطلبت مني أبعد ساعتها هبعد، غير كدة لاء.

حين انهي كلامه كانت السيارة قد وصلت إلى منزل شهد، نظر خالد لحسام يتمتم ساخرا قبل أن ينزل:
- ابقي شوف مين هيجوزهالك
نزل خالد ليتبعه حسام يتمتم ساخرا:
- المأذون طبعا..
توجه خالد لأعلي بصحبة حسام، تقدم حسام يفتح الباب لتتقدم شهد سريعا تغمغم بتلهف:
- كدة يا حسام كل دا تأخير..

وصمتت وقعت عينيها على الذي دخل توا خلف حسام لتصمت فقط ارتسمت على شفتيها شبح ابتسامة مريرة باهتة، كانت تظن أنها بزواجها منه تنتقم لنفسها منه ولكن مؤخرا ادركت انها تنتقم من نفسها فقط، ابتعدت قليلا عن الباب رفعت وجهها تنظر له تتمتم متهكمة:
- طب الحمد لله انك لسه فاكرنا...
حمحم حسام يحاول كسر حدة التوتر السائدة اردف سريعا بمرح:.

- ايه يا ست الكل ما فيش عشا ولا ايه، عصافير بطني بتصوصو ولا انزل اتعشي عند طنط ندي
ابتسمت شهد بخفة تحرك رأسها إيجابا توجهت ناحية المطبخ ليقبض خالد على تلابيب حسام يقربه منه يهمس له محتدا:
- مين طنطك ندي دي ياض
ابتسم حسام بزهو يعدل من تلابيب ملابسه يهمس بولة مرح:
- آه على طنط ندي وطبيخ طنط ندي وبنت طنط ندي
رفع خالد حاجبيه متهكما ينظر لابنه ساخرا ليتمتم قائلا:.

- وعاملي فيها سوما العاشق، يا ابو عين زايغة، خد ياض
دس يده في جيب بنطاله يبحث عن حافظته الجلدية ولكن عذرا لا شئ، تنهد يردف حانقا:
- وكمان مش معايا المحفظة، قلب نفسك كدة يا حبيب ابوك وانزل هاتلي قميص وبنطلون وعلى الله يا حسام تختار الألوان العرة اللي بتلبسها
ابتعد حسام عن أبيه ابتسم مغترا بحاله يقول في إباء زائف:
- وكمان هصرف عليكوا، يلا اهو الواحد بيزكي، يا نهار اسوح.

قالها ليفر راكضا من أمام أبيه فتح باب المنزل يتوجه لأسفل، تنهد خالد تعبا وجوده هنا حقا يشعره بالاختناق، أخرج الهاتف من جيبه يضعه على الطاولة متوجها إلى المرحاض، مر في طريقه على المطبخ حيث تقف شهد رآها توقف للحظات ليراها تمسك شريط أقراص قطب جبينه متعجبا حين رآها تضع قرصين في كوب العصير، لمح بعينيه طرف شريط الاقراص ليبتسم ساخرا منوم كانت تستخدمه لينا قديما، شهد تخطط لجعله يبيت هنا الليلة، حمحم بخفوت لتنتفض على صوته تخفي الشريط تبتسم متوترة تردف:.

- فففي حاجة يا خالد
ابتسم لها بهدوء يحرك رأسه نفيا ليأخذ طريقه للمرحاض أغلق الباب خلفه لتطل برأسها من المطبخ تنهدت تهمس مع نفسها حائرة:
- يا ترى شافني، كان سألني لو شافني...

توجهت إلى المطبخ تنظر للكوب للحظات لتمسكه تسكب ما فيه في الحوض القت الكوب تأخذ طريقها للخارج، رأت هاتفه هناك على الطاولة، فضول هو فقط فضول انثي أمسكته تفتحه لتري صورة للينا وهي تضحك شدت على الهاتف بعنف ترغب في كسره حاولت فتح الرقم السري ليفتح، كتبت اسمه هو أولا فلم يفتح، بلعت لعابها تكتب اسمها، لتنفتح الشاشة على صورة أخري لها وهي بين احضانه، الضحكات تعلو وجه كل منهما، تحركت تفتش في الصور الخاصة به، لتشتعل نيران قلبها وهي ترى مئات لا مبالغة في كلمة آلاف الصور لها، ولها وله ولهما معا مع ابنتهما، وذلك الشاب زيدان، كان قلبها يحترق بالكاد منعت دموعها من الانهمار، لتنتفض حين شعرت بهاتفه يرن، لتظهر صورة أخري لها واسم لوليتا يضئ أمامها، لحظات تنظر للهاتف نظرت حولها هنا وهناك خالد لا يزال في المرحاض ارتفجت يديها وهي تفتح الخط تضع الهاتف على اذنيها فسمعت صوت لينا تهتف قلقة:.

- أنت فين يا خالد، طمني ايه اللي حصل، الو، الو، خالد
لحظات طويلة من الصمت تستمع فيها إلى صوت غريمتها، نيران تلتهب في اوصالها بصعوبة فتحت فمها لترد بتوتر ظاهر:
- خالد بيتعشي
عقدت الصدمة لسان لينا وهي تسمع صوت امراءة غريبة تجيب على هاتف زوجها، استجمعت شتات نفسها لتصيح غاضبة فيها:
- وأنتي مين وازاي تردي على موبايل جوزي، الو ما تنطقي، أنتي مين.

بلغ الغضب بشهد مبلغه كادت أن تصيح فيها وتخبرها أنها زوجته حين شعرت بالهاتف يُجذب من يدها بعنف، رفعت وجهها للفاعل ليصفر وجهها حين رأت خالد يقف أمامها يرميها بنظرات حادة غاضبة، اغلق الخط يضع الهاتف في جيب سرواله، ليقبض على رسغ يدها جذبها تقف امامه شد على أسنانه يصيح غاضبا:
- اديني سبب واحد يخليكي تردي على موبايلي، وخصوصا وأنتي شايفة اسم لينا.

نزعت يدها من يده بعنف عادت خطوة للخلف تنظر له حاقدة لتصيح بقهر:
- أنا مراتك زيي زيها، ااا
قاطعها قبل أن تكمل بسط يده أمام وجهها يحرك رأسه نفيا بخفة اقترب منها تلك الخطوة التي ابتعدتها ليصبح امامها مباشرة مال برأسه ناحيتها يحركها نفيا بخفة سلط عينيه على عينيها يهمس لها بهدوء حذر:.

- فاكرة، أكيد لسه فاكرة، قولتلك هحققلك اي حاجة تتمنيها، كل اللي نفسك فيه، أنا مستعد أعلمه، اعتبريني مصباح علاء الدين، بس انتي سيبتي كل دا واصيتري اني اتجوزك وكان شرطي واضح، هنتجوز في السر من غير ما لينا تعرف صح ولا لاء، انتي اللي اختارتي يا شهد، وأنا لسه عند كلمتي، لو حابة نتطلق واعتبريني بردوا مصباح علاء الدين وهحققلك كل اللي نفسك فيه، فكري يا شهد.

تركها التفت ليغادر ما كاد يتحرك خطوتين يفكر في حل لتلك المصيبة سمعها تهتف من خلفه:
- أنا مريضة قلب
توسعت عينيه في دهشة التف لها سريعا ليجدها تتحرك ناحية التلفاز رفعت المفرش لتخرج ظرف لتحاليل طبية، اقتربت منه تضع الظرف في يده مسحت دموعها المتساقطة رغما عنها لتقف أمامه ابتسمت تردف متهكمة:.

- أنا مريضة قلب، وحالة القلب ما عدش ينفع معاها علاج لازم عملية ونسبة نجاحها مش مضمونة فما تقلقش أنت هتخلص مني قريب، قريب اوي كمان
اقترب منها يمسك ذراعها يسألها سريعا:
- وليه ما قولتليش، ليه سايبة نفسك تموتي، عشان حسام حتى مش عشان اي حد في الدنيا، حسام بيحبك، حسام روحه فيكي، ما فكرتيش فيه وانتي بتنهي حياتك...
ادمعت عينيها ليهطل سيل دموعها تغرق وجهها حركت رأسها نفيا بخفة تهمس بصوت خفيض ضائع:.

- ربنا وحدة أعلم إني ما بفكرش غير فيه، خايفة من الموت بس عشانه عرفاه مش هيستحمل بعدي عنه، حسام كل حياتي عمرك ما هتلاقي في طيبته ولا في حنيته، خليك جنبه لما أنا أمشي، مش عايزاه يتكسر ببعدي عنه
تنهد بحرقة يشعر بالشفقة عليها وعلى طفله وعلى نفسه وكأنه في دوامة مغلقة من المشاكل تأتي له من كل حدب وصوب، زفر أنفاسه يردف بهدوء:.

- ما تقوليش كدة يا شهد، هتعملي العملية وبإذن الله هتخفي وتعيشي، عشان حسام وعشان نفسك
ابتسم لها ابتسامة أخيرة يربت على وجهها برفق قبل أن يغادر ويأخذ معه الأوراق الخاصة بحالتها، عائدا إلى منزله.

في منزل خالد السويسي، في غرفة لينا السويسي
وقعت كلماته عليها وقع الصدمة، صدمة الجمت لسانها توسعت عينيها تنظر له مذهولة كيف عرف، هل اخبرته والدتها ولكن متي، ربما تواصلت معه قبل أن يأتي وأخبرته، أهذا هو السر الذي طلبت منها حفظه، رفعت وجهها تنظر له حانقة تردف محتدة:
- حامل ايه، ايه الهبل دا، لاء طبعا...
التفتت تعطيه ظهرها متوجهه ناحية الحوض ليمسك بذراعيها يلفها إليه ابتسم يقول ساخرا:.

- لاء مش هبل، أنا مصاحب اخوكي بقالي سنين وفي السنين دي كان معظم الستات اللي بتتصل عندها نفس أعراضك دي بتبقي حامل...
اشتعلت أنفاسها غضبا تشتم حسام في نفسها، رفعت وجهها لذلك المسمي زوجها لتدفعه بعيدا عنها تصيح فيه غاضبة:
- قولتلك مش حامل مش زفت، وابعد عني بقي، وامشي اطلع برة
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا غضبها الزائد كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
- وانتي متعصبة كدة ليه ولا دي عصبية الحمل.

شدت على اسنانها تغرز اظافرها في كف يدها تود لو تنقض عليه وتغرز اظافرها في رقبته ولكنها حقا تخشي الاقتراب من رائحته من جديد، لن تتحمل موجة تقئ أخري جسدها لم يعد به شئ، ابتعدت عنه تخرج من المرحاض تحاول استعادة هدوئها حتى لا يشك بها، قطبت جبينها متعجبة حين خرجت ولم تجد مايا نائمة، ربما استقيظت على صوتها وهي تصرخ مما يفعل وخرجت من الغرفة، وقفت في منتصف الغرفة تحاول تهدئة دقات قلبها المتسارعة، هي وهو في غرفة واحدة آخر موقف جمعهم في ذلك الوضع كانت مأساة حقا، التفتت له تشير إلى باب الغرفة تهتف بهدوء تام:.

- لو سمحت اطلع برة، أنا تعبانة وعايزة أنام
ابتسم في خبث لتراه يقترب منها هو للأمام وهي للخلف تبتعد عنه تتسارع دقات قلبها خوفا منه، خلع قميصه يلقيه بعيدا لتتوسع عينيها هلعا، خاصة حين اقترب وقف على بعد خطوتين منها ابتسم يردف ببراءة:
- على فكرة أنا قلعت القميص عشان ريحته ما تخنقيش وما تخنقش الجنين، مش عشان قلة الأدب اللي في دماغك.

توسعت عينيها في غيظ قطبت جبينها تنظر له غاضبة اشهرت سبابتها أمام وجهه تصيح فيه بشراسة:
- قولتلك أنا مش حامل، وأنت اللي دماغك قليلة الادب مش أنا، واتفضل اطلع برة أنا تعبانة وعايزة أنام
ابتسم في خبث ليرتمي بجسده على الفراش يفتح لها ذراعيها يغمغم مبتسما:
- ايوة فعلا هما الحوامل بيحبوا يناموا كتير تعالي يا حبيبتي يلا نامي.

اسبلت عينيها تنظر له في دهشة، ذلك الرجل مختل عقليا بكل ما تعنيه الكلمة من معني، التقطت الوسادة المجاورة له تلقيها عليه بعنف تصرخ فيه:
- امشي اطلع برة، أنا قولتلك أنا مش حامل، مش حامل، هو بالعافية، عايزني انام في حضنك، دا أنا أنام في حضن عقرب ولا أنام في حضنك
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما تتفوه به جلس على الفراش يربع ساقيه تجاهل كل ما يقول ابتسم يقول ببرود تام:.

- ما تتعصبيش يا حبيبتي العصبية غلط على اللي في بطنك، مش بتتوحمي على حاجة غريبة مانجة موز، رنجة، انتي عارفة حسام قالي كدة أن واحدة جاتله كانت بتتوحم على اسمنت هتموت وتاكل اسمنت، اجبلك جبس.

أحمر وجهها يكاد ينفجر من شدة غضبها وهو يجلس بارتياح على فراشها يستفزها ببروده، قاطع تلك اللحظة صوت رنين هاتفها الملقي جواره على الفراش التقطه ينظر للاسم ليتجهم وجهه المبتسم، غضب قاسي احتل قسماته حين أبصر اسم معاذ يضئ على شاشة هاتفها، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليسمع صوت معاذ يقول:
- مساء الخير يا لينا اخيرا رديتي بتصل بيكي من الصبح ما بترديش، عاملة ايه طمنيني عليكي...

شد زيدان قبضته على الهاتف يكاد يعتصره بين أصابعه رسم ابتسامة ساخرة على شفتيه يردف متهكما:
- لينا في حضن جوزها يا حبيب قلب بابا وماما، واحسنلك تبعد عنها، عشان المرة الجاية اللي هلمحك فيها هسفرك رحلة مجاني للآخرة...
واغلق الخط في وجهه يلقي الهاتف بعيدا رفع وجهه للينا ليجدها تنظر في دهشة فمها مفتوح يكاد يلامس الأرض ما هي الا لحظات وانفجرت تصرخ فيه:.

- أنت ايه يا أخي، مين اللي اداك الحق ترد على موبايلي، وكمان بتهدده مش كفاية اللي عملته فيه، إنت ايه لا دم ولا إحساس
قام من فراشها متهجا إليها قبض على ذراعيها بكفيه يقربها منه ابتسم يقول بهدوء:.

- مش قولتلك ما تتعصبيش العصبية غلط على اللي في بطنك، على ما نكشف ونتآكد انتي حامل ولا لاء، اما بقي بالنسبة لمعاذ فأنا مش مركب قرون قدامك عشان اسيب راجل غريب بيكلم مراتي، عيزاني اعمل ايه اديكي الموبايل واقولك لينا خدي يا حبيبتي معاذ عايز يطمن عليكي، أنا جوزك شرعا وقانونا، ليا الحق اخدك البيت دلوقتي حالا، انا بس سيبك لحد ما نفسيتك تهدي، اللي حصل رغم اني ما كنتش في وعي الا أنه صعب، وأنا مديكي كامل الحق لزعلك ومستحمل كلامك اللي زي السم لحد ما تهدي وتروقي وتصفي وبعدين هنرجع زي الأول.

اقترب يقبل جبينها يمسد على خصلات شعرها برفق لتدفعه بعيدا عنها انسابت دموعها تشعر بكل كلمة قالها حقيقة تقيدها بقيد من حديد ساخن، حركت رأسها نفيا بعنف تصيح من بين دموعها:
- احنا عمرنا ما هنرجع زي الأول...
ابتسم يلتقط قطعة شوكولاتة يدسها في فمها برفق لثم وجنتها بقبلة خاطفة يغمغم بحنو:
- فعلا احنا هنرجع أحسن من الأول كمان، أنا وانتي وابننا او بنتنا.

رفعت وجهها تنظر له بحقد ليقطع تلك اللحظات صوت حمزة يصرخ باسم زيدان من أسفل خرج زيدان يركض وخلفه لينا توجها لمصدر الصوت شهقت لينا فزعا حين رأت والدتها أرضا فاقدة للوعي، صرخ زيدان باسمها فزعا ليتوجه إليها يحملها بين ذراعيه يركض لأعلي إلى غرفتهم، دخل إليها لتساعده لينا على وضعها على الفراش تفك حجابها برفق تخلع حذائها، توجه زيدان يجلب زجاجة عطر خاصة بخاله يرش على يده اما لينا التقطت زجاجة المياة تمسح على وجه والدتها برفق تهمس لها خائفة مذعورة:.

- ماما فوقي يا ماما، ماما ردي عليا...
اقترب زيدان منها رش بعض العطر على كف يده يضعها بالقرب من أنفها، لينا تكاد تبكي من الخوف تمسك يد والدتها تشد عليها...
لحق بهم حمزة يصيح قلقا:
- أنا هتصل بالدكتور، هو خالد فين، دا وقت يختفي فيه
بتفوق اهي استني يا خالي، هتف بها زيدان متلهفا حين بدأت لينا تحرك عينيها ببطئ شيئا فشئ تفتحهما ببطئ شديد، تتأوه بصوت خفيض هرعت لينا تجلس جوارها تصيح متلهفة قلقة:.

- ماما انتي كويسة، حصل ايه...
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي لينا تحرك رأسها إيجابا تحاول طمئنه ابنتها، اقترب زيدان منها يمسك كف يدها يلثمه بقبلة طويلة خائفة، كاد قلبه أن يتوقف قلقا حين رآها بذلك الشكل، تنهد يهمس بارتياح:
- الحمد لله أنك بخير، كدة تخضينا عليكي
ابتسمت في ارهاق تمد يدها تربت على رأس زيدان تهمس بإجهاد:
- ما تخفش يا زيزو أنا كويسة، أنا بس دوخت، حسيت بهبوط ودوخت.

انتفضت لينا عند ذلك الحد تنظر لوالدتها تعاتبها لتهتف سريعا:
- عشان ما كلتيش قعدتي تأكلي فيا وما كلتيش، أنا هنزل اجبلك عصير واكل
وقبل أن تعطيها فرصة للرد تحركت تنزل لأسفل، حمحم حمزة حرجا ينظر أرضا:
- حمد لله على سلامتك يا لينا، أنا هروح اتصل بخالد اشوفه فين.

رحل هو الآخر ليبقي زيدان جوارها جلس على ركبتيه جوار فراشها يمسك بكف يدها يقبله، رفع وجهه ينظر لعينيها الشاردة ملامحها المجهدة الحزينة ادمعت عينيه كأنه فقط طفل صغير يهمس لها مرتبكا خائفا:
- خلي بالك من نفسك عشان خاطري، مش هستحمل يحصلك حاجة، فاكرة لما قولتيلي وأنا صغير اعمل لنفسك ذكريات عشان تفتكرها وتضحك لما تكبر
ابتسمت تحرك رأسها إيجابا لتتساقط دموع خفيفة من عينيه ابتسم يردف من بين دموعه:.

- ما عرفتش اعملها لوحدي، كنتي دايما جنبي بتحاولي تخلي حاجة ذكري سعيدة عشان افتكرها، فاكرة لما اتأخرت بليل وانتي قولتي لخالي دا راح يجيبلي سكر
خرجت ضحكات ضعيفة من بين شفتيها تردف:
- وخالك فتح دولاب المطبخ لقي يجي خمسين كيس سكر، ولما رجعت بيسألك فين السكر قولتله رميته في البسين عشان تبقي ميته مسكرة، خالك يومها كان هيغرقني أنا وأنت في البسين.

كانت دموعها تتسابق مع ضحكاته ينظر لها يحرك رأسه كأنه طفل صغير، مدت يدها تسمح دموعه المتساقطة ليردف بعدها قائلا بامتنان:
- فاكرة أيام ما كنت في ثانوية عامة، وكنتي بتفضلي سهرانة معايا طول الليل، لما كنت بتعب وبتبقي دايما سهرانة جنبي، لما كنت بتأخر مع أصحابي وخالي يتعصب وخلاص هيضربني، وتجري تقفي قدامي تحوشيه عني، ماما عشان خاطري أنا هموت لو حصلك حاجة.

اسندت كفيها على الفراش لتنتصف جالسة، جذبته تحضتن رأسه تمسد على خصلات شعره بحنو تهمس له برفق:
- أنا كويسة يا حبيبي والله كويسة، ما تعيطش بقي خلاص
أبعد رأسه عنها يمسح دموعه بكفي يده يحرك رأسه إيجابا كأنه فقط طفل صغير، في تلك اللحظة دخل خالد مندفعا إلى الغرفة هرول إليها يخفيها بين ذراعيها يصيح فزعا:.

-مالك يا لينا، حمزة بيقولي اغمي عليكي، انتي كويسة يا حبيبتي، حصل ايه، حصل ايه يا زيدان وازاي ما اتصلتوش بالدكتور، وأنت قاعد هنا بتنيل ايه...
ابتعدت لينا عن صدر خالد تنظر له بجفاء نظرات فارغة من اي مشاعر ليحمحم زيدان، خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه
ليحتضن خالد وجه لينا يسألها فزعا:
- مالك يا لينا، فيكي ايه يا حبيبتي، أنا هكلم دكتورة.

التقط هاتفه يرغب في الاتصال بأحد الأطباء لتجذب لينا منه الهاتف رفعت وجهها تنظر له نظرات خاوية تردف:
- أنا كويسة ما فيش داعي تكلم حد
ابتسم لها قلقا يعاود عناقها من جديد يشدد على ضمها لصدره توسعت عينيه يبلع لعابه حين سمعها تردف فجاءة:
- مين اللي ردت على موبايلك يا خالد
ابعدها عنه يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه فتح فمه ليتحدث لتبادر هي تقول راجية:.

- من غير كذب، عشان أنت الفترة اللي فاتت بقيت بتكذب عليا كتير
اختفت الابتسامة من فوق شفتيه ينظر لعينيها مباشرة ليري فيها صراخات صامتة نظرات مزيج من الألم والعذاب، ليعاود الابتسام من جديد يقول في هدوء:.

- دي والدة تالا، عمر عمل حادثة بالعربية وكان هيدخل في غيبوبة وفقد جزء من الذاكرة، بس الحمد لله فاق بس الجو هناك كان بشع الكل خايف متوتر، عمر كان فاق بقاله مدة بس بسبب الحادثة وذاكرته اللي ضاعت دي حالته النفسية كانت زفت جدا، والدكتور قال لازم يتغذي، فقعدت معاه ااكله لما موبايلي رن ما كنتش عارف أمسكه واللي كانت جنبي والدة تالا، لأن تالا كانت منهارة حرفيا، ردت عليكي وبتقولك خالد بيتعشي روحتي داخلة فيها شمال الست اتخضت، راحا قافلة السكة وقالتلي خد كلمها إنت، دي بتزعقلي.

قصة محكمة بها كم كبير من المعلومات المفزعة، توسعت عينيها فزعا عمر، حادث، فقد ذاكرته، والدة تالا، ستطلب تالا تتأكد منها مما يقول، اجفلت من شرودها على يده تتحرك أمام وجهها يردف بعدها:
- على فكرة احتمال سارين وعثمان نعمل فرحهم هنا، بس لسه مش متأكد.

حركت رأسها ايجابا عادت لشرودها عقلها يرفض تصديق ما قال، ولكن قلبها يرفض وبشدة خالد يفعل شيئا سئ، خالد يخفي شيئا، قلبها يعرف هو ليس فقط شعور، أما هو كان في عالم آخر، يفكر شهد سيساعدها تجري الجراحة وتصير على خير ما يرام وسيطلقها وينتهي الكابوس للأبد او هكذا خطط وظن!

على صعيد قريب في غرفة بدور تجلس على فراشها تبكي تنهار دموعها بلا توقف لما عاد، بعد ما فعل لن تنسي، صحفت كثيرا، لأجله لأجل أطفالها لأجل منزلها أن يستمر يبقي تستمر الحياة، عشرات المرات رأت فيها رسائل ومحادثات له مع سيدات، كلمات مقززة تقرئها تطعن قلبها تبعثر أنوثتها وتصمت، كم مرة أهان حبها كلماته الجارحة مزقت انوثتها الحزينة، كان يعاملها بأنه حيوان لا يشعر يأخذ حقه منها بقسوة ووحشية والآن عاد، تبقي فقط أيام وتنتهي العدة، أيام وتصبح حرة، حمزة رجل جيد يحترم آدميتها يحبه الاطفال ماذا ستريد أكثر اجفلت من شرودها على صوت رنين هاتفها رقم غريب لا تعرفه ترددت كثيرا ولكنها في النهاية اجابت توقف نابضها حين سمعت صوته البغيض:.

- اهلا اهلا ببنت الباشا اللي رايحة تتجوز أخوه، بصي بقي يا بدور هانم جواز من غيري مش هيحصل ويكون في علمك بقي انا هردك انتي لسه في عدتي..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة